هل يمكن توحيد بداية الصيام ؟
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 1/9/1431 هـ
تعريف:

هل يمكن توحيد بداية الصيام ؟

 

تفريغ نصي الفاضلة خديجة العيد

قال الله تعالى في كتابه الكريم [يَسْأَلُونَكَ عن الْأَهِلّةِ قُلْ هِيَ مَوَقِيتُ للنّاسِ وَالْحَجّ]سورة البقرة 189

حديثنا يتناول موجبات اختلاف الهلال لدى المسلمين حيث القضية المتجددة والسؤال المتكرر مع كل شهر ومع العيد.يتسأل الكثير من الناس لماذا لا يتوحد المسلمون في الهلال؟
  على مستوى البيت الواحد تجد انساناًصائماً وتجد الآخر مفطراً على مستوى المنطقة تجد فئة من الناس صائمة وفئة أُخرى تصلي صلاة العيد وعلى مستوى الدولة والدول تجد دولة من دول المسلمين تصوم الاربعاء مثلاً ودولة اخرى تصوم الخميس وهذا الأمر يتكررايضاً في العيد .لماذالا يتوحد المسلمون في الهلال ؟ لماذا لا يُتخذ قراراً سياسياً؟ يقول البعض أن يوحد الزعماء السياسيون أمر الصيام والهلال والعيد؟؟،لماذا لا يجتمع القادة الدينيون والمراجع المسلمون لكي يجعلوا للناس يوماً واحداً هو العيد ويوماً واحدا هو أول شهر رمضان ؟؟ لماذا لا يحصلُ هذا ويرتاح الناس من المشاكل الاجتماعية ومن الحساسيات ومن الاختلافات. سؤال له وجاهته خصوصاً إذا كان منبعثاً من سعيٍ نحو الوحدة .وحدة الأسرة مطلوبة، ووحدة المجتمع والمنطقة مطلوبة ،ووحدة الدولة مطلوبة بل وحدة المسلمين مطلوبة.أصل هذه الدعوة بما أنها دعوة إلى التوحيد وإلى الانسجام شيئاً حسن وطيب ولكنه أمرٌ غير واقعي وأمرٌ غير ممكن.بالصراحة والحقيقة لايمكن توحيد أمر الهلال ولا توحيد العيد وإذا لم يكن ممكناً فعلى المسلمين أن يوطنوا أنفسهم على التعامل الحضاري مع الاختلاف في الافكار .كيف يتعايش المختلفون في يوم الصيام وفي يوم العيد،؟وكيف يتعايش المختلفون في أمر المذهب ؟ وكيف يتعايش المختلفون في أمر الفكر ؟كيف يتعايشوا ؟كيف يتعاملوا؟ كيف يستطيعون أن يقيموا علاقة مناسبة مع وجود هذا الاختلاف ؟؟ لايمكن أن يُوحد الهلال ضمن هذه الظروف التي نعيشها فالأسباب كثيرة أُشير إلى بعضها باختصار

1/الاختلاف في المسالك الفقهية بين المذاهب والاختلاف في المسالك الفقهية داخل المذهب نفسه بين المراجع والعلماء.

هذا سببٌ حقيقيٌ يوجب الاختلاف في أمر الهلال ولايمكن نأتي ونقول لمرجع غير رايك حتى نتوحد.ولا يستطيع ذلك لأنه يتبع الدليل لايتبع اقتراحي مايمكن أن نقول لصاحب مذهب تعال احذف هذه المسألة حتى نتفق مع المذهب الآخر.هو يتعبد بهذه المسألة بينه وبين الله لايستطيع أن يحذفها. بعض الأمثلة على هذا الاختلاف

1/فيما بين المذاهب/الرأي المعروف في المذهب الحنبلي وهو المذهب الرسمي في البلاد .هناك مسألة تقول إذا رأى الهلال شاهدان مسلمان ثبت الهلال برؤيتهما سوا راه غيرهما او لم يراه غيرهما.يعني مثلا لو جماعة من الذين يبحثون عن الهلال خرجوا عشرة عشرين أكثر أقل خرجوا الى الصحراء ونظروا إلى السماء فلم يرى من هولاء العشرة أو العشرين الهلال الاشخصان اثنان فقط قالوا راينا الهلال . {هذا على راي المذهب الحنبلي} يوجب ثبوت الهلال .لأن هذه بينة. والبينة تثبت الهلال سوا غيرهم راى الهلال أو لم يراه بناءً على المدرسة الحنبلية في الفقه .في المقابل في المدرسة الإمامية الاثني عشرية يعتمدون على ما جاء عن أمير المؤمنين (ع) في السندالمعتبر [ليس الهلال بالتمني ولا بالتضني وإنما هو بالرؤية وليس الرؤية أن يخرج عشرة فيراه واحد ويخفى على تسعة منهم } إذا رأه واحد رأه مئة ،إذا رأه مئة رأه الف . بناءً على هذه الرواية فقهاء المدرسة الامامية ماذا يقولون ؟ يقولون لو فرضنا إن السماء لم يكن فيها مانع من رطوبة وعوالق ترابية والغيم هذه موانع عن الرؤية وخرج جماعة مثلاً عشرين شخص أربعين شخص فاكثر فلم يرى من الاربعين إلا اثنان مع فرض أنهم جميعاً ينظرون إلى جهة معينة ولا يوجد موانع عن الرؤية وكل هؤلاء أنظارهم متقاربه متوسطة فلم يرى من هؤلاء إلا اثنان. هنا هذاالحديث يقول الرؤية الصحيحة ليس أن يراه واحد أو اثنان ولا يراه بقية الناس هذه ليست مكرمة الهيةأوهبها لهؤلاء فقط   يرون الهلال هم فقط وبقية الناس لا .الهلال شأنه شأن بقية القضايا مثلا هذه الاسطوانة الموجودة في الحسينية أنا وانت وكل إنسان يجي إلى هذا المكان يراها إذا كان نظره نظرا متعارفاً،سيارة تمشي في الطريق إذا لم هناك مانع من الرؤية أنت تراها وغيرك يراها إذا كانوا متعارفين في النظر اي متوسطين النظر أما واحد يشوفها وواحد أخر مايشوفها هذا على خلاف القاعدة. الهلال نفس الشي الهلال في السماء إذا لايوجد هناك مانع والناس ينظرون نفس الجهة وهؤلاء متوافقين من حيث حدة النظر متقاربين كيف يراه واحد ولم يراه عشرون أخرون؟

إذا رأه واحداً رأه مئة ممن يستهل وممن نظره نظرٌ متوسط وإذا رأه مئة رأه ألفٌ. ولذالك لو جاء مثل هؤلاءالأشخاص شخصان نظرا إلى الهلال من ضمن مجموعة الأربعين أو الخمسين أو الأكثر ولم يرى الهلال إلا ّ هؤلاء الإثنان .شهادة هؤلاء لا يترتب عليها الأثر عادةً يُقال لهم { جزاكم الله خيراً أحسنتم شكر الله سعيكم } ولكن لعل هناك إشتباه .لا نقول له أنت كاذب وجاي تدّعي لا وإنما هذا على الأكثر هذا وذاك قد التبس عليهما الأمر وهو يحصل كثيراً. إذاً بين المدرسة الأولى التي تقول(حتى لوخرج خمسون شخصاً ورأه إثنان منهم ثبت الهلال.) وبين المدرسة الثانية التي تقول (إذا رأه إثنان وكان قد خرج خمسون في منطقة واحدة لايُرتب أثر الهلال .) ماذا تصنع هنا؟؟ هذا سببٌ حقيقيٌ للاختلاف بين المدرستين الفقهيتين وبين المذهبين الإسلامين .(هذا على مستوى المذاهب)(على مستوى المذهب الواحد في المراجع المتعددة)مثال المدرسة الإمامية تفتح باب الاجتهاد لمن يستطيع لمن يتمكن من ادوات الاجتهاد باب الاجتهاد مفتوح ويُقلد الفقيه المجتهد.اجتهاد هذا الفقيه معناه أنه ليس بالضرورة يوافق غيره من الفقهاء. قد يكون له مسلك خاص في الفقه رأيٌ إجتهادي خاص يُقيم عليه الدليل يُناقش في ذلك ينتصر لرأيه.ولكن ليس بالضرورة أن يقول مثل ماقال العالم إلاّ قبله،هو أيضاً يقول حتى لو كان إستاذه فلان كثيراً مايختلف التلميذ والاستاذ في المباني الفقهية وهذا معنى الاجتهاد. إذاً عنده دليل وعنده رأي قائم على برهان ماله معنى أن يتبع إستاذه.

هناك على الاقل ثلاثة أراء في مثل هذا الموضوع : الأراء المشهورة ثلاثة

1/ثبوت الهلال بالرؤية البصرية المجردة

2/يضاف إلى ذلك أنه يثبت ايضاً بالرؤية المسلحة من خلال التلسكوب أو المكبر أو الدوربين .

3/يقول نحن لانحتاج إلى الرؤية البصرية المباشرة .يكفي أن يكون الهلال متولداً وقابلا للرؤية حتى لو لم يُرى بالفعل يكفي أن يكون ممكن الرؤية(يعني وصل إلى درجة معينة يمكن فيها أن يُرى حتى لو لم يُرى)

مثلاً يُرتب الأثر على الصوم والعيد.هذه ثلاثة أراء. ولكل رأي من أراء الفقهاءدليل وطبعاً مناقشة أراءالفقهاء ليس مجالهاالمكلف وإنما مجالها الحلقات العلمية التخصصية.أنا ما اقدر أقول إلى الفقيه الذي أفنى عمره في البحث والدرس والتنقيب لماذا لاتغير رأيك وترّيح الناس بدل ماتعتمد فقط على الرؤية البصرية .العلم تقدم وصلواالناس إلى القمر، لماذا لا تعتمد على التلسكو بات ؟ لماذا لاتعتمد على الحسابات الفلكية؟، الحسابات الفلكية الآن بالثانية وبالدقيقة وبماهو أصغر من ذلك وعلى ضوئها تجري المركبات الفضائية والأمور العلمية المختلفة .فلماذا لا تغير رأيك ؟؟.أنا لا استطيع أقترح عليه ذلك . وإنما في بحثٍ علمياً لوأمكن لإنسان أن يثبت لهذا الفقيه إن الأدلة وافية بالإعتماد على الحسابات الفلكية،أو أن الأدلة تشمل الرؤية بالعين المسلحة (بالناظور والتلسكوب ).إذا قدر ذاك التخصص أن يقنع إن الأدلة تشمل مثل هذه الموارد آن إذاً أن يغير رأيه .أماإذا عنده حجة عنده برهان لايمكن أن يغير رأيه بسبب إقتراحي عليه.أقول حتى أرتاح في البيت غير رأيك الفقهي ،حتى نُعيّد جميعنا. سوا ونسافر في العيد في يومٍ واحدٍ غيروا رأيكم الفقهي .هذا أمرٌ غير معقول وغير طبيعي.إذا جئنا ورأينافي بلدٍ واحد وأحياناً في أسرة واحدة{زيد يُقلد من يقول بالرأي الأول ، وعمريُقلد من يقول بالرأي الثاني ، وبكر يُقلد من يقول بالرأي الثالث}.تختلف النتيجة الآن في مثل هذه الأيام مثلاً الذي يُقلد من يقول بكفاية الحساب الفلكي وكفاية تولد الهلال مع إمكان الرؤية يستطيع يُبّكر في اكتشاف ذلك وما يحتاج ينتظر أن يطلع وينظر فوق السماء وينتظر الهلال يطلع أو مايطلع، ومن يقول يكفي أن نرى بالناظور ما يحتاج أن يقتصر على العين المجردة.يحدث هنا الاختلاف ونظراًللعوائل والبلدان فيها اختلاط في التقليد بحسب قناعة كل فرد. فهذا الأمر ينتهي إلى حدوث الاختلاف في الاسرة الواحدة.

تعالوا نقرر قرار سياسي بتوحيد يوم العيد ويكون يوماً واحداً.ويتخذ الزعماء السياسيون قراراً بهذا المعنى.هذا كلامٌ ليس له نصيبٌ من الواقعية لأكثر من سبب:تارةً نتحدث عن الانسجام المظهري العام هذا لامانع منه،ويظهر الناس بمظهر واحد.هذا مايُدّخل في الامور الدينية ويمكن ترتيبه وله طرق متعددة حتى في العيد كان يحصل أن الأئمة(ع) يفطرون أو بعض المراجع يقطع المسافة الشرعية فيفطر فيها هذه مجاراة الوضع العام إذا أُضطر الإنسان لذلك بحسب المظهر لا مانع منه .أما أن تجي وتلزم الناس أن يصوموا في يوم العيد أو أن يُعيّدوا في يوم الصوم هذا ليس له أصل.لأن الزعيم السياسي قرر ذلك.هذا ليس له أصلٌ شرعي.هناك يوجد رأي يذهب إليه قسمٌ من الباحثين هو [   مشكلة تقول الدولة والنظام السياسي ] يعني الدولة والانظمة السياسية في بلاد المسلمين صارت غول تبتلع كل شيء .ابتلعت الأعمال الحرة ،ابتلعت عادات الناس،تحكمت في ملابس الناس،في سفر الناس ،حضر الناس، في راحة الناس في قيامهم وجلوسهم في فكرهم ،فيما يقرأون فيما يكتبون في كل شيء .تحكم النظام السياسي في بلاد المسلمين.أصبح غولاً يبتلع كل ماحوله كما يرى بعض الباحثين.نحن عندنا إشباع بمافيه الكفاية في هذا الجانب ماباقي من الانظمة الا تتدخل في غرف النوم متى تصنع كذا ؟وكيف تصنع كذا؟؟المفروض مايدخل هذا الأمر في قضايا الدين والعبادة والتدين وعبادة الإنسان بينه وبين الله .هذا قام الدليل عنده عليه أن يصوم هذا اليوم.

ماذا يعني أن ياتي زعيمٌ سياسيٌ ويقول لا يجب عليك أن تفطر متعبداً بأن هذا اليوم هو يوم العيد.أنا مجاراةً للوضع العام وهذا سبقنا إليه الإئمة (ع) والعلماء والصالحون. أمّا اتعبد بهذا وعلى خلاف اختياري الفقهي.

موجبات الخلاف في موضوع الهلال كثيرة::

1/الاختلاف في المسلك الفقهي الذي يؤمن به الإنسان المكلف . بحسب اتباعه لمذهب معين أو بحسب اتباعه لمرجع معين في ذات المذهب فهذا يختلف عن ذاك ويالتالي يختلف يوم فطره عن يوم صيامه.

2/الاختلاف في المناطق الجغرافية لبلاد المسلمين.

هذا يسبب الاختلاف ايضاً في ثبوت الهلال كيف ؟؟ عندالفقهاء وعند الفلكين قاعدة متسالم عليها تقريباً وهي {أنه إذا ثبت الهلال في بلد شرقي يثبت في البلاد الغربية بالنسبة لذلك البلد} مثلاً لو ثبت في الهند وباكستان المفروض يثبت عندنا في الخليج والمفروض يثبت في مصر ويثبت في المغرب لماذا ؟؟لأنه قد ثبت في البلاد الشرقية فالبلاد الغربيه بالنسبة لها يثبت فيها لماذا ؟؟يقولون لأن الهلال كأنه يظهر من الشرق ويصعد متجهاً إلى الغرب فكلما طلع قليلاً وزداد درجةً صارت إضاءته أوضح حجمه صار أكبر فالمسافة التي يقطعها مثلاً من باكستان أو من الصين على سبيل المثال إلى أن يصل إلى المغرب فرضاً خمس ساعات أو أربع ساعات خلال هذه المدة تزيد إضاءته لتسلط الشمس عليه وحجمه صار أكبر . فإذا رأوه في الصين وهو صغير وقليل الاضاءة فمن باب أولى أن يروه في مصر وهو كبير وشديد الإضاءة لذلك يقولون (إذا ثبت في بلدٍ شرقيٌ يثبت في بلدٍ غربيٌ دون العكس )فلو ثبت في مصر مثلاً ليس بالضرورة يثبت عندنا في الخليج مو بالضرورة يثبت في باكستان لان هذه بلاد شرقية والقاعدة تقول (إذا ثبت في الشرق يثبت في الغرب دون العكس )إذاً نُريد أن نُوحد الهلال بين المسلمين إذا ثبت في المغرب هذه المنطقة الاقبله ماثابت فيها كيف توحد الهلال هنا ؟؟ كيف تثبت لهم هلالاً لم يروه ولا يستطيعون رؤيته ؟؟ وهذا الاحصل كما يقولون علماء الفلك لليلة الماضية الهلال في الليلة الماضية يُرى في البرازيل أقصى المنطقة الغربية فماقبلها لايمكن أن يُرى هذا بحسب كلام علماء الفلك وأرأئهم .إذاً اختلاف المنطقة الجغرافية أيضاً من الاسباب التي تجعل أمر إختلاف الهلال أمراً طبيعياً. وهناك أسبابٌ أُخر لا نُشير إليها الآن نقتصر على هذين السببين لكي نقول في النتيجة [أن الدعوة إلى توحيد الهلال وبالتالي توحيد مايترتب عليه من الصيام في يومٍ واحد أو العيد في يومٍ واحد دعوة وإن كانت في أصلها جيدة نظراًلأنهاتُشير إلى رغبةً في تاليف الناس وتوحيد مناسباتهم من هذه الجهة حسنة إلا أنها دعوة غير واقعية وغير ممكنة إلا في صورة واحدة وهي{ إذا اتفقت كلمة علماء المسلمين جميعاً على رأيٍ واحد وهذا مايصير عادةً}. وجود الاجتهاد والأراء المختلفة وعدم اتفاقهم على رأي واحد.مثلاً لوصرنا بعد عشرين سنة أو ثلاثين سنة أكثرأقل الله العالم تبلور رأيٌ فقهي يقول بامكان إعتماد الرؤية على الرؤية بالمناظير والتزم بهذا الرأي كل الفقهاء المقلدين نعم هذه الصورة تصير .إذا رؤي بالمناظير وكان الناس يرجعون إلى مراجع يفتون بكفاية استعمال المناظير يتوحد الأمر بشكل طبيعي.أو فرضنا بعد خمسين سنة رأى الفقهاء أن الاعتماد على الحسابات الفلكية مثبت للهلال فيمكن في ذاك الوقت تُعيّنه من البداية.لكن مع وجود هذا الاجتهاد والأرء المختلفة قديماً وحديثاً يبقى هذا الأمر واقع وحقيقة وله مناشيء حقيقية وليس شهوة فلان أن يخالف وفلان سياسةً يريد الاختلاف مع الجهة او تلك.فلان عقيدةً يريد يخالف الجهة أو تلك وإنما القضية هي قضيةٌ مبنيةٌ على الاختلاف في المسلك الفقهي تارةً وعلى الاختلاف في الموقع الجغرافي تارةً أُخرى بناءً على ذلك مادام الاختلاف في الهلال أمراً واقعاًبل متجدداً فينبغي أن يفكر الناس في التعامل مع هذا الاختلاف بروح حضارية كسائر الاختلافات الآن.الاختلاف بين المذاهب إما أن يُشنع كل مذهب على المذهب الآخر في عقائده وفي مسائله الفقهية ،وإما يتعايشان لكم دينكم ولي دين. في داخل المذهب الواحد مع اختلاف الفقهاء والمراجع في المسائل الشرعية والفقهية أما يتنازع الأتباع فيما بينهم ،وإما كلٌ يعمل على حسب تكليفه الشرعي وحسابه على ربه في هذه القضية.ايضاً يأتي نفس الكلام أما أن نحول قضية الاختلاف في الهلال إلى أزمة ومشكلة وأما أن نتعامل معها تعاملاً حضارياً أنا بيني وبين الله بحسب ما اتبع أبني على أنّ اليوم عيد أو اليوم صيام حسب تقليدي للمرجعية التي أرجع إليها لا أُعلق على غيري ماذا سيصنع يُريد أن يعيّد هذا اليوم بناء على تقليده خله يعيّد يُريدُ يصوم خله يصوم،يُريدُ يبدأ الصيام على أنه من رمضان خله يبدأ ، يُريدُ أن يواصل الصيام باعتباره من شعبان أهلاً وسهلاً مافي مانع.اللهم أن لا نشنّع على الأخرين سواءً كانوا من غير مذهبنا أو كانوا في داخل المذهب لكن من غير رأينا الفقهي .المهم مع وجود هذا الاختلاف والذي هو أمرٌ واقعٌ وطبيعيٌ أن نتعامل معه تعاملاً حضارياً صحيحاً .القران الكريم يقول (يَسْأَلُونَكَ عن الْأَهِلّةِ قُلْ هِيَ مَوَقِيتُ للنّاسِ وَالْحَجّ) سورة البقرة 189 مواقيت ٍ للناس أمور حياتهم العامة معاملاتهم وايضاً في الحج في الموضوع العبادي.عندنا   الشمس والتقويم الشمسي تقويم دقيق أدق من التقويم القمري ولذلك يستعملوه في التقويم الميلادي يعتمدوا عليه في التقويم الفارسي ومحسوب حساب دقيق مايعتمد على رؤية الهلال صار29 والا30 وذاك معروف 30 -31 وأشهر معينة طول السنة حساب دقيق على الشمس.لماذا لم يجعل ذاك التقويم هو التقويم المطلوب ؟؟ الآية المباركة تُشير إليه(قل هي مواقيت للناس )أنت لما تخرج أول الشهر تشوف الهلال خيط اليوم الثاني يضخم بعد اسبوع تشوفه تربع بعد اسبوعين يصير بدراً بعد ثلاثة اسابيع رجع من جديد ثلاثة أرباع هذه الحالات المختلفة للهلال أنت تلاحظها بعينك.لكن قف من الآن إلى ثلاثة شهور لاحظ الشمس هل تستطيع من خلال مراقبتك للشمس   تعرف نحن في بداية الشهر او نصف الشهر أو أخر الشهر ؟؟ طبعاً ماتستطيع المتخصص في الحساب الشمسي يستطيع على ذلك. بس أنت إنسان عادي ماتستطيع . والمواقيت جُعلت لماذا ؟؟للناس حتى كل الناس يتناولونها وينظرون إليها فكان الهلال هو الطريق لحساب التقويم بشكلٍ طبيعياً عند الناس وهوأمرْ ملحوظ . الإنسان يستهدي به ينظر إليه يجعله دليلاً في طريقه لاسيما في الأزمنة القديمة في الليل عندما يمشي الناس في الصحاري في الطرقات كان الهلال دليلاً لهم بنوره وضياءه بل كان أنساً وسميراً لهم يعني يؤنسهم في الطريق ولذالك وجدنا الشعراء لاحظوا هذه الملاحظة وتحدثوا عن الهلال باعتباره دليلاًوأنيساًلهم يرافقهم في سفرهم ويسمر معهم في رحلتهم وهذا المعنى وجدناه ينعكس في شعر الشعراء في أكثر المواضع حتى في قضية كربلاء عندما الشعراء يجوا ويتحدثوا عن هذه القضية وماجرى فيها يتناولون صورة الهلال الذي هو عبارة عن مؤنس وإضاءة ومصباح يُنير الطريق لهم وأحد شعراء أهل البيت يأخذ هذا المعنى ويعقد مقارنة بين الهلال باعتباره هداية وأنس وبين راس الحسين في موقعه بالنسبة إلى ركب السبايا عندما كان يقطع الطريق فجاً فجاً ودرباً درباً من مكان إلى مكان هذا الركب في ظلام الليل يحتاجا إلى مؤنس وإضاءة وإلى دليل ونور وكأنما رأس الحسين بمثابة ذلك الضياء والنور التي تلجأ إليه العلويات ولا سيما السيدة زينب.

 [1]

مرات العرض: 3431
المدة: 00:42:03
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2564) حجم الملف: 14.4 MB
تشغيل:

الله أحد الله الصمد
خطوة الإيمان الأولى معرفة الله