بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله، السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وإمام المتقين، صلى الله عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا الحسن والحسين، ما خاب من تمسك بكم، وأمن من لجأ إليكم، يا ليتنا كنا معكم، فنفوز فوزا عظيما، لكنما الأمر لله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} سورة الشعراء (227)، والعاقبة للمتقين، عطروا مجالسكم بذكر محمد وآل محمد، اللهم صل على محمد وآل محمد.
قال سيدنا ومولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه: (أنا وضعت بكلاكل العرب، وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر، وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله، بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره، وأنا وليد، يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل.)، صدق سيدنا ومولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.
من بيت الله في بدايته في هذه الدنيا إلى بيت الله في مقتله، تتضمن هذه الحياة التي امتدت (63) عاما من الزمان، أروع صورة يمكن أن يصل إليها وصي من الأوصياء، وخليفة من خلفاء الأنبياء، تلك هي حياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه.
من العسير جدا أن يحيط الإنسان بهذه الحياة المليئة بالفضائل والقيم، وأن يتعلم منها من الدروس خلال ساعة أو ساعتين أو أكثر من ذلك، فإن البيان ليعيى عن أن يصل إلى حقيقة هذا الرجل العظيم، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، وربما بعض ما يتلى هو واضح عند قسم من المؤمنين والمؤمنات، ولكن ينبغي أن تكون هذه الحياة على الألسنة بشكل دائم ليتعلم الأجيال، وتتعلم الأجيال الجديدة هذه السيرة العطرة.
كانت البداية في شهر رجب وقبل (10) سنوات من بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان عمر النبي صلى الله عليه وآله في ذلك الوقت (30) سنة، عندما وُلِد أمير المؤمنين عليه السلام في جوف بيت الله الحرام، وفي حادثة لم، ولن، ولا تتكرر أبدا في تاريخ البشرية، فإن هذا البيت الذي فُرض فيه على نبي الله إبراهيم عليه السلام وإسماعيل: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [البقرة: 125]، وحُمي بحماية النزاهة والقداسة الإلهية.
كان يُمنع على الحائض أو النفساء أو الجنب أن يقتربوا إليه فضلا عن أن يكونوا في داخله، لكن كرامة الله عز وجل لوليه الأعظم، ووصي رسوله المكرم علي عليه السلام، تجاوزت هذا القانون، وجُعلت هذه المرأة فاطمة بنت أسد تلد في داخل الكعبة، ليس حولها أو فناءها، وإنما كان في تخطيط الله وتقدير الله أن ينشق جدار البيت بصورة إعجازية، وأن تدخل هذه المرأة الطاهرة لكي تلد هذا الغلام في جوف الكعبة، مع ما يترافق عادة من النساء من حالة النفاس وما شابه ذلك، لكن الأمر هنا مختلف.
يقول (سعيد بن جبير)، وفي روايته عن (يزيد بن قعنب)، وقد نقل أصل الحادثة الكثير الكثير من علماء المسلمين، ومنهم (الحاكم النيشابوري) في كتابه (المستدرك على الصحيحين)، وهو من أعلام مدرسة الخلفاء، إضافة إلى غيره، أن (يزيد بن قعنب) أنّه قال: (كنا في فناء الكعبة فإذا بفاطمة بنت أسد قد أقبلت، وقد كانت في أيامها الأخيرة، ففاجأها الطلق وهي تطوف بالبيت، وكانت قرب ذلك الركن، فإذا بالجدار ينشق، وتجد أن شيئا يزجها في البيت ويدفعها إليه، لتضع حملها جنينا هو علي بن أبي طالب.
فكانت هذه البداية التي لا تتكرر، ولم تتكرر، ولن تتكرر، بالرغم من أن السُراق ومنهم الزبيريون حاولوا السطو على هذه المنقبة لكي ينقلوها إلى أحد أقاربهم، وهو (حكيم بن حزام بن خويلد) الذي يكون عمهم الأعلى، وقالوا هو الذي ولد في الكعبة، مع أنه عندما أسلم إنما أسلم على أساس المؤلفة قلوبهم، ولا أعلم أي شيء جُعل له في مقابل هذه الكرامة.
لكن ليست أول قارورة في الإسلام قد كُسرت، فكم من مناقب وفضائل وأقوال وكلمات هي لأمير الكلام والبيان والفضائل والمناقب علي سُرقت وحُولت وجُيرت إلى غيره، وما قتل (مرحب) في يوم خيبر عنك ببعيد، عندما نسبوه إلى (محمد بن مَسلم الأنصاري) في زعمهم لكي يأخذوا هذه المنقبة من علي عليه السلام، ولقد كتب أحد الباحثين كتابا طيبا وهو الدكتور محمد النصر الله كتابا في المناقب المسروقة، والمنسوبة لغير علي عليه السلام، مع أن التاريخ يثبتها لأمير المؤمنين عليه السلام.
وُلد عليٌ في الكعبة لكي يكافئ هذه الكعبة فيما بعد بأن يكون تطهيرها من الأصنام بعد ذلك على يديه وبحد سيفه، ضمن مسار رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، ومن الأشهر الأولى كان رسول الله صلى الله عليه وآله ولمَّا يُبعث بالرسالة، (10) سنوات باقية لكي يُبعث رسميا بالرسالة، كان يأخذ هذا الوليد، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: (يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه)، تلك الرائحة الطيبة لرسول الله التي تضاهي رائحة العطر المحمدي ملأت أنف أمير المؤمنين لكثرة ما كان يضمه إلى صدره.
منذ سنتين وسنة ونصف، وكان رسول الله: (وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه)، ما سر هذا الاهتمام الاستثنائي إلى هذه الدرجة؟ منذ الأيام الأولى لحياة أمير المؤمنين عليه السلام، والحال مر على رسول الله صلى الله عليه وآله آخرون من بني عمومته، بل من أبنائه الكرام أيضا، ولكن الذي اختص بهذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام، كان يحمله على كتفه، ويمر به في أندية قريش ومجتمعاتهم، ويبين لهم شدة اختصاصه به.
حتى كان يقول أمير المؤمنين عليه السلام: (وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل)، هذا إن شئت أن تستدل به على العصمة، فبإمكانك أن تستدل عليها بذلك، ليست إمامة الإمام، ولا بعد وفاة رسول الله، وإنما قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله في السنوات العشر قبل بعثة النبي الذي كان فيه رسول الله يهتم هذا الاهتمام بتربيته.
تصور واحد عمره (3) سنوات لا يخطئ ولا يكذب في كلمته، ولا خَطلة في فعل، واحد أبو سنتين ونصف و(3) سنوات و(4) سنوات لا يخطئ في فعل، ماذا يعني هذا؟ لنفترض صار بالغا كبيرا عاقلا بحسب الظاهر يميز الخطأ والصواب، لا توجد مشكلة، لكن واحد عمره سنتين أو عمره (3) سنوات وما شابه ذلك، ماذا يعني: (وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل)؟ّ!
صار عمر الإمام عليه السلام (5) سنوات أو (6) سنوات، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله من بيته وضمه إلى بيته وبيت خديجة، وذلك بعدما أحاطت بقريش سنة جذب وقحط، وأراد بنو هاشم أن يخففوا على أبي طالب، لأنه كان كثير العيال قليل المال، فقال لهم أبو طالب: (اتركوا لي عقيلا وخذوا من شئتم)، عقيل أكبر الأولاد، بالتالي يقوم بشؤوني كما هو عادة الولد الكبير، الباقي أيكم استطاع لا بأس.
فأخذ (العباس) جعفر بن أبي طالب)، وأخذ رسول الله عليا عليه السلام، وضمه إلى بيته، فكان فيه طوال اليوم والأسبوع والشهر والسنة، وهو تحت رعايته وتربيته صلى الله عليه وآله:
ربيب طه حبيب الله أنت ومن ... كان المربي له طه فقد برعا
تربى على يد رسول الله صلى الله عليه وآله، لقنه ما كان يريد تلقينه، إلى أن صارت بعثة رسول الله رسمية، وبُعث ليدعو الناس كافة إلى دين لله، وحينها قد تخطى علي السنة الـ(9)، ودخل في الـ(10) من عمره، وأول من آمن به قاطبة بلا استثناء هو علي بن أبي طالب، نعم حاول بعض مخالفي أمير المؤمنين تنسيب هذا الأمر، فقالوا :(أول من أسلم من الرجال فلان)، (أول من أسلم من النساء فلانة)، (أول من أسلم من الصبيان فلان)، و(أول من أسلم من العبيد فلان)، و(أول من أسلم من الحمران فلان)، و(من السودان فلان)، حتى تضيع هذه الفضيلة بهذه الطريقة.
(علي أول القوم إسلاما بلا استثناء)، وهذا لا نقوله نحن، وإنما يقوله بالإضافة إلينا من هو منصف، ارجعوا إلى كتاب (فضائل الصحابة) لأحمد بن حنبل الشيباني، إمام المذهب المعروف، في ذلك الكتاب يقول: (أول من آمن برسول الله علي بن أبي طالب)، وأمير المؤمنين عليه السلام مرارا يقول: (أنا الصديق الأعظم، وأنا الفاروق الأكبر، آمنت بالله قبل أن يؤمن كل الناس، وصليت مع رسول الله قبل الناس (7) سنين)، نعم سُطي على هذه المنقبة، كما سُطي على منقبة ولادته، وكما سيُسطى على من منقبة قتله لمرحب، وكما سيُسطى على الكثير من كلماته وعلمه.
فكان أول من آمن، وأول من أوصى به رسول الله وصيا وخليفة وإماما من بعده في قضية يوم الإنذار في يوم الدار وعمر علي نحو (10) سنوات، هذا الذي يأتي يقول بعضهم غيره أسلم وهو كبير، وهذا أسلم وهو صغير السن صبي، يا هذا علي بن أبي طالب عُين خليفة رسول الله وعمره (10) سنوات، عين إماما على الخلائق بعد رسول الله، وأُعلن ذلك وعمره (10) سنوات، فما هي حكاية أسلم من الصبيان؟ وكلمة البالغ والكبير غير كلمة الصبي؟
لما أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بأن ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: 214]، فأمر رسول الله عليا ابن الـ(10) سنوات مع وجود أعمامه، أبو طالب موجود، الحمزة موجود، العباس موجود، بنو عمومته موجودون، وهم كبار، لكن الذي يصنع الوليمة مَن؟ علي بن أبي طالب وكان عمره (10) سنوات، تصور أنت تريد أن تعمل عزيمة، تترك إخوانك وعمومتك الذين هم من جربوا الحياة وعرفوها ورتبوا الأمور، تذهب لواحد من أبناء عمك وعمره (10) سنوات؟ الناس ماذا ستقول في هذا الموضوع؟ لولا أن لك غرضا خاصا في هذا، الناس سيتهمونك بخلاف الحكمة، تترك الآن الأعمام وأبناء العمومة وكل واحد ناضج يرتب الأمور، وتذهب لواحد عمره (10) سنوات حتى يرتب عزيمتك؟
فأمر رسول الله عليا أن يصنع صاعا من الطعام (3) كيلوات، وأن يضع عليه فخذ شاة، وأن يُهيئ عِسَّا من اللبن، المدعون حوالي (40) شخصا، ما هي الـ(4) من الطحين أو ما شابه، وفخذ شاة، هل سيكفي هذا؟! لكن القضية كلها قضية إلهية، وترتيب رباني، سيضع نبينا يد البركة عليها حتى تكفي هذا الجمع ويبقى الطعام ببركات محمد.
وصنع علي الطعام، دبر هذا الأمر، وقام رسول الله وخطب فيهم وأعلمهم أنه نبي من الله، وأنه بُعث بشيرا ونذيرا، وأنه يدعوهم إلى دين الله، وأنه يطلب النصرة، فمن ينصرني منكم يكن أخي ووصيي وخليفتي من بعدي؟ فما قام إلا علي، وأعاد الكلام مرة ثانية فما قام إلا علي، وأعادها ثالثة فما قام إلا علي، فقال له: يا علي، أنت أخي ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي، وهو ابن الـ(10) سنوات.
ذاك اليوم جعل النبي خلافته وولايته ووصيته على الخلق وعمره (10) سنوات، حتى يقول بأن النبوة مثلما كانت تذهب لشخص عمره سنة وسنتين كعيسى عليه السلام، الإمام أيضا لا يتأثر بقضية السنوات والأعمار، ممكن أن يكون إماما وعمره (10) سنوات، وهو علي بن أبي طالب، ويمكن أن يكون إماما وعمره (8) سنوات وهو الإمام محمد الجواد، وهكذا.
صارت قضية الإنذار، وأنذر رسول الله، وكان علي عليه السلام كظله، يدفع عن رسول الله الأذى، ولا سيما من الأشقياء الصغار، لأن الكبار كانوا يخشون من أبي طالب، فكانوا يحرشون الصغار والصبية أن يرموا الأحجار والأقذار والقذى والشوك على رسول الله صلى الله عليه وآله، فكان علي عليه السلام في ذاك العمر (10) سنوات و(11) و(12) سنة، يلحق كل واحد منهم ويؤدبه أدبا لا يفكر لا هو ولا غيره أن يرجع إلى إيذاء رسول الله صلى الله عليه وآله، حتى عُرف بين القرشيين بـ(القضم).
استمر رسول الله في دعوته وبعثته، وعلي إلى جانبه، يرافقه حيثما حل، وأينما ارتحل، إلى أن جاء الأمر بهجرة رسول الله صلى الله عليه وآله بعدما توفي أبو طالب في السنة الـ(10) من البعثة، وعمر علي عليه السلام في ذلك الوقت (20) سنة، وتوفيت السيدة خديجة بنت خويلد أيضا في نفس السنة، وأمر الله نبيه أن يخرج مهاجرا بعدها بـ(3) سنوات إلى المدينة المنورة، بعدما أرسل عددا من المسلمين مهاجرين إلى الحبشة.
هنا جاء رسول الله، وقال لعلي أنت تنام في منامي، والله سينجيك، وبعد رحيلي بـ(3) أيام تأتي إليَّ في المدينة، ومعك ركب الفواطم، ولكن قبل ذلك تقوم في قريش، وتخبرهم أنه من كان له عند رسول الله عِدة أو أمانة أو وديعة فليأتِ ليأخذها مني فأنا خارج بعد (3) أيام.
في السماء خبر أن الله يعرض على جبرائيل وميكائيل أن يؤثر أحدهما الآخر بطول العمر، فكل منهما يريد طول العمر، فيقول لهما ألا كنتما مثل علي ومحمد صلى الله عليه وآله، فقد فدى علي رسول الله بنفسه، ولو كان في ذلك مقتله وموته، فباهى الله به أعاظم ملائكته في ذلك، وبعدما بات أمير المؤمنين عليه السلام، وشرى نفسه أي باعها لله في تلك الليلة، وصرخ في وجه كفار قريش الذين جردوا السيوف ليضيع دم رسول الله بينهم، فلما رأوا عليا في وجههم تراجعوا كأنهم واجهوا تنينا في مقابلهم.
أمير المؤمنين صباح ذلك اليوم قام في وجه الناس في فناء الكعبة، وقال: (أيها الناس إني راحل بعد (3) أيام إلى يثرب، فمن كان له عُدة أو وديعة أو أمانة عند ابن عمي محمد بن عبد الله رسول الله، فليأتِ ويأخذها مني)، القرشيون كانت الصدمة عليهم في تحديهم هذا من قبل علي بن أب طالب أعظم من صدمة نجاة رسول الله صلى الله عليه وآله، على الأقل يا علي اخرج بسكوت وهدوء، اخرج بخفية، قريش التي كانت تخضع لها كل القبائل العربية، أنت شخص واحد وتقوم في وجههم، وتقول أنا أخرج بعد (3) أيام؟
فأرادوا أن يمنعوه مها كان، وبالفعل عندما خرج في اليوم الثالث، ومعه ركب الفواطم، (فاطمة بنت رسول الله)، (فاطمة بنت أسد)، (فاطمة بنت الزبير)، (فاطمة بنت عبد المطلب)، (أم أيمن)، وغيرهن، فبعثوا خلفه سرية فيها كبار مقاتليهم العبيد لكي يقبضوا على علي بن أبي طالب ويردوه إلى مكة، فلما وصلوا إلى قرب (ضجنان) وهي منطقة من مناطق الطريق، رأى علي بن أبي طالب وسمع ما خلفه، فوقف وأناخ الرواحل في جهة، ووقف ينتظرهم.
فجاء كبيرهم يقال له (جناح مولى حرب بن أمية) شاهق ومعروف بالبسالة والشجاعة، فقال له: ارجع ومعك الرحل، فقال له: فإن لم أفعل؟ قال: لنرجعنَّ بأكثرك شعرا، نرجع ومعنا ماذا؟ نرجع ومعنا رأسك، قال: هلم، في لحظة واحدة، وكان علي عليه السلام إما يضرب عموديا أو يضرب بشكل أفقي، فاعتلاه علي عليه السلام وضربه من الأعلى، ووصل السيف إلى أضراسه، فهوى هذا الرجل إلى الأرض، لما رأى بقية من معه هذا الضرب من علي، قالوا يا ابن أبي طالب اغني عنا نفسك، اذهب أي مكان تريد، نحن لا نريد منك شيئا.
وكان هذا أول قتال لعلي مع قريش وعمره حوالي (23) سنة -سجل هذا عندك- وسيبقى على قتالها، آخر قتال بينه وبين قريش كان في صفين عمره (63) سنة، بين هاتين الحادثتين هي كلها مؤامرات قرشية، وقتال وحرب باردة أو حرب ساخنة معهم.
فلما رجعوا، سار علي عليه السلام، وكان رسول الله ينتظره في قباء، لم يدخل النبي وسط المدينة انتظارا لأمير المؤمنين عليه السلام، رعاية لحقه، ومعرفة به، وتعريفا به، إلى أن وصل أمير المؤمنين إلى المدينة، وقد تشققت رجلاه من شدة السير، كان بأبي وأمي قد جعل النساء على النياق، وهو يمشي على قدميه.
فلما وصل إلى المدينة دخل رسول الله معه إلى وسط المدينة، فذهبت (فاطمة بنت محمد) مع أبيها رسول الله -إلى ذلك الوقت لم تكن متزوجة من علي عليه السلام، وأمه (فاطمة بنت أسد) جاءت معه، بقية النساء كل واحدة ذهبت إلى أهلها.
وبقي علي عليه السلام في وقت السلم يكد لأجل والدته، ولأجل إقامة حياته، لا يقول أنا مثلا ابن عم النبي، يجب أن يدير باله عليَّ، ويخصص لي مخصصا شهريا وما شابه ذلك، وإنما رجل يكسب رزقه بعرق جبينه، وكد يمينه.
صارت غزوة بدر، وتجلى فيها علي بن أبي طالب عليه السلام، كأبرز مقاتل بين المسلمين حتى قيل إن نصف من قُتلوا كانوا بسيف علي بن أبي طالب، وتقاسم الباقون من المسلمين بقية القتلى من الكفار، حتى إذا جاءت السنة الثانية، وخاض معركة أحد، وسمع الناس بعدما فر كثير من الأصحاب وأصحاب الأسماء اللامعة، والناس يسمعون نداء رسول الله، (رُد هذه عني يا علي)، (اكفني هذه يا علي)، وهكذا يصنع رسول الله صلى الله عليه وآله.
في هذه السنة أيضا تزوج أمير المؤمنين عليه السلام فاطمة الزهراء تزويجا ربانيا، راجعوا من مصادر مدرسة الخلفاء، (صحيح ابن حبان البُستي)، فيه يذكر تفاصيل هذه الزيجة، يقول في المدينة كان بعض أصحاب النبي يتحدثون عن مصاهرة رسول الله، فجاء أحدهم ودخل على رسول الله، وقال له: يا رسول الله، أنا فلان، وقد فعلت كذا، وصنعت كذا، وإلى آخره، وذكر ما فعل وما صنع، وإني جئتك خاطبا فاطمة، فقال له رسول الله: إني أنتظر أمر الله فيها فرجع، يقول ابن حبان وهو يقول (هلكت وأُهلكت)، رآه صحابي آخر، وقال له ما الخبر؟ فحكى له ما جرى، فقال: أنا أذهب، فجاء إلى رسول الله، وبنفس الطريقة، أنا فلان وفعلت كذا، وعملت كذا، وإني جئت خاطبا فاطمة، والمهر عندي ما شئت، قال له: إني أنتظر فيها أمر الله.
رجع وهو يقول نفس الكلام، فمر على علي بن أبي طالب، وكان يزرع الفسائل، وقد استنقعت قدماه في الطين، فقال يا علي لِمَ لا تخطب فاطمة؟ نريد أن نعرف الموضوع علينا فقط أو على الجميع؟ فقال علي عليه السلام: أفعل إن شاء الله، هذا أحد الدوافع في تقديرنا، والمناسبة هكذا، وإلا أمير المؤمنين ما كان برغبة هذا أو ذاك يتحرك، فغسل رجليه، وجاء إلى رسول الله، وجلس هكذا مطأطئا برأسه، لم يقل أنا فلان، ولم يقل فعلت، ولا عملت، جلس خجلا، فقال له: يا علي ما حاجتك؟ فقال له إني ذكرت فاطمة، فقط أنا ذكرت، فقال له: ما عندك من المهر؟ على الرحب والسعة، أهلا وسهلا، دعنا ننفد الموضوع، بعد أنتظر أمر الله، هذا هو أمر الله قد جاء مع علي عليه السلام.
قام رسول الله، فأخبر فاطمة عليه السلام، وقال صماتها رضاها، وجاء لعلي وقال له ما عندك من المال؟ قال: درعي وسيفي وناضحي يعني ناقتي، قال درعك لا تحتاج إليك، أنت لا تحتاج في الحروب إلى درع، وسيفك تحتاج إليه، ناضحك لا تحتاج إليه، بعهما واشترِ لها مهرا، وبالفعل تم هذا الزواج، وخرج رسول الله ليقول على الناس إن الله أمرني أن أزوج فاطمة عليا.
هذا ضمن التدبير الإلهي كي يمتد نسل رسول الله في إمامة الأئمة المعصومين عليهم السلام، هذا هو أمر الله الذي كان يُنتظر، وهو لا يحصل إلا باقتران النورين علي وفاطمة عليهما السلام، تزوج أمير المؤمنين فاطمة، أنجب منها ما سيأتي منه أئمة الهدى إلى يوم القيامة، ثبتنا الله وإياكم على ولايتهم، ورزقنا شفاعتهم واتباعهم.
خاض علي الحروب، أحد والخندق وخيبر، وسائر الحروب، وفي كل واحدة منها كان هو الأول فيها لكي يظهر الله للناس أن هذا وليكم، ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [سورة المائدة: 55]، هذا هو، كان بالإمكان أن كل هذه الأعمال هذه تحدث بالخفية، لكن الله يريد أن يظهرها، وكما قال الشاعر:
ظهرت منه في العدى سطوات ... ما أتى القوم كلهم ما أتاها
يوم غصت بجيش عمرو بن ود ... لهوات الفلا وضاق فضاها
وتخطى إلى المدينة فردا ... بسرايا غرائم ساراها
فأقامت ما بين طيش ورعب ... وكفاها ذاك المقام كفاها
فدعاهم وهم ألوف ولكن * ينظرون الذي يشب لظاها
أين أنتم عن فارس عامري ... تتقي الأُسد بأسه في شراها
أين من نفسه تتوق إلى الجنات ... أو يورد الجحيم عداها
فغدى المصطفى يحدث عما ... تؤجر الصابرون في أخراها
قائلا إن للجليل جنانا ... ليس غير المجاهدين يراها
من لعمرو وقد ضمنت على ... الله له من جنانه أعلاها
فالتووا عن جوابه كسوام ... لا تراها مجيبة من دعاها
وإذا هم بفارس قرشي ... ترجف الأرض خيفة من يطاها
قائلا مالها سواي كفيل * هذه ذمة علي وفاها
ومشى يطلب النزال كما تمشي ... خماص الحشي إلى مرعاها
فانتضى مشرفيه فتلقى ... ساق عمرو بضربة فبراها
يا لها ضربة حوت مكرمات ... لم يزن أجر ثقلها ثقلاها
هذه من علاه إحدى المعالي ... وعلى هذه فقس ما سواها
حينها قال رسول الله: (برز الإيمان كله إلى الشرك كله)، ضربة علي يوم الخندق (تعدل) في رواية، (أفضل) في رواية أخرى تعدل عبادة الثقلين، مليارات البشر، مليارات الجن، عباداتهم، صومهم، صلاتهم، صدقاتهم، زكواتهم، أفعال الخير عندهم، كلها هذه من عبادات في كفة، وضربة علي في كفة أخرى، هكذا كان يريد رسول الله إظهار شأن علي حتى لا يقول أحد، ما عرفت، وما فهمت، وما علمت، وما شابه ذلك، لا، الأمر واضح، وفي معركة خيبر ضد اليهود المجرمين يقول الشاعر:
وله يوم خيبر فتكات ... كبرت منظراً على من رآها
يوم قال النبي إني لأعطي... رايتي ليثها وحامي حماها
فاستطالت أعناق كل فريق ... ليروا أي ماجد يعطاها
فدعا أين وارث الحلم والبـ ...أس مجير الأيام من باساها
أين ذو النجدة العُلى لو دعته ... في الثريا مروعة لباها
فأتاه الوصي أرمد عين ... فسقاها من ريقة فشفاها
ومضى يطلب الصفوف فولت ... عنه علماً بأنه أمضاها
وبرى مرحباً بكف اقتدارٍ ... أقوياء الأقدار من ضعفاها
ودحى بابها بقوة بأس ... لو حمته الافاك منه دحاها
عائذٌ للمؤملين مجيب ... سامع ما تسر من نجواها
لو شخص ما يقرأ (قراية)، فقط يقرأ هذه القصائد لكانت هي الأبلغ، لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، كرار غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه، لا يوجد أحد يتوقع أن يعطى لعلي لماذا؟ ليس لأنه لا يستحق، لأن عليا كان قد رمدت عيناه، وكان لا يبصر مسافة متر من عنده، كيف يعطى هذا؟
وإذا كان التأخر عن معركة بالنسبة إلى بعض الناس يعد منقصة، فهنا تأخير رسول الله عليا في تبوك تصبح منقبة، (أنتَ منِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى إلاَّ أنَّهُ لاَ نبيَّ بعدي)، ما هي منزلة هارون من موسى؟ ﴿هَٰرُونَ أَخِي ٱشۡدُدۡ بِهِۦٓ أَزۡرِي وَأَشۡرِكۡهُ فِيٓ أَمۡرِي كَيۡ نُسَبِّحَكَ كَثِيرٗا وَنَذۡكُرَكَ كَثِيرًا﴾ [طه: 30-34]، وفي آية أخرى: ﴿... وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف: 142]، وهكذا فتصبح هذه الذي يعتبرها بعض المخالفين لعلي مثلبة، وإذا هي تصبح أعظم المناقب.
فقضى في أيام رسول الله ما قضى من بطولات، ومن عطاءات، ورسول الله يصرح به في كل موضع، من يوم الإنذار، إلى يوم الدار الأخير، (آتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتابا لن تضلوا من بعده أبدا)، ولم يكن سيكتب في الكتاب إلا (عترتي وأهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا)، وقبل ذلك الغدير، (من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والي من والاه، وعادي من عاداه).
ولكن جرت الأمور على غير ما يهوى الهدى ويريد، وتكلمنا في ليلة مضت، وهو يقول: (فصبرت على طول المدة وشدة المحنة)، إلى أن جاء زمان أمير المؤمنين، وعادت قريش لكي تُسَجِّر الحروب في وجه علي مثلما سَجَّرتها عليه وعمره (23) سنة، ها هي تُسَجِّرها عليه وعمره (63) سنة، فكانت حرب الجمل التي كانت حرب قريش التاريخية على علي بن أبي طالب ورسالة رسول الله صلى الله عليه وآله، وكانت صفين كذلك، وكما قاتل علي مع رسول الله على التنزيل، ها هو يقاتل عن رسول الله على التأويل.
وانتهى الأمر إلى أن تآمر عليه الخوارج، والجهلة بالدين، والعُمي في البصائر، إلى ضرب إمامكم صبيحة يوم الـ(19) من شهر رمضان بسيف مسموم على يد عبد الرحمن بن ملجم المرادي، وبقي إمامنا عليه السلام يوم الـ(19) ويوم الـ(20)، والسم يوغل في بدنه، وقد يئس الجميع من نجاته، بعد أن أخبرهم الطبيب بذلك، وهذه هي ليلة الـ(21) التي توفي فيها أمير المؤمنين في آخرها، لم يتوفَ أمير المؤمنين غدا في النهار، وإنما في جوف هذه الليلة، ودفن أيضا في جوف هذه الليلة في وقت متأخر، في صورة مخفية لم يشهده كثير من الناس خوفا من أن ينبش قبر أمير المؤمنين على يد أعدائه.
ليس فقط الحسين عليه السلام وُطِئ صدره بالخيل، ومُثِل بجثته، وكان هناك خوف من نبش قبره، أمير المؤمنين بقي قبره مخفيا إلى حوالي سنة (140) هجرية، (100) سنة من الزمان أُخفي قبر أمير المؤمنين عليه السلام، هذه أيضا مظلوميات الإمام علي عليه السلام.
فبقي في مثل هذه الليلة، وبيته يشهد أفواجا من الناس، بين وافد مودع، وبين مُؤبِّن، وبين من يريد أن يلقي نظرة، جاء أصحابه، حِجْر بن عدي الكندي قال كلاما، وغيره أيضا جاء، وكذا حتى قيل إن بعض اليتامى ممن كان يمر عليهم أمير المؤمنين سلام الله عليه في الليالي، فيهتم بشؤونهم، جاء بعضهم إلى بيت الإمام، قال بعض أرباب الخبر، كان بعضهم يحمل شيئا من الحليب اللبن مما وفروه، لماذا جئتم به؟ قالوا لما سمعنا أن أمير المؤمنين قد ضرب بسيف مسموم، وأن اللبن الحليب نافع في أمره، ونحن إلى الوقت الذي كان أمير المؤمنين موجودا ما شعرنا بفقد آبائنا ويتمنا، لكن هذه الليلتين بدأنا نشعر باليتم الحقيقي، فردهم الإمام الحسن عليه السلام، عهد إلى الناس أن يتفرقوا، وأن أمر الأمير المؤمنين سيخبرون به فيما بعد، فانصرف الناس.
لكن (الأصبغ بن نباتة) ظل يطرق الباب على بيت أمير المؤمنين، فتح الإمام الحسن الباب، رأى الأصبغ وهو يبكي، قال له يا أصبغ ماذا تريد؟ ألم نتقدم إليك أن ترحل؟ أنت تصور نفسك يقولون لك أن أمير المؤمنين داخل الدار، وبينك وبينه فقط الباب، وحال الإمام يسوء، تذهب إلى منزلك؟ هل تستقر؟ قال يا أصبغ أما تقدمنا إليك أن ترحل؟ قال: بلى، ولكن سيدي إن قدماي لا تطاوعني على الرحيل، لا أتستطيع الذهاب قبل أن أنظر إلى مولاي أمير المؤمنين، فأذن له.
لما دخل الأصبغ ونظر إلى أمير المؤمنين، انفجر بالبكاء، ماذا رأيت يا أصبغ حتى انفجرت بالبكاء؟ قال نظرت إلى أمير المؤمنين قد عُصِّب بعصابة صفراء، فلا أدري العصابة أشد اصفرارا أم جبين الإمام من أثر ذلك السم.
أعظم الله أجوركم، أخذ إمامنا يوصي أولاده بوصاياه، أوصيكما وجميع ولدي ومن بلغه كتابي هذا، بتقوى الله ربكم، قولا بالحق واعملا للأجر، وكونا للظالم خصما، وللمظلوم عونا، الله الله في كتاب ربكم، لا تتركوا العمل به، الله الله في الصلاة، فإنها خير العمل وإنها عمود دينكم، الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم، الله الله في جيرانكم، مازال نبينا يوصينا بهم حتى ظننا أنه سيورثهم، الله الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ألا تتركوا العمل به فإنكم إن تركتموه لم تُناظروا، ثم قال يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون في دماء المسلمين تقولون قُتل علي بن أبي طالب، ألا لا تمثلوا بالرجل، فإن رسول الله يقول: (إياكم والمثلثة ولو بالكلب العقور).
عظم الله أجوركم، أدار عينه في أهله وبنيه، وعندها عرق جبين الإمام، التفتت إليه ابنته زينب: أبه، مالي أرى جبينك يتفصد عرقا؟ قال لها: بنية إن المؤمن إذا حضره الموت تفصد عرقا، وعندها سكن أنينه، مد يديه ورجليه، أستودعكم الله، والله خليفتي عليكم، وفاضت روحه الطاهرة، ضج أهل بيته والكل ينادي وا أبتاه.
وكأني بزينب تقول:
العيد مجبل والحزن زايد عليّه ... وعاينت دار المرتضى منّه خليّه
فقد الأبو نغّص علينا ابالسّنه العيد ... وامن الصّبح باجر عليّه احزاني اتزيد
نبجي ونلطم والبجا واللطم مَيفيد ... نشبت مخالبها ابحشاشتنا المنيّه
محلى الأبو في العيد لو جمّع أولاده ... ولبّسم الزينة على جاري العادة
ورفرف عليهم بالهنا طير السعادة ... ايطيب القلب واتصير عيشتهم هنيّه
نسألك اللهم وندعوك باسمك الأعظم، الأعز الأجل الأكرم، يا الله، بنبيك المصطفى رسول الله، بوصيك المرتضى ولي الله، وبآل بيت آل الله، فرج عنا يا الله، اغفر لنا ذنوبنا، كفر عنا سيئاتنا، آمنا في أوطاننا، لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، ولا تفرق بيننا وبين محمد وآله طرفة عين أبدا، احفظ اللهم إخواني السامعين فردا فردا، واقض حوائجهم، شاف اللهم مرضاهم، لا سيما المرضى المنظورين ومن أوصانا بالدعاء، واقض اللهم حوائج المحتاجين، وفرج عن المكروبين، وتقبل اللهم عمل المؤسسين بأحسن القبول، إلى موتاهم وموتى السامعين نهدي ثواب الفاتحة تسبقها الصلوات على محمد وآل محمد، اللهم صل على محمد وآل محمد.