الأنبياء والأئمة لماذا تزوجوا نساء مخالفات لهم ؟
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 13/6/1440 هـ
تعريف:

الأنبياء والأئمة .. لماذا تزوجوا زوجات مخالفات ؟


تفريغ نصي الفاضلة فاطمة الخويلدي

( ضرب الله  مثلاً للذين كفروا امرأة نوحٍ وإمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبانا صالحين فخانتاهنا فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل أدخلا النار مع الداخلين وضرب الله مثلاً للذين آمنو إمرة فرعون  إذقالت ربي إبني لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون  وعمله ونجني  من القوم الظالمين ومريم إبنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين )آمنا بالله صدق الله العلي العظيم

هذه  الأيات المباركات من سورة التحريم تسلك مسلك ضرب المثل لتقريب الشيئ الفكري المجرد بمثلٍ خارجيٍ  مجسد وهذه طريقةٌ موجودة في اللغات عموماً وفي اللغة العربية على وجه الخصوص وذلك لأن الإنسان يتعامل مع المجسدات والأمثال الخارجية بسهولة أكثر مما يتعاعل مع المجردات ومع الأفكار وبعض الباحثين في الأديان يرى إن من جملة الأسباب التي دعت الناس في الأزمنة الجاهلية على إتخاذ الأصنام والأوثان والرموز الخارجية كألهة والتقرب إليها يرى بعض الباحثين أن جزءاً من ذلك عائدٌ إلى أن الإنسان بطبيعته أسهل عليه أن يتعامل مع شيئ مجسم ٍ خارجيٍ يعرف أبعاده وحدوده يراه يتلمسه أكثر مما يتعامل مع فكرة مجردة مثل قضية الله سبحانه وتعالى لا يرى لا يلمس لا يحس به بالأعضاء والحواس الخارجية فيتخذ بعض الناس الأمثال و الأصنام و الأوثان و الأنصاب و غير ذلك كرموز لذلك الإلهة طبعاً هذا ليس بمقام تبرير الفعل  الفعل غير صحيح ولكن يكشف هذا عن أن الإنسان بطبيعته أسرع في تناوله وتعامله مع الأمثلة الخارجية والظاهرية من التعامل مع الأفكار والنظريات بناءاً على ذلك يقوم الدعاة تقوم الكتب السماوية يقوم الأنبياء لتقريب الأفكار للذهن الإنساني بضرب الأمثلة وتبينها من خلال المثال في القرآن الكريم هناك حوالي عشرين مثال ضرب في القرآن كأمثلة خارجية لكي توضح فكرةً نظرية ً ومجردةً من جملة ذلك ما ورد في هذه الأيات المباركات كأن هذه الأيات تريد أن تشير إلى فكرة هذه الفكرة إن البيئة التي يعيش فيها الإنسان ليست جابرةً له على الهداية لو كانت بيئة مهتدية وليست  جابرةً له  على الضلال لو كانت بيئة ٌ منحرفة  يستطيع الإنسان أن يتمرد على بيئته ليس صحيحاً القول بأن الإنسان هو إبن بيئته قهراً وقسراً وجبراً كلا فبإمكان الإنسان أن يتمرد على البيئة المنحرفة وأن يصبح طيباً كما أن البيئة الملتزمة أيضاً لا تساوي بالضرورة الهداية فقد يكون الإنسان في أقدس بيئة وأنظف جوٍ إلا أنه مع ذلك يخرج إنساناً منحرفاًهذه الفكرة القرآن الكريم يأتي بنماذج خارجية وأمثلة ظاهرية لكي يعبر عنها

ضرب الله مثلاً للذين كفروا هذا المثال تجسد فيه الكفر والجحود في أقصى درجاته بحيث أصبح مثال الكافرين من إمرأة نوح النبي عليه و على نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام  ولوط النبي أيضاً هذان النبيان الكريمان كانا لديهما زوجتان الزوجتان  كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين .

لاحظوا الإشارة إلى بيئة الصلاح مع إنه ما دام نوح نبي ولوط نبي ليس بحاجة إلى أن يشير إلى أن هذا صالح لكن يراد أن يركز على أن هذه البيئة كانت بيئة صالحة من عبادنا وأيضاً صالحين مع ذلك فخانتاهما الخيانة هنا باتفاق المسلمين من أهل السنة ومن شيعة أهل البيت عليهم السلام على أن الخيانة هنا لا ترتبط بأمر العرض وإنما هي خيانة في الدين والإتباع هذا عليه الإجماع ولا يعبئ بمن قال خلاف ذلك من رأي شاذٍ سواء كان القائل من أتباع مدرسة الخلفاء أو من مدرسة أهل البيت تنزيه الله سبحانه وتعالى لأنبيائه من جهة وعدم نقص الغرض من جهة أخرى يقتضي أن تكون  زوجات الأنبياء غير زانياتٍ وغير فواحش أما تنزيه النبي فواضح تصور أن نبياً من الأنبياء يأتي ويدعو الناس إلى الصلاح والفلاح والتقى بينما زوجته سرى على بابها مثلاً واحد طالع وواحد داخل أي إهانة لصاحب الرسالة السماوية أعظم من هذا هذا واحد ويلزم نقض الغرض

غرض إرسال الأنبياء إحاطة العباد للهدى والتقوى وجذبهم إلى النبي وإلى تشريعاته فكل شيئ يطرد الناس عن النبي منفيٌ عن النبي ولذلك قالوا مثلاً النبي لا يكون ناقص لا يكون خلق مشوه لا يكون قبيح إلى غير ذلك لماذا؟ قالوا لأنه يلزم من ذلك أن ينفر منه قسمٌ من الناس لو كان مثلاً مشوهاً لو كان ناقصاً فأي نقصاً أعظم من أن تكون زوجته مثلاً بغية أو زانية أو غير ذلك

أنت تصور ليس نبي بل إمام جماعة أنت تصلي خلفه ويكون عندك خبر أن زوجته هذه غير عفيفة مع إنه غير مقصر وليس له ذنب ولا تسقط عدالته بذلك لكن مع ذلك يجدوا الناس أنفسهم يصدون عن هذا الإمام

فما ظنك بالإمام المعصوم وما ظنك بالنبي  لذلك قالوا فخانتاهما هنا هي خيانة بعدم الإتباع كان ينتظر منهما إمرأة نوح وإمرأة لوط أن تتبع الأنبياء وأن تتأثرا بالهداية أقرب الناس إلى النبي والبيئة بيئة خير وبركة بيئة اتصال بالله عزوجل سلوك النبي معها ينبغي أن يكون داعياً لها بأن تكون أفضل النساء المؤمنات لكن خانت هذه البيئة ولم تتأثر بها فخانتاهما آن إذن فلم يغنيا عنهما  عن الزوجتين شيئاً

وقيل أدخل النار مع الداخلين هذان نموذجان في موضوع مثال الكفار الآتي لم تتأثر بأفضل بيئة يمكن أن تحصل لإنسانٍ وهي بيئة النبوة بيئة الرسالة بيئة الإتصال بالله عزوجل وفي هذا تحذيرٌ واضحٌ لزوجات النبي محمد صلى الله عليه وآله ثم يأتي المثال الأخر ويقول ضرب الله مثلاً للذين آمنوا هذا مثال للمؤمنين مع إنها إمرأة ولكن هذا مثال للمؤمنين رجالاً ونساء

لا تأتي واحدة وتقول أنا عشت ظروف صعبة وقاهرة ولم أستطع والدي كان قاسياً وأنا طلعت متمردة أمي كانت جاهلة فطلعت مثلها أخواني أعمامي  هذا غير مقبول أبداً هل هناك بيئة أسوأ من بيئة سلطان متجبر جبار لا يعرف ربه بل يدعي هو الرب قال أنا ربكم الأعلى ليس أي رب أيضاً بل أنا ربكم الأعلى قال فيما يذكرون وهذه القصص لا يعلم مصدرها لكن فيها بعض الإشارات يقال

إن إبليس طرق الباب على فرعون حتى يدخل عليه فرعون من الداخل قال من هذا الذي يطرق بابي قالو ا له أنت الذي تقول أنا ربكم الأعلى ولا تعلم من الذي يطرق بابك كيف رب أعلى هذا  فتح الباب له دخل إبليس ماذا عندك قال له إبليس يخاطب فرعون يقول له أنت صاحي لما قلت هذه القصة أم لا  لما قلت  أنا ربكم الأعلى قال له كيف

قال له أنا سجدة واحدة ما سجدت ولعنوا خامسي يعني قالها مذموماً مدحوراًمن تبعك لأملأن جهنم منهم أجمعين  في مكان أخر وأن عليك لعنتي   إلى يوم الدين  لم يدع شيئ علي وأنا فقط سجدة واحدة لم أسجد  أنت صاحي لما  تاتي وتقول أنا ربكم الأعلى ماذا سيفعلون بك  يوم القيامة

فهذه البيئة بيئة واحد الذي يتحدى ربه بهذا المقدار أنا ربكم الأعلى يقول يعني لا أحد يقف أمامه لا في فعلٍ مستحب ولا في ترك واجبٍ  والزوجة  هنا بشكل طبيعي أن تكون خاضعة له أولاً بمقتضى الزوجية ثانياً بمقتضى السلطة والملوكية ومع ذلك قالت  ربي إبني عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين هذا نموذج للمؤمنين مهما بلغ ظرفكَ وظرفكِ الضاغط عليك لن يكون أشد ظرفاً وضغطاً من ظرف آسيا زوجة فرعون لهذه الجهة التي ذكرناها ومع ذلك عبدت ربها وكانت مؤمنة بالله عزوجل وبقيت هكذا إلى أن  علم بها فرعون فقتلها وذهبت شهيدة إيمانها هذا النموذج الأعلى والنموذج الأخر فيه إشارة إلى البيئة الإجتماعية الضاغطة ليست البيئة الزوجية

 ومريم إبنت عمران التي احصنت فرجها  فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه  وكانت من القانتين مريم إبنت عمران أتت في وسط المجتمع الإسرائيلي ذاك الوقت الذي أتت فيه مريم كان الزنا فاشياً  في المجتمع الإسرائيلي ولعلك تلحظ القرآن الكريم هذا الكلام إشارة

 ما كان أبوك إمرء سوء وما كانت أمك بغية

لست أنت  من هذه الأسرة كأنما بقية أفراد المجتمع لو عملوا هذا كأنه أمرٌ متوقع منهم لكن أنت غير متوقع منك فبقيت هكذا محصنة عفيفة لم تتأثر بهذا وحافظت على شرفها فأكرمها الله عزوجل بأن  جعل من نسلها  إبنها رسولاً ونبياً وهو عيسى إبن مريم سلام الله عليه هذه النماذج نموذجان للمؤمنين ونموذجان للكافرين تريد أن تقول لنا عدة أمور  أول أمر من الأمور أن الأنبياء والأوصياء يعيشون الحالة الطبيعية في المجتمع بكل تلاوينه وأشكاله وإنخفاضاته وإرتفاعاته

لا تتصور أن النبي عندما يأتي إلى مجتمع يعيش كل في ضمن أجواء الذين حوله كلها أجواء من النزاهة والقداسة والإرتفاع والمناقب

لا بل يعيش في مجتمع طبيعي و يتزوج ضمن هذا المجتمع ينجب ضمن هذا المجتمع وضمن معادلاته فتراه ميلاً أي النبي هم عنده زوجة في مستوى أعلى النساء يضرب  بها المثل وتجد زوجة أخرى في أسوأ  الدرجات تخونه في رسالته ولا تعتني بدعوته بل تتآمر مع الكفار عليه يعني بالنسبة إلى زوجة نوج وإلى زوجة لوط ذكروا أنهما كانا تتآمران مع الكفار على النبّين  وفي قضية لوط على وجه التخصيص لما كان أولئك يأتون المنكر ويقطعون السبيل ويمارسون الشذوذ   وأي شخص يمر عليهم  يعتدون عليه لما أتى الملائكة ليوقعوا العذاب الذي خبر عن الملائكة هي زوجة النبي لوط وصلت خبر  إنه تعالوا ترى الرجال  عنده  صيدة  لكم إذا يوجد شخص لديه رغبة فليأتي هذا غاية في البذاءة غاية  في الشناعة ليس فقط لم تكن مؤمنة برسالته وإنما تحرض الكفار وتتآمر مع الكفار على  النبي فهم تجد نبي من هذا النوع لديه زوجة وتجد نبياً عنده زوجة كخديجة وهو نبينا محمد صلى الله عليه وآله   وهذا يفتح لنا باب على مسألة أخرى إنه لماذا  تزوج الأنبياء والأوصياء و المعصومون بعض النساء المخالفات لهن عندنا مثال قرآني على أن نبين ويفترض أكثر ولكن هذا ما ذكره القرآن الكريم هذي المثالين نبيان تزوجا زوجتين وهاتان الزوجتان خانتا رسالة النبين نأتي إلى نبينا محمد صلى الله عليه وآله أيضا كان فيما بين زوجاته مشاكل وقضاية تحدث عنها التاريخ نأتي إلى المعصومين عليهم السلام أيضا نفس الكلام الإمام الحسن إحدى زوجاته جعدة بنت الأشعث التي سمته الإمام زين العابدين عليه السلام والإمام الباقر كان منهم لما تزوج إمرأة ثقفية وكانت المرأة الثقفية التي تزوجها الإمام زين العابدين تعجبه فما لبث أن طلقها فلما سأل عن ذلك قال سمعتها  تبرئ من علي إبن أبي طالب فكرهت أن أضم إلى نحري جمرة من جمر جهنم يعني إمراة بعد ما تزوجها وكانت تعجبه ومرتاح لها الإمام زين العابدين عليه السلام ألا إنها على ما يبدو كانت متأثرة بفكر الخوارج فما كان من الإمام إلا أن طلقها الإمام الجواد عليه السلام تزوج من أم الفضل بنت المأمون العباسي وكانت لديها مشاكل تصطنعها وتفتعلها مع أم الإمام    الهادي صلوات الله وسلامه عليه  وهذه ترى نفسها بنت الخليفة وعربية وتلك مولاة يعني أصلاً ليست فقط غير عربية وإنما جارية مشتراة فترى نفسها في مرتبة عالية بالنسبة لها

إذن يوجد في تاريخ الأنبياء في تاريخ المعصومين في تاريخ الأئمة عليهم السلام  من الزوجات المخالفات لهم في توجهاتهم في أفكارهم الذي يجيب على هذا اولاً أن الأنبياء والمعصومين عليهم السلام  إنما يتعاملون مع المجتمع ضمن مقايسه العادية ولا يتعاملون مع المجتمع ضمن مقايسهم هم إذ لو تعاملو مع المجتمع ضمن مقايسهم هم لبقوا عذاباً ولم يتزوجوا أبداً  لو افترضنا أن النبي محمد صلى الله عليه وآله لا يتزوج إلا إمراة في مستواه يعني لا يتزوج طول عمره لأنه لا توجد إمرأة في مستواه صلى الله عليه وآله وسلم   نعم  يوجد هناك استثناء في خصوص أمير المؤمنين عليه السلام وفاطمة عليها السلام فاطمة كفئ علي وهذا بالنصوص الكثيرة عندنا أما غير هذا النموذج لا يوجد لا النبي  توجد له مكافئة ولا الإمام الحسن والا الإمام الحسين ولا الإمام السجاد ولا سائر الأئمة بل ولا الأنبياء السابقون أيضاً هل هناك إمرأة مكافئة لنبي الله نوح؟ لا توجد فإذن إذا لازم يتزوج وحدة من مستواه مكافئة له لا يستطيع أن يتزوج وهذا ما أشار إليه الإمام الهادي عليه السلام بقوله

  لو لم يزوجنا إلا كفئٌ لما تزوجنا أبداً

لو نحن كنا نبحث عن المكافئ يعني أنا أريد شخص في مستواي علماً عملاً تهذيباً  أخلاقاً أصاهر واحد بمستواي ما أحصل أتزوج إمرأة بمستواي ما أحصل فأبقى أعذب الحالة العامة الحالة الإجتماعية  التي يتزوج فيها النبي والإمام ويمارس فيها قدراته العادية وعلمه العادي أيضاً يعني لما يبحث عن زوجة لا يستعين بعلمه الإلهي المذخور له من عالم الغيب لا هذه ليست من القضاية التي تحتاج علم الغيب والعلوم الخاصة ليست لمثل هذه الأمور ليس كل شيى يفكر فيه الإمام يذهب لعالم الغيب والمعجزة حتى يقوم به وإلا  أصبحت هذه الأمور من لا يكونوا من علو المقام هذه كفاءات خاصة أعطيت للإمام عليه السلام وللنبي لستعمالها في مواضع خاصة لا في كل مكان فيأتي الإما ويأتي النبي يخطب هذه المرأة التي ظاهرها ظاهر الصلاح من الممكن أن تبقى على صلاحها ومن الممكن أن تكشف عن إمرأة أخرى والتي تبين إن هذه إمرأة خارجية كيف يعرف الإمام إنها إمرأة خارجية لطول المعاشرة والحديث والكلام وما شابه ذلك كيف يعرف الإمام الجواد أن أم الفضل على سبيل المثال عندها حالة غير طبيعية من الغيرة والأنفة والشعور القومي الأستعلائي على غيرها إنما يكون هذا بالمعاشرة وهكذا بالنسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله عندما يتزوج هذه أو تلك لا سيما أن بعض أنحاء الزيجات كانت لأغراض مختلفة نحن نشاهد مثلاً بالنسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قبض عن تسع نساء   قد لا تجد شخصيتين إمرأتين يتشاكلان في الغرض من الزواج بهن تسع نساء ولا تجد شخصيتين في الغرض في الداعي  على زواجه منهن توجد إمرأة تراها مقطوعة في الحبشة الغرض الأول له حالة رعاية وحضانة لها وهذه لا تجدها عند غيرها واحدة أخرى قد يكون لجهة أبيها أو أهلها أو ما شابه ذلك واحدة ثالثة لغرض ثالث إمرأة كبيرة في السن ليس لها عائلٌ وليس  عندها أهلٌ ولا عشيرة ولا ما شابه ذلك فأئمتنا صلوات ربي وسلامه عليهم أيضاً كان عندهم مثل هذه الأمور هذا أول ما يشير إليه القرآن الكريم أو نستفيده من القرآن الكريم في ضرب هذه الأمثلة الأمر الأخر الذي نستفيده وهو قضية إجتماعية معاصرة أيضاً لنا وهي أنه لا ينبغي أن يقبل من زوج أو زوجة إنه مثلاً أنا زوجتي كما قال بعضهم

أنا زوجتي كانت في أول أمرها جيدة الأن أصبحت لا تلبس جوراب فأفكر أن أطلقها تلطلقها لا سيما لو كان عندكم أولاد وأسرة لأنها تركت لبس  الجوراب 

طيب هذا واجب من الواجبات يجب على المرأة أن تستتر عن الأجانب ومن جملة ذلك أن تغطي قدمها سواءً بالجوراب أو بالثوب الطويل أو بأي طريقة من الطرق لكن لو فرضنا إن إمرأة ما لم تلبس  أين الأمر بالمعروف منك لها أين العظة أين الإرشاد أين الصبر عليها أين التحمل لها أين محاولة هدايتها  القرآن الكريم يقول لنا أن واحد من الأنبياء صبر على زوجته طيلة مدة الدعوة يعني لو فرضنا قضية نبي الله نوح صح ما يذكر تسعمائة وخمسين سنة فترة الدعوة لأن هناك كلام

فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً هل هي فترة الدعوة أم لا الفترة العامة الكلية على أي حال على أقل تقدير مئة سنة بحسب أعمارهم في تلك الأزمنة وهذه أيضاً كانت على طريقتها من الإنحراف وعدم الإقبال في زمان النبي نوح لما أتى بهذه الدعوة لم تبالي بدعوته ولم تستجيب له ولم تقبل منه  لم يأتي ويقول ما دام لم تقبلي دعوتي وأنا النبي أنا الرسول من قبل الله يا فاعلة يا تراكة إذهبي فأنت طالق

لم يفعل هذا وإنما بقي وبقيت وحافظ عليها مع إنها لم تكن مطيعة لله حتى ورد في بعض الآثار إنه سؤل نبي الله نوح أن يا نوح الأن انت زوجتك ليست جيدة بهذا المعنى فهي لا تطيعك لا تعبد ربك لا تستجيب لك في أمور الدين فلما لا تطلقها

طلقها ومع السلامة مثل ما في هذه الأيام كيف قسم من الناس عندهم  أوكازيونات وتخفيضات على الطلاق كلمة والثانية طلقها واستريح الأب أحياناً يأتي يقول للأبن زوجتك هذه طلقها وش لك فيها الأم تحرض إبنها على الطلاق وبالعكس أيضاً تحرض الزوجة على طلب الطلاق وهكذا  كيف هذه الأبوة كيف هذه الأمومة  وأين الحكمة فأتوا جماعة وقالوا لنبي الله نوح  يا نوح أنت رجال وأنت نبي فوق هذا وهذه إمرأة منحرفة لما لا تطلقها وتستريح منها فقال كلاماً يفهمه الحكماء  قال إن الله لابد ان يبتلي عبده ببلاء هذه الدنيا ليست صافية  لبن كما يقولون لابد فيها إبتلاء  فأن يكون إبتلائي باحد هو تحت يدي خيرٌ لي من أن يكون إبتلائي بأحدٍ أنا تحت يده يعني إذا الله ورطني بسلطان ظالم  كل يوم امجرجرني وأمعذبني وامأذيني  وما شابه ذلك هذا قد يكون لا طاقة للأنسان به أنا الأن إبتلائي بإمرأة هي تحت يدي على كل حال آمرها أوديها أجيبها رزقها علي فلأن يكون إبتلائي تحت يدي خيرٌ من أن يكون إبتلائي  بأحد أنا تحت يده واحد جبار واحد ظالم واحد كافر متسلط واحد كذا وهذه حكمة أنت بالتالي إبتلائك في الدنيا بهذا المقدار زوجة قليلاً لديها مناكفة لك هذا أسهل لا تتصور إذا حصل الطلاق سوف ينتهي الموضوع  سوف يبدأ إبتلائك في مكان أخر لأنه أنت إنسان في هذه الدنيا عرضة للبلاء فإذا خلاص هذه طلقتها لا يعني إن البلاء قد إنتهى من عندك قد يفتح لك ملف جديد وقد يكون فيه أنت تحت ذلك الذي أبتليت به  تبتلى بشخص يطالبك بأموال تبتلى بظالمٍ يؤذيك تبتلى  بجارٍ تشيخ منه وتعيف الحياة من أذاه فلا ينبغي بعد هذا أن يفكر  شخصٌ أنه ما دام زوحتي أراها هذه الأيام تغلظ صوتها علي وترفع صوتها علي أو لا تذهب إلى بيت أهلي أو لا تزور أمي أو لا تطبخ أو إلى آخره فإذن دعوني أ طلقها 

نبي الله نوح زوجته يعبر عنها القرآن الكريم بأنها خانته وقلنا أنه في غير أمور العرض والشرف ومع ذلك بقيت معه ولوط ايضاً نفس الكلام ومقابل هذا نفس الكلام بالنسبة للزوجة زوجة تقول لنفترض أن زوجي يعمل حركات غير طبيعية عنده مراسلات مع نساء وهكذا أنا غداً سوف أذهب إلى المحكمة وأطلب الخلع بناءاً على هذا لماذا؟ قالت فتشت جواله ووجدت أنه لديه مراسلات أنتي أيضاً عملتي غلط أكبر منه عندما فتشتي جواله لأن هذا لا يجوز  لا للزوج يجوز له أن يفتش أشياء زوجته الخاصة بما فيها الجوال ولا يجوز للزوجة أن تصنع ذلك بالنسبة إلى زوجها 

لا والله فتشت الأوراق رأيت فيها  أشياء لا يصح لك هذا فإذا هو أساء وقد أساء فعلاً عندما بدأ يتحرش أو يعبث بعلاقات غير مشروعة كذلك أنتِ أسأتي تصبري  عالجي الموقف بحكمة تحدثي بهدوء إصبري عليه واصلي مشوار  النصيحة تمسكي بالحياة الزوجية وإذا علم الله سبحانه وتعالى صدق النية والإستمرار في الإصلاح يطرح الله سبحانه وتعالى بركته في هذا البيت وعندها تنتهي هذه المشاكل فمن جهة يوجهنا القرآن الكريم أيها الزوج أنت لا تستعجل على زوجتك أنظر نبي الله نوح أنظر نبي الله لوط كيف صنعا مع زوجتيهما المنحرفتين طوال فترة من الزمان صبرا عليهما  وإستمرا في نصحهما وإرشادهما  وأنتِ أيتها الزوجة أيضاً طولي بالك على زوجك أنت غير متزوجة  إنسان معصوم أنت متزوجة إنسان ظاهره الصلاح والإيمان ولكن يبقى هذا الإنسان  عرضة للتيارات عرضة للشهوات عرضة لغير ذلك ذكرنا في بعض الليالي  الماضية إنه يحتاج الإنسان أن يرتبط ببيئة من البيئات الصالحة بيئة المساجد المواكب بيئة الحسينيات  الأصدقاء الهادفين أهل الوعي أهل المعرفة أهل الحكمة حتى يبقى مستقيماً على الجادة فإذن الأمر الأخر هو أن القرآن الكريم كأنه يدعو بطريقٍ غير مباشر لأدارة المسألة الزوجية  بشيئٍ من الحكمة والتهدئة والتحمل  أمر أخر يشير إليه القرآن الكريم أنه لا قرابة بين الله وبين أحد قرابة لا توجد بين الله وبين أحد وإنما  قربٌ من الله القرب من الله هو الذي ينجي الإنسان وإلا هذه زوجة نبي وتلك بنت وصي وهذه أخت ولي هذا لا ينفع ما لم يكن هؤلاء قريبين من الله لا أقارب من هو مقربٌ عند الله القرب من الله أو أقارب شخص قريب من الله قريب النبي قرابة النبي بذاتها بالنسبة إلى الإنسان الكافر والجاحد والفاسق  لا تصنع شيئاً زوجية  إمرأة  للنبي صلى الله عليه وآله أو سائر الأنبياء عليهم السلام لا تصنع  شيئاً فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل أدخلا النار مع الداخلين

نفعوا أنفسهم بالقرب الإلهي يظن بعض الناس أن قضية القرابة هي التي تصنع شيئاً وإنما الذي يصنع الشيئ هو القرب والتقرب والعمل القربي لله عزوجل هذا الذي يجعل من إمرأة في أعلى الدرجات ومن أخرى  في أسفل الدركات ومن رجلٌ كذلك وأخر في أدنى الدركات نحن نلاحظ مثلاً من زوجات الأنبياء من زوجات الأوصياء بعضهن قد إرتقينا مراقي عالية جداً وحزن على فضائل مهمة وبعضهن الأخر قد توفقنا وبعضهن لا  تأخرنا يوصل الأمر إلى أن الإمام السجاد يطلق زوجته الثقفية لعلك تقول لماذا لم يصبر عليها

كأنك تقول هنا لماذا لا بصبر عليها  لما الإمام السجاد  رآها تبرئ من علي وأفهمها منزلة علي وأصرت على بغضه عند علماؤنا من يشتم الإمام عليه السلام ويبرئ منه مع علمه بمنزلته وموقعيته  هذا لا يعد ضمن المسلمين وبالتالي لا يحل للإمام أن يبقى على زوجيته معها لو أن إمرأة كانت تشتم رسول الله صلى الله عليه وآله  والعياذ بالله  أتينا وفهمناها وعلمناها وبينا لها الحقائق  وأصرت على ذلك هذه لا تكون في حكم المسلمين إمرأة كاتبة للإمام هكذا تبرئ منه مع تبين الحق بإرشادنا وتبياننا وما شابه ذلك  هذه ليست بحكم مسلمٍ يحرص عليه أو مسلمة يحرص الإمام على إبقائها عنده ما لم تبلغ هذا المبلغ

قد يكون للإمام إختيار أن يبقيها معه كما حصل بالنسبة إلى أم الفضل مع الإمام الجواد عليه السلام لم يطلقها مع إنها من الناحية السلوكية كانت تؤذي الإمام وتؤذي زوجته الأخرى أم الإمام الهادي  عليه السلام لكن ما بلغ  بها الأمر درجة البراءة فقد تصل إمرأة إلى هذا النحو وقد تصل إمرأة أخرى بحكم معيشتها في البيئة الحسنة وهذه حجة إضافية عليها حتى نحن أيضاً علينا حجة إضافية  يعني الذين يذهبون  من الإخوة إلى الغرب وينظرون أحوال المبتعثين  والجاليات يجدون كم هو مقدار التحدي الديني والأخلاقي الذي يواجهه هؤلاء  إغراءات أسئلة تشكيكية  مشاكل في التواصل مع القضية الدينية كثير جداً لا توجد أجواء إلى درجة إنك أحياناً تتحسر تريد سماع صوت المؤذن لا تستطيع أن تحصل على هذا تريد ان تسمع صوت قرآن لا تستطيع أن تحصل على هذا الأمر نحن بحمد الله في بيئاتنا  الأن في هذه المناطق نعيش هذه الأجواء وهي بلا ريب تدعم إيماننا وهي بلا ريب تنفعنا في التمسك فلنحمد الله سبحانه وتعالى على إننا نعيش في هذه البيئات الإجتماعية  التي تساعدنا في الإيمان والإلتزام  من تعيش تحت ظل نبيٍ أو وصيٍ تعيش في أفضل بيئة نظيفة وطاهرة ممكنة بالنسبة للبشر فهذه لو إنحرفت لو أعطت ظهرها للرسالة هذه الحجة عليها أقوى من غيرها هذه كان لازم عليها أن تنتفع بكل لحظة من لحظات وجودها مع النبي ومع الوصي  ومع الإمام حتى ترتقي بدينها وأخلاقها وبالفعل فيه من هؤلاء من صعدنا في أوقات محدودة إلى أعلى الدرجات أخص بالذكر هنا أم البنين فاطمة بنت حزام الكلابية عليها السلام أم العباس فإنها مع كونها مع عدد من نساء أمير المؤمنين  وكونها واحدة من أولئك  وكل واحدة من زوجات امير المؤمنين  كانت لها درجة عالية أسماء بنت عميس إمرأة في درجة عالية من الفضل والمعرفة   زينب أخت السيدة الزهراء عليها السلام على ما هو المشهور والتي تزوجها الإمام أمير المؤمنين بوصية من فاطمة عليها السلام أيضاً كانت ذات معرفة جيدة ولكن بين هؤلاء في الذاكرة الشعبية تتمتع أم البنين فاطمة بنت حزام الكلابية بموقعٍ أكثر حضوراً  وأكثر إحتراماً من سائر نساء أمير المؤمنين عليه السلام

مرات العرض: 3840
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2549) حجم الملف: 65695.72 KB
تشغيل:

أدلة زيارة الأربعين 1440
الاحتفاء بالمبعث والمعراج فائدة ومشروعية