8 الامام علي من الميلاد الى الشهادة
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 12/4/2023 م
تعريف: 8- الإمام علي من الميلاد إلى الشهادة كتابة الفاضلة فاطمة عيسى نتحدث في هذه الليلة عن عرض سريعا لحياة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام من الميلاد إلى الاستشهاد بعد إن تحدثنا في ليلتين متتاليتين في ليلة تحدثنا عن إمامته وتنصيبه من قبل الله عز وجل حديثا عقائديا وتحدثنا في ليلة أخرى عن لزوم تطبيق سلوكنا وأعمالنا على منهاجه في حديث هو أقرب إلى الحديث الاجتماعي وهذه الليلة إن وفقنا الله وأعان نتحدث بشكل سريع ومختصر حديثا في سيرته وتاريخ حياته صعبا جدا أن تحتوي البحر في كأس ماء بنفس المقدار وأكبر أن تحتوي هذا المحيط من الفضائل والمناقب في مقدارا من الوقت أربعين دقيقة أو ما يزيد على ذلك هذا أقرب إلى الأمور المتعذرة ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جل ولا يترك الميسور بالمعسور ونحن نريد أن نطل إطلالة هي عبارة عن أبواب نفتحها لكي يدخل في تفاصيلها من شاء وأرد وينبغي للإنسان المؤمن أن يتعرف إلى حياة إمامه وسيد الأئمة عليهم السلام ووالد الأئمة أن يتعرف على حياته من خلال المطالعة والقراءة والاستماع ومن خلال التفكر ولادته : دورنا في هذه المحاضرة هو أن نفتح عناوين وأبوابا كانت ولادة أمير المؤمنين عليه السلام قبل بعثت رسول الله صل الله عليه وآله بنحو تسع سنوات وكان عمر رسول الله صل الله عليه وآله في حينها ثلاثين سنة رسول الله أكبر سنا من أمير المؤمنين عليه السلام بثلاثين سنة وولد أمير المؤمنين في وقت كان رسول الله صل الله عليه وآله لم يبعث بالنبوة بعد وكان عمره ثلاثين سنة قضية ولادته كانت في الكعبة وهو الذي عليه المؤرخون المنصفون والمحدثون من الفرقتين وقضيتها معروفة عندما جاءت فاطمة بت أسد زوجة أبي طالب وقد قرب منها الوضع و طافت بالبيت الحرام لتسهيل ولادتها ووضعها فكان أن جاءها ألم المخاض وساعة الولادة وهي في أثناء الطواف ووجدت أنها تنساق بقوة غير طبيعية لدخول الكعبة فيما أنشق جدار الكعبة لكي تدخل إليه لم تدخل من الباب ولم يكن الباب مفتوحا وإنما دخلت من المنطقة التي تقابل الآن الركن المستجار وما هو معروف هناك فنشق جدار الكعبة ووجدت كأن قوة تدفعها باتجاه داخل الكعبة ودخلت داخل الكعبة في أمرا لا سابقة له ولا لاحقة له إلى يوما هذا لكي تضع مو لودها المبارك الطاهر المطهرة في ذلك المكان ومكثت حتى وضعته عندها خرجت به ومع أن غيرها حاول أن يفتح الكعبة في تلك الأيام حتى من كان بيده مفاتيح الكعبة إلا أن باب الكعبة لم يفتح وجدار الكعبة لم يفتح أيضا إلى أن أنقضت ولادتها وأمرها وخرجت هي من جديد بعض أتباع الاتجاه الأموي والزبيري هذه المنقبة نسبوها إلى حكيم ابن حزام ابن خويلد وهو لا شأن له في الإسلام بل أنما كان محسوبا من المؤلفة قلوبهم والمؤلفة قلوبهم أولئك الذين لم يؤمنوا إلا بعد أن رضخ لهم من المال وأعطيت لهم الهدايا لكن عندما جاء الزبيريون وهم أقارب حكيم ابن حزام ابن خويلد وهم أيضا كذلك فنسبوا هذه المنقبة إليه ودونها الزبير ابن بكار في كتابه في تاريخ العرب والمسلمين والموفقيات ومشت ضمن الاتجاه المخالف إلى أهل البيت والاتجاه الأموي ولكن منصفي المدرسة الأخرى كا الحاكم النيشابوري وغيره من العلماء والمحدثين يقولون ولادة علي في الكعبة لا ينازع فيها أحد وهو مقتضى الاعتبار فهذه المنقبة التي الكعبة لا تستطيع أن تدخلها وتطوف بها امرأة حائض ولا نفساء ولكن لخصوصية التي طهرها ويطهرها من الأصنام يتجاوز هذا وتقذف أمه في داخل الكعبة وليس في الطواف لكي تضع هذا المولود الطاهر المطهر المطهر للكعبة أيضا من الأصنام لكي تضعه في داخل الكعبة وما أحرى بإمام الأئمة ووالد العترة أن يكون له هذه المنزلة حياته مع رسول الله : بعد ولادته ضمه رسول الله صل الله عليه وآله إليه وهذا أمرا كان رسول الله متزوجا من خديجة منذ كان عمره خمسة وعشرين سنة رسول الله صل الله عليه وآله وأخذه وكان يحمله على كتفه وهو صغير ويدور به في المحافل ويؤرخ أمير المؤمنين عليه السلام هذه الحادثة فيقول ولقد علمتم منزلتي من رسول الله بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة فكان يحملني وأنا ولد على صدره يضمني إلى صدره ويشمني عرفه يعني أشم رائحته العطرة وكان ينصب لي في كل يوم علم من أخلاقه ويأمرني بالمسير إليه فما وجد لي خطلة في فعلا خطلة في قولا ولا زلة في فعل من البدايات كان ملتصق برسول الله صل الله عليه وآله حتى ها لمرحلة في عمر السنتين و ثلاث سنوات وبعض المؤرخين يقول كان أيضا إذا أحتاج إلى اللبن من غير ثدي أمه كان يسقيه من اللبن الموجود ويطعمه ويغذيه صلوات الله عليهما إلى أن صار أكبر من ذلك أخذه إليه وضمه عنده لأنه أحدق بقريش سنوات قحط وجذب وطاقت الأمور بالناس ولا سيما بأبي طالب حيث كان أبو طالب كما ذكرنا في مناسبات أخر لم يكن ثريا كان رئيسا كان شخصية عظيمة ولكنه كان إلى الفقر أقرب منه إلى الغنى ولذلك قالوا ما ساد قريش فقيرا قط إلا أبو طالب عندها بعد أن كبر قليلا وصارت سنوات الجذب والقحط جاء رسول الله صل الله عليه وآله إلى العباس عمه أبن عبد المطلب وقال له يا أبا الفضل أنت تعلم حال الناس يعني من القحط ومن الجذب وهذا أخوك أبو طالب تضيق به الأمور وهو كثير العيال إلى ذلك فلو أخذنا بعض أولاده وكفلناهم وصاروا عندنا خففنا على أبي طالب سيردها أبو طالب فيما بعد عندما يفدي أبن أخيه رسول الله صل الله عليه وآله ويحمي رسالة بعد البعثة فقالوا لأبي طالب قيل أنه قال لهم أبو طالب أتركوا لي عقيل وخذوا من شئتم فأخذ العباس جعفر ابن أبي طالب وأخذ رسول الله علي أبن أبي طالب عليه السلام ضمه إلى منزله أصبح طول الوقت معه وعنده وتربى على يديه إلى أن صارت بعثة رسول الله صل الله عليه وآله وهو يتحدث أمير المؤمنين عليه السلام فيقول ولقد سمعت رنة الشيطان عندما بعث رسول الله صل الله عليه وآله فقلت يا رسول الله يا رسول الله ما هذا قال هذه رنة الشيطان وقد يأس أن يعبد من دون الله أما أنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى ولكنك لست بنبي ولكن وصيا وإلى خير بعث النبي المصطفى محمد وكان أول من تلقى منه الرسالة و الإيمان علي ابن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه وهو القائل أنا الصديق الأكبر وأنا الفاروق الأعظم لا يقولها بعدي أحد إلا كان كاذبا آمنت قبل الناس وصليت مع رسول الله قبل الناس سبع سنين ولم يجمع بيت في الإسلام غيري وغير رسول الله وغير خديجة هؤلاء الثلاثة المثلث كان هو الإسلام كله أنا الصديق إذا جاء أحد وسرق هذا اللقب ماذا أصنع به ؟ أنا الصديق الأكبر أنا الفاروق الأعظم الذي أفرق بين الحق و بين الباطل وأفصل بين الجنة والناري وأقسمهما لا يقول ذلك أحد غيري معتقدا أنه هو إلا كان كاذبا فكان أول القوم إسلاما وأقدمهم إيمانا وأحوطهم على الإسلام وأقومهم بدين الله عز وجل هنا لابد أن أخذ بين قوسين أتباع الاتجاه الأموي في هذه المنقبة التي لا تعدلها منقبة اشتغلوا على قضيتين القضية الأولى : وضعوا تقسيمات قالوا أول من آمن برسول الله من الرجال فلان ومن الناس فلان ومن الصغار فلان ومن السودان فلان ومن الحمران فلان ومن المعوقين فلان هذا الغرض منه تضيع هذه المنقبة تستطيع أن تفعل ائة قسم من الأقسام أول من آمن من الشيوخ أول من آمن من الكهول أوا من آمن من الشباب أول من آمن من الصغار أول من آمن من النساء أول من آمن من العرب أول من آمن من العجم أول من آمن من الترك وعلى هذا المعدل عشرات ومئات الأقسام ضيعت هنا المنقبة أنا أول القوم إسلاما على الإطلاق آمنت قبل الناس صليت مع رسول الله سبع سنين وغيري يرتطم في الشرك ويعبد الأصنام فهذا سواه أحد أتباع الخط الأموي الأمر الثاني : جاءوا وأرادوا أن يفسدوها من جهة أخرى قالوا نعم صحيح علي ابن أبي طالب كان أسلم لكن علي ابن أبي طالب صغيرا غير مكلف إذا غير مكلف يعني إسلامه غير مضبوط إنما يتكلف الإنسان ويؤمن ويكفر إذا أصبح رجلا بالغ أو رجل كهل كبير وعلي ابن أبي طالب كان صغير السن كلمتان قالها علمائنا الكلمة الأولى هل دعاه رسول الله إلى الإسلام أو لا؟ نعم دعاه وهو يعلم أن الإسلام والإيمان لا يتماشى منه فالنبي غلطان في هذه الحالة إذا النبي دعاه وهو يعلم أن الإسلام مشروط بأن يكون هذا بالغا فقد تكلف النبي ما لا شغل له به أنت تعمل شغله ليس لك هذه الشغله دعاءه وهو يعلم أنه إذا قبل الإسلام يقبل إسلامه أو لا إذا لم يقبل إسلامه هذا عبث أن يدعوا شخصا وهو يعلم لا يقبل إسلامه إذا يقبل أسلامه فأنت لماذا يقبل رسول الله وأنت لا تقبل بذلك أمير المؤمنين علي عليه السلام قبل الإسلام وهذا كله تجوز وإلا متى أمير المؤمنين ما كان مسلما غيره الذي عبد غيره الذي سجد للأصنام غيره الذي يحتاج إلى تصحيح عقائده ولكن علي ابن أبي طالب عليه السلام لم يفارق الأيمان أنما أعلنها فعلي ابن أبي طالب لما دعاه النبي وأظهر أسلامه يدري أو لا يدري أن هذا مقبول إذا ما يدري هذه مشكله إذا يدري لا باس فلماذا يفتخر فيما بعد أنا أول من أسلم وصليت قبل الناس بسبع سنين ولم يعترض أحد عليه كان بإمكان المخالفين إليه يا علي أنك صحيح تقول ولكن أنت آمنت وأنت طفلا لا يقبل أسلامه لم يقم أحد لكي يعترض على الإمام في ذلك أكثر من ذلك وهو صغير لزم هؤلاء رسول الله صل الله عليه وآله وهذا عجيب علي ابن أبي طالب لما آمن برسول الله في حدود العاشرة من عمره وكان يشكل حماية لرسول الله لماذا لأنه كفار قريش قالوا نقسم الشغله نهدد النبي من جهة ونحكي مع أبي طالب من جهة ونجعل هؤلاء الأطفال الهمج يركضون وراء محمد ويرمون عليه الحجارة ويؤذونه وإلى أخره علي ابن أبي طالب لزم هؤلاء الواحد الذي يرمي حجارة على النبي يحمل تلك الحجارة ويذبها في مكان ثاني وإذا لم يفيد ذلك كان يأخذ من أذنه ويقص حتى سمي بالقضم يقضم هذان وبعدها لم يكن أحد من هؤلاء السفهاء صغار كبار يجرؤ على أن يأتي بأذى إلى رسول الله لماذا ؟ خايف من ذلك القضم الذي كانوا يسمونه من ذلك العمر بدأ الكفاح والدفاع عن رسالة الإسلام والدفاع عن رسول الله صل الله عليه وآله وهكذا استمر رسول الله في الدعوة واستمر علي في الدفاع وكان يشارك النبي صل الله عليه وآله دعوته والدفاع عنه وعنها إلى أن صارت قضية الهجرة بعد 13 سنة من بعثة رسول الله الآن عمر النبي صل الله عليه وآله 53 سنة وعمر علي عليه السلام نحو 23 سنة هاجر رسول الله صل الله عليه وآله أوكل رحله وثقله ونسائه النبي تزوج وأنجب أنجب فاطمة في السنة الخامسة من بعد البعثة تزوج من خديجة ثم بعد ذلك توفت السيدة خديجة في السنة العاشرة للهجرة وتزوج سوده بنت زعمه بعدها وكان عنده رحلا وثقلا وعائلة أمر بالهجرة بعدما صارت مكة ليس له به ناصرا بعد وفاة أبي طالب وهذا الحديث في محله يقال يعني النبي خاطب من قبل الله عز وجل عبر جبرائيل يا محمد أخرج من مكة فلم يعد لك من بعدها من ناصر أبو طالب ذهب الدور الذي كان يمثله انتهى فأنت لابد لك أن تهاجر فأوكل أمر رحله وأمانته وودائعه وقضاياه إلى علي وهذه من أولى المهمات التي قام فيها عليا مقام رسول الله صل الله عليه وآله كان يؤدي دينه وينجز عداته ويوصل أمانته إلى أصحابها ثم ساق الرحال والضغائن باتجاه مكة المكرمة وكان علي راجلا و كانت النساء على الرواحل أول مواجه عسكرية بين الرسالة وبين قريش كانت تلك قريش كبر عليها أن يأتي عليا أبي طالب وأن يقول في وسط الكعبة أيها الناس أني راحل بعد ثلاث ثلاثة أيام أنا راحل من مكة من كان له دين أو أمانة أو عدته عند رسول الله إذا كان دين أوديه له أمانة أسددها عدة يعني وعده بشي أوصله إلك بعد ثلاثة أيام أنا ليس موجود وأنا راحل بعد ثلاثة أيام قريش كل كبريائها وقع في الأرض رجل واحد يقول لهم أنا طالع هؤلاء قريش الذين ركضوا وراء المهاجرين إلى الحبشة وأرادوا أن يقتلوهم وتتبعوا رسول الله صل الله عليه وآله في هجرته بعثتان إلى الحبشة حاولوا أن يقبضوا عليه الآن شخص واحد يقول أنا طالع بعد ثلاثة أيام وجهارا نهارا أي واحد عنده شيء يأتي يأخذ أنا رايح ذاك القوي الشجاع كان يهرب ليلا ومع ذلك يخاف على نفسه وعلى حياتي الآن هذا الرجل يأتي أمامهم عند الكعبة ويقول كذلك كبر عليهم الأمر يوم الذي أراد أن يخرج أرسلوا إليه عدد من عبيدهم ومن مقاتليهم أنه لا تجعلوه يخرج حتى يطر نحن لا نريده أن لا يخرج يخرج ولكن ليس بهذه الطريقة يخرج في نصف الليل أو الفجر نحن نغمض أعيننا وكأننا لا نعلم بالموضوع إما بهذه الطريقة لا جاء إليه بعض هؤلاء وكان فيهم فرسان من عبيدهم كبار وجاء إليه يا علي أرجع قال فأن لم أفعل قال نرجع بأكثر شعرك يعني شعرك نقصه قال أهلا وسهلا ذاك جاء وتقدم إليه لم يلتفت شيء لا هو ولا غيره وإذا بهم يروا أن رأسه أنشق نصفان هذه الضربة الآخرون عندما أرواها كانت هي الفاصلة قالوا الروح عزيزة الله معك أين ماتريد أن تذهب أذهب لا نراك ولا ترانا وجاء عليا عليه السلام ماشيا حافيا ماشيا على قدميه إلى أن وصل إلى المدينة المنورة وقد تفطرت قدماه بأبي وأمي رسول الله لم يدخل إلى داخل المدينة أقام في قباء طرف المدينة كلما يقولوا له أذهب يا رسول الله يقول لا حتى يأتي أبن عمي علي أبن أبي طالب إلى أن جاء علي عليه السلام ورأى رجليه هكذا مسح عليها بيده الكريمة فطابت من وقتها ومشى معه ومع رحله لكي يقول لناس أنا مشيتي مع علي ابن أبي طالب أنا لا أتقدمه مادام ذلك ممكن في طريق الفرار من القرشين لابد من التخفي لكن الآن وصلنا إلى مأمن في المدينة لكن إذا جاء عليا ندخل سويا وهذا هو الذي حصل زواجه : في المدينة المنورة في السنة الثانية للهجرة تزوج عليا عليه السلام من فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليه عمره في حدود 25 سنة في ذلك الوقت وعمرها عشر سنوات في قضية زواج أمير المؤمنين بفاطمة الزهراء وهي في هذا العمر حديث طويل لا نذهب فيه لكن نفس هذا التزويج كان منقبة لأنه تزويج رباني هذا ينقل ليس فقط في مصادرنا في مصادر الآخرين أنه في المدينة المنورة الخليفة الأول جاء إلى رسول الله صل الله عليه وآله فقال له في أمره يا رسول الله أنت تعلم مكاني ومقامي ووو إلى غير ذلك وأني جئت خاطب فاطمة ذلك الوقت عمر عشر سنوات كان يحصل فيه الزواج ضمن الأعراف في المجتمع العربي في ذلك الوقت كان الأمر طبيعيا جدا رسول الله صل الله عليه وآله قال له انتظروا فيها أمر الله رجع والتقى في الطريق بالخليفة الثاني فقال له هلكت وأهلكت قال وكيف ؟ فقص عليه القصة قال أنا أذهب وأخطب فاطمة من رسول الله تظنه يردني ؟ رجع إلى رسول الله صل الله عليه وآله قال أنت يارسول الله تعلم كذا وكذا فقال انتظروا أمر الله في ذلك فجاء إلى علي عليه السلام وكان يزرع فسيلا وقدماه قد استنقعت في الطين إلى نصف ساقه علي أبن أبي طالب رجلا أهل عمل أهل كفاح ليس إنسانا اتكالي ليس كسولا يتكل على غيره حتى لو لم يكن متزوج إلى الآن لكن والدته فاطمة بنت أسد كانت معه ولابد أن يرتب أمرها كذلك بعض أخوته يحتاجون إلى معونته فالرجل كان عاملا كان جادا في أمر الحياة لا يأخذها يشكلا هزليا أو ضاحك فجاء إليه وقد استنقعت قدماه الطين إلى الساق فقال يا علي لما لا تخطب فاطمة قال أفعل إن شاء الله هناك توقع أن يذهب ويخطب ويقول نفس الكلام الذي قاله إلى الغير رسول الله غسل قدماه وجاء إلى رسول الله وجلس خجلا التفت إليه رسول الله ما حاجتك يا علي قال ذكرت فاطمة يعني ذكرت فاطمة فذكرت لا ريب أن عليا يتطلع إلى الزواج بفاطمة ذكرت فاطمة فقط بهذا المقدار فقال أهلا وسهلا على الرحب والسعة كم عندك من المال لا بد من مهرا فقام رسول الله إلى فاطمة في داخل الدار وأشار إليها بما جاء به علي فقام من مقامه لأنه للمرأة البكر نصيبا في نفسها ولو أن لرسول الله الولاية برسالته وبأبويته لكن لابد يخبرها لكي يعلمنا أيضا فقال لها لقد ذكرك عليا فخجلت حياة المرأة العذراء العفيفة الطاهرة فقال الله أكبر صماتها رضاها ورجع إلى علي عليه السلام قال له ما عندك من المال قال معي درعي وناضحي وسيفي فقال أما درعك فلا نحتاج إليه أنت درعك هو بطولتك ما تحتاج إلى درع أذهب وبيعه بعضهم يقول الناضح باعه الناضح يعني ناقة يحمل عليها الماء وما شابه ذلك فباعهم أمير المؤمنين عليه السلام وتجهز أمر فاطمة عليها السلام وزفت إليه بزواج ونكاح ربانيا الله زوج فاطمة عليا وأخبر رسول الله بذلك أنتظر أمر الله فيها يعني ليس من صوبكم وإنما من صوب شخص أخر هو الذي يفترض أن يأتي إليها وهذا هو الفارق بين زواج علي عليه السلام بفاطمة وبين زواج آخرين ببعض بنات النبي بناءا على أنهن كن بناته كأم كلثوم ورقية حتى لو فرضنا أن هن بنات فهو زواج بشريا عاديا لكن هذا تزويج في السماء وأمرا ألهي رباني وكان نتيجة ذلك الزواج الميمون اقتران النبوة والإمامة وامتداد رسول الله وبقائه حيث قال صلوات الله عليه كل نبي ذرية من صلبه وذريتي من صلب علي ورحم فاطمة بنت محمد حروب رسول الله بدر أحد خي الأحزاب الخندق خيبر فتح مكة حنين كلها كانت شاهدة مواقع ثبتت فيها بصمات أمير المؤمنين عليه السلام برز الإيمان كله إلى الشرك كله في بعضها لا أعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه في بعضها جاء خيبر وما أدراك ما خيبر حيث قلع ذلك الباب الذي أراد جماعة أن يحركوه فيما بعد فما استطاعوا لذلك وهز حصنها وفتح الله على يديه واستطاع أن يكسر شوكة اليهود بل كان عندهم خبر ذلك عندما علموا أن هذا هو الذي يقول أنا الذي سمتني أمي حيدره قال أذا هلكتم ومانزل على اليهود هذا الذي أسمه حيدره هو الذي سوف يبد خضرئكم ويهزم جيوشكم فكانت هذه المعارك واحدة بعد الأخرى مواقع لتسجيل لأمير المؤمنين عليه السلام بصماته في نصر الإسلام إلى أن توفي رسول الله صل الله عليه وآله وبعد ذلك قلبوا لعليا ظهر المجن وأخذوا موضعا جعله الله عز وجل فيه لكن ماذا يصنع فوالله لاسالمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن الجور فيها إلا عليه خاصة امتثال والتماس لأجر الله وثوابه وزهدا في ما تنافستموه من حطام الدنيا أنا حفاظا على الإسلام والمسلمين هو غاية الأولى وهي غاية الآن فليكن الظلم علي وأعزل عن موقعي فليرتكب مني ما يرتكب إذا كان الإسلام باقيا لا يهمني في ذلك شيئا فكان دور الخلافة الأولى ودور الخلافة الثانية وعليا عليه السلام يسدد ويصوب ويعدل المعوج ويشير وكم من مرة قالوا لا أبقانا الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن ولولا عليا لهلك فلان وفلان وعلي عليه السلام المأمون على الأرض هو الذي يوجه من كان إماما فوق المنبر ويسدده ويبتعد به قدر الإمكان عن طريق الخطأ و الاشتباه وبمقدار ما أطاعوه وبمقدار ما أخذوا منه استطاعوا أن ينجوا من المزالق والمهالك وبمقدار ما ابتعدوا عنه ابتعدت الأمة أيضا عن هدي نبيها محمد صل الله عليه وآله يقول أمير المؤمنين عليه السلام فصبرت على طول المدة وشدة المحنة خمسة وعشرون سنة خمسة وعشرين سنة من وفاة رسول الله صل الله عليه وآله إلى أن جاءت الخلافة الظاهرية له ورى المسلمون كم ابتعدوا عن هذا الإمام العظيم عليه السلام حتى لقد وطاء الحسنان وشق عطفاي تقولون البيعة البيعة الآن بعد هذه المدة بعد هذه المعاناة بعد هذا الصبر الطويل لكن ما هم ذلك هؤلاء قوما وهبوا حياتهم لدين ولنصرت الإسلام حتى إذا جاءت الخلافة إليه الظاهرية كان إماما بعد وفاة رسول الله بالفعل وقبل ذلك بمئات السنين في علم الله عز وجل انتقضت عليه الأطراف فنكثت طائفة وقسطت أخرى ومرقى آخرون كأنهم لم يسمعوا قول الله تعالى "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا في فسادا والعاقبة للمتقين " بلى لقد سمعوها ووعوها ولكن حليت الدنيا في أعينهم وغرهم زخرفها وزبرجها فكان ذلك أن انتفضوا على أمير المؤمنين عليه السلام وهو القائل والله أني لا أعلم ما يصلحكم أعرف طبكم ودائكم ودوائكم ولكن والله لا أصلحكم بفساد نفسي أنتم لا تريدون الدواء الذي أنا أختاره لكم وأنا لا استطيع أن أعطيكم دواء هو الداء والمرض لا استطيع أن أسلك سبيل معاوية وسبيل سائر الحكام الظالمين والخاطئين خاض صلوات الله عليه ثلاثة حروب في فترة خمس سنوات خلفه في داخله حرقة وألم ألم لأنه حتى الذي يقتل من الطرف الأخر هو مسلم ضلل أناس ولو أهتدى إلى الطريق ما مات على الضلالة وعليا عليه السلام يرى نفسه أبا لهذه الأمة الم يقل رسول الله يا علي أنا وأنت أبواه هذه الأمة وهو يرى هؤلاء الناس يسيرون إلى نار جهنم بإغواء رؤسائهم وزعمائهم وقد بلغ الأمر في مداه في مظلومية أمير المؤمنين عليه السلام إلى إن وصل إلى أنه يضرب رأسه بذلك السيف المسموم في صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان هذا علي ابن أبي طالب المجاهد الأول المسلم الأول المؤمن الأول المقاتل الأول أقدم القوم إيمانا أسبقهم أسلاما أحوطهم على الإسلام هذا ينبغي أ يحفظ بأحداق العيون وأن يتسابق الناس إلى طاعته وإذا به في مثل هذه الليلة وقد اجتمع حوله أهل بيته يوصيهم بوصايا ويعهد إليهم بعهد إليه وذلك بعد أن جاء ذلك الطبيب هاني أبن أثير السكوني أكبر أطباء الكوفة نفخ عرقا من شاة ووضعه في مفرق رأس الإمام أمير المؤمنين ثم نفخ فظهر عليه بياض دماغ الإمام عليه السلام التفت إلى الحسن وعيناه تفيض من الدمع قال يا أبا محمد يا أمير المؤمنين اعهد عهدك فأن ضربة اللعين قد وصلت إلى أم الدماغ بدأ إمامنا يوصي بوصاياه أولاده أوصيكم وجميع ولدي ومن بلغه كتابي هذا بتقوى الله ربكم والا تبغى الدنيا وأن بغتكما قولا بالحق وأعملوا للأجر وكونوا لظالمين خصما وللمظلوم عونا الله الله في القرآن فأنه كتاب ربكم الله الله في الصلاة فأنها عمود دينكم الله الله في بيوت ربكم لا تخلون منكم الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم الله الله في الأيتام الا تغبون أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم الله الله في جيرانكم فأنهم وصية نبيكم مازال يوصينا بهم حتى ضننا انه سيورثهم
مرات العرض: 3850
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 136409.32 KB
تشغيل:

7 هكذا تكون شيعة لأمير المؤمنين
9 هم العدوّ .. هؤلاء ضد المرجعية الدينية