1 آيات القرآن في مسيرة الامام الحسين
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 1/1/1441 هـ
تعريف:

*"آيات القرآن الكريم في مسيرة الإمام الحسين عليه السلام"*

 

تفريغ نصي الفاضلة كريمة الصفار

 حديثنا هذه الليلة بعنوان "آيات القرآن الكريم في مسيرة الإمام الحسين عليه السلام". و فيه سأذكر بعضًا من الآيات المباركات التي تلاها الإمام الحسين عليه السلام، مستشهدًا بها، في مسيرته تلك منذ خروجه  من المدينة المنورة آخر شهر رجب إلى يوم شهادته عليه السلام في العاشر من المحرم لعام 61 ه‍،  بل إلى ما بعده عندما نطق رأسه الشريف ببعض الآيات في الكوفةٍ و في الشام.  فمن أغراض هذا الحديث أمور كثيرة.  أولها:  التأكيد على ما نعتقده من ألم الإنفصال أو الإنفكاك بين العترة و القرآن الكريم. يتضح ذالك من خلال السنة النبوية الشريفة، كما في الحديث المروي عن سيدنا محمد صل الله عليه و آله في خصوص أمير المؤمنين عليه السلام و هو ثابت لسائر الأئمة من قوله صلوات الله عليه "علي مع القرآن و القرآن مع علي",  و من آحاديثه تلك ماجاء في  حديث الثقلين " ألا و إنهما لن يفترقا حتى يرِدَا علي الحوض "

 ليس هذا شعارًا، و إنما هو حقيقةً و واقعة تفصيلية في كل المواقع و المواضيع التي تمثل الإمام الحسين عليه السلام بآياتٍ لكي يبين أن خطواته و حركاته هي منسجمة تمام الإنسجام مع القرآن الكريم و مع توجيهاته .

 أيضًا فيه بالنسبة لنا نحن المقتدين بالمعصوم  درس تربوي أنه لا بد لنا ان تكون أقوالنا وأفعالنا وسيرتنا مطابقةً لتوجيه القرآن الكريم.  كذلك بالنسبة للمعاصرين لزمان نهضته عليه السلام ضد السلطة الاموية، فإن هذه الآيات المباركات التي يمكن أن يعبر عنها بأنها شعار لكل مرحلةٍ، كانت ردًا واضحًا لدعاوي السلطة بأن خروجه عليه السلام كان مخالفًا للإسلام و لسيرة جده صلى عليه و آله و سلم، و أنه عليه السلام و من معه خوارج.

 كما أن في تلاوته عليه السلام لهذه الآيات المباركات تأكيد بأن القرآن الكريم مواكب لهذه المسيرة الخالدة في كل خطوةٍ و في كل مرحلةٍ.  بطبيعة الحال لن أستطيع في هذا الوقت المحدود أن أتعرض إلى كل الآيات كما لا أستطيع أن أستوفي كل تفاصيل الآية الواحدة، و أنما أكتفي بأن أمر مرورًا فيه إطلالة_ و الحمدلله لدى الحاضرين و الحاضرات من الوعي و المعرفة ما يكفي بأن تفتح لهم العنوان لكي ينفذوا إلى تفاصيل كثيرة .

 و البداية مع تلك الآيات التي تلاها في مرحلة خروجه من المدينة.    كما يذكر المؤرخون، هلك معاوية في الخامس عشر من رجب سنة ستين للهجرة. و جاء البريد إلى المدينة المنورة  يخبر بذالك و بتولي ابنه يزيد الخلافة.  و جرى ما جرى من رفض الإمام عليه السلام لمبايعة يزيد أميرًا للمؤمنين، و تصميمه على عدم الإعتراف بهذه الخلافة الباطلة. فقد عزم على الخروج لظروف شرحناها في سنوات مضت .

عندما خرج الإمام الحسين عليه السلام تمثل بقوله تعالى من قصة موسى  " فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " من الواضح هنا في الآية المباركة أن الإمام عليه السلام يستدعي قصة موسى  عليه السلام التي جرت بعد أن بدأ موسى في مواجهة السلطة الفرعونية و في إيقاف الظلم الحاصل على أتباعه من مؤمني بني اسرائيل

ذات يوم بينما كان موسى عليه السلام يسير في المدينة و إذا بأحد الأسرائيليين يطلب مساعدته ليحميه من قبطي معتدٍ ظالم. و في اليوم التالي قررت سلطة فرعون قتل موسى. فخرج من المدينة خائفًا يترقب باحثًا عن مكان آمن و هو يقول " ربي نجني من القوم الظالمين".  هذه عناصر الآية المهمة التي تستجلب هذا المشهد.

 هناك سلطة ظالمة،  قوم (جماعة) لديهم قوة و   ليس شخصًا عاديًا، إنما النظام الإجتماعي الذي على رأسه فرعون و ملائه من القوم الظالمين.  نبي الله موسى خرج في حالتين حالة ترقب و حالة خوف، كما ذكرت الآية المباركة.  عندما يستشهد الإمام عليه السلام بهذه الآية المباركة فإنه يقول أنا أتمثل بهذه الحادثة.

 و هنا يأتي السؤال كيف يكون الإمام عليه السلام خائفًا والحال أن الخوف لا يتناسب مع العصمة ولا يتناسب مع التوكل على الله عز و جل.

 الجواب على ذلك في قضية عامة ثم نأتي إليها تفضيلًا.  هذه القضية العامة نصيحة لنفسي أولاً و لأمثالي وللأخوة المستمعين والمستمعات أن لا نتسرع في الحكم و الفتوى إلا بعد أن نبحث.

القرآن يقول نخاف و الحسين عليه السلام خائف.  أقول علينا التريث و ان  نرجع الى التفاسير لاسيما ما ورد عن بيت العصمة و الطهارة في مثل هذه الآية، و كيف فسرها كبار المفسرين، كيف تحدثوا.  ما الذي يستفاد؟ ما هي طبيعة ذلك الخوف؟.  بعد ذلك قد نصل الى نتيجة مهمة.  لا نسرع في الأمور لا نثق ثقةً مطلقةً في النتائج التي قد نتوصل إليها. نبحث بقدر الإمكان،  نفتش ، ننقب ، نسأل ، نتحقق ، حتى نصل إلى النتائج.  عندما نذهب إلى هذه الآية المباركة كيف كان نبي الله موسى خائفًا،  نذهب الى نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام لنجد شيئًا صريحًا  في هذا الموضوع.  يقول في إحدى خُطبِه "لم يوجس موسى خيِفة على نفسه إنما خاف من غلبة الجهال و دول الظلال".  هنا يقول أمير المؤمنين عليه السلام وهو باب مدينة العلم و قرين القرآن يقول نبي الله موسى ما كان خائفًا على نفسه و إنما كان خائفًا على رسالته، كان خائفًا على أن الظلال والخاطئين هم الذين يسيطرون على أذهان الناس.

 دول الظلال هي التي تكون سائدة لا دول الإستقامة، غلبة الجهال هي التي تسير الناس و توجههم.

 في أغلب الأحيان الناس لا تكون مع الفاهم و العارف و إنما وراء الجهلة ، وراء غير الواعين.  هذا الخوف على عامة الناس من إنجرافهم  وراء الجهل و الضلال هو  الذي يسمى بالخوف الرسالي و هو يختلف إختلافًا جذريًا عن الخوف المتعارف بين الناس. فخوف النبي موسى عليه السلام من هذا القبيل. 

هنا تسأل كيف يطبق الإمام الحسين عليه السلام الآية على نفسه لو كان خائفًا على نفسه لكان لديه عشرات المخارج لكي يوفر الأمن لنفسه. يكفيه أن يبايع و ينتهي الأمر.  يكفيه أن يقول أنا لا معكم و لاضددكم، فسيكون ذالك مقبولًا  منه كما قبلوا من غيره .

عرض عليه الأمان و عرض عليه الأستقرار،  عرضت عليه الجوائز و عرض عليه البقاء فلو كان يفتش عن السلامة الشخصية  لوجدها أسهل  ما تكون. فكما أن موسى الكليم لم يتوجس خيفةً على نفسه، كذالك كان خوف الإمام الحسين عليه السلام خوفًا على الإسلام أن ينتهي. و قد صرح بهذا قائلًا " إذا بليت الأمة براع كيزيد، فعلى الإسلام السلام".

إذا كان هذا الشخص ( أو أمثاله) هو السلطان القائم بأمر الأمة، فستندثر الأخلاق و تنتهي الشريعة و ينحرف الناس. هذا الذي يخاف منه الحسين عليه السلام، أما على نفسه فلا يخاف،  و كيف يخاف  و هو الذي ذهب برجله إلى فك الموت ليلجه غير هايب و قد آثر الآخرة على الدنيا. كان يستطيع أن يتراجع ولم يفعل و عرف منه بعض من كان معه فعن سمعان مولى الرباب  ، قال:  كنت مع الحسين منذ خروجه من المدينة إلى أن أُستشهد فلا و الله ما سمعته يقول أنه يسالمهم أو أنه يرجع إلى المكان الذي جاء منه .

فأول آية من الآيات تبين لنا أن خروج الحسين عليه السلام لم يكن خروجًا بطرًا ولا خروجًا أشرًا ولا على حسب الكيف، و إنما كانت حالة تخوف،  حالة ترقب ، حالة توجس ، على هذه الرسالة و على هذا الإيمان و على هذه الأمة. هذا واحد من على هذه الآيات المباركات عنوان المرحلة لماذا خرج الإمام  ؟   هل كان خروجه

 أشرًا، لا، بل خرج خائفًا على الرسالة و على الإيمان و على الأمة و القرآن. خرج و هو  يترقب من الممكن أن يهاجم في هذه الأثناء "ربي نجني من القوم الظالمين".   الطرف الآخر كذلك كان ظالمًا صاحب قوة ، فهناك خلفه مجتمع (قوم) ظالمون.  هذا نموذج من الآيات في المرحلة الاولى .

المرحلة الثانية في مكة المكرمة.  عندما وصل الإمام الحسين عليه السلام (سلك) سبل متعددة في ذلك.

 أكبر مصرين في ذلك الوقت بعد مكة التي خرج منها و المدينة التي  كان ساكنًا فيها كانت الكوفة والبصرة.

الكوفة سيأتي فيما بعد خبرها و الرسائل و الرسل و إرسال مسلم (إليها).  (أما) البصرة فكان  أول خطاب من الإمام عليه السلام الى أهلها أن أرسل خمسة كتب إلى أعيانها، فكان منهم   الأخنف ابن قيس (التميمي)  ، و يزيد ابن مسعود النهشلي ، وايضًا المنذر ابن الجارود العبدي  ، و مالك بن مسمع البكري  ، مسعود بن عمر الأزدي    ، هؤلاء كانوا من كبار رجالات البصرة.  أرسل إليهم رسالةً يبين فيها سبب خروجه و أشار في الأخير إلى هذا الكلام  قال "أني أدعوكم الى كتاب الله و سنة نبيه ، فإن السنة قد أُميتت  و أن البدعة قد أُحييت فأنكم أن تتبعوني وتسمعوا قولي أهدِكم سبيل الرشاد".

 و هذه العبارة  "أهدكم سبيل الرشاد"  تنضم إلى آية قرآنية مباركة ايضًا في قضية بني اسرائيل في مقطع آخر أستشهد به الإمام عليه السلام و ذلك في ما جاء في القرآن الكريم من أن مؤمن آل فرعون ،  و كانت له حظوة في داخل البلاط.  فكان هناك تشاور بين أهل الحل والعقد -كما يسمونهم- ماذا نصنع مع موسى و حركته و دعوته؟!.  فبعضهم قال نقتله،  و البعض الآخر لم يقبل هذا الكلام.

هذا الرجل (مؤمن آل فرعون) توسل بطريقة سليمة من التقية والحكمة.  فقال لهم هذا موسى واحد (من إثنين) و كان مؤمنًا بموسى ايضًا. في بعض المواقف يحتاج المرء الى ذكاء، أو يحتاج الى تقية، و يحتاج الى حكمة.  قال: هذا موسى واحد من شخصين؛ إما أن يكون صادقًا في ما يقول و إما أن يكون كاذبًا .

 فإن كان صادقًا يصبكم بعض الذي يعدكم به.  يقول لكم  سيحل عليكم العذاب و سيصيبكم غضب من الله عز و جل. فاذا  كان صادقًا فسيحل عليكم العذاب و الغضب، أما إذا كان كاذبًا لن يضركم شيء و سيتضح لكم في المستقبل أمره. أن كان غير صادق فلا تتعجلوا في الأمر.  هنا يتبين ذكاء الإنسان ( وهنا يتعلم هؤلاء الناس من الذين يكون لديهم إتصال بمواقع الحل والعقد و السلطات)  أنت إذا كان لديك شخصية و موقع أو  جاءك  من المواقع السلطوية  أو السياسية لايصير هذا طريق  الى  الإثراء الشخصي إليك .

متى ما كان هناك  مقاول أستولي على تلك الأمول في جيبي ، أين ما تكون فرصة  أقتنصها إلى نفسي قبل  لا يأتي أحد يصل إليها.  و إنما أسع  الى أن يكون الى دينك وإيمانك و المؤمنين الحظ الأكبر. لا تستثمر  في هذا المال بل استثمر للآخرة.  أعط شيئًا عندما تأتي يوم القيامة يقولون لك بأقتراح فلان نجى المؤمنون بكلام فلان حصل الإيمان على نقطة  قوة هذا الرجل عمل هكذا و طلب منهم أن يتبعوه حتى يهديهم سبيل الرشاد. أنتم أن تتبعوني أهدكم سبيل الرشاد. الإمام الحسين عليه السلام يقول لهؤلاء أعيان البصرة الآن  هناك كلام في الأمة السلطة الأموية بيدها القوة والسلاح والجيش و اذا تذهب بمشورتي وأنا سبط رسول الله صل الله عليه وآله أمش في طريق آخر. و أنا  أطلب منكم أن تتبعوني وأن تسمعوا قولي حتى أهديكم سبيل الرشاد.

لنأخذ مثالًا  مؤمن آل فرعون و السلطة الحاكمة.  فرعون و قومه يجرون البلد الى إتجاه، أنا لدي إتجاه آخر و رأي ثاني.  مادام البدعة قد أُحييت و السنة قد أُميتت و الأمور قد أنقلبت،  فاسمعوا قولي و أطيعوني حتى أهدكم سبيل الرشاد.

هذا ايضًا فيه رسالة لمن يكون له في بلده ، في مجتمعه ،  في أمته ، يدً او عنده قدرة أعلامية ، أو قدرة سياسية ،  أو قدرة إجتماعية، هذا يستطيع أن  يخدم دينه ، و يخدم المؤمنين، و لو على مستوى الرأي و توجيه الكلام الحسن .

لما نأتي لمكان آخر، نجد أن الامام الحسين عليه السلام (يستخدم آيةً) و يستشهد بآية فيها نوع من المفاصلة، و ذالك عند خروجه من مكة متجه‍ًا الى كربلاء . - كان عمرو بن سعيد المعروف بالأشدق كان ايام خروج الإمام الحسين عليه السلام واليًا على مكة فقط و من عينه واليًا معاوية و ليس يزيد أما والي المدينة المنورة فكان الوليد بن عتبة و أيضًا من قبل معاوية -  ما إن بدأ الإمام الحسين عليه السلام و ركبه الخروج من مكة المكرمة متجهًا نحو العراق اعترض طريقهم جنود عمرو بن سعيد الأشدق  والي مكة من قبل الأمويين، و حاول منعه من الخروج من  مكة.   و عمرو بن سعيد هذا معروف بشدته و صلافته . لدى الجند أوامر  بالمنع و إن إستلزم الأمر استعمال القوة فاضطربوا فاشتبكوا  بالسياط بمعنى لم تكن هناك معركة مسلحة نظرًا لأن الامام الحسين عليه السلام لم يكن يريد أن ينتهك حرمة الحرم.  فحدثت مضاربة بالسياط و قادة الفريق الأموي أرادوا أن يردوا أصحاب الإمام الحسين عليه السلام فتمثل بالآية المباركة "لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ۖ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ "

أنا عندي خط و أنتم عندكم خط. و هما خطان متوازيان لا يلتقيان، فيه نوع من المفاصلة.  هذا يشبه ما أوصى به ربنا سبحانه و تعالى بنبينا المصطفى محمدًا صلى الله عليه و آله في سورة الكافرون.  لكم دينكم ولي دين.

 أيها الأ كارم والكريمات احيانًا هناك عبارة صحيحة  ولكن فهمها خطأ و أحيانًا العبارة غير صحيحة أصلًا.  لعلنا نشير الى المعنى هذا في ليلة آخرى.  فإن ما يرتبط بموضوعنا هنا أحيانًا نفس هذه الكلمة "لي عملي ولكم عملكم"أو 

"لكم دينكم ولي دين" هذه من حيث القاعدة صحيحة و لكن يكون التطبيق لها تطبيقًا غير صحيح.  مثال يأتي إنسان بقول لماذا لا تلتزم بالصلاة في وقتها مثلما يفعل المؤمنون ذالك فهو يقول لا أنا لا أفعل ذالك فإن قلت  له "لكم دينكم ولي دين" هذا تطبيق خطأ لهذه الكلمة  . 

فتاة تنصحها مثلاً إمرأة مؤمنة أنت حجابك ليس بالحجاب المناسب، تحجبي بشكل أفضل.  هذا واجب من الناحية الشرعية لا يظهر ما لا ينبغي أن يظهر منكِ،  فتقول "لكم دينكم ولي دين".   القرآن يقول "لكم دينكم ولي دين" هذا تطبيق خاطئ لهذه الكلمة والآية الصحيحة.

متى نقول "لكم دينكم ولي دين"  أو متى نقول "لي عملي ولكم عملكم أنتم برِيئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون" في المواضيع الذي أنا أكون فيها على بصيرة،  أكون فيها على منهج مستقيم،  فيأتي غيري ويضغط علي لأسباب مختلفة فيقول الناس كلها الآن هكذا.

كتب أحدهم ذات مرة لي سؤالًا عن موضوع الإستمناء أو العادة السرية، فكتبت له إن هذه محرمة شرعًا، سواء كانت من رجل أو من امرأة.  اذا الرجل يعبث في أعضاءه حتى يمنى،  هذا يرتكب محرمًا وإذا امرأة تعبث في أعضاءها حتى ينزل المني هذه إيضًا ترتكب  أمرًا محرمًا.  بالاضافة الى  أن هذا فيه أضرار صحية و أضرار على الحياة الزوجية المستقبلية.  قد نتعرض الى مثل هذه القضايا في الليالي القادمة

كذلك لو حدث مثل هذا الأمر في  شهر رمضان فأن هذا مبطل لصومه حتى اذا الإنسان لا يعلم  أنه مبطل لصيامه.  إذن هذا العمل محرم  بحرمة مبطلة للصيام  ، و مؤذية للصحة.  فكتب جوابه على ذلك قال فيه : أنتم شيخنا لا تعيش في هذا المجتمع لأن ٩٠٪‏ من الشباب و الشابات يمارسون هذه العادة السرية.  فأنا  رددت عليه لربما هو  سأل الشباب كلهم و الشابات كلهم هذا السؤال "تعملون العادة السرية؟"،  فأجابوا بنعم،  و عمل هذه الاحصائية.  كيف ٩٠٪‏  !!!! ونحن نعرف الأكثر من الشباب والشابات يلتزمون بحرمة هذا و عدم جوازه .

عندما يتحدث  شخص ويقول  كل الشباب يعمل  هذا العمل أنت  في أي عالم تعيش.  هنا محلها أن لا تتأثر و أقول "عليكم أنفسكم لايضركم من ظل إذا أهتديتم" و  لي عملي من الإلتزام و الإستقامة و لكم عملكم من حيث الانحراف . 

و قلت الاستقامة "أنتم بريئون مما أعمل و أنا بريء مما تعملون" و لكم دينكم في التهتك ، و لي ديني في الإستقامة.  اذا أحد قدم لي نصيحة  بالشيء الحسن ليست في  محلها ،أقول "لكم دينكم ولي دين" و ليس مكانها "أنا بريء مما تعلمون و أنتم برئيون مما اعمل" كيف تتبرأ من أمر أوجبه الله تعالى عليكم!! كيف نتبرأ من حكم شرعي!! .

الامام عليه السلام دعوه  لأن يوالي يزيد و أن ينهدم بذلك الاسلام.  هنا محل "أنا بريء مما تعلمون وأنتم بريئون مما اعمل".  هذا قالها صلوات الله عليه عند خروجه من مكة في أكثر من موضع و ايضًا عندما وصلت رسالة

من يزيد الى ابن عباس ايضًا قال لإبن عباس أن الحسين يريد أن يشق يد الطاعة و يخالفنا اجتمعت عليه الأمة و هذا طريق غير صحيح.  فلما سمع الامام الحسين عليه السلام ذلك قال "لي عملي ولكم عملكم أنتم برئيون مما أعمل و أنا بريء مما تعملون".  هذه الآية الثالثة نحن نأخذ نمادج فالوقت لا يتسع لكل الآيات .

الآية الرابعة آية الأصطفاء

" إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "  هذه أحدى مرتكزات عقيدتنا الإمامية وغالب المسلمين في أنّ الله سبحانه و تعالى كما يقول القرآن يصطفي من الملائكة رسلاً ويصطفي من الناس ايضًا رسلاً . 

يصطفي ذريات ، يصطفي عوائل،  يصطفي أسر،  مثل ما أصطفى آل عمران،  وآل ابراهيم ، اصطفى آل محمد .

 هذه الآية المباركة استشهد فيها الإمام الحسين عليه السلام في مواضع متعددة .

 واحدة من تلك المواضع عندما تحدث مع محمد ابن الأشعث ابن القيس ، محمد ابن القيس رأس هذه الأسرة معروف (حلقة الغدر والنفاق وله تاريخ أسود طُبع به أولاده وبناته ،  ابنته جعدة سمت الإمام الحسن عليه السلام ، وابن القيس خان مسلم ابن عقيل في الكوفة ابنه ،  محمد ابن الأشعث على رأس جيش لمواجهة الإمام الحسين عليه السلام .

فلما وقف الإمام الحسين بين الصفين وخطب فيهم قال هذه عمامة رسول الله أنا لابسها و هذا سيف رسول الله أنا اتقلده عرض الى اعمام ابيه من العترة وناشدهم من حرمته من رسول الله صل الله عليه وآله  ، فقال له : محمد ابن الأشعث وأي حرمة لك من رسول الله إذا كان الحسين ليس من حرم رسول الله وهو ابن بنته وهو ماقال فيه من الأحاديث رسول الله فمن يكون له حرمة من رسول الله هنا.  الإمام عليه السلام أشار الى قضية الاصطفاء "  إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ "

آل ابراهيم و منه رسول الله صل الله عليه وآله وأن النبي قد اصطفى من الله عز وجل و من ذريته الحسنان والذي أمامك هو فلذة من  رسول الله صل الله عليه وآله هذا مورد  .

المورد الآخر عندما خرج علي الأكبر للقتال الإمام الحسين شيعه بهذا الدعاء وخاطب القوم بهذا الدعاء قطع الله رحمك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي  من رسول الله ثم تلى الآية المباركة  " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "

و لذلك يحتاج الى بحث مفصل يرى بعض العلماء أن هذه من المراتب العليا لعلي الأكبر لأن الأصطفاء كما يقول هؤلاء درجات درجة إصطفاء نبوة و عصمة  -هذه الدرجات العليا- ، درجة إصطفاء إمامة و عصمة  ، و درجة ثالثة ليس فيها إمامة ،  الإمامة الإصطلاحية و لا العصمة الإصطلاحية و يكون هناك إصطفاء إلهي ويقول إن إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام في هذه الآية في حق علي الأكبر عند خروجه قد يشير الى هذا المعنى .

فهذه مرتبة عالية هذا يحتاج إليه كما أشرنا حديث أكثر تفصيلاً و لا نستطيع التعرض إليه ، وهذه آية من الآيات . 

و آية نطق بها الرأس الشريف بل آيات منها ماكان في الكوفة مرارًا ، نقل أن رأس الحسين عليه السلام تكلم من على ذلك الرمح تاليًا الآيات  : يتلوا الكتاب على السنان و إنما رفعوا فوق السنان كتابًا .

هذا الرأس الشريف كان يتلو آيات سورة الكهف " أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا " ،

لماذا هذه الآية،  لماذا سورة الكهف ،  هذا يحتاج الى بحث و لكن إشارة عامة سورة الكهف بشكل عام تريد أن تقول للقارئ لاتنظر الى المظاهر،  لا تؤسر بالمحيط الذي تعيش فيه وإنما أنظر الى مابعد ذلك قضية الخضر وموسى لاتنظر الى الأمور الظاهرية اذهب الى بواطن  الأمور الداخلية .

النتائج تُظهر رأس مقطوع وسبايا مأسورة هذا ظاهر الأمر و لكن  " فو الله لا تمحو ذكرنا ولاتميت و حينا"  هذا هو كلام زينب عليها السلام حين رأت الدنيا تلك مستوسقة فمهلاً مهلاً .

الأمور الظاهرية لاتتصور أن نهاية التاريخ هنا بل أن نهاية الأمر هو لنا لاتتصور أن نهاية الحالات هي نهاية الأمر بعد ذلك  ، تأتي الأجيال و الجماهير لكي تخلد ذكر الحسين عليه السلام هل رأيتم رجلاً بحسب الظاهر ميتًا يحشد من الجموع في هذه الليلة مئات الملايين  من البشر،  مئات الملايين من شيعة  أهل البيت في كل قارات العالم .  يحتشدون لأجل نداء الحسين عليه السلام  لاتنظر الى ذلك اليوم انظر الى اليوم .

" أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا " 

ذكرنا في بعض السنوات أن شيخنا الصدوق اعلى الله مقامه الشريف المتوفي سنة ٣٨١هـ

أزال الإستبعاد الذي يتبادر الى أذهان الناس كيف أن رأسًا مقطوعًا يتكلم !!

قال أصعب من هذا بحسب النظر هو اليد،  و الرجل ،  و العين ،  و الأذن ،  و هي يوم القيامة تشهد على الناس  مع انها بطبيعتها لا تتكلم اصلاً بينما الرأس فيه قابلية الكلام  . فإذا أراد الله سبحانه وتعالى من تلك الرجل واليد التي لاتتكلم أصلاً أن تتكلم يوم القيامة إظهارًا لحجة الله وقدرته و ايضًا إظهار لحجة الله في خلقه و وليه على أمر يظهر له من الكرامات مايكون ، مثل هذا الأمر بسيط جدًا .

فسلام الله على الحسين الذي أَحيانا و أحيا  هذه الأمة ، الفكرة التي قالها بعضهم نُحيي المآتم  ، قال لهم بعضهم المآتم تُحييكم نحيي ذكر الحسين ، ذكر الحسين  هو الذي يحييكم  

نحن لولا ذكر الحسين لكنّا غير احياء ، ذكر الحسين هو الذي يحيي  ، أمر الحسين هو الذي يحيي المجتمعات لأننا نحيي أمر الحسين ، الحسين وأمره حيًا باقيًا خالدًا نحن منّا الله علينا أن نستجيب لهذه النداءات التي وجهها أئمة الهدى عليهم السلام لكي نحي بهذه الذكر لكي ننهض بهذا الولاء ..

و نحمدالله أن و فقنا لذلك نسأل الله أن يزيدنا له حبًا و عشقًا و ثباتًا و ذكرًا و التزامًا ..

مرات العرض: 3440
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2548) حجم الملف: 77906.25 KB
تشغيل:

عابس الشا?ري وشوذب
2 أدعية الامام الحسين مدرسة العبودية لله