أبو طالب والد الأئمة الاثني عشر 7
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 8/9/1443 هـ
تعريف:

 أبو طالب والد الائمة الاثني عشر


كتابة الفاضلة زهراء علي 


حديثنا بإذن الله تعالى بمناسبةِ ذكرى وفاة والد الائمة المعصومين جميعاً بطل الإسلام ابي طالب ابن عبدالمطلب، نتناول في هذه الليلة شيئاً من سيرتهِ وتاريخهِ عرفاناً بحقهِ وتقرّباً الى ابناءهِ الطاهرين والتماساً للأجر والثواب عند الله عز وجل، أبو طالب كنية غلبت على الاسم الأصلي لهذا الرجل، العادة ان الاسم بالنسبة للناس يكون أوضح من الكنية أبو فلان ام فلان، الغالب ان الاسم يكون أوضح واصرح واعرف من الكنية ولكن في بعض الحالات قد ينعكس الامر فتصبح الكنية اعرف من الاسم وهذا مثل ابي طالب، أبو طالب كنية من الكنى ليس اسم هذا الرجل وانما هي كنيته ولكن عُرِف بها واشتهرت هذه الكنية حتى صارت اعرف من الاسم ربما قسم من الناس لا يعرفون اسم ابي طالب الحقيقي او ينساهُ ولكنه يعرفهُ بكنيتهِ، اما اسمه فقد ذكروا انهُ يتردد بين اسمين البعض قال انه عمران ابن عبدالمطلب ابن هاشم هذا اسم والد امير المؤمنين سلام الله عليه، الاسم الاخر الذي يذكر ويثير عادةً سؤالاً هو انهُ عبد مناف وقد ورد في شعر منسوب الى عبدالمطلب والده انه يوصيه برسول الله صلى الله عليه واله بقوله اوصيك ياعبد مناف بعدي، فاذا اسمه عبد مناف بناءً على هذا الرأي الثاني، هنا ورد اشكال انهُ كيف يسمي عبدالمطلب ابنه بالعبودية لمناف ومناف احد اصنام قريش فأما ان يكون عبد المطلب ليس موحداً وانما كان كطريقة قومه القريشين وهذا طبعاً الاتجاه الاموي يرتاح له ،عبدالمطلب في رأيهم ليس موحداً وأبو طالب في رأيهم ايضاً ليس مؤمناً ووالد رسول الله صلى الله عليه واله ليس مؤمناً وهكذا، او ان يقال ان هناك جهةً في قضية التسمية بعبد مناف، اذا قلنا بأن اسم ابي طالب هو عمران فلا كلام واما اذا قلنا ان اسمهُ عبد مناف فماهو الجواب على مثل هؤلاء الذين يقولون ان هذا الاسم يشير الى عدم توحيد ابيه وهو عبد المطلب، الجواب على ذلك من عدة جهات الجهة الأولى ان اسم مناف لم يتمحضّ لصنم من الاصنام وانما سمي في فترة لاحقة والا اصل الاسم من الزيادة ناف ينوف نواف هذه كله تشير الى الزيادة والارتقاء في اللغة العربية ولم يتمحض هذا الاسم في انه ملك لصنم حسب التعبير، ولذلك والد جد النبي صلى الله عليه واله اخر شيء نقول ابن عبد مناف لاسيما في تلك الفترة والد جد النبي لم تكن الاصنام الى الجزيرة العربية وانما جاء بها كما هو المعروف بين المؤرخين رجل يقال له عمر ابن لحي رأها في خارج الجزيرة العربية فاستوردها الى مكة والحجاز وهنا كل قبيلة سمت صنمها باسمها الخاص الذي تراه هذه الأسماء ايضاً هي أسماء مؤقتة لم تكن دائماً بحيث انها لم تكن موجودة قبل زمان جد النبي صلى الله عليه واله على انه اسم لصنم وانما إشارة الى من يعطي الزيادة مثل خالق مثل رازق مثل هذا مناف بمعنى الزائد والمعطي كان هذا موجوداً، فهذا فد جواب، ان قُبِلَ هذا اكتفينا وان لم يقبل يجاب بجواب اخر ايضاً وهو ان الأسماء عند العرب في الغالب هي مرتجلة، يعني لا ينظر المسمى الى مطابقة المسمى للاسم ومطابقة الاسم للمسمى وانما يضع علامةً، أي مثل ما نضع علامة الاكس هذه الاكس ليس بالضرورة تعطي معنى ما تحتها كذلك الأسماء عند العرب وكذلك تجد عند العرب أسماء غريبة عجيبة قطعاً صاحبها لم يكن قاصداً منها نفس المعنى، يذكرون في هذا محاورة جرت بين شريك الأعور وبين معاوية ابن ابي سفيان، شريك ابن الأعور من أولياء امير المؤمنين عليه السلام دخل على معاوية، معاوية يريد ان يذله او يهينه وكان يظهر شريك غير جميل الوجه حسب هذه الرواية التاريخية، فقال له معاوية انك لدميم والجميل افضل من الدميم وان اسمك شريك وليس لله شريك واسم ابيك الأعور والصحيح خير من الأعور فأعطاها مثلثة حسب التعبير، شريك سريع البديهية وقوي البيان فقال له واما انت فمعاوية كلبة استعوت الكلاب حتى تلحقها تكرمون الكلب عندما يصير وقت السفاد ووقت لقاء الذكر بالأنثى تبدأ تتعاوى يعني يا أيها الكلاب تعالوا عندكم وليمة فتتعاوى وتلحقها الكلاب حتى تقضي منها وطرها هذا انت معاوية كلبة تستعوى الكلاب حتى تلحقها وان اباك لصخر وان اباك حرب والسلم خير من الحرب  وانكم بنُ صخر والصخر لا شيء فيه غير الخسارة فانت تلاحظ هنا ثلاث حسب التعبير هذه الأسماء لاشك ان من سماها بشريك لا يقصد هذا شريك لله وان جده عندما اباه الأعور ما كان يقصد منه الذم وان التهجم عليه وكذلك معاوية عندما ابوه سماه ما كان يقصد الكلبة والمنظر المعهود وكذلك بالنسبة الى حرب ويقولون بناء على ذلك الأسماء في التسميات في اللغة هي في الغالب مرتجلة، نعم الإسلام بعدين جاء وقال الاسم على الانسان فمن حق الابن على ابيه ان يلحظ معنى مناسب لهذا الاسم كأن يسميه باسم رسول الله محمد صلى الله عليه اله وسلم او اسم من أسماء اهل البيت او اسم لا يكون عليه مسبة او محل مسخرة واستهزاء في المجتمع والا ان هذا الامر في زمن العرب الأوائل ما كان ، كان هناك رجل طويل عريض كذا شخصية كان اسمة حنظلة اسمه لافيه حلاوة بالاسم ولا في المعنى وكذلك نخلة وغيرها، فيقولون هذه الأسماء عبارة عن إشارات أسماء مرتجلة فعندما يقولون عبد مناف فانه لا يقصد منه انه عبد لاحد الاصنام الموجودة في ذلك الوقت ونحن نقطع ان عبد المطلب الذي عرف عنه عند الجميع رفضه لعبادة الاصنام وانحيازه عن القريشين في أمور كثيرة وغيّر منها العديد من السنن كل ما كان يرتبط بالسنن الوثنية والتي تنتهي الى قضية الاصنام غيّرها عبدالمطلب ١١سُنّة من السنن في بعض الروايات وفي بعضها اكثر من ذلك سنها عبدالمطلب ورفض فيها ما كان يعمل القريشيون ومافيها من مضامين وثنية وقد اقر الإسلام السنن فيما بعد، السنن التي سنها عبدالمطلب فيما بعد جاء الإسلام واقرها مثل قضية تسبيع الطواف حول الكعبة وفي قضية الختان وفي تحريم الخمر وفي منع الزواج بالمحارم مجموع أشياء تذكر، فليس من المعقول ان يكون هذا الرجل الذي عرف عنه انه يرفض الاصنام عبادة وثقافة وانحاز عنها وكان يعبد الله على طريقة إبراهيم الخليل الحنفي الابراهيمية ويعتكف في شهر رمضان ويصوم فيما ورد في بعض الروايات لا يعقل ان يسمي احد ابناءه باسم صنم من الاصنام يسمي مثل عبدالله وهو والد الرسول واخ ابي طالب ثم يسمي احد ابناءه باسم صنم قاصد بانه عابد للصنم هذا غير معقول، على أي حال اشتهرت كنية ابي طالب اكثر من اشتهار اسمه واشتهرت شخصيته في زعامة قريش مع انه بحسب مؤهلاته تلك الأزمنة لا ينبغي ان يكون سيداً وزعيماً لانهم يقولون ما ساد قريش رجل فقير الا أبو طالب أبو طالب ما كان متمول كان حتى دون المتوسط بنو هاشم في الغالب كانوا يعملون في التجارة والبيع والشراء بحسب ان مصادر المعيشة في ذاك الوقت اما كانت غزوات أي قبيلة تغزو قبيلة أخرى تأخذ أموالها وبقية الغنائم وتصبح غنية، بنو هاشم ما كانوا يرتضون ذلك ابد فهذا باب من أبواب الرزق المتعارف في ذلك الوقت ما كانوا بنو هاشم يعملون به، بعض الاعمال مثل الزراعة مثل رعي الأغنام ما شابه ذلك لا تتيسر لكلهم اما الزراعة فخصوصاً مثل محيط مكة كان امرها صعب وكانت الزراعة اذا احد يريد ان يشتغل بها كان يذهب للطائف من حيث التربة وانبساطها وخصوبتها وجود الماء، في مكة لم تكن هناك زراعة، ربِ اني اسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع، فيبقى المصدر الذي ما في تلك المشاكل الأخلاقية كانت التجارة ولذلك كان منها شيء معروف يذهب لبلاد الشام والى غزة تحديداً ولذلك يسمونها غزة هاشم الى الان لما تسأل الذين يعرفون في بلاد الشام يقولون لك غزة هي غزة هاشم، جد النبي صلى الله عليه واله كان يذهب الى هناك ذهاباً ومجيئاً يودي بعض الأشياء من مكة مثل جلود وماشاه ذلك متوفرة هنا ويبيعها هناك ويأخذ من ذلك المكان أشياء أخرى ويبيعها هنا وهكذا كانت رحلاتهم ونفس الشيء كان عبد المطلب ايضاً وابناءه كذلك، بعضهم ما كان تتيسر له هذه الأمور وبعضهم تتيسر بعضهم حتى يتجاوز، عباس كان يعتبر من الأغنياء جداً والعباس كان يشتري ويبيع حسب التعبير بالعملة الرائجة يعني اذا ربا فلا مانع اذا قرض بزيادة فلا باس     لذا لما جاء رسول الله صلى الله عليه واله في خطبة الوداع قال واول ربا اضعه ربا عمي العباس، اذا احد مقروض لعمي بمئة فلا يرجعها مئة وعشرين يرجعها مئة هذه الزيادة ربوية وهي مرفوضة بس مع ذلك كان وضعه المادي قوي جداً وعنده مزارع يزرع فيها بعض عملته وفلاحيه في الطائف وكان عنده شراكات مع بعض كبار قريش، أبو طالب ما كان كذلك كان عنده تجارة بسيطة ولذلك كان غير غني بل كان الى الفقر اقرب يشهد لذلك ان عبدالمطلب والد ابي طالب والد العباس وباقي أولاده لما حضرته الوفاة وكانت السقاية والرفادة بيد عبدالمطلب سقاية ورفادة مثل وزارة الحج في هذه الأزمنة وفيها شيء إضافي وهي ان صاحب السقاية والرفادة ينفق في أمواله في جهتين في الاطعام والإسكان وهو الرفادة وفي توفير المياه وهي السقاية، كان ذاك الوقت زمزم موجود بس لا يكفي للحجيج وفي بعض الحالات كان زمزم يحتاج الى ما يشبه التحلية اليوم بالإضافة الى حاجتهم الى المياه من الابار الأخرى فلذلك صاحب السقاية والرفادة كان اولاً مطلوب منه ان يجهز الطعام للحجاج الذي لا يتمكنون يعني قادم للحج لكن ما عنده هذا رفادته واطعامه على صاحب الرفادة وبعضهم ايضاً لم يكن يمتلك المياه ونفس الكلام يجب جلب المياه اليهم كل هذه من يقوم بها؟ صاحب السقاية والرفادة والي هي منصب ديني مهم واجتماعي كان بيد عبد المطلب قالوا ان عبد المطلب اقرع بين ابناءه لان كل واحد يريد هذا المنصب فاقرع بين ابناءه من تكون له الرفادة والسقاية، فخرجت القرعة الى ابي طالب، ابي طالب ما عنده وطبعاً كان يريدها ويتشرف بها لكن المشكلة هي المشكلة المالية فأول سنة بعد وفاة والده صار قريب موسم الحج وهو ليس لديه المال فاقترض من أخيه العباس قالوا مبلغ خمسة عشرة الف درهم مبلغ كبير جدا اكمل موسم الحج وتولى الرفادة وسقى الناس واطعمهم والخ، صار بعد الحج العباس يقول له سدد لي، الى ان صار قريب موسم الحاج الثاني اتى ابي طالب كما قالوا لكي يقترض مرة أخرى من العباس، العباس يعلم ان أبا طالب ليس في إمكانه هذهِ المبالغ فقال له انا اقترح عليك هذا القرض الذي انتَ اخذته البالغ قدره ١٥الف درهم فقط حول لي الرفادة والسقاية وانا اتولاها بالكامل، أبو طالب على مضض احالها الى أخيه العباس لذلك لما تجي فيما بعد في قضية التفاضل القرآن يقول اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله، هذه مهمة زين ولكن فرق كبير بين هذا وبين ذاك الشاهد هذا يقولك من الشواهد وغيره ايضاً ان أبا طالب لم يكن صاحب مال ومع ذلك ساد قريش، هذا مثل ان تقول في تجمع المليونيرية واحد فقير بينهم صار رئيسهم، في كل مكان الرئيس هو من يمتلك ما يمتلكون ويفوقهم فالحوزة العلمية لازم يكون عالم ويتفوق على غيره في العلم، الفقير الذي ساد قريش وقريش هي مجتمع المال والثروة وبها يتفاضل القبائل والرجال سادهم فقير ليس لديه ما لديهم من الأموال وكانوا يخضعون له صلوات الله عليه كان شيخ البطحاء وسيد قريش مع انه لم يكن يمتلك ما يمتلكونه من المال ولكنه كان يمتلك تلك الشخصية القوية والتدبير الحسن والعقل الراجح ولذلك نصر رسول الله ص بما لم ينصره احد حتى اشجع الناس، أُثر عن رسول الله مراراً ما زال قريشاً انه قال مازالت قريش كاعةً عني حتى مات عمي ابي طالب فلما مات ارتكبت منه السيئ، كانت متراجعة عنه ما كانت تجرأ عليه مادام أبو طالب فلما مات تغيرت المعادلة ولذلك قال له ربه سبحانه وتعالى ان يهاجر اخرج من مكة فليس لك بها ناصر، عجيب مسلمون كانوا كثرة في ذلك الوقت في مقاييس ذلك الزمان، فليس لديك ناصر يؤدي ما كان يؤديه أبو طالب عليه السلام ، أبو طالب تاريخه مع رسول الله ليس من بعد الدعوة بل من كان عمر النبي ٨سنوات توفي جده عبدالمطلب وكان قد كفله جده فلما توفي أوصى به أبا طالب وقام أبو طالب بهذا الدور وضم النبي صلى الله عليه واله  الى بيت ابي طالب منذ صغره وكان تحت حماية عمه ابي طالب ورعاية زوجة عمهِ فاطمة بنت اسد سلام الله عليهم، في الفترة بقي رسول الله صلى الله عليه واله الى ان نزل عليه الوحي في ان يبدأ بتبليغ الرسالة، اول ما يلتفت أي انسان هو ان يلتفت الى اقاربهِ سواء اخوانه او اعمامه هؤلاء من يتوقع منهم ان ينصروه ويدافعوا عنه اما لعلقة القرابة او للإيمان بالرسالة، فجاء رسول الله اولاً الى عمهِ العباس، هل لأن العباس كانت له علاقات وثيقة مع كبار القرشيين وبالتالي من الممكن ان يلاحظوا في ابن أخيهِ علاقته معهم فلا يأذوه، أولا احتمال ان النبي صلى الله عليه واله  أراد ان يظهر فضل ابي طالب فيعرض الامر اولاً على بقية اعمامه الي محتمل ان ينصروه لكي لا يقولوا لو اتيت وتكلمت كان صرنا معك، قسم من الناس هكذا، فجاء النبي صلوات الله عليه لعمهِ العباس رجل متمول عنده أموال كثيرة فقال له ياعم ان الله سبحانه وتعالى قد أوحى الي وامر بتبليغ الوحي الى الناس ان ادعوهم الى عبادة الله وحده وان يتركوا عبادة الاصنام والاوثان فهل لك ان تعينيني على ذلك ، العباس وقف قليل فكر في استثماراته وشراكاته مع الاخرين فقال له ياابن اخي انتَ تعلم ما بيننا وبين قريش بين بني هاشم وقريش من المنافسة والعداء التاريخي هذا كله ونحن لم نقل هذا الكلام فلو قلنا له هذا الكلام لرمونا من قوس واحد ويحاربونا، اذاً ماذا نصنع قال الرأي ان تقرب الى عمك أبو طالب فانه لا يخذلك هذا الرجل التاجر الغني يعتصم بمن بذلك الفقير السيد، فقام رسول الله مع العباس الى أبو طالب اول ما دخلوا اثنينهم أبو طالب ذكي قال ان لكم لتظنة وخبرا، احدهم تاجر شغلة بالسوق وكل يوم يتابع مع البورصة جاي مع ابن أخيه الذي هو ليس في هذا الوادي اصلاً بل في وادي الايمان والاعتكاف وعبادة الله أي اكو فد خبر، قال له الرسول بلى ياعم فذكر له نفس ما ذكر لعمه العباس وقال له انا ذهبت لعمي العباس فقال هلم بنا الى عمك أبو طالب فنعرض عليه الموضوع فقال أعد علي ما قلت فأعاد عليه الرسول ان الله بعثني بشيرا ونذيرا وانا لكي انهى عن عبادة الاصنام وادعوا الناس الى عبادة الله وحده لا شريك له ونحن اتيناك لكي تشير الينا فقال ياابن اخي اظهر ثم اظهر ثم اظهر فانك الرفيع كعباً والاعلى حسباً ونسباً والله لا ينال منك منهم السنة حداد الا نالته منا اسنّةً حداد والله لتذل لك العرب كما تذل البهُم لحاضنها وقد اخبرني ابي عبدالمطلب وقد قرأ الكتب انه يبعث من صلبه نبي من الله عزوجل، موقف ولا أروع وقوة قلب ولا حدود لها، أي قول كلامك اطلع بلغ تكلم  اذا واحد يكلمك بلسانه نرد علي بالسيف لا ينالك منهم السنة حداد كلمة حادة أي الا نالتهم منا اسنة حداد سيوف حادة تواجهه بعدين انت   وبالفعل سبحان الله انتَ لو فتحت عينك على الدنيا اليوم لما رأيت الا مصاديق هذا الكلام كل المسلمين عربهم وعجمهم وتركهم ومن مختلف الجنسيات، الكل يريد ان يثبت انهُ اكثر خضوعاً للرسول اتباع مدرسة الخلفاء ماذا يقولون، يقولون نحن اكثر طاعة للرسول نحن اكثر محبة لرسول الله واكثر استناناً بسنة رسول الله نحن نتبع أوامر رسول الله وسنته، شيعة اهل البيت ماذا يقولون، يقولون لان رسول الله قال وعترتي اهل بيتي فنحن على هذه الجادة لم نختلف ولم نتخلف عنها، احاديث النبي علم النبي روايات النبي كلها عند اهل بيته ونحن انما نتبعهم لانهم ورثة علم رسول الله فنحن اكثر اتباعاً ونحن اكثر استناناً واكثر طاعة لرسول الله الكل يتنافس على انه اكثر طاعة لرسول الله ذليل امام رسول الله قابلاً بكلام رسول الله مؤتمراً بأوامره، لتذلنَّ لك العرب ذل البهم لحاضنها، الكل يتنافس على انه نحن أيها الناس اكثر طاعة لرسول الله ولقد اخبرنا عبدالمطلب يعني والده وكان يقرأ الكتب هذا مما يستفيد منه البعض في الاشارة الى ان عبدالمطلب كان له نحو وصاية فهو من الاوصياء بمرتبة من المراتب بل عندنا رواية في ذلك عن الامام الصادق عليه السلام ، يسأله السائل هل الرسول كان محجوجاً بعبدالمطلب فقال له لا لكن كان عنده الوصايا وكان عنده الكتب ولم تخلوا الأرض من حجة لله عز وجل نبي او وصي قد انا اعرفه او لا لكن هو موجود هذا بحث وصاية عبدالمطلب وابي طالب بحث اخر لكن هنا يقول  ولقد كان يقرأ الكتب  وقال انه يبعث من صلبه نبي من الله عز وجل وهذا النبي نبينا محمد صلوات الله عليه وبدأ مشوار الحماية والعناية والدفاع بعد مشوار الايمان به حقيقة من مفارقات الزمان أبو طالب له نحو أربعة الاف بيت شعر وكان من الشعراء المجيدين والمكثرين وهذا قلَّ ان يجتمع في شاعر، بعض الشعراء مجيد شعره فخم وقوي ولكن قليل وبعض الشعراء مكثر عنده قصائد كثيرة جداً ولكن ليس كل شعره قوي ومتين ووزين أبو طالب يوصف عند الادباء بانه كان مكثراً ومجيداً في هذا الشعر تجد فيه مختلف فنون الاعراب عن الايمان برسول الله او الله وعن الموقف مع رسول الله صلوات الله عليه الذي يريد بس يرجع الى أي كتاب من الكتب التي كتبت في هذا الباب، تشرفنا بكتابة كتيب انهما ناصران أبو طالب وخديجة عليهم السلام فيه عدد من الأشعار الواضحة والصريحة في ايمان أبو طالب، " ودعوتني وعلمت انك ناصحي ولقد صدقت وكنت ثم امينا ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دين وامثال ذلك كثير" ومواقفه التي تعرب عن قوة دفاعهِ عن رسول الله كذبتم يخاطب قريش،" كذبتم وبيت الله ينخذل محمد لا كذبتم وبيت الله يبزى محمد ولما نطاعن دونه ونناضل ونسلمه حتى نصرّع دونه ونذهل عن ابناءنا والحلال"، أي مادامت سيوفنا بيدنا سنقاتل وندافع عنه ونذهل عن ابناءنا ونساءنا في سبيل الدفاع عنه ولذلك كان رسول الله صلوات الله عليه حتى لا تنسى ذاكرة المسلمين جهاد ابي طالب يستنشد شعراً ويطلب ان يذكر، في غزوة بدر المعروفة وهي الغزوة الفاصلة عند المسلمين اول معركة واعظم معركة كان فيها اما ينكسر المسلمون او ان ينتصروا بعد ما برز الهاشميون لا بل المطلبيون امام الامويين يعني كأنما عاد التاريخ مرة أخرى ،عتبة ابن ربيعة شيبة ابن ربيعة الوليد ابن عتبة امريين ثلاثة ابرز اليهم رسول الله ص حمزة ابن عبدالمطلب عمة علي ابن ابي طالب الن عمه عبيدة ابن الحارث ابن عبدالمطلب ايضاً ابن عمه فهم مطلبيون جميعاً في مقابل أولئك الامويين، عليٌ اجهز على خصمهِ بضربة واحدة وحمزة عالج خصمهِ ايضاً حتى قتل وساعده امير المؤمنين وعبيدة تبادل الضربة مع خصمه فاقتطعت ساق عبيدة وضل ينزف، ذاك انقتل وهذا ايضاً قطعت رجله انتهى الامر الى ان اصبح شهيداً فيما بعد فحمل وهو ينزف الى خيمة رسول الله صلوات الله عليه فلما راي النبي ذلك حمزة من صوب علي من صوب عبيدة من صوب قال من ينشدنا شعر ابي طالب النبي يعرفه ولكن لم يكن ينشد شعر رسول الله صلى الله عليه واله وما ينبغي له، فقال احدهم كأنك تقصد وابيض يستسقي الغمامَ بوجههِ ثمال اليتامى عصمة للارامل قال هذا شعر ابي طالب لكن لست إياه اريد الموقف يقتضي شعر اخر فقام احد الهاشميين تقصد قول" كذبتم وبيت الله يغزى محمد ولما نطاعن ندونه ونناضل" قال بلى إياه اردت، نسأل هنا احسن من هذا الشعر اكو آيات قرانيه في حث الجهاد والمجاهدين في ذلك الوقت نزلت الآيات المباركات، وفي كلام النبي ايضاً وكلام النبي افصح من كلام ابي طالب بلا شك لماذا النبي يترك آيات القران المناسبة، فضل الله المجاهدين على القاعدين اجراً عظيما ولينصرن الله من ينصره  وامثال ذلك ايضاً هو يستطيع ان يتكلم النبي وقد اوتي جوامع الكلم لكن هنا لازم يجي يحضر أبو طالب ذكر أبو طالب يعني أيها المسلمون لاتتصوروا ان الإسلام قام هنا قام عندما كان  أبو طالب يقاتل وحده ويقاوم وحده امام مجتمع كامل وهو مجتمع قريش، ذات مرة خرج النبي صلى الله عليه واله أيام ما كان في مكة قبل هجرته ليطوف حول البيت ويصلي في فناء البيت وجد جماعة من كفار قريش، أبو جهل وامية ابن خلف وامثالهم وابوسفيان وغيرهم فجاء النبي في شأنه وطاف وصلى بدأوا حسب التعبير يتحرشون بالنبي فقال بعضهم كيف مر محمد ولم يسلم هل هناك من يقوم اليه ويسخر منه، عبدالله ابن الزبعرى قال انا هذا نفسه الذي استشهد في شعرهِ يزيد ابن معاوية فيما بعد" لعبت هاشم في الملك فما خبر جاء ولا وحي نزل" فقالوا له ماذا تصنع فقال اخذ سل البعير شلون مشيمة الغنم يعني اوساخ واضعه على ظهرهُ إهانة له، قام فعلاً ووضعه على ظهر النبي، النبي خلص صلاته وجاء الى ابي طالب فرأه هكذا فقال له من فعل ذلك بك ياابن اخي قال له قريش عند المسجد الحرام وقص عليه الحادثة فغضب ابي طالب فقال يافتيان بني هاشم قوموا وليأخذ كل رجل منكم بحديدة ويضعها تحت ثيابه، أتوا يهمّون لما كفار قريش رأوا أبو طالب اتى بهمة فأرادوا ان ينسلوا، فقال ان قام احدكم جلدته بالسيف مكانكم لا احد يتحرك فجلسوا حائرين ما الذي سيصنع بيهم فامر احد فتيان بني هاشم قال اخذ السلى ومرره على سبالهم وعلى رؤوسهم بخرهم وطيبهم واحد واحد طيب، وهم قاعدين كأن على رؤوسهم الطير وهو يقول ان قام احدكم جللته بسيفي هذا كان درس للقريشين اذا واحد منهم يكلم رسول الله بكلمة نابية بفعل شائن ترا هذا مصيره ولذلك صاروا بعدين يتفاوضوا ويا رسول الله خلي يسكت ليس بأصنامنا ليس كذا نعطي عمار ابن الوليد هذا ولد جيد جميل اخذه الك ، كان ذلك درساً الى الأخير، وهكذا كان في سائر الموارد أبو طالب ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه واله مازالت قريش كاعة عني حتى مات أبو طالب فلما مات أبو طالب جاءه النداء من الله عز وجل اخرج من مكة فليس لك بها ناصر بعد ابي طالب، حمزة ذاك الوقت اسد الأسود اسلم، علي ابن ابي طالب قالع الباب اسلم، يقول لا احد يحميك كما يحميك أبو طالب ماكو هؤلاء في مكانهم لكن كحماية ابي طالب الذي هيبته الاجتماعية تفرض على الجميع ان يسكت عنه، أبو طالب في هذه المرتبة ولعله لذلك فان فاطمة عليها السلام عندما خاطبت علي ما قالت يا أبا الحسن ولا ياعلي وانما قالت ياابن ابي طالب "اشتملت شملة الجنين قعدت حجرة الضنين" بعدما ذهبت الى المسجد وحرمت من ارثها وغصب منها ما اورثها رسول الله صلى الله عليه واله تقول خرجت راغمة وعدت كاظمة الان رجعت الى الامام عليه السلام تريد تتكلم معه لا تقول له ياعلي نحن عندما تصير معنا مصيبة نقول ياعلي يا أبا الحسن لكن فاطمة لا تقول هذا الكلام في هذا الموقف بل تقول يا ابن ابي طالب يعني تذكر مواقف ابيك مع ابي رسول الله صلى الله عليه واله شعندج يا فاطمة من شكوى قالت ياابن ابي طالب "اشتملت شملة الجنين قعدت حجرة الضنين نقضت قادمة الاجدل خانك ريش الأعزل هذا ابن ابي فلان يبتزني نحلة ابي وبليغة ابني فاض بها الألم بابي وامي" ثم قالت ويلاه في كل شارق ويلاه في كل غارب.....

 

مرات العرض: 3421
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 57989.21 KB
تشغيل:

مصادر العلم عند أهل البيت 6
من صفات أئمة أهل البيت العصمة 8