لماذا لم ينص القرآن على أسماء الأئمة المعصومين 17
التاريخ: 19/9/1443 هـ
تعريف:

لماذا لم ينص القرآن على أسماء الأئمة المعصومين؟

كتابة الفاضلة أمجاد عبد العال

تدقيق الفاضل أبي محمد العباد

المقدمة:

    قال سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله مخاطباً الحسين: " أنت إمام ابن إمام أخو امام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم" صلوات الله عليهم أجمعين.

    حديثنا - بإذن الله تعالى – سيكون بعنوان: لماذا لم ينص القرآن الكريم على أسماء الأئمة المعصومين؟

    هو سؤال عادة يطرح في سياق الجدل المذهبي لغير الباحث عن الحقيقة، وإنما يتصور أنه من خلاله يتم إحراج مذهب الإمامية، عندما يقال لهم هذا السؤال: إذا كانت الإمامة بهذا المستوى من العظمة، وبهذه الأهمية، فلماذا لم يذكرها القرآن الكريم؟! لماذا لم يذكر أسماء الأئمة بالتفصيل فيقطع النزاع بين المسلمين إلى الأبد؟!

    كان بالإمكان أن يقول: وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وهم علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين إلى آخر الأئمة... وتنتهي المشكلة، لماذا لم يصنع ذلك؟!

هذا هو أصل السؤال.

للإجابة على هذه السؤال ينبغي ملاحظة أمرين:

    أولاً: أن هذا السؤال ليس حديثاً، يعني لا يتصور أحد من المناكفين مذهبياً وأصحاب الجدل المذهبي أنه عثر على ما لم يعثر عليه غيره، واكتشف سؤالاً محرجاً لم ينتبه إليه الآخرون، وسيورط هذا المذهب في الإجابة عليه! لا. هذا السؤال عمره أكثر من 1200 سنة على أقل تقدير؛ لأنه طرح بنصه على الإمام الصادق عليه السلام، وأبو بصير يقول: ( يقول الناس هكذا ) إذا كانت الإمامة هكذا، فلماذا لم يسم علياً والحسن والحسين، وبدأ الإمام الصادق عليه السلام بالإجابة عليه.

    فلا تتصور - الخطاب لمن يُوجّه هذا السؤال – أنك اكتشفت أمراً خطيراً لم يسبقك به أحد وهو سؤال محرج! إن

 ما تم طرحه عمره أكثر من 1200 سنة، وجوابه أيضاً عمره أكثر من 1200 سنة، إذ نحن الآن في سنة 1443هـ، حيث كانت شهادة الامام الصادق عليه السلام في سنة 148هـ.

   ثانياً: نحن نعتقد أن الكثير ممن يتمسك بمثل هذا السؤال - ولاسيما في أثناء الجدليات المذهبية التي ليست الغاية منها الوصول إلى حقيقة – عندما تجيب على هذا السؤال، يقفز إلى السؤال الثاني، وعندما تكون في نصف الجواب  الثاني، يقفز إلى الثالث، وهذه ليست طريقة للبحث عن الحقائق، وإنما لإحراج الخصم فقط. 

ولكن لو فرضنا أن إنساناً فعلاً كان جاداً للسؤال بهذا المعنى: لماذا لم يسم القرآن الكريم أسماء الأئمة بشكل صريح وواضح؟ لينقطع بذلك النزاع، وتنتهي المشاكل، وتتوحد الأمة على إمامة أهل البيت.

الأجوبة على هذه التساؤل يكون على النحو التالي:

    الجواب الأول: أن الاعتقاد بأن مجيء شيء في القران الكريم، يحسم النزاع، هذا يعبر عن بساطة في التفكير وسذاجة، لماذا؟ لأن القران الكريم هو صحيح هو قطعي الصدور، وهذا هو كلام الله، ولكن الفهم له مختلف. وهذا الذي يُعبّر عنه في علم الأصول: ( بأن القران الكريم: قطعي الصدور، ظني الدلالة) بمعنى أنت كعالم تستفيد معنى، وذاك عالم آخر يستفيد منه معنىً آخر، ليس بالضرورة مطابق لما أنت استفدته.

    ولأضرب لك أمثلة: 

   هل هناك قضية أعظم من قضية صفات الله عز وجل وتوحيده في القرآن؟! 

   هل حُلّ موضوع خلافها بين المسلمين فيه؟ 

التوحيد رأس كل شيء.. صفات الله عز وجل.. ذات الله عز وجل.. فعل الله عز وجل.. كل ما يرتبط بالتوحيد، جاءت في القران الكريم؟ سؤال: هل أن الله سبحانه وتعالى له عين ورجل ويد ووجه أو لا؟ هل هو مثلنا؟ كما قال بعض المسلمين: أن الله خلق آدم على صورته، بمعنى أن الله شكله مثل بني شكل آدم، غاية الأمر بمقاييس استثنائية! له يد؛ لأنه يقول: (مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ)  فإذن له يدين!، وله وجه ( وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )  ، وله عيون ليست عين واحدة أو اثنتان (فَإنّكَ بِأعيُنِنَا)  وأمثال ذلك كثير، كقوله (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ)  بناء على تفسيرها بأنها رجل الله - كما هو عند المدرسة السلفية-

   هل فعلاً الله سبحانه وتعالى عنده هذه الأشياء؟! ماذا يعني: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)  إذا كان بهذا الشكل: عين ويد وفم ووجه ورجل صار مثله مليارات البشر، فهؤلاء عندهم مثل هذه الأشياء، إذاً ما معنى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) وهذه أمثاله! 

   خلق الله آدم على صورته - على تفسيرهم إياها - الله مثل آدم، وآدم مثل الله، كيف إذا (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) فهل وجود آيات القران الكريم أنهى النزاع بين المسلمين في الله عز وجل في أنه له مثل هذه الأشياء أو ليست له؟!

    أقل شيء أن هناك فريقين في المسلمين، فريق يقول: تثبت له هذه الأشياء، غاية الأمر بمقاييس أخرى. وفريق آخر: يقول لا، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) وهذه كلها تُحمل على معان من القدرة والقوة والبصيرة، إلى آخره.. ووجه الله يعني: سبيل الله وما قصد به الله عز وجل.

    إذن القرآن الكريم لم يحل النزاع بين المسلمين في مثل هذا الأمر منذ نزوله إلى يومنا هذا، وسيبقى كذلك.

    انظروا إلى التفاسير في المدرستين، ليس فقط الشيعة والسنة، فالمعتزلة من أهل السنة، بل الأشاعرة -  قسم منهم - وفي الطرف الآخر أهل الحديث أو من يطلق عليهم بالسلفية، في داخل المدرسة - مدرسة الخلفاء - هناك ثلاثة مقاييس لفهم هذه الكلمات والآيات.

   إذن في داخل المدرسة الواحدة لم تُحل المشكلة، فضلاً عن المدارس المتعددة بين الشيعة وبين المدارس الأخرى.

 هل أن الله تعالى يُرى أو ما يُرى في يوم القيامة؟ هل حُلّ موضوع الخلاف فيه بين المسلمين في القرآن؟

 القرآن يقول: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) ، وينقلون في الأحاديث: أنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته. فالرؤية عند قسم من المسلمين – ولا سيما أهل الحديث - ثابتة ومن ينكرها ينكر شيئاً مُسلّما في الدين! 

   قسم آخر من المسلمين - في داخل مدرسة الخلفاء وخارج هذه المدرسة – يقول الله تعالى: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ)  ، كما في القران الكريم أيضاً: (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا)  ولا يمكن رؤية الله عز وجل. 

   هذا القرآن بين أيدينا في أهم قضية من قضايا الإسلام بين الديانات: وهي قضية الله عز وجل. حيث أول شيء في الدين معرفة الله تعالى "أول الدين معرفته".

 إذن أين حُلت مشكلة التوحيد في القرآن فيما يتعلق بصفات الله ومسألة رؤية الله؟!

هل أن الله تعالى يفعل ما يريد خلاف العدل؟ هل حُلّ موضوع الخلاف فيه بين المسلمين في القرآن؟

    في عدل الله، هل أن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يدخل المؤمن نار جهنم خالداً فيها، ويدخل الكافر الفاسق إلى الجنة يسرح ويتمتع فيها أو لا؟ هذه مسالة خلافية بين المسلمين. الشيعة والمعتزلة وأشباههم من العدلية يقولون: لا يمكن هذا، لأن الله سبحانه وتعالى كتب على نفسه العدل. هناك قسم آخر يقول: لا.. الله على كل شيء قدير، ولا يسأل عما يفعل فأي شيء يريد أن يفعله يفعله ليس عنده مشكلة.

   هل هذا موجود في القرآن أو ليس موجود؟ إذا لم تكن المسائل التوحيدية في القرآن موجودة، فلماذا تطالب بأسماء الأئمة - وهي تقع في مرتبة متأخرة جداً - بعد التوحيد والنبوة والمعاد؟! 

    المشكلة أن هذه المسائل مذكورة، هل حلت المشكلة بين المسلمين؟ أو أن هناك كل يوم تخرج فئة وفي كل يوم تفسير وفي كل يوم رأي وفي كل يوم فهم، إذن المشكلة لم تحل.

هل كان ينطق من تلقاء نفسه أمور غير صحيحة أو لا؟ هل حُلّ موضوع الخلاف فيه بين المسلمين في القرآن؟

   نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله، هل كان ينطق من تلقاء نفسه أمور غير صحيحة أو لا؟ من ناحية (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)  ، من ناحية أخرى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ) ، هل هناك احتمال بأن يفعل النبي شيئاً كهذا حتى القرآن يتهدده؟! (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) .

    هل هناك إمكانية أن النبي يهجر؟! إذا كان النبي لا يهجر، ما معنى قول بعض المسلمين هذا المعنى، أو أنه غلبه المرض، أي تعبير تريد أن تعبر عنه. ثم (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى)، يعني ماذا؟ نفس هذا المعنى: هل هو فقط في التبليغ أو لا؟ - تحدثنا عن موضوع العصمة في الاستلام والتبليغ- حتى فيما يرتبط بالأمور الخارجية، بالتطبيقات، بالأمور الاجتماعية أيضاً هو لا ينطق عن الهوى، أو لا هل ممكن أن يخطئ في هذه الأمور؟! من المسلمين من ذهب إلى هذا، ومن المسلمين من ذهب إلى ذاك قديماً وحديثاً وسيبقى.

   إذن أين حل المشكلة القرآن في مثل هذه المسائل؟!  هذه قضية من أهم القضايا قضية النبي والنبوة والخطأ والصواب فيها - إذا لم يذكرها القرآن – لماذا تأتي وتبحث عن أسماء الأئمة - وإذا ذكرها – أين حلت هذه المشكلة؟!

كيف كان النبي في القرآن؟ هل هو (خُلُقٍ عَظِيمٍ) أم (عَبَسَ وَتَوَلَّى)؟ هل حُلّ في القرآن؟

   النبي صلى الله عليه وآله كان (خُلُقٍ عَظِيمٍ)  أو (عَبَسَ وَتَوَلَّى)  أيهما كان؟! هل كان النبي يمكن أن يصدر منه بعض الغضب، بعض الشدة في غير مكانها، حتى لو كان غير متعمداً، هل ممكن أن يلعن من لا يستحق اللعن، ويشتم من لا يستحق الشتم أو لا؟! إذا هو على (خُلُقٍ عَظِيمٍ) ليس ممكناً. أما إذا كان -كما ورد في روايات المدرسة الأخرى- صدر منه ويصدر منه شتم ولعن وضرب وغير ذلك!

  مرة أخرى.. هل تحدث القرآن في هذا الموضوع بشكل جازم وأنهى النزاع؟ إذا ما تحدث نعود لنفس الكلام لماذا تطالب القرآن بذكر أسماء الأئمة؟! إذا تحدث أين حل هذه المشكلة ليصبح الناس على قلب واحد، وعلى رأي واحد، وأمثال ذلك، إذن لا يوجد هذا الكلام.

من المقصود بأهل البيت في القرآن هل هن نساءه أم غيرهن؟ هل حسَمه القرآن؟

   قضية الإمامة (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) ، هل أن السياق القرآني حجة، فيصير زوجات النبي صلى الله عليه وآله هن المقصودات في الآية، أو أن السياق القرآني ليس بحجة، وإنما الحجة هو وجود التغيير في الضمير من التأنيث إلى التذكير، أيهما؟ حتى تخرج زوجات النبي صلى الله عليه وآله من الآية ويبقى هؤلاء؟ هل القرآن فصل في قضية من هم أهل البيت؟ لا لم يفصل. هل اتفق الناس على من هم أهل البيت؟ من هم المطهرون؟ أو بقي رأي ورأي آخر. 

هل تم معرفة المعنى الحقيقي لـِ (وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ) والاتفاق عليها بين المسلمين؟  

(وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ) ، ما المقصود بـ (وأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ)؟ هل هو نوع من أنواع المجاملة والتعظيم المعنوي؟ أو لا لإثبات منزلة تامة بحيث تغدو أعظم مناقب أمير المؤمنين لولا النبوة. سنأتي إن شاء الله في ليالي شهادة الإمام على مناقبه صلوات الله عليه، هل أن مثل هذه الآية أعظم المناقب بلا استثناء أو لا؟ هذا في القرآن مذكور.

     هل انحلت المشكلة؟! هل اتفق الناس على معناها؟ هل المدارس الإسلامية انطباعها واستفادتها من هذه الآية استفادة واحدة؟! حتى تقول لو أن القرآن الكريم ذكر الأسماء لانحلت المشاكل، ولآمن الناس كلهم. 

    هذه بساطة في التفكير، أهم منها من القضايا، قضايا التوحيد والنبوة، والآيات فيها بالمئات، ومع ذلك ما فصلت الموضوع وما أنهته. تأتي في هذا الموضوع الشائك وتريد تنهيه!

   لا أقل في موضوع الله عز وجل لا تدخل فيه الأمور الشخصية، أما إذا كان هذا لنا وذاك لكم، هنا ستتدخل بنو هاشم ومخالفوهم، يريدها هؤلاء المخالفون جاهزة بتلك الأسماء المعلومة، تعالوا واحصدوهم واحداً وراء الآخر. 

هل فعلاً لو ذكر اسم الأئمة في القرآن ستتغير الأمور؟

     أحياناً حتى بعض من شيعة أهل البيت يتلقف هذا السؤال ببراءة، أنه صحيح لو كان هناك بيان بهذا الشكل ممكن كانت كثير من الأمور ستتغير، لا.. لا تتغير؛ لأنها لم تتغير في قضية التوحيد ولا في النبوة ولا في غيرها من الأحكام، حتى الأحكام الفقهية. آية الوضوء، ألم تكن أمام أعين الناس؟! كيف افترقت فرقة من الأمة على وضوء بشكل خاص، وفرقة أخرى على وضوء بشكل مغاير، القرآن لم يتعرض إلى الوضوء؟ إذا تعرض كيف انقسم الناس إلى قسمين فيه؟ لماذا لم ينهي الموضوع والقضية؟! وعلى هذا فقس... وخذ بقية القضايا. 

   فإذن قضية أن القران لو ذكر الأسماء لانتهى الموضوع، هذا كلام لا حقيقة له ولا أصل له. هذا أولاً. 

   ثانياً: ما أجاب به الإمام الصادق عليه السلام - كما قلنا - في السؤال الذي سأله إياه أبو بصير - الرواية في كتاب الكافي بسند معتبر- عن الآية المباركة: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ )  من هم  هؤلاء أولي الأمر؟ فقال: "نزلت في علي والحسن والحسين عليهم السلام" قال: أبو بصير، فقلت له: إن الناس يقولون - تعبير الناس في الروايات عادة يشير إلى المدرسة الأخرى-  فما له لم يسم علياً وأهل بيته في كتاب الله عز وجل؟" فقال عليه السلام: قولوا لهم - هذا فقط جواب موجه لهم- إن رسول الله صلى الله عليه وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثاً ولا أربعاً"

حاجة المسلمين لبيان ما جاء به القرآن من رسول الله صلى الله عليه وآله:

    هل تجد في كل القرآن – أكثر من 6,000 آية- أن صلاة الصبح ركعتان وصلاة المغرب ثلاث، والظهرين كذا؟ كلا. لماذا لم تحدد في القرآن فهي لا تكلف شيء، أقيموا الصلاة وصلاة الصبح ركعتان، وصلاة المغرب ثلاث، والباقي أربع هكذا تختصر آية في سطر واحد "ولم يسم لهم ثلاثاً ولا أربعاً" فقام رسول الله صلى الله عليه وآله بتفسير ذلك لهم.

    كذلك نزلت عليه الزكاة، ولم يسم له من كل أربعين درهماً.. درهماً واحداً أصلاً لم يقل فيما تجب الزكاة؟ - عندنا الإمامية - تجب في النقدين: الذهب والفضة، وفي الأنعام الثلاث: الإبل والغنم والبقر، وفي الغلات الأربع: الحنطة والشعير والتمر والزبيب. بقية فرق المسلمين تختلف في الأعداد هذه.

    أنت تلاحظ أن الزكاة مقترنة بالصلاة في القرآن ، (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ )  وتجد معها (وَآتُوا الزَّكَاةَ)  حتى العناوين الرئيسية ليست مذكورة، فضلاً عن التفاصيل: في الغنم كذا، في الابل كذا، في النقدين كذا وكذا.

    كذلك فرض الحج فلم يقل لهم طوفوا أسبوعاً حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر لهم ذلك، قال: (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ )  يعني مرة وحدة تكفي، (ليطوفوا) يتحقق بمرة واحدة، يأتي النبي صلى الله عليه وآله ويعمل على إمضاء سُنّة جده عبد المطلب، وعبد المطلب أخذها من إبراهيم الخليل عليه السلام في أن الطواف لا بد أن يكون سبعة أشواط، لا غير لا أكثر ولا أقل، وأن يكون البيت على شمالك، هذه من أين أتت؟ القرآن لم يحضر حزمة العبادات كلها.

     وأما الاعتكاف فحدث ولا حرج، لو قال أحد: الاعتكاف موجود في القران، نقول: لا يوجد إلا ( وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)  لكن كيف (عاكفون)؟ صبح أم ظهر أم ليل أم طوال الوقت.. أستطيع الخروج أو لا أستطيع؟ ماذا أفعل أصلاً وأنا معتكف هناك؟ لايوجد في القرآن تفصيل ذلك، لابد أن يُعرّف رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك ويبينه.

   حينما نزلت (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هم علي والحسن والحسين، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقال: أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي، فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما على الحوض فأعطاني ذلك، وقال: لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، وقال: إنهم لن يخرجوكم من هدى ولن يدخلوكم في باب ضلال، فلو سكت رسول الله لادعاها فلان وفلان لكنه بيّنها. مثل ما بيّن الحج، بيّن الزكاة، بيّن الصلاة، بيّن الصوم، بيّن الوضوء، بيّن كل شيء، "خذوا عني مناسككم" علمهم، توضأ أمامهم وقال لهم: هكذا الوضوء. لو أن - التفت إلى هذا المعنى - القرآن الكريم في كل قضية جاء بتفاصيلها، لأنعدمت أغلب الحاجة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، ما فائدة السنة ذاك الوقت؟ ماذا نصنع بالسنة؟ إذا كان كل شيء مبيّن في القرآن. ماذا نصنع في آية: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)  ، لا نحتاج للسنة فالقرآن كل شيء واضح فيه، لماذا نأتي ونستجدي من الرسول؟! 

    الذي يقول هذا وأمثاله لا بد أن يكون في القرآن الكريم، هو ينفي من غير أن يدري، وقد يدري، ينفي الحاجة إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله، ويرجع فكرة: حسبنا كتاب الله. يرجع أن النبي مجرد مجتهد من المجتهدين، يرجع أنه لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله في زماني أو كنت في زمان رسول الله  صلى الله عليه وآله لأخذ بالكثير من قول: وهل الدين إلا الرأي الحسن.

    لكن مذهب أهل البيت عليهم السلام، يقول: الله أنزل في القران ما أنزل، وعلمه رسول الله بالتفصيل، لم يأتي به من عند نفسه فعندما بيّن الزكاة والصلاة والحج وغير ذلك، فهذا مما أوحاه الله إليه، مما علمه الله إياه، وعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله علياً في ألف باب ينفتح له من كل باب ألف باب، وعلمه علي أبناءه المعصومين من آل محمد صلوات الله عليهم.

   ما الفرق بين أن يأتي شيء من القرآن الكريم وأن يأتي من رسول الله صلى الله عليه وآله من الناحية القانونية، من الناحية الحجية، من ناحية وجوب الأخذ به؟ لا فرق بينهما أبداً، سوى فروق لا تؤثر، هذا في لفظه معجز، وكلام رسول الله صلى الله عليه وآله - ولو كان في أعلى درجات الفصاحة والبلاغة، (وأنا أفصح من نطق بالضاد )- إلا أنه لم يجعل بصف إعجاز القرآن الكريم. غيره لو أراد أن يتكلم، لا يستطيع أن يتكلم ككلام رسول الله صلى الله عليه وآله، فقد أوتي جوامع الكلم، لكن القرآن الكريم فيه صفة الإعجاز التامة المؤبدة كل الخلائق، وكلام رسول الله صلى الله عليه وآله حجة تامة - خصوصاً على رأي بعض هؤلاء- سبحان الله أحياناً الإنسان يتحير من حجم التناقض الذي تبتلى به بعض المدارس، بعض المدارس الإسلامية، تقول بهذا النص: أن السنة حاكمة على القرآن، مفسرة لها، مقيدة لها، مخصصة لها، موسعة لها، موضحة لها، فإذا كان هكذا! فلماذا تطلب من المحكوم في رأيك أن يبين ولا تقبل من الحاكم أن يبين؟! لماذا تقول لازم يأتي في القرآن، والقرآن في رأيك السنة حاكمة عليه، هذه السنة مبينة، هذه السنة موضحة، هذه السنة مصرحة، ما المعنى هنا توقفت هذه السنة، وقلت: لا، لازم إلا القرآن الكريم! فهذا أيضاً أمر من الأمور التي أجاب بها الإمام الصادق عليه السلام على هذا السؤال.

بشارات الأنبياء والرسل بالنبي وأهل بيته في الكتب السماوية:

   نبينا صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرون، هؤلاء تم التبشير بهم ما قبل الرسالة الإسلامية، من الأنبياء ما بشروا به وبأهل بيته. حديث –عندنا- في المناظرة المشهورة التي كانت بين الإمام الرضا عليه السلام في زمان المأمون، حيث انعقد مؤتمر إسلامي ودعي إليه رئيس الصابئة، ورئيس اليهود (عين الجالوت - راس الجالوت)  والجاثليق (رأس الكنيسة النصرانية) ورأس المجوس (الزرادشتية) وفلاسفة وحكماء، وكذا، والإمام الرضا عليه السلام يجيبهم على الأسئلة. فوصل الكلام إلى التبشير بالنبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته في الكتب السماوية. فقال بعضهم: وهل ذكر ذلك؟ قال: بلى، توجهوا إلى رأس الجاثليق - كما يقولون – أو رأس الكاثوليك، قال له الإمام الرضا: هل تحفظ السفر الثالث من الإنجيل؟ قال: ما أحفظني له – أي سهل- مثل الآن كثير من المشايخ والعلماء يحفظون القرآن حتى من المؤمنين، قال الإمام الرضا: اقرأ معي من الآية كذا في السفر الثالث، فإن رأيت أنه ذكر النبي وأهل بيته فصدقني، وإلا فقل غير ذلك.  فأخذ الإمام الرضا عليه السلام يقرأ من ظهر قلب ما جاء في ذلك السفر- في الإنجيل - وهذا يتابع معه في حفظه، ويقر بذلك، ويصدق قوله، حتى قال بعض النصارى الموجودين في ذلك المكان: ما رأينا قراءة أعذب للإنجيل من هذه القراءة. هذا مذكور هو صلوات الله عليه - أي النبي وأهل بيته - في مثل هذا وقد نقل هذا متعددون.

   من أقدم المصادر التي نقلت ما جاء في الإنجيل: الشيخ النعماني -رحمه الله- متوفى حوالي سنة 400 هجرية، وهو من تلامذة شيخنا الصدوق رضوان الله تعالى عليهما. نقل في كتابه الغيبة، هذا النص يقول" في السفر الأول من الإنجيل في قصة نبي الله إسماعيل، يقول الله عز وجل أن الله عز وجل يخاطب إبراهيم، فيقول له: "قد أجبت دعاءك في إسماعيل"، أنت طلبت مني البركة له، "قد أجبت دعاءك في إسماعيل، وقد سمعتك، وباركته، وسأكثره جداً، وسيلد اثني عشر عظيماً، أجعلهم أئمة لشعب العظيم"، إشارة إلى النقباء الإثني عشر، الأئمة الإثني عشر، من أبناء إسماعيل، وهم من أحفاد رسول الله محمد صلوات الله عليهم.

مصادر أخرى حول ذكر أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل الكتاب:

    إذا أحد أراد أن يتتبع هذا الموضوع من علمائنا القدماء، من عصرنا، يعني: أسبق من عصرنا بقدر قليل، آية الله العظمى الشيخ محمد جواد البلاغي - رضوان الله تعالى عليه - أستاذ أعاظم مراجعنا أستاذ السيد الخوئي أستاذه المباشر والمؤثر عليه تأثيراً كبيراً في موضوع القرآن، وأستاذ السيد المرعشي، وقيل أيضاً أن السيد الطباطبائي تتلمذ عليه، وغير هؤلاء. هذا كان من ميزاته مع فقاهته العالية، تخصص في موضوع المناقشة مع أهل الكتاب، عنده تفسير مطبوع الآن(مواهب الرحمن)، وعنده عدد كبير من الكتب في النقاش الديني مع المسيحية واليهودية - الطلاب الذين في الخارج، جداً ينتفعون به- وهذا من ميزاته أنه قرأ التوراة والإنجيل بلغاتها القديمة، بالعبرانية والسريانية، وكان يتقنهما بالإضافة إلى الإنجليزية والعربية. فالنسخ القديمة المكتوبة بالسريانية - قبل العبرانية - قرأ بها الإنجيل والتوراة، وكان يبحث عن هذه النسخ في أي مكان وبأغلى الأثمان، وكان على أثر ذلك يترجم فقراتها، ويكتبها في كتب، عنده كتب متعددة، أنا تحدثت عنها في كتابنا (أعلام الإمامية)، وأشرت إلى هذا المعنى. 

   ومن المعاصرين، من هو على نفس الدرب، المحقق السيد سامي البدري، موجود الآن، وهو متخصص ويتقن هذه اللغات القديمة بمقدار التعرف على هذه الكتب، وله بحوث جميلة في ذكر أئمة أهل البيت عليهم السلام في هذه الكتب، وله موقع على الإنترنت، وكتب في هذا الباب، إذا أحد يريد أن يراجع ذلك. 

    فالكتب السماوية السابقة ذكرت هذه الأمور، أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله حدث ولا حرج في هذا الجانب، لذلك؛ هؤلاء يقولون نحن نريد آية من القرآن! نقول له: ما معنى وقفت في كل الأمور ما عندك مانع - في قضية الحديث عن رسول الله، والسنة عندك "كتاب الله وسنتي" في حديث الثقلين- ما معنى هنا توقف الأمر؟ لأنهم يعلمون أن عدد الأحاديث التي ذكرها رسول الله، فيها نص على المعصومين - من غير عد وحساب - بالفعل تشكل هم، يعني حرج على المدرسة الأخرى.

ماذا لو ذُكر اسم الأئمة في القرآن؟

    أنا ما أريد قوله أنه مثلاً لِمَ لم يذكر أسماء الأئمة في القرآن؛ للخشية من تحريف القرآن الكريم، هناك بعض من يذهب  إلى هذا، أنه لو فرضنا أن القرآن الكريم ذكر فيه مثل هذا الأمر بأسماؤهم، فالحاكمون المتسلطون ليس عندهم مانع أن يقتلوا الأئمة، وينحروهم، بالنسبة لهم عادي أن يقوموا بحذف آية أو يلملم هذه المصاحف التي موجود فيها الآيات، ثم يعمل نسخة واحدة، والكل يتوجب عليه أن يقرأ من هذا المصحف هذا. هذا يذهب إليه بعض الأشخاص. لكن أقول: نحن لا نحتاج إلى الذهاب إلى هذا الأمر، إذا ثبت شيء عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد ثبت عنه بما لا يعد كثرة في الوصية والتنصيب على الأئمة، مع ثبوته لا نحتاج إلى أن ننتظر آية من القرآن الكريم، إلا أن يصير الإنسان محط للاقتراحات، قالوا للنبي: اصعد إلى السماء قدامنا حتى نرى ذلك أو فجّر من الأرض ينبوعاً، أو خذنا في نصف نهار إلى رحلة الشتاء والصيف، ( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولً ) . أي شيء في خاطرك، يعني لازم الله يفعله هو على ما تشتهيه أنت؟! امتحانك هو: أن يعطيك هذا؛ ليعلم من يخافه بالغيب وممن يتبع الرسول وممن ينقلب على عقبيه، إذا النبي قال حكاية وما كانت في القرآن الكريم، هنا يتبين: من يتبع الرسول ومن ينقلب على عقبيه. (وإنّهَا لَكَبِيرَةً) ، إنها فعلاً  كبيرة الأمر.

   وأبيك، حتى لو قال نفسه: وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم، وهم: فلان وفلان وفلان، سيقال لك: المقصود من ذلك احترامهم، ألم يقولوا: "ألست أولى بالناس من أنفسهم، قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه"، ماذا قالوا؟ قالوا: هذا يريد فقط أن يقول له: يا حبيبي ويا نور عيني ليس أكثر! قالوا في حديث الثقلين: "تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وعترتي"، "كتاب الله وعترتي" بدلوها إلى: "أذكركم الله في أهل بيتي" يعني قال: ديروا بالكم على أهل بيتي، هؤلاء  مساكين، يحتاجون لهم كم فلس، ساعدوهم، وإلى آخره.. هو هذا بعد رأي العين! فهذا ما روي من رسول الله صلى الله عليه وآله.

نصوص مختصرة في النص على أئمة أهل البيت عليهم السلام:

   هناك رسالة مختصرة بعنوان نصوص مختصرة في النص على الأئمة الاثني عشر – حوال 30 صفحة -  للمرجع الديني المرحوم الميرزا جواد التبريزي، وإذا تريد أوسع من ذلك، هناك كتاب في رحاب العقيدة – حوالي 120 صفحة - للمرحوم المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم رضوان الله تعالى عليه، عنده باب في النصوص الثابتة عن رسول الله وعن المعصومين في قضية الإمامة. وإذا أردت أوسع من ذلك يوجد كتاب منتخب الأثر في النص على الأئمة الأثني عشر للمرحوم المرجع الديني الشيخ لطف الله الصافي - توفي حديثاً - تريد شيء أكثر من هذا، يوجد كتاب بعنوان كفاية الأثر للخزاز القمي، متوفى حوالي قبل 400 سنة هجرية، وهو من تلامذة الشيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه. من أصحاب النبي فقط يوجد27 صحابياً رووا أحاديث في النص على الأئمة المعصومين، ثم بعد ذلك عن الأئمة المعصومين ،كل ينص على الآخر بمقتضى: أن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وسيأتي الحديث إن شاء الله في ليال متأخرة عن هذا. 

هل ادعى أحدٌ أنه من أئمة أهل البيت غير المعصومين؟

    يبقى آخر شيء، وهو: أن الأئمة المعصومين عليهم السلام، هم الذين قالوا للناس: نحن أئمة أهل البيت، لم يقل أحد هذا غيرهم ، والذي ادعى افتضح بسرعة؛ حتى من داخل أهل البيت. مثلاً عبد الله الأفطح – ابن الإمام الصادق - تحرك قليلاً سئل كم سؤال وفشل. كذلك بالنسبة لِـ عبدالله بن الإمام موسى الكاظم، وأيضاً في زمان الإمام الجواد عندما جاء وتصدى أحدهم مع بعض الأسئلة انتهى أمره.

   الأئمة المعصومون الإثني عشر من أمير المؤمنين علي عليه السلام إلى الإمام العسكري، تصدوا وقالوا: نحن أئمة أهل البيت، نحن المعصومون، نحن لدينا علم رسول الله صلى الله عليه، نحن الذين نص علينا رسول الله، ولدينا كل ما تحتاجونه من علم بالشريعة، وتصدى الكل لامتحانهم تارة وللانتفاع بهم تارة أخرى، فلم يجدوا عندهم خطأ واحداً، ولا خللاً واحداً، وهذا بيناه في بحثنا عن علم أهل البيت وعن عصمتهم.

الامتحان الإلهي للناس (إِنَّا خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ):

   أصلاً أن لا ينص على ذلك بهذه السهولة - كما قيل - هو هذا جزء من الامتحان الإلهي. لو أردت أن تقول المسألة أسهل من هذا. لماذا الله لم ينص في القرآن على الأئمة وتنتهي المشكلة؟ طيب لماذا أيضاً لم يرمي إبليس في نار جهنم، وينعم الناس ويعطي كل واحد ما يريد ونعيش بخير وسلام، وانتهت القصة كما يقولون؟! لا، (إِنَّا خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ )  لازم تكابد، لازم تبتلى، لازم تطلع، لازم تقرأ، لازم تتثبت، فالجنة محفوفة بالمكاره، الجنة ليس لشخص يبحث عن الراحة، نقعد هكذا مرتاحين، والأمور كلها بيدنا ومسخرة ومسيرة، عقيدتنا ممتازة، دنيانا ممتازة، فلوسنا تأتي  إلينا، لا تعب ولا كذا، أين إذن هذه الدنيا التي حفت فيها الجنة بالمكاره والابتلاءات والامتحانات.

هذا من الابتلاء، هذا من الامتحان، لماذا الله سبحانه وتعالى يطلب منا الجلوس من الصبح، والله يعلم أننا نحن نحبه، ونعبده؟! فليجعل صلاة الصبح الساعة 8:00، لماذا يلزم الواحد منا أن يكابد ويعاني ويمتحن في عز النوم لابد له من الجلوس؟ وصوم شهر رمضان لفترة طويلة، نحن نحب الفقراء ونحب المساكين وعلى استعداد أن نخصص لهم من أموالنا، لكن بدل هالـ 16 ساعة والـ 17 ساعة، فلتكن من وجبة إلى وجبة، من الساعة الـ 8:00 الصباح إلى الظهر هذا صوم، واحنا نحب الله، والله سنشكر الله ونحمده، لا.. لازم تعاني: ألم الرأس ووجع الأطراف وبطنك يعني على قول أهل العراق (متخرع من هالمفاجأة)، ماذا دهاك طول هالمدة على غير العادة تعاقبني هالعقوبة! 

هذا هو جوهر الحياة، أننا تمتحن، تمتحن أولاً في التعرف عليهم، ثم تمتحن في التمسك بهم، طيب هذا الذي يسأل يقول: ما نص الله على هؤلاء في القرآن؟ هل نص على طغاة بني أمية الذي أنت تدافع عنهم؟!! نص في القرآن على يزيد وعلى معاوية وعلى عبد الملك! وقال: هؤلاء أنبياء! تدافع عنهم في كتبك وتتولاهم ولا ترضى إذا أحد تكلم عليهم! هل نص عليهم في القران؟! هل نص على بني العباس الذي يعتبرون عندك أمير المؤمنين؟! علماء كبار؟! عندما يأتي  الذهبي وغيره  في تاريخ هؤلاء، فسقة بعضهم، أصحاب مجون بعضهم، يقول: أمير المؤمنين فلان بن فلان الفلاني، هل أحضر نصاً من القرآن على  إمارته على المؤمنين ؟! لكن هو هذا الجزء من الامتحان، يفشل فيه من يفشل، وينجح فيه من ينجح. 

نسال الله أن يثبتنا على ولايتهم، وأن يرزقنا معرفتهم واتباعهم والاقتداء به. وهذا كما تلاحظ امتحان مخلص، لا تتصور، والحمد لله احنا في بيئة مؤمن شيعية تتبع أهل البيت، انتهى الامتحان، لا، إلى آخر ما تبقى عينك مفتوحة، هذا الامتحان قائم؛ لذلك يدعو الإنسان بالثبات، يدعو الإنسان بحسن الخاتمة. هناك بعض الامتحانات المتأخرة – لا سمح الله - قد تفسد المقدمات. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  ) سورة ص آية: 75

  ) سورة الرحمن آية 27

  ) سورة الطور آية : 48

  ) سورة القلم آية 42  

  ) سورة الشورى آية :11،

  ) سورة القيامة (22-23)

  ) سورة الأنعام آية 103

  ) سورة طه آية : 110

  ) سورة النجم آية (2-3)

  ) ورة الحاقة آية : 44

  ) سورة الحاقة آية (45-46)

  ) سورة القلم آية :4

  ) سورة عبس آية : 1

  ) سورة الأحزاب آية : 33

  ) سورة آل عمران آية: 61

  ) سورة النساء آية 59

  ) سورة البقرة آية :43

  ) نفس المصدر السابق

  ) سورة الحج آية : 29

  ) سورة البقرة آية : 187

  ) سورة الحشر آية : 7

  ) سورة الإسراء آية 93

  ) سورة البقرة آية :45

  ) سورة الإنسام آية : 2  


مرات العرض: 3493
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 57017.29 KB
تشغيل:

دور الأئمة في حفظ الدين والشريعة 16
طرق معرفة الامام المعصوم 18