الأفكار المشبوهة وتغييب القضية الحسينية 4
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 4/1/1442 هـ
تعريف:

الأفكار المشبوهة وتغييب النهضة الحسينية

تفريغ نصي

جاء في زيارة وارث المروية عن سيدنا أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق :( أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وأطعت الله ورسوله حتى أتاك اليقين فلعن الله أمة قتلتك ولعن الله أمة ظلمتك ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به ). صدق سيدنا ومولانا جعفر بن محمد صلوات الله وسلامه عليه.

حديثنا بإذن الله تعالى يتناول موضوع تغييب القضية الحسينية والمأساة الحسينية من ذهنية الأمة الإسلامية، وقد مر حديث لنا حول تشويه المصادر التي نقلت الواقعة لكي تتغذى الأمة الإسلامية من مصادر غير دقيقة ومزورة ومتنكرة لقضية الحسين ولمصيبته.

وعرضنا في ليلة مضت جانبا من هذه الأمور، وكان هذا أحد أشكال تغييب القضية الحسينية بدل ما الناس ينظرون إليها كقضية في غاية السمو والرفعة من حيث الأهداف وفي غاية الحزن والمأساوية من حيث ما وقع من مصيبة على الحسين وأنصاره وأهل بيته، بدل هذا تتخفف القضية إلى شيء بسيط متناقض متهافت وكان هذا يتكفل به المصدر الأساس، اذا الناس أخذوا المؤرخون والدارسون وسائل الإعلام أخذوا من مصادر من هذا النوع لا شك أنهم سيعرضون صورة باهتة عن قضية الحسين ومأساته، و هذا حديث طويل احنا أشرنا الى جانب منه.

الجانب الآخر كان تشويه الأفكار حول القضية الحسينية، هناك كان تشويه المصادر والأحداث، هنا تشويه الافكار، تشويه التفسير. مرة الإنسان يقول ما صار فلان شيء ما صار رض الحسين بحوافر الخيل، ما صار سبي، ما صار نقل للرأس من مكان إلى مكان.

هذا تشويه في الأحداث وتشويه في المصادر التي نقلت هذه الأحداث، مرة أخرى يجي يقول لا هذي الحركة كلها حركة غير جيدة، يعطيها تفسير هذا التفسير تفسير مخالف لها، لم تكن من أجل الله مثلا كانت من أجل الملك، ما كان الحسين ليها بطلا كان متورطا بشأنه! هذا بعد مو تشويه للاحداث، هذا شنو؟  تفسير وإعطاء أفكار خاطئة ومغلوطة حتى هذه الصورة العظيمة الرائعة التي رسمها الحسين بدمه الشريف تتحول إلى صورة بائسة غير مرغوبة، و هذا اشتغلوا عليه كثير جدا أكثر من ذاك. ليش ؟ لان ذاك موضوع المصادر شغلة المتخصصين، شغلة المؤرخين، شغلة الكتاب، شغلة الدارسين لكن هذا الموضوع يهم كل الناس. الناس يريدوا يعرفوا شنو الحسين سوى ! من هو الحسين؟ ماذا صنع؟  لماذا صنع؟ 

فالكل يعنيه أن يعطي إجابة على هذا السؤال، فهذا سؤال للعامة وثقافة للعامة، ذاك الموضوع في اليوم الماضي شيء للخاصة فلهذا اشتغلوا على هذا الثاني شغل كبير. 

الشغل الكبير نسجوا حول قضية الحسين مجموعة كبيرة من الأفكار نتيجتها أن الحسين لا يستحق هذا الاهتمام والاعتناء اللي يعتنى به، وهاي درجات بعضها بصراحة فاقعة يقول الحسين قتل بسيف جده ! وهذا قالوه راح نتعرض إلى بعض كلماتهم في هذا، فهذا بعد شيء جدا فاقع.

بعضها يقول لا كان مشتبه، بعضها يقول طلب أمرا لم يتهيأ له، بعضها يقول لك وحدة الأمة كان اهم جا وخربها والى آخره ويبثوها هكذا هنا وهناك بمناسبة وأخرى .

انا راح أشير إلى خمسة أفكار إلى خمسة أفكار غالبا ما تتردد في كتبهم والى هذا اليوم أيضا أنصار الخط الأموي إلى هذه اللحظة يعيدون تكرارها مرة بصورة مخففة مرة بصورة مغلظة حسب المستمع، يتحمل المستمع شيء ثقيل طيب يقول له حركة الحسين ما كان فيها لا فائدة ولا خير لا للأمة ولا لنفسه، إذا لا شاف الحضور ما يتحمل هذا يخفف الدرجة والغرض في كل ذلك تغليط وتخطئة الثورة الحسينية وعمل الامام الحسين. 

سوف نشير إلى خمسة من الأفكار وان كانت هي أكثر من هذا 

أول ما قيل، قيل أن هذه الحركة من الحسين عليه السلام كانت حركة من أجل السيطرة على الحكم. 

كيف عبد الله بن الزبير قام في وجه يزيد كي يسيطر على الحكم! الحسين أيضا نفس الشيء. كيف بني العباس قاموا في وجه بني أمية لكي يأخذوا الحكم ؟ الحسين هم نفس الشي

 طيب اذا قالك الحسين قام من تحب الحكم والسيطرة عليه فإذا لا داعي لان يحزن عليه كثير، قضية مادية دنيوية اثنين يتعاركوا على مصالح الدنيا انا ليش اجي احزن عليه ؟ انا ليش اهتم بالموضوع؟  الآن لو فرضنا في بلد ما من البلدان اثنين تنازعو على الحكم هذا يريد الحكم وذاك يريد الحكم واحد قتل الثاني انا شكو اروح اقتل نفسي على هذا المتقول! ماكو داعي لان القضية قضية دنيوية نزاع على السلطة، نزاع على الرئاسة، نزاع على الدنيا.

فجو ركزوا في هذا الأمر وبثوه وهنا نلاحظ مو بس هؤلاء اتباع الخط الأموي وإنما قسم من المستشرقين أيضا ذكروا هذا مثل قولد سيهر هذا مستشرق يهودي الديانة وعند في الدراسات الإسلامية والقرآنية وهو جدا متعصب تجاه الحالة الإسلامية وعنده مطاعن في القرآن و و .. الخ،

شخص آخر يسمى لامنس مستشرق لامنس وأمثال هؤلاء ذولا جو وقالو معركة بين شخصين ونزاع على السلطة. 

الجماعة أيضا اتباع الخط الأموي قالو أن القضية هي هكذا واحد وصل له الحكم في رأيهم بشكل مشروع، في رأيهم وصل إلى الحكم يزيد بشكل مشروع ترى هذا بعض أتباع الخط الأموي إلى الآن يقولون، يقولون بيعة يزيد بيعة شرعية لا غبار عليها فإذا جا للحكم واحد جا نازعه على الحكم يقدر يقتله و اذا قتله محد يقعد في نعيه، هذي فكرة أن أصل الحركة الحسينية كانت من أجل السلطة والنزاع على الحكم. 

هنا تفهم ليش أول شيء قال الإمام الحسين وسجله كتابة ( إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد عليّ أصبر ). قضية مو قضية حاكم وحاكم واثنين يتنازعون " إنما " أداة حصر يقولون في اللغة العربية، بس لهذا يعني خرجت. 

طيب لهذا الامام الحسين عليه السلام هذا الكلام يقول له في هالمكان في كربلاء يقول :( اللهم إنك تعلم ) انت يا رب تعلم و هذا يقوله في وسط جماعة مو دعاء خاص حتى ينقل لنا. 

( اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافسا في سلطان ولا التماسا لشيء من فضول الحطام) مو معركة على الحكم ولا  على رئاسة وإنما لنرد المعالم من دينك فتقام المعطلة من حدودك ويأمن المظلومون من عبادك، فاحنا قضيتنا مو قضية شخصين تعاركوا على الحكم والرئاسة لا ! قضية حدود الله ليس فيها تنازع على حطام الدنيا وإنما خرجنا لطلب الإصلاح. هذي واحد من الأفكار اللي يشيعونها. 

وبمقدار ما يأثروا في جماعتهم وفي صفوف أبناء الأمة يمشو هذا ان الحسين هكذا صنع، فإذا واحد صنع هالشكل لا يستحق التعاطف كثيرا، بعض الأحيان يقولونها بعبارة أخرى؛ طلب أمرا لن يتهيأ له. يعني راح ورا شغلة ما حصلها إذا راح ورا شغلة وهي الحكم وما حصله أنا شكو احزن عليه ! هذا وين و هذا وين ! 

شوف فائدة الزيارات هنا أيضا تتبين( أشهد أنك قد أقمت الصلاة ) أشهد أنا بهذا حتى تغسل هالافكار. 

( وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر.. إلى آخر هذه الشهادة ) . هذا واحد من الأمور اللي يبثونها كأفكار لتشويه هذه النهضة وإبعاد الأمة عن التفاعل معها. 

أمر آخر ذكرنا إشارة إليه في ليلة مضت أن الحسين عصى أمر الصحابة ولم يستمع لنصح صحابة النبي وخرج بالرغم من أنهم أبدوا له النصح في مراحل متعددة وحذروه بس هو ما اطاع أحدا منهم وذهب في مشواره وحصل الموت بناء على ذلك كأنما يوحي إليك أن هذي حوبتهم حسب التعبير  لأنه عصى الصحابة حصل هالشكل، مو هناك اكو طاغية سفاك جيش الجيوش وحشد الألوف من أجل قتل الحسين عليه السلام وذكرنا في ليلة مضت أن قضية أن يستمع الحسين للصحابة كائنا من كان من الصحابة هذا أمر على خلاف القاعدة هو الحسين بن رسول الله مصباح الهدى وسفينة النجاة والإمام ابن الإمام أخو الامام أبو الأئمة، الآخرون لابد أن يستمعون لنصحه ويطيعوا قوله لا العكس ! 

لا يوجد أحد لا في زمانه ولا قبل زمانه - استثني امير المؤمنين عليه السلام-  إلا ويجب عليه أن يطيع الحسين، إلا الامام امير المؤمنين والحسن والا فهو أفضل الناس بعد رسول الله وبعد هؤلاء. فيركزوا على هذا طبعا لما يصير عند اتباع المدرسة الأخرى وعدهم الصحابة في تلك المنزلة التي جعلوها فيهم وأنهم هم أفضل خلق الله، احنا تحدثنا قبل عدة سنوات في شهر رمضان عن نظرية عدالة الصحابة وكيف أنهم يرفعونهم فوق منازلهم كلهم أهل الجنة عند المدرسة الأخرى كل الصحابة أهل الجنة وأنهم كلهم افضل من كل الناس بعدهم وبالتالي انت قدامك مروان ومعاوية والمغيرة بن شعبة وفلان والوليد بن معيض وفلان هذولا كلهم صحابة باعتبار عندهم هم أي واحد لحق على النبي ولو خمس دقائق هذا من الصحابة فهم افضل الخلائق بعد النبي قاطبة، بعد جيلهم وبعد النبي افضل من خلق الله إلى يوم القيامة وكلهم لازم يروحون الجنة.

زين اذا هالنظرية هذي وجا قال لك الحسين جا وخالف الصحابة كم واحد قالوا له لا تروح قال لا اروح. زين هذا يتبين هذا انسان معاند مخطئ، زين اذا واحد معاند ومخطئ أنا ليش اعطيه هذي القيمة الكبيرة واحزن عليه وما شابه! لاحظ شلون هذي فكرة أخرى أجبنا عليها في ليلة مضت.

شيء ثالث يتحدثون عنه يقولون نتائج هذه الحركة كانت نتائج كارثية سيئة ومعنى ذلك أن الحسين كان غلطان ! الغلطان لازم هو يعتذر للآخرين مو احنا لازم نروح نبكي عليه، مو احنا لازم نقتدي فيه.

كانت نتائج هذه الحركة في رأي هذا الخط الأموي نتائج سيئة غير حسنة شقت عصا الأمة، خربت وحدتها. راح ننقل بعض الكلمات منهم مثل كلمات الغزالي مثل كلمات ابن تيمية مثل كلمات ابن خلدون مثل كلمات الخضري بيك من المتأخرين مثل كلمات محب الدين المصري الخطيب وأمثال هؤلاء يصرحون أنه الحسين حركته ما كان فيها خير ولا فائدة ولا منفعة لأنها شقت عصا الأمة. خل أقرأ لك بعض هذا الهراء حتى يتبين لك أي مقدار مع أنه أحيانا الواحد يستشكل أنه كيف يجيب هالكلام هذا! مع بيان ضلالته ومع بيان سقمه لكن احنا نورده كما يورد القرآن الكريم أقوال المخالفين لرسول الله والمخالفين للديانات والخاطئين في اقوالهم.

ابن العربي المالكي ابو بكر بن العربي المالكي متوفى ٥٤٣ هجرية عنده كتاب اسمه العواصم من القواصم يقول في حق الأشخاص الذين خرجوا لقتال الحسين يقول هذولا معذورين مافي مشكلة لم يصنعوا شيئا خطأ وما خرج إليه- يعني إلى الحسين- أحد إلا بتأويل عنده خلفية وعنده فكرة ولا قاتلوه إلا بما سمعوا من جده المهمين على الرسل المحذر من الدخول في الفتن.

يعني عمر بن سعد، شمر بن ذي الجوشن، حرملة ما اجو إلى قتال الحسين الا وعندهم سند من الرسول مسموع أنه أي واحد يخرج في فتنة اقتلوه، واقواله في ذلك كثيرة، أقوال النبي في ذلك كثيرة يقول هذولا ما اجو إلا بهالسند هذا منها قوله ( إنه ستكون هناة وهناة فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان ) النبي قال اي واحد يفرق أمر الأمة اضربوه بالسيف أي واحد يكون، فما خرج الناس إلا بهذا وامثاله. 

ذولا ما خرجوا عشان المال لا أبدا ولا خرجوا خوفا من سلطة يزيد ولا خرجو ضلالة وإنما طلعوا كل واحد عنده حديث عن النبي أنه أي واحد يفرق الأمة اقتلوه طيب فهو مأمور من رسول، ولذلك اشتهر عنه القول أنه يقول الحسين قتل بسيف جده رسول الله ، مو حرملة اللي قتله ولا شمر ولا عمر بن سعد ولا ابن زياد ولا يزيد. 

ابن تيمية شوية اقل من هذا يقول، قلنا ليش تختلف اللهجة.

يقول في كتابه ابن تيمية متوفى سنة ٧٢٨ هجرية مزامن للعلامة الحلي رحمه الله، قال لم يكن في خروجه مصلحة ! ابن تيمية يصحح للحسين بن علي بن أبي طالب سيد شباب أهل الجنة سبط رسول الله الامام ابن الامام اخ الامام. 

لم يكن في الخروج مصلحة لا في دين ولا في دنيا، ما كان في مصلحته الدينية ولا مصلحة الأمة الدينية وما كان في مصلحة دنيوية لا له ولا إلى الأمة وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لو لم يحصل ما لم يحصل لو قعد في بلاده. ليش ما قعد في المدينة كان احسن ما كان هناك لا فساد ولا شيء والامور هادئة وما حصل شيء. فإن ما قصده في تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء بل زاد الشر بخروجه وقتله.

 زين وزاد في الطمبور نغمة شخص يقال له محب الدين الخطيب اصله دمشقي وعاش في مصر وهذا شغلته كان أن يعني يحارب التشيع من خلال الكتب، وتلمذته الفكرية على يد ابن تيمية وعلى يد ابن العربي وانت تدري بعد النتيجة ماذا ستكون.

يقول فلم يفد لما يقول الصحابة تضرعوا اليه أن لا يطلع بس هو طلع، فلن يفد شيء من هذه الجهود في تحويل الحسين عن هذا السفر الذي كان مشؤوما عليه وعلى الإسلام وعلى الامة الاسلامية إلى هذا اليوم إلى قيام الساعة،هذا سفر مشؤوم اللي خرج فيه الحسين.

هنا تسأل ليش الزيارات تقول ( ولعن الله أمة قتلتك) خلاص يكفي لا ! ( ولعن الله أمة ظلمتك) الظلم هو أن لا تعطي شخصا حقه هذا ظلم، انسان عالم تقول هذا جاهل هذا ظلم له.

الحسين اللي هو سبط رسول الله واللي مكتوب على ساق العرش أنه مصباح هدى وسفينة نجاة هذا يجي واحد يقول هذا غلطان وسفره مشؤوم وعمله خاطئ وجر البلاء والفتن على الأمة إلى يومنا هذا. يعني هذولا الحكام الظلمة والسلاطين الفجرة من بني أمية مو هم اللي خربوا وضع الأمة! الحسين هو اللي خرب !. 

( ولعن الله أمة ظلمتك ) بعد أكثر من هذا  ( ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به ).

كأنما المشوار مستمر مو قضية قتل وانتهى لا ! أكو هناك ظلامات ستكون على الحسين من قبل أشخاص سيأتون من بعده ويبخسونه حقه ويظلمون شخصه ويظلمون نهضته وهذولا مستحقون لما جاء في الزيارة، بل أكثر من هذا حتى لو هو ما ظلم بهذا المعنى ما تكلم كهؤلاء بس يقبل بكلامهم هذا ايضا ( سمعت بذلك فرضيت به ).

و اجا واحد آخر محمد الخضري بيك و هذا كان عنده مناهج تدرس في الجامعات المصرية. زين كتاب اسمه تاريخ الأمم الإسلامية يقول : وعلى الجملة ان الحسين -متوفى سنة ١٣٤٥ هجرية يعني قبل ١٠٠ سنة شوف يعني شقد احتقب على ظهره من الآثام خلال هالمية سنة من خلال من تخرج على هذا الفكر- وعلى الجملة أن الحسين أخطأ خطأ عظيما في خروجه هذا !. 

من أنت حتى تخطئ الحسين!! الحقيقة أنه لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى استامها كل مفلس. 

انت تتكلم في الحسين! أنت تخطئ الحسين ! 

النبي يقول سيد شباب أهل الجنة وأنت تقول أخطأ خطأ عظيما ! شتان ما اختلفتما. 

نسأل الله أن لا يجمع بينه وبين الحسين.

أخطأ خطأ عظيما في خروجه هذا الذي جر على الأمة وبال الفرقة والاختلاف وزعزع عماد الفتها طيب وغاية مافي الأمر يقول ان الرجل طلب أمرا ام يتهيأ له، رجعنا إلى موضوع شنو الدوافع المادية في النهضة، ولم يعد له عدته فحيل بينه وبين ما يشتهي وقتل دونه فعلى ويش خابصين الأمر! والحسين قد خالف يزيد وقد بايعه الناس فغلطان ليش يخالف يزيد ! أين الناس الذين بايعوه! ولم يظهر منه ذلك الجور ولا العسف، اصلا يزيد ما كان ظالم ولا جائر هذا شيخ دارس للعلم.

زين نجي إلى هذه الفكرة فكرة انه قضية الوحدة وحدة الأمة ووجود الفتنة لانه يركزون عليها، نشير إشارات لها. 

الإشارة الأولى أنه اذا كان زعزعة وحدة المجتمع شي مو زين لازم يكون المجتمع متحد على مسار واحد لازم نعترض على الأنبياء جميعا لان ما من نبي يأتي إلا ويشق المجتمع من خلال دعوته قسم يتابعونه وقسم يخالفونه ولقد أنكر كفار قريش على نبينا المصطفى محمد - اللهم صل على محمد وال محمد- أنه هذا أفسد قومنا خرب الفتنا، غير أفكار شبابنا، كنا مجتمعين هادئين، مجتمع واحد فريق واحد جا هذا وسوانا قسمين. 

نبي الله موسى عندما جاء وتحرك في بني إسرائيل فرعون قال هذا واخوه يريدون يخربون المدينة اهل المدينة ( ليفسدوا فيها ويخرجوا أهلها ).طيب يخربون الوحدة الاجتماعية، وهكذا سائر الأنبياء وسائر أصحاب الدعوات الإصلاحية فلازم تتكلموا في حقهم. 

نعم الوحدة مطلوبة ولكن أي وحدة! 

القرآن يقول ماذا؟  واعتصموا بماذا؟  (بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) الوحدة مطلوبة ولكن مو أي وحدة. الوحدة على حبل الله، على اوامر الله هذه مطلوبة أما لو اتحد الناس على خلاف أمر الله هل هذه الوحدة مطلوبة ! لو اتحدوا على الكفر لو اتحدوا على الفسق هل هذه مطلوبة ؟! غير مطلوبة أبدا. 

فلازم ينقط في هذا على كل الأنبياء الذين جاءوا وكانت دعواتهم تنتهي إلى مثل هذا الأمر الاجتماعي قسم يناصرهم وقسم يخالفهم، وثانيا أن الوحدة بذاتها ليست مطلوبة إلا إذا كانت على حبل الله ووفق هدى الله.

وثالثا وين الوحدة اللي كانت في زمان معاوية ويزيد ؟ 

معاوية جاء المفروض اذا انتوا تقولو الوحدة مطلوبة وأنه أي واحد جاء والأمة أمرها جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان لازم أول واحد يضرب معاوية لانه بلا ريب تمت بيعة امير المؤمنين علي عليه السلام من قبل الناس، الوحيد اللي رفع راية في وجهه ورفض البيعة كان معاوية وشال السيف، زين هذا اللي جاء وأمر الأمة جميع مبايع لامير المؤمنين وخالفه في ذلك وخاض حروبا و قتل من قتل، زين هذا اللي لازم انتوا اللي توالونه وتعتبرونه سد الصحابة وتعتبرونه كذا وكذا خال المؤمنين وكاتب الوحي هذا اللي لازم يقتل بذاك الحديث اللي جايبينه شمعنى ما رفعتوه قدامه! 

ثانيا في نفس فترة اللي تقول أمر الأمة جميع، أي جميع كان ! راجعوا التاريخ معاوية عندما جاء وأراد أن يبايع ليزيد قتل كبار الصحابة واحد بعد واحد او ما بدأ بعبدالرحمن بن أبي بكر، عبدالرحمن بن أبي بكر الخليفة معروف ابنه عبدالرحمن. 

هذا كان معارض إلى تولية يزيد فدس اليه السم وهو في طريقه إلى مكة انتهى. 

زين راح إلى سعد بن أبي وقاص، سعد بن أبي وقاص مع كل مواقفه إلا أنه عنده موقف وهو أنه لا يرضى بسب علي بن أبي طالب عليه السلام يقول انا سمعت خصال من رسول الله لو كانت عندي واحدة لكفتني فشلون اجي اسبه الآن وعاتبه معاوية وقال له ليش ما تشترك في هالمهرجان من السب والشتم قال له انا لا افعل ذلك ويدري أنه لو صار بيعة يزيد مع وجود سعد بن أبي وقاص اللي كان عند المسلمين شخصية من الشخصيات لا هو يقبل ولا الناس يقبلون فأيضا مشاه بالقتل أيضا بالسم. الامام الحسن المجتبى أيضا كذلك.

يقول المؤرخون وكثر في زمانه بعدما هم ببيعة الناس ليزيد كثر موت الفجأة فد مرة واحد يشوفوه مات، لا عمي لا موت فجأة ولا هم يحزنون رجال مثلما دس السم الى مالك الأشتر في الطريق وقال إن لله جنودا من عسل وقتل عبد الرحمن بن أبي بكر وقتل فلان كانت تصير هالشكل وهاي طريقة امثاله من الحاكمين. 

زين هذي هي وحدة ؟ هاي الوحدة! هاي وحدة المسلمين اللي تقوم على أساس قتل مثل الحسن بن علي ومن تعتبرونهم افضل الخلق وهم الصحابة في رأيكم! من الذي بايع ؟ الحسين بايع ؟ هو رفض البيعة، بنو هاشم بايعوا؟ لم يبايعوا، آل الزبير بايعوا ؟ لم يبايعوا. فإذا من اللي قال الأمة مجتمعة وثابتة وقابلة والى آخره. 

و هذا اللطيف نفس الكلام اللي قاله ابن زياد لمسلم بن عقيل، وهذا من المباحث المهمة جدا بعض الكلمات اللي الآن عند هؤلاء المؤلفين وعند هؤلاء المشايخ هي نفسها قالها زعماء الاتجاه الأموي في ذلك التاريخ. نفسها بس بتغيير بسيط، الخط واحد والفكرة واحدة.

ابن زياد التفت إلى مسلم بن عقيل والليلة تصادف ما هي مناسبته عليه السلام هذا البطل الهاشمي، ابن زياد اللي ما كان يرعوي عن سفك الدماء وسفك الدماء عنده أهون من شربة الماء، زين يقول إلى مسلم بن عقيل يا ابن عقيل أتيت إلى الناس وأمرهم جميعا ففرقت كلمتهم، نفسك كلام الخضري بك ونفس كلام ابن تيمية ونفس كلام ابن العربي ونفس كلام فلان هو هذا كانو الناس قاعدين ومرتاحين انت اجيت وفرقتهم. أي ناس اللي كانوا قاعدين ! الذين بايعوا وابدوا رغبتهم في تغيير بني أمية مبايعة ذكروا ١٨ الف وآلاف الرسائل جاءت الى الحسين عليه السلام، وين أمرهم جميع! لولا انه السيف كان يسوقهم والسجن كان ينتظرهم وبوابات الكوفة المغلقة تحاصرهم منو كان يبايع على راحته ويقول انا اريد بني أمية! لا معنى لانه كان أمرهم جميعا ، لا !. فمسلم ابن عقيل رد عليه شجاع القلب واللسان واليد قال يابن زياد إن أهل هذا المصر ذكروا أن أباك لأن زياد ابن ابيه الأول قبله بعدين ابن زياد أن أباك زياد قد قتل أشرافهم وسجن صالحيهم وعمل فيهم بالمنكر فدعونا لنحكم كتاب الله 


مرات العرض: 5720
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 65539.7 KB
تشغيل:

هكذا غيبت القضية الحسينية تشويه المصادر3
تغييب القضية الحسينية بتغيير مناسبة عاشوراء 5