قال الله العظيم في كتابه الكريم "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم " حديثنا يتناول موضوع تدخل الوالدين والاقارب لحماية الحياة الزوجية للمتزوجين من ابنائهم ، واين يكون هذا التدخل نافعا ومتى يكون ضارا وهل هناك ضرورة له او الضرورة لعدمه ، سوف انقل لكم بالبداية صور من الصور الواقعية التي تشير الى تدخل غير مناسب ، وربما ادت الى اثار وخيمه بالنسبة للاطراف المشتركين فيها . الصورة الاولى : اب لديه بنت قد تزوجت وانجبت ثم بعد ذلك طلقت من زوجها فبقيت مدة من الزمان حوالي 7او 8 سنوات تربي ابنائها ثم تفكر فيما تفكر فيه النساء عادة وهي في طليعة شبابها 26،27 سنة تشتاق الى الاسرة والى الزوج ، فيأتي طارق باب خطبتها لتعرض الامر على الوالد ، الاب يقول كلا انت لابد ان تتفرغي لتربية الاولاد وان تضحي وان تكوني عزيزة في بيتك ، هذا مع العلم بان والدها نفسه كما تقول عندما توفيت امها في اقل من سنه واحدة ذهب ومارس حقه في الزواج وعاش حياة طبيعية في هذا الجانب ، تقول هل هذا التدخل من قبل الوالد في فرض ان لا اتزوج وانني لا احتاج الى رجل ولا الى اسره هل هذا من حق الوالد ان يفرضه علي ام لا ؟،، فهذه صورة من التدخل لوالد يمنع ابنته من ان تستشعر حاجتها الطبيعيه الى الجنس الاخر . الصورة الثانية : الام التي تحب ابنها حبا كثيرا وتحرص على سعادته ويصل الامر الى قضية الزواج ، فهي التي تختار له البنت من اقاربها بحسب مقاييسها ، ثم هي التي تختار له المسكن القريب منها ثم بعدها عندما يتم التاثيث تختار له ايضا غرفة نومه باعتبار انها ذات خبرة ، واخيرا تقول زوجته ، الان هذه الوالده تريد ان تسافر معنا شهر العسل بعد ان اختارت لهم المكان المقصود ، الى هذا الحد من التدخل المباشر والتفصيل المباشر في حياتنا ، لا اضن انني استطيع الاستمرار مع هذا الزوج ، لا اريد الاصطدام معها ولكن لا استطيع ان ارتاح مع امراة تتدخل حتى في لون غرفة نومي في مكان شهر العسل الذي ساقضيه والفندق الذي اسكنه والمكان الذي اعيش فيه ،، الصورة الثالثة : صورة البنات اللاتي لا يرغبن في ان تحل امراة محل امهن التي توفيت ، وابوهن كبيرا بالسن فهن يقررن ان الوالد لا يحتاج الى امراة ، كيف ان امراة تاتي وتحل محل امهن ؟ فهذا عدم رعاية لجانب تلك الام ، الاب يستشعر الحاجة ، فبعد ان تزوجن بناته ذهبن الى ازواجهن ياتين في النهار ساعة او بالليل ساعة ليبقى هو محاصرا بالوحده فيحتاج الى امراة تأنس وحدته يعيش معها ، فلا يقبلن هذا ، فيتزوج هذا الزوج امراة تصغره بمقدار ليست شابة ولكن ليست في عمر ابيهن، فيدسسن من النساء الى هذه المراة لكي يتحدثن معها ، فهو كبير السن ،لايستطيع امتاع المراة ولا ينبغي ان يُتمسك به وان كانت له فائدة فان له اموال لينفق عليك ، وهذه المسكينه غافلة عما يُدبر لها تجاريهن في الحديث فيقُمن بتسجيل هذا الحديث ، مع انه من الناحية الشرعية يحرم تسجيل حديث انسان بقصد الاضرار به من دون اذنه ،، ثم يقمن باخد التسجيل الى والدهن ويقولن ان هذه المراه لا تحبك لا تريدك وانما هي طامعة في مالك لابد لك من طلاقها ، هذا تدخل من البنات اللاتي لا يرغبن في حلول امراة محل امهن دخولهن على خط حياة ابيهن ،، ومثل ذلك في الاولاد ،، امراة يُتوفى عنها زوجها وهي في سن يمكن ان تتزوج ،وابنائها في العشرينات ولكنهم من السطوة انهم قالو لها من ياتي لخطبتك نشق بطنه وهي تقول هؤلاء غدا وبعد غد يذهبون ويتزوجون وانا ابقى هكذا ولا تزال في مثل هذا الحال على هذا النحو من التدخل هذه الصور الاربع مع ان هناك صور اكثر من هذا بكثير تشيرالى ان هذه الطريقة من التدخلات ليست شرعية اولا وثانيا فيها من النتائج الضارة وغير المناسبة الشيء الكثير ، لعل احدا يقول الافضل ان لا يكون هناك تدخل اصلا ،وربما هذه شائعة في وسط بعض الشباب والشابات ، هذه حياتنا الخاصه ولا نريد احدا ان يتدخل في شؤوننا وامورنا ، هذا ايضا غير صحيح ، كما ان التدخل بتلك المقاييس تدخل ضار ، الامتناع والرفض نهائيا للتدخل بكل اشكاله ايضا غير صحيح ، في كثير من الحالات لابد ان يتوجه الوالدان والدا الزوجين ، على الاقل الى ان رعايتهما وتدخلهما في بعض الاحيان بالنصيحه او بالعطاء او بالتوجيه فهذا من الامور الضروريه لاسباب متعددة احد هذه الاسباب ان قضية الاسرة والبناء الزوجي من المهمات غير السهلة في مقابل ذلك الذي يتولاها عاده وبالخصوص في مناطقنا اشخاص في ميعة الشباب في اول العمر في اكثر مناطقنا سن 24 بالنسبة للشباب سن زواج وسن 18،19،20 بالنسبة للفتيات سن زواج ، في مناطقنا العربية والاسلامية اللتي لا تعاني بالذات من مشاكل اقتصادية كبيرة جدا وحادة ، سن الزواج في عمرال 20 يعتبرا مبكرا ، في العشرينات يضاف اليه ان كلا من الطرفين لم يتهيء له فرصة انضاج نفسه لا بالتدريب عن طريق الدورات والتعرف على اسرار الحياه الزوجية ولا بالمشاهده المباشرة في الازمنة لم تكن هناك دورات لكن كان هناك نظر مباشر اي ان الفتاة كان وقتها كثيرا مع امها وفي بيتها فهي ترى حالة ادارة الام للحياة الزوجية امام عينها ، اليوم نصف الوقت في المدرسة والنصف الثاني اما حل واجباتها او مع الصديقات او ماشابه ذلك ، فمتى تنظر الى امها ، الشاب ايضا كان في السابق اطلاعه على احوال ابيه وادارة ابيه للاسره اكثر بكثير مما هو الان فنصف وقته بالمدرسه والنصف الاخر ان كان من اهل الرياضة فهو في الرياضه وان كان من اهل الحالات الاجتماعيه والنشاط والعلاقات الاجتماعية فهو مشغولا احيانا في مثل هذه الحالات الاب يحتاج لعمل موعد ليرى ابنه وكذلك البنت تحتاج لموعد وترتيبات لترى امها فلا هؤلاء في مثل هذه الاوضاع يلاحظون الموضوع الزوجي بالمعاينة المباشرة حسب النظام الاجتماعي القديم ولا عندنا في مجتمعاتنا الان شائعه قضية الدورات التدريبية و التثقيفية في امور الزواج كما في بعض المناطق ، في ماليزيا مثلا ،هناك قانون رسمي يمنع فيه اي مأذون اجراء عقد زواج بين اثنين مالم يشهرا بطاقة شهادة على انهما كليهما قد دخلا دورة تدريبة حول الزواج ، وقد ذكروا ان نسبة الطلاق على اثر هذا القانون الذي قُرر من قبل عدة سنوات ان نسبة الطلاق قد انخفضت انخفاض واضحا جدا . اليوم في كثير من مناطقنا الشاب في قسم منهم يدخل على هذه العملية وعلى هذا المشروع وهذا البرنامج مع تفاصيله الكثيرة ومع صعوبته،فتكوين الاسرة ليس امرا سهلا ،يدخل وعمره22 سنة وتدخل الفتاة وعمرها 18 سنة لا هو راى امام عينيه نموذج ادارة والديه ، على علاتها لكن بالتالي هي نمط من ادارة الاسرة ، لاهو الى النمط القديم ولا الى النمط الجديد ، فبعضهم يستعيب ، انا ادخل دورة في الزواج ؟؟ تقول له ادخل دورة اذهب وتعلم سلسلة محاضرات سلسة امور تدريبية في هذه الامور ،، لا فهو يعتبر نفسه علامة زمانه كيف يذهب لدورات ،فالامر الاول صعوبة المهمه من ناحية وحداثة التجربة والوعي عند الزوجين تقتضي لنجاح الزوجين ان يتدخل اهل الحكمه من الوالدين في رعاية هذا ،مثل اي مشروع ،،، مثلا انت اردت ادخال ابنك في التجارة فتعطيه مثلا بالبداية مشروعا ب 50 الف وليس بالمليون ، وفي نفس الوقت تظل مراقبا له وتوجهه وتلاحظه حتى ينجح بالسوق والتجارة ، اذاًهل امر الزواج اقل من هذا الموضوع ؟؟ فيحتاج اولا نظرا لان هذه العملية "ادارة الحياة الزوجية " عملية صعبة والزوجان المشتركان فيها حديثا تجربة وصغيران في الغالب يحتاجان الى من يتدخل الامر الاخر ان حكمة الوالدين التي يفترض ان حصلا عليها فمثلا عمر الاب 40 سنة فهذا معناه انه عاش تجربة زوجية لمدة 20 سنه ، وعاش تجربة تربية لولد لمدة 20 سنة وهذه السنوات يفترض انه انصقل وتعلم فيها اخذ حكمة الموضوع اذا كان عنده انفعال ركد اذا كان عنده عجلة تأنى ، اذا كان عنده حدة صار لسانه اثقل في الهجوم ،الام ايضا كذلك فأم الزوج او أم الزوجة بعد 20 سنة بعد الزواج يفترض ان هذه الام قد حصلت على تجربة وعلى حكمة وعلى تعقل فلو دخلت من المفترض ان يكون تدخل سليما ، والصور التي اوردناها هي صور ناشزة هي صور شاذه ، ففي كثير من حالات التدخل في كثير من العوائل تكون النتائج طيبة وحسنة تبعا لحكمة الوالدين ،الامر الثالث قضية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، دائرة الامر بالمعروف واسعة ، فالقران الكريم جعل كل الحياة الزوجية ناظمها ومسطرتها ومقياسها المعروف فيقول عز وجل " وعاشروهن بالمعروف "ويقول للشاب "ءأمر بالمعروف " " المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " ؤاذا كان هذا هو طريق عامة المؤمنين مع بعضهم البعض فان الاقربين اولى بالمعروف ، ان اامر اهلي اولى ان اامر غير اهلي " وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها " اي اهلك الاقرب لك وتحت مسؤليتك ينبغي ان تامرهم بالصلاة تامرهم بالخير، ابنك وابنتك في حالة الزواج ايضا اامرهم بالمعروف ان يكون سلوك هذا الشاب مع زوجته بالمعروف وان يكون سلوكها مع زوجها بالمعروف ،وهذا يقتضي ان يتدخل الاب ليأمر بالمعروف ان يدخل دخولا مناسبا في هذه الحياة ويوجه ، اذا هناك ثلاث جهات على الاقل تقتضي منا ان نتدخل تدخلا حسننا في امور الحياة الزوجية لابنائنا واقاربنا ولكن في ماذا نتدخل ؟ وكيف نتدخل؟ وماهي المجالات التي ينبغي ان نتدخل فيها ؟؟ اول مجال من مجالات التدخل / في اصل فكرة الزواج : ينبغي ان ينصح فيها الوالدان اولادهم وبناتهم ، هل ينبغي ان يتزوج هذا او لا ؟؟ قد ترى انه لايزال عمره صغيرا ومبكرا على الزواج وعادة في بعض الاماكن خصوصا في فترة المراهقة في عمر ال 16 ياتي الى والديه ويطلب الزواج / انت لا تزال صغيرا والوقت مبكرا على الزواج ، هناك بعض الحالات للزواج المبكر اما لظرف اجتماعي عام كما كان في ازمنة الرسول الاولى فالاحتاياجات كانت اقل، الوضع الاجتماعي كان الزواج المبكر فيه عاديا ضمن هذه الظروف ، كل ظرف يقتضي شيئا فمن المناسب هنا ان ينصح الابوان ابنائهما بما هو مناسب وبما تقتضيه الحكمة ، ضمن حدود ان لا ينحرف ، ضمن حدود ان لايتورط في مقارفة المنكرات لو تاخر زواجه ، فلا يكون هناك امور تحسينية فان تنهي الدكتوراة ثم بعدها تتزوج ،فهنا نصف عمره انقضى ، فالموازنة هنا تقتضي الحكمة ، لا في عمر 16 سنة اذا طلب ان استجيب له ولا ان رايي ان يكمل الدكتوراه حتى يصبح عمرة 35 سنة حينها يتزوج بالتالي عنده حاجات ،ليس انا المطلوب مني لا بل انا الحكيم والوالد الشفيق لابد ان انظر لحاجته ، على سبيل المثال الابن سيدهب الى بعثة ، يستغيث ابوه بان وضعه الجنسي مشتعلا في هذا البلد ولا استطيع التحمل ، فهذا يختلف وينبغي النظر اليه بشكل خاص ، الحكيم من ليست عنده قواعد عامه يطبقها في كل مكان / لاتتزوج الا بعد انتهاء دراستك ، بل يختلف كل شخص عن الاخر ، لايتزوج الصغير قبل الكبير ،، لا هذا الكلام لايطبق عندي وحتى شرعا معروف ولا عرفا مبررا ، فالكبير ليست عنده رغبة بالزواج حاليا ولكن الصغير عنده رغبة جامحة ، الكبير مثلا الى الان لم يهيء نفسه كما يريد اما الصغير فهيء نفسه بالمقدار الذي يريد ، فلا يوجد عندنا قواعد عامة يجب الزواج المبكر او لايجوز الزواج المتاخر ، فالحكيم هو من يلاحظ كل حالة بمفردها هذا الولد يختلف عن ذاك الولد ، هما من اب وام لكن هذا الشاب قدرته الجنسية عاليه جدا اما ذاك قدرته عاديه ، هذا متعجل ومُهيء اموره الحياتية ذاك لم يفعل ذاك الشي لاتسوقهم جميعا بقانون واحد ففي اصل فكرة الزواج اقداما او حتى امتناعا ، الان من الشيء الحاصل والمؤسف ان بعض الفتيات على اثر رؤيتهن لتجارب فاشلة في حق اخواتهن او اقاربهن فلانة طلقت، فلانة زوجيتها متعثرة، فلانة زوجها يضربها ،فيكون عندها انطباع انها لا تريد ان تتزوج فامامي هذه النماذج او انها لا تريد الزواج الان تاجله لفترة متاخرة ، فهنا ياتي دور الاب والام لكي يغيرا هذه الفكرة الخاطئه في ذهن هذه الفتاة او ذلك الشاب ،فالتدخل الحكيم اولا لمصلحة الولد وليس لفرض راي الاب ،يجب ان ينظر الى حاجة الولد وبرأفته به ينصحه تارة بتاجيل الزواج وتارة بتعجيل الزواج ، وثالثة بازالة المشاكل الفكريه والنظرية عن هذا الموضوع ، كذلك مساعدته في العثور على الزوج ، سواء في الوالد بالنسبه لولده او الوالد لابنته ، وهذا عادة من المناطق المحرمة التي لا يتحدث فيها فضلا عن ان يتم تطبيقها ، فلو قلت لشخص ما اذهب وابحث لابنتك زوجا من الازواج المؤمنين ، ينظر لك فكانما وانك تشتمه ،والحال ان سيرة علماءنا الكبار على هذا الخط ، العلامة المجلسي رضوان الله عليه صاحب اكبر كتاب / بحار الانوار و المتوفى سنة 1111هجري وهو من اعاظم علمائنا ، كان في زمان الدولة الصفويه من الشخصيات النافذة عنده قرار وسلطة ، يعين ويعزل رجل شبيه بقاضي القضاة ، كان عنده درس في اصفهان حيث كان مركز الدولة الصفوية آن إذ ،رأى من ضمن طلابه طالب فقير اسمه الملا صالح المازندراني ،قدم من مازندران بالشرق الى اصفهان حتى يحصل العلم على يد العلامة المجلسي ،قالو كان لا يملك من الملابس الا ثوبا واحدا من شدة الفقر ، فكان يفتقدة العلامة المجلسي في حين غيابه احيانا حيث كان نبه وكان يناقش بالدرس ، غاب يوما فسال عنه مرة و مرتين ثلاث فلما استقصى عنه تبين ان حاله هكذا من الفقر فكان اذا اتسخت ثيابه او اصابها نجاسة فانه يبقى جالسا بالبيت ولا يحضر الى الدرس ، قربه العلامة اليه فقال له : يافلان لماذا لا تتزوج ؟ فضحك وقال انا ثوب آخر لا امتلك كي البسه اذهب لاتزوج ؟ فقال له : لا بل تتزوج وامورك مرتبة ، فقال : من يقبل بيي وانا بهذا الحال ؟؟ قال له : ابنتي تقبلك ، اندهش وقال ابنتك انت ؟ المفتي العام للبلد وصاحب الصوت و المال وكذا قال له : نعم ابنتي ،، ساله ه انت حاضرا للتتزوج غدا ؟قال له : بهذه السرعة غير معقولا ؟؟؟ قال نعم انا اخبر البنت فاذا وافقت نرتب الامور وتتزوج غدا ، وفعلا حصل هذا الامر وتزوج الملا صالح المازندراني من ابنت العلامة الذي اصبح علم من اعلام الدين فيما بعد وعنده شرح مهم جدا لكتاب الكافي للكليني من الشروح المهمة ومطبوع الى الان ، فهذا العلامة المجلسي وهو من الناحية الاجتماعية في رتبة قاضي القضاة ويامر الحاكم الصفوي في ذلك الوقت من الناحية المالية كان وضعه عال جدا ولكن ينظر الى طالب العلم الذي لايملك الا ثوبا واحدا من الملابس حتى يزوجه ابنته ويخطبها له . ومثله فعل ايضا شيخ عبد الكريم الحائري اليزدي رحمة الله مؤسس الحوزة العلمية في قم من تلامذة الشيخ الاعظم الانصاري ، فقد نظر الى طالب من طلابه اسمه سيد محمد اليزدي ايضا جاء من منطقته وكان فقيرا غير متمول ولكن كان نشطا وفطنا من الناحية الدينية والعلمية ، فاقترح عليه ان يتزوج ابنته ، فقال له : انا لا امانع ان كنت موافقا وهي كذلك انا حاضرا ، ولكني لا املك شيئا ، فكان ان ساعدهما في ان يتزوجا وينشئا اسرة ،ولذلك سمي فيما بعد بالسيد الداماد اي الصهر باللغة الفارسية / يعني هذا صهر مؤسس الحوزة العلميه في قم . مساعدة الابوين للابناء في قضية الزواج في التفكير فيها وفي تدبيرها واواذا كان الامر بالنسبة الى الاولاد فهذه حالة شائعه ان الوالد يسعى في امر اولاده الذكور، فينبغي التفكير ايضا في قضية البنات والاناث من اولاد الانسان بحيث تُيسر هذه الى عش زوجي جديد ، فهذا واحدا من انحاء التدخل الحميد والمناسب بشرط ان لايكون فيه فرضااو اكراه او املاء. الامر الثاني /قضية المساعدة المالية فهي من انحاء التدخل المناسب من قبل الاقارب والابوين على وجه الخصوص بالنسبة للزوجين الحديثين ، المساعده المالية احيانا تتعجب لا سيما من ناحية النساء ، مثلا ابنتي تتزوج وتذهب بيت زوجها عندها زوجها هو المسؤول عنها لا اعطيها اي فلسا واحدا ، حدثت حالة احدى النساء تسال ، تقول : والدي عنده شقة فارغة وزوجي وضعه المادي ضعيف ،عليه كم من الديون لم يستطع الى الان ان يفتح بيت او شقة ، ونحن نحاول مع ابي ان ياجر لنا الشقة تاجير محاباتي اي ان كانت ب 1200 يؤجرنا اياها 800 ،لكنه لم يقبل فانت لو تشتري سعادة ابنتك وقالو لك ان سعادتها تتوقف على ان تدفع لها 1000ريال شهريا من لا يفعل ذلك ؟؟؟ قيل لك ان هذه الزوجة سوف ينتهي امر زوجاها الى الطلاق لكن لو تدفع هذا المبلغ وتساهم بهذا المقدار من المال تنتهي القضية ، هناك بعض الناس والحمدلله هم قلة حاضرا في الرفض ولا يدفع ، لا يمانع في عمل عزيمة لستة اشخاص ويدفع فيها 1500 ريال ولكن بالنسبة لابنته لايدفع فيكون تفكيره هل تزوج ابنتي من اجل مالها ؟؟ لابد ان يتحمل زوجها هذا الامر ونحن لم نزوجها كي نسكنها على حسابنا ,, هذا كلام انسان غير واعي لمصلحة ابنته ، ولا ينبغي قوله . نبينا محمد عليه واله السلام جاءت اليه فاطمة عليها السلام باقتراح من امير المؤمنين في قضية تسبيح الزهراء عليها السلام ،يقول الامام عليه السلام الى بعض من حضر من بني سعد الا احدثكم عني وعن فاطمة ، ان فاطمة كانت عندي فاستقت بالقربة الى ان اثر في صدرها ، وطحنت بالرحى حتى مجُلت يداها / اي انتفخت ، وكنست فناء الدار حتى اغبر ثوبها ،واوقدت تحت النار حتى دكنت ثيابها / اي بالطبخ ، فاصابها من ذلك ضرر شديد ، قفلت لها يافاطمة لو اتيتي اباك فسالتيه خادما ، تقول فاطمة : فذهبت الى ابي فوجدت عنده جماعة حداث / اي يتحدثون ، فرجعت ، وفي اليوم الثاني والثالث ايضا كذلك لم تتحدث ، النبي "ص" راى ان فاطمة جاءت ثلاث مرات ولم تتكلم ، فجاء عليه السلام الى منزلها وقال لها يافاطمه ماكانت حاجتك ؟؟ فسكتت خجلة ، اعاد عليها فظلت ساكتة المرة الثالثة يقول امير المؤمنين عليه السلام خشيت ان لم تجب فاطمة ان ينصرف الرسول فقلت له يا رسول الله ان فاطمة كذا وكذا وهي تسالك خادما ، النبي ذاك الوقت لم يكن عنده ،كانت هذه الحاثة على مايبدو في اولويات امر زوجهما ، قال رسول الله : وتوجه الى فاطمة ، يافاطمة الا اخبرك بشيء خيرا م الخادم ؟ قالت : بلى يا رسول لله ، قال : اذا اويتما الى منامكما فكبرا الله 34 مرة ، واحمداه 33 وسبحاه 33فهو خير لكما من الخادم بل خير لكما في الدنيا والاخرة . فكل من سبح الله بهذا التسبيح فقد ذكر الله كثيرا، بعدها بمدة بالدات في سنة 7 هجري قبل فتح خيبر ، صارت غزوة ، فاصبح عند النبي "ص" جواري سبين وكان من بينهن فضه فاعطاها فاطمة عليها السلام ، ففي ذاك الوقت الذي سالته لم تكن عنده جواري فاعطاها كلاما وجدانيا ايمانيا ، والكلمة الطيبه صدقة . ف ي سنة 7 للهجرة لما نزلت اية " وآت ذا القربى حقه " والمقصود بها فدك والتي تسمى الان بلدة الحائط ،وهذه المنطقة كلها ملك لفاطمة الزهراء عليها السلام ، يقول امير المؤمنين من كل مااظلت السماء اي كل انواع الاشار التي كانت موجودة في ذلك الوقت في الجزيرة العربية ،اشجار الطائف وتبوك وغيرها من الاشجار التي تزرع في تلك المنطقة وكانت غلتها تصل كما قالوا الى 70000دينار ذهب في السنة ، فكانت هذه الارض مُقدمة من رسول الله الى فاطمة الزهرا عليها السلام . ننظر هنا كبف ان رسول الله قدم فدك هدية لفاطمة "ع" وكيف ان هذا الاب يبخل على ابنته بشقة للاجار فارغة متروكة ولا يعطيها اياها ولا يسعفها في شيء ، فانا زوجتك وانتهى الامر كانما كان ثقلا على ظهره وانزاح لاربط بينه وبينها //لا.. بل تبقى هذه البنت تحتاج اليك تحتاج لرعايتك وعنايتك والى دعمك المالي لاسيما اذا كنت مقتدرا ،وبمقدار ماتنفق " وما انفقتم من خيرِ فالله يخلفه " انت تعطي ابنتك مقدارا من المال فان الله يخلفه عليك ، فايضا من جملة انواع التدخل محاولة حل المشاكل المالية ، وايضا الجوانب النفسية من اثر ضغوط الحياة على الزوجين، فهي تحتاج الى جهة تصهى ، احيانا الزوجان قادران ، الزوج عنده حكمة ، اذا نظر الى زوجته في ضيق فانه يهدأها بكلام طيب ويمتص مشكلتها بحنان وعطف او بالعكس اذا رأت المراة زوجها والامور مغلقة امامه فتهون عليه ، نقلت قصة لرجل كبير بالسن جائني فسالني هل يستطيع الرجل في الجنة طلب زوجته دون غيرها ؟؟قلت له نعم ، فسالتها لما قال : هذه الزوجة كانت جنتي على الارض ، قلت له وكيف ذلك ؟؟ يقول انا اشتغل طباخ وباجر زهيد ،فاحيانا وما اكثرها في البيت لايوجد لدينا ايا من اللحم لاسمك لا لحم دجاج ايا منها ، فاقدم الى البيت وارى شيئا من الارز ومن درجة دانية وقد كسرت عليه بيضتين وتقدمها بالصحن ،فاقول لها لما لم تخبريني فاحضر ولو القليل من الايدام ،قالت انا اعرف ماهو حالك اذا كنت تمتلك المال لم تقصر باحضار المؤنة واذا لم يكن لديك المال الكافي فلماذا اضغط عليك واسبب لك الحرج ،، مثل هذه المراة تقتدي بفاطمة الزهراء عليها السلام هناك قصة " ان عليا عليه السلام جاء يوم الى منزله فسال فاطمة ماعندنا من طعام ؟؟ فقالت : ماعندنا الا رحمة الله ،، قال لها: اي شيء حتى الخبز ؟؟ قالت : لا قال لها : يافاطمة لما لم تخبريني؟؟؟ قالت : اوصاني ابي وقال لي يافاطمة ان جاءك عليا بشيء عفوا فاقبليه، وان لم ياتك بشيء فلا تلحفي عليه " فعلي عليه السلام رجل مسؤول يلاحظ حاجة البيت فاذا لاحظ وجود نقصا وعنده امكانية سياتي به واذ لم يحضره فهو لايملك شي ، فقال لها يافاطمة إءذنيني فخرج واقترض شيء من المال من يهودي مقابل عكة صوف ، فاطمة تنسجها وهو اخذ شيء من الدقيق ليُخبز " الشاهد اقول: عندما يكون الزوج او الزوجة عنده حكمة عندما يتحدث مع شريكه مهونا مشاكل الحياة ، وهناك امراة اخرى يقول زوجها اتصلت علي زوجتي تقول ان ارجعت الخادمة انا ارجع الى المنزل ان لم تُرجعها فانا باقية بيت ابي مده من الزمن انظر ماذا تفعل الى ان تحضرها ،، فهو يقول انا لا استطيع ان اوفر لها فاقترحت ان نستاجر خادمة بالساعات ولكنها رفضت ولم تقبل ،، انظر هذا نموذج وذاك نموذجت ، فتدخل الوالدين في مثل هذه الحالات ، لطمئنة هذا لرفع معنويات ذاك لتصبير هذا ، فامور الحياة ليست دفعه واحدة بالتدريج تصير لاتقارني نفسك بمن تزوجوا منذ 25 سنة وبنوا لهم ثروة وحياة مستقرة ، فانت في اول حياتكما لعلك لو نظرتي الى اولويات هؤلاء لوجدت انهم كانوا مثلك او اسوء حالا ، كذلك الحال بالنسبة للزوج . ومن امور التدخل شدة العناية بالزوجين ، ان يمر الوالدان على الزوجين يرعيان الابناء اذا كان هناك ابناء ، وهذا الذي نقرأه في حياة النبي فقسم من الناس يقرأه بنظرة المناقب والمعاجز وهي كذلك ولكن فيها تعليم " كان رسول الله يمر على بيت فاطمة ويصبح بهم فيقول السلام عليكم يا اهل البيت " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا" هذا بالاضافة الى جانبه العقائدي والمناقبي فيه جانب تربوي ان هذا اب يطمأن على احوال ابنته وعلى قضيتها الزوجية ، اذا خرج الى معركة كان اخر الناس عهدا به فاطمة اي اخر من يودعه واذا اقبل من سفر او غزو كان اول الناس عهدا به فاطمة فاول من يسلم عليه هي فاطمة "ع" يرعى ابنائها واذا تاخرا الحسن والحسين فهو من يذهب وينشد عنهم ،، بالاضافة الى علي عليه السلام ولكن هذه لمسة اهتمام وتدخل نافع من قبل الجد فتعطي معنى من السكون والاستقرار. ينقل كما ذكر صاحب دائرة المعارف الحسينية انه حوالي سنة 9 للهجرة خرج النبي ومعه الحسن والحسين عليهم السلام وفي الطريق هبت عاصفة تربيه مغبرة جدا فصار وجها الحسنان مغبر وشعرهما فرجع النبي مع الحسنين الى بيت فاطمة حتى يغسل هذا التشعث في شعرهما ويزيل التراب عنهما ، وفي هذه الاثناء في الخبر ، نزل جبرئيل على رسول الله تقول ارواية ان جبرئيل كان يصب الماء على راس الحسن والحسين ورسول الله ينظف شعرهما ، انتهى من الحسن ولكن النبي لم يتغير امره ولا جرئيل ، بدا جبرئيل يصب الماء على راس الحسين والنبي يغسل ذلك الراس من الغبار والتراب ، التفت النبي الى جبرئيل وراه يبكي في هذه الحاله ساله يا جبرئيل لما تبكي فعندما غسلنا راس الحسن لم تتاثر او تبكي غسلنا راس الحسين فاذا بدموعك تسيل على خدك ، قال : ان الله اخبرني انه لا يرضى بتشعث راس الحسين وستقتله امتك ويرفع راسه على راس رمح طويل فذكرت هذا الموقف الذي لا يرضى فيه الله ان ييتشعث ويتغبر راس الحسين ذكرت انه كيف سيقطه هذا الراس وسوف يخضب بدمه ويكون التراب عليه ثم يسار به في البلدان من مكان الى مكان فلما ذكرت ذلك بكيت عليه فلما سمع النبي ذلك بكى ونادى وا ولده وحسيناه ......