في بيتنا عاملة
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 19/1/1433 هـ
تعريف:

 في بيتنا عاملة


تفريغ نصي الفاضلة رملة العلوي


روي عن أبي ذر الغفاري رضوان الله عليه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله (( اخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان تحت يديه أحد من اخوانه فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم )) ..
حديثنا سيتناول : موضوع العلاقة مع من يكون من العاملين في المنزل أو ما يطلق عليهم الخدم ومن شابههم , هل ينبغي أولاً أن يكون للإنسان خادم أو لا ينبغي ؟ يعني هل الأفضلية في الرؤية الإسلامية أن يكون للإنسان خادم يعينه في البيت أو لا ؟
 خادم ( تطلق على الرجل وعلى المرأة ) ولذلك عندنا في الرواية أن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام طلبت من أبيها خادماً وخادم لا تعني رجل بل امرأة , وبعض الألفاظ في اللغة العربية لا تحتاج إلى تأنيث مثل : حائض لا نقول حائضة وإنما يكفي أن تقول حائض وهذا اللفظ يشير إلى الأنثى , وخادم من الألفاظ التي يمكن أن تطلق على الرجل فنقول فلان زيد خادم لفلان ,
قنبر خادم لعلي عليه السلام وأيضاً تطلق على وأيضاً تطلق على الأنثى فيقال فضة خادم لفاطمة عليها السلام ,
أول سؤال : هل الأفضل من الناحية الشرعية أن يكون للإنسان خادم في منزله وبالذات بالنسبة للمرأة يكون خادم أم لا ؟
هناك رأيان : 1/ رأي يقول الأفضل لا يكون شخص ثالث غير الزوجين والأولاد ، إذا جاءت عاملة منزلية أو خادم حسب التعبير خادمة بحسب التعبير الشعبي فإنها سوف تتسبب في أمور مختلفة منها أنها ستراقب الوضع بين الزوجين وربما تدخلت في بعض الأمور وربما نظر إليها بعض الأولاد أو نفس الزوج فتؤثر أثراً سلبياً على الحياة الزوجية , بالعكس الإنسان يحتاج أن يكون في منزله مسترخياً منبسطاً  داخل المنزل فهذا لن يكون مريحاً بالنسبة له أضف إلى ذلك تنطلق هذه النظرة من أن ( العاملون في بيوتهم هم الصديقون من أمتي ) إذا تولت الزوجة العمل في المنزل وخدمت زوجها واعتنت بأولادها هذا يصنع علاقة زوجية حميمة راقية بين الزوج والزوجة وبين الأم والأولاد , يشعر الزوج زوجته أنها تنفق من وقتها وجهدها من أجل اراحة هذه الأسرة ، مثلما أن الزوج يخرج إلى العمل ويكدح كذلك هناك طرف آخر في هذه العلاقة وهي الزوجة تقوم بأمور البيت وتدبيره وتهيئته ولا ريب أن في كل عمل تعمله إذا كانت قاصدة بذلك صيانة الاستقرارفي الأسرة متوجهة إلى الله تعالى فإنها تنال ثواباً كبيراً حتى ورد في بعض الروايات ( أيما امرأة رفعت شيئاً من بيت زوجها ووضعته في مكان آخر تريد به صلاحاً إلا قيل لها ادخلي من اي ابواب الجنة اردتي )
مثلاً هذا الثوب ترفعه من مكان لآخر بشكل مرتب تريد به صلاحاً في هذا المنزل هذا يسبب ان يقال لها يوم القيامة ادخلي من أي ابواب الجنة اردتي يعني هذا من المؤثرات والأسباب في دخولها الجنة باعتبار أنها تقوم بوظيفتها بنحو أفضل ، بناء على هذا يقول أصحاب هذا الرأي : أولاً وجود فرد ثالث مثل العاملة هذا سيؤثر أثراً سلبياً على العلاقة بين الزوجين وربما يؤثر في داخل المنزل أثراً سلبياً على الأولاد , أضف لذلك أن العلاقة الزوجية الخاصة وصيانة الاستقرار تتطلب أن تهتم الزوجة اهتماماً بالغاً بزوجها وأولادها ولذلك يقول اصحاب هذا الرأي الأفضل أن لا توجد عاملة داخل المنزل .
الرأي الآخر مقابل هذا ويقول ربما كان في الأزمنة السابقة يمكن للزوجة أن تقوم بكل شؤون البيت بالإضافة للاهتمام بزوجها وأولادها باعتبار البيوت قليلة المساحة وقليلة الاحتياجات , واليوم أصبحت بعض البيوت مثل الديرة الله يوسع علينا وعلى جميع السامعين في رزقهم وأموالهم وفي بيوتهم , أصبحت الدار الوسيعة مطلب من المطالب , الإنسان ينفق الأموال كثيرة في هذا الصدد , وأصبحت هذه الدار تتطلب الكثير من الأجهزة فقيام الزوجة بكل هذه الأمور وقيامها بالاهتمام بالأبناء والزوج يكلفها الكثير من صحتها وبالتالي الأفضل أن تستعين بمن يعينها كالعاملة وما شابه ذلك وأن تحاول قدر الإمكان أن تتجنب الآثار السلبية لوجود هذه العاملة بناء على هذا يقول إن الوضع الاجتماعي الحديث يتطلب أن يكون في البيوت لا سيما إذا أضفت أحياناً عنصر  أن الأم تكون موظفة أو عاملة يجعل الأمر ضرورياً ليس مجرد تحسين , الحق في المسألة هو دوران القضية مدار الحاجة أحياناً نتحدث عن المباهاة والفخر فلانة تقول لو تحبني كان جبت لي بدل الواحدة عاملتين مثل فلانة كيف يحبها زوجته جايب لها ثنتين ،
هذا الكلام لا ينبع من حاجة وإنما ينبع من مناظرة ومن نظر لبعض الأقران حتى يبينوا أنهم أغنياء فللفخر والمباهاة وهم ما يحتاجوا شغالة وربما يحتاجوا شغالة واحدة ولنهم عندهم أكثر , مثل هذا الأمر لا ريب أنه لا ينبغي ، المدار ليس مدار المفاخرة ولا المناظرة ولا المباهاة وإنما المدار هو مدار الحاجة اذا بالفعل هناك حاجة يستحق أن يبذل مبالغ مالية لأن الأمر مكلف وبالإضافة لذلك يكلف الأمر مراقبة أكثر وملاحظة للبيت بشكل أكثر , إذا عندك أولاد عليك أن تلاحظ إذا فيه حالة أخلاقية غير طبيعية , لا بد أن تلاحظ هذه المرأة لكي لا تسبب مشاكل بين الزوج والزوجة وحذه كلها أثمان يدفعها اإنسان غير الثمن المادي ثمن اجتماعي فإذا كانت هناك حاجة لهذا الموضوع لابد أن يدفع الثمن وأما إذا كان لا , يبقى إلى مستوى الحاجة الملحة فالأفضل أن يستغني الإنسان .
على أي حال الأمر الآن أصبح ظاهرة اجتماعية لست في صدد نعمل أم لا .
قلّ أن يخلو بيت من البيوت من وجود عاملة فيه ولذلك ينبغي أن يلتفت الإنسان إلى مجموعة من الملاحظات عندما تأتي العاملة لداخل البيت ينبغي أن يلاحظ الإنسان عدد من المحددات واحد منها أن هذه ليست مشروع استثمار جنسي , قسم من الناس يخلطون بين دور العاملة وبين دور الجارية وبائعة الهوى , هناك فرق
هذه امرأة قد تكون على مستوى أخلاقي عالٍ جداً وقد جاءت من أجل أن تبذل جهداً عضلياً في مقابل أن تستلم مبلغاً مالياً كما هو الحال في كثير من العاملات , في غير قضية البيوت كثير من الأماكن إما تبذل جهداً فكرياً وإما تبذل خبرة وإما تبذل جهداً عضلياً مقابل مبلغ من المال تستلمه آخر الشهر .
تعمل في المستشفى وفي السوق وفي الشركة تبذل جهداً مقابل مبلغ من المال , عذع المرأة لم تأتِ لتبذل عرضها هذا ليس مكانها لو ارادت فهناك أماكن مخصصة .
أكرر القول فقط أنبه على هذا الأمر قسم من الناس يخلطون بين الأمرين فيتصور أن هذه المرأة التي جاءت من بلد بعيد لتعمل ليس عندها مانع تبيع شرفها مقابل مبلغ من المال , الغالب ليس هكذا مثل اي مكان ذهبت نساء لكي تعمل في التمريض ليس ضروري أن رئيسها يعتقد أنها جاءت تبيع عرضها كلا ,
هذه شريفة عندها مبادئ وأخلاق نعم قد يكون بين العاملات من يكون مستواها الأخلاقي مستوى وتواضع ولكنها نسبة لا تكاد تذكر مثلما أن النسبة موجودة في مجتمعنا في كل مجتمع من المجتمعات يوجد هناك فئة ليست على مستوى أخلاقي وحاضرة تبيع عرضها بأي طريقة مثل ما موجودة عندنا موجود عند غيرنا ولكنها لا تشكل نسبة مهمة في كل مجتمع نسبة ضئيلة جداً فلا يتصور الإنسان أن هذه المرأة التي جاءت لكي تعمل في هذا المنزل جاءت لكي تبيع عرضها وشرفها هنا ينبغي أن نستدرج هذا خلط بين شخصية العاملة تبذل جهد مقابل مال وغيرها وهي بنت الهوى تبذل عرضها مقبال المال وهذه مكانها ليس البيوت ينبغي الالتفاتلهذا الأمر , والأمر الآخر الذي ينبغي الالتفات إليه هو أن قسم من الناس عنده شعور غلط أن هذه جاية تتآمر على الأسرة  وهذا كذب وغير صحيح وهناك تضخيم كبير جداً لهذه المسائل مع النساء ترى الحديث كله عن سيئات العاملات ، أنتم من جئتم به من آخر الدنيا بأكثر الأثمان ويا ليت لو تقول المرأة قررت أن لا اجلب أحد بل يزداد أكثر , لاهي جاءت باختيارها ولا هي بحثت عن هذا البيت وغالباً هؤلاء يتأثرن بمقدار التعامل معهن إذا أحسنت تلقى الإحسان وإذا أسأت تلقي الإساءة , يبقى نستثني نسبة قليلة جداً , تصور مثلاً انك تسمع في هذه القرية فلانة عاملتها شردت أو سرقت ولما تحسب هذه الحوادث من مجموع العدد الكلي يكاد لا يذكر , يوجد في بلادنا قريب من مليون عاملة مثلاً من اندونيسيا فإذا صارت ألف حادثة يعني واحد في الألف .
فعندما يذكر الطابع العام فلا يذكر بالمقابل كم واحدة أُخذ مالها وكم واحدة عُنفت وكم واحدة طُردت ولم تُعط حقوقها وإنما يذكر ذلك الجانب فلا يصح أن يتصور الإنسان أن هذه المرأة جاءت من بلدها لكي تعمل مشكلة جاءت بأدوات السحر حتى تسحرني وتسحر أهلي , هذا توهم وكثيراً ما يكون نوع من الهروب من المشكلة الحقيقية والتغطية عليها ,
مثلاً افترض عندي مشكلة مع زوجتي أخلاقي سيئة وعصبي المزاج فتقول زوجتي ربما من العاملة , لا بل من أخلاقك السيئة وعدم صبرك وعنفك وعدم تسامحك
بعض الرجال عندهم بخل لا يكاد يصدق حقيقة بعض الرسائل يتعجب منها الإنسان عنده قدرة مالية مع ذلك حتى مائة ريال لا توصل لزوجته مثل الهلال .
لماذا تدخر هذه الأموال وتجعلها عندك ؟ جد بها والله يعوضك ، عبد الله بن جعفر الطيار زوج السيدة زينب عليها السلام قالوا له كلما جاء أحد اعطيته من اقاربك وأرحامك وغير أقاربك بتخلص فلوسك , عطاء بلا حدود .
قال أن الله عودني عادة وأنا عودت الناس عادة واخشى إن قطعت عادتي عن الناس الله يقطع عادته عني , الله عودني أن يعوضني ما ابذل , عندنا ملَك كل ليلة جمعة ينزل إلى السماء الأولى يقول اللهم اعطِ كل منفق خلفاً واعط كل ممسك تلفاً ,
إذا الإنسان ما انفق على زوجته وأولاده ينفق على من ؟
حالة سخاء لا بد تكون عند الإنسان فإذا كان بخيلاً وصارت مشكلة مع زوجته فيتهم العاملة سوت سحر وخربطت العلاقة , من خرب علاقتك الزوجية هو بخلك هو أنك تحاسب على القطمير وتتبع كل شيء , وأتك لا تسامح ...
الإيمان المبالغ في قضايا السحر قد يؤدي إلى الشرك بالله إذا واحد يعتقد أن هناك مجموعة من السحرة يتصرفون في الكون كما يحبون يطلق هذا ويعطي هذا ولد       اي وقت يريد هذا يعني أنه ليس لا شريك له بل له عشرات الشركاء وهذا غير صحيح (( من قصد منجماً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما نُزّل على محمد )) اللهم صل على محمد وآل محمد .
لأن محمد جاء يقول الله هو الرزاق هو المانع هو الذي يهب لمن يشاء أناثاً ويهب لمن يشاء الذكور , وأنا أقول هذا الساحر هو الذي يعطي , يجمع ويفرق بين الزوجين اذن وصل لدرجة ليس فقط الشركاء بل كفر بما أنزل على محمد .
تصور أن العاملة جايبة معاها سحر وصنعت معاها كذا وكذا , هذا الأمر في غالبه لا اساس له وتخرب الأسرة .
لا اقول لا يوجد أصلاً     , ولكن الاعتقادات في كل بيت ساحر غير صحيح لا الشرع يقرها ولا العقل ولا العلم ولا العرف ولا .... هذا من الأمور التي ينبغي الالتفات إليها وأمور أخرى ينبغي الإلتفات إليها عندمجيء هذه العاملة داخل المنزل وهي ما يرتبط بحقوق العاملة .
هناك قضايا فقهية كالطهارة وهذه واضحة بالنسبة للمسلمين غالباً , فالتي تعمل قد تكون من أهل الكتاب أو مسلمة أو ليست مسلمة ولا من أهل الكتاب , إذا مستقدم مسلمة فأنت في غنى في أمور الطهارة لكن عليك أن تنتبه أن لا تتكشف ولا تتبرج باعتبار أنه غير جائز النظر إاليها الرجل والأولاد البالغون ,
المسلم طاهر بالاتفاق ما تباشره بيدها فهو طاهر, وأما إذا عاملة غير مسلمة وإنما من أهل الكتاب غالباً مسيحية إذا استقدمت مسيحية لكي تعلم على الرأي المشهور عند علمائنا المعاصرين إما الجواز بلا كلام , أنه يجوز للمرأة أن تتعامل مع الأشياء حتى برطوبة من دون أن تنجسها باعتبار الراي المشهور الفقهي السائد هو الطهارة طهارة أهل الكتاب
فلو افترضنا غسلت الأواني والملابس لامست يدها غسلت الآرضيات وهي كلها فيها رطوبة فلا مانع ولا مشكلة قال المعاصرين في حالة الحرج لا باس والنتيجة نفسها ,
فمثلاً إذا صارت عندي مسيحية فما أقدر اقول لها لا تغسلي يدك بالماء ولا تنظفي الفاكهة ... فماذا تعمل؟ يقول بعض علمائنا إذا كان حرجاً على الإنسان أن لا تباشر هذه الأمور ذلك الوقت يجوز والنتيجة واحدة هي الجواز
أن تعمل العاملة من أهل الكتاب في مثل هذه الأمور     بالطهارة لا بد يلاحظها الإنسان , أما إذا كانت ليست من المسلمين ولا من أهل الكتاب مثلاً من الفلبين أو الهند إذا كانت هندوسية أو من السيخ فهذه لا طريق إليها أبداً عن كل فقهائنا المقلدين في هذا الزمان باعتبار رأيهم قائم على عدم طهارة هذا الصنف من الناس الإنسان بعض ما يرتبط من القضايا الفقهية وما يرتبط بها داخل المنزل قضايا الطهارة وقضايا الستر والعفة قضايا الأخلاق بشكل عام ولا ريب أن الإنسان إذا كان قدوة فسيؤثر على الطرف الآخر , هنا الإنسان بسلوكه وفكره ممكن يكون داعية بما يمثله من فكر ومنهج , إذا كان أخلاقي جيدة عطائي جيد التزامي جيد ، عطائي لها الراتب جيد فهذا سوف يجلب هؤلاء في قلوبهم إلى ما نمثله من فكر ومن منهج ومن مذهب هذا يعتبر نوع من أنواع الدعوة بالقدوة وبالنموذج
يبقى أمر آخر ما يرتبط بالتعاطي معهن , هناك مسائل غائبة عن الكثير من الناس ولكن نحتاج لتوضيحها والفات النظر إليها , أحياناً امرأة مثلاً على أثر هذه قامت بعمل من الأعمال فتقوم بحرمانها من الراتب فمثلاً ما عملت شغل أو عملته بشكل غير صحيح فهذا غير جائز إلا إذا أخلّت بشيء من شروط العقد مثلاً المفروض تشتغل شهر كامل واشتغلت نصف شهر والنصف الآخر قضته بدون عمل هذه لا تستحق إلا نصف الراتب باعتبار الاتفاق العقد ينص على هذا .
لكن افترض أنه لو ما أحسنت العمل فتقول لها عقوبة لك اخصم نصف أو ربع الراتب هذا غير جائز لأنه ليس داخل ضمن العقد نعم فيما دخل كشرط في العقد مثلاً اتلفت شيء من غيرتعمد مثلاً جهاز كهربائي مكواة او غيرها فأتلفته مرة متعمدة فتضمن ومرة غير متعمدة امرأة جاية من بلد في بيئة معينة ما متعاملة مع هذه الأجهزة المتطورة أو اتلفت الثوب اثناء الكوي هذه ينطبق عليها أمين والأمين لا يضمن , مادام خربت الثوب وقيمته 200 ريال فتخصم 200 ريال من راتبها لا يجوز ذلك إلا إذا عُلم تعمدها مع علمها بالطريقة الصحيحة .
حالها وحال غيرها أي انسان إذا يتلف شيئاً متعمداً لشخص يضمنه أو يضمن قيمته وأما في غير هذه الحالات لا يمكن للإنسان أن يقتص منها
ضربها بعض الأماكن أو نقرأه أنها تصل لدفع الدية كاملة هناك استفتاء لأحد مراجعنا المعاصرين حفظه الله يقول المستفتي هكذا أنا كانت لدي عاملة اجنبية وعلاقتنا معها غير جيدة واضربها ضرباً مبرحاً حتى أحياناً يصبح بدنها متلوناً أسود والآن سافرت لا اعلم إلى أين فهل عليّ شيء ؟
الجواب هكذا بعض أنواع الضرب يثبت فيه الدية لا بد للفاعل أن يفتش عن لمضروبة حتى يوصل لها الدية كاملة والدية 200 الف لا بد يدفعها ممارسة الصنف الذي نسمعه العنف الذي نسمعه في هذا الزمان من ضرب من حرق أحياناً يصل إلى القتل , هذه تقارير تتحدث في بعض بلاد المسلمين صارت وفيات عاملات تأتي لتشتغل وإذا بها ترجع جثة هامدة , إذا نرى أن الضرب والحرق وإن كانت بقيت على قيد الحياة فيها دية كاملة في بعض الحالات تصل إلى 200 ألف ريال ، أحياناً ترى في مقابل الحلي والبعير والذهب .....تصل لهذه المبالغ الكبيرة بالتالي الإنسان مطالب يوم القيامة إذا ما دفع فما بالك إذا بلغ الأمر شيء أكبر من هذا نحن عندما نرى توجيهات أهل البيت وتوجيهات الرسول صلى الله عليه وآله يقول أنس بن مالك خدمت رسول الله صلى الله عليه وآله عشر سنين ما قال لي لِمَ وضعت هذا هناك ولِمَ رفعته من هنا , فإذا عملت شيء من نفسي بإحسان وإذا لم اعمله لا يقول لي لماذا لم تفعل .
بالعكس كان هناك اكرام لهؤلاء , أمير المؤمنين عليه السلام كان قد خرج قبل يوم العيد ذهب إلى لسوق القماش ومعاه قنبر قال اعطني ثوب بدرهم وثوب بخمس دراهم فلما قطعها له اعطي الثوب بالخمس دراهم لقنبر وثوب الدرهم لنفسه اي قيمة ثوب قنبر خمسة اضعاف قيمة ثوب الإمام علي عليه السلام فقال له قنبر أنت أمير المؤمنين وتخطب في الناس في يوم الجمعة وغداً العيد وهذا أنعم وألطف ليس لك وإنما للتجمل به أمام الناس قال : لا , هذا لك أنت شاب ولك شرة الشباب عادة الشباب يحبوا المباهاة والكشخة , أنا الآن عمري مثلاً 55 سنة لكن أنت لا تزال شاباً تشتاق لهذه الأمور تتوق إليها ، هذا الحرام مضاعف
أبو ذر الغفاري ينقل ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وقد خرج مع غلامه ورأى أبا ذر أنه أعطى غلامه شيء مرتب من الثياب متعجب قسم من هؤلاء وأبو ذر تلميذ الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وطبيعي يسير على منهاجه , سألوه عن ذلك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول  (( اخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان تحت يديه أحد من اخوانه فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم )) لا تجعله يشتغل ليل نهار لا بد له من راحة
ما يجوز قانوناً باعتبار العقود الموقعة تخالف هذا , هناك حالات تلاحظ هل تعلم أنه لا يجوز التجسس على العاملة , افتش اغراضها لا يجوز شرعاً , سمعت من فترة عن أناس هناك وظيفة مفتشات هذه شرعاً لا يجوز هذه فتاوى مسجلة في مواقع الفقهاء إذا أراد أحد يطالعها موجودة على مواقع العلماء وهذه أخلاقيات الإسلام أما إذا أطلقنا وشكينا في شخص أنه سرق مجرد الشك لا يجوز ان افتشه ما يجوز أن يتصل باتلفون نعم من بيتك ممكن تقول هذا مالي وأنا لا اسمح لك هذا صحيح لكن لو فرضنا أنه من ماله او مالها أخذت تلفون واتصلت لأهلها لا يجوز لك على الشروط أن تلرزمها بالشرط ولا بشيء غير ذلك وعلى هذا المعدل المهم عندنا في فقهنا ان يلتزم الإنسان بالأحكام الشرعية لأن هذه الأحكام توفر لك حقك وتوفر له حقه تقول للعامل لا بد أن تعمل ولا يجوز لك أن تتخلف عن العمل بدون اجازة
لذلك زيد من الناس يذهب للشركة يسجل حضور ويطلع ساعتين ثلاث ساعات ثم آخرالدوام يرجع يوقع هذا شرعاً غير جائز يعمل بهذه الأموال , إذا كانت شركة خاصة ترجع الفلوس إلى ملك الشركة وإذا شركة عامة لا ترتبط بجهة شخصية لها مسار آخر مثلاً ما أننا نصون بالفقه حقك أنت صاحب شركة وعندك عمال فإذا اردت أن تغير الدوام
كذلك إذا أنت طرف لتلك العاملة لا بد أن تفي بحقوقها وما يجب عليك تجاهك كما يجب عليها جملة واجبات لا بد أن تقوم بها
نحن عزنا في الواقع من قبل مقياس انتماء الإنسان للدين هو في التزامه به هذه المجموعة من القوانين وإلا فقط مجرد الاسم اسمي مسلم من اتباع أهل البيت من دون أن تطبق قوانينهم وأحكامهم ما يعطيني هذا أبداً أي ميزة عن غيري , أهل البيت عليهم السلام كانوا في كل شيء يدورون مدار الدين ،
نلاحظ مثلاً مسلم بن عقيل عليه السلام قُدّم له قدح فيه ماء ليشرب فسقط فيه دمه فرده ثم قدح آخر فسقطت ثناياه فيه دم مسألة شرعية الماء القليل إذا سقط فيه دم يتنجس والماء النجس لا يجوز شربه , لا يقول انا مجاهد وجاي في أمور مهمة وعطشان هنا يتبين التزام مسلم بن عقيل بكلام أهل البيت في مثل هذه الجهات ما يقدر يشرب لأنه شيء نجس وهو ليس مضطر اضطرار مثلاً لو كان في صحراء وبيموت من العطش والضرورات تبيح المحظورات هنا لا ,
يتبين التزامه بهذا المنهج وهكذا في سائر الأمور نحن أذا التزمنا بمنهجهم تبين لنا في ثورة الإما مالحسين عليه السلام قد آتت ثمارها ونتائجها من خلال سيرة أهل البيت وكلامهم على بعد الزمان نجد ملتزمين بهذه الآراء
الإمام الحسين عليه السلام خرج ذلك الخروج العظيم من أجل أن يشيد الدين  خرج من مكة لكربلاء لتكون محلاً لشهادته ومنبعاً للهداية إلى كل الناس .

مرات العرض: 5721
المدة: 01:01:34
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 21.1 MB
تشغيل:

صورة المرأة بين القرآن والمجتمع
الأوقاف : كنز مخبوء