كيف تم التشجيع على الشعر الحسيني 16
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 16/2/1443 هـ
تعريف:

كيف تم التشجيع على الشعر الحسيني

الفاضلة أم سيد رضا

روي عن سيدنا ومولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام انه قال: ((يا أبا عمارة من أنشد في الحسين شعراً فأبكى خمسين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى أربعين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى عشرين فل الجنة، ولم يزل يقول هكذا إلى أن قال: من أنشد شعراً فأبكى واحداً فله الجنة ومن أنشد شعرا فبكى أو تباكى فله الجنة) صدق سيدنا ومولانا أبوعبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.

حديثنا يتناول ما ورد من الحث والتحريض على نظم الشعر في أهل البيت وبالذات في الإمام الحسين عليه السلام وكذلك في إنشاد الشعر، حتى لو لم يكن الإنسان شاعراً بنفسه ولكنه أنشد وقرأ الشعر لآخرين فإنه بحسب هذه الرواية له جنة، بل حتى لو لم يبكي أحداً وأنشد الشعر بينه وبين نفسه فبكى هو بنفسه أو تباكى فله الجنة.

أولاً: لماذا كانت منزلة الشعر في الحسين عليه السلام بهذه الدرجة؟

ثانياً: كيف يمكن لنا أن نتصور أن هذا الجزاء العظيم يترتب على أمر مثل إنشاد الشعر؟

ثالثاً: ما هو التوجيه السليم لمثل هذه الأحاديث؟

بالنسبة إلى موضوع الشعر ذكرنا في تعريفه وأشرنا إلى خصائص ومميزات تكون في الشعر ولا تكون في غيره عادة، وقلنا أن كلام الناس باللغة العربية أو بسائر اللغات قد يكون منثوراً أو قد يكون منظوماً، فالشعر المنظوم هو الذي يلتزم بقافية مقصودة، وأما المنثور فهو أحاديث الناس اليومية كالخطابات والكلمات والدروس وغير ذلك.

 من مميزات الشعر سواء كان في الحسين أو في غيره:

1 – له إيقاع خاص ووزن معين، وهذا يجعله أقرب إلى النفس وأسهل في الحفظ، فحفظ الإنسان لقصيدة موزونة أسهل من حفظه لنفس المقدار من الكلام المنثور ولذلك استخدم الشعر في الأراجيز في العلوم، ففي اللغة العربية مثلاً يدرس العلماء في مدارسهم (ألفية بن مالك) وهي قواعد النحو العربي منظومة في صورة ارجوزة، وكذلك بعض العلماء كالسيد محمد مهدي بحر العلوم رضوان الله عليه عنده ارجوزة في الفقه من أول مباحث المياه إلى آر الديات، فقسم منها تلف ولكن الأكثر منه موجود ويحفظه قسم غير قليل من العلماء، بينما يصعب على إنسان أن يحفظ بالنص منهاج الصالحين أو الرسالة العملية مثلاً، لكن هذا الأمر متيسر في الشعر، وربما أكثر العلوم التي تدرس يكون فيها أراجيز وشعر يحتوي على حيثيات وقواعد ذلك العلم كالتجويد واللغة العربية والمنطق والفقه وغيره، إذاً فإن سهولة الشعر قياساً إلى النثر لأنه أسهل حفظاً وأقرب إلى النفس.

2 – حجم الإحساس فيه حجم كبير ولاسيما إذا احتوى على صور مبتكرة، كما ذكرنا فيما مضى كيف أن الشاعر يأتي ويعقد بين صورتين غربتين (كأن جسمك موسى مذ هوى صعقاً، وأن رأسك روح الله مذ رفعا) فكيف أنه أتى بصورتين غريبتين غير ملتفت إليهما من حياة نبيين وشبه جسم الحسين ورأسه بهاتين الحالتين من النبيين.

إذاً فإن حجم الإحساس فيه حجم كبير ولذلك يتفاعل الإنسان مع الشعر الذي فيه هذا المقدار من الإحساس بينما لا نجد هذا الأمر موجوداً في الكلام المنثور، ولأجل ذلك أصبح التوجيه بشكل عام وبشكل خاص في أن يقول المحبون والمؤمنون بأهل البيت عليهم السلام الشعر في رثاء الحسين عليه السلام كما جاء في بعض الروايات أنه من كتب شعراً في أهل البيت عليهم السلام فإنه يقع ممدوحاً كما ورد في بعض النصوص والروايات، فالكثير من روايات التحريض والتشجيع في مختلف الممارسات، فقد رأينا أن المعصومين عليهم السلام كانوا يكرمون الشعراء، فعندما دخل دعبل الخزاعي والعباس الصولي على الإمام الرضا عليه السلام وقرأ كل منهما قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام  فإن الإمام أكرم كل واحد منهما بعشرة آلاف، ويظهر من بعض الأخبار بأنها كانت عشرة آلاف دينار لأنهم قيدوها بعشرة آلاف من السكة التي سكت في عصر الإمام الرضا عليه السلام في أيام ولايته، والذي سك في ذلك الوقت كان دنانير وهذا يعتبر مبلغ كبير جداً وفيه إشارة إلى تعظيم ذلك الشاعر وجهده في إنشاء النظم والقصيدة عن الإمام الحسين عليه السلام.

في بعض الأماكن كان الأئمة عليهم السلام يستمعون إلى خصوص الشعر في الحسين وفيهم ولا يستمعون إلى شعر آخر، وقد ذكر أن الإمام الصادق عليه السلام عندما كان في الحج في منى أيام التشريق أي بعد اليوم العاشر من ذي الحجة جاءه الكميت الأسدي وقال له: يا سيدي إني أنشأت شعراً، فقال له الإمام: يا كميت إن هذه الأيام هي أيام ذكر لله عز وجل، وكأنه يلمح الإمام إلى أن هذا الوقت غير مناسب لإنشاء الشعر، فقال له الكميت الأسدي: إنه فيكم يا سيدي، فقال له الإمام عليه السلام: إذاً هات، لأن ذكرهم فرع من ذكر الله عز وجل ولأن مدحهم والثناء عليهم يهدي إلى الله، وهذا يعتبر تيم للشعر لأن موضوعه موضوعاً مكرماً، وأما قضية الدعاء لمن قال الشعر فيهم فحدث ولا حرج.

دخل الكميت على الإمام الباقر عليه السلام لأنه عاصر الإمامين الباقر وابنه الصادق، فدخل عليه ذات مره وأنشده الشعر في الحسين عليه السلام، فقال له الإمام الباقر: يا كميت لو كان تحت يدنا مال لأعطيناك ولكن أقول لك كما قال رسول الله لحسان: ما زلت مؤيداً بروح القدس ما دببت عنا.

ذكرنا في وقت مضى أن هناك عدة عناوين ممدوحة في قضية الشعر في أهل البيت ومنها عنوان (من قال فينا شعراً) أي الناظم الذي ينشئ الشعر من نفسه ويقوله، أو كما قال الإمام الصادق عليه السلام لجعفر بن عفان الطائي: بلغني أنك تقول الشعر وتجيده، قال: قلت له بلى سيدي، فقال له الإمام الصادق: أنشدني، فأنشده، وهذا يسمى ناظماً للشعر.

وهناك قسم آخر لا ينظم الشعر بل ينشده فقط كالملا أو الخطيب كأبو عمارة المنشد وغلبت عليه هذه التسمية بالمنشد لدوره، وكذلك أبو هارون المكفوف.

هذان القسمان من ينشئ وينظم الشعر والقسم الآخر من ينشد الشعر كلاهما ممدوح والإنسان لا يخلو من أحدهما، فإن لم يكن شاعراً فليحفظ بعض الأبيات بينه وبين نفسه وليبكي أو يتباكى.

ومن الأخبار ما نقرأه في كتاب كامل الزيارات لأبن قولويه القمي عن الإمام الصادق عليه السلام: (من قال فينا بيت شعر بنى الله له بيتاً في الجنة).

وعن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: (ما قال فينا مؤمن شعراً يمدحنا به إلا بنى الله له مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات.

فهذه من الروايات والأحاديث التي فيها تحريض على إنشاء الشعر وإنشاده في أهل البيت عموماً وفي الحسين عليه السلام على وجه الخصوص.

لعل سائل يسأل أنه كيف يمكن تصور أن الله سبحانه وتعالى يعطي الجنة ببيت شعر واحد؟ أو بإبكاء شخص واحد؟، فهناك قسم من الناس ولا سيما من هم على غير الإمامية لا يعتبرون بمثل هذه الروايات، وبالنسبة لنا أن يعتبروا أو لا يعتبروا هذا أمر لا يهم كثيراً بعدما كانت هذه الروايات فيها تواتر معنوي وتواتر إجمالي إن لم يكن هناك تواتر لفظي، ونشير إشارة بسيطة لتوضيح هذا المعنى وهي أن هناك بعض الأحاديث تأتي بنفس اللفظ يرويها أشخاص متعددون كما نقل عن نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) فهذا الحديث نقله كثيرون عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصحابه ثم نقل عن هؤلاء الأصحاب أشخاص كثيرون أيضاً وهذا ما يسمى بالتواتر اللفظي.

أما التواتر الإجمالي والتواتر المعنوي هو كما نقول أن أمير المؤمنين عليه السلام كان بطلاً شجاعاً لا يقف أمامه أحد، فكل الناس الآن يعرفون بهذا الأمر وكل الكتاب عندما يكتبون عنه أنه بطل لا يوازَن، فهذا الأمر لم يأتي من خبر وتحد وإنما من مجموع الأخبار أي أن الناس سمعوا ما قام به في بدر وأنه قتل قسماً كبيراً وتناصف مع سائر المسلمين، وكذلك عندما أتوا إلى أحد وخيبر والخندق وغيرها من الغزوات رأوا نفس الشيء من الشجاعة والبطولة، فمجموع هذه الأخبار تعطي معنى بأن علي ابن أبي طالب عليه السلام هو ذاك الشجاع البطل الذي لا يقوم أمامه أحد، وهذا يسمى تواتر إجمالي ومعنوي وإن كان البعض يفرق بين القسمين لكننا دمجناهما، وكذلك صبر الإمام الحسين عليه السلام بأنه كان في كربلاء بهذا النحو من صبره حتى عجبت من صبره ملائكة السماء، فمن مواقف متعددة يستنتج الناس الذين نُقِلَت إليهم الأخبار بأن الإمام الحسين عليه السلام كان هكذا صابراً.

إذاً فإن مثل هذه الروايات وإن لم يكن عندنا تواتر لفظي منها إلا أن هناك تواتر في المعنى وهو أن جزاء الشاعر أو المنشد في حق أهل البيت عليهم السلام وفي حق الحسين على وجه الخصوص، وهذا أتى في أثر م رواية وإن اختلفت ألفاظها إلا أنها تعطي معنى واحد ونتيجة واحدة.

إذاً فإن الجواب على أنه كيف تكون الجنة بهذا الجزاء العظيم الخالد لمن يكتب بيت شعر عن أهل البيت هو: 

أولاً: أن لهذا نظائر في أحاديث رسول الله صلى الله عل وآله وسلم ويقر بها غيرنا أيضاً، مثل: (من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة) فهذا الحديث مروي عند أتباع المدرسة الأخرى في أكثر كتبهم ما أنه مروي عندنا أيضاً، فإن أتى أحد وسأل عن أنه كيف تكون الجنة لمن كتب بيت شعراً واحداً فيكون الجواب نفسه هنا، فالقضية ليست مرتبطة فقط بموضوع قول الشعر عن أهل البيت أو عن الحسين عليه السلام ل لهذا نظائر، ونفس الاب الذي يجاب هناك فإنه يجاب هنا.

2 – أن هذه الكلمات من الشعر كالذي يقوله دعبل الخزاعي مثلاً: (أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً وقد مات عطشاناً بشط فرات، إذاً للطمت الخد فاطم عنده وأجريت دمع العين في الوجنات) فهذا الشعر لعله قاله في حدود سنة 201 للهجرة وهي زمان ولاية العهد للإمام الرضا عليه السلام، والآن نحن في عام 1443، فخلال هذه السنوات التي هي أكثر من 1240 سنة وهذا الشعر يلهج به أتباع أهل البيت عليهم السلام فيربطهم بالحسين عليه السلام ويقوي انتمائهم بالحسين ويريق دمعاتهم حزناً على الحسين عليه السلام وهم يواسون بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ويواسون الزهراء عليها السلام، فهل تستطيع أن تتصور كم من البشر استمع هذا الشعر وتأثر به وتألم لأجله؟، فالآن خلال هذا الموسم العاشوارئي لا نستطيع إحصاء من استمعوا ورددوا ذلك الشعر لإنه يندر أن تمر أيام عشرة محرم ولا يقرأ ذلك الشعر في مجلس من المجالس، فحجم ذلك البيت من الشعر ليس حجم سبع أو ثمان كلمات وإنما حجم تأثيره في ملايين البشر على امتداد القرون ولايزال مستمراً حتى يظهر قائم آل محمد.

إذاً فإن قضية بيت الشعر والقصيدة وأمثال ذلك لا ينبغي أن ينظر إلى قيمتها بماهي عدة كلمات وإنما ينظر إلى قيمتها بما هي مستمرة في التأثير بالناس وربطهم بأهل البيت وتحقيق الإنتماء بينهم وبين الحسين عليه السلام وهذا أمر عظيم جداً.

3 – قسم من الناس وجهوا هذا بموضوع كرم الله عز وجل وعطائه، فما هو الشيء الذي يستنكر في هذا الأمر؟، نحن باعتبارنا بشر فكأنما الأمر يكون غريب علينا، فلو أحضرنا عاملاً مثلاً ليعمل ساعة واحدة فسيكون أجره المعتاد أربعون ريالاً، فلو أعطيناه أربعة آلاف ريال سيكون الأمر مستنكر هنا لأن مقاييسنا في العطاء هي المقاييس البشرية، لكن إذا كان هناك من تكون الذرة بالنسبة إليه والمجرة شيء واحد لا فرق بينهما عند الله عز وجل، فالله سبحانه وتعالى لا ينبغي أن نقيس كرمه بحجمنا الصغير الضئيل الحقير وإنما لا بد أن نتعرف عليه كما هو الذي لا تزيده كثرة العطاء إلا جوداً وكرماً، فبالنسبة إليه سبحانه وتعالى أن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة لا يخسر من خلاله شيء فطبيعته وصفاته هي العطاء والكرم، فكما نقول في قضية لا إله إلا الله دخل الجنة نقول أيضاً أن من أنشئ أو أنشد في الحسين شعراً فله الجنة، ولا سيما إذا ضممنا إليها النقطة الأولى وهي أن من أنشد في الحسين شعراً وكان يؤثر بهذه المجاميع البشرية الهائلة الأمر يكون واضحاً جداً.

4 – أن هذا كما يقول العلماء على سبيل الإقتضاء والتأثير لولا الموانع، فمثلاً لو كان شخص يذهب إلى الطبيب ويشتكي ألم الرأس والصداع وما شابه ذلك فإن الطبيب يكتب له مسكناً ويقول له أن يستعمله، ثم يذهب ذلك الشخص إلى البيت ويستعمل الدواء كما وصفه الطبيب، وبعد ذلك يذهب إلى مكان بارد وهو عارٍ عن الثياب، فإن ذلك الدواء لن يؤثر فيه وسيقول له الطبيب أن هذا الدواء مؤثر إذا لم تتعرض إلى موانع عن تأثيره، فكذلك هنا يقول بعض العلماء أن هذا الامر فيه اقتضاء دخول الجنة أي أن الإنسان عندما ينشئ وينشد شعراً فإنه يستحق دخول الجنة مالم يكن هناك موانع، كالذي ينشئ شعراً مثلاً ثم يرتكب المحرمات كالشرك بالله والزنا والمعاصي وغيرها فإنه لا يستحق دخول الجنة، وهذا ما يقول عنه بعض العلماء بأن بعض الأحاديث يجب جمعها مع هذه الروايات، فعندنا رواية تقول أن من أدى صلاته دخل الجنة وأيضاً أن من صام شهره دخل الجنة، فعندما نجمع هذه الروايات نقول: أن من صام شهراً وهو يصلي ويصوم فهو يدخل الجنة، وهذا كأنما يكمل فاعلية تلك الأمور.

مثال لتوضيح ذلك: لو أتينا بجزيئين أو ذرتين نيتروجين وذرة أكسجين فمن المفترض أنها تشكل الماء ولكن بشرط أن يمر تيار كهربائي بينهما، ولو لم يمر تيار كهربائي بينهما فلن يتشكل الماء، فهنا أيضاً لا بد من جمع هذه الأمور المذكورة ومنها الإنشاء والإنشاد في الحسين والذهاب للصلاة والقيام بالصيام وما شابه ذلك، وبالتالي فإن ما ورد حتى عند القوم من أن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة يشابه تماماً ما ورد عندنا من أن من قال فينا بيت شعر دخل الجنة، نسأل الله أن يجعلنا من المشمولين بهذا المعنى إنه على كل شيء قدير.

الشاهد على ما نقول هو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان جالساً مع قومه فقال هذا الحديث: (من قال سبحان الله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال الحمد لله غرس الله له شجرة في الجنة، ومن قال لا إله إلا الله غرس له شجرة في الجنة، ومن قال الله أكبر غرس له شجرة) ومعنى ذلك صار مستحقاً للدخول في الجنة، فقال أحد الحاضرين: إن شجرنا في الجنة لكثير، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: نعم إن لم ترسلوا عليها ناراً تحرقها، فلو أن أحداً قال سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثم جحد بالله عز وجل وبرسوله أو قام بعمل من الأعمال التي تحبط العمل فإن هذه الأشجار ستحترق، فإذاً لا بد أن يكون مثل هذا مع ارتفاع الموانع حتى يؤثر أثره.

نحن نرى أن أئمة الهدى عليهم السلام شجعوا وحرضوا كثيراً على إنشاء الشعر وإنشاده في أهل البيت عموماً وفي مصيبة الحسين عليه السلام على وجه الخصوص وكرَّموا الشعراء وأعظموا مقام المنشدين لما يترتب على ذلك من حفظ الدين وبقاء العقيدة وبقاء قضية الحسين عليه السلام حية في النفوس، وهذا ما نجده بالفعل الآن فإن قسم كبير من وجود قضية الحسين عليه السلام وبقائها في أنفس شيعته راجع إلى أصل القضية وقسم آخر راجع إلى ما أنشئ فيها من الشعر، فيندر أن تجد إمامياً لا يحفظ أشعاراً في الحسين عليه السلام فهو من صغره في هذه المجالس ويحفظ شعراً فصيحاً أو يحفظ شعراً دارجاً يقل أو يزيد، ولكن ترى أن هذه الأشعار تؤثر في نفس من يحفظها آثاراً كبيرة، وهذا ما نجده في أيام المحرم وفي غير ذلك، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنشئين للشعر ومن المنشدين له ومن المتأثرين به والمتفاعلين معه.



مرات العرض: 3404
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 59860.43 KB
تشغيل:

الشعر في الامام الحسين : مقدمة ومدخل ( مجلس)
قبسات من سيرة آية الله العظمى السيد سعيد الحكيم