حاجة الأمة للعترة والأئمة 3
التاريخ: 4/9/1443 هـ
تعريف:

3/ حاجة  الأمة  للعترة  والأئمة

كتابة الفاضلة فاطمة عيسى 

من كلام سيدنا ومولانا أمير المؤمنين  سلام الله عليه  قال "أيها الناس أني  قد بثثت لكم من المواعظ  ما وعظ الأنبياء أممهم وأديت أليكم ما أدى الأوصياء إلى من بعدهم وحدوتكم  با لزو اجر  فلم تستقيموا  لله أنتم  أتتوقعون إماما غيري يطأ بكم الطريق  ويرشدوا  بكم السبيل  صدق سيدنا ومولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه 

حديثنا  بأذن الله تعالى يتناول  موضوع  حاجة الأمة للعترة  والأئمة 

ذلك  أن رسول الله صل الله عليه وآله  عندما قال في حديث الثقلين  أني  تارك فيكم  ما أن تمسكتم  بهما لن تضلوا  بعدي أبدا  كتاب الله  وعترتي أهل بيتي 

يقتضي ذلك الكلام أن النبي صل الله عليه وآله رأى حاجة الأمة الأشد إلى هذين الأمرين فنبه عليهما ووجه  إليهما باعتبار أن الأمة تحتاج إلى هذين الثقلين 

فماهي حاجة الأمة للعترة  والأئمة  بعد أن فرغنا من الحديث في  بعض السنوات الماضية عن الحاجة إلى القران 

تحدث العلماء كثيرا فيما يرتبط  بالحاجة إلى الإمام وقد عينا في  ليلة  مضت أن العترة عرفت في  تراث أهل البيت عليهم السلام  وفي حديث رسول الله صل الله عليه وآله  بأنهم الأئمة المعصومون صلوات الله وسلامه  عليهم 

حديث العلماء والمتكلمين في هذا الجانب كثيرا ومتشعب لكننا يمكن أن نوجزه في عنوانين  رئيسين 

 العنوان الأول : نعبر عنه بالحاجة التشريعية  

والعنوان الثاني : سنعبر عنه بالحاجة  التكوينية 

بالنسبة للعنوان الأول  وهو الحاجة التشريعية   ينطلق الحديث فيها  من أن الله سبحانه وتعالى  عندما  خلق هذا الخلق  وجعلهم  في  هذه الدنيا  لم  يكن ذلك عبثا  ولا اعتباطا  وإنما  كان ذلك من أجل  أغراض  ومن أجل غايات  ولذلك  يستنكر  القرآن الكريم  من يفكر  أن أصل هذه الخلقة أو أن تفاصيل الحياة  أمور يمليها العبث  والعب واللهو  فيقول "أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا   وأنكم إلينا لا ترجعون " لا  ليس الأمر كذلك  وإنما  خلق هذا الإنسان  من أجل  غاية  ومن أجل هدفا بعد الفراغ  من هذه المقدمة 

هذا الهدف  الذي خلق من أجله الإنسان  إما  أن يكون سهل التناول  لكل الناس  أو أن لا يكون كذلك  وإنما يحتاج إلى  من يدل  عليه  ويرشد إليه  ومن  الواضح أن هذا الهدف  وهو  الحياة السعيدة  في الدنيا  والحصول على الجنة في الآخرة  ليس أمرا سهلا  وبسيطا  و يمكن الاهتداء إليه بأيسر  الطرق  ليس كذلك لماذا؟ لأنه الطريق إليه لم يجرب قبل هذا الإنسان حتى يعيده مرة ثانية   

لو أردنا أن نمثل مثالا أنت تريد أن تذهب إلى الحج   سفرة الحج  وفيها مناسك  وفيها أعمال  ومناطق جديدة إذا سبق لك الذهاب  مرة ومرتين فأنت عارف  بالأحكام  والمواقع لا تحتاج إلى مرشد وإلى دليل لكن الغالب أنك لو لم تذهب  قبل ذلك  ولم تتعرف على أحكام هذه السفرة  ولا على مواقع المناسك  الغالب أنك  تحتاج إلى  دليل  وإلى مرشد حتى  تتيقن من  أن طريقة  نسكك  هي طريقة صحيحة وهذه سفرة بسيطة فكيف إذا كان الأمر  الطريق إلى  الجنة  والبعد عن النار  إذا كان الأمر كذلك  فأن الحاجة  أكبر  ولهذا لم  يترك الله  الإنسان  في معمعة هذه الدنيا  بمفرده  وإنما أرسل إليه  الرسل  وعين له  الحجج  والأوصياء  والإدلاء  ولو لا أنه  فعل ذلك لكانت  الحجة  للخلق على الله  واحد جاء إلى هذه الدنيا  لم  يعمل عملا صالحا  لم يعبد الله  بشكل صحيح  لم  يصم في شهر رمضان  لم يحج  بالكيفية  الصحيحة  لم يصلي الصلاة التي أرادها الله  لم  يجتنب المحرمات  يمكن له يوم القيامة أن يحتج   على  ربه بأن يقول  هذا مبلغ رأيي ولم يكن هناك  دليلا  ولا قائدا  يرشدني  فأنا فعلت حسب رأيي 

الله سبحانه وتعالى  أرسل الحجج والأنبياء  والرسل  لكي لا يكون على الله حجة  بعد الرسل إذا جاء  الرسول  ودعا الناس  وبين لهم الطريق  وحذرهم المزالق  ورغبهم  في الطاعات فأصبح الطريق المستقيم   لهم واضحا  ومضيئا  آن إذا تكون الحجة لله  عليه لماذا لم تذهب في هذا الطريق  عرفناك  به  بواسطتي  الحجج الآلهية  لماذا لم تسلكه   هنا تكون الحجة  فالله الحجة  البالغة  

في الحالة الأولى لو لم يبعث حججا كانت حجة  الناس  على الله  واعتذارهم مقبولا وتبريرهم معقولا  إما مع هذه الحالة لا لاسيما أن من بعث من الرسل والأوصياء والحجج كانوا أحرص   من  الناس  أنفسهم على أنفسهم 

  يعني مرة من المرات يأتيك واحد دليل فيقول لك أن الطريق المستقيم هكذا أنت لا تسمع كلامه 

ومرة أخرى كما فعل الحجج  الإلهيون   يضحون  حتى بأنفسهم من أجل إنقاذك أنت يتعبون من أجل راحتك أنت يقتلون من أجل نجاتك من النار ودخولك الجنة إلى الدرجة التي أشفق عليهم ربهم 

ها هو الله يصف نبينا محمد  صل الله عليه وآله وسلم  بأنه "قد جاءكم  رسولا من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم " يعز عليه  عنتكم وتعبكم  وزحمتكم  كبيرة على رسول الله  على أن أحدكم  يتزاحم  ويتعب  ويتأذى  عزيزا عليه ماعنتم  حريصا  عليكم  أنا وأمثالي قد نكون  حريصين  على المال وعلى مصالحنا الشخصية    رسول الله وأصفياء الله حريصون علينا حريصا عليكم   بالمؤمنين   رءوف  وكذلك  رحيم كل واحدة لها معنى    

والى الدرجة التي  يصفه  القرآن الكريم  عن كلام الله  يقول  "فلعلك باخ نفسك  على أثارهم  أن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا " 

يعني أنت باخ  نفسك  أسفا  قاتل  النفس  حزنا على أثارهم على أن يتبعوا الهدى  أو لا يتبعوا لهذه الدرجة مزاحم نفسك   وحتى قال  ونقل عن  ماوذي نبي  مثل ما أوذيت    على ماذا ؟  على أن يحصل على أموال شهره   و سمعة  ؟   لا  وإنما من أجل هؤلاء الناس و أمير المؤمنين عليه السلام  وهو ثاني  الحجج الآلهية  يقول أما لولا حضور الحاضر  وقيام الحجة  بوجود الناصر لألقيت حبلها  على  غاربها ولسقيت  أخرها بكأس أولها  ولفيتم  دنياكم  هذه   أهون عندي  من عفطة  عنز   

 يأتون  يهجمون على بيته   يصبر  يضربون زوجته  يؤخرونه   عن منصبه  لم يمانع من أجل أن يبقى كيان  الإسلام  ومن أجل أن يبقى نور رسول الله  صل الله عليه وآله  بين الناس وهكذا سائر المعصومين  عليهم السلام  لماذا ؟صار كما نقرأ في  دعاء الندبة فقتل من قتل  وسجن من سجن   وأقصي من أقصي  لماذا   كان بإمكان  الإمام  الصادق والإمام الكاظم  والإمام السجاد وغيره   كل واحد يجلس   في بيته  مستور مكفوف  يصلي صلاة ويعبد ربه إلى أن يأتيه  نداء الموت  وتنتهي القضية   ولكن  لا  أين هذه البشر  أين هذه الناس  التي تحتاج إلى الهدايا   لازم يتصدى   لازم يذهب   لابد أن يتكلم   

فكون هذه الحياة الإنسانية  من أجل هدفا  وغاية  يقتضي ذلك  وجود أمام   إمام ليس بالمعنى الخاص    يعني  من يأؤم  الطريق  يقصده ويأتم به  سائر الناس  قائد حجة  نبيا  في سورة الأنبياء  أو في عدم الأنبياء  وصيا من الأوصياء   هذا دورهم  أنهم يقودون   البشر  لما يرضي الله عز وجل  ويسعد حياتهم الدنيوية  ويبلغهم  جنة الله في  الآخرة  هذا الدور الأساس للأئمة   وللعترة  ولذلك رأى رسول الله  صل الله عليه وآله   أنه  لا يخلف شيئا  في الأمة  أعظم من  كتاب ربه ومن هذه العترة الهادية 

الإمام هنا دوره  الأصلي في توضيح الطريق إلى الله  وفي قيادة الناس بذلك   الاتجاه 

غيره لا يستطيع أن يفعل ذلك   القرآن يقول"  أفمن يهدي  إلى الحق أحق أن يتبع  أمن  لا  يهدي إلا أن يهدى  فمالكم  كيف تحكمون ""

 راح  يتقدم   أناس في هذه الأمة  ويتسنمون  منصب القيادة   لكن أنت  أيها العاقل  فكر الذي يهدي إلى الحق وهو مهتدي  به بعلم  الله عز وجل أفمن يهدي إلى  الحق  هذا أحق أن يتبع أو لا  ذاك  الذي يقول باستمرار  لولا عليا  لهك  فلان  ذاك الذي   لابد  أن يحتاج إلى شخص يقول  هذا غلط  وهذا خطا وهنا عثرة وهنا زلة    وهناك  لا تذهب غير أهل البيت عليهم السلام  غير العترة  كلهم  كانوا محتاجين  إلى علم العترة كانوا محتاجين إلى  أن يهديهم  فكيف يكونوا  هداة أفمن يهدي  إلى الحق  أحق أن يتبع أمن  لا  يهدي إلا  أن يهدى  ذاك هو نفسه  يحتاج إلى من يهديه  ذاك يحتاج إلى من يرفع  جهله  ذاك  يحتاج إلى  من يعلمه  فكيف  يكون  معلما  وهاديا  وهو محتاج في أكثر مسائله إلى  من يهديه وإلى من يعلمه  فمالكم كيف تحكمون  

قراءة  الإ  أن يهدى  أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فيها قراءات  هل  هي  يهدي بإدماج  يهتدي ويهدي كما  عليه بعضهم  يعني  هذا لا يقدر يهدي  ولا يقدر يهتدي  بنفسه  إلا أن يهدى  يعني  لا عنده هداية لنفسه ذاتية ولا عنده هداية لغيره إلا بأن يهدى من قبل العالم  يعني إنسان   غير عالما   لا يستطيع أن يعلم  لنفسه ولا أن يعلم غيره  إلا أن يأتي شخص  آخر  معلم له  وهو آل محمد 

هذه الحاجة إلى الإمام  ليس  حاجة مؤقتة  وإنما  حاجة  دائمة   في  حياة الإنسان كلها  من أول ما يبلغ  التكليف الشرعي وإلى  أن يموت بل  إلى يوم حشره  يوم نأتي كل أناسا بإمامهم فمن أوتي كتابه  بيمينه 

بعضهم العجيب  أنه  فسر  يوم نأتي كل أناس بإمامهم  بعض التفاسير العجيب تقول   يعني  بأمهاتهم    لماذا ؟ بأمهاتهم  قال حتى  عيسى أبن مريم  لا  يزعل ينادوهم  بإبائهم وهذا ليس عنده أب   فأذن نادوهم   بألامهات عيسى ابن مريم  لا يصير  عنده  في نفسه شيئا لعدم وجود أب  له 

صاحب هذا التفسأنه هو نقل عنه   كعب ألقرضي وهو يهوديا وليس له مناسبة أصلا 

"يوم نأتي  كل أناس بإمامهم   ""  أحد المعنيين  أن الناس يأتون مع أمامهم  

المعنى الآخر: أنه  هو الإمام  يأتي ويرى  ماذا صنع هؤلاء  

بعضهم قال إمامهم يعني كتابهم من قول الله عز وجل " وكل شيء أحصيناه في أمام مبين "

وهناك تفسير  ويحتمل الإمامإمام   المعهود لأنه  عنده علم الكتاب وغير ذلك  كل شيء من العلوم أحصاها  هذا الإمام  فأنت تستدل بكلام هو  فيه كلام أيضا   هناك ما يسلمون  به   لأنهم قالوا إمام  هناك فيه إمام مبين  

يحتمل الكتاب ويحتمل  الإمام أيضا وهنا أوضح يوم  نأتي كل  ناس بإمامهم  ولو أردنا  أن نمثل لها تمثيلا عرفيا 

لو أن سلطان البلاد  أمر بجمع الناس العادة  ما هي الطريقة  التي يجتمع بها الناس؟   العادة إما بحسب القبائل  تأتي كل قبيلة  يرئسها  فلان هذه قبيلة    تميم  وهذه قبيلة شمر وو 

أو بحسب التنظيمات الإدارية  كل منطقة   بمحافظها   أو رئيسها أو ما شابه ذلك لا يبرزون  كأفراد  في ذلك المكان أيضا عندما  يأتي الناس ينقسمون   على أي أساس ينقسمون  هناك  هل كل واحد  أبيض يصف مع الأبيض  وهل كل واحد أسود مع من كان أسود      لا القضية حسب  الانتماءات   من  ينتمي إلى هذا الإمام   يأتي  يصف ورائه  لواء وراية  يقدمها أمير المؤمنين  علي ابن أبي طالب  وراية أخرى يرفعها يزيد أبن معاوية  تلك راية  ينتمي إليها   أناس  في هذه الدنيا هناك  يأتون  بنفس الطريقة   أنت سرت وراء عليا  وتحملت ما تحملت  واهتديت  بما هداك  الوضع الطبيعي  أنك تأتي  خلف راية في يوم القيامة يوم نأتي كل أناس بإمامهم  هذا  ذالك اليوم أو في هذه الدنيا    الحديث المتفق عليه  بين المسلمين  من مات  وليس في عنقه  بيعة لإمام مات  ميتة جاهلية 

لو كان لأحد بيعة لإمام  وهو الشيطان يموت موتة جاهلية  أو ميتة  هداية  قطعا ميتة  جاهلية 

لو أن شخصا  جاء   وراء  عنده   بيعة لإمام يعني قائد ولكن هذا الإمام من أكفر  خلق الله هذا يموت ميتة جاهلية     أولا ؟ قطعا يموت ميتة جاهلية  

متى لا يموت ميتة جاهلية  ؟عندما يكون  وراء إمام  عادل  منصوب  من الله عز وجل ويهتدي  بهداه  آن إذا  لا يموت ميتة  جاهلية 

ولو لا أن كان مجرد  أن يكون عنده  واحد إمام من أي نوع  قائد من أي شكل هذه  كل الناس موجود عندهم  في أمريكا الناس عندهم قائد في روسيا عندهم قائد  في فرنسا عندهم قائد الكفار عندهم قائد  المسيحيون  عندهم قائد اليهود عندهم  قائد  المسلمون المنحرفون عندهم قائد  لا يوجد أحد ليس معه  قائد الغرض هو أن يكون  ذاك الإمام إماما عادلا يهديه إلى الله عز وجل عند إذن  لا يموت ميتة جاهلية 

وحديث أمير المؤمنين  عليه   السلا م  ألا وان  لكل مامؤم   إماما يهتدي به أو يقتدي به ويستضيء بنور علمه    ألا وان أمامكم قد اكتفى  من دنياه بطمرية  ومن طعمه    بقرصية   ألا  وإنكم  لا تقدرون  على ذلك  ولكن أعينوني 

         الإمام  لذلك  الله كيفلكلام   الذي قلناه   يقول  لله أنتم أتتوقعون إماما  غيري يطأ بكم الطريق ويرشد بكم السبيل أنا بثثت لكم  من المواعظ ما وعظ الأنبياء أممهم  وبلغت  ما بلغت  الأوصياء  من بعدهم  اشتغلت عليكم من  تتوقعون غيري يسير بكم الطريق  المستقيم  ويرشد بكم السبيل  القويم   فأول غرض  من أغراض وحاجات الأمة  إلى الإمام  إلى الأئمة  إلى العترة  الحاجة التشريعية  

كيف نسير إلى الله عز وجل  ؟ كيف نعبد الله  ؟ كيف نتوجه إلى الله  كيف  نلتزم بأحكام  الله ؟  ما هي تلك الأحكام ؟ لا يعرف  ذلك  إلا من  كان ناطقا عن الله  فهم لولا  المصطفى  وعترة  أهل بيتي  كما قال صلواته  وسلامه عليه  لذلك ورد في كثير من الروايات  الإمام ودوره في هذا الجانب وقد نتعرض في بعض كلمات الإمام الرضا  عليه السلام   كما سيأتي  إلى هذا الجانب ولكن الآن   نحن  في العنوان الرئيسي    الحاجة التشريعية   حاجة الناس إلى  معرفة التشريع  إلى معرفة العبادات إلى معرفة  المعاملات إلى معرفة العقائد   إلى سلوك  الطريق إلى الجنة  إلى الابتعاد عن المزالق هذه الضمانة  الوحيدة  هي عند رسول الله  وعند آل محمد  بمفاد الآية ألقرانيه المباركة  التي تلوناها لم يحتاج  أئمة أهل البيت  إلى  أي أحد من الناس  في أي  علم من العلوم   وقد أحتاج إليهم  أكبر رؤوس المسلمين  في  التفسير والقرآن  و الأحكام  والعقائد وغير ذلك أفمن يهدي إلى الحق  أحق أن يتبع أمن  لا يهدي  إلا أن يهدى  فمالكم  كيف تحكمون " 

هذه الحاجة الأولى الحاجة التشريعية ومنها فهم  لولا  الإمام  لولا الحجة  لساخت  الأرض  بأهلها  على  أحد المعنيين  الذي   سوف  نتحدث  فيهما 

عندنا روايات في هذا الباب التي تشير إلى ما ذكرنا منها   ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال أن الله أجل وأعظم من أن يترك الأرض بغير   إمام عادل 

لأنه فلسفة الخلق تنتفي 

  إذا إمام عادل ليس موجود  هذا خدش في  حكمة الله   في عظمة الله في جلال الله  في غاية  الخلق  يا رب أنت خلقت الخلائق وتركتهم هكذا من غيري هاديا ومرشدا إنما أنت  منذرا  يا رسول الله  ولكل قوما هاد  يهدي القرن الذي  هو فيه   لماذا تتعطل هذه عندما تصل إلى زماننا وهذه  من جملة ما يستدل  به على  وجود وبقاء  واستمرار حياة  الإمام صاحب العصر والزمان  عجل الله فرجه الشريف  أن الله أجل وأعظم من أن يترك الأرض  بغير  إماما عادل 

وفي حديث أخر عن الإمام الباقر عليه السلام قال والله ما ترك الله أرضا منذ قبض آدم إلا وفيها إمام يهتدي به إلى الله هو حجة   على عباده لا تبقى الأرض بغير إمام حجة الله على خلقه 

منذ آدم  أما أمام  نبي ظاهر  وإما أمام وصي لا يمكن  أن  تكون أرض في أي مرحلة  زمنية من  المراحل الزمنية خالية  من حجة الله  نبيا  كان أو  إماما لا يمكن ذلك على الإطلاق لأنه  ينتهي إلى العبث ينتهي إلى خلاف  حكمة الله عز وجل ينتهي إلى  أن الله خلق  خلقا  ولو في  هالفترة الزمنية  ثم تركهم من غير حجة هؤلاء  سوف يحتجون  على الله ولا تصدق  فيهم لكيلا  تكون على الناس حجة على  الله بعد الرسل هذه الحجة لهم على الله   فلابد أن يكون في كل  زمان  هذا الأمر  وهكذا أحاديث أخرى ذكرها شيخنا الكليلي  أعلى الله مقامه في كتاب الكافي  في الأصول من  الكافي باب  أن الأرض  لا تبقى بغير  حجة وإلا لساخت  بأهلها 

المعنى الأول:لساخت بأهلها هو هذا   أنه يحصل الفوضى الفكرية يحصل الضلال عن منهج الله   تحصل العقائد الباطلة وليس عندنا إماما من الله يفصل بين الحق والباطل هذا معنى واحد من معاني لساخت الأرض 

المعنى الثاني :نتكلم عنه في الحاجة التكوينية  المعنى الأخر  أن هناك حاجة  في  وجود الكون لوجود الحجة   الألهية   لنبي كان أو وصيا  وإلا  هذا الكون   لا يبقى 

نفس هذه الأرض  التي عبر عنها في الروايات الكون بحسب تعبيرنا  مربوط  بمجموعة أمور  في بقائه  واستمراره  

من تلك الأمور وجود الحجة الإلهي وجود النبي في زمان حضور النبي أو وجود الإمام في زمان عدم وجود النبي 

من الروايات  رواية مذكورة  في الكافي للكليني  عن الإمام الرضا عليه السلام الراوي يقول قلت لأبي الحسن الرضا أتبقى الأرض بغير إمام  الأرض تبقى تستقر  تستمر  بغير إمام  قال لا  لا تبقى    فأنا نروي عن أبي عبد الله جدك الإمام الصادق  أنها لا تبقى بغير إمام إلا أن  يسخط الله  على أهل الأرض  قال لا لا تبقى إذن  لساخت 

الراوي  يقول أنا قلت للإمام   الرضا  عندنا رواية  أن  الأرض لا تبقى   إلا إذا كان الله  ساخط  على العباد   يعني تبقى  الأرض مع سخط الله وغضبه  على عباده الإمام الرضا قال  الأرض لا تبقى أصلا  وإذا ما كان الإمام   وما كان الحجة  ما كان النبي  "  وليس الحجة بمعنى  الحجة  القائم"  وإنما الحجة  الألهي  سوء كان نبيا أو كان  إماما  سوء كان في هذا الزمان  أو في زمان الإمام الصادق   قال لا  لا تبقى لأنها  عند أذن لو بقيت لساخت  تنتهي  تتدمر  تنعدم في رواية أخرى  عن الإمام الباقر  عليه السلام  أنها  لو خليت من الحجة  فأنها تمور بأهلها كما  تموج البحار     بمعنى كيف أن البحر  يقلب بمواجه  الدنيا هكذا 

لا يشك المسلمون أن  ملائكة الله  عز وجل  موكلون في هذا الكون  بمهمات  كثيرة   بمقتضى  ما ورد في القرآن  فالمدبرات أمرا  بمقتضى ما ورد في الروايات  الكثيرة المعروفة  بين الفريقين   بمقتضى  ما دل على أن مثل اسرافيل  أن بيده  إنهاء الكون  بعد أذن الله  بنفخة واحدة وبيده أعادة  الكون  بنفخة واحدة ثم نفخ  فيه  أخرى وإذا هم قياما ينظرون   هذا كله بيد  اسرافيل  بعد أذن الله  عز وجل  الملائكة إذن  يتصرفون في  الكون  يدبرون  الكون  بقاء الكون  على حاله هذا  لهم  مدخلية  فيه بعد  أذن الله  تعالى  لهم في ذلك 

هل تعتقد أن اسرافيل  أقيم  عند الله وأفضل عند الله  من سيد الأنبياء محمد؟ اسرافيل يشرفه أن يكون خادما لرسول الله  بل جبرائيل يشرفه بأن يكون  خادم  لرسول الله صل الله عليه وآله  هؤلاء عندهم   هذه الإمكانات  في الكون ونظام الكون  يقوم على أساسها  رسول الله والعترة الهادية لا يستحقون مثل هذا الأمر  لو ثبت  بالروايات ما هي قيمة  هذه الأمور ليست لها قيمة كبير ة في جنب أكرم خلق الله وأفضل خلق الله  وأحسن خلق الله  محمد وآل محمد نحن نجد  أن هؤلاء  بلا  ريب أفضل من الملائكة مجموعين    

عندنا روايات  أن  بعض المؤمنين  يفضلون الملائكة   أن الإنسان من الممكن بعمله  أن يصل إلى موضع أفضل من  بعض الملائكة  النبي محمد  ليس أفضل من هؤلاء  ذاك عنده تدبير الكون  مقسمات موزعات  هذا يسوق الرياح وذاك  يصنع كذا  وهذا به ينزل المطر  وهذ الخصب  بيده وهذا كذا  وذاك عنده  إفناء العالم وذاك إحياء العالم  أصحاب هذا الرأي يقولون  أن  اعتماد الكون على ملائكة  الله عز وجل  هذا  أمرا مسلما عند المسلمين  ورسول الله  وعترته  أفضل من الملائكة   فلا  تستكثر  أن  الكون  يرتبط بوجود  هذه الصفوة  الطيبة الطاهرة  في بقائه واستمرارية  إذا ثبت ذلك  بالأدلة  الواردة والصحيحة أكثر من هذا بعض القوى الطبيعة الموجودة  في الكون   ماهي قيمتها هذه  مع ذلك الكون   يعتمد  عليها الآن العالم الذي يتحدث  عن  مايسمى بثقب الأوزون  هو ليس بثقب وإنما  طبقة  الحماية  كما يقولون  في الستر اتو سفير   تخف  فهذا مثل الدرع  إلى الأرض إذا صار رقيق  تنفد  الإشعاعات الضارة  وتسبب مشاكل  وسرطانات  وتأثر على النباتات  وتأثر على التربة   

الله سبحانه وتعالى   جعل هذه الطبقة  بسمك معين   هذه  تحمي الكون من  الانهيار  ومن الاندثار  ومن الفناء  وهذه قوة بسيطة    هذا غلاف الأوزون كما يسمونه  هذه الطبقة تحمي الكون   ماهي قيمة هذا  وما هو  في قياسه إلى رسول الله صل الله عليه وآله  وما هو في قياسه   إلى أمير المؤمنين   وأئمة الهدى   وكيف صار ارتباط  هذا الأمر  بحماية الكون  وبقاء الكون  أكثر  وأهم  من  ارتباطه  بوجود  رسول الله صل الله عليه وآله 

وعلى هذا  المعدل كثير من الموارد   الله سبحانه وتعالى  جعل  قوى  عنده هينة   لا شيء عظمة الله  في هذا أعظم  مما نتصور بحيث لو عمد الله سبحانه  وتعالى إلى بعض  الأشياء الصغيرة   هذا الكون كله ينتهي  في لحظة  واحدة  هذا المنبر  الذي جالس عليه   وذاك الكرسي الذي جالس عليه والأرض  التي نستقر عليها تعتمد  على شيء  بسيط وهي قدرة الالتصاق بين  الجزئيات  الصغيرة   لكل مادة  هذا الخشب لو كان هذه المقادير والمليمترات  وما هو أصغر  منها والذرات  لو كانت  تتنافر  فيما بينها  لا تتجاذب  لا  تلتصق بحيث كل  مثلا مقدار   صغير جدا  لا  يلتصق بالمقدار الأخر  هذا لا يكون منبر   ينهار  

الجبل العظيم  لو كان  التركيب   تبعه   مثل التراب التي حبات الرمل   لا تلتصق  فيما بينها   لا يبقى جبل وهبة  رياح  تطيره   ماذا لو أن الله سبحانه وتعالى نزع خاصية الالتصاق  بين  المواد هذه   انظر إلى بناية الأمم المتحدة   المكونة  من الطبقات  تحول مثل الشمعة  المذابة   الجبل العظيم  يصبح كومة تراب هذه القدرة البسيطة  أنه شيء يلتصق بشي ء  لو افترقت انتهى الموضوع 

هذه يرتبط الكون كله بها جدا بسيط   أن يرتبط الكون في بقائه واستقراره   بأفضل خلقه وأعظم بريته   و أنواره   المحدقة بعرشه من الأزل   هذا لا يرتبط وهذا يستغرب   هذا أمرا غير طبيعي 

لذلك ذهب بعض علمائنا وهو تيار موجود عند أهل الكلام إلى إن الإمام الحجة الهي سوء كان نبيا أو كان إماما يرتبط به بقاء الكون لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها يعني انتهى النظام الكوني 

هناك بعض العلماء لا يتفقون   مع هذا الأمر  ومنهم من القدامى  مثلا شريف المرتضى علم الهدى رضوان الله   عليه  أحد علمائنا الكبار  وهناك بعض العلماء  المعاصرين أيضا  لكن هذا أيضا  تيار  فكري  و عقائدي موجود أنه كما  أن الحاجة للإمامي  للحجة   قلنا الإمام  مايشمل  النبي     أني جاعلك للناس إماما 

الحاجة  للحجة الإلهي   كما هي حاجة تشريعية   هي أيضا حاجة تكوينية   هذا على وفق ما وردت به  الروايات  وكما قلنا  هناك رأي أخر   يحمل  لولا الحجة لساخت الأرض  بأهلها  على  المعنى الفكري على المعنى  التشريعي يعني حصلت فوضى فكرية  حصلت مشاكل في العقيدة   حصلت مشاكل في الأحكام  وهكذا 

نحن لا نستغرب أن الله سبحانه وتعالى  يكرم أوليائه  بأن يجعل تغيرات  في الكون   ترتبط بهم  المعجزات  في الأنبياء  واضحة  الكرامات  في حق الأوصياء واضحة  بعضها  بعيان  الناس جميعا أفعجبتم  أن مطرت السماء  دما  تقول السيدة زينب  عليها السلام  تتعجبون إذا قتل الحسين  فأمطرت السماء دما هذا ليس محل  عجبا لمنزلة الحسين عليه السلام وهذا ليس فقط من طرقنا نحن الأمامية 

هناك رواية تنقل أن هشام عبد الملك الحاكم الأموي المعروف استدعى محمد ابن مسلم  الزهري  وهو قاضي القضاء  عندهم   ولم يكن على منهج أهل البيت  وان كان أحيانا  يأخذ العلم من الإمام زين العابدين عليه السلام  ومن معاصريه فاستدعاه وقال له   يا ابن شهاب أنت  واحد الناس أن  أخبرتني متى أمطرت  السماء دما  عبيطا إذا كنت تعرف متى أمطرت السماء دما  عبيطا  أنت أعلم الناس  قال له بلى  يوم قتل  الحسين ابن علي  روئي  دما عبيطا في  العراق وفي  بيت المقدس   هذه يقولها ابن شهاب الزهري للخليفة الأموي   فقال له أكتمها  و الإ فيها رأسك لأنه الذين قتلوا الحسين إسلاف  هذا  وإن كان الفرع   السفياني  وأن كان هو من الفرع المرواني  من بني أمية    ولكن كلهم في طريق  واحد  فأن تمطر السماء دما  ويتغير  عندنا كثير لعدم معرفتنا  مقامات  هؤلاء المعصومين وبالنسبة إلى قدرة الله الأمر يسير بل  هناك مت هو أيسر  عندما  ضرب الطفل الرضيع طفل الحسين  بسهم حرملة  لعنة الله عليه  سال  دمه من رقبة فأخذ  الحسين  دم  عبد الله الرضيع  ورمى به الى  السماء 

يقول الإمام الباقر  فلم تسقط منه  قطرة  واحدة   نظام الجاذبية  الأرضية  يتعطل  من أجل دم طفل رضيع للحسين عليه السلام   وهذا ليس حجة الهي وليس إمام   وليس نبينا وإنما هو أبن الإمام لذلك  قال اللهم  لا يكن أهون  عليك من  فصيلة ناقة صالح   يا رب أنت أهلكت قوم  لأنهم  قتلوا أبن  تلك الناقة  التي  عقروها وعدوا على  فصيلها أيضا  لا يكون دم عبد الله  الرضيع  وهو ابن  الحسين وابن حفيد رسول الله  ابن  سبط  رسول الله    لا يكون هذا أهون من تلك  الناقة عليك  اللهم لا يكن عليك أهون من  فصيلة ناقة صالح  



مرات العرض: 3386
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 55842.7 KB
تشغيل:

1/ وعترتي أهل بيتي: فقه الحديث
عترة الأنبياء في الأمم السابقة 2