من معالم المذهب الزيدي وآرائه 18
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 18/9/1438 هـ
تعريف:

من معالم المذهب الزيدي وآرائه


تفريغ نصي الفاضلة أمجاد عبد العال
روي عن سيدنا ومولانا أبي عبد الله جعفر الصادق، صلوات الله عليه، وقد وصل إليه خبر مقتل عمه زيد، قال: "رحمه الله، كان مؤمنا وكان عالما، وكان عارفا وكان صادقا، ولو ظفر لوفى".
ضمن حديثنا عن تاريخ المذاهب في الإسلام، نتحدث بإذن الله تعالى، عن المذهب الزيدي، الذي ينسب إلى زيد الشهيد، ابن الإمام علي بن الحسين السجاد، عليهم السلام، ونتعرض إلى بعض ما يرتبط به من آراء، ومميزات.
في البداية، لا بد أن نقول أن النسبة إلى زيد الشهيد، كما يقول أتباع المذهب، هي نسبة اعتزاز وتشريف، أكثر مما هي نسبة تأسيس وتكوين. وبعبارة أخرى: باقي المذاهب تنسب إلى إمامها الأول، المؤسس، باعتبار أن هذا الإمام المؤسس، وضع حدودها، وأفكارها، وقواعدها الأساسية، ثم يأتي باقي العلماء المنتمين لهذا المذهب، فيبنون على ما أسسه ذلك الإمام الأول. على سبيل المثال، عندما يأتي أبو حنيفة النعمان، إمام المذهب الحنفي، ينظِّر لفكرة العمل بالرأي، والعمل بالقياس، وأنه نظرا لضيق المساحة، النصية والحديثية، لا بد من الاجتهاد، وإعمال الرأي، وقياس العلل، وما شابه ذلك، فيضع هذا المبدأ، وهذا المبنى، كأساس لمذهبه، فيأتي بقية العلماء الأحناف، فيما بعد، ويبنون على هذا الأساس الجاهز.
الشافعي مثلا، عندما يأتي ويبني على أساس توسعة الأخذ بالحديث النبوي، من دون أن يعتمد على الأحاديث الضعيفة والمرسلة، يقرر قاعدة هنا، وأساس، فيأتي بقية العلماء، الذين ينتمون إلى هذا المذهب، ويبنون على هذه القواعد، وغالبا المذهب يكون قد تأسس في أبعاده المختلفة، وفي قواعده قبل وفاة هذا الإمام، وهذا واضح فيما ذكرنا ومن ذكرنا من أئمة المذاهب ومذاهبها.
بالنسبة إلى المذهب الزيدي، الباحثون يقولون، أن الإمام زيد لم يضع منهجا فقهيا خاصا، أو قواعد مرتبة، بحيث يأتي باقي الأئمة الزيدية فيما بعد، ويبنون على هذا المنهج. بل أن كل واحد من أئمة الزيدية، هو يبتكر قواعد، هو يبتكر أسس، يقولون: نحن لدينا باب الاجتهاد مفتوح. فكل إمام هو يأتي بنظرية، بقاعدة، بفكرة، بأساس، ولذلك قد تجد مثلا أن بعض الأئمة المتأخرين يخالفون، إمام المذهب، حتى في القضايا الأصلية، ليش؟ لأنه كل واحد اللي يجي، يجي، وعنده مدرسته الخاصة، وذلك لأن المذهب، في أيام زيد الشهيد، لم يستكمل بناءه، وأن زيدا (ع) لم يؤسس قواعد ومنهجا، مثلا في العقائد أو في الكلام، خاص به وواضح ومبين، حتى يأتي الآخرون، ويبنوا عليه. فإذن نسبة المذهب إليه، فيها مقدار من المسامحة، كأنما نوع من التشريف، يراد لهذا المذهب، نسب إلى زيد، وإلا لم يقرر الإمام زيد منهجا فقهيا أو كلاميا، أو عقائديا لهذا المذهب حتى يسير عليه، من يأتي من بعده. هذي نقطة مهمة، تختلف فيها فقهاء الزيدية، وأئمة الزيدية، بل والمذهب الزيد، عن سائر المذاهب.
النقطة الأخرى، التي تلاحظ، قبل الحديث عن آراء هذا المذهب، أن هذا المذهب من الناحية التاريخية والجغرافية، من الناحية التاريخية، تأسست له دول متعددة، مثلا، تأسست له دولة، أو تنسب له دولة، تسمى الدولة الأخيضرية. الدولة الأخضيرية في اليمامة، اليمامة نجد، نجد احتضنت دولة شيعية زيدية في حدود سنة 250 هجرية، كان على رأسها بعض بني الحسن وأحفاده. أساسا الزيدية كثير من أئمتهم ومن ثوارهم من بني الحسن المجتبى (ع). فهذي دولة تأسست في وسط نجد، سنة 250 هجرية، وكانت تنتمي إلى المذهب الزيدي. دولة أخرى تأسست كما ذكرنا قبل أيام، في طبرستان، شمال غرب إيران، وغرب إيران. في ذاك الوقت، احنا قلنا اشتباها: شمال شرق، التصحيح هنا، هي في الشمال الغربي، والغرب منطقة مازندران، وجيلان، وطبرستان، هذه أيضا دولة هنا تأسست وكان على رأسها الناصر الكبير، الأطروش، يعرف بالأطروش، الناصر الكبير، توفي حدود سنة 300 للهجرة. هذي دولة أخرى أيضا كانت على المنهج الزيدي، وزيدية الاتجاه.
إلا أن أطول فترة، تم فيها الحكم، عند الزيديين، كانت في اليمن، اليمن اللي الآن أكثر وجود للزيدية في العالم الإسلامي، هو في اليمن، وفي جنوب المملكة، وهي منطقة جغرافيا قديما، هي واحدة، هاي المنطقة كانت منطقة زيدية، منذ حوالي سنة 280 هجرية إلى قبل حدود 55 سنة. يعني حدود 1000 وكذا من السنوات، عندما قام أحد أئمة الزيدية وخرج من وادي الفُرع، في غرب المدينة المنورة، في وجود لأتباع أهل البيت (ع) فهذا الرجل من نسل الحسن، عرف باسمه يحيى بن الحسين الحسني، ومعروف بالإمام الهادي إلى الحق، عند الزيدية، لقبه: الإمام الهادي، أو الهادي إلى الحق، في سنة 280 هجرية خرج من وادي الفُرع من غرب المدينة، واتجه إلى اليمن، إما بدعوى من بعض قبائلها، أو بمبادرة منه، وكان هناك نزاعات ومشاكل، هو رجل عالم، فدخل على خط الإصلاح، والأمر بالمعروف، وتحلق الناس حوله، وأصبح حاكما لتلك المنطقة، صعد وما والاها.
اللي الآن قسم من اليمن، المعروف باليمن الشمالي، منذ ذاك الوقت، كما قلنا، إل أن سقط نظام الإمامة، بسقوط الدولة المتوكلية، المملكة المتوكلية اليمنية، سنة 1962 ميلادية، قلت قبل حوالي 55 سنة أو في هالحدود، صار هناك حركة وحرب اليمن، وسقطت الدولة المتوكلية، آخر أئمة الزيدية في اليمن، كان يسمى المتوكل على الله. هاي الفترة الطويلة، كانت أطول فترة لحكم الزيدية في اليمن، بل في العالم الإسلامي كله. بقية الأماكن، أحيانا 100 سنة، أقل، أكثر، لكن هذه استمرت فترة طويلة، ولكن لم تستطع هذه الدولة، أن تخرج من هذه المنطقة لكي ينتشر المذهب كمذهب، على قدم المساواة مع سائر المذاهب الأخرى.
يعني لنفترض، المذهب الشافعي، المذهب المالكي، المذهب الحنفي، المذهب الجعفري، لهذه المذاهب أكو انتشار في كل العالم الإسلامي، حتى لو لم يكن لهم دولة، الدولة الزيدية، في اليمن، طول هذه المدة، لم تستطع الخروج إلا نادرا، ولم ينتشر المذهب الزيدي، مثلا، حاله، حال سائر المذاهب، في كل العالم الإسلامي، هذا بالنسبة إلى الوضع الجغرافي، والتاريخي لهذا المذهب.
ما هي آراؤه؟ وما هي أفكاره؟
يختصر البعض آراء وأفكار المذهب الزيدي بعبارات، تنبئ عن فكرة، البعض مثلا يقول: أن الزيدية شيعة السنة، وسنة الشيعة. في الشيعة هم أقرب للسنة، وفي السنة هم أقرب للشيعة. وهذا عندما نترجمه، إلى آراء وأفكار، سوف نجد أنهم مثلا يلتقون مع السنة بشكل عام في بعض القضايا، يلتقون مع المعتزلة وهم فريق من السنة في بعض القضايا، يلتقون مع الشيعة في بعض القضايا، ويختلفون مع كل هؤلاء في قضايا أخر. هل هذا كان ناتج كما ذهب إليه بعض الباحثين، ناتج عن محاولة توفيق للمذهب بحيث يعيش حياة نسبة مريحة، وهو ما أطلق عليه بعضهم: التأسيس للتقية.
مع أن المذهب الزيدي، في أصول أفكاره، لا يقبل التقية، ولا يؤمن بها، وإنما يؤمن بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والخروج المسلح، لكن بعض الباحثين، لاحظ هالملاحظة هذي، وهي كأنما كان لا سيما في سنة 280 هجرية فصاعدا، الوصع ما كان وصعا عاديا بين جمهور مدرسة أهل البيت، وجمهور مدرسة الخلفاء، كان في مقدار من التشنج والاشتباك، فيقول بعض هؤلاء الباحثين، أن هذا قد يكون دافعا، من الدوافع، لبعض أئمة الزيدية، أن ينهجوا منهجا وسطا، فلا يستعدون، مثلا أتباع مدرسة الخلفاء، بالإيمان بصحة خلافة الخليفة الأول، والثاني، ولا يستعدون الإمامية، باعتبار أنهم يرون الإمام علي أفضل الصحابة وبأنه منصوص عليه. وبالتالي يوجدون لهم موضعا وسطا، بين هؤلاء، بين هالمذاهب هذي، التي بينها شيء من التخالف والتواجه، يوجدون لأنفسهم مكانا آمنا. وقد استخدم هذا الباحث، الرغبة في التقية.
طبعا هذا الكلام يرفضه أتباع المذهب الزيدي، لأنهم يقولون: احنا بناء مذهبنا الأساس، على رفض التقية، التقية موجودة عند الشيعة الإمامية، وهي من الأفكار الثابتة عندهم، لكن عندنا نحن الزيدية، هذا الأمر غير موجود. نحن نقول: بخلاف التقية، لكن هي فكرة ذكرها بعضها، وهي حرية بالتفكير، أنه لماذا صار التوجه إلى محاولات التوفيق، بين هذه الأفكار اللي هي فيها نوع من التخالف. يعني أنت تجي تنتقي من هالمدرسة بعض الأفكار، ومن هالمدرسة بعض الأفكار، مع كل مدرسة هي منظومة كاملة. محل للتأمل والتفكير، لا نستطيع أن نفتي الآن، حسب التغبير، بقبول رأي هذا أو برده. أتباع المذهب الزيدي، يرفضون ذلك، ويقولون: نحن أساسا نعتقد بعدم صحة ممارسة التقية، فكيف يكون بناء المذهب على أساس التقية.
نجي إلى موضوع الأفكار، والأشخاص المؤثرين، احنا ذكرنا عن الهادي إلى الحق، عندهم أيضا، من الأشخاص المهمين والمؤثرين في العصور الأولى نفس الإمام زيد، الذي استشهد سنة 122 هجرية، بعدما قام بثورة ضد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وذلك في حديث مفصل، ما أدري يصير فرصة نتحدث، في ليلة، عن شخصية نفس الإمام زيد، لأنه ممدوح جدا من قبل الإمام الصادق (ع) وما ذكرنا في أول الحديث من أنه ترحم عليه وقال: قد كان مؤمنا، قد كان عالما، قد كان عارفا، هذه كلمة عارفا في لسان الروايات تطلق على من يعرف الأئمة والإمامة، على المسلك الشيعي. يوصف شخص أنه كان يعرف هذا الأمر، يعني يعرف قضية الإمامة، وأنها بالنص، وأن الإمام الوقتي هو كذا وكذا. فوصفه من قبل الإمام الصادق بهذا الوصف ملفت للنظر. لعله إذا صار فرصة نتحدث عن خصوص زيد إن شاء الله نبين هذا. وأنه لو، وكان صادقا ولو ظفر لوفى. هذا أول واحد من أئمة الزيدية. توفرت فيه الشروط التي يراها أئمة الزيدية فيما بعد في الشخص لكي يكون إماما.
بعده يذكرون، محمد بن عبدالله بن الحسن، المعروف بالنفس الزكية، من أحفاد الإمام الحسن المجتبى، ثار ضد المنصور العباسي، واستشهد سنة 345 هجرية، في المدينة المنورة، وأخوه أيضا إبراهيم، نفس الشيء استشهد، ثم بعد ذلك يتحدثون عن الحسين بن علي، شهيد فخ، يقولون: هذا أيضا ممن يعتقدون أنه من أئمة الزيدية، وأنه خرج بالسيف، وثار على، في زمان الهادي العباسي، موسى الهادي العباسي، أخ هارون العباسي، وبن، أخو هارون العباسي، وثار ضد، ضده الحسين بن علي، شهيد فخ، واستشهد، وللإمام الكاظم (ع)، كلام في تأييده، وفي الترحم، وفي التفجع على ما أصابه وأصاب أصحابه من المصائب في فخ، فخ منطقة قريبة من المدينة.
ثم بعد ذلك يأتي أحد أبناء الإمام الصادق (ع)، أيضا يعتبرونه من أئمتهم، باعتبار أنه هم خرج بالسيف، وأخيرا الهادي إلى الحق، الذي تحدثنا عنه. ثم بعد ذلك تجي سلسلة من الأئمة والعلماء، اللي يطول الحديث إذا نريد نستعرض إلها، جميعا.
يتفق الزيدية مع عدد من الطوائف، لما نقول الزيدية، حسب التعبير، هذا المحصلة العامة، وإلا قد تشوف هذا الإمام لا يؤمن بهالفكرة، ذاك الإمام لا يؤمن بتلك الفكرة، لأنه كما ذكرنا، ليس هناك بناء، واحد، وقواعد متفق عليها، وإنما كل واحد من أئمة الزيدية، كان من الممكن أن يأتي ويجتهد في كثير من الأصول، ويخالف من سبقه، ويخالفه من يلحقه. لكن هذي بشكل عام تعتبر نقاط اشتراك بين الجميع، تقل أو تزيد.
يتفق الزيدية مع عامة أبناء مدرسة الخلفاء في نقاط، النقطة الأولى: تصحيح خلافة الخليفتين أبي بكر وعمر. يعتقدون أن خلافة أبي بكر وخلافة عمر، خلافة مشروعة وصحيحة ولا غبار عليها، طبعا في هذه هم يقفون مع الشيعة على نقطة خلاف. الشيعة لا يصححونها، والزيدية يصححونها، وأتباع مدرسة الخلفاء، يصححون خلافة الخليفتين والثالث والرابع. الزيدية مثلا في عثمان مختلفين، بعضهم يصححها وبعضهم لا يصححها، هذه من النقاط مثلا التي يتفقون فيها مع جمهور أهل السنة، أو أتباع مدرسة الخلفاء. تصحيحهم لخلافة أبي بكر وعمر. زين.
ماذا تصنعون في قضية أخرى، اللي هي نقطة اتفاقهم مع الإمامية، يتفقون مع الإمامية في أن علي بن أبي طالب (ع) هو الأفضل، وهو الإمام المنصوص عليه، هو والإمام الحسن والحسين، فكيف تصحح هذي وفي نفس الوقت، تقول الإمام علي هو الأفضل وهو المنصوص عليه.
يحيبون على ذلك، طبعا هم في هذا فرق، مثلا قسم من الزيدية، المعروفون بالجارودية، لا يصححون خلافة الخليفتين، ولذلك نقول: أن فيها هذي فرق، نتحدث احنا عن الأمر بشكل عام. يقولون مثلا، ولو أن الإمام علي هو الأفضل، وهو المنصوص عليه، لكن أولا: يجوز أن يتقدم المفضول على الفاضل، وهذي النقطة أخذوها ممن؟ من المعتزلة. المعتزلة وهم فريق من أتباع مدرسة الخلفاء، عندهم نظرية، أنه لو وجد إمامان، أحدهما أفضل من الآخر، لا مانع من مبايعة الأقل، فضيلة، وتأخير الأكثر فضيلة، يتقدم المفضول، الأقل فضلا، على الفاضل والأفضل. هذي الفكرة، أخذها الزيدية من المعتزلة، وتم تطبيقها هنا، فقالوا: ولو أن عليا بن أبي طالب هو الأفضل، إلا أنه يجوز أن يتقدم المفضول: الخليفتان، على الفاضل: وهو الإمام علي. ماذا تصنعون بالنص؟ لأنه عندهم أن الإمام علي منصوص عليه هو والحسن والحسين، إما بنص جلي واضح، كما هو رأي أكثرهم. وإما بنص خفي كما هو رأي آخرين، يقول لك: لما علي سلم الأمر لهم، وبايعهم وتعامل معهم، فاحنا نصحح خلافتهم بناء على أن الإمام علي (ع) تعامل معهم، وبايعهم، ولم يخالفهم تلك المخالفة التي تسقط شرعيتهم. فهاي من أهم النقاط التي يتفق فيها الزيدية، مع أتباع مدرسة الخلفاء. تصحيحهم لخلافة الخليفتين. كيف يصنعون في التقديم، مع وجود أفضلية للإمام عندهم ونص، يستعيضون فكرة تقدم المفضول على فاضل، لا مانع منه يقولون، وممكن هذا أن يصير.
هذا مثلا من أهم ما يشتركون فيه مع عامة مدرسة الخلفاء، أيضا قد يكون من أفكارهم، أنهم لا يوافقون الإمامية في قضية أنهم أقرب إلى مدرسة الخلفاء، فيما يرتبط بعدالة الصحابة، بعض فرقهم ترى هذا الأمر، وبعضهم الآخر، كلا. في ضمن مدرسة المعتزلة كمثال، وهي من مدارس أهل السنة، وإن كانت الآن غير، أو ليس لها أتباع كثيرون، نتحدث عنها إن شاء الله في المستقبل، يتفقون معهم في عدة أمور، واحد من الأمور التي يتفقون فيها: مسألة الوعد والوعيد. الوعد والوعيد يعني شنو؟ الله سبحانه وتعالى، وعد الصالحين، بالجنة، وتوعد الفاسقين بالنار. الإنسان المجرم الإنسان الفاسق، توعده الله بالنار، في العقوبة، يقول: توعده، في الجزاء الطيب، يقولون شنو؟ وعده. فيصير: وعد ووعيد. ووعد وتوعد، طيب. أنت لما تقول لواحد بس تجي فلان مكان، بتشوف ويش أسوي فيك، ما يصير، هذا ما يقال له وعده، غلط، من الناحية العربية، هذا وعيد، توعد. لكن إذا قلت له: إذا جيت المسجد راح تحصل إلك فائدة، هذا وعد.
هؤلاء يقولون: أن الله وعد الصالحين بالجنة، ووعد الفاسقين بالنار، المعتزلة يقولون: يوم القيامة، لازم، المتقون يدخلون الجنة، ولازم، الفاسقون يدخلون النار، ليش؟ لأن الله صادق الوعد، وصادق الوعيد. ما دام قال بدخل الصالحين الجنة، لازم يدخلهم، وما دام قال راح يدخل الفاسقين النار، لازم يدخلهم.
في مقابل هؤلاء بعض فرق أهل السنة من الأشاعرة، يقولون: لا، ما كو شيء، يختِّم على الله هذا الشيء. الله بكيفه، ممكن يقول، ممكن واحد من الصالحين وعده بالجنة، لكن يوديه النار، وممكن واحد من الفاسقين، توعده بالنار، لكن يدخله الجنة. إن الله، يده مطلقة، ما أحد يقدر يقيده بشيء، ولا أحد يسأله، ولا يسل لسانه حسب التعبير. (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون). الله بكيفه.
الإمامية لا يقبلون هذا الكلام ولا يقبلون ذاك الكلام، يقول الإمامية: الله سبحانه وتعالى لأنه أوجب على نفسه العدل، وحرم على نفسه الظلم، فلا يمكن أن يدخل الصالح النار، لأن هذا ظلم، واحد عابد زاهد مطيع طيب، طول عمره، تجي وتذبه في نار جهنم، هذا خلاف العدل. وهنا يبين أثر العدل كأصل من الأصول اللي يعتمدوا عليها منو؟ الإمامية. طيب.
هذا خلاف العدل، هذا ظلم، والله حرم على نفسه الظلم، وأوجب على نفسه العدل، فما ممكن أن يودي واحد من الصالحين المستحقين للجنة، ما ممكن أن يوديه النار، لكن ذاك الصوب، لا، ذاك وإن هو مستحق للعقوبة، لكن رحمة الله سبحانه وتعالى قد تسعه، عفو الله قد يشمله، شفاعة نبينا محمد (ص)، قد تصل إليه، فبينما كان مستحقا للنار، بعفو الله يصير من أهل الجنة، برحمة الله يصير من أهل الجنة، بشفاعة النبي يصير من أهل الجنة، ما فيه مانع هذا، الله مو ذاك المنتقم الحاقد، اللي يقول: ما دام سويت هالشكل، لازم أوريك، ما تطلع من ايدي، ليس هكذا. فإذن الله صادق في وعده، ولكن هو له الأمر في وعيده. يقدر ينفذ وعيد، يقول: بما كسبتم، هذي نار جهنم، ويقول لآخر: برحمتي ما تروح نار جهنم، تروج إلى الجنة، يقول لآخر: بشفاعة نبيك نبي الرحمة، أنت ولو كنت مستحق للعقوبة، ولكن شفاعة النبي والمعصومين، شملتك. اللهم صل على محمد وآل محمد.
فهذا يسمونه: الوعد والعيد. المعتزلة قالوا: لا، وعد ووعيد، صادق ما يتأخر، وش تسوون في الشفاعة إذن. قالوا: الشفاعة أصلا ما توصل إلى هذولا الفساق، الشفاعة بس للمؤمنين حتى ترتفع درجاتهم. يابا آخر هذا الخاطئ والمذنب، هو اللي بحاجة الشفاعة أكثر، المريض هو اللي يحتاج إلى الدوا. ثم الروايات أن الشفاعة لأهل الكبائر، وهي موجودة هم في مصادر أهل السنة، وموجودة في مصادر الإمامية.
بس المعتزلة لا يقبلون هذا الكلام، والزيدية أخذوا منهم هذا الكلام أيضا. الوعد والوعيد، وعندهم أيضا قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأصول، ولذلك اشترطوا أن يكون الإمام عندهم ناهضا بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وقائما ضد الظلم، وشاهرا سيفه في مواجهة الانحراف، أي واحد مو هالشكل، لا يقبلون إمامته، يعني مثلا بالنسبة إليهم، الإمام زين العابدين (ع) هذا الشرط ما متوفر فيه، لأنه لم يشهر هذا السلاح، وهذا أحد الإشكالات، أنه يابا أنتم تؤمنون بإمامة زيد، ولا تؤمنون بإمامة أبيه (ع)، فضلا عما بعده، الإمام الباقر والإمام الصادق، وأمثال هؤلاء، فهذه من أفكارهم أيضا التي انسجموا فيها مع المعتزلة. أكو بحث هالسا ما نطول فيه. وهو بحث المنزلة بين المنزلتين، أيضا أخذوه من المعتزلة، وآمن به بعض أئمتهم وإن شاء الله، إذا تحدثنا عن المعتزلة، نشرح هذا المبدأ وهذا المعنى.
بالنسبة إلى الإمامية أيضا يتفقون معهم في بعض الأمور، منها ما ذكرناه، القول بأفضلية أمير المؤمنين (ع)، على جميع الصحابة، الإمام هو الأفضل، وفي هذا يختلفون مع أتباع مدرسة الخلفاء، مدرسة الخلفاء، التفضيل عندهم، بحسب تريتب الخلافة، علي بن أبي طالب، رقم 4، عثمان 3، عمر 2، أبو بكر 1. طيب. الزيدية كالإمامية هنا، يرون أن عليا بن أبي طالب (ع)، هو أفضل الناس، أفضل الصحابة، بعد رسول الله (ص). وهذه نقطة اتفاق، ويرون أنه منصوص عليه، هو والإمام الحسن والحسين، الإمام علي منصوص عليه من قبل النبي، بما ثبت في غدير خم. ولذلك عندهم احتفال الغدير الزيدية، شيء عظيم جدا، يعني يوازي ما هو من الاهتمام عند الشيعة بيوم عاشوراء. شلون احتفالات واحتفاء وأشعار وأفراح وما أدري كذا. وأيام اللي كانت دولتهم، كانت كل المملكة، وكل الدولة في ذلك الوقت تحتفي بذلك اليوم، نظرا لأنه يعتقدون أنه يوم النص على أمير المؤمنين (ع) وولايته.
وبالنسبة إلى الحسنين، يقولون أن النص عليهما من قبل رسول الله (ص)، في الحديث المعروف، "الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا"، وألف بعضهم في هذا رسالة، حول تصحيح هذا الحديث، بطرق مختلفة، فإذن، هما إمامان منصوص عليهما. أما بقية الأئمة الزيدية، فلا يوجد نص عندهم ولا توجد عصمة لهم، وإنما من كان من البطنين، البطنين، يعني: الحسن والحسين، لاحظوا مثلا الفرق بين المذاهب.
الحنفية يقولون: الإمامة للأمة تحصل بأي رجل صالح، حتى لو لم يكن عربيا. تركي، ما يخالف، يصير إمام، فارسي، يصير إمام، ما عندنا مشكلة. هذا بالنسبة إلى الحنفية. الرأي المشهور عندهم. الشافعية والأحناف والمالكية المنسوب إليهم، عفوا، الشافعية والحنابلة والمالكية المعروفة عنهم أنه يقولون: لا بد أن يكون عربيا قرشيا. بس أي قبيلة من قبائل قريش ما في مشكلة، حتى بني أمية، من قريش، فمن الممكن أن يكون إمام منهم. طيب.
الشيعة يقولون: في خصوص بني هاشم، وأبناء فاطمة، وأبناء الحسين، على وجه الخصوص. الزيدية قبل هذا يقولون: لا، ليس عربيا، ولا مجرد القرشية، وإنما لا بد أن يكون من بني هاشم، من أولاد فاطمة، إما من أبناء الحسن، أو من أبناء الحسين، وكما قلنا تاريخيا، كثير من أئمة الزيدية، والذين ثاروا بالسيف وخرجوا، على الحاكم الذي كان في زمانهم كانوا من الحسنيين، الآن استثن زيد بن علي، الذي هو حسيني، ممن عددناهم الثلاثة، هم حسنيون. النفس الزكية حسني، شهيد فخ حسني، الهادي إلى الحق حسني، ومن بعدهم أيضا، الذين جاؤوا، كثيرا منهم حسنيون. كأنما أحفاد الحسن، احتضنوا الحالة الزيدية وتفاعلوا معها، وأصبح قسم منهم أئمة لها. هذا بالنسبة إلى توافقهم مع الإمامية.
فيما يرتبط بالمذهب الفقهي، كثير من الباحثين يقول: أن أكثر ما هو موجود لدى المذهب الزيدي، هو حنفي المصدر والمنشأ، يعني لما تروح مثلا إلى حسب التعبير الرسالة العملية، الرسالة العملية الأحكام الفقهية، تجد فيها بصمات المشابهة، مع المذهب الحنفي، كما يرى باحثون شيئا كثيرا جدا، بعضهم بالغ في الأمر، وقال: إلى درجة 90% الأمر هكذا. وقد لا تكون هذه النسبة هي مستقصاة، وعبر مثلا استبيان واستقراء واضح. ولكن من المعلوم أن هناك انسجاما وتأثرا وتطابقا، بين المذهب الزيدي، وبين المذهب الحنفي. باعتبار أن المذهب الزيدي، لا يعتبر أئمته أئمة أهل البيت مصدر تشريع، مصدر تشريع لا، هم علماء، يرونهم علماء، أطياب، طاهرين، عاملين في سبيل الله، ولكن مو مصدر تشريع، فحالهم في هذه الجهة، من الأخذ عنهم، حال سائر أبناء مدرسة الخلفاء، يعني لما يأخذ حديثا، عن الإمام الصادق، يأخذ حديثا عن فقيه، وعن مفت، لا عن إمام، فإذا نسبه إلى رسول الله، صار محدث، وهذا حال كثير من أتباع مدرسة الخلفاء، عندما ينظر إلى حديث الإمام الصادق، لا ينظر إليه، باعتباره مصدرا تشريعيا، وإنما باعتبار أنه إما يروي عن جده، أو هذا رأيه الفقهي، فهي فتوى من الفتاوى، يمكن آخذ بيها ويمكن أن أخالفها. صاروا إذن ماذا يصنعون؟ يأخذون من المصادر غير الشيعية، يعتقدون، أكثرهم، يعتقدون، وإن كان بعضهم يرفض الصحيحين، ولهم في هذا بعض التصريحات الشديدة، ولكن الاتجاه العام ليس كذلك، يأخذون من تلك الكتب، أحاديث، ويعملون على طبقها.
في موضوع الاجتهاد، أبرع وأوضح من برز في المدرسة الأخرى هو أبو حنيفة، وهو أستاذ هذا المنهج والطريقة، فالآن هذا يريد أن يستنبط ويجتهد، ولي أمامه ثروة أحاديث أهل البيت، لا بد أن يلجأ إلى تلك الطريقة. أضف إلى ذلك: كأنه كانت هناك علاقة متميزة بين أبي حنيفة وبين أئمة الزيدية، فمثلا: أظهر أبو حنيفة تأييده الواضح لثورة زيد بن علي (ع). وأعلن عن ذلك. ثم أظهر تأييده لثورة محمد النفس الزكية، وهو يحسبه الزيدية عليهم، وهذا، ذكرنا في الحديث عن أبي حنيفة أن واحد من أسباب سجنه وإيذائه من قبل المنصور، أن المنصور تبين له ان أبا حنيفة، يدعم النفس الزكية، وهو معارض للخلافة العباسية. هذه العلاقة، الكبيرة بين أبي حنيفة، وبين أئمة الزيدية، سهلت طريق الأخذ والتفاعل الفقهي بينهم وبين مذهبه. لذلك كثير من الآراء الفقهية ترجع إلى هذا المذهب، المشهور في كلمات الباحثين، هذا التعبير، أن الزيدية غالبا في العقائد معتزلة، وفي الفقه أحناف، هذا تعبير باحثين بحسب استقراء، ربما أهل المذهب لا يقبلون هذا الكلام على إطلاقه، ولكن بنسبة من النسب، هو يعكس جانبا من الحقيقة. هذا فد شيء إجمالي عن هذا المذهب.
أهم عنصر اللي نسب غليه المذهب تشريفا، واعتزاء وانتماء، كما ذكرنا، زيد بن علي، الإمام زيد، وهو كما ذكرنا ممدوح من قبل أئمة أهل البيت (ع)، ويترضى عليه، ويُسلم عليه، ويُتحدث عنه بأحسن الذكر، كما هو في كثير من الأحاديث الواردة عن الإمام الصادق (ع).
الباحث المحقق السيد عبد الرازق المقرم، رحمة الله عليه، من جملة كتبه النافعة، له كتب متعددة، منها: مقتل الحسين، ومنها السيدة سكينة، ومنها العباس بن علي، ومنها أيضا: زيد الشهيد، ويذكر فيها جانبا من فضائل هذا الهاشمي الثائر الذي ذهب إلى دمشق، يعني: استدعي في الواقع، استفز في المدينة، هشام بن عبد الملك، وكان من عتاة الخلفاء الأمويين، استفز زيد بن علي، بمعنى: أنه خلى، زيد كان في المدينة، فجعل بعض الناس يدعي عليه بدعوى، ورفع الأمر إلى والي المدينة، ثم طلبه. الآن هو مطلوب باعتبار أنه مطلوب في قضية جنائية حسب التعبير، هاي بعض الحكومات هالشكل تصنع. هذا الرجل الفقيه العالم، الذي أفضل بمرات من هشام بن عبد الملك، ولكن هكذا. فجيء به إلى دمشق: إحضارية. لما وصل إلى دمشق استأذن أياما على هشام لم يؤذن له، حجب، نوع من الإهانة والتأخير والتعطيل، إلى أن أذن إليه في آخر الأمر.
فهشام يقال أوصى أن لا تفسحوا له في المجلس، خل يجي ويقعد في المكان اللي يحصله. هذا رجل شريف، من أهل البيت، فجاء، فشاف المجلس، مملوء، وماكو مكان إلا آخر المجلس، فجلس فيه، ما يضر الإنسان، قدر الإنسان مو أن يكون في صدر المجلس، ها، قدر الإنسان فيما يحمل من أخلاقية ومن علم، أحيانا الإنسان إذا ما عنده قدر وما عنده احترام إلى نفسه، وما عنده هذا الأمر، إذا يجلس في صدر المجلس، ذاك الصدر يصير محل للأحذية تكرمون، وإذا جلس من هو في ذلك المستوى، في آخر المجلس، ذاك المجلس هو، يكون صدر المجلس.
المهم، فوجد آخر المجلس مكان، فجلس فيه، بعد أن سلم جلس، فالتفت إليه هشام، فقال: أنت الذي تمنيك نفسك بالخلافة، قال: لا، لم أفعل، قال: بل فعلت، قال: لم أفعل. قال: أنت تكذب. فسكت عنه، فقال له هشام: إنما أنت ابن أمة، أنت مستواك أمك جارية، أمك عبدة حسب التعبير، لاحظوا الفكر الجاهلي، بعد 120 سنة من هجرة النبي إلى المدينة، قرن كامل ويزيد، لا يزال يعشعش في ثقافة الخليفة أنه أنت ابن جارية، أنت ما تستاهل، مستواك دان، لأن أمك جارية، طيب. طبعا هذا الفكر لما يكون عند الخليفة، رح ينعكس في المجتمع، في صور مختلفة. فقال له: زيد. ومتى كانت الأمهات تقعد بالرجال. الأم ما تقعد بالرجل. الذي يقعد به عمله السيء، اما إذا كان عمله صالح، لتكن من تكن أمه. لقد كان إسماعيل، وهو والد نبينا محمد (ص) ابن جارية، هاجر جارية، وقد جعل من تلك الجارية سيد الخلائق، ولم يجعل من تلك الحرة اللي هي أم إسحاق، أكو إسحاق، ابن إبراهيم، وأكو إسماعيل ابن إبراهيم. إسحاق أمه حرة، وهذا أمه جارية. اللي طلع سيد الخلائق منها، مو الحرة، وإنما هي الجارية والأمة، وفي هذا معنى كل الخيرات اللي عند البشر من الهداية في معرفتهم بالله عز وجل، عند المسلمين، هي من فضائل نبينا (ص). وهذا هو ابن جارية، ابن أمة، حسب تصنيفك، فما كانت الجواري والإماء يقعدن بالرجال عن حظوظهم. لا تقول هذا أمه قروية، وذاك أمه من المدينة، هذا أمه جامعية، وذيش أمه غير متعلمة، هذاك أمه كذائية من العائلة الفلانية، فقراء، وهذا أمه لا، ما شاء الله، من العوائل الثرية، هذا ما يصنع المجد، اللي يصنع المجد عمل الإنسان.
فقال له كلاما، وأخرجه من المنزل، يعني بعبارة أخرى: طرده من المجلس، فقال: لا تراني إلا حيث تكره، أنت ما رح تشوفني بعد، قال: لا أريد أن أراك، قال له: لن تراني إلا حيث تكره، فرجع إلى الكوفة، وهناك بدأ يعد لثورته ونهضته، وبالفعل التف حوله الناس، وكان الإقبال عليه كبيرا جدا، في البداية، في بداية الأمر، لكن لما التحم، الجيشان في داخل الكوفة، الجيش الأموي، الحامية الأموية، الأنصار الأمويين، والي بني أمية، وأنصار زيد الشهيد، بدأ قسم من هؤلاء يتسللون وينهزمون، فقال الشهيد زيد: لقد فعلوها حسينية.
يعني كما خانوا بالحسين، وخانوا بمسلم، أيضا سووا هكذا، فقال له بعض من حضر: يا زيد، إنا معك، لا يصلون إليك، وبأيدينا سيف يضرب. يعني احنا من الناس اللي على منهجك. زيد لم يتأثر من هزيمة هؤلاء، ولا من انفضاضهم عنه، ولا من مهربهم من المواجهة، اللي أثر في زيد الشهيد وأبكاه، وأحزنه جدا، زيد، هذا الشخص الجلد، الصلب، اللي يواجه هشام بن عبد الملك، هذا الجبار، في قصرة بذاك الكلام، لكن هنانا في المعركة يبكي. ليش؟
يقولون: جاء رجل من بني كلب، فشتم فاطمة الزهراء سلام الله عليها أمام زيد الشهيد. يقول بعض من حضر: فبكى زيد حتى اخضلت لحيته الشريفة من دموع عينيه.

 

مرات العرض: 3389
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2555) حجم الملف: 60564.77 KB
تشغيل:

المذاهب الاسلامية بين التواصل العلمي والقطيعة 17
الشهيد زيد بن علي رمز المذهب الزيدي 22