الإمام عند أهل البيت وفي مدرسة الخلفاء 4
التاريخ: 5/9/1443 هـ
تعريف:

4/الإمام عند أهل البيت وفي مدرسة الخلفاء

كتابة الأخت الفاضلة تراتيل

من أقول سيدنا ومولانا زين العابدين عليه السلام : (( اللهم إنك أيدت دينك في كل أوان بإمام أقمته علما لعبادك ومنارا في بلادك بعد أن وصلت حبله بحبلك، وجعلته الذريعة إلى رضوانك، وافترضت طاعته، وحذرت معصيته، وأمرت بامتثال أوامره، والانتهاء عند نهيه، وألا يتقدمه متقدم، ولا يتأخر عنه متأخر، فهو عصمة اللائذين، وكهف المؤمنين، وعروة المتمسكين، و بهاء العالمين. اللهم فأوزع لوليك شكر ما أنعمت به عليه، وأوزعنا مثله فيه، وآته من لدنك سلطانا نصيرا، وافتح له فتحا يسيرا، وأعنه بركنك الأعز )) 1   صدق مولانا زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه 

حديثنا بإذن الله تعالى يتناول موضوع الامام في مذهب اهل البيت عليهم السلام والامام في مدرسة الخلفاء , ماهي مواصفاته وكيف يتم نصبه وماهي مهماته .

افتتحنا الحديث بدعاء للإمام السجاد عليه السلام  وانه يدعى به في عرفه بلغنا الله واياكم حج بيته الحرام , نسجل ان الدعاء في منظومة اهل البيت عليهم السلام هو جزء من المدرسة الفكرية وليس مجرد كلمات يراد بها تحزين النفس والتذكير في الاخرة فقط ولو كانت مهمة وعظيمة ولكن مع ذلك فان ادعية المعصومين عليهم السلام هي جزء من معارفهم التي أرادوا اخبار الناس وتثقيفهم بها فعندما نقرأ دعاء الجوشن الكبير في ليالي رمضان فأننا نفتح قلوبنا على مدرسة عاليه بها صفاته واسماءه ونرى انفسنا امام اول الدين الذي هو معرفة الله مع انه دعاء لكنه دعاء به معارف الله عز وجل نحو الف اسم من أسماء الله وصفاته مما لا يتوفر في أي دعاء اخر 

أئمة اهل البيت عليهم السلام جعلوا الدعاء احد منافذ التثقيف والتوعية والتعريف بالدين عقائدا واحكاما وهذا حديث مفصل ممكن الاستشهاد فيه بكثير من الادعية 

النقطة الأخرى ان الامام زين العابدين عليه السلام في هذا الدعاء الذي يحتوي على التوحيد وعطف فيه على النبوة وصفات رسول الله و جهادة ثلث بالحديث عن قضية الامامة وان الامامة الإلهية لم تنقطع في أي وقت من الأوقات من المجتمع البشري (( اللهم إنك أيدت دينك في كل أوان بإمام)) وهذا معناه ما سبق ان ذكرناه في ليلة مضت في نقلنا لاحاديثهم انه منذ قبض ادم الى قيام الساعة لا تخلو الأرض من حجة اما ان يكون نبيا او يكون وصيا و هذه الفقرة تشير الى هذا المعنى 

ويقول ((بعد أن وصلت حبله بحبلك )) أي انه ليس أي امام  و ليس أي رجل و ليست مواصفاته مواصفات عادية وانما يحتاج ان يتصل حبله بحبلك حتى يكون مؤهلا ومرشحا للإمامة وهذا ما سنذكره حول رؤية الامامية لقضية الامامة وتنصيبها 

بعد ذلك نقول ان الناظر الى نظريتي الامامة ومواصفات الامام وكيفيات تنصيبه في المسلمين يجد ان هناك فروق كثيرة بين الامامة عند اتباع مدرسة اهل البيت وبين الامامة عند مدرسة الخلفاء , باختصار الامامة في مدرسة الخلفاء غير مدرسة اهل البيت ( ع ) ليس فيها جانب رباني وانما عمل بشري , انظر كيف ينتخب امام جماعة لمسجد و بنفس الطريقة ينتخب امام للمسلمين جميعا 

1- يحرم معصيته             2- ويجب طاعته             3- والخروج عليه غير سائغ

ليس هناك جهة الهية فيه تعيّنه و تحدّده وتنصبه وانما هو امر بشري , أولا هذا الامام في رأي مدرسه الخلفاء ليس بالضرورة ان يكون 

اعلم الناس ولا احكم ولا اعدل الناس و لا افضل الناس اخلاقا بل يكتفى منه بان يكون قادرا على تدبير الأمور الدنيوية للمجتمع مثلا قيادة الجيوش للمجتمع المسلم وإقامة الحدود  فانه اذا يستطيعها فانه يكون اماما ويدير الاقتصاد و قيادة الأمور , يكون اماما عنده دولة وعنده مجتمع و يقوم على ذلك المجتمع بما يناسبه ويكون ملتزما بالكتاب والسنة ولا يوجد بعد ذلك اشتراطا فهو لو عصى الله سبحانه وتعالى بل لو ارتكب كبيرة من الكبائر فان هذا لا يؤثر على امامته بشيء فلا يجوز لك ان تنزع يدا من طاعة و لا يجوز ان تطالب بتغيره ولا يجوز لك ان تنهض ضده او تخرج عليه حتى وان كان في القوم من هو افضل منه بعشرات المرات ومئات المرات علما وعبادة وزهدا وغير ذلك 

المختصر المفيد ان تتصور امام جماعة مسجد ما هي المواصفات المطلوبة فيه هذا نفسه ممكن ان يكون اماما لامة رسول الله بما فيه علماءهم وكبرائهم وصلحائهم واتقياهم هذا هو امامهم ولو حصل كما قلنا انه خالف الشرع حتى الى درجة ارتكاب الكبائر فان هذا لا يغير موقعه في الامة 

اذا تريد ترجمة دقيقة الى قضية الخلفاء انظر الى التاريخ الإسلامي من بعد وفاة رسول الله الى زمان الدولة الاموية والعباسية فان ما حصل هو التطبيق الطبيعي والمصداق العادي للإمامة في نظر مدرسة الخلفاء و هذا ليس مبالغة فالذي حصل مثلا في زمان بني امية او بني العباس اومن بعده فانهم يقولون ان الامام هو انسان مسلم يؤمن بالكتاب والسنة و  يقود الجيوش ويسرح الغزوات ويقاوم الأعداء و يقيم الحدود بالرغم من انه قد يكون مخالف للشرع في بعض سلوكياته وهم يقرون بهذا 

الحجاج ومن ولاه وغيرهم هم يعترفون بان عندهم أخطاء وكبائر لكن لا يرون بان امامته تسقط على اثر فعل من هذه الأفعال 

ولذلك عندما ينقل بالذات في بعض الحكام الامويين بان بعضهم يشرب الخمر , والخمر ليس موضع اجتهاد حتى نقول نشاكك في حرمته ونقول انه حرام او غير حرام هو حرام ولكن مع ذلك هم يرون بان هذا الخمر لا يجعل الامام اذا شربه منزوع الطاعة ويبررون ذلك بانه لو خرج الناس عليه سيلزم مفسدة اكبر و المجتمع ينحدر الى كذا وكذا والإمام يبقى امام الناس 

قبل فترة كنت انظر الى كيفيات شرب الخلفاء للمسكر فيقال ان  الخليفة الفلاني كان يشرب الخمر ولكن يجعل امامه ستار لكي لا يراه الخلق فيكون الامر بينه وبين الله خالقة , وقسم منهم يقال انه اشرك معه خاصة جلساءه مثلا خمسة او سبعة اشخاص من الوزراء المقربين او المغنيين فانه لا مانع لو رأو الخليفة بل لو شاركوه في الشرب والسكر وبعضهم قال ان بعض الخلفاء لا مانع عنده ان يُنْظر اليه وهو يشرب اكثر من هؤلاء كل هذا وهو لا يزال امام المسلمين أيضا لان هذا لا يلغي امامته , نعم الأفضل ان يلتزم بعدم الشرب لكن لو فعلها لا تؤثر في امامته 

اشترطوا أيضا ان يكون الامام من قريش فالرأي المشهور عند المسلمين باستثناء الخوارج لان النبي قال الائمة من قريش لكن الخوارج عندما جاؤا قالوا ما هذا الشرط ؟! فالاسلام الذي ليس عنده فضل لعربي على عجمي فانه لن يفرق في موضوع الحكم بينهم فقد يكون غير القرشي افضل في كفاءته من القرشي , هذا الاشكال وارد 

ماذا سيفعلون الان في الاحاديث القائلة بان الائمة من قريش والخلفاء من بعدي من قريش , الجواب الصحيح هنا هو جواب الامامية وهو ان هذه ليست مكافئة لقريش بما هي , فماذا صنعت قريش لتتميز ؟ وهي التي دون سائر القبائل لم تنزل السلاح عن رسول الله الا بعد فتح مكة , كانت عشر سنوات حروب طاحنه مع رسول الله صلى الله عليه وآله , هذه قريش التي تتحدث عنها الزهراء عليها السلام حين تقول:" وانتم في رفاهية من العيش   ، وادعون فاكهون آمنون، تتربصون بنا الدوائر، وتتوكّفون الأخبار، وتنكصون عند النزال، وتفرّون من القتال" قريش  هذه هل يجب على النبي ان يأتي يعطيها مكافاة ؟ هذه  التي لا تلقي السلاح الا بعد ان أصبحت عاجزة , تامرت على رسول الله حتى مع اليهود فهل هذه تستحق المكافاة بان الائمة منها ؟ هذا شيء معقول هذا الكلام !! طبعا هذا كلام لا معقول ولا يستقيم 

اذن ما معناه ؟ معناه هو ما ذهبت اليه الامامية ان المهدي عجل الله فرجه هو من قريش ومن ولد فاطمة ومن ولد الحسين عليه السلام فلابد ان يكون من قريش والحسين هاشمي فالامام المهدي هاشمي قرشي عربي وكذلك باقي الائمة , هذا ليس فخر لقريش 

فعندما نقول النبي عربي فهل هذا مفخرة للعرب بان يكونوا افضل من غيرهم ؟ عربي بمجرد انه عربي ؟ لا طبعا , فالنبي عربي باعتبار تسلسله يسمى عنوان مشير مثل لو كان عندك صديق من إسطنبول تقول ان لدي صديق تركي وكذلك لو كان عندك صديق من كراتشي فانك تقول عندي صديق باكستاني وهكذا 

هذا ليس الغرض من العنوان الأكبر بل الأصغر , بل قريش التي منها فاطمة والتي منها الحسين ومنها سائر الائمة فاشترط بعضهم ان يكون قرشيا والبعض الاخر اشكل عليهم بهذا الاشكال  وهو لا معنى له ان يكون له ميزه خاصة لان قريش لم تصنع شيء تستحق به ميزة , امير المؤمنين عليه السلام  يقول:" اللهم اني استعديك على قريش" أي يارب أعني على قريش و كن نصيري ضد قريش لانهم  منعوني حقي وابعدوني عن امر كنت أولى به من غيري , فهل هؤلاء يكافئهم الله وهم اذوه وطاردوه وحاولوا ان يقتلوه , مادام عمل هؤلاء هكذا فهل يعطيهم الخلافة والولاية والامامة , اذن مدرسة الخلفاء ترى الامامة بهذه الصفات 

اما كيفية التنصيب فهو تنصيب بشري فهم يرون ان تنصيب الامام ليس له جانب غيبي الهي وانما هو امر بشري فالناس يحتاجون الى قائد وامام فيختارون بأحد الطرق التي تمت في زمان المسلمين وهذا يبين ان ما حدث في العصر الإسلامي هو التطبيق العملي لذلك يقولون انه تنعقد بيعة امام المسلمين ببيعة اهل العقد والربط فلنفترض ان بالمدينة عشرة وجوه وشخصيات اذا انتخبوا واحد منهم او من غيرهم فانه يكون امام على الامه الإسلامية حتى لو فيه مليون شخص , بل حتى لو انتخبه واحد من اهل الحل والعقد فانه يكون اماما وهذا حصل فعليا حيث ان الخليفة الثاني قال للخليفة الأول : " ابسط يدك ابايعك " فبسط يده فبايعه فاصبحت بيعته لازمه , وقال العباس بن عبدالمطلب لعلي بن ابي طالب  : " يا أبا الحسن ابسط يدك ابايعك فيقول الناس ان عم رسول الله بايع ابن عمه فاصبحت بيعته لازمه" أي ان واحد يكفي لتتم البيعة فيصبح ذلك الشخص اماما على كل الناس ولا حق لاحد ان يعارض او يرفض فضلا عن ان يخرج عليه 

بل حتى السيطرة على الأمور تكون بالقوة والغلبة النص هكذا كما ينقل في كتبهم ومنهم من قال انه ينصب الامام والخليفة ولو بالغلبة والسيف بمعنى انه متى ما خرج فرد على الناس بالسيف والقوة فهو الامام والخليفة ويجب على الامه حينئذ طاعته وهذا فعلا حصل ولذلك اتباع مدرسة الخلفاء وقعوا في ورطة في فترة  عبدالله ابن الزبير ومروان ابن الحكم - بعدما هلك يزيد  بعد قتله للحسين و بعد حصول ثورة المختار ثم قتل المختار- صفت الأمور بين ابن الزبير في مكة وما والاها وبين مروان ابن الحكم على الشام وما والاها , الان من هو الامام على المسلمين ؟ الامامية تقول ان الامامة ليست لهذا ولا لذاك لان الامامة هي منصب سماوي وهي لزين العابدين عليه السلام 

عند مدرسة الخلفاء اصبح هناك خلاف فجماعة بايعت الزبير وجماعة بايعت مروان وهذا عنده اهل حل وعقد وذاك أيضا عنده اهل حل وعقد وهذا عنده سيف وذاك عنده سيف , فقال بعضهم ننتظر الى يوم الجمعة من يغلب صاحبه فهو الخليفة بغض النظر عن مستواهم العلمي او هل هم على الحق ام لا و هل هم مستقيمين ام لا 

فصار الامر هكذا صارت نزاعات في داخل العوائل ومن ينتصر يكون دينياً هو الامام وهو الخليفة وعلى الناس طاعته ويحرم مخالفته 

الامام و مواصفاته عند مدرسة اهل البيت عليهم السلام 

ورد في الدعاء السابق (( بعد ان وصلت حبله بحبلك ))  أي ان الجعل هو جعل إلهي, تماما كيف ان الله ينصب انبياءه ورسله انطلاقا من قاعدة اللطف الإلهية حيث يجب على الله ان يرسل الرسل وان ينصب الائمة فالله كتب على نفسه الرحمة وكتب الله على نفسه العدل فاصبح العدل على الله واجبا بجعل الله عز وجل فتستطيع ان تقول : انت كتبت في قانونك العدل, اما قوله( من جاء بالحسنة فله عشرة امثالها) هذا تفضل , ولكن مثله هو العدل . لو لا سمح الله حُكِمْتَ بغير هذا تستطيع ان تقول يارب هذا خلاف عدلك خلاف ما كتبته على نفسك  

وأيضا كتب على نفسه الحكمة في الأمور وكتب على نفسه اللطف بعبادة ولذلك من كونه كذلك فانه بعث الأنبياء , لم يأتي احد واقترح على الله ان يأتي بالأنبياء للأمم , ولم يكن هناك تصويت فالله هو الذي كتب على نفسه الرحمة وهو من يصنع لهم ما يقربهم من طاعته ويبعدهم عن معصيته لطفا بهم ورحمة  و من رحمته بالعباد ارسل لهم انباءه ومن رحمته انه واتر رسله حتى يأخذوهم الى رحمته حتى يبعدوهم عن معصية ورد عن الامام الصادق عليه السلام انه لما قبض ادم عليه ا لسلام كان وصيه شيث ولما قضي كان وصية سام ولما قبض إبراهيم كان وصيه إسماعيل وهكذا الى ان قبض سيد الأنبياء وخاتمهم محمد صلى الله عليه واله وكان وصيه علي امير المؤمنين وهذه ميزة الاوصياء 

"اللهم انك قد ايدت دينك في كل أوان بإمام جعلته حجة " وهذه عليها الأدلة الكثيرة التي لا تحصى كثرة وسبق ان نبهنا انه ليس النبي من عين الاوصياء ونصبهم والائمة , النبي بلغ ما اوحي اليه من ربه فالله انتخبهم من سالف الازل وقد اخبر بسابق علمه وكانت مسؤولية النبي ان يبلغ ويبين وكذلك مسؤولية الائمة فهذا اول شيء من صفات الامام انه تنصيب ِإلهي فعلي عليه السلام مثلا بمنزلة هارون من موسى سيد الاوصياء 

وهكذا اختلفت المقاييس بين المدرستين  بينهم فارق كبير بل هما موضوعان مختلفان أصلا فالإمام عند مدرسة اهل البيت لا ينطق الا عن الله عز وجل بعكس ما هو في مدرسة الخلفاء 

مواصفات الامام عندنا في رواية بسند معتبر ينقلها الشيخ الصدوق في كتبه الخصال , عيون اخبار الرضا . الراوي يقول : انا جئت المسجد فسمعتهم يتكلمون في الامام والإمامة - فكانت اراء المتواجدين مختلفة- فنقلت الى الامام أبا الحسن الرضا عالم آل محمد عليه السلام ذلك  - الامام الرضا سماه ابوه بعالم آل محمد ومن يتتبع حجم المعرفة التي بقيت عن الامام الرضا ونوعيه مواضيعها يذعن في ذلك – فقال الامام الرضا : "ويحهم وما يدريهم من الامام وما هي منزلة الامام" 

نحن نتحدث عن شخصية عملاق وهم يتحدثون عن قزم , هم يتحدثون عن امام دنيوي يصيب مره و يخطئ مرات يلتزم مرة وينكث مرات ونحن نتكلم عن امامة بمواصفات النبي صلى الله عليه وآله لو استثنيت النبوة 

فقال بما مضمونه ان للإمام علامات يكون اعلم الناس - لماذا ؟ أجاب في مكان اخر فقال: ان الله اعدل من ان يفترض على الناس طاعة امام ثم لا يكون عنده كل ما يحتاجون اليه و احكم الناس واتقى الناس و احلم الناس واشجع الناس واسخى الناس  - وبهذه المواصفات لا يمكن ان يكون احد في زمانه مساوي له فضلا عن أن يكون هناك من هو اعلى منه باي صفة من الصفات في زمانه لا في العلم ولا في السخاء ولا في الشجاعة وغيرها  فهذا نقص و امام الناس لا يمكن ان يكون ناقصا لذا فكرة ان النبي لا يقرأ ولا يكتب هي فكرة خاطئة فرسول الله هو اكمل الخلق وليس لديه نقص في أي جانب 

علي ابن ابي طالب عند كل الناس انه اشجع واقوى الناس لان الوضع كان يقتضي ذلك ولو كان الامام الرضا مكان الامام علي لكان مثله , وأيضا لو كان الامام الباقر مكان الأمام الحسين عليه السلام في كربلاء لكان نفس المواصفات من الشجاعة والقوة والاقدام 

هناك صفات تشير الى جوانب غيبية و تشير الى ارتباط فمثلا الامام يولد مختونا و يكون مطهرا – طبعا هناك قسم ممن الناس يكون هكذا لكن الامام دائما هكذا مما يختصه من بين الناس بالله عز وجل ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه فهذه الصفة ذكرت للنبي الاكرم في كتب مدرسة الخلفاء , ويكون أولى بالناس منهم بأنفسهم كما جاء في كلام النبي في يوم الغدير في حق امير المؤمنين عليهما الصلاة والسلام  و كل الائمة كذلك 

( والامام اشفق عليك من امك وابيك  ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ التوبة:128 نتوجه في مجلسنا المبارك الى امامنا و ولي امرنا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف أيها الرؤوف الرحيم يامن هو اشفق علينا من اباءنا غير سوء حالنا بمقامك عند الله عز وجل 

لا فرق بين مقام الامام العسكري والامام الصادق ولا بين الامام الكاظم و الامام علي وهكذا سائر الائمة فلقد اعلى الله مقاماتهم وامرنا باتباعهم وطاعتهم وجعل طاعتهم كطاعة رسوله ونحمد الله ان اكرمنا بطاعتهم و بالانقياد اليهم 

قدروا قيمة اتباعكم لائمة الهدى عليهم السلام هي نعمة لا يوجد بعد الاعتقاد بالله ورسوله شيء اثمن منها , نسال الله ان يثبتنا على ذلك 

ائمتنا عليهم السلام واحدهم كالحسين عليه السلام ابوه الإمام المرتضى علم الهدى وصي رسول الله والصنو والصهر و جده رسول الله قال فيه الكثير من اقواله :" انه سيد شباب اهل الجنة"  أي انه سادة الصالحين من الخلائق لو استثنينا النبي الاكرم وعلي عليهما السلام 

اهل الجنة هم الصالحون

إمامُ الهُدى سِبطُ النُّبوةِ والدُ الأئمةِ

ربُّ النُّهى مولىً لهُ الأمرُ


إمامٌ أبوهُ المُرتضى عَلَمُ الهُدى

وصيُّ رسولِ اللهِ والصِّنوُ والصِّهرُ


إمامٌ بكتْهُ الإنسُ والجِنُّ والسَّما

ووحشُ الفَلا والطيرُ والبَرُّ والبحرُ


لهُ القُبةُ البيضاءُ بالطَّفِّ لم تزلْ

تطوفُ بها طوعاً ملائكةٌ غُرُّ


وفيهِ رسولُ اللهِ قالَ وقولُهُ

صريحٌ صحيحٌ، ليس في ذلكُمْ نُكرُ


حُبِي بثَلاثٍ ما أحاطَ بمِثلِها

وَلِيٌّ فمَنْ زيدٌ سِواهُ ومَنْ عَمرو؟


له تربةٌ فيها الشِّفاءُ، وقُبَّةٌ

يُجابُ بها الداعي إذا مَسَّهُ الضُّرُ


وذريَّةٌ دُرِّيَّةٌ مِنهُ تِسعةٌ

أئِمَّةُ صِدقٍ لا ثَمانٍ ولا عَشرُ


أيُقتَلُ ظمآناً حسينٌ بكربلا

وفي كلِّ عُضوٍ مِن أناملِهِ بحرُ؟


ووالدُهُ الساقي على الحوضِ في غدٍ

وفاطمةٌ ماءُ الفراتِ لها مَهرُ


 ........................

1) رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين ع)- السدي علي خان المدني الشيرازي – ج6 – ص 386














































مرات العرض: 3417
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 56384.71 KB
تشغيل:

عترة الأنبياء في الأمم السابقة 2
من صفات الإمام في مذهب أهل البيت: العلم 5