خطوة الإيمان الأولى معرفة الله
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 2/9/1431 هـ
تعريف:

خطوة الايمان الأولى معرفة الله


كتابة الأخت الفاضلة وفاء محمد


بسم الله الرحمن الرحيم
 ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) .

و قال سيدنا و مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه " الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصي نعمائه العادون أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له"  صدق سيدنا و مولانا امير المؤمنين سلام الله عليه

حديثنا هذه الليلة يتناول موضوع معرفة الله عز وجل ولزومها على الانسان المؤمن , في مقدمة لحديث يأتي فيما بعد عن اسماء الله الحسنى وصفاته العليا .
معرفة الله عز وجل هي اشرف العلوم وذلك لان العلماء يقولون ان شرف العلم بشرف موضوعه , بشرف المعلوم ولهذا بعض العلوم تغدو محرمة مثل علم السحر مثلا  , نظرا لأن هذا العلم في نتيجته ينتهي الى الإضرار بالناس فهذا العلم لا فائدة فيه ولا شرف فيه ولذلك يعد من العلوم المذمومة و المحرمة , لماذا لأن موضوعه موضوع غير صالح غير شريف غير ذي قيمة .
بعض العلوم مستحبة مثل اكثر العلوم التي يمكن ان تخدم الناس وان تقدم للمجتمع البشري منفعة وفائدة , هذه مستحبة اذا نوى الانسان من تعلمها ان يخدم النوع البشري و ان يقدم للعالم خدمة . هناك بعض العلوم واجبة لماذا؟ لأن معلومها فيه جهة إلزام , مثلا قسم من المسائل الفقهية نحن نقرأ في الرسالة العملية ونجد ان كل رسالة عملية غالبا اول ما نفتحها نجد هذه المسألة " يجب على المكلف تعلم المسائل التي يبتلى بها عادة " فتعلم سورة الفاتحة واجب لماذا؟ لأنه تتوقف الصلاة على اتقان قراءتها , احكام الصلاة و وجوب هذا وحرمة ذاك , اذن لابد من تعلمها لأنها واجبة
هناك بعض الأمور الواجبة تسمى واجبة بالعرض مثلا افترض لو توقف علاج المؤمنين في هذا البلد على ان تتعلم أنت في المجال الطبي المعين هنا يصبح التعلم واجب , ولو توقف النظام الاجتماعي في البلد على مهندس معماري فرضا وليس هناك أحد هنا في هذه الحالة يصبح طلب علم الهندسة لإقامة النظام الاجتماعي للمسلمين أمر واجب , أما في غير هذه الحالة يعتبر أمر راجح و مستحب في بعض الحالات ومباح في حالات اخرى .
في المواضيع الواجبة من العلم كمسائل الفقه , اعلى منها و اشرف منها وافضل منها مسائل العقائد اشرف من الفروع و مرتبتها اعلى واعلى كل هذه المسائل معرفة الله عز وجل . لهذا ينبغي على الانسان ان يتوجه لمعرفة ربه لأن أول الدين كما يقول امير المؤمنين عليه السلام اول الدين لا الصلاة ولا الصيام ولا الحج وان كانت عظيمة الشأن إنما أول الدين معرفته يعني معرفة الله عز وجل.
فلاحظ , الآن إذا أردت أن تأتي لهذا المسجد هناك طريق رئيسي من بلد الى بلد , أنا الآن أتيت الى هذا المسجد وهناك طرق فرعية , لا يمكن ان أصل الى الطريق الفرعي إلا بعد أن اسلك الطريق الرئيسي .
لا يمكن ان تصل الى الاحكام والى العقائد المتأخرة إلا بعد أن تسلك الطريق الرئيسي وهو معرفة الله عز وجل , لهذا نحن نقرأ  في الدعاء وهو من الأدعية المستحبة في أزمنة الغيبة " اللهم عرفني نفسك فأنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك , اللهم عرفني نبيك فانك ان لم تعرفني نبيك لم أعرف حجتك , اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني"
أولا عرفني نفسك فإذا لم تعرفني نفسك يا رب إذا أنا لم اعرف الله هذا ايضا يكون بمعونة الله , إن شاء الله في ليلة من الليال نتحدث عن طرق معرفة الله عز وجل .
إذن طريق معرفة الله الأمثل و الأكمل هو ان يعين الله الانسان في التعرف عليه " اللهم انت عرفني نفسك"  و نقرأ في أدعية هذه الليالي " بك عرفتك وانت دللتني عليك " هذا هو الطريق الأمثل , جاء رجل الى امير المؤمنين عليه السلام فقال: " يا أبا الحسن هل عرفت ربك بمحمد صل الله عليه واله وسلم أم عرفت محمد بالله " بمعنى آخر اولا انت عرفت النبي محمد وهو أرشدك على الله أم انك عرفت الله اولا ومعرفتك بالله قادتك الى معرفة النبي , ربما الانسان يقول لا نحن عرفنا الله لما جانا النبي بالقران وعرفنا الله وهذا غير صحيح , فقال امير المؤمنين " بل عرفت محمد بالله عز وجل"  أي أنا عرفت ان هذا الكون لابد له من خالق وإن هذا الخالق لابد ان يكون حكيم ومن حكمته لابد ان يرسل رسلا مبشرين ومنذرين فأرسل النبي صل الله عليه واله وسلم للناس , نعم ان النبي عرف البشرية تفاصيل العلوم و صفات الله عز وجل , اسماء الله عز وجل ذكرهم بالله عز وجل لكن الأصل إن الانسان لابد ان يعرف ربه ثم من خلال معرفة الله يعرف بقية الأمور و الا  لو لم يعرف الله لا يستطيع ان يهتدي سبيلا ابدا , لهذا لما جاء رجلا الى رسول الله صل الله عليه واله وقال له : " يا ابا القاسم يا رسول الله علمني غرائب العلم " هناك قسم من الناس يريد مسألة لا أحد يعلم عنها مسألة غريبة علوم خاصة , فيبحث لك عن مسألة ليس لها ارتباط لا بدينه و لا بدنياه لا بأخلاقه, مثل ذلك الذي جاء يسأل و يبحث و ينقب عن اسم أم موسى بن عمران ما اسمها ؟ شنو انت رايح تبي تخطبها مثلا لو تطلع ليها بطاقة احوال عرفت او لم تعرف اسمها ما الذي سيتغير اذهب تعرف على ربك ,اعرف صفات الله عز وجل اعرف اسماءه , اقترب من هذه المعاني حققها في داخل نفسك ثم إذا فرغت من ذلك اذهب الى سيرة رسول الله صل الله عليه واله وسلم وانظر الى حديثه و تمثل مواقفه وصفاته واخلاقه انتهيت انتقل الى سيرة اهل البيت عليهم السلام ثم الى المسائل الشرعية ومن بعدها الى بقية المسائل الاعتقادية لا تصبح مثل ذلك , ذات ليلة أحد الشباب اتصل ليس ليالي شهر رمضان إنما الليالي العادية الإنسان عادة في الوقت المتأخر يكون على وشك النوم قرابة الساعة ١٢ اتصل فانا اجبته وأنا على وشك الاستراحة والنوم فقال لي : شيخنا نحن في ديوانيه وعندنا جدال محتدم ونريد رأيك في هذا الموضوع قلت :سترك يا الله ما الذي حدث, فقال : الشباب هنا يتناقشون صار لهم مدة طويلة إنه بعد الامام علي أي واحد أفضل من الائمة المهدي افضل أم الرضا افضل أو الصادق افضل , هذا افضل من ذلك أم ذلك افضل من هذا .
قلت عمي انتم الان انهيتم كل المسائل اللي تهمكم , مسائل الشك والسهو انت حافظها ؟!مسائل الغسل والوضوء انت عارفها ؟!مسائل الصلاة انت مطبقها ؟!سائر المسائل اذا عرفتها واتممتها أذهب لطلب هذه المسائل , ما الذي يترتب عليه إذا عرفت ان هذا الامام افضل أم  ذلك الامام افضل , ثم من الذي يستطيع ان يعطي هذا بيقين ان يأتي و يقول لك لا فلان من الائمة افضل من هذا ذلك افضل من هذا , قد يصل هذا في  بعض الحالات  الى اساءة الأدب مع المعصومين عليهم السلام .
لو جاءك الامام المعصوم الفلاني في يوم القيامة و سألك من الذي اخبرك إنه انا مفضول ؟ بأي حجة بأي دليل؟  ثم انت هل انهيت المسائل التي لديك حتى تذهب خلف هذه القضية وامثالها كثير .
على أي حال جاء هذا الرجل يسأل النبي صل الله عليه واله وسلم عن غرائب العلم  عرفني على المسائل الغريبة والعجيبة التي لم يلتفت لها أحد من قبل قال له النبي فأين انت عن اصل العلم , أصل العلم تعرفه أنت ؟
أذهب ابحث عنه قال : وما أصل العلم ؟ ما هو أصل العلم ؟ قال معرفة الله , هل أنت تعرف الله ؟ تعرف اسماءه ؟ تعرف صفاته ؟ هذا الأمر الأول الذي يجب عليك انت تبحث عنه , لأنه المقوم الاساسي في إسلامك وإيمانك أذهب و ابحث عن هذا الموضوع .
قال : ما أصل العلم ؟ قال : معرفة الله عز وجل , فإذا ينبغي للإنسان ان يتحرك بإتجاه التعرف على الله عز وجل لأن من عرف الله كملت معرفته كما يقول امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه . بعض الأحيان فكرة من الأفكار تكون شائعة في الوسط وانت تلتقطها وهي غير صحيحة ,
جاء رجل من الرواة الى الامام الصادق عليه السلام وهو من الرواة الثقاة واسمه معاوية ابن وهب  . كان للائمة عليهم السلام اصحاب يسمون هكذا بهذه الأسماء معاوية ويزيد و عبدالرحمن , وهذا باعتبار ان هذه الاسماء وامثالها اسماء مشاعه ليست ملك الى فلان لم يأخذ عليها صك , ولهذا الانسان الذي يأتي قائلا مثلا ان التاريخ الاسلامي كان منسجم في خط اهل البيت مع خط غيرهم تمام الانسجام لأن مثلا بعض اسماء ابناء الائمة كان باسم فلان او فلان , إنما هذا تبسيط للأمور هذا الاسم لم يأخذ عليه صك إن هذا الاسم ملك لي ليس لأحد أن يستخدمه الا بعد أن اوافق أنا او أن اعطيه رخصه , أو يكون منسجم معي ليس الامر كذلك .
فكان اسمه معاوية بن وهب جاء الى الامام الصادق عليه السلام وقال له: " يا ابا عبدالله ما يقوله الناس عن رؤية الله كيف يرى الله عز وجل وعلى اي صورة "
الناس هنا اشارة الى غير المذهب الذين لديهم ذلك الوقت والى الان أن قضية رؤية الله عز وجل ممكنة , في يوم القيامة بل بعض هؤلاء قالوا حتى في عالم الدنيا ممكنه و بعضهم يقول حتى في المنام و بعضهم لا حتى لو ذهبت الى السوق تلقاه هناك .
" عز وجل و تعالى شأنه " هذه الجملة عندما نقول " الله عز وجل " يعني نفي هذا الكلام هذا كله ينتفى وهذا ليس مسلك المدرسة الإمامية بالعكس عندنا تنفى الرؤية مطلقا فالدنيا و الاخرة و في اليقظة و المنام من قبل النبي و الصالح والفاسق و الطالح " لا يحيطون به علما " " لا تدركه الابصار" .
فهذا معاوية هل كان مشتكل عليه الأمر أم غير ذلك فجاء يسأل الامام على اي صورة يرى أم كان يسأل إن هؤلاء يسألون على اي صورة يرى ؟ فقال الامام عليه السلام مستنكرا " ما اقبح بالرجل ان يأتي عليه سبعون سنة او ثمانون سنه ثم لا يعرف ربه " هذا شيء قبيح شيء غير حسن , ان تعبد ربا تتصور انه يرى ثم بعد ذلك تفكر على اي صورة يرى , هذا قبيح غير صحيح سبعين سنه تمر على الشخص و قد صار متخصص في كذا وكذا لكن في معرفة الله لم يخطو إلا خطوات بسيطة .
فاذا لابد للإنسان المسلم ان يتعرف على الله عز وجل على صفاته على اسماءه حتى تكون عبادته عبادة صحيحه .
الآن هل نحن قادرون على معرفة الله عز وجل؟ هل تقدر انت ان تعرف الله ؟ الانسان العادي يقدر ؟
هذا الانسان بعض المخلوقات لا يستطيع ان يحيط بها علما , فكيف بالخالق العظيم فاذا كان هكذا فكيف أنا اطلب من الله " اللهم عرفني نفسك " جواب
هناك حدان في معرفة الله عز وجل , حد ادنى المعرفة وحد اقصى المعرفة . حد المعرفة بالصفات , بالأسماء , بالأثار,  بالآيات بما يجب به التكليف  . و أما الحد الأعلى وهو معرفة ذات الله عز وجل تمام المعرفة , كمال المعرفة هذا الحد الثاني لا احد يستطيعه .
الحد الاول كل البشر قادرين عليه وهو ادنى المعرفة , وبين هذين الحدين درجات تقدر أن ترتقي درجة اولى ثانيه ثالثه رابعه عاشره في هذا المسار , مسار المرتقي والمرتفع من ادنى المعرفة التي سأل عنها الامام الكاظم عليه السلام قيل له " ما ادنى المعرفة بالله عز وجل " أي الذي اقل من ذلك ليس مقبول , يوم القيامة عندما يسأل الانسان لو يجاوب اقل شيء ماذا يقبل منه  , قال : " ان تعرف انه لا اله الا هو وانه قديم وانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"  ليس كمثله شيء لا اله الا هو هذا المقدار من المعرفة اقل شيء , اقل منه بعد ليس مقبول , اذا احدهم سأل هل ان الله لا اله الا هو او لا ؟ , وقال لا ادري هذا ليس مقبول منه . هل هناك شيء يشبهه ؟ غير مقبول منه ان يقول لا اعلم , لابد ان يقول ليس كمثله شيء , هذا اقل شيء .
 اعلى شيء معرفة ذات الله وهذا الأمر غير ممكن , بين هذين الحدين هناك درجات و هناك مرتقيات,  كلما تعلم الانسان ارتقى درجة كلما تعرف زاد منزلة و نحن  نحاول في هذه الليلة وسائر الليالي ان نتعرف على بعض صفات الله واسماءه حتى نرتقي في مدارج المعرفة بالله عز وجل .
لاحظوا في الحد الاخير نقرأ في مناجاة العارفين , هناك خمسة عشر مناجاة للأمام زين العابدين عليه السلام مناجاة الشاكرين , مناجاة التائبين , مناجاة المتوسلين , مناجاة الشاكين , مناجاة العارفين , مناجاة المريدين .... موجودة  في الصحيفة السجادية و ايضا في مفاتيح الجنان , وانا اشجع إخواني المؤمنين وأخواتي المؤمنات وانصح نفسي قبلهم بالمداومة على قراءة هذه المناجاة .
من الغد أبدا اذا لم تكن بادئ , من الممكن ان تكون انت قبل أن انبهك عامل بهذا العمل كل يوم من ايام شهر رمضان تقرأ لك مناجاة لكن اذا غفلت فمن يوم غد اقرأ احدى المناجاة , مناجاة الشاكرين الذي يعقبه مناجاة الشاكين وبعده مناجاة التائبين الى يوم السادس عشر تكون انهيتها , خمسة عشر مناجاة  فيها معاني عقائدية جدا راقية و معاني أخلاقية رائعة , توجه الى معانيها سترى نفسك امام مدرسة عقائدية وامام مدرسة أخلاقية .
في مناجاة العارفين الاشخاص الذين يعرفون الله عز وجل عندهم معرفه فهم عارفون كيف يتحدثون مع الله عز وجل يقول : " الهي عجزت العقول عن ادراك كنه جمالك " العقول لا تستطيع ان تصل اليك " وانحسرت الألسن عن وصف جمالك , ولم تجعل الى خلقك طريقا الى معرفتك الا بالعجز عن معرفتك " لاحظ , اذا شيء مجهول لديك عندك طرق للتعرف عليه , اذا كان كتاب تفتحه و تقرأه صار عندك معرفه و طريقك للمعرفة ما هو ان تقرا .
هذا الجدار تريد ان تقيس صلابته تذهب و تمسه بيدك , بملامستك تعرف هل هو صلب ام لا .شيء تريد تميزه , فلان هذا صوت فلان قاري القران ام  فلان قاري القران ؟ من خلال سمعك تستطيع ان تميز. فهناك لهذه الاشياء طرق الى التعرف عليها , كل الأمور في الدنيا من الممكن ان يتعرف عليها الانسان و هنالك طريق الى معرفتها الا الله عز وجل .
لا طريق الى معرفة ذاته " ولم تجعل الى خلقك طريق الى معرفتك الا بالعجز عن معرفتك " .
هناك شعر ينسب الى الامام امير المؤمنين عليه السلام في هذا المقدار يقول :
العجز عن درك الادراك ادراك
بالنسبة الى الله عز وجل عجزك عن ادراك حقيقته ومعناه هو هذا ادراك وهذا معرفه هو هذا انك عرفت الله سبحانه وتعالى .
الشاعر يقول :
فيك يا اعجوبة الكون غد الفكر كليلا
انت حيرت ذوي اللب وبلبلت العقولا
كلما اقدم فكري فيك شبرا فر ميلا
ناكصا يخبط في عشواء لا يهدي سبيلا

كلما انا تقدمت حتى اتعرف عليك على ذاتك وعلى كنهك و حقيقتك ارتد الي طرفي ولم استطع ان اصل الى شيء وهذا هو معنى المعرفة ,  ان الانسان لا يتعرف على حقيقة الله نعم يتعرف على صفات الله على اسماء الله على اثار الله على آيات الله عز وجل
فيقترب من الله بهذه الطريقة وهذا هو الامر المطلوب منا .

عندما يأتينا حديث سنتحدث عنه ان شاء الله , " ان لله عز وجل تسعة و تسعين اسما من احصاها دخل الجنة " وفي رواية " غفر له " و في هذه الرواية جاءت من طريق اهل السنه وايضا من طريق المحدثين الشيعة .
 انت عندما تتعرف على اسماء الله وتحصيها و تعرف معانيها وتتأمل في حقائقها حينئذ يغفر لك , كيف يغفر كيف تدخل الجنة ؟ بعد الاحصاء وبعد المعرفة ان شاء الله نتحدث عنها في وقت اخر .
لكن المطلوب من الانسان ان يتعرف على اسماء الله الحسنى " ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا اللذين يلحدون في اسماءه " تعرف على اسماء الله الحسنى حتى تدعوه بها حتى تتحقق من عظمة الله ومن رحمة الله و من ابداع الله ومن خلق الله ومن تنظيم الله لهذا الكون فتجد نفسك امام حيرة عظيمة وعجيبة , حقيقة عندما يتعرف الانسان على بعض اثار خلق الله يقف مدهوشا متحيرا .
وهذا واحد من معاني "اله " الذي يشتق منه الله , انه متحير ان الانسان يكون متحيرا في الله عز وجل , اعلى من معلوماته اكبر من تعقل هذا الانسان هذا المقدار الذي يعرف الانسان
الهي قصرت العقول عن ادراك كنه جلالك وانحسرت الالسن عن صفات جمالك ولم تجعل الى خلقك طريقا الى معرفتك الا بالعجز عن معرفتك

اذا وصل الانسان لهذا المستوى صار عارف , هذه مناجاة العارفين تعرف على الله عز وجل أما على ذات الله غير ممكن على حقيقة الله غير ممكن كل ما تتصور شيء وتتصور ان هذا هو الله ليس الله عز وجل .
جاء أحد الرواة الى الامام الصادق عليه السلام وقال له : " انا اصف ربي الذي اعبده " يعني الذي بذهني لك , فقال : " اني اعبد رب غير محدود بل هو مطلق  " وبدا يفصل و يعرض فالإمام الصادق عليه السلام قال: " ما تخيلته وما توهمته فالله بخلافه  " الله شيء آخر ليس الذي في بالك
و هذا بحث فلسفي الان ليس باستطاعتنا ان نتعرض له يقولون مختصر الحديث ان الانسان يخلق احيانا صورة في ذهنه مثلا عندما اقول لك الان انا " شجرة " فلما تسمع هذا الكلام مني صار في ذهنك انت صورة شجره بهذا الشكل جذع و اوراق و اغصان , والشجرة التي في ذهنك تختلف عن الشجرة التي في ذهن الذي بجانبك , انت خلقت شجرة في ذهنك يسمونها صورة ذهنية , انت صنعت شجره في ذهنك فهي مصنوعه لك مخلوقة من قبلك مرسومة بذهنك وفكرك هذه ليست الله.
انت عندما تقول الله الذي في ذهنك يعني انت قد صنعته شيء في ذهنك , الله اكبر الله اعظم الله ليس هذا .
في رواية اخرى الامام عليه السلام قال " كل ما ميزتموه بأوهامكم وصنعتموه بعقولكم فهو مخلوق لكم مردود عليكم"  هذا صناعتك انت كيف ان الاشياء مكتوب عليها made  in ... صنع في مكان فلاني هذه الصورة مصنوعه في ذهنك هذه ليست الله ,
الله الخالق الصانع ليس مصنوع .
لكن معرفة الله بمعنى معرفة آياته معرفة اثاره " فانظر الى اثار رحمة ربك " انظر الى الاثار انظر الى الصفات انظر الى الاسماء انظر الى فعل الله عز وجل في الكون هذا المقدار هذا يقربك الى الله ويزيدك به علقة و قربا كلما تعرف الانسان على الله يزداد منه اقتراب .
انت الان اذا كان لديك معامله في مكان معين , عندها تبحث هل عندك أحد تعرفه هناك حتى تستند له تحصل من عنده قوة , اذا صار عندك في كل مكان فكرة " حسبنا الله ونعم الوكيل , حسبي من لم يزل حسبي , حسبي من كان مذ كنت لم يزل حسبي , حسبي الله " حسبنا الله ونعم الوكيل في اي مكان تذهب حسبك الله يخاطب النبي"  حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين "
الله اول شيء ثم من اتبعك ثم استعن بالله , اذا استحضر الانسان صفات الله واقترب منه وتعرف عليه . انت الان اذا كان جنبك واحد لا تعرفه يختلف تعاملك معه عن  الشخص الذي تعرفه , الان انت هنا اذا واحد على يسارك لا تعرفه و واحد على يمينك تعرفه انسك بالذي تعرفه اكثر صح أم  لا ؟ اقبالك عليه اكثر , فاذا لديك حاجه لديك سر لديك قضية تفضي بها الى من تعرفه دون من تجهله .
اذا كان الله عز وجل قد تعرفت عليه وقد تقربت منه حينئذ انت تعتمد عليه وهذا ما صنعه ائمة اهل البيت عليه السلام في كل احوالهم و قضاياهم , تراها في الأدعية والمناجاة و التوسلات .
ان شاء الله نتعرض في احاديثنا القادمة الى بعضها كلام الائمة عليهم السلام حقيقة امام الكلام " كلام الامام امام الكلام"  عندما ترى الامام الحسين عليه السلام يتكلم مع ربه " الهي متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك "
نحن الغائبين انت لست غائب انت حاضر " متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الاثار هي المظهرة لك عميت عين لا تراك عليها رقيبا "
هذه العين التي لا تراك رقيب عليها لا تراك حاضر معها هذه عين عمياء " عميت عين لا تراك عليها رقيبا وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا الهي ماذا فقد من وجدك وما الذي وجد من فقدك "

تقول فلان لديه المال عنده اموال عنده كذا لكن اذا لم يكن عنده رب فهو لا يملك شيء , 
" الهي ماذا فقد من وجدك " انت الذي ليس لديك ما لديه من المال لكن لديك رب عظيم كبير حليم رحيم انت لم تفقد شيء ابدا .
يدخل الامام الصادق عليه السلام بعد ان جلب الى قصر ابي جعفر المنصور العباسي وكان قد وشي به , والمنصور كان متجهز لقتل الامام الى حد انهم كانوا يقولون سحب السيف بمجرد ان يدخل الامام يقتله , فلما دخل الامام بدأ يحرك شفتيه فسكن المنصور , أين ذلك الرجل كان شعلة من نار الغضب متقده , هدأ وجلس الامام الى جانبه تبادل الحديث ثم خرج .
احد الحاضرين لم يهضم الموضوع فقام وتبع الامام الصادق عليه السلام قال له يا ابا عبدالله يا جعفر,  الرجل كان شعلة نار متقدة من الغضب كان يريد ان يقتلك ما الذي صنعته حتى عاد هكذا رايتك تحرك شفتيك وانت داخل
قال دعوت الله بدعاء الانبياء , خلاص انا بعد حسبي الله ونعم الوكيل اعتمدت على الله توكلت على الله وكان نعم الوكيل والكفيل بالنسبة لي .....

 

مرات العرض: 3459
المدة: 00:47:29
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2570) حجم الملف: 16.3 MB
تشغيل:

هل يمكن توحيد بداية الصيام ؟
صفات الله الجلالية والجمالية