دخول ركب الأسارى دمشق وخطبة السيدة زينب 18
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 18/1/1442 هـ
تعريف:
 دخول ركب الاسارى دمشق
 وخطبة العقيلة زينب عليها السلام
 كتابة الفاضلة هديل الزبيدي / العراق
حديثنا بإذن الله تعالى يتناول احدى مراحل ركب السبايا القادم من الكوفة باتجاه الشام وقد ذكرنا في ليلة مضت ان هذا الركب قد اخذ الطريق الاطول المحاذي لنهر دجلة وقد اختاره عبيد الله ابن زياد لعنة الله عليه ايذاءا للأسارى وتعريضا لهم الى المجتمعات والبلدات التي لم تكن تقل في هذا الطريق عن ستة وثلاثين منطقة وقيل انها اكثر من ذلك الغرض هو ان يهدد كل يريد ان يتحرك ضد الدولة الاموية بمثل هذا المصير لكن يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون بدل ذلك انتشر في هذا الطريق مشاهد ومواقع ومقامات واحيت جماهير هذه المناطق هذه المقامات وتعلقت بآل البيت ببركتها والى اليوم لايزال هناك عدد من المقامات والمشاهد التي تذكر الناس بهذا الركب الحسيني وبنهضة الحسين وتسفير نسائه كما ذكرنا بعد ثلاثة عشر يوما من السير المتعب والمؤذي وصل ركب الاسارى في اول صفر الى دمشق بعض المؤرخين من شيعة اهل البيت كالسيد ابن طاووس الحسني في كتابه اللهوف وبعده من تبعه قالوا انهم وصلوا غرة صفر اول شهر صفر سنة ٦٢ للهجرة بينما بعض المؤرخين المتقدمين عليهم كالطبري وهو سابق على السيد ابن طاووس بحوالي ٤٠٠ سنة تقريبا في كتابه تاريخ الرسل والملوك المعروف بتاريخ الطبري يقول انهم وصلوا في الثاني من شهر صفر وأوقفوا على بوابة دمشق المعروفة الى الان والباقية معروفة بإسم باب توما (توما) هو واحد من تلامذة وحواريي المسيح عيسى ابن مريم وتاريخيا كانت هذه المنطقة بيد الرومان وعندما كان الرومان هناك بنوا في هذه المنطقة كنيسة وكان مدخل دمشق اليها من خلال المرور في هذه الكنيسة لما صار فيما بعد الفتح الاسلامي للشام غيرت معالم الكنيسة هذه وجعل عليها منارة وهذا الباب اشبه بمدخل الى مدينة دمشق بابا توما الى الان موجودة آثاره الذين يذهبون الى دمشق ويسألون عن باب توما موجود وعرف بباب الساعات (باب الساعات) ليس لان فيه ساعات كثيرة مثلا لان ذلك الوقت ما كان نظام الساعات المعهود بالازمنة المتاخرة ما كان موجود في الغالب اذا موجود موجود الساعة الرملية وما شابه ذلك ، اما الساعات الميكانيكية فهي في وقت متاخر ، سر تسمية بباب الساعات كما ذكروا انهم اوقفوا في هذا المكان عدة ساعات فصار في الثقافة الدينية لاسيما الشيعية منها يعرف بباب الساعات كما ذكره بعضهم فاوقفوا ركب الاسارى في هذه المنطقة عدة ساعات ، طبعا مصطلح ساعات موجود من القديم في القرآن وارد مرارا الا ساعة من النهار وامثال ذلك فلفظ الساعة بمعنى البرهة الزمنية كان موجود فلما يقول بعض الباحثين لما اوقفوا هنا فترة طويلة حسبت عدة ساعات عدة فترات زمنية سمي هذا الباب في ضمن الثقافة الدينية والتاريخية بباب الساعات فاوقفوا هناك واجتمع الناس كما هو معد له بمظاهر الزينة والفرح والتفرج وما شابه ذلك في هذه الاثناء قالت احدى النساء نحن نحتمل انها ام كلثوم في بعض الروايات انها سكينة لكن ام كلثوم اوفق بالاعتبار لأنها هي المتصدية بعد السيدة زينب سلام الله عليها لامور الركب لمكانة سنها وانها تكون عمة سكينة ، سكينة في ذلك الوقت صغيرة العمر بينما هذه ام كلثوم فوق الثلاثينات بل حوالي الاربعين هي اصغر من زينب عليها السلام بشيء قليل فهي من اواخر الاربعينات ومن الطبيعي ان مثل هذه النساء في هذا السن هن اللاتي يتصدين لمثل هذه الامور فقالت لبعض من في هذا الركب من الجنود قيل انه شمر بن ذي الجوشن لعنة الله عليه ان يسلك بهن طريقا قليل النظارة ، ستأخذونا الى قصر يزيد لاتمررونا وسط الاسواق لاتمررونا الاماكن المزدحمة والشيء الاخر انه تضعوا مسافة بين الرؤوس التي تجتذب النظر وبين النساء حتى ينشغل هؤلاء الناس بالنظر الى الرؤوس عن النظر الى النساء وهذا طبعا مما هو مأمول من مثل سيدات بيت النبوة انه كلما استطعن سبيلا الى التستر والاحتجاب فهن يصنعن ذلك لايقولون مادام هم ينظرون الينا انتهى الامر ، لا ما استطعن الى ذلك سبيلا  في صد الانظار عنهن وفي التستر كن يصنعن ذلك لكن اللعين بدلا من ذلك جاء وركز الرؤوس في وسط المحامل بين النساء وسلك الطريق المعد سابقا والذي يكثر فيه الناس ، عادة اذا هناك مناسبة يعلن عنها انه سوف يمرون من هذا المكان ومن هذا الطريق وهذا الذي حصل فعلا وكان شيئا مؤذيا للنساء من اهل البيت عليهم السلام ، اخذ هذا الركب الى قصر يزيد وهناك رواية تقول انه قبل ادخالهن على يزيد ربطن بالحبال طبعا قبلها وهن على النياق لايمكن ان يربطن ببعضهن باعتبار ليس كل ناقة تتماشى مع الاخرى بشكل دائم واحدة تتقدم والاخرى تتاخر فهذا من الممكن ان يجرهن الى السقوط لكن عندما وصلن الى قصر يزيد قيل انه قد ربطن بالحبال بمن فيهن الامام السجاد سلام الله عليه ثم ادخلن جميعا على قصر يزيد وهنا قال الامام السجاد كما ورد في الاخبار ليزيد 
{ يا يزيد ما ظنك بجدنا رسول الله صلى الله عليه وآله لو رآنا ونحن على هذه الحالة } يعني مربوطين بالحبال فخجل اللعين وامر بالحبال فقطعت ثم بدأ ذلك المجلس يزيد عنده كلام مع الامام زين العابدين ثم كلام مع جلاسه وحضاره ثم بعد ذلك خطبت العقيلة زينب سلام الله عليها خطبتها المشهورة التي سوف نشير اليها اشارة سريعة ، يزيد اول ما بدأ بالامام زين العابدين عليه السلام فقال ان اباك قطع رحمي ( انظر كيف تغيير الموازين ) هو القاتل وهو السابي وهو الذي سير هذه النساء من مكان الى مكان بعدما قتل الذرية والان جاء يطالب يعني هو صاحب دين ابوك الذي قطع رحمي ولم يحفظ قرابتي فكان ان حكم الله عليه كما قال في كتابه { ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم } مالمعنى من ذلك ؟ ان المعتدي هو والدك وان الله دافع عني انا فلقي ابوك بأمر الله جزاء ما قدمت يداه ، انظروا الى المقاييس ان شخص يقتل انسان ويقتل ذريته واهله ثم يسبي نساءه ويسيرهن في البلدان من مكان الى مكان وفوق كل ذلك هو الذي يكون الطالب والدائن هذا الباطل بعينه ، فالامام عليه السلام قال له { ان الله عز وجل يقول وما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها }
رد الامام عليه السلام انت ما تفهم معنى الايات المباركة كل شيء تحت علم الله عز وجل ، المصائب التي تحصل للبشر كلها بعلم وإذن الله لكن المسؤول عنها هم المباشرون لها ليس الله الذي فعلها بكم ، فقال له هذه الاية ليست فينا وانما فيمن يظلم التي تلوتها بما كسبت ايديكم انما فيمن يظلم ليس فيمن يظلم فالمفروض تقول لنفسك لانك انت الظالم وانت القاتل اما نحن فمظلومون ، فسكت عندها يزيد لانه لم يجد جوابا ، يزيد يعني رجل أمه مسيحية نصرانية وهي ميسون الكلبية ونشأ طفولته وشبابه كله مع امه في قضية مفصلة انههي ايضا كانت امرأة غير عفيفة تركها معاوية فرجعت الى اهلها ونشأ يزيد هناك مع بيئة مسيحية نصرانية لذلك قضية الخمر والتهتك وعدم الصلاة والتي تطفح في شعره :
ماقال ربك ويل للأولى شربوا      بل قال ربك ويل للمصلينا
الله لم يقل ويل لشاربي الخمر لكن قال فويل للمصلين وامثال ذلك من شعره الذي يتغنى بالخمر وبترك الصلاة هذه من ضكن تأثير البيئة المسيحية النصرانية التي عاش فيها وهي بيئة منفلتة فما كان عنده القدرة على الاخذ والرد ، لكن قسم من هؤلاء يتعاطى ما ليس له ، فالتفت لى الحاضرين وقال :
اتدرون من اين اوتي الحسين بن علي ؟ يعني اين خطأه ، هؤلاء يجب ان يسمعوا لانهم حضاره الجموع المصفقة للسلاطين الظالمين 
قال اوتي من قبل فقهه ولم يقرأ قوله تعالى { تأتي الملك من تشاء } والله آتانا الملك فلو الحين قبل بهذا كانت انتهت القضية وهذا ايضا تزوير وتغليط وعدم فهم للقران الكريم ، يحتاج لها بحث خاص حول المذهب الجبري عند الامويين نجده عند يزيد وعند ابن زياد بعد ذلك اقدم على خطوة افجعت قلوب الحاضرين من ركب الاسارى استدعى رأس الحسين عليه السلام وقربوه اليه فأخذ يتأمله ويقول:
اسرع الشيب اليك يا حسين ثم اخذ عود خيزران واخذ يقرع ثنايا ابي عبد الله الحسين وهو يقول :
 ليت اشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الاسل
 لاهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لا تشل 
لست من خندفة ان لم انتقم من بني احمد ما كان فعل 
هنا انفجع قلوب النساء والاطفال وسنأتي على بعض المشاهد بعد ذكر ما قالته العقيلة زينب عليها السلام ، زينب لما رأت هذا انتفضت قائمة فوقفت وقرأت خطبتها على أثر هذا الموقف يعني لولا هذا الموقف ربما لم تكن بأبي وأمي تقف بين الحاضرين لكي تخطب ذلك الخطاب العظيم فبدأت في خطاب عجيب غريب هذا الخطاب المفروض انه يدرس في معاهد البلاغة والأدب وفي كليات اللغات العربية باعتباره من أفضل النصوص مبنى ومعنى واداءا ولغة شيء غريب خطاب جامع لكل صفات الكمال وبحسب مقاييس الظرف الذي تعيش فيه زينب عليها السلام هو أشبه بالإعجاز لان امرأة اتت بهذا الطريق الطويل ولم يستريحوا من هذا المشوار وهي فاقدة ثاكلة وراءها هذا العدد من الاطفال والنساء ووراءها تلك الاحزان والآلام وتتكلم هذا الكلام ولو اراد عالم كبير ان يقعد ويفكر طول يومه ان يأتي بمثيل له كان صعبا عليه ماذا قالت :
{ الحمدلله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين صدق الله حيث يقول ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون }
هذا مبحث أشير له اشارات فهرستية مبحث في علم الأخلاق والعقائد يقولون ان المعاصي تصل بالانسان الى درجة ينتقل من العصيان وهو الفسق الى درجة الكفر وهو الخلل في العقائد ، مثلا ان الانسان عندما يقوم بالمعاصي قد يبقى على شهادته على انه مسلم لكنه مسلم فاسق لكن احيانا يبلغ به الامر درجة من ممارسة المعصية ان ينتقل من حالة الفسق الجوارحي التي يسمونها فسق الأعضاء الى كفر الوجدان والقلب والضمير وهذا الذي تشير اليه الاية الكريمة وطبقته العقيلة زينب في هذا المورد يقول هؤلاء الذين اساءوا السوأى اخر امرهم ان يصبحوا مكذبين بآيات الله وينتقلون الى مرحلة الكفر والإلحاد وعدم الاعتقاد بالإيمان وهذا مبحث طويل يبحثونه هناك ، ما الذي يوجب ذلك وكيف ينتقل ، زينب عليها السلام اعطت لافتة هكذا وحتى لا اي احد يشكك ، جاءت باستشهاد قرآني بديع ثم قالت : { أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فاصبحنا نساق كما تساق الاسارى ان بنا على الله هوانا وبك عليه كرامة وان ذلك لعظيم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك متسقة والأمور مستوسقة وحيث صفا لك ملكنا وسلطاننا فمهلا مهلا لا تطش جهلا }   
هذه يتحدث عنها هذه الفكرة في انه احيانا الطواغيت والسلاطين تعمى عيونهم عن معاينة الحقائق بالانشغال بالظواهر ، مادام هو مشغول بأمواله بذهبه بما يحسبه انتصارات يغفل عن النظر الى الواقع الى ذلك اليوم الذي ينتهي ، يكون غريبا عن الواقع ، يكون بعيدا عن الحقيقة ، ففي يوم من الأيام يرى نفسه قد ارتطم في هذا الواقع وينتهي ملكه وهذا الذي صار مع يزيد هكذا ، من العجيب ان من اثار دم الحسين عليه السلام إن ثلاثة حكام امويين خلال سنتين هلكوا بطريقة مجهولة وغير معروفة وان هذه الدولة الاموية السفيانية سقطت في أوج عزتها وقدرتها ، لأن الدولة الأموية يقسموها إلى قسمين : سفياني ومرواني وهما خطان مختلفان ، لكن هذه الدولة الاموية السفيانية سقطت في اوج عزتها وقدرتها ونصرها المفترض عندما قتلوا الحسين عليه السلام فكان اي نصر هذا الذي ينهي دولة المنتصر ويسقطها ثم قالت سلام الله عليها : 
{ أنسيت قول الله عز وجل ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم أنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين } 
فهذه إذن تتحدث عن انه انتم مستقبلكم كدولة وانت مستقبلك كحاكم وكسلطان تنتهي لا تتصور انك قابض على الامور تنتهي وسيكون لك العذاب المهين في الدنيا والاخرة وفعلا هذا تحقق ثم قالت عليها السلام:
{ أ من العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك و إمائك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن يستشرفهن أهل المناقل والمناهل وينظر إليهن الشريف والوضيع والكبير والصغير ليس لهن من حماتهن حمي ولا من ولاتهن ولي }
هذه الفقرة سترد على كل التزوير التاريخي الذي جاء به مؤرخو بنو امية وقالوا انه اساسا عائلة الحسين لم يسيروها الى الشام كما ذكرنا هذا صاحب منهاج السنة وأمثاله يذكر ان ليس صحيحا لم أتوا الى الكوفة من الكوفة اخذوهم الى المدينة وانتهى الموضوع ، هنا زينب عليها السلام تذكر هذا في مجلس يزيد يتسائل كيف وصلت الى ذلك المكان ، اذا ذهبت الى المدينة كيف وصلت الى دمشق ثم هي أيضا تقول هذا { وسوقك بنات رسول الله سبايا } ليس على حالة جيدة ،يقولون نعم أتوا بهم و استضافوهم هناك وأخذوا بخاطرهم ورجعوهم لاااا
التأكيد على انهن سبايا وبأي كيفية { قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن } وليس بطريق خال ومخفي لاااا { يستشرفهن اهل المناقل والمناهل }
منهل يعني اماكن المياه الذي يأتي الناس اليه يقال له منهل والمناقل المناطق والقرى والبلدات فهذا الجانب وذلك الجانت ينتظرون مجيئهن حتى يتفرجوا عليهن { ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمي وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء } نحن لا نستبعد هذا منك ولا نتوقع منك ان تردع من هذه الامور لماذا ؟ لان انت ابن من ؟ امك من ؟ جدتك من ؟ بالتالي هولاء مثل هند هي التي قضمت او حاولت قضم كبد حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ، فاذا هذه هي الجدة وتلك هي الام كيف سيكون الولد من اي سيخرج هذا تلك تلفظ من فمها كبد حمزة وهذا يأمر برض صدر الحسين ويضرب رأسه وثناياه صلوات الله عليه { وكيف يستبطئ في بغضنا اهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنآن والاحن والاضغان } ثم تقول { غير متأثم ولا مستعظم لأهلوا واستهلوا فرحا }
 هذه أبيات عبد الله بن الزبعرا السهمي الذي كان متشمت فيها برسول الله صلى الله عليه واله أنت تأتي وتكررها وتتخذ نفس الموقف وتضيف الى تلك الاشعار اشعار اخرى ايضا على نفس الوزن والقافية الى ان تقول :
{ منحنيا على ثنايا أبي عبد الله وسيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك }
النكت هو الضرب على الاسنان في بعض الروايات تنكثها (النكث) الضرب الشديد الذي يسقط الاسنان يقال نكث اسنانه او تنكتها اي تضرب عليها 
{ وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحى واستأصلت الشأفة بإراقتك دماء ذرية محمد صلى الله عليه وآله ونجوم الارض من آل عبد المطلب وتهتف بأشياخك زعمت انك تناديهم (اي يقول ليت أشياخي اجداده من الكفرة الذين واجهوا رسول الله وحاولوا قتله وجيشوا عليه الجيوش) زعمت انك تناديهم فلتردن قريبا 
موردهم } أين مكانهم ؟ في أي مكان من نار جهنم  ؟ ايضا انت ستكون معهم وفي زمرتهم 
{ ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت } ثم قالت عليها السلام :
{ اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا واحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا } ثم توجهت اليه مقرعة فقالت: { فوالله ما فريت الا جلدك } تتصور قتلتنا قتلت نفسك ذبحتنا لا ذبحت نفسك { فلا حززت الا لحمك ولتردن على رسول الله بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته } الى ان تقول : { ولان جرت علي الدواهي مخاطبتك } انا وين يزيد بن معاوية وين انا ذروة الشرف والعلياء من آل هاشم وهذا الرجل الصغير الحقير ، انا يجب ان لا اتكلم معاك ليس من مستوى ان اخاطبك لكن ماذا اصنع هذا الذي صار { اني لاستصغر قدرك واستعظم توبيخك واستكثر تقريعك لكن العيون عبرى والصدور حرى ، الا فالعجب كل العجب من قتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء } إلى أن تقول سلام الله عليها { فكد كيدك واسعى سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تمويتوا وحينا ولا يرحض عنك عارها وهل جمعك إلا بدد وأيامك إلا عدد يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين وبئس للظالمين بدلا } 
هنا لو تأمنا في كلمات العقيلة زينب عليه السلام كأنها تنظر بعين الغيب انتم شهدتهم عاشوراء ، هذا الفيروس عطل كل العالم عن أمورهم لكنه يعطل عشاق الحسين عن الحسين سلام الله عليه يوم العاشر رأيت هذه الجموع وكأنها لا تبالي لا بهذا بل ولا بالموت هؤلاء العشاق هؤلا٤ الاولياء لم يبالوا بالموت الاحمر في عشق الحسين عليه السلام فتراهم يذهبون بعشرات الألوف يعلمون ان الخطر حقيقي وجدي ولكن مع ذلك مثل ما اولئك في كربلاء بادروا الى القتال مع علمهم بأنهم يموتون ويقتلون ولكن جذبهم نور الحسين عليه السلام هؤلاء الناس أيضا كذلك ، فهي كأنها تنظر الى مستقبل بهذا لكن تقول والحق ما قالت { لكن العيون عبرى والصدور حرى منحنيا على ثنايا ابي عبد الله تنكتها بمخصرتك } بعض الحاضرين مثل ابي برز الاسلمي وقيل زيد بن ارقم لما رأوا هذا العمل قالوا : يايزيد ارفع عصاك عن ثغر طالما رأيت رسول الله يترشفه هذا محل مبسم رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقبله في هذا الموضع الان انت تضع عصاك او الخيزران وتنكت ثناياه به فقاموا هؤلاء باكين وخرجوا من المجلس هذا وان كانوا ليسوا بأقارب هكذا يحصل لهم ما حال زوجة الحسين عليه السلام الرباب وهي ترى هذا المشهد قالوا لما نظرت الى ذلك قامت وصاحت واحسيناه



مرات العرض: 5722
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 48673.68 KB
تشغيل:

مشاهد الطريق من الكوفة إلى الشام 17
يزيد بين وهم النصر والتنصل من الجريمة 20