الأئمة الاثنا عشر في نصوص الدين 6
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 6/1/1443 هـ
تعريف:

الائمة الاثنا عشر في نصوص الدين

كتابة الفاضلة سلمى بوخمسين

جاء في الحديث عن الامام موسى الكاظم عليه السلام انه قال لاحد أصحابه (أقول في سجدة الشكر اللهم اني اشهدك واشهد رسولك وملائكتك وجميع خلقك انك الله ربي وان محمد صل الله عليه واله نبيه وان الإسلام ديني وان علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد ابن علي وجعفر ابن محمد وموسى ابن جعفر وعلي ابن موسى ومحمد ابن علي وعلي ابن محمد والحسن ابن علي والحجة ابن الحسن ائمتي لهم اتولى ومن اعدائهم اتبرى ) صدق سيدنا ومولانا موسى ابن جعفر صلوات الله وسلامه عليه .

حديثنا بعنوان الائمة الاثني عشر في نصوص الدين وسيكون الحديث تعداد بعض الطرق التي يمكن الاستدلال بها على امامتهم صلوات الله عليهم لعل قائل يقول ما الذي يدعوا لهذا الحديث؟ فنجيبه ان هذه المنابر انما جعلت من اجل بيان عقائد الدين واحكامه وما يلحق بها من أمور مختلفة فحينما تطرح مسألة ثقافية او اجتماعية من المفروض انها تخدم الدين وترتبط بحكم من الاحكام الشرعية فالمنبر الحسيني وضع من اجل هذه الأمور في الأساس ، وان لم يترك التطرق الى مواضيع أخرى، ولكن الهدف الأساس من انشاء المنبر الحسيني هو طرح كل ما يتعلق بالدين وقضية الائمة الاثني عشر تأتي بعد الايمان بالله والنبوة والرسالات والمعاد فالأمامية أهميتها كسائر العقائد وبالخصوص في وقتنا هذا واثر الانفتاح الموجود أصبحت بعض الشبه والاسئلة والاثارات من المذاهب الأخرى تأتي الى افاقنا الثقافية وينفتح عليها ابناءنا وبناتنا فمن الطبيعي ان يتعرف هذا الجيل على هذه الأمور وبالخصوص ان الأجيال تتجدد ولم يمر عليها ولم يطلع عليها ولهذا يلزم التنبيه واستعادة هذه المواضيع .

الائمة الاثني عشر والتي عرف بها المذهب الشيعي الذي ينسب اليهم واولهم الامام علي واخرهم الامام المهدي عجل الله فرجه .

هناك طرق متعددة للإشارة لإمامتهم: 

أولها ما جاء ذكرهم وتعدادهم في الكتب السماوية السابقة فكما جاء التبشير برسول الله وذكر بالاسم في الكتب السماوية أيضا ورد ذكر الائمة عليهم السلام فيها وبالرغم من التحريف فيها الا ان ما بقي منها صحيحا يوجد بها إشارات عن الائمة من ذلك ما ورد في هذا النص الذي نقله الشيخ النعماني المتوفي سنة 361 هجري في كتابه الغيبة ويعد من المحدثين القدامى ،ومما ذكر في كتاب الغيبة ما نقل في السفر الأول من الانجيل من قصة النبي إسماعيل قوله عز وجل قد اجبت دعائك في إسماعيل - يخاطب إبراهيم –وقد سمعتك ما باركته وسأكثره جدا جدا وسيلد اثني عشر عظيما اجعلهم أئمة كشعب عظيم ) سيلد إسماعيل وهو جد النبي محمد صل الله عليه واله سيكون من نسله اثني عشر سيكونون قادة لشعب عظيم .

اللغة هنا ليست لغة معجزة كالقران فلغة الاعجاز والبلاغة اختص بها القران الكريم كما ان الترجمة تغير في لغة النص.

مورد اخر جاء في حوار الجاثليق - وهو فنسطاس الرومي وهو اكبر رؤوس الجاثليق في ذلك الوقت - مع الامام الرضا عليه السلام في احدى حواراته  والامام يحتج عليه بما في الانجيل فيقول له كيف حفظك للسفر الثالث من الانجيل وبالتأكيد بما انه من كبار علمائهم بالتأكيد سيكون حافظ للإنجيل فالتفت اليه الامام وقال له خذ على السفر الثالث فان كان فيه ذكر محمد واهل بيته فاشهدوا لي وان لم يكن ذكره فلا تشهدوا وبدء الامام عليه السلام يتلوا الانجيل بلغتهم وليس باللغة العربية حتى قال احد النصارى الجالسين قراءته احسن من قراءة فنسطاس فإتقانه للغة السريانية افضل من الفنسطاس الرومي وهذا يفيد بان القران الكريم أشار الى ان احد آيات الاحتجاج على الاخرين وبالخصوص النصارى بان يكون هناك ذكر للنبي عند بني إسرائيل اولم يكن لهم اية ان يعلمه علماء بني إسرائيل الا يكفي بان يكون علماء بني إسرائيل قد فراءوا موصفات واسم النبي محمد في كتبهم فلماذا يكذبون بنبوته 

فعندما يكون هناك ذكر للنبي ولاثني عشر عظيم من ذريته سيكونون قادة لشعب عظيم 

فهذا أحد طرق التبشير بهم لدى الديانات الأخرى قبل الإسلام فالإنجيل والتورات يوجد بها مواضع كثيرة فيها ذكر لمحمد وصفاته وعن اله عليهم الصلاة والسلام. كما جاء عن عيسى ابن مريم ومبشرا برسول بقوله يأتي بعدي رسول اسمه احمد كذلك ورد ذكر أئمة الهدى والعترة النبوية في الكتب السماوية السابقة بالرغم مما حدث من تحريف فيها فكيف لو انها وصلت الى الازمان المتأخرة كما نزلت على الأنبياء السابقين بلا تحريف لكان فيها الكثير مما يدل على نبوة النبي محمد وامامة ذريته عليه وعليهم السلام.

وكما ورد ان أحد العلماء المحققين المعاصرين كان يتقن اللغات السريانية والعبرانية واللاتينية القديمة التي كتبت بها الكتب الانجيل والتورات يذكر مواضع كثيرة فيها ذكر لمحمد واله الاطهار وهو الشيخ المرحوم محمد جواد البلاغي وهو أستاذ المرحوم السيد الخوائي وغيره من علماء هذا العصر كان استاذهم في تفسير القران فهو مفسر عظيم للقران الكريم وهناك أيضا من العلماء المعاصرين السيد سامي البدري وعنده كثير من المقالات والكتب في هذا الاتجاه بان تلك الكتب السماوية قد ذكرت النبي واله الاطهار.

والطريق الثاني هو ما جاء عن الرسول صل الله عليه واله وسلم لعل قائل يقول لماذا لم يرد ذكرهم في القران الكريم بان تأتي اية وتذكر أسماء الائمة بالتتالي وهذا سؤال قد سؤل عنه الامام الصادق عليه السلام كما ورد في رواية صحيحة في كتاب الكافي يسأله أبو بصير يقول سيدي انهم يقولون إذا كان الائمة حقا فلما لم يذكروا في القران الكريم ؟؟ فيجيبه الامام الصادق عليه السلام ان الله سبحانه وتعالى قد انزل القران على نبيه واوجب فيه الصلاة ولم يذكر صفة الصلاة وانزل وجوب الحج ولم يذكر عدد الطواف وانزل الزكاة ولم يذكر عدد انصبتها فهل تستطيع ان تقول صفة الصلاة او عدد الطواف فقد قال فليطوفوا حول البيت العتيق وسكت فمن اين ورد عدد أشواط الطواف حول الكعبة وكيفيتها ومن اين جاءت تفاصيل الزكاة وغيرها كذلك الامامة فالله سبحانه وتعالى انزل طاعة رسوله فيما يأمر .

والنبي ذكر في أحاديثه الكثيرة عن الائمة فاذا عدم ورود أسماء الائمة في القران الكريم لا يضر بشيء فلابد من اطاعة الرسول والاخذ منه ومن جملة أوامره امر باتباع عترته من بعده وهذا ورد في كثير من الاحاديث بطرق مختلفة ومتعددة فلقد ذكرهم بعناوين مختلفة فتارة يقول انهم عترتي كما جاء في حديث الثقلين ،وتارة يقول اهل بيتي ،واخرى يقول من قريش ،وأخرى يقول من ولد فاطمة ومن ولد الحسين ،وأيضا يرد ذكرهم بقوله الأئمة ،وكل عنوان من هذه العناوين ورد ذكره على لسان النبي صل الله عليه واله .وامر باتباعهم وطاعتهم في احاديث كثيرة ورد ذكرهم بهذه المسميات الكثيرة وعرف عنهم بهذه العناوين .

فاحدها ان الائمة اثنا عشر من قريش هذا عليه اتفاق من المسلمين فاحاديث عترتي وذريتي واحدها هذه الاحاديث حديث الحسن والحسين امامان قاما او قعدا متفق عليه ،فيسأل عبد الله بن مسعود انه ماذا قال رسول الله في الائمة من قريش فقال هم اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل وهذي إشارة فنقباء بني إسرائيل هم الفئة المنتخبة التي جعلها الله سبحانه وتعالى لقيادة مسيرة بني إسرائيل في زمانهم فلابد ان يكون هؤلاء النقباء متماشيين تماما مع رسالة موسى ابن عمران ، وحينما يرد ذكر الائمة بمسمى اثنا عشر من قريش فلابد ان يكون جميعهم قرشيين فتحير علماء المسلمين من هم هؤلاء الاثنا عشر فالبعض قال هم الخلفاء الأربعة وبعدهم الحسن وبعد ذلك قالوا معاوية ولكن في احاديث عن معاوية سأقلبها الى ملك عضود وليس خلافة ستتحول الى تملك وبعد ذلك قالوا يزيد بن معاوية فهل يعقل ان الرسول يوصي بيزيد بن معاوية بالرغم مما فعل ففي ثلاث سنوات فعل من السيئات مالا يحتمل فلقد قتل الحسين في سنة وأخرى اباح المدينة وفي ثالثة وهدم الكعبة وقصفها بالمنجنيق فهل يعقل ان يوصي الرسول بطاعة هذا الامام . 

وكما جاء عن رسول الله صل الله عليه واله وسلم منبعثا عن قول الله تعالى (وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) عنون الرسول عدد غير قليل من العناوين وفي كل عنوان احاديث متعددة فمثلا يأتي الامام الحسين وعمره أربع او خمس سنوات فيقول له (انت امام وابن امام اخو امام أبو أئمة تسعه تاسعهم اخرهم عجل الله تعالى فرجه).

والطريق الثالث ما جاء عن طريق امير المؤمنين عليه السلام باعتبار ان الامام علي كما يراه الامامية امام معصوم منصوص عليه من قبل النبي صل الله عليه واله وسلم وبناء على ما يقوله الاخرون غير الامامية هو خليفة راشد اعلم الناس بالقضاء وانه باب علم مدينة رسول الله وهذا الامام المعترف به من قبل الجميع ذكر قضية الائمة الاثني عشر في جميع المواضع في السلم والحرب ،ومنها  كما ينقل بسند صحيح ومعتبر عن الامام الجواد ينقل حادثة جرت للأمام الحسن المجتبى مع الامام علي عليهما السلام وفيها يذكر هذا المعنى ( انه ذات يوم جاء رجل لا يعرفه الناس فقال يا أبا الحسن عندي ثلاث مسائل ان اجبتني عليها علمت انك امام الحق وان القوم قد ارتكبوا منك مالا يرضي الله عز وجل فقال له الامام سل احد هذين فقال الرجل اسأل ذا الوفرة - وكان الامام الحسن لديه كثافة في شعره - وهذا يثبت اعتماد الامام علي على ابنه الامام الحسن في وقت حضوره فسال اسالته واجابه الامام الحسن بالتفصيل وقال عليه السلام ما عندي غير ما قال فقال ذلك الرجل يا امير المؤمنين اني اريد ان اعرض عليك ديني فقال افعل فقال اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وانك علي ولي الله وان الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد ابن علي وجعفر ابن محمد الى اخر الائمة وقال هذه عقيدتي فقال الامام ثبتك الله عليها ثم ذهب وقال الامام لاحد الجالسين انظر الى اين ذهب الرجل فنظرت وكأن الأرض اشتقت وبلعته فرجع وقال لم اره فقال الامام علي ذلك هو الخضر عليه السلام ) الخضر جاء لكي يعلم الحاضرين ويؤكد على امامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام في حضور الامام علي والحسنين وفي ذلك الوقت لم يكن ملزم احد بان يؤمن بغير الامام علي والحسن والحسين اما من سيأتي بعد 100 او 200 سنة واكثر من الائمة فغير ملزم من في ذلك الوقت ان يؤمن بهم وهذا في زمن السلم . 

المورد الاخر قبل بداية  حرب صفين والرماح مقامه والسيوف مسلوله يأتي الامام ليتحدث لهم عن أسماء الائمة الاثني عشر و خاتمهم الذي سيأتي بعد اكثر من  200سنة ،فحرب صفين كانت في حوالي سنة 38 -39  هجرية الامام المهدي سيكون في سنة 250 والحاضرين في ذلك الوقت لن يكون احد منهم موجود في ذلك التاريخ ،الامام علي ذكر الامام المهدي وذكر فضائله وبما قاله عنه رسول الله وثم ذكر ابنيها الحسنين عليهما السلام وانهما الامامان من بعده ومن بعدهما علي ابن الحسين ومحمد ابن علي وجعفر ابن محمد وهكذا الى اخر الائمة عجل الله فرجه الشريف وخاتم الاوصياء وقال انهم لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه وسيردون على الحوض ، الامام امير المؤمنين في الحد الأدنى عند الطرف الاخر هو امام عادل ورجل راشد وعالم بما جاء به رسول الله صل الله عليه واله وسلم ولم يقل هذا عن جهل ولا تحيز اما عند من يتبع مذهب الامامية فهو تنصيب وتعليم للناس عقائدهم والملاحظ ان هذا الكلام الصادر عن امير المؤمنين صدر في يوم حرب فلولا أهمية هذه القضية لما طرحها فليس وقتها الان وهذا يدل على التأكيد والتعليم بأهمية امامتهم وايصالها للناس ليتناقلو تلك العقيدة .

الطريق الثالث هو ما ورد من الروايات على لسان الائمة انفسهم عليهم السلام فاذا فرضنا ان النبي عين الحسنين باعتبار انهما امامان قاما او قعدا بعد ان عين والدهما امير المؤمنين اماما من بعده وأوصى هذا الامام باتباع الامام الذي بعده فاذا عصي ذلك الامام يكون قد عصى امر رسول الله صل الله عليه واله وسلم بشكل غير مباشر فجأت روايات غير قليلة في هذا المجال ويوجد رسالة الفها المرحوم الشيخ جواد التبريزي رحمة الله عليه اسمها رسالة مختصرة في النص على الأئمة الاثني عشر مكونه من 25 صفحة ، واما من أراد التفصيل فالكتب كثيرة منها كتاب المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم في رحاب العقيدة الجزء الثالث 150 صفحة منه جميعها تصب في هذا الموضوع نصوص النبي وامير المؤمنين ونصوص الائمة عن مقام الامامة فكل امام يوصي بالأمام الذي سيأتي بعده ،ومن ذلك أيضا المرجع الديني الشيخ لطف الله الصافي القلبايجاني لديه كتاب منتخب الأثر في النصوص على الائمة الاثني عشر وهو عدة مجلدات مطبوعة هذا لمن أراد التفصيل ،وفي بعض هذه الكتب مثل كفاية الأثر للخزاز القمي وهو من تلامذة الشيخ الصدوق الذي جاء بعد سنة 360هجرية ونحن نعتمد على الكتب القديمة نظرا لأهميتها للكتب الحديثة وهذا الكتاب جاء بالاحاديث المروية عن الرسول صل الله عليه واله المنقولة بواسطة أصحابه مثل رواية ابي ذر الغفاري وسلمان وعمار وحذيفة وجميعها في الائمة الاثني عشر عليهم السلام بل حتى روايات عائشة في الائمة الاثني عشر منها ان النبي لما جاء اليه الامام الحسين واحتضنه وقال (هذا امام اخو امام ابن امام القائم هو التاسع من ولده) إشارة للأمام المهدي عجل الله فرجه وهذه الرواية مذكورة في باب النصوص عن الامام المهدي سلام الله عليه ،وتقريبا 14 صحابي من أصحاب الرسول قد رووا عن رسول الله اما بالعنوان الأصلي - الائمة من ولدي الحسين ، او بقوله الائمة الاثني عشر من قريش  ،او الائمة من بعدي اثني عشر ،او القائم هو التاسع من ولد الحسين  ، وصحيفة فاطمة الزهراء التي يرويها جابر بن عبد الله الانصاري ، فقد دخل على فاطمة الزهراء عليها السلام لتريه الصحيفة وهذا الخبر أكده الامام الباقر عليه السلام حينما رأى جابر بن عبد الله الانصاري وقال له اريد ان اسالك عن حديث جدتي فاطمة فقراء الامام الحديث على جابر فما أخطئ منه حرف واحدا .

الطريق الخامس هو الطريق العملي الخارجي فالأئمة الاثني عشر كانوا يعرفون عن انفسهم انهم أئمة احفاد رسول المحمد صل الله عليه واله وسلم فلم يطرحوا انفسهم كعلماء او مجتهدين بل يعرفون انفسهم بانهم أئمة حق نص عليهم من قبل رسول الله وانهم اعلم الخلق بشريعة رسول الله وانهم لا يخطئون ولا يذنبون ولم  يحصل مع وجود التحدي الوجودي بين الائمة واعدائهم لم يحصل ان امتحن امام في مسألة واحدة فقال لا اعلم قول الامام علي سلوني قبل ان تفقدوني قالها امير المؤمنين امام الناس ولسان حال كل امام يقول سلوني قبل ان تفقدوني حتى من هو في نظر الناس صغير السن كالإمام الجواد عليه السلام في ذلك المجلس مع يحيى ابن اكتم معروفة وبعض الائمة غيره تولوا الامامة صغار السن وفي مثل هذه الحالات يوجد تحدي مع الاطراف الأخرى ، أئمة الهدى بعضهم امتدت امامتهم 35 سنة كالإمام الكاظم والامام الصادق عليهما السلام وبابهم كان مفتوح مشرع للتحدي من قبل الاخرين فالمهدي العباسي وهارون الرشيد والمنصور وغيرهم من اكابر ذلك الزمان يقولون لعلمائهم  جهزوا لي من مسائلكم الشداد الصعاب حتى نمتحن فيه جعفر بن محمد فيأتي الامام ويغرقه من بحر علمه ،ومن جهة عمليه أيضا ان التاريخ لم يسجل على احد من الائمة  انه ارتكب ذنب قط حتى وان كان بنقل كاذب لم ينقل ذلك بل نقل من مدارس المذاهب الأخرى انه ما رات عين ولا سمعت اذن ولا خطر على قلب بشر اعلم وافقه من جعفر ابن محمد فكونهم في هذه المرتبة مع وجود التحدي العظيم من قبل عدوهم السياسي كالخلفاء ومن قبل منافسيهم من العلماء ومن قبل مكايديهم من ارباب المذاهب واكبر مثل المجلس الذي عقده المأمون مع الامام الرضا الذي جاء بمن يستطيع ليحرج الامام الرضا سلام الله عليه فلم يترك الامام أي سؤال في الفلسفة والفقه والقران او الحديث لم يجب عليه وبين لهم ان الله يحتج بمن مثله على خلقه ،حتى بعض الفلاسفة الكبار مثل هشام بن الحكم كان على غير المذهب فقال سيدي يا أبا عبد الله هذا الحديث انت تعرفه ولكن هذا المستوى في الفلسفة من اين اتيت به فهذا غير مستوى الناس في ذلك الوقت فقال له الامام قاعدة في العقائد ( ان الله اعدل من ان يحتج على الناس بإمام ثم لا يكون عنده كل ما يحتاجون اليه من العلم )

هذه الطرق الخمسة منها المرتبط بالكتب السماوية ومنها ما هو مرتبط بحديث رسول الله ومنها ما هو مرتبط بحديث امير المؤمنين ومنها ما هو مرتبط بأحاديث الائمة أنفسهم ومنها ما هو مرتبط بالتجربة المعاشة للمسلمين مع أئمة الهدى عليهم السلام جميعها تقول ان الائمة حق من ال محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ثبتنا الله على ولايتهم .


مرات العرض: 5719
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 58563.91 KB
تشغيل:

من تاريخ التشيع في أندونيسيا 5
جدية الايمان أو الادعاء والانتقاء؟ 7