أنا آسف .. طريقة حياة سليمة
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 23/5/1436 هـ
تعريف:

أنا آسف .. طريقة حياة سليمة!

تفريغ نصي الفاضلة بنت الهدى ـ العراق 
((قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) الاعراف ايه ٢٣
هذةِ الاية المباركة تُحكي أحدى مراحل حياة نبي اللهِ أدم (عليةِ السلام) وزوجةِ حواء بعد أن أكلا من تلك الشجرة التي نُهي عنها وكانت النتيجهُ المباشرةُ لهذا الاكل أن نزلا الى هذةِ الدنيا.صار القرار ان يعانيا في هذةِ الدنيا ويكابدا الحياه البشريه.
وفي هذا الاية المباركه اكثر من بحث. من ما فيها بحث حول هل انه يجوز ان ننسب الظلم الى المعصوم الى النبي. والنبي معصوم عن الخطأ والذنب ولاريب ان الذنب ظلم فهل يصح نسب الذنب الى النبي او لا وكيف يمكن معالجه مثل هذة الايه المباركه وهنالك عدد من الايات في القرأن الكريم فيها هذا المعنى من قريبٍ او بعيدٍ كما جاء ايضا في قصه نبي اللهِ موسى (علية السلام) قال ربي اني ظلمتُ نفسي وهكذا في قصه ذي النون
في سنةٍ سابقه نحنُ تحدثنا عن توجيه للايات التي تُوهم بنسبه المعصيه للمعصوم وبينا كلمات المفسرين وعلماء الكلام في هذا الجانب ولذلك لن نعيد المطلب لانه لقد سبق الحديث فيه وفي امثاله في قضيه نبي الله يوسف (عليه السلام) وقضيه نبينا محمد (صل الله عليه والهِ) وفي نسب الذنب (( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا))الفتح اية ٢
وماهو التوجيه الصحيح والسليم لهذة الايات المباركه .فسوف لا نتعرض لهذا الجانب نظرآ اننا قد تحدثنا عنه سابقآ.
هنالك بحث اخر يرتبط بالجانب الاخلاقي والتربوي في مثل هذة الايه المباركه وهو قضيه الاعتذار عن الخطأ والتاسف على القيام بعمل لم يكن ينبغي من الانسان. بحسبِ هذةِ الأية المباركه مهما يكن حتى وأن قلنا كما عليه علماء الأمامية أن نبي الله ادم ترك الأولى أو ماشابه ذلك من التوجيهات الأ أن هذا الفعل لم يكن فعلآ محببا فكان من المناسب تربويآ وأخلاقيآ أن يقوم بالأعتذار عنهووالتأسف عليةِ والتنصل منه وطلب المغفرة من الله عزوجل وفي ذلك تعليم تربوي للمؤمنين فيما بعد على خصلةٍ حسنةٍ وهي خصلة الأعتذار عن الخطأ بعد الأعتراف بهِ. الأنسان عندما يخطأ ، تربويآ أذا أراد ان يصعد في مدارج الكمال الأخلاقي ينبغي أن يعتذر عن ذلك الخطأ اعتذار صريحا واضحآ بدون تبريرات، على الأنسان أن ياتي ويقول انا ظلمتُ نفسي ، انا أسف ، أنا اعتذر عن هذا الخطأ الذي قمت به ، انا متأسف لما صدر مني تجاه أي طرف من الأطراف. هذا من الناحيه التربويه تعلمنا أياهُ حزمه كبيره من التوجيهات الدينيه ابتداءً من الاياتِ المُباركات ومراً على الأحاديث وأنتهاءً بالأدعيه وكلمات المناجات كل هذةِ تُعلم شي واحد من الذي تعلمهُ وهو الاعتذار عن الخطأ أن لايتجاهل المخطأ خطأهُ فعليةِ أن يقف بشجاعه ويقول أنا ظلمت نفسي ، نحن نقرأ في كل ليله جمعه دعاء كميل (سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي، وَسَكَنْتُ إِلى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي وَمَنِّكَ عَلَيَّ.)
هذا الموقف ، موقف الاعتذار موقف التأسف هو سيرة الكُمل من البشر سيرة الانبياء و الأئمه و العلماء، سيرة الكاملين اخلاقيا هو أنهم عند الخطأ يعتذرون.
أول من ينبغي أن يعتذر أليه الانسان هو خالقه وربه اول من يجب ان نعتذر اليهِ هو الله (عزوجل) لماذا؟
لأنه سبحانهُ وتعالى خلقنا ورزقنا وانعم علينا وقوانا واعطانا فأستعنا بكل ذلك على معصيتهِ وهذا فيه نوع من الجحود المضاعف.مثلا انسان يعطيك مبلغ من المالِ هديهٍ من عندهُ فتذهب انو وتشتري سكين بنفس المبلغ الذي اعطاهُ اياك فتطعنهُ بها.
شناعه هذا الذنب اكثر مما لو صرفت مالا اخر في تهيئه السلاح كلاهما سيء ولكن الامر الاول أسوء ..الله عزوجل اعطانا النعم قوانا وبُكل نعمهِ تجرءنا عليةِ وتحدينا قوانينه.
العين التي رزقنا اللهُ عزوجل اياها نظرنا الى ما يحرمُ علينا مُكايدةٍ لِربنا عزوجل و الرجلِ التي اعطانا أياها لِنسعى ذهبنا بها الى محارمهِ، واليد التي أرادها لنا مُعينةً لنصل بها الى أُمورنا الحياتيه المُحلله ثم الى الجنه بطشنا بها من هو اضعف منا فتحدينا ربنا في ذلك وهكذا. فأول واحد ينبغي ان يتوجه اليهِ الانسان هو الله عزوجل نقرأ في الدعاء الهي اعتذاري اليك اعتذارُ من لم يستغني عن قَبوُل عُذره فأقبل عُذري ياأكرم من أعتذر اليةِ المُسيئون. انا أعتذر اليك يارب، أتنصل من ذنوبي، من المعاصي ، من اخطائي.
ليس اعتذارآ بسيطآ لااستطيع ان يُرد عذري
لأنهُ ياالله ان لم تقبل عذري فمن يقبلهُ، فأقبل عُذري وارحم شدة ضري اذ لم تقبل عذري يارب فمن ذا الذي يقبل عذري ومن ذا ينفعني اذا لم تقبل عذري فاول واحد يجب ان يتوجه اليهِ الانسان بالاعتذار في كُل حياتهِ هو خالقهِ لان هذا الانسان المتكلم في كل يومٍ يحملُ خطايا فوق خطاياهُ فاذا لم يبادر الى الاعتذار عنها والتاسف لها
تجتمع عليهِ وتتراكم فمن يخلصهُ من الله عزوجل اللهم اغفر لنا وارحمنا واقبل أعذارنا هذا أول واحد.
الثاني هم من نعاشرهم من الخلق في أثناء حياة الانسان، حياته الزوجية ، حياته العلمية، والاجتماعية، يصير بينهُ وبين بعض الناس اخذٌ وَ رَد ينفعل هنا فيُلقي بعض الكلمات ، يتحرك بدافع من الدوافع السيئه فيسلب غيرهُ حقهُ يعتدي على الاخرين. هذا لابد ان يبادر الى الاعتذار منهم والتنصل من ما ارتكب في حقهم.

ومع الأسف هذا الامر اقل من الامر الاول يعني قد نجد اناس كثيرين في الدعاء يبكي يتنصل مما عندهُ ويتأسف على ماصدر منهُ وعذا شيء طيب لكن بالنسبه الى عدوانهِ على اخيه، عدوانه على زوجته، عُدوانها على زوجها. هذا لايعتذر ابدا ، لايتكلم اصلآ ، تصير بينهم قضيه مالية لايتكلم معهُ يُصادر مالهُ ويذهب عنه ويأخر حقه ولايبالي وتمر سنوات طويله من دون ان يفكر في الامر وهذا الجانب اعظم واكبر لماذا؟ لانه الوارد ان الله عزوجل في حقه مابينهُ وبين الناس الله تعالى واسع الرحمه كريم الصفح وعظيم التجاوز ، ولكن فيما يرتبط بحقوق الناس الله عزوجل يقول لهم تصافو انا لاادخل على الخط، معتدي على حق غيرك لاسامح الله معتدي على انسان باليد او باللسان تقول ربي اعفو عني واغفر لي الى هنا يتوقف العفو فلابد ان يقف الانسان اذا اراد تهذيب نفسه وتكميل اخلاقة ان يقف موقف الاعتذار ، موقف التاسف ويقول انا اسف على ذلك العمل ، الزوج يعتذر من زوجته ، والزوجه تعتذر من زوجها اذا تطاولت عليهِ.
ابنُك في لحظه غضب استثرت من تصرف معين ضربت هذا الابن اكثر مما يستحق من اجل التأديب
اعتذر منهُ،
الابن اغضبت والدك على في قضيه من القضايا اعتذر منه.
هذا التأسف هو نوع استدراك، هو نوع حجز عن تداعيات اكثر . انا اعتديت عليك لم اهتم للأمر تصير هناك تداعيات متواليه ، تصير هناك حزازه في نفسهِ تتحول الى حقد تصير هناك قطيعه وهو ايضا يفكر كيف ينتقم. واحيانا بعض الناس ينشغل بالتفكير. على سبيل المثال فلان في مجلس ما قال لي كلمه جارحه فيبقى يفكر فيها تتفاعل عنده احيانا الى خمس سنوات.
بعد خمس سنوات يخرجها في مكان ما ويخلف هذا الكثير من التداعيات والكثير من الصفاء بين الاثنين هدمت، والكثير من الاعصاب أتلفت.
بينما كان من الممكن لو كان هذا الانسان المعتدي عاقلا وفاهمآ سيدرك ويذهب الى الطرف المقابل ويعتذر منهُ ويتأسف لما صدر منه وتنتهي المشكله غالبا.
فلماذا الكثير من الناس لايمارس ثقافه التأسف ، ثقافه الاعتذار
لماذا لانمارس (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا) ، اني ظلمت نفسي. مع ان هذه الثقافه فيها قد يكون حل للمشاكل.
هناك اسباب تمنع الناس من الاقدام على الاعتذار الصريح من الذي اخطأو في حقهِ.
واحد من هذه الاسباب التصور الخاطئ بأن الاعتذار يقلل شخصيه الانسان ويضعفها.
يفكر بعض الناس بأنهُ عند الاعتذار تُضعف شخصيتهم، سوف يفكرون أنني انسان ضعيف كيف اعتذر ، القوي لايعتذر ولاسیما اذا تربى الشخص على هذةِ التربيه الخاطئه، بأن الاعتذار ضعف، بينما الاعتذار هو اوج القوه الأنسان القوي هو الذي يقول انا اعتذاري لايؤثر في شخصيتي بل على العكس اعتذاري يعني اعترافي
بالحق وهذا يعني انني انسان صاحب مبدأ.
كما ينقل انه في أحد الأماكن
شخص في ليلهِ زفافهِ كان مع زوجتهِ صارت قدمهُ على فستان الزفاف فتمزق الفستان بشكل مشوه فأقبل عليها يعتذر منها وهذا موقف طيب ، انا اسف لم اكن منتبه ، فقامت امهُ وصفعتهُ لماذا تعتذر انت لست رجل لو كنت رجلأ لما اعتذرت من زوجتك هذهِ التربيه الخاطئه المتكبره تجعل الأنسان مع زوجتهِ لايعتذر مع أخيه لايعتذر ومع موظفهِ الذي اخر راتبهُ لايعتذر ويعيش هذا الأنسان حياه مشوهه يتصوره أن هذهِ قوه. وهذهِ ليست قوه أنت الأن عندما تسمع قصه هذا الرجل مت زوجته وانت لاتعرفه تشين من هذا
الموقف.
موقف موقف الرجل لايعتذر لزوجته، لماذا لايعتذر؟ اذا اخطأ في حق زوجتهِ ليعتذر ، اذا اخطأ في حق اخيه ليعتذر ، أذا اخطأ في حق عاملهِ ليعتذر ، اذا اخطا في حقِ الماره ليعتذر
فاحد الأسباب التي تجعل الناس لايعتذرون تصورهم الخاطئ أن الاعتذار والتنصل من الخطأ وقول انا اسف ، ان هذا ضعف في شخصيتهم ، والحال ان هذا قوه في الأنسان ، الانسان ليس معصوم الأمن عصمهم الله عزوجل.
فأذا اخطا في حق احدهم اما ان يستكبر ويصير على طريقه أبليس ابى أن يسجد هنا كان عليهِ التراجع وينتبه الى أنه عصى الله عزوجل ويقول ظلمت نفسي كما قال أدم وموسى وسائر الانبياء عليهم السلام والكاملون .
الا اننا نجد في قصه ابليس أبى واستكبر
((قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ))(( قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ))
هكذا بعض الناس يقول انا اغنى منهُ لااحتاج اليهِ لماذا اعتذر منهُ أنا أبوهُ هو الابن لماذا أتاسف اليه، انا الزوج وهي الزوجه لماذا أعتذر اليها، نفس المنطق مع بعض الأختلافات هذا احد الاسباب.
ومن الاسباب ايضا التي تجعل البعض لايقدمون على الاعتذار خوفهم من أن الطرف الاخر لايقبل الاعتذار وهنا مسئلتان ، المسأله الأولى ان الانسان الذي يُعتذر اليةِ ينبغي ان يقبل العذر حتى لو كان الُمعتذر غير محق في عُذرهِ. عندنا غي الروايه عن رسول الله محمد (صلِ الله على محمد واله) يقول (من جاءهُ أخوهُ متنصلآ من خطاءهِ معتذراً فليقبل عُذرهُ فأن فعل والأ لايرد عليَ الحوض)
اخوك أخطأ في حقك كان منفعلاً ورمى بعض الكلمات غير المناسبه وغير اللائقة استدرك فيما بعد انه على خطأ ، واقدم بالاعتذار اليك المفروض من الطرف المقابل ان يقبل العذر ، فان لم يقبل العذر يقول رسول الله (صل اللهُ عليهِ والهِ) لايرد عليَ الحوض، لأن الامر واضح فهذا الشخص الذي لم يقبل العذر لابد أن يعتذر الى الله عزوجل عن أخطاءهِ فأن لم تقبل عذر الأخرين لك لمَ يُقبل عذرُكَ في ذلك اليوم (وكما تُدين تُدان) أذا لم تستقبل هذا الخاطئ لاسيما اذا كان صادقاً في عذرهِ متأسف لما صدر منه. تُعامل بنفس هذهِ المعامله يأتيك النبي محمد (صل الله عليه والهِ) يوم القيامه لماذا لم تقوم بقبول عذر أخيك فتقول انت انا اسف واعتذر لم اتمكن وغير ذلك فيقول الرسول (صل الله عليه والهِ) كما لم تقبل عذر اخيك لايُقبل عُذرك هنا وماذا تنتفع عندئذ.
اذاٍ من الاسباب التي تمنع بعض الناس من الاقدام الى الاعتذار هو تصورهم ان عذرهم لن يقبل وهذا ينبغي من الأنسان المعتذر اليهِ المعتدى عليهِ ان يقبل عُذر المعتذر وتنصل المتنصل ،هذا اذا كانت القضيه فيها حدود.
طبعا اذا كان في اكثر من ذلك على سبيل المثال اخذت مبلغا فالاعتذار لابد بالتدارك المالي لابد أن ترجع حق أخيك ، اخذو بيتا عليك ان تخرج من المنزل وتعتذر اليهِ.
الاعتذار الصادق يعني انك نفسيآ متنفر من هذا الفعل الذي فعلتهُ وحاضر ان تتدارك مايمكن تدراكهُ ،
تقتل ابن شخص وتأتي وتقول لهُ انا اسف واعتذر وهكذا وينتهي الامر كلا هناك مجموعه تداركات في الشارِع ان رضي بالديه ينزل الى الديه بد القصاص وهكذا لاتتصور بمجرد قلت انا اسف انتهى الموضوع.
اسف بهذا المقدار الذي يُعرب عن الاعتراف بخطاهُ وتنصلهُ عما فعب ويطيب قلب الطرف الأخر .
اما في بعض القضايا اذا كان في امر تدارك لابد من تداركه وربما من هذا نفهم ماورد في التأريخ من أن سيده نساء العالمين فاطمه ((عليها السلام)) لم تقبل اعتذار وتنصل بعض من ظلمها وتنصل على حقها . وسيأتي الحديث في هذا الجانب بعد قليل.
وماورد عن الأمام الصادق (عليه السلام ) لاينبغي للمؤمن أن يذُل نفسهِ قالو وكيف يذُل نفسه ، قال يدخلُ في ما يُعتذر منهُ)
انت جالس في مكان محترم ومكرم وتتصرف تصرف سيئآ وتجاه احد الجالسين، هذا ينتهي بك الى الذل لانك مضطر اما ان تستكبر هنا ولاتعتذر منهُ، و تسقط من اعيُن الناس. أو لا بعد ان تهدئ تذهب اليهِ وتعتذر منهُ وتتأسف اليه وبهذا اذليت نفسك وكان بأختيارك ان لاتقع في هذا كان بأمكانك ألا تفعل ذلك كنت تستطيع ألا تدخل في مايُعتذر منهُ. ألا تعتدي على الأخرين فتضطر الى الاعتذار فيما بعد واذا ارُيد الاعتذار ينبغي ان يكون الاعتذار صريحا واضحا ان يكةن اعتذاراً وليس اعذاراً. بعض الاحيان يصبح الاعتذار اقبح من السكوت. مثلا يقوم بضرب زوجتهِ ويأذيها وبعد ان تهدئ يرى زوجتهِ تبكي وربما تشتكتي عند أهلها يأتي الزوج على اساس انهُ يُريد الأعتذار يقول لها انتِ استفزيتني وانت كذا وانت كذا وكذا ..
فيجعل كل اللوم عليها كانما هي السبب في ما حصل وهءا ليس اعتذار هذةِ اعذار لاتنفع ينبغي ان يكون الاعتذار صريحا بِوضُوح (ربنا ظلمنا أنفسنا) نحنُ فعلنا نحن ظلمنا نحنُ قمنا بهذا الفعل هكذا يكون الاعتذار.
احد الظرفاء يقول فلان اذا اراد ان يعتذر من زوجتهِ بعد وجبه مثلا ضرب او وجبه تعنيف او الى ما ذلك، يأتي على اساس يراضيها يبدأ بالتحدث كفى وليس لهُ داعي وغير ذلك هذا ليس اعتذار يجب عليك ان تقول انا اسف انا اعتذر انا اخطاءت في حقكِ في هذا الحانب وانا متأسف هكذا يكون الاعتذار
ينبغي ان يكون صريحا في اعتذارهِ والصراحه في الاعتذار شجاعه فألقاء اللوم على الطرغ الأخر هذا ليس اعتذارآ هذا بالعكس يُعتبر أساءه جديده وكأنما يقول أنا محق عندما فعلت ذلك. الاعتذار ينبغي أن ينُمَ على ندم عند الأنسان على هذا العمل الذي قام بهِ حتى يُستقبل، يُطيب النفس، يمسح الجرح ،يُضمد هذا الألم الذي صار في قلب الأنسان ينبغي ان تتعود على ثقافه الاعتذار والتنصل. مثلا شخص بينك وبينهُ موعد تأخرت عليه او نسيت وغير ذلك اعتذر منهُ لاتقول ان الظروف هكذا وتعرف الأوضاع. كلا من حقهِ عليك أن تعتذر لهُ ولايضرك شيء اذا قلت أنا اسف هذا لايقلل من شخصيتك ولايخدش كرامتك على العكس بل يعزك الطرف الاخر ويراك الناس أنسانا قويآ. الاعتذار كما قلنا ينبفع عندما تكون حدودهُ بهذا المقدار لاتحتاج الى تدارك أما اذا تحتاح الى تدارك فلابد من ذلك. اخذت مالآ من شخص ما وبعظ عشر سنوات تأتي وتتصل عليه الو السلام عليكم انة اخذتُ مبلغا منك واعتذر اليك اذا اردت تعال وخذ مالك هذا لايكفي من الناحيه الشرعيه حتى الربح الذي ترتب على هذا المال يعود الى صاحب المال الأصلي . فانا اسف واعتذر هذة لايفيد، يُفيد فقط في الجانب النفسي في حكم شرعي يحتاج ان يعكيه حقهُ الشرعي ومن هنا كما ذكرنا كان موقف سيدتنا سيده نساء العالمين فاطمه ((عليها السلام)) من بعض رجال الحكم الجديد أنهم جاءو اليها معتذرين وهذا مذكور في أكثر الكتب ان بعد مأنتهت الامور فدك أُخذت والجنين أُسقط ، فاطمه عليها السلام تمرضت في أيام اواخر حياتها جاءو رجال الحكم الجديد الى بيت فاطمه ((عليها السلام )) ليعتذرو من الذي صدر منهم.
الأمام علي(( عليه السلام)) لم يرى من المناسب ان يمنعهم من الدخول فستأذن فاطمه ((عليها السلام ))
فاطمه عليها السلام قالت البيت بيتك انت صاحب قرار هذا البيت من ضمن قوامه الرجل ومسؤوليتهِ عن المنزل ان المرأه لاتستطيع ان تدخل الى البيت احد من غير اذن الزوج لأن الزوح هو صاحب القرار في هذا المنزل فألامام علي عليه السلام كأنه لم يستحسن أن يمنعهم حسب ماورد في الروايه فدخلا وارادا ان يكلما فاطمه(( صلوات الله عليها)) وادرات وجهها عليها السلام جهه الجدار فألحا على كلامها فقالت عليها السلام كما ورد في هذهِ الكتب الستما تعلمان ان رسول (الله صل الله عليه والهِ) قال فاطمه بضعهٌ مني يؤذيني مااذاها ويغضُبني مااغضباها ويسخطني مااسخطها فأُشهد اللع انكما اغضبتماني واسخطتماني واني غير راضيه عنكما . القضيه كبيره أمامه وخلاقه وحكومه اُخذت تأتي تقول انا اسف وينتهي الامر هكذا ، فدك من كلُ مااظلت السماء قال بعضهم ان غلتها اكثر من ٧ح الف ذهبا هكذا بهذا المقدار نحن نعتذر وأنتهى الموضوع جنين اُجهض في هجوم وترويع على البيت بهذا المقدار انا اسف. هذا لايكفي لابد من تدراك هذه الامور ترجع الامامه لابأس ترجع فدك لابأس الترويع الذي صار على البيت يُتدارك لابأس اما بمجرد تقول انا اسف او نحن اسفين وغير ذلك كلا هذهِ حقوق شرعيه للبشر حتى في هذه الازمنه تاخذ بيت شخص عليك ان ترجع اليهِ بيتهُ وتدفت أجره المده التي سكنت فيها بيته وهكذا تتصافى النفوس. ففاطمه عليها السلام لم تقبل هذة الاعتذار لأنه لم يكن اعتذار صادقآ وشاهد ذلك انه لم يكن هناك نيه تدارك وأنما كان مسحه عاديهٍ سريعه هكذا.
وبهذا لم تقبل فاطمه ((عليها السلام )) كانها تتذكر كل ذلك العناء وهي لما تزل صلوت الله عليها في حزن ابيها رسول الله ((صل الله عليها السلام)) تقول هذا والجرحُ لما يندمل والرسول لما يُقبر ، لاتزال عينها نديه بِدمعها على رسول الله ((صل الله عليه واله)) واذا تتواتر عليها هذه الخطور واحده بعد الاخرى من ترويع للباب ومن العصر والأسقاط ومن مصادره فدك ومن اخذ الخلافه
ثم انكفأت عليها السلام - وأمير المؤمنين عليه السلام يتوقع رجوعها إليه ويتطلع طلوعها عليه - فلما استقرت بها الدار، قالت لأمير المؤمنين عليه السلام:
((يا بن أبي طالب عليك السلام اشتملت شملة الجنين، وقعدت حجرة الظنين، نقضت قادمة الأجدل، فخانك ريش الأعزل، هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحيلة أبي وبلغة ابني، لقد أجهر في خصامي، وألفيته ألد في كلامي، حتى حبستني قيلة نصرها، والمهاجرة وصلها، وغضت الجماعة دوني طرفها، فلا دافع ولا مانع، خرجت كاظمة، وعدت راغمة، أضرعت خدك يوم أضعت حدك، افترست الذئاب وافترشت التراب، ما كففت قائلا، ولا أغنيت باطلا ، ولا خيار لي، ليتني مت قبل هنيئتي ، ودون زلتي ، عذيري الله منك عاديا، ومنك حاميا، ويلاي! في كل شارق ، مات العمد، ووهت العضد، شكواي إلى أبي، وعدواي إلى ربي، اللهم أنت أشد قوة وحولا، واحد بأسا وتنكيلا.))

مرات العرض: 3411
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2577) حجم الملف: 19674.76 KB
تشغيل:

غيرة تحفظ القيم وأخرى تهدم الاسرة
أين يتدخل أقارب الزوجين ؟