13افكار في مسألة الطلاق
المؤلف: Shaikh Fawzi Alsaif
التاريخ: 23/9/1437 هـ
تعريف:

أفكار في مسألة الطلاق
كتابة الأخت الفاضلة أمجاد عبد العال
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم المصطفى محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين المكرمين
حديثنا لا يزال في ضمن حلقات الحياة الزوجية والعلاقات التي تربط بين الزوجين. وذكرنا خلال الأحاديث الماضية عددا من الأساليب من جهة، والمشاكل من جهة أخرى، التي تؤثر إيجابا أو سلبا في حياة الزوجين. إن حدث التوفيق وصادف الانسجام بين الطرفين، وتفهم كل طرف مسؤوليته، لا ريب أن هذه الحياة الزوجية مع كل ما يعتريها من صعود ونزول سوف تستمر. وأما إذا حدث الأمر الآخر - لا سمح الله - من غلبة المشاكل، وعدم قدرة الطرفين على استيعابها، سيحدث تفكير في الطلاق والفراق. لذلك رأينا من المناسب أن نتعرض أيضا إلى هذا الجانب لبحث ما يمكن من أساليب في تأخيره أو في إلغاء اتخاذ القرار بهذا الاتجاه.
بداية، في القرآن الكريم نجد نوعين من الآيات المباركات تتحدث عن هذا الموضوع، أي موضوع الطلاق. قسم من الآيات المباركة تتحدث عن أحكامه، مثلا: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ)، وهذه الآية تتحدث عن عدة المرأة المطلقة. أو في آية أخرى مثلا: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)، والتي يتبين فيها أن غاية ما يستطيع الإنسان أن يطلق فيه ثم يرجع، هو طلقتان، حتى إذا صارت الطلقة الثالثة، آنئذ لا خيار له بعدها إلا - حسب التعبير - بعملية جراحية حتى تعود إليه، فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره. فهذه الآيات وأمثالها: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ)، هذه كلها أحكام.
هناك قسم آخر من الآيات تتحدث عن جهات أخلاقية، مثل: ما جاء في قول الله عز وجل: (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) على خلاف ما يوجد في حالات الطلاق، وما نراه لو حصل الطلاق. تجد أن الزوج يستقصي - مثلا - ماذا أعطى إلى الزوجة. إذا أعطى لها - مثلا - كيلو حب، هل يمكنه أن يسترجع نصفه؟ إذا ثوب، هل يمكنه أن يسترجع نصفه أو لا؟ هذا الاستقصاء لا ينم عن أخلاقية عالية. وهكذا الحال أحيانا من قبل المرأة، بعض النساء تأتي وتقول: "أنا أحتفل مثلا بذكرى طلاقي من فلان". القرآن الكريم يفرض صيغة أخرى، يقول: المطلق ينبغي له أن يمتع المرأة المطلقة بمقدار من الهدايا، بمقدار من المال. صحيح الآن العلقة الزوجية انتفت بينهما، لكن: ذكريات، تاريخ، ارتباط قلبي، مشاعر مشتركة، لحظات صفاء كانت، هذه تستحق من الإنسان أن يقدرها على أن يتنكر لها؛ لذلك قال: (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ)، هدية، مقدار مالي، شيء من هذا القبيل. ليس شيئا واجبا، وإنما هو حق على من يتقي. أو مثلا: في آية أخرى يقول: (وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، يعني أنتم اتخذتم قراركم، بالتالي الأفضل أن يتم التراجع، الأفضل أن تحافظوا على هذه العلاقة. لكن لو قررتم ذلك الأمر، انتبهوا، فالله سميع، والله عليم. لا ينبغي أن يحصل ما يحصل من قبل البعض. "ليش أنت طلقت هذه المرأة؟ هذي امرأة الله يستر عليها ما تدري وراها شنو، أكو بلاوي". "يابا ليش طلقش فلان؟ ما تدرون عنه هذا إنسان جبار، هذا إنسان عنيف، ما يعرف حق الله ولا حق الناس". فكل طرف يشوه سمعة الطرف الآخر. يقول: انتبه، فإن الله سميع بما تقولون، عليم بنياتكم. أي تفارقوا ولكن بشكل صحيح ومعتبر. أو في آية ثالثة، يقول: الطلاق ليس نهاية العالم (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلا مِنْ سَعَتِهِ)، وهذه قد نتطرق إليها في بعض الأماكن.
فإذن، القرآن الكريم لم يتحدث عن الطلاق بما هو زين دائما أو سيء دائما. هي السنة الشريفة تولت أمر تبغيض الإنسان المطلاق المزواج، وعندنا روايات في هذا. ولكن القرآن الكريم - في الجملة - آياته كان لها منحيان: منحى أخلاقي: على فرض أن الطلاق وقع، ينبغي ألا يتخلى الطرفان عن أخلاقهما الإيمانية في هذا الموضوع. وقسم آخر من آياته تتحدث عن الأحكام: كيف يكون الطلاق صحيحا، ما هي الشروط، ما هي الأمور التي لا بد من توفرها من الأحكام الشرعية.
في المجال الاجتماعي والأخلاقي والحديث عن أسباب الطلاق كثير جدا. ويبدو أنه يصعب إحصاء أسباب الطلاق، كأن تقول مثلا: أسباب الطلاق خمسة أو عشرة أو عشرين أو أكثر أو أقل؛ لأن هذه الأسباب تتعدد بتعدد الشخصيات، وبتعدد الحالات وبتعدد الفشل في معالجة المشاكل. فقد تكون هنا مشكلة مالية فشلا في علاجها، هذه سبب. وقد تكون هناك مشكلة تعامل فشلا في علاجها، سبب آخر، وقد يكون مشكلة ثالثة ورابعة وعلى هذا المعدل. فلا يمكن أن نحصر الأسباب لكي نقول هذه هي كل الأسباب التي يحصل منها الطلاق. ولكن نشير إلى جانب منها على سبيل العنونة.
هناك أسباب ترتبط بموضوع الاختيار، وهي: سابقة على قضية الزواج. بمعنى أن أحد الطرفين لا يكون اختياره للطرف الآخر صائبا، أو لا يكون قبوله لهذا الاختيار صائبا. الرجل على سبيل المثال، اختار امرأة، هناك حالات من الاختيار خاطئة، لا يمكن فيما بعد التعامل معها والرضا بنتائجها. وأحيانا المرأة، قبلت هذا الرجل وبعدما اختارها، وافقت عليه، لكن هذا القبول ما كان قائما على أسس علمية صحيحة. فإذن من الأسباب ما يرجع إلى قضية الاختيار ما قبل الزواج. قد يكون هو أساسا ما اختار هذه المرأة، وإنما اختارها إليه غيره: اختارتها له أمه، أخته، اختارها له صديقه. قال له: "أنا أزوجك أختي الفلانية". وهو بناء على هذا التزيين من قبل آخرين لم يكلف نفسه عناء البحث والتدقيق. أخته قالت له: "هذه فتاة جميلة جدا، خلوقة جدا، طباخة وربة بيت، كذا وكذا"، وهو يعتقد أن أخته بلا شك لن تكذب عليه، فقبل بهذا الأمر. حتى إذا أقدم عليه، رأى أن مقياس الجمال الذي قالت عنه أخته لم يكن متوفرا، أو لم يكن بالشكل الذي يحب أو يريد.
كما ذكر بعضهم طرفة، يقول: أن أختا انتخبت ابنة الخال لأخيها؛ حتى يزوجها. وأطنبت في وصفها ومدحها وجمالها وما شابه ذلك. وأحيانا الإنسان عندما يحب شخصا، عادة يتغاضى عن سوئه ولا يتبين له إلا الحسن. فأطنبت وفصلت في جمال ابنة الخال. حتى تم التقدم وجهزت الأمور، ولم يتبق سوى أن يرى الشاب ابنة خاله الرؤية الشرعية، فدخل عليها ونظر إليها وخرج. فسألوه: "ها شلون شفت؟" فقال لهم: "خالي تماما بس مكحلة"، حسب التعبير. وكان هذا معناه أنه لا يوافق على هذه الزيجة. هو لا يريد أن يتزوج خاله مكحلا. يريد أن يتزوج فتاة بمقاييس معقولة من الجمال والحسن. فأحيانا يحدث أن هذا الطرف لا يختار هو بنفسه، ولا ينظر، أو عندما ينظر يخجل: أمي اختارتها، أو أختي اختارتها، والآن رتبنا كل الأمور، وبعثنا الأوراق وحللنا، كيف نتراجع! فيدخل في هذه التجربة راغما لا راغبا. يتحمل يوما، يومين، بعد ذلك ينتهي الأمر.
أعرف شخصا، منذ فترة طويلة، أقدم على خطبة ابنة عمه، وتزوجا، وعاشا، وأنجبا. وبعد 12 سنة، أتى وقال: شيخنا أنا ليس عندي طريق إلا أن: أتزوج زوجة أخرى أو أطلق هذه. "يا معود غير صحيح، هذا بعد 12 سنة وعندكم أولاد وكذا". قال: أنا لم أشعر لا في اليوم الأول ولا في هذا اليوم بميل قلبي لها. ألستم تقولون: من سعادة المرء، امرأة تسره إذا نظر إليها، هذه لا تسرني إذا نظرت إليها، لا ذاك اليوم ولا هذا اليوم. إذن لماذا بقيت؟ بقيت لأنه قرار العائلة، وما يصح أن نهدم الموضوع، عمي هكذا، وبيت عمي هكذا، ستتدهور علاقتنا، على ماذا! فقلت نمشي في الأمر ونرى. هذا أمر ينتهي إلى مثل هذه النهاية غير الحسنة. الخجل، معادلة أخرى: هذا بيت عمي. أو كلام، مثل: الآن لا تعجبك، لا تستحسنها، لا تطيقها، لكن إذا تزوجتها إن شاء الله ستحبها. هذا كلام ليس صحيحا، وليس يحدث دائما. في بعض الحالات القليلة يحدث، ولكنه ليس حالة عامة.
فإذن، واحد من الأسباب هي ما قبل بدء الحياة الزوجية: قضية الاختيار. وكنت أظن أن المجتمع عندنا قد ارتفع على حالة: أنه والدتي ووالدي انتخبوا هذه، وقالوا الثانية لا تتزوجها. كنت أظن أن المجتمع انتهى منه هذا الأمر، وأن هذه الأمور كانت في الزمن السابق عندما كان الأب هو الذي يفرض كل شيء، وأن الابن لا حول له ولا قوة. ولكني رأيت مثل هذه الحالات موجودة. يقول لك: "تريد تتزوج، تتزوج فلانة، فلانة الأخرى اللي أنت منتخبها ولو أنت تقول زينة، ولو كذا ولو كذا بس هذي ما تدخل عندنا ما تدخل فينا أبدا". إما مثلا لأن عائلتها عائلة من درجة أدنى أو غير ذلك، أو أن الأب أو الأم يضعون في بالهم: فلانة بنت فلان، لأن وراءها ميراث كثير إن شاء الله، وعلاقاتنا في العائلة تتقوى من خلالها أكثر، فلا بد أن يتزوجها اينهم. هذه أخطاء في الاختيار كثيرا ما تنتهي إلى الفراق والطلاق.
قسم من الأسباب ترتبط بما بعد بدء الحياة الزوجية، إما هي أخطاء من الآخرين: كثرة التدخل. وقد تعرضنا إلى هذا الأمر في حلقات مضت. أن الأم تتدخل كثيرا، أو الأب يتدخل كثيرا، أو الأخت يتدخلون كثيرا، في هذه الحياة. وإما الزوج لا يرغب في ذلك، أو الزوجة لا ترغب في ذلك، لكن ليس في وسعهم حل المشكلة بأن يكونوا صريحين مع المتدخل في ألا يتدخل في حياتهم، وأن بإمكانهم أن يديروا أمورهم بشكل صحيح. أو أحيانا أشياء ترتبط بالمعاشرة، وقد ذكرنا قسما منها، مثل: البخل في قسميه: العاطفي والمالي. أحيانا الإنسان يكون بخيلا عاطفيا. المرأة لا تحسن أن تتحدث عن زوجها، ممكن أن تتكلم عن غيره، ممكن أن تمدح الآخرين، ولكن عن زوجها لا تتحدث شيئا حتى معه. لا تبدي رغبتها فيه، لا تبدي أنه هو الرجل الذي يرضيها. وأحيانا بالعكس: أن الزوج يعجب بغير زوجته، يثني على غير زوجته، على أخواته أحيانا، "ما شاء الله خواتي شلون طبخهم ممتاز"، أمام زوجته، "ما شاء الله شلون فلان زوج أختي، وزوج عمتي، وزوج خالتي، مرتاحين، في جنة"، بينما حياته مثلا ليست كذلك. هذا البخل العاطفي سواء منها كان أو منه، يؤدي في كثير من الأحيان إلى الطلاق النفسي كما يسمونه، والطلاق النفسي ينتهي إلى نهاية هذه الحياة الزوجية.
أو بخل مالي. أنا أتعجب قسم من الناس أسخياء على البنوك، وبخلاء على بيوتهم. عنده رصيد ضخم في البنك، والبنك يشتغل فيه، ويلعب، ويستثمر، ثم يعطيه فتات – إن سيعطيه – طبعا الحساب الجاري غالبا لا أرباح فيه، لا ودائع أو غير ذلك، تجده حسابه في البنك الجاري شيئا كثيرا ومعنى ذلك أنه سخي على البنك، البنك يعمل بأمواله، يعطي لملاكه فرص عظيمة جدا من ماله، بينما لا يصرف على بيته وعلى أهله إلا الشيء البسيط. أو يستثمر في وديعة أو غير ذلك، وكل المؤشرات في كثير من الأحيان كما نجد في أوضاع كثير من البلاد الإسلامية ليس فقط ما من ربح، أحيانا يخشى على رأس المال، السهم الذي اشتراه اكتتاب بخمسين يصبح ب 24 وأمثال ذلك. استثماره الخاسر في البنك مستمر، ويصر عليه، واستثماره الرابح في الإنفاق على أسرته لا يصنعه، مع أنه في كل وقت هو الرابح عندما يعطي زوجته وابنه وابنته شيئا من المال – مهما قل – فهو يستثمر أعظم استثمار في هذه الجماعة، يستثمر في المحبة، يستثمر في المودة، يستثمر في شيء لا ينفد ولا ينتهي.
قسم من الناس لديهم هذا البخل المالي، رجل أو امرأة، يتضخم حسابه أو حسابها في البنك، لكن كل منهما قد لا يستثمر في عطائه لصاحبه.
في المشاكل أيضا، الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، وجعلها محور العلاقة الزوجية، لماذا قال لي هذه الكلمة؟ لماذا لم يفعل لي هذا الأمر؟ بينما، هذه حدودها كلمة من مجموع 5000 آلاف كلمة. يقولون: الرجل – غير معلوم كيف تم حساب هذا أمر - يتحدث في اليوم بمعدل 5000 آلاف كلمة، ولا أدري هل هذا يشمل الخطباء من أمثالنا أو لا. بينما المرأة تتحدث بمعدل 12 ألف إلى 15 ألف كلمة في اليوم.
فإذا أحدهم يحسب أن هذه الكلمة التي قالها، كلمة من 5000 آلاف كلمة، كم قيمتها في يوم واحد؟ وإذا تحسبها على مدى السنة كم تصبح نسبتها؟ لكن قد تكون زوجتي حسبت لي هذه الكلمة التي لو تحسب 5000 ل 360 يوم، يصبح العدد بالملايين، لكن هي واقفة عند هذه الكلمة: كيف قلت لي فلان وقت هذا الكلام؟ أو عكس ذلك: هي 15 ألف، لتكن 10 آلاف، 10 آلاف في 360، معنى ذلك 36 مليون كلمة مثلا في السنة، قالت لي كذا؟، تكلمت عن أمي بكذا، لا أنساها، قالت عن أختي هذه الكلمة. إنها  كلمة من 36 مليون كلمة! فلماذا التركيز على هذه التفاصيل التي تؤدي إلى نهايات غير حسنة وهناك أسباب أخر.
بعد هذه الأمور، يميل أحد الطرفين وأحيانا كلاهما إلى التخلص السريع من هذه المشكلة. الزوج يقول: نحن غير قادرين على التفاهم مع بعضنا البعض، ماذا نصنع؟ نتطلق. الزوجة أيضا، تقول: إنه لا يفهمني أصلا، لا يفهم مشاعري ولا مشاكلي ولا كذا، الأحسن أن أطلب الطلاق منه. هذا في زعمهما تخلص سريع من المشكلة. وهو في الواقع تسطيح للتفكير. فأنت للتو إذا فكرت في هذا الموضوع تبدأ المشاكل. فلا تتصور أيها الرجل أن تقول بهذه البساطة: "أن الضرس اللي يألمك اقلعه". هذه فكرة خاطئة لا تنسجم أبدا مع الموضوع الزوجي.
الزواج لا يدار بالقلع والقمع، ولا تتصور أن المسألة: كلها كلمتان، أقولهما وتنتهي القضية وأغلق الملف. لا يا أخي، هذا تسطيح وتفكير غير صحيح. للتو إذا بدأت في موضوع الطلاق، بدأت المشاكل معك. لا سيما إذا كان هناك أيضا أبناء أو بنات بين الزوجين. عندها يعظم الأمر ويكبر.
ثم أنت قيمتك في المجتمع هي قيمة الثقة بك. فإذا صار الأمر بهذه السهولة عندك، من يأتمن ابنته عندك في المستقبل؟! أسهل ما يكون أن آتي وأطلق زوجتي. حسنا، أريد أن أتزوج في المستقبل أو لا؟ أريد أن أتزوج. من هو الذي يأتمنني على تجربة أخرى مع تساهلي في هذا الأمر؟ لا سيما إذا تكرر الأمر. لا تتصور أن الناس يتعاملون مع هذه القضية بسهولة. وليس الكل يبحث عن الأسباب الحقيقية؛ لذلك لا بد أن يفكر الزوجان بشكل متأد وهادئ في مثل هذا القرار.
هات ورقة وقلم واكتب 10 أسباب تدعوك للطلاق، 10 أسباب، هل يمكنك تدوين 10 أسباب؟ اكتب في الطرف الآخر من الورقة 10 أسباب تدعوك للبقاء على هذه الحياة الزوجية. ستجد أن من الصعب عليك أن توجد 10 أسباب للفراق. ممكن أن تقول أخلاقها ليست جيدة، ماذا بعد؟ هل لديها حفظ إلى نفسها أو منحرفة فاسدة؟ في الجانب البيتي، كانت تراعي أمرك أو لا؟ سوف تجد أن قائمتك التي تحثك على الفراق سبب أو سببان أو ثلاثة أسباب، بينما في تلك الجهة، قد تجد الأسباب كثيرة جدا.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا وعلى أبنائنا وأهالينا وأبناء مجتمعنا بدوام الحياة الزوجية واستقرارها وإسعاد الأزواج لزوجاتهم والزوجات لأزواجهن إنه على كل شيء قدير. وصلى الله على محمد وآل الطاهرين.

مرات العرض: 3400
المدة: 00:33:30
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2568) حجم الملف: 26.8 MB
تشغيل:

عفة اللسان وبذاءته 2
لماذا يكونون بذيئي اللسان ؟ 3