الاحتفاء بالمبعث والمعراج فائدة ومشروعية
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 27/7/1439 هـ
تعريف:

الاحتفاء بالمبعث   والمعراج   مشروعية  وفائدة


تفريغ نصي الفاضلة فاطمة

قال الله تعالى في كتابه  الكريم " لقد من الله  على المؤمنين إذ بعث  فيهم رسولا  من  أنفسهم يتلو عليهم آياته  ويزكيهم  ويعلمهم الكتاب والحكمة  وإن كانوا  من قبل لفي  ضلال  مبين"
يوم  السابع والعشرين  من شهر رجب  على ما هو معروف عند الأمامية  يصادف  مناسبة مبعث رسول الله  صل  الله عليه وآله  وبداية نزول الوحي  وأول  آيات القرآن الكريم على سول  الله صل الله عليه وآله   وهو  أي هذا اليوم  أولا :عند قسم من  المسلمين يصادف  ذكرى إسراء النبي صلى الله عليه وآله من مكة إلى  فلسطين ومعراجه  من فلسطين إلى السماوات العلى
ثانيا :عند قسم ضئيل من المسلمين   وهم أتباع السلفية   لا يشكل هذا اليوم أي مناسبة   وليس فيه أي فضل   على سائر الأيام بل أن تخصيصه بمزية والاحتفاء به أو الاحتفال بمناسبة   فيه يعتبر بدعة من البدع المحرمة
هذا بشكل عام ما يمكن  أن يشكل مواقف  عموم  المسلمين تجاه هذا اليوم
ثالثا :بالنسبة إلى القسم الثالث  وهم أتباع السلفية  عندهم مسألة  أساسية   وهي أن  مالم يأتي به رسول الله   صل  الله عليه وآله و ينص  عليه  بفعله فأن هذا الفعل لا يعتبر  من أمور  الدين فيكون بدعة   وإذا   صار بدعة  فأنه محرم ولا يقتصر الأمر  على قضية المبعث  أو الإسراء  والمعراج  أو غير ذلك  وإنما  كل المناسبات  الدينية والتاريخية التي عندهم  لم يثبت  فيها  عملا خاصا عن  النبي  يعتبرون ذلك  أمرا بدعية  الاحتفال بمولد  رسول الله  بدعة  الحزن في يوم وفاة رسول الله  بدعة  تخصيص أياما معينة في السنة  بأعمال عبا دية خاصة بدعة  وعلى هذا المعدل
والبحث  معهم إنما ينبغي   أن يكون  بحثا في أصل المسألة  لا في خصوص يوم  المبعث  أو يوم  المولد وقد تكفل  العلماء من الفريقين يعني من شيعة  أهل البيت  ومن أتباع  مدرسة  الصحابة  من غير السلفيين  بكتابة كتب  وكراسات  يثبتون فيها أن ما ذهب إليه هؤلاء   من القول  ببدعية  الاحتفالات   والاحتفاءات  والصيام  والصلاة وما  شابهه    في هذه الأيام    ما ذهبوا ليه من بدعيتها هو أمر خاطئ ء والدليل  قائم على خلافه
فلا ينبغي أن يكون هناك  بحث في خصوص هذه المسألة إذا حلت  أصل المسألة  أن مثل هذه الأمور  لا ينطبق  عليها عنوان البدعة  لا  من الناحية الكبرى  ولا  من الناحية الصغرى   باعتبار أن هناك   روايات وهناك أحاديث عن أئمة أهل البيت  عليهم السلام في طرف مدرسة الأمامية  وهناك قواعد عند الأكثر  من أتباع مدرسة   الجمهور مدرسة  الخلفاء   تنتهي   إلى عدم بدعية هذه الأمور   وإنما هي   مطلوبة ومرغوبة
بالنسبة إلى المناسبتين    الأخريين هناك كلام  عن الإسراء والمعراج  وهو  من الناحية الرسمية عند الأكثر  من المسلمين من أتباع  مدرسة   الخلفاء  المذاهب الأربعة  مستثنى منها  الحالة السلفية  وامتداداتها يعتبرون الإسراء والمعراج    مناسبة دينية  مهمة  ويتحفون  بها إحتفائا بالغا    وينقلون ذلك الاحتفاء  في وسائل الأعلام  في القنوات  التلفزيونية ويرعى  رعاية رسمية  من قبل  الرؤساء وحكام  كثيرا من البلاد الأسلاميه
كما قلنا نستثني هنا الحالة السلفية وهي  لا تشكل  بالقياس  إلى سائر  المذاهب  لا تشكل  شيء كبير جدا
عند الاماميه  لم يثبت  بشكل  قاطع  إن هذا التاريخ تاريخ   السابع  والعشرين  من شهر رجب  لم يثبت أنه  مصادف  لذكرى إسراء النبي   ومعراجه
الإسراء والمعراج  :حقيقة  لا ريب فيها  أنبئ   عنها القران الكريم بل  لقد ذهب بعض العلماء   إلى  تعدد هذه الحالة   أي  لم تكن مرة واحدة  ولكن   أصل القضية  مما  لا يرتاب فيها إنسان مسلم      بعدما أنبئ  عنه القرآن  الكريم وتواترت  به السنة الشريفة   وأن  النبي أسري  به أي  قطع المسافة  الأفقية  من  المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى  في الليل  والليل يقال له  السرى   في مقابل السير الذي  هو في النهار   ولم  يذهب هو  يعني   لم يكن   قد سرى وإنما  أسري به  بفعل  إلهيا أعجازي  فتم ذلك الانتقال  والحركة الأفقية  في الليل ولذلك  قيل أسري  به   وكان  ذلك في حال  اليقظة  وكان ذلك أيضا في حالة   البدن  والروح   لا مجرد الإسراء بالروح    وإنما  بما يشتمل على البدن  والروح وهذا معنى  بعبده إذ لا يقال    لروح أنها عبدا  العبد و  الإنسان  هو  مجموع البدن  مجموع  الجسم مع روحه  أسرى بعبده : يعني  بهذا الكيان بشكل  كامل وفي  حال اليقظة  و ليس في حال النوم  هذا في قضية الإسراء  ثم المعراج تكفلت به  سورة   النجم "ثم  دنى فتدلى  فكان قاب قوسين أو أدنى  فأوحى إلى عبده  ما أوحى"
وهذه كلها أشارات  تشير إلى أن الإسراء من جهة  والمعراج من جهة   كان  بمجموع البدن والجسم  ولذلك  ما ورد في بعض الأدعية   أو  في نسخ بعض الأدعية  كما ورد  في دعاء الندبة  بأنه  بروحه  هذا لابد أن يكون  من   وهم النساخ   أو  هذه النسخة غلط  بناء  على أن هذا الدعاء  تاما السند إلى  الإمام المعصوم
فالإسراء والمعراج :حقيقة  لا ريب فيها أنبأ  عنها القران  الكريم  تواترت بها السنة الشريفة
نعم هو ليس في درجة البعثة ولذلك  نحن نعتقد أن  المناسبة لو فرضنا أنهما في يوم واحد  مع أن هناك  أراء تاريخية  تقول أن  الإسراء والمعراج    حدث في ليالي  شهر رمضان  لو فرضنا أن  حادثة الإسراء  وحادثة  المبعث  كانت في يوم سبعة وعشرون   من  شهر رجب  لو فرضنا  ذلك فأنه ينبغي  أن يكون  الاحتفاء والاحتفال  بالمبعث أكثر أهمية
الإسراء والمعراج    أكثر  ما فيه هو أنه  معجزة  من معجزات رسول الله   صل الله  عليه وآله   كرامة  من كرامات  رسول الله  أعطاه  إياها    الله  عزوجل
أما البعثة  والمبعث  : فهي قطيعة بين زماني فهي بداية كل الخير الذي  نشاء عن نزول الوحي على خاتم الأنبياء محمد صل الله عليه وآله
ولذلك نجد أن التعبير في القرآن الكريم كما قرأنا الآية المباركة   "لقد من الله على المؤمنين
لماذا؟ متى  ؟ إذ بعث فيهم  رسولا منهم
الله الذي خلق الكون  لهذا الإنسان وللمؤمن   وأنعم عليه بكل النعم وأسبغ  عليكم  نعمه  ظاهرة  وباطنه  لا يعتبر ذلك  شيئا  يمن به على الناس
الدنيا كلها  لهذا الإنسان  ولكن  الدنيا لا تعدل عند الله  جناح بعوضة  فليس  في محل  لأن  يمن بها  ولان يشار إليها  أنا أعطيتكم  الدنيا     أعطيتكم كذا  ليست في هذا المحل  لكن عندما  يأتي الحديث  عن بعثة   رسول الله
 يقول " لقد من الله على المؤمنين   متى.؟ إذ بعث فيهم  رسولا منهم
مجيء رسول الله صل الله عليه وآله   سيد الكائنات  صل الله عليه وآله عندما  بعث إلى هذا الخلق   وبذات للمؤمنين  به   لأنه   من لم يؤمن به  لم يستقبل هذه المنة  لم يستقبل هذه  العطية    المؤمنون به  عندما جاءهم   حصلت لهم منة   عظمة من قبل  الله  عز وجل  أن  وصلت إليهم فينبغي  عليهم  إن يقدر  قدرها  وأن  يلتفتوا إلى شأنها   ولهذا  لو كنا يبغي أن نحتفي  بأحد  هذين الأمرين بالإسراء  والمعراج من جهة أو  بالبعثة  النبوية
الإسراء والمعراج  معجزة   من المعا جز  مهمة جدا  أيضا  حصل فيها ما بان من فضل رسول الله  صل  الله عليه وآله  بناء على الرواية  شرعت   الصلاة في أول  أمرها  والنبي في السماء إما النبي  الأنبياء والملائكة  في ذلك  العالم شهد لأمير المؤمنين  عليه السلام  بالولاية والامامه  في  الأذان الذي أقامه جبرائيل   كما  في روايات أهل البيت عليهم السلام   سمي  الأمير أمير المؤمنين  عليه  السلام بالصديق  الأكبر  منذ ذلك الوقت وصل النبي  إلى مقاما  لا ولم ولم ولن   يصل إليه مخلوق  من مخلوقات الله عز وجل  مقاما تدني إلى  تشبيه  أنه عند قاب قوسين  وأدنى من ذلك  دنو ا واقترابا  من العلي الأعلى  سبحانه وتعالى هذه  كلها خيرات  وبركات  حصلت في المعراج  ولذلك هو مهم
لكن يبقى  في الأخير  هو معجزة  تصدق بعثة النبي  صل  الله عليه وآله   هو دليل  على شيء  أكبر وأعظم  وهو  بعثة النبي صل الله عليه وآله  كسائر  المعجزات  في  إن غايتها  أن  تصدق البعثة  أن تصدق  الرسالة  أن تصدق  الارتباط  بين  النبي وبين ربه  مثل معجزة انشقاق  القمر مثلا   مثل سائر المعاجزالأخرى  صغرت أو عظمت فإنما  هي طريقا ودليل على شيء أكبر  وهو بعث  النبي ورسالة  وارتباطه  بالله عز وجل فينبغي أن يكون العناية والاحتفاء به
إما إذا لم يكن  بينهما هناك تخالف لنفترض أن فريقا  من المسلمين  وهم   كما قلنا أكثر أبناء مدرسة  الخلفاء  كان لهم طريق للاحتفاء برسول الله  وبإسرائه ومعراجه  هذا شيء جيد  قد  يكون لم يثبت لهم   أن  قضية المبعث في هذا اليوم أو رأوا  فيه فضائل أي في الإسراء والمعراج  فضائل  استثنائية فأرادوا  الاحتفاء به لا نرى في ذلك مشكلة  المهم  أن يجتمع المسلمون  على تعظيم  شأن رسول الله وعلى  تفخيم  منزلة وعلى  أعلاء شأنه  وقدره  حتى  يقتربوا إلى معدن  النور والرحمة  بأبي هو وأمي  صلوات الله وسلامه عليه
لذلك  نحن لانرى في أمر الاحتفاء  بالإسراء  والمعراج من قبل  مدرسة الجمهور لا نرى فيه مشكلة  نعتقد لو كنا  بالخيار بين أن نحتفي  بالبعثة أو الإسراء  نقدم البعثة  على الإسراء  لأنه  الإسراء والمعراج  إنما هو معجزة  للبعثة  ودليل على البعثة ولأنه الخيرات والبركات المترتبة على  بعثة  النبي  هي من العظمة  والسعة والشمول  ما تشمل أيضا  الإسراء والمعراج  لكننا  أيضا نؤيد  أن يحتفي  ويحتفل  باقي المسلمين  بقضية إسراء النبي  ومعراجه لاسيما   إذا انتفى منها الروايات   غير الصحيحة والتي أحيانا  تبالغ في شأن بعض  المناطق  أو في شأن بعض  الأمور  لأنه  هذا مما يفسد  نقاء الاحتفال والاحتفاء   بهذه المناسبة العظيمة  نسأل الله سبحانه  وتعالى أن  يعرفنا نبينا الكريم  وأن يجعلنا  من أتباعه في الدنيا وأن يحشرنا  معه في الآخرة أنه على كل شيء قدير وصل الله على محمد وآل محمد الطاهرين

مرات العرض: 3410
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2577) حجم الملف: 27775.36 KB
تشغيل:

الأنبياء والأئمة لماذا تزوجوا نساء مخالفات لهم ؟
ماذا قدمت شخصيات الدين ؟ وفاة السيدة زينب