منطلقات النهضة الحسينية من كلمات الإمام الحسين 7
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 7/1/1442 هـ
تعريف:

منطلقات النهضة الحسينية: من كلمات الإمام الحسين (ع)  

٧ محرم 1442هـ

كتابة الفاضلة انتصار الرشيد

قال الإمام الحسين (عليه السلام) في مسيره إلى كربلاء : إنّ هذه الدنيا قد تغيرت وتنكرت ، وأدبر معروفها ، فلم يبق منها إلا صُبابة كصابة الإناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون أن الحق لا يُعمل به ، وأنّ الباطل لا يُنتهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقّا ، فإني لا أرى الموت إلا الحياة ، ولا الحياة مع الظالمين إلا بَرَما ، إنّ الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم ، ما درّت معائشهم ، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الدّيّانون. (التحف ص245)

حديثنا بإذن الله تعالى يتناول بعض المنطلقات للحركة الحسينية من خلال كلمات الإمام الحسين عليه السلام في ليله مضت. تحدثنا عن بعض المنطلقات الخاطئة أو الناقصة التي ذكرها بعضهم كمبررات للحركة الحسينية وبينا أوجه الفساد فيها؟                               فما هي منطلقات هذه النهضة من خلال ما يعتقد أنه الحق؟                                                                                         

نشير إلى بعضها بحسب ما يتسع الوقت ، سوف نتعرض إلى هذا الجانب من خلال كلمات الحسين سلام الله عليه من الطبيعي إن الإمام عندما يخرج يتحدث عن نهضته وحركته وأهدافها، وما الذي اخرجه فنحن تصيد تلك المنطلقات من خلال كلماته، كلمات الامام الحسين عليه السلام في هذا المجال كثيره جدا فقد ذكر العلامة السيد عبد الكريم القزويني في كتابه الوثائق الرسمية لثوره الامام الحسين عليه السلام ما يقارب من مئة كلمة من الكلمات التي أطلقها الامام الحسين عليه السلام ابتداء من خروجه من المدينة المنورة إلى أن استشهد في يوم عاشوراء أكثر من مئة كلمة بعضها كلمات للأصحاب لو استثنيناها قريب المئة كلمة بعضها طويل وبعضها قصير بعضها خطب وبعضها أجوبه على أسئلة والحق أن هذا العدد من الكلمات والخطب والوصايا يعد شيئا كبيرا لأن كل المسيرة هي 165يوم تقريبا فإن يخطب فيها الامام الحسين ويتكلم ويوصي بمئة مرة يعني في كل أقل من يومين عنده حديث عنده خطبة عنده كلام بعضها مع ناس وبعضها مع شخص وهو لا يعد شيئا كبيرا جدا  هذا العدد الكبير عندما نلاحظه سوف نجد أنه ليس على مستوى واحد بعض من هذه الكلمات جاءت ابتدائية يعني هو الامام الحسين عليه السلام يبتدأ  الكلام يبتدأ يقول خطبة يبتدئ الوصية من غير سؤال وبعضها الآخر لا يسأله بعض الناس فيجيب عليهم بكلام يرتبط بخروجه ونهضته وظروفها وما يرتبط بها .أيضا سنلاحظ أن قسما من هذه الكلمات بملاحظة شخصية السائل ليست تعبر بالكامل عن إرادة الحسين عليه السلام و إنما عن بعض الجوانب ، فيجب علينا مثل هذا الكلام نضع عليه علامة استفهام ، مثلا ما ينقل من أن الحسين عليه السلام سأله المسور ابن مخرمة و عبد الله ابن مطيع العدوي عن خروجه من المدينة وإلى أين يذهب فأجابهم إني استخير الله عز وجل ، هذا الجواب ليس جواب حقيقي عندما نعرف من الذي كان سائل نفهم لماذا أجاب الامام الحسين هذين الرجلين بهذا الجواب ؟ المسور ابن مخرمة واحد من أعداء علي بن ابي طالب عليه السلام وهو من الخط الاموي و هو صاحب عدد من الروايات الكاذبة في شأن أمير المؤمنين عليه السلام ، فلما يسأل الإمام الحسين وهذا من الخط الاموي وهو خط معاد للإمام ليس معقول أن الإمام الحسين يتحدث معه بالتفصيل و بالحقائق ، هذا ليس محل لكي يجيبه بالعكس لو يخبره بالحقائق من الممكن أن تتأثر حركته و نهضته لأنه سيذهب إلى السلطة الأموية ويخبرهم ترى الحسين قال كذا وكذا وهكذا الحال بالنسبة إلى عبد الله بن مطيع العدوي هذا تقريبا يعتبر وزير إلى عبد الله بن الزبير ولم يكن على منهاج أهل البيت عليهم السلام فأنت تلاحظ مثل هذه الأجوبة ليست أجوبة حقيقية بعض الأشخاص ترى جواب  الامام الحسين عليه السلام لهم جواب اسكاتي ، لماذا تطلع هكذا ؟  فيقول رأيت رسول الله في المنام فعلا رأى الحسين رسول الله في المنام ولكن ليس هذا هو الهدف الأصلي الأولي بحيث لو لم يرى النبي في المنام ما كان يطلع ولكن هذا الشخص يحتاج إلى جواب من هذا النوع حتى لا يأخذ ويرد ويجر، لذلك قسم من الباحثين جاؤوا أمام هذه المسألة أن كلمات الامام الحسين عليه السلام كثيرة متعددة قسم قاله في المدينة قسم في مكة قسم في الطريق قسم في كربلاء كيف نجمع بينها بحيث نرتبها ترتيب واضح؟          فقالوا أحنا نرتبها بحسب الزمان نقول مثلا كلمات اللي في المدينة بشكل اللي في مكة بشكل كلمات اللي في الطريق إلى كربلاء وكربلاء بشكل آخر، وهذا الذي جعل بعض هؤلاء يشتبهون في مسألة.

 هناك نظرية يذهب إليها بعض الكتاب من الشيعة أيضا أن الحسين أول ما خرج من المدينة المنورة كان لأجل إقامة حكم اسلامي وما كان في صدد أن يقتل وما شابه ذلك، لما وصل خبر مسلم ابن عقيل وصل موضوع خيانة أهل الكوفة تغير الهدف صار عمل استشهادي هذا الكلام معتمد على ماذا؟ على الترتيب الزمني للكلمات الامام الحسين عليه السلام وهو ترتيب فيما نعتقد ليس صحيحا. الصحيح أن ننظر إلى كل كلمات الإمام الحسين عليه السلام ونرى المنطلقات الأصلية الكبرى ما هي؟ والمنطلقات الجانبية الفرعية ماهي؟ هذا النحو هو النحو الصحيح لفهم منطلقات وبواعث نهضه الحسين عليه السلام والتي سوف نستعملها الآن.

أول منطلق وباعث من بواعث النهضة الذي نستفيده من كلمات الامام الحسين عليه السلام والذي يمكن أن يعبر عنه بأنه بيان النهضة الحسينية، لماذا خرج الحسين؟ ما هي غايته؟ إلي ما يرمي في هذا البيان؟ وهذا أشبه ببيان كل مؤسسة بيان حكومة اي حكومة جديدة تطلع بيان ماذا ستصنع؟ وما هي أهدافها؟ وما هي وسائلها؟  إذا التيار إذا حركة سياسية إذا حزب إذا ثائر إذا كذا يطلع بيان يخبر الناس أنا من وماذا أريد؟ هذا يسمونه البيان الأساسي سواء في الدول موجود في الحكومات موجود في الحركات موجود في الثورات موجود نحن نعتبر أن وصية الإمام الحسين عليه السلام لأخيه محمد بن الحنفية التي كتبها وأودعها عنده هي بمثابه البيان الأساسي لنهضة الحسين عليه السلام والتي تفلسف قضية الحسين إلى آخر يوم نلاحظ نفس الكلمات التي هنا موجوده كانت موجوده في مكة و موجوده أيضا في الطريق إلى كربلاء و موجوده في كربلاء يتبين أن هناك خطا واحدا ، ماذا قال بعد أن شهد بأن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وأن الجنة حق والنار حق وأن الله يبعث من في القبور و إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما و إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمه جدي ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي أصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ، هذه هي القضية إنما أريد الإصلاح خروجه هذا نهضتي ، ذكرنا في ليله مضت إنما خرجت لا تعني واحد قاعد في مكان وبعدين طلع من الباب أو كان في المدينة وخرج ذهب إلى مكة سافر ، لا هذا الخروج من ضمن المصطلح السياسي يعني البدء بالثورة  إنما خرجت يعني إنما بدأت بهذه النهضة و هذه الثورة لطلب الإصلاح في أمة جدي ،كان هناك فساد  عريض جدا كان في زمان معاوية هذا الفساد العريض اللي كان في زمان معاوية و يحتاج إلى تفصيل على مختلف المستويات الدينية الثقافية الاجتماعية الاقتصادية هذا كان يهون بالنسبة إلى زمان يزيد أيضا يعني حسب التعبير هذا أهون الشرين إذا جينا إلى مرحلة يزيد  يعتبر ذاك الفساد التي يعتبر جنه بالنسبة إلى هذه النار اللاحقة فأنا إذا خرجت لطلب الإصلاح قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر السيرة سيرة نبوية وسيرة علوية واللي يقبلني ليس لأني انا ابن علي ابن ابي طالب ولا لأني  ابن فاطمه الزهراء وأن كنت كذلك وإنما فمن قبلني بقبول الحق ، ليس على أساس نسب ولا على أساس أنه هو من بني هاشم وأنا من بني هاشم فيأتي معي وإنما على أرضية الحق فأنت تلاحظ هذه المفردات سوف تتكرر في كل المراحل قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الإصلاح الحق هذه هي محور الحركة الحسينية لاحظوا هذا الكلام قاله في المدينة حتى إذا التقى بالحر الرياحي على بوابات كربلاء بعد أشهر من خروجه نفس الكلام رجع بنفس المفردات قال ماذا؟ قال ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن و استأثروا بالفيء وعطلوا الحدود وعملوا بالمنكر وتركوا المعروف و أنا أحق من غيري، الكلام الذي أول يوم قاله في المدينة والذي كان هو سبب خروجه ونهضته هو الفساد الأموي الشامل الذي حصل في الأمه وأنا وظيفتي الإصلاح عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و إقامة سيره رسول الله صلى الله عليه واله ، في موضع آخر أيضا أكده فقال ما ذكرناه في أول الحديث ألا ترون إلى الحق لا يعمل به في هذه الأمه في هذا المجتمع و إلى الباطل لا يتناهى عنه وإذا كان كذلك فليرغب المؤمن في لقاء الله محقا ، لا يلزم أن يصبر على المنكر و على الباطل فأني لا أرى الموت إلا شهادة إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما فهذه أول ما قاله الحسين في المدينة المنورة يعتبر البيان الأساسي الشامل والمنطلق الأكبر لنهضته صلوات الله وسلامه عليه هو نفس هذا الكلام قال في مكة ونفسه في  الطريق إلى كربلاء وكرره  في مواضع متعددة أن غايته  الإصلاح وإنه يقوم في طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا أول منطلق من المنطلقات يتبين من هذا أنه ليس صراع قبلي أو صراع شخصي وسيطرة على الحكم وما شابه ذلك هذا كله كلام لا أصل له هذا واحد من المنطلقات .

المنطلق الثاني رفض بيعة يزيد ولو أدى ذلك إلى أن يقتل الحسين عليه السلام قضية رفض بيعة يزيد كان ثابت من الثوابت منطلقا أساسيا من المنطلقات سوف أوضح ماذا يترتب على هذا؟  الحسين عليه السلام من البداية في مكة قال ويزيد رجل فاسق فاجر شارب الخمور عامل بالفجور قاتل النفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله ، رأه ابن عباس وسأله أنت ذاهب إلى مكة ، قال نعم ، سأله لماذا ؟ قال إني لا أريد بيعة يزيد ، قد علمت ما قال رسول الله في يزيد وفي أبيه ، فقال ابن عباس بلا ، واخذ ابن عباس يذكر للحسين عليه السلام ما ذكره النبي في حقهما من الذم ومن التوبيخ ، الحسين عليه السلام عندما يراه مروان بن الحكم ويقول أنا أنصحك نصيحة فيها خير دنياك واخراك أنت بايع يزيد ، الامام الحسين عليه السلام قال له لا استغرب هذا من عندك و أنت ملعون على لسان رسول الله أنت وأباك ولكني لا أبايع يزيد فعلى الإسلام السلام إذا بليت الأمه بوالي مثل يزيد ، فإذا قضية بيعة يزيد كانت من الأمور الثابتة أنها لا يمكن أن تكون أنها واحد من منطلقات نهضة الحسين ، هذا ينفعنا في تكذيب كل خبر يأتي من قبل بعض هؤلاء المؤرخين الذين شوهوا المصادر كما ذكرنا في ليال مضت من ان الحسين عليه السلام آخر الأمر لما وصل إلى كربلاء كان مستعدا كما زعموا كذبا كان مستعدا لأن يضع يده في يدي يزيد حتى يصنع به ما يشاء ، و في رواية أخرى كان مستعدا أن يذهب إلى يزيد حتى يسيره في أي ثغر من الثغور يقول أذهب دافع عن المسلمين في أي مكان من الأماكن ولكن تحت إمرة يزيد ، الامام عليه السلام كان رافضا لهذا المبدأ بشكل كامل وتام لأنه لو فعل ذلك لصارت سنة أن يبايع الصالح الطالحين والامام يبايع المأموم وهذا أمر على خلاف المقاييس ، هذا  مثل الذي يبني بيت بالعكس تجعل السقف في الأسفل وتجعل القاعدة في الأعلى المفروض أن هذا هو الذي يباع الحسين ويهتدي به ، الامام عليه السلام كان رافضا هذا وكان يعلم أنه قد يتكلف ذلك أن يقتل في سبيل الله سبحانه وتعالى خصوصا أنه أخبر جماعة من هذا القبيل بأنهم لا يتركونني انهم لا يتركوني حتى يستخرجوا هذه العلق من جوفي يعني قطعه الدم من داخل قلبي لازم يطلعوها ويقضون على حياتي ، الحسين عليه السلام رفض هذا الأمر رفضا تاما ولم يقبل بالتنازل فيه ولا بمقدار ذرة واحدة ، بعض الناس حاولوا أن يتوسطوا  في الأثناء لكن هذا الأمر كان مرفوضا بالكامل هذه قضية أخرى أساسية عند الإمام الحسين عليه السلام خصوصا وإنه كان يصرح باستمرار سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا للحرام الله عاملا في عبادة بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا بقول كان حقا على الله أن يدخله مدخله فهذا مبدأ ثاني منطلق ثاني

 المنطلق الثالث كان منطلق العزة الذاتية و رفض الذل من قبل الحسين عليه السلام هذا ثابت من الثوابت المهمة التي كانت تعرف فيه حتى أن بعض اتباع الجيش الأموي كانوا يتناقشون أنه لو تحاولوا في الحسين أن يسلم حتى لا تحدث هذه الحرب فأجابهم بعض من يعرف الحسين من الجيش الاموي قالوا لا والله لا يفعل ذلك أن نفس أبيه بين جنبيه هذا عزيز نفس ما يمكن أن يتخاذل ، ما يمكن ان يركن ما يمكن أن يتنازل عما يراه من الحق وبيان ذلك أن الإنسان في بعض الأحيان قد يكون له فرصة من التقية فرصة من المدارات فقد يختار هذا ، وهذا موجود بحث بين فقهاء المسلمين مثلا لو أن انسانا أسر بيد الكفار وطلب منه على سبيل المثال أن يشتم النبي وأن يتكلم بسوء عن الإسلام هذا يقدر يأخذ بالرخصة وهي التقية بأن يفعل ذلك بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان ، وهناك مرتبة أخرى أنه لا يصنع ذلك فإنه ينال الشهادة على هذا الأساس. من هذه المواقف أيضا ترتبط الأشخاص ، هناك شخص يقول لك أنا ما أقدر أقدم على قضية القتل والسيف فلو كلف هذا الانسان إلا لازم تصمد و إلا لازم تعرض نفسك على السيف قد يكون من التكليف بما لا يستطاع ولكن هناك نفوس كما قال عنها الامام الحسين عليه السلام يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة ، السلة سلت السيوف وبين الذلة أن نكون أذلاء وهيهات منا الذلة ،  يا أبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت و أنوف حمية ونفوس أبية هذا كلام الحسين عليه السلام فما كانت شخصية الحسين عليه السلام من تلك الشخصيات التي من الممكن ان تعمل مثلا بالتقية أو أن تداري الوضع وهذا راجع جزء منه إلى نفس شخصية الحسين عليه السلام و راجع إلى جهة اخرى مقام الإمامة مقام الإمام الذي كان يتسلمه الامام في ذلك الوقت لو جامل به ولو بايعه وتخاذل و رضي بالذل بين يدي يزيد فعلا الإسلام ينتهي و يتحقق ما قال وعلى الاسلام السلام فهذا أيضا من الثوابت التي جعلت الامام الحسين عليه السلام كما وصفه الشاعر  فتلاحظون الشعراء أوقدت قرائحهم جهة ثبات الامام الحسين وابائه الذل أوقدت  قرائح الشعراء 

كـــريـــمٌ أبــى شــمَّ الدنــيَّةــ أنــفُه                             فــأشــمَــمــه شــوك الوشـيـج المُـسـدّد                                

وقــال قــفــي يــا نـفـسُ وقـفـةَ واردٍ                          حــيــاضَ الردى لا وقــفــة المـتـردّدِ

أرى أنَّ ظــهــرَ الذلّ أخــشـنُ مـركـبـاً                         مـن المـوت حـيـثُ المـوت مـنه بمرصدِ

إلى آخر شعر هذا الشاعر يقول لك هذا  يمشي على جمره الوغى برجل ولا يعطي المقادة عن يدي يمشي على الجمر ولا يعطي يد التسليم برجله يدوس على النار و لكن لا يعطي يده الى سلامة نفسه ابدا، هذه قضيه من القضايا التي بالفعل صنعت في الأمه كله هزه وهذا القسم الذي سياتي في ما بعد نتحدث عنه، ان من جمله ما كان يتحقق بحركة الامام الحسين عليه السلام هو أنه هز الأمه و أوقظها هذه الأمه التي تمخضت ارادتها 20 سنه ، 20 سنه عمل عليها الأمويون من سنة 40 إلى سنة 60 خدروها اتلفوا ارادتها فكانت تحتاج إلى هزة عظيمة وكانت تحتاج الى دم ساخن كان هو دم الحسين سلام الله عليه ، فإذا جانب العزة و جانب رفض الذل جعل الحسين عليه السلام يواجه هذه المواجه ونجد في هذا الباب كلمات ليست بالقليلة لا والله يقول لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد في موضع اخر يقول والله لا اعطي الدنية من نفسي ما اعطي الدني من نفسي انا عندي عزة نفس لا يمكن ان اتخلى عنها . 

فإذا صار عندنا ثلاثة أشياء أساسية هي التي نعتبرها الأساس في النهضة الحسينية هناك دوافع أخرى تأتي في المرتبة التالية واحد منها قضية دعوة أهل الكوفة ، دعوة أهل الكوفة لم تكن شيئا تأسيسيا في حركة الحسين عليه السلام لأن الحسين تحرك ونهض وأعلن عن ثورته قبل كل هذه الأمور في المدينة كما ذكرنا ، أول كتب أهل الكوفة جاءت وهو في مكة المكرمة وقيل أنها كانت في شهر رمضان وبعضها كان على أثر ارسال الحسين رسائل وكتبه ورسله إلى المناطق المختلفة ولم تكن بهذا النحو الذي أرسلوا إليه هيا قوم وثور وانهض بهذا المقدار التي جعلت الكوفة إحدى الجهات الجغرافية المرشحة لمسير الحسين عليه السلام نعم بهذا المقدار الذي كان محتمل ان يكون في أهل الكوفة من ينهض لنصرته نعم وهذا الامر كما ذكرنا فيه نقاش و أساسا هل كان  الحسين عليه السلام ذاهبا إلى العراق لينشئ دولة اسلامية تحت قيادته هو أم لا رأيان  عند علمائنا حتى القدامة مثلا شريف المرتضى رضوان الله تعالى عليه أحد العلماء الكبار استاذ من أساتذة العلم والمعرفة تلميذ الشيخ المفيد رحمه الله  واستاذ شيخ الطائفة الطوسي عنده كتاب اسمه تنزيه الانبياء و هو عالم جليل كبير فهو يقول في هذه القضية أن الحسين بالفعل ذهب الى العراق من أجل أن ينشا دوله تحكم بالكتاب لماذا  يقول لأنه غلب على ظنه نصرة أهل الكوفة له و أي انسان طبعا اذا يعمل بالظاهر اذا غلب على ظنه شيء يتابعوه في الحسين عليه السلام توجه الى هناك ثم في ما بعد تبين ان الامر ليس كذلك بس بعد خلاص انتهى الامر هذا من القديم ومن العلماء المتأخرين صاحب كتاب الشهيد الخالد احد العلماء اللي هذا الكتاب في وقته اثار نقاشات كبيره جدا عندما طبع وغايه ما فيه يعني الاشكال الذي اشكالها عليه وهذا يخالف ما نعتقده من علم الامام المعصوم بما سيجري و أنه سيقتل في كربلاء و انه لم تكن هناك دوله ولن يكون هناك انتصار فاذا  هذا الرأي الأول ان الامام عليه السلام لما راسله أهل الكوفة اتجه إلى ذلك  المكان لأجل ان تقام دولة اسلامية يحكمها الحسين عليه السلام ، رأي آخر والذي عليه الأكثر لا يقبل هذه الفكرة لأن قضية مقتل الحسين عليه السلام كان طافح على لسانه من البداية من المدينة تحدت وكان يعلم في مكة كثير تحدث أخبر الآخرين أن مقتله في عاشوراء أخبر الآخرين بأن جنازته تمزقها عسلان الفلوات وما شابه ذلك فهو كان يعلم أن مقتله في كربلاء لا معنى لأن يسعى لإقامه دوله اسلاميه وهو يعلم أنه سيقتل وان كان بعض هؤلاء يقولون طيب الامام يعمل على حسب الظاهر وان كان علمه الواقعي بان هذا لا يحصل فاذا هناك ايضا منطلق من المنطلقات التي تذكر وهو اقامه نظام عادل قدر الإمكان لو تمكن من ذلك صلوات الله وسلامه عليه هناك مطلقات اخرى ولكن تعلمون هذه الليلة ليلة شهيد كربلاء نائب الحسين عليه السلام بطل العلقمي العباس ابن علي ابن ابي طالب سلام الله عليه كل الشهداء كان في يوم العاشر ولكن جرت العادة تخصيص أيام لأشخاص بحسب مقاماتهم وجهادهم ومنازلهم وكان خصص يوم السابع  من عشرة المحرم في اكثر المناطق لاسيما مناطقنا  لابي الفضل العباس وذلك لأنه سقى المخيم في هذا اليوم الماء في اليوم السابع نفذ ماء المخيم فامر الحسين اخيه العباس بان يذهب الى نهر الفرات لكي يستقي للنساء والاطفال والموجودين فاخذ معه حوالي 30 مقاتل وذهبوا الى المشرعة وكان عليها عده الاف فطلب يأخذ من الماء فمنعوه 


مرات العرض: 5717
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 61902.86 KB
تشغيل:

منطلقات النهضة الحسينية : تفسيرات ناقصة 6
من نتائج النهضة الحسينية في الأمة 9