من كلام لسيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه يخاطب فيه جيش بني أمية فقال :
((ويلكم ما عليكم أن تنصتوا الي فتسمعوا قولي وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد وكلكم عاص ٍلامري غير مستمع ٍ قولي فقد ملئت بطونكم من الحرام وطبع على قلوبكم ))
سؤال كبير يطرحه التاريخ الإسلامي بهذا المعنى كيف امكن لامةٍ أن تقتل ابن بنت نبيها بتلك الصورة المفجعة والوقت ليس بوقت طويل مع ان الوقت الطويل أيضاً لا يبرر كان كل اولئك يعرفون من هو الحسين ؟
وماذا يكون بالنسبة الى رسول الله صلى الله عليه وآله ؟
وحتى الذي يتناسى او تكون الصورة عنده غائمة استنشدهم الحسين ونسب نفسه إليهم أولست ابن بنت نبيكم ؟ اوليس حمزه سيد الشهداء عم أبي ؟ اوليس جعفر الطيار عمي ؟ أولم يبلغكم مقالة رسول الله في وفي أخي الحسن هذان سيدا شباب أهل الجنة ؟
مع ذلك قتل ذلك الجيش الامام الحسين عليه السلام بدمٍ بارد بل بصورةٍ قاسية للغاية هل كان هذا الامر وليد تلك الساعات ؟ يعني ان شخصا من قتلة الحسين او قتلة اصحابه او قتلة اهل بيته ذاك الوقت صار انسان سيء ذاك الوقت صار مثلا قاسي ذاك الوقت اجتمعت هالصفات الاخلاقية الرديئة فيه فعمل ما عمل او لا القضية ان هذه الشخصية تكونت شخصية المقاتل في الجيش الاموي تكون منذ زمن الان في كربلاء يفرغ ما كان عنده ويطبق ما كان يتصوره ويمارس ما كان عنده شيئاً نظرياً ، مامنا الحسين عليه السلام يشير في خطابه هذا الى احد جهات واسباب التي جعلت من هذا الجيش يتقدم بهذه الصورة الى القتل والى السلب والى التمثيل والى التنكيل فقال لهم وهو يخاطبهم وقد خطب فيهم فقط في يوم عاشوراء مرتين فضلاً عن ايام سبقت وخاطبهم فيها طلب منهم ان يستمعوا قوله في البداية كما هو معروف بين المؤرخين لما اراد الحسين ان يخطب فيهم حاولوا ان يشوشوا على ذلك بالضرب على بعض الاشياء وبالكلام بصوت عالي تعلم بعد اذا ثلاثون الف كل واحد يتكلم بكلمة واحدة مع زميله ومع من يجاوره وتصير ضجة وبالتالي لا يسمع شيء فاستنصتهم الحسين يعني طلب منهم الانصات واشار اليهم في هذه الكلمات بان يسمعوا كلامه حتى اتى الناس فاستنصتهم فابوا ان ينصتوا اي ان اهل الباطل عادةً لا يقبلون الانصات لانه يخشون من تاثرهم بكلام طرف المقابل فاستنصتهم حتى قال لهم ويلكم ما عليكم ان تنصتوا الى قولي مالذي يضركم ؟ وانما ادعوكم الى سبيل الرشاد وكلكم عاص ٍ لامري اتيتم هنا على خلاف اوامر الله عز وجل وعلى خلاف اوامر الامام عليه السلام ثم بعد ذلك بين الجهة التي تدفعهم الى هذا السلوك والى الخروج لقتال الحسين والى السلب الذي صار فيما بعد والى التمثيل وما شابه ذلك فقال فقد ملئت بطونكم من الحرام وطبع على قلوبكم فبين الامام عليه السلام امرين الامر الاول ان هؤلاء تربت ابدانهم على الحرام فماذا بعده هناك ارتباط يشير اليه الامام في هذا الموضع وتشير اليه الروايات في مواضع اخرى من ان هناك ارتباطا وثيقا بين الكسب المحرم بين نمو البدن على الحرام وبين ان يكون القلب غوياً مطبوعاً عليه لا يهتدي لاحظ ان الامام عليه السلام ما يقول اكلتم الحرام انما ملئت بطونكم من الحرام لانه ربما اكله واحدة للحرام قد لا تصنع ذلك الاثر ان يطبع الله على قلوبهم ولكن ان يكون بطنه مملوءاً من الحرام وحياته مليئةً بهذه الطريقة وكان مطعمه الاعتيادية هو ان يكون متغذيا على الحرام هذا لا شك ولا ريب يؤثر اثراً مباشراً على دين الانسان على قلبه على بصيرته على ممارساته عندنا احاديث كثيرة تربط بين مكسب المحلل وبين قبول العمل المكسب المحلل وبين رضا الله عن هذا الانسان وفي المقابل روايات تشير الى ان اكل الحرام يسبب عدم قبول العمل يسبب سوءا في الاخلاق نقص في الايمان بل اكثر من هذا الى حد انه يؤثر في الذرية هو الذي اكل الحرام ولكن قد يؤثر ذلك في ذريته ما لم تلتفت الذريه الى تلك الاثار وتطهر نفسها منه خلينا نقرا بعض الاحاديث في هذا الباب في الحديث عن الامام الصادق عليه السلام :(( قال من حج بمال حرام نودي عند التلبية لا لبيك ولا سعديك))
لنفترض ان شخصاً خدع انساناً واخذ منه مالاً او غشه في امر من الامور او سلبه ماله او غير ذلك وسمع ان من يذهب الى الحج يرجع من الحج كيوم ولدته امه فتصور بهذا الزعم انه عندما يذهب الى الحج سوف يرجع ولا ذنب له وهذه من احابيل الشيطان على الانسان يعني يخدعه فينخدع قول له والله اذا تروح الزياره خلاص بعد ترجع ولا ذنب لك ليس صحيحا لاسيما فيما اذا كان في حقوق الناس لا ذنب لك في حقوق الناس لا احد يتدخل فيها الا بعد ارضاء صاحبها اما بشكل مباشر او بشكل غير مباشر شكل غير مباشر ان الله سبحانه وتعالى يرضيه او في بعض الروايات الائمة عليهم السلام عندنا في هذا الدعاء الذي يقرأ عادةً في الصلاة وقبيل الصلاة ( يا محسن قد اتاك عبدك المسيء انت المحسن وانا المسيء وقد امرت المحسن ان يتجاوز عن المسيء ) انه من اثار هذا ان الله سبحانه وتعالى اذا قبل من عبده ذلك ارضى طلابه ودائنيه يعني يوم القيامة يقول له انت مثلا بينك وبين هذا مشكلة مالية طيب ترضى عنا ونعطيك كذا درجة في الجنة فاذا كان قبل ذلك خلاص تنازل الامر والا القاعدة الأصلية انه يرد المال الى اصحابه ما بها مجال لا يوجد فيما نعلم طاعة من الطاعات هي بنفسها تزيل حقوق الناس لا نعلم عن طاعة هكذا نعم بينك وبين الله سبحانه وتعالى هذا امره بيد الله عز وجل ولكن في حق الناس اما ان تؤديه او ان يرضى عنك بارضاء من الله عز وجل او بارضاء من اوليائه ، من حج بمال حرام نودي عند التلبية الحج لابد ان يعقد بالتلبية والتلبية في الحج والعمرة بمثابة تكبيرة الاحرام في الصلاة لا ينعقد الحج ولا العمرة الا بالتلبية لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك بدون هذه لا ينعقد احرام عمرة ولا يعقد احرام حج فعندما يحج هذا الانسان او يعتمر بمال محرم ناهبة من احد ماخذة من احد بل حتى اذا كسبه من الربا لو كان عين المال زين بمعاملات محرمة لو كان عين المال نفسه اخذه الى الحج هناك يقال له حين التلبية لا لبيك ولا سعديك يعني انت مرفوض وكان حجك هذا لا قيمة له هذا يبين شيء من الارتباط بين المال الحرام وبين عدم قبول العمل من حج وصلاة وصيام وزكاة وغير ذلك اكثر من هذا وننهي هذا المطلب ما جاء في الرواية عن الامام الصادق ايضا عليه السلام قال :( كسب الحرام يبين في الذرية ) يتبين اثره في الذرية لعله واحد يقول طيب هذا خلاف العدل شلون ذاك يكسب الحرام حرام وفي ذريته يكون الاثر لا هذا من الامور الطبيعية انت عندما تمرر الماء الوسخ على ثوبك الابيض يتسخ ولو الثوب ما له ذنب انت اللي موسخ الماي تمرره على ثوب جارك نفس الشيء يتسخ هذا من الاثار التي يسمونها الاثار الوضعية تزرع بذرة حنظل تطلع هذه حنظلة ولو كان الارض ارض طيبة ووو الى اخره كذلك بالنسبة الى هذا ان الحرام يظهر اثره او قد يظهر اثره في ذرية الانسان لعل هذا من الامور اللي يراد منها ايضا ببيانها ان يتقي الانسان الكسب الحرام قدر الامكان لانه قد يظهر اذا ما ظهر في نفسه قد يظهر في ذريته هذه من الروايات التي تشير الى ان للكسب الحرام واكل الحرام اثارا تظهر سواء في العبادة في قبول الله للاعمال او عند ذرية الانسان وفي اولاده او احفاده والاثر العملي مالها ان الانسان يسعى لان يطهر مكسبه من الحرام وان يتخلص منه وان يستعرض مكسبه باستمرار حتى يطهره مما لعله يكون قد دخله من الحرام اكل الحرام معناه ليس فقط انه مثلاً واحد ياكل ذبيحة غير مذبوحة على الطريقة الاسلامية حرام هذا ولكن لبس هذا فقط هناك دائرة اوسع عندما يطبق الانسان عليها مقاييس اكل الحرام تنطبق عليها وهذا الذي حدث عند الجيش الاموي اللي خاطبه الامام الحسين عليه السلام هو من هذا القبيل انتم يا ايها الجيش ليس بمرةٍ اكلتوا دجاجة غير مذبوحة على الطريقة الشرعية او مرة اكلت ذبيحة غير مذكات لا وانما ملئت بطونكم من الحرام معيشتكم كانما انما مصادرها هي مصادر محرمة لنفترض واحد يقاتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله في جيش بني امية يستلم راتباً ويستلم جزاء منهم هذا طول هذه المدة عندما يكون ناصراً لبني امية الظالمين يكون مكسبه حراماً وماكله حراماً طيلة حياته بهذه الطريقة والا مثل شريح القاضي شريح هذا رجل كان عنده علم كثير ولكن ما كان عنده توفيق كثير حتى قيل انه نحو م٣٠ او ٣٥ سنة كان قاضيا يعني من ما قبل ايام امير المؤمنين عليه السلام كان قاضيا واستمر الى اكثر من ٣٥ سنة وكان عنده معلومات دينية كثيرة لكن نفس هذا الراتب الذي يقبضه من بني امية حتى يقضي لهم انما كان يقضي لهم بالباطل يكذب صريحا مر عليكم في ايام العشرة في بعض المجالس انه لما هاني ابن عروة جاء الى عبيد الله بن زياد واستدرج في الواقع خدع هاني بن عروة حتى جاء الى ابن زياد فلما دخل نزع منه السلاح قالوا لا يسمح لك انت تدخل على الامير وانت مسلح فنزع منه السلاح وان إذنٍ اجلس و بدا ابن زياد يتهدده ويتكلم عليه بكلام شديد فذاك استغرب فاخرج اليه جاسوسا كان يتجسس عليه وانه هذا كان يذهب ويقعد في بيت هاني ويعرف ما الداخل وما الخارج ومسلم بن عقيل ومن يبايعه فعرف انه كشف هاني ابن عروة فقال انا ما اتيت به يعني بمسلم ابن عقيل وانما جاءني الى منزلي فانفت من رده طبيعتنا العرب لانفعلها هذه خصوصاً هاني كان شيخ قبيلة شيخ عشيرة قال لتاتيني به قال والله لا افعل ضيفي وجاري اتي به اليك لتقتله لا يكون ذلك ولكن اقول له يخرج ويذهب الى اي ارض يريد والاي هذه تصبح سبة علي في كل عشيرتنا وتاريخنا كله قال لتاتيني به قال لا افعل فاخذ قضيباً من حديد وشتر به وجهه الان انت لو تتصور قاعد ويا واحد ويضربك في وجهك لكن كل شيء غير طبيعي فكيف اذا كان بقضيب من حديد فشتر وجهه وامر به الى السجن مذحج ومراد اللتان هما القبيلة الاكبر في داخل الكوفة استبطوا رجوع هاني بن عروة فجاء عدد غفير منهم اذا يحتاج الى دفاع كذا فخرج اليهم شريح القاضي واطل عليهم من الاعلى فقال ان هانئا عنده امر مع الامير وانه بخير وهو يامركم بالتفرق وين عنده امر ويا الامير وين بخير وين امره امرهم بالتفرق كل ذلك كذب هذا القاضي وما يقبض من اموال على مثل هالموقف هل هذا مال محلل او مال محرم؟ مال محرم لانه قضاء بغير الحق وكذب على رجل مسلم والانتهاء الى مقتله بالتالي فمن هذا مثلا الذي طول هذه السنوات يستلم رواتبهم وياكل منها و يشرب منها يمتلئ بطنه من الحرام .
سؤال هل ان هناك علاقة بين كل محرم وبين ما ينتهي اليه من ان يطبع على قلبه انه تتغير اخلاقياته او لا ؟
رأيان بين العلماء رأي يقول ان تاثير الحرام في النفس والاخلاق والذرية هو من الاثار الوضعية التي تترتب بشكل طبيعي بغض النظر يعلم لا يعلم متعمد غير متعمد يصير ويمثلون لذلك بمثل الخمر والسم ، السم لو شربه انسان ماذا يحصل له؟ يموت سواء كان متعمدا في ذلك او كان غير متعمد سواء كان يدري هذا السم او ما يدري هذا السم يترتب عليه الاثر وهو ان هذا الانسان يموت وهكذا الحال بالنسبة الى مثل الخمر لو ان انساناً شرب الخمر سواء كان متعمدا او غير متعمد يسكر سواء كان يدري هذا خمر او ما يدري ايضا يسكر لماذا؟ لان الموت والسكر اثران وضعيان يترتبان على مثل الخمر وعلى مثل السم بعض العلماء يقول هذا من هذا القبيل الحرام حرام عندما ياكله الانسان يترتب عليه اثاره يطبع على قلبه تنسد امامه رؤية الحق ياثر هذا على عبادته ياثر هذا على ذريته وهناك قسم اخر من العلماء يقيدون التاثير بالتعمد يقول لك انه انما تترتب هذه الاثار اذا كان ارتكاب الحرام واكل الحرام متعمدا عالما يدري ان هذا مثلا امر محرم هذه الذبيحة مذبوحة على غير وجه شرعي ويدري انه ما يجوز ان تؤكل ومع ذلك ياكلها هذا هنا تترتب الاثار من مما ذكرنا يعلم عن المحرم ويتعمد تناوله هاي ترتب الاثار واما لو لم يكن يعلم بذلك كان مثلا طول هالمدة يشتري من الدكان القريب والدكان القريب هذا مال واحد من الصالحين و بناء على ان صاحب الدكان من الصالحين فهو ياكل من اللحم ومن الدجاج ومن غير ذلك بعد م من الزمان تبين انه صحيح الدكان لشخص صالح لكن المباشر للذبح كان انسانا مثلا منحرفاً لا يسمي ولا يذكر الله او لا يوجه الى القبلة ومعنى ذلك ان ما كان يذبحه كان غير محلل هنا قسم من العلماء يقولون لو لم يكن متعمدا في ارتكاب الحرام حكماً وموضوعاً يعني هم يعلم هذا هم لابد ان يكون يعلم هذا محرم ويتعمد ذاك الوقت تترتب الاثار واما لو لم يكن يعلم بذلك ما كان يعلم ان هذه الذبيحة التي يتصورها مذبوحة بطريق شرعي تبين انها ليست مذبوحة كذلك فهنا لا تترتب هذه الاثار فاذا هناك رأيان بين العلماء في ترتب الاثار الوضعية على اكل الحرام بين من يقول ان ترتب الاثار هي مثل السكر ومثل السم تترتب بغض النظر عن معرفة الشارب وتعمده وهناك راي اخر لعلماء يقول لا انما تترتب تلك الاثار اذا كان ارتكابه ارتكاباً عمدياً ومع معرفة ان هذا شيء محرم هؤلاء الذين جاؤوا الى كربلاء الغالب فيهم انهم كانوا ممن كما يقول الامام الحسين عليه السلام ملئت بطونهم من الحرام اذا ملئت بطونهم من الحرام اذن طبع على قلوبهم وتغيرت افكارهم ولذلك تتعجب من بعض الامور ما تفهم لها تفسير سوى قضية الخبث الباطني والطبع على القلوب والغواية الداخلية فيما ينقلون فيما حدث في ما بعد مقتل الحسين عليه السلام انه هجم الجيش الاموي على مخيمات الحسين عليه السلام فكان الواحد منهم ياتي ويضرب الطفلة او المرا وينتزع قرطها وقلائدها هذا قد تفهمه تقول ان هذا القرط له مثلا قيمة مادية فهو يسلب وينهب وما عسى ان تكون لكن لما تفكر ذاك الذي ينهب امرأة مقنعتها مقنعة ماذا يصنع بها هذا الرجل ماذا يصنع بها سوى هذه الحالة الخبيثة من النفس التي صيغت بالحرام والقلب الذي طبع عليه بالاثام ليس شيء غير هذا واما من كان اكبر منهم فالامر فيهم اوضح عبيد الله بن زياد يخبر عمر بن سعد في رسالة عاجلة جازمة يقول له فاذا قتلت الحسين فاوطئ الخيل صدره وظهره ثم يعقب اللعين على ذلك ويقول وقد علمت ان ذلك لا يضره جنازة جثة لا يضرها ان تطاها الخيول ولكن على قول قد قلته في نفسي انا عندي عقدة لا بد ان افكها انا عندي مشكلة داخلية ما تبرأ الا بان يوطا صدر الحسين وجسمه صلوات الله وسلامه عليه هذا بعد رتع في الحرام واخذه من ابيه الذي جاء في عملية سفاح مشهورة بل نفسه ايضا هذا جاء من عملية سفاح كما يقول الامام الحسين عليه السلام الا وان الدعي ابن الدعي هذا دعي يعني ليس مولودا ولادة طاهرة وابوه ايضا دعي في نفس الوقت فهذه كلها حصيلة ماذا؟ حصيلة ان ملئت بطون هؤلاء من الحرام يجب على الانسان ان يعتبر من هذا بان الحرام لع اثار في اكله المقدار لا يتساهل الانسان في اكل الحرام وكما قلنا اكل الحرام اوسع دائرة من سالفة الذبيحةغير المذكاة او ما شابه ذلك المكسب المحرم عندما يدخل في نفقة الانسان خلاص اكل الحرام انا اروح اكتسب بالربا اكتسب بالرشوة اكتسب بمعونة الظالمين اكتسب بخديعة الاخرين اكتسب باللعب على هذا وذاك هذا المال صار حراما لما صار حرام واجيت اشتريت من البقال او من العطار او طبخت به خلاص انا اكلت الحرام ولو واحد يقول شنو هذا اخو مو ذبيح الرز حتى تصير حرام وحلام لا ما دام قد اشتري بمال محرم وما دام مكسباً محرماً فالامر سواء في هذه الحالة ينبغي للانسان المؤمن ان يتقي اخلاق اولئك وصفات اولئك فان منها يمكن ان ترتكب الماثم والجرائم وشيء فوق شيء يعني تراكم يصير نقطة من الحرام ثم نقطة ثم نقطة ثم نقطة وهكذا عندنا شبيه بهذا ما ورد في اثر ارتكاب الذنوب على قلب الانسان اذا ارتكب الانسان ذنباً نكت في قلبه نكتة سوداء فاذا ارتكب فاذا اذا تاب عنها خلاص انتهى الموضوع والله يغفر له ذلك واذا لا استمر فيها وهاي مشكلة ان الشيطان يعني يستدرج الانسان يابا بيع هذا بهذه الطريقة بعدها صفقة مخدرات نعوذ بالله من هذا المسلك فيرى والله راح وكسب شيء الذي كان ستة اشهر ما يحصله الان حصله في ضربة واحدة خلينا نروح ورا الثاني يستدرجه مرة ثانية وثالثة وهكذا مع كل عمل من هذه الاعمال المحرمة تنكت او ينكت في قلبه نكتة سوداء الى ان بعد خلاص هذا كثرة الذنوب وصلت الى درجة انه هذا القلب ما في بعد مجال لبياض كله يصير اسود ملوث بالذنوب ملوث بالخطايا وهذا قول الله عز وجل (( بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته )) خلاص بعد اصبح في دائرة الخطيئة لايستطيع ان يخرج منها هؤلاء الذين كانوا في زمان الحسين عليه السلام خاطبهم الامام عليه السلام فقال ملئت بطونكم من الحرام فطبع على قلوبكم ، من اجل ١٠٠ درهم يعني الانسان يتعجب كيف ان شخصا من اجل ١٠٠ درهم وعدهم بها ابن زياد وما يذكر التاريخ بعدين انه اعطاها اياهم او لا لما خطب فيهم لاجل تحشيدهم لقتال الحسين عليه السلام قال وقد زاد الامير في عطائكم ١٠٠ درهم حتى يطلعوا ١٠٠ درهم ما قيمتها يعني لو واحد منهم يذهب الى اهل الخير والاحسان ويطلب منهم ١٠٠ درهم يعطيها اياه من دون ارتكاب هذه الجريمة ذهبوا لعنة الله عليهم الى ذلك المشوار على امل ووعد ب ١٠٠ درهم انا ما رايت في التاريخ انه فاعطاهم بعد ذلك قد يكون اعطاهم وقد لا يكون اعطاهم وما اكثر وعود هؤلاء الظلمة وما اكثر عدم الوفاء بها وهذا واحد قد يكون منها لكن يرتكب ذنبا على اساس ١٠٠درهم هذ ليس ذاك اليوم صار انسان خبيث وانما هذا طبع على قلبه فترة طويلة مستمرة يوم صار يوم عاشوراء طلعت هذه الخباثة والقذارة