من نتائج النهضة الحسينية في الأمة
كتابة الفاضلة فاطمة عيسى
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله العظيم في كتابه الكريم ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ "
حديثنا بأذن الله تعالى يكون في بعض نتائج نهضة الإمام الحسين عليه السلام في الأمة وما هي الآثار التي تركتها هذه الثورة المباركة على المدى السريع والعاجل بعدها وعلى المدى المستقبلي الأجل
نفتتح الحديث بالآية المباركة ألم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة يقولوا المفسرون هنا الله سبحانه وتعالى يضرب الأمثال للناس حتى يقرب لهم الأفكار يلاحظ القران الكريم فد معنى مجسد بين عين الناس فيلصق به مثالا مجرد وفكرة مجردة ناس يرون الشجرة النخلة على سبيل المثال يرون أن هذه النخلة جذورها ضاربة في الأرض وفروعها في الفضاء في السماء وهذه تؤتي أكلها ثمرها كل حين بأذن ربها بعض الأشجار تؤتي الثمرة كل سنة مرة لعدة أشهر تستمر بعضها أكثر من مرة في السنة بعضها الآخر هي على طول تؤتي الأكل ليس لها موسم معين يمكن الاستفادة منها باستمرار فهذا المثال المألوف عند الناس يأتي له بفكرة يأتي له أمر نظري يقول الكلمة الطيبة هي مثل تلك الشجرة الطيبة ثابتة أصلها ثابت جذورها منغرسة وفي نفس الوقت لها فروع و امتدادات هنا وهناك تنفع الناس
الكلمة الطيبة ماذا تعني: قال المفسرون هي مفهوم عام ولا يتحدد بشيء فقد تكون كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله هذه كلمة طيبة
أيضا كل الشريعة والدين الإسلامي دين الإسلام أيضا هو كلمة طيبة أصله ثابت وثماره وفوائده وفروعه في كل مكان وينتفع بها الناس ولذلك لم يحدده بمجرد الكلام فقط أيضا يصدق على الكلام نصيحة أيضا كلمة طيبة هي ثابتة لاعتمادها على شيء صحيح لاعتمادها على الحق و الحق سمي بالحق لثبوته
بينما الكلمة السيئة اجتثت من فوق الأرض ليس لها أصول وجذور ليس لها ثبات
النهضة الحسينية كذلك اشتملت على الكلمة الطيبة وعلى الفعل الطيب وعلى البرنامج العملي والسيرة العملية وبالتالي هي من أوضح مصاديق هذه الآية المباركة كم فيها من الكلمات الطيبة شيء كثير سوء كان كلمات الإمام الحسين عليه السلام أو حتى كلمات أصحابه نصائح الحسين عليه السلام بل ونصائح أصحابه وهكذا الأمر بالنسبة لأفعالهم وسيرتهم وفي طليعتهم سيدهم وسيدنا الإمام الحسين عليه السلام فإذا هذه النهضة من أمثلة الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بأذن ربها
سنتناول بعض الآثار والنتائج و الفوائد التي تمخضت عنها هذه النهضة الحسينية بشكل عاجلا
أولا: من النتائج التي ترتبت على هذه النهضة المباركة والكلمة الطيبة في المجال السياسي العاجل أنها أسقطت النموذج الأموي في مراحله المختلفة في الحكم كان من المحتمل أن يتحول النموذج الأموي في الحكم في السياسة في فهم الإسلام في طريقة الأخذ عن رسول الله ما هو الذي نأخذه وما ليس نأخذه وكيف نرد عليه وماذا نقبل من عنده كل هذا الفهم الأموي الخاطئ الباطل للإسلام ولرسول الله والنظام السياسي الذي قام على وفقه كان من المحتمل أن يبقى هو الأصل وهو الامتداد إذ لن يعرف الناس غير هذا النموذج
جاءت الثورة المباركة للإمام الحسين عليه السلام فكنست هذا النموذج أول شيئا ولدت بشكل سريع وعاجل نقمة في الأمة على بني أمية حتى في داخل قصورهم وهذا شيء غريب أن المقتول في كربلاء يؤثر إلى درجة ليس فقط في عامة الناس وإنما يؤثر في داخل قصر بني أمية إلى حد أن بعض رجال هذه الأسرة ينشدون أشعار في تقبيح ما فعله يزيد وأبن زياد و إلى الدرجة التي سيتنصل فيها يزيد من دم الحسين عليه السلام يقول أن لم أفعل ولم أكن قابل ولم أكن أرضى بما صنعوا هذا الذي جيش الجيوش وهذا الذي فعل وعمل ومن أول يوم كما ذكرنا أرسل رسالة إلى الوليد أبن عتبه أبن أبي سفيان في المدينة وغير الولاة كل ما كان الوالي شرس شديد يجعله حتى يطارد الحسين عليه السلام في المدينة وفي مكة وإذا به يقول لا أنا لم أكن أقبل بهذا ولو كان الأمر لي لسامحته وإلى أخر يتبين أن حد الندم الذي خلق الاحتجاج عند المسلمين وصل إلى هذا المقدار
مروان ابن الحكم عنده أخ يسمى يحي ابن الحكم أمام يزيد لما جاء بركب السبايا إلى الشام والمفروض الآن الاحتفالات تقوم وإذا بهذا يعترض على ما حصل ويقول
سمية أمسى نسلها عدد الحصى ... وليس لآل المصطفى يوجد من نسل
ذهبتم وذبحتم نسل النبي وبقيتم نسل سمية وأحفاد أبن زياد
هند بنت عبد الله بن عامر ابن كريز وهي زوجة يزيد ولم تكن في أجواء أهل البيت وما ينقل في بعض الأماكن من أنها كانت خادمة عند في بيت أمير المؤمنين لا أصل تاريخي له ولا يعضده التاريخ و لا مسيرته والدها هو كان أولا في أيام مع الخليفة الثالث مع الحالة الأموية ولم تكن لا هي ولا غيرها من أسرتها من خط أهل البيت ولكن عندما رأت ما حصل ونمي إليها الأخبار والأحداث احتجت على زوجها يزيد أرس أبن بنت رسول الله على بوابة داري فقال لها نعم فا عولي عليه إذا تريدي تبكي أبكي هو نفسه يزيد وليس غيره وما ينقل من أنه هي اقتحمت ذلك المجلس أو واست زينب وكذا لا نستبعده أبدا هو نوع من الشعور يا لاثم الذي حصل في ذلك الجيل الأموي على أثر ما ارتكبوا هؤلاء من الحسين وأهل بيته فإذا هناك شعور بالإثم وتنصل من المسؤولية انتهى إليه يزيد كل ما سأل وهذا الذي يعتمد عليه بعض المؤلفين المتأخرين فيما ذكرنا في قضية تشويه الأفكار وتشويه المصادر راح يعتمدوا على هذا الكلام وهو كاذب من يزيد أنه أنا لم أكن أقبل كنت أرضى بدون قتله ولو استشاروني يعني ابن زياد وعمر ابن سعد لم أكن أرضى بقتله ومن هذا الكلام وعجل بعد ذلك في أعادتهم إلى المدينة يعني لم يبقوا إلا أيام وصلوا إلى الشام يوم الثاني من صفر وما بقوا إلا أقل من أسبوع ثم عجل بهم وقال يا أبن الحسين أن أردت أرجوع إلى المدينة سرحناك مع من تشاء كانت على أساس معدة أقواس النصر و الاحتفالات وما شابه ذلك لماذا بهذه السرعة ؟ يتبن أن هذا حصل مثل هذا الأمر هذا أولا
في نفس الإطار أطلقت نهضة الحسين عليه السلام طريق الثورات ضد بني أمية بما لا نظير له في تاريخ المسلمين
لنقارن بين الفترتين
في هذا الباب لو نقارن بين فترة من زمن عثمان الخليفة إلى زمان الإمام الحسين حوالي 30سنة في هذه الفترة لم يكن هناك ولا ثورة إلا الثورة التي حصلت على عثمان من قبل المسلمين و انتهت بمقتله وبعدها سكت الأمر إلى سنة 60 و61 ه ـخلال ثلاثين سنة لا يوجد شيء من بعد ذلك التاريخ إلى هذا التاريخ
تأتي إلى زمان بني أمية من بعد نهضة الإمام الحسين عليه السلام
أولا: بدأت ثورة التوابين بقيادة سليمان أبن صرد الخزاعي
نهضوا في الكوفة وقاتلوا الأمويين واستشهد أغلبهم منبعثين من نهضة الحسين عليه السلام تأتي أكلها كل حين وكان ذلك أول الأحيان
المدينة المنورة : جاء عبد الله ابن حنظل غسيل الملائكة والده من أصحاب رسول الله صل الله عليه وآله وجاء إلى الشام باعتبار أن يزيد رأى أن هناك تململ في المدينة على أثر نهضة الحسين عليه السلام ومقتله فأراد أن يستضيف مجموعة من شخصيات المدينة ويعطيهم الأموال ويسكتهم لما جاء هؤلاء وأطلعوا على الحقائق زاد عزمهم على النهضة فأعلوا ثورة المدينة المنورة وواجهتهم السلطة الأموية وقتلت فيهم مقتلتا عظيمة حتى قيل أن هناك قتل 700 من الصحابة وأبناء الصحابة على يد الأمويين وأدخلوا الجيوش الأموية في داخل المسجد النبوي
حتى بالت وراثة في المسجد المدينة نهضت وقامت بعد هذه الحالة الأموية
بعد ذلك تحرك المختار ابن أبي عبيد الله الثقفي وشعاره الطلب بثار الحسين
بعده جاء عبد الله ابن الزبير أيضا نهض في وجه بني أمية ثم بعد ذلك جاء عبد الله ابن الجارود البصري في البصرة أيضا نهض بحدود سنة 72هـ ثار ضد الأمويين هذا كان واحد من ولاة الأمويين الغريب أن هذا واحد من ولاة الأمويين على المدائن هو نفسه ثار ضد الأمويين جلس فترة ثلاث سنوات وإذا بمطرف ابن المغيرة ابن شعبة ينهض في وجههم وهو من داخل جماعتهم في ثورة ضد الأمويين بعدها بفترة طلع لهم عبد الرحمن ابن محمد ابن الأشعث انظر من بعد الزبير فصاعد لم تبقى قضية الثورة في وجه الأمويين من قبل أعدائهم بل حتى من داخل نفس الحكم الأموي ومن جماعتهم وكان العمل الجبار الذي قام به الإمام الحسين عليه السلام في كسر هذا الحجر والمنع وفي تحرير أرادة الناس باتجاه مقاومة الظلم هو العامل الأساس عبد الرحمن ابن محمد ابن الأشعث قام ثم بعده لم يبقى إلا قليل حتى ثار زيد ابن علي الشهيد زيد ابن علي ابن الحسين عليه السلام في سنة 120 هـ لما تأتي تحسب كان حدود تسع ثورات وحركات معارضة خلال هذه الفترة من سنة 60 هـ إلى سنة 120 هـ وبعدها بفترة نهض العباسيون سارقين لجهود الهاشميين وسقطت الدولة الأموية يعني هناك عشر حركات ونهضات وثورات خلال فترة ستين سنة من الزمان أو سبعين سنة من الزمان يعني كل سبع سنوات عندنا هناك حركة مواجهة لبني أمية أين هذه الأمة التي سكتت 30سنة لم يتحرك بها ساكن وإذا بها تتحرك خلال هذه الفترة في عشر حركات لا نزكي كل هذه الحركات ولا نقول أن كل هذه الثورات طيبة ولكن أصل موضوع أنهم قاموا في وجه بني أمية هذا أمر له تعبير وله سبب وهو قيام الحسين عليه السلام بنهضة المباركة فالإمام الحسين أيقض الأمة من سبات وأطلق فيها عنصر الثورات والحركات وأسقط بذلك النموذج الأموي كانت الأمة مهيئا أنت تأخذ النموذج الأموي وأن يستقر عشرين سنة من زمان معاوية أشتغل التيار الأموي فيها على الأمة شغل كبير جدا لكي يستقر له فهمه للإسلام طريقة في الحكم وهي مفصلة لو أردنا أن نتحدث عنها هذا واحد من أثار هذه النهضة وهو من أعظمها
لولا نهضة الحسين عليه السلام لما تفجرت الثورات في وجه بني أمية ولما سقط الحكم الأموي ولما سقط النموذج الأموي ولكان اليوم ليزال يحكم في كل هذه الأمة منهاج يزيد ابن معاوية لكن هذه من بركات الإمام الحسين عليه السلام أنه الآن حتى أتباع بني أمية لا يقدرون أن يقولوا نحن أتباع بني أمية حتى من ينتسبون إليهم بالنسب ليس فقط بالفكر لا يقولون نحن أجدادنا أمويون فكيف إذا كان في قضية المثال والنموذج هذا واحد من الآثار
الثاني من الآثار :أن الإمام الحسين عليه السلام بثورة وخطبه أعاد تعريف منظومة من المفاهيم الدينية والإسلامية بني أمية أرادوا أن يسربوا إلى الأمة ثقافة بعيدة عن الدين من الذي لابد أن يكون الحاكم الخروج على الظالم هل هو جائز أولا الشهادة ما هو حكمها
التضحية الإمام الحسين عليه السلام أعاد كل تعريف هذه الأمور قال الإمام والوالي والخليفة ليس من يسيطر على الحكم وهذا للأسف عند قسما من المسلمين بعده إلى الآن موجود وهو أنه والي الأمر من هو: هو الذي يسيطر على الحكم بأي طريقة من الطرق فهو يكون ولي الأمر وآن أذن يكون "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم شامل إليه فيجب عليك أن تطيع يزيد وأن تطيع معاوية وأن تطيع مروان وأن تطيع عبد الملك وأمثال هؤلاء
لولا أن الحسين عليه السلام أعاد تعريف هذه الأمور وواجه ذلك الفهم المزيف لكان هذا الكلام الذي هو الآن هو كلام فريق من المسلمين لكان هذا الكلام هو كلام كل المسلمين ذلك الوقت يؤمنون به لكن نهضة الحسين عليه السلام رفضت هذا الأمر الإمام الحسين عليه السلام في كلامه يقول في رسالته إلى أهل البصرة لكي يستنصرهم في النهوض يقول : فلعمري فالإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله هذا يسمى إمام أم واحد يشرب الخمر صبحا ومساءا هذا ليس ولي لأمر ليس إماما بالقطع واليقين وبالتالي ولو يزيد هو الذي بيده السلطان لكن الإمام هو الحسين عليه السلام الإمام هو العامل بالحق العامل بالقسط الداعي إلى الله قضية الخروج على الظالم هذه من الأمور التي تحتاج لها بحوث كثيرة جدا
بالنسبة إلى ألإماميه الأمر واضح أنه كما قال رسول الله وكما نقله الحسين عنه عليه السلام قال من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله عامل في عباده بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا بقول كان حقا على الله أن يدخله مدخله
لازم تغير على هذا السلطان الذي هو بهذه المواصفات
النظرية الأخرى ما هي هي التي ذكرناها أنه من يسيطر هو ولي الأمر ويجب عليك أن تطيعه وأن أخذ مالك وأن جلد ظهرك وأن أخذ حقك لازم تصبر هذا الآن الفهم ليس فهم كل الأمة أكثر الأمة لا تقبل بهذا الكلام ولولا أن الحسين عليه السلام ثار ونهض وقال إنما خرجت لكانت قضية الخروج على السلطان الجائر والظالم عند كل الأمة لكانت محرمة مثلما هي الآن عند قسم من المسلمين المتأثرين بالخط الأموي لولا نهضت الحسين عليه السلام لكان كل المسلمين يعتقدون بهذا الاعتقاد لكن جئنا فيما بعد بالنسبة للأمامية عمل الحسين عليه السلام عمل إمام معصوم هو الحجة
عند غير الاماميه أتوا وقالوا يا جماعة الخروج على الظالم كيف يكون حرام وقد فعله سيد شباب أهل الجنة أما أن يكون الإمام الحسين مخطئ باطل ظالم فلا يكون سيد شباب أهل الجنة كيف يكون سيد شباب أهل الجنة وذهب إلى قضية قتل فيها ناس وسال فيها الدماء صار فيها قتال ومشاكل إذا مبطل ومخطئ فلا يستحق أن يكون سيد باب أهل الجنة لا يستحق أن يذهب إلى الجنة فكيف يكون سيد شبابها والحال عند الجميع أن هذا ثابت فإذا يتبين أن خروجه كان خروج حقا إذا خروج حق فأي مكان صار مثله هناك سلطان جائر وهناك مؤمن صالح متقي نهض يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر فهذا خروج مشروع ولا أشكال فيه
فتسرب هذا الفكر إلى مدرسة الخلفاء وأمن به جمع كبير منه حتى وقد قال بعض الباحثين أن التيار الثوري الرافضة للظلم في مدرسة الخلفاء لم يكن ليوجد في أي مرحلة من مراحل التاريخ لو لم يتأثر هؤلاء بنهضة الحسين عليه السلام لأنه جو هذه المدرسة جو قبول بالحاكم الجائر و طاعة وما شابه لولا أن نهضت الحسين تسربت إلى ذلك الفكر لبقوا هكذا هذا أمر ثاني
أعاد تعريف مثل قضية الشهادة والموت والحياة و الانتصار الحياة هي ليست أن يكون الإنسان قادر على التنفس والحركة هذه ليست حياة حقيقية هذا موت أني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما هذه حياة مكلفة هذه حياة يتبرم بها لا تستحق فأعاد منظومة واسعة من مفاهيم الإسلام نكتفي بهذا القدر منها
كذلك بعث في الأمة روحها من جديد إلى الدرجة التي ذكرنا في بعض المواضع حتى أعدائه من الناحية التاريخية استشهدوا بكلماته يقولون مصعب أبن الزبير آل الزبير كما ذكرنا مواقفهم كانت بعد مرحلة الزبير والدهم كانت مرحلة متوافقة مع أهل البيت بعد تلك المرحلة التي عبر عنها أمير المؤمنين عليه السلام حتى شب ابنه الميشوم عبد الله
مازال الزبير منا أهل البيت نسبا باعتبار أنه منهم أمه من أهل البيت عليهم السلام لكن اتجاها بعد اتغير من حرب الجمل لماذا ؟ بتأثيرات عبدالله ابن إلى أن حتى شب ابنهم الميشوم عبدالله واخذ التيار الزبيري منذ ذالك الوقت اتجاه مخالف لأهل البيت عليهم السلام مع ذلك مصعب ابن الزبير لما وقف في مواجهة بني أمية ونهض في وجههم صارت معركة فاصلة بينه وبينهم التي انكسر فيها الزبيريون وانتهت ثورتهم ودولتهم أراد أن فكر في الانسحاب ويتراجع قالوا فذكر موقف الحسين عليه السلام
وإن الأولى بألطف من آل هاشمٍ * تأسوا فسنوا للكرام التأسيا
وهجم على القوم وقاتل إلى أن قتل
لاحظ أن واحد يؤثر في عدوه ويعطيه عزة و مضائن يأثر في واحد مخالف له فيكون موقف الحسين عليه السلام باعث إلى ذلك الشخص الذي هو مختلف معه باعث له وعلى الصمود والمواجهة والقتال فكيف كان تأثير الحسين عليه السلام في أصحابه وفي من يؤمن به إذا كان في أعدائه بهذه الصورة يؤثر الحسين فأطلق الحسين عليه السلام من الأمة عقالها وجعلها تتحرك حرر أرادتها الحسين عليه السلام ولذلك تأثرت الثورات جميعا بالحسين عليه السلام بمقدار قربها منه إذا كانت قريبة جدا مثل ثورة الشهيد زيد ابن علي ابن الحسين فأنها تتأثر تأثرا كليا وإذا كانت قريبة بالنسبة فأنها تتأثر بنسبة ذلك هذا من آثار نهضة الحسين ومن نتائجها
|