الأسرة ودورها
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 23/1/1433 هـ
تعريف:

الاسرة ودورها

تفريغ نصي الفاضلة فاطمة العوامي

من وصية سيدنا ومولانا امير المؤمنين سلام الله عليه لولده الحسن المجتبى قال "و أكرِم عشيرتك فإنهم جناحك اللذي به تطير وأصلك اللذي اليه تصير و يدك اللتي بها تصول " صدق سيدنا ومولانا امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه

تتكون المحتمعات البشرية من وحدات تأسيسية تعتمد عليها

المجتمعات الحديثة عادةً ماتعتمد على الفئات العاملة وتحسب لها حسابًا وتكون المجتمع على اساسها فتنظم لاجل ذلك الاتحادات العمالية مثلًا او النقابات الحرفية او المؤسسات المهنية وتجعل كل انسان يعمل في ذلك المجتمع عضوًا في هذه الهيئات، تدريجيًا هذا الانسان يصير ارتباطه بالمجتمع وبالدولة وبمن عداه من خلال هذه المؤسسات اللتي ينتمي اليها عامل ، هناك في المجتمعات الحديثة نقابة عمالية ينتمي اليها تدافع عنه تحفظ حقوقه هو ايضًا يدافع عن النقابة يؤيدها يعززها ، يصير جزء منها انتمائه لها تبادل المصلحة بينه وبينها قائم

هذا في المجتمعات الحديثة ، فتتأسس هذه المجتمعات على وجود هذه الهيئات الاجتماعية ، النقابات المهنياة الاتحادات الحرفية وما شابه ذلك لما نروح للمجتمع الاسلامي نجد ان البنية اللتي يعتمدها هي بنية مختلفة وهي بنية الاسرة المصغرة ثم الاكبر ثم العشيرة ويعزز هذا التنظيم ضمن خطوات متعددة حتى اذا انتمى الى جهة عمالية ، جهة زراعية ، جهة صناعية ، الا ان الاساس اللذي يعتمد عليه في تقوية المجتمع وفي بناء المجتمع هو عنصر الاسرة عنصر العشيرة عنصر القبيلة اللتي ينتمي اليها هذا الانسان

طبعًا هناك فوارق كبيرة لصالح الانتماء الى الاسرة النقابة العمالية مثلًا من الممكن ان توفر لك راتبًا اعلى ، من الممكن ان تدافع عنك امام ارباب العمل، من الممكن ان تكون طرفًا بالنيابة عنك تجاه الدولة ، هذا المقدار اللي تقدر تسويه تلك المؤسسات ، لكن الدفىء الاجتماعي لا تصنعه هذه المؤسساتالاستقرار النفسي قد لاتصنعه هذه المؤسسات شعور الانسان الداخلي بإنه جزء مستمر من هذه الايام مو حاصل ، عنده علاقة وياها مادام عاملًا في هذا الصنف فإذا غير خلاص انتهت علاقته وياها اذا تقاعد انتهت علاقته وياها اذا توقف عن العمل او صارت عنده مشكلة وفصل منها خلاصانتهت علاقته معها بينما بالنسبة الى الاسرة ، هذا الامر غير حاصل ، الاسرة تحتضن ابناءها منذ الصغر وفي اوساط اعمارهم والى الكبر وتشعرهم بالدفىء والانتماء بشكل دائم لذلك جُعلت الاسرة ضمن النظام الاسلامي هي الوحدة الاساسية في تقوية المجتمع وفي بناءه وفي تنميته

خلينا نلاحظ مالذي جاء به الاسلام من اجل تقوية هذا الكيان اللذي نسميه كيان الاسرة او الاسرة الكبيرة اللي راح تصير عشيرة ، الامام امير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه الحسن واللتي يراد منها ان تبلغ من وراء الامام الحسن عليه السلاممن عامة الناس ، يقول له وأكرم عشيرتك

الاسرة الكبيرة مالتك خل تكون العلاقة بينك وبينها علاقة دافئة علاقة احترام علاقة تكريم ، لماذا ؟ لانهم فإنهم جناحك اللذي به تطير يعني في الاسرة من مخزون الحنان والمحبة والعلاقة النسبية ، مايمكن ان يشكل لك منطلقًا للصعود وللسمو لعلك تقول مانشوف في اسرتنا هكذا ، هذا خلل موجود والا المفروض في الاصل ان الاسرة تتبنى هذا الجانب ، تقوي اعضائها وتعطيهم امكانيات النجاح كما سيأتي بعد قليل ، فإنهم جناحك اللذي به تطير وأصلك اللذي اليه تصير يعني هي مثل منصة اطلاقالى الاعلى واذا كان الانسان يحتاج الى العودة الى الجذور فهذه جذوره في اسرته ، وأصلك اللذي اليه تصير و يدك اللتي بها تصول

تقدر تحولها هذه الاسرة الى قوة داعمة لك في امورك المختلفة ، من هنا لاحظنا اولًا على مستوى التوجيهات الاخلاقية وثانيًا على مستوى الارشادات التشريعية ، كان هناك اهتمام كبير في قضية الاسرة وتكريمها واحترامها ، انت اذا تتوجه تلاحظ ،الدين جاء بمجموعة من التعاليم الاخلاقية اللتي تحث على احترام اعضاء الاسرة بحسب قرابتهم ونسبهم والتصاقهم يكون لهم الحق ، يقول لك بالنسبة الى الوالدين لابد من البر بهما " وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا "

" إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا " "وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" يخلي الانسان في عدة مراحل مرحلة الدعاء الدائم لوالديه ، وهذا يمتن العلاقة ويصنع الاحترام والتقديس من قبل الولد الى الوالد ، اضف الى ذلك ، يمنع عليه اي اشارة من اشارات التبرم ، حتى بمقدار نفخة الهواء

" اف " مو كلمة في الواقع ، هي نفخة هواء ، لكن هذي نفخة الهواء تتحول الى اف ، فحتى بهذا المقدار ممنوع عليك تجاه الوالدين ان تنفخ نفخة هواء ، حتى لا يشعرا بإنك متبرم بهمها وانك متضجر ، يقول والله يأذي الوالد .. طلباته صايرة زايدةما تتحمل ، الوالدة لما تجي البيت تأذينا انا وزوجتي وكذا ..

في احد الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله .. جاء شاب الى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال له يا رسول الله ، انا تزوجت وان امي سيئة الخلق معي ومع زوجتي فالتفت اليه رسول الله صلى الله عليه وآله قال له لم تكن سيئة الخلق عندماحملتك في بطنها تسعة اشهر ، اربط على بطنك مقدار طابوقة نص كيلو لمدة ٣ ايام ، مو ٩ اشهر ومو داخل البطن ومو ٣ كيلوات ، وشوف وش تقدر تسوي ، تقدر تنام ؟ ماتقدر تنام ، تقدر تشتغل ؟ ماتقدر تشتغل ، هذي مدة ٩ اشهر ليل ونهار وانها كانت تجوع وتطعمك وتعرى وتكسوك وتظمىوتسقيك ،، وتسهر وانت نايم ومرتاح وذاك الوقت ماكانت سيئة الخلق .. الآن صارت سيئة الخلق ، طول هالمدة ما كانت سيئة الخلق .. ليش القرآن يجي يقول كما ربياني صغيرا ؟

يريد يذكره بكل هالتاريخ هذا الماضي يجي اولًا الدين ضمن التعاليم الاخلاقية يحرص على ان يجعل من الاسرة دوائر ، الدائرة الاولى دائرة الوالدين ، الدائرة الثانية دائرة الاولاد ، الدائرة الثالثة دائرة الاعمام والاخوال .. دائرة بني العمومة وهكذا .. ثم يوصي الانسان بالبروالاحترام لهذه الدوائر كلٌ بحسبها ، اعظم الدوائر حقًا دائرة الوالدين ثم دائرة الاولاد ثم دائرة الاعمام والاخوال وهكذا ، هذا على مستوى التوجيه الاخلاقي ومثل مانقلنا عن امير المؤمنين عليه السلام اشارة في احاديث كثيرة الى لزوم ان يتوجه الانسان بالاحترام لاهلهوعشيرته لانهم اصله ولانهم يمكن ان يكونوا منصة اطلاقٍ لطموحاته واهدافه ، على اثر هذا ايضًا يوجد تشريعات ، الدين جاء بالاضافة الى التوجيهات الاخلاقية جاء بعدد من التشريعات الدينية اللتي جعل فيها الاسرة وثم العشيرة صاحبة حق او صاحبة واجب بالنسبة الى من ينتمياليها ، صاحبة حق في كثير من الموارد اولها مثلًا مورد النفقة من النفقات الواجبة على الانسان اولًا والداه واولاده اللي نسميهم العمودان ، والداه بما يشمل طبعًا الاجداد ، يذكر فقهاؤنا بناء على روايات انه لو فرضنا ان الوالد او الوالدة او الجد او الجدة او الولداو البنت كانوا فقراء ، ماعندهم فلوس وكان الولد غنيًا عنده اموال ، يجب على هذا الولد ان ينفق عليهما مو تصدق هذا ومو عطية وانما هي امر واجب ، يجب عليه اذا كان غنيًا موسرًا وكانا فقيرين يجب عليه ان يصرف عليهما كما يجب عليه ايضًا ان يصرف على اولاده ذكورًا واناثًافي حالة فقرهم وغناهم ، نعم لو كان الوالد مكتفي عنده اموال تكفيه حاجته لم يجب على الولد ، ولو ايضًا كان الوالد غنيًا والولد ايضًا غنيًا لم يجب عليه تجاه ولده ان ينفق عليه مادام غنيًا ، اما اذا كان احذ الطرفين فقيرًا فيجب عليه وجوبًا شرعيًا ان ينفق عليه مايسدحاجته من طعام وشراء وشراب وكساء وسكنٍ وماشابه ذلك بما يناسب امثاله ، هذا من الواجبات اللتي جعلها المشرع الاسلامي على اعضاء الاسرة الصغيرة تجاه بعضهم ، على الاسرة الكبيرة اللتي نسميها بالعشيرة ندب الى ذلك ، لا يجب عليه ، يفترض انا ابن خالي على سبيل المثال رجلٌفقير .. ابن عمتي رجلٌ فقير وانا عندي اموال لايجب عليّ شرعًا ، بمعنى انه لو لم افعل .. اذا وجب شرعًا يعني اذا لم افعل انا آثم وفي بعض الصور بقوة القانون يجروني ، بالنسبة الى الوالدين هكذا ، هم آثم هذا الانسان ويقدر القانون يجي يجر هذا الانسان ويخصم من حسابهلصالح والده او ولده فهو آثم من جهة و ضامنٌ من جهةٍ اخرى ، لكن بالنسبة الى الاقارب غير العمودين غير الاباء والامهات والابناء بنين وبنات ، بالنسبة الى من عداهم من بني الخؤلة والعمومة ومن شابه ، يندب للانسان ان يسعى في اعانة اقاربه لكن لا يجب عليه شرعًا ذلك ،بمعنى انه يكون اثمًا ويمكن بقوة القانون ان يجبر على ذلك ، ليس الامر هكذا لكن الاثر المعروف وان كان هذا لا هو آية ولا رواية ، قسم من الناس يقول لك كما يقول الله عز وجل " الأقربون اولى بالمعروف " لا توجد اية ولا حديث ايضًا ، ولكنه متصيدٌ من الايات ومن الروايات، مثلًا وارد في الوصية يوصيكم الله " إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ " وهذا ايضًا من الموارد اللتي جاء فيها التشريع الاسلامي بعطاءِ الاقارب ، انالوصية من الممكن ان يوصي الانسان في وصيته للوالدين وللاقارب حتى غير الوالدين ، ( عند غيرنا من سائر المذاهب ، عندهم يقولون انه لا تجوز الوصية للوارث ) يعني مثلًا انا اوصي الى زوجتي اوصي الى والدي اوصي الى والدتي ، غير الميراث مالي اقول مثلًا ، من الثلث ماليعلى سبيل المثال نصف الثلث يعطى لزوجتي ، نصف الثلث يعطى لولدي ، سائر المذاهب الاخرى يقولون لا تجوز الوصية لوارث ، وحتى احيانًا انا اسمع في بعض قراء النسخة يقرون الخطبة المنسوبة الى رسول الله وفي هذا المقطع والحال انه مخالف لمباني الامامية انه "لا وصية لوارث" ، القرآن الكريم يقول الوصية للوارث جائزة وهذا من ادلتها في القرآن الكريم " إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ " وهما وارثان " وَالْأَقْرَبِينَ " صحيح ولكن ليسو وراثة ، فمن الموارد اللتي اوصى القرآن الكريم تشريعًا بها وشرعها ، قضية الوصية للاقارب، الوصية المالية ، العطاء المالي هذا ايضًا اريد منه ان تتعزز هذه الجماعة المسماة بالاسرة او العشيرة من خلال الانفاق عليها ، اول شي ندب الى الانفاق عليها باعتبار انه الافضل للانسان ان يعطي المستحق مثلًا للصدقة من اقاربه وهذا وارد عن الامام الكاظم وعن غيره حتىورد " لا صدقة وذو رحمٍ محتاج " يعني لا تكون الصدقة كاملةً وتامةً والحال ان عندك رحم محتاج الى مثلها ، تروح توديها مكان بعيد وانت عندك رجلٌ او امرأة من اقاربك وهم يحتاجون الى مثل هذه الصدقة ، الموضع الطبيعي لها ان تجي تجيبها الى هذا المكان فـ اولًا جاء في موضوعالنفقة ، بالنسبة الى الطبقة الاولى من طبقات الارث ، لا سيما الوالدين والاولاد جعل ذلك واجبًا شرعيًا لازمًا للانسان ، غير هذه الطبقة ( غير العمودين ) اللذين نسميهما ، سائر الاقارب ندم الى الانفاق عليهم واستحب اكرامهم وسمى ذلك صلة رحم ايضًا ، صلة الرحم تنطبقايضًا على العمة والخالة ، ابناء العمومة وابناء الخؤولة والاعمام ، صلة الرحم لها ايضًا اشكال ، مرة بالزيارة ومرة ايضًا بالعطية ، ندب الى هذا الامر الغرض من عنده تقوية هذا البناء الاجتماعي حتى المجتمع لما يتأسس من عوائل واسر و عشائر قوية ومتضامنة فيما بينهايكون مجتمعًا مقتدرًا ، مجتمعًا قويًا . المال قسمه من ضمن اطار الاسرة ، وهذا ايضًا من ضمن توجه الاسلام الى تقوية البناء الاسري وبناء العشيرة ، يعني في غير النظام الاسلامي يقول لك مثلًا ميراث الانسان كما في بعض الدول الشيوعية سابقًا كان يروح الى الدولة نفسها، انت لنفترض مخلف لك مليون ، مليونين ، ٣ ملايين ، يقولوا لك انت اخذتها من المجتمع ، هذي ثروة المجتمع صارت بإيدك .. الك حق فيها مادمت على قيد الحياة ، وقت اللي انت رحت خلاص لازم ترجع الى المجتمع ،، انت مو جايبها من المريخ ، جايبها من استثمار الارض والزراعةوالعمل وانت بالتالي من هذا المجتمع فلازم ترجع له من جديد ، من وكيل المجتمع في رأيهم الدولة فيسترجعون هذا المال ، لك حق في هذه الاموال مادمت على قيد الحياة ان تتصرف فيها ، الآن انت غادرت انتهت علاقتك فيها ، لازم ترجع الى اصلها وهو المجتمع ، من وكيل المجتمع؟ الدولة ، يرجع الى صندوق الدولة ، هذا طريق من الطرق ، طريق آخر لبعض الدول يقول لك لا انت وزعه كما تحب واوصي حتى لو بكامله ولذلك بعضهم كان يوصي حتى بها للكلاب ، يعني حصل عدة حالات كثيرة جدًا ان مثلًا امرأة تموت وعندها اولاد عندها بنات تقول ان هذا اللي ضل وفيالي الى اخر عمري كان الكلب مالي ، هذا اللي ماطلع وماهجرني فليش انا اورث اولادي هذه الاموال فتوصي بكل اموالها خمس ملايين دولار اكثر ١٠ ملايين دولار لاجل هذه الست المدللة المسماة بالكلبة مالتها وخلي هذا الولد والبنت والاب والام خلهم ينقلعوا حسب التعبير هذا نمطونمط اخر يأتي الاسلامي يقول انت اصلك من هذه الاسرة تربيت ضمن هذا الاطار اكو اناس لهم حق عليك فيبدأ يقسم على اساس درجة القرابة . درجة القرابة هي بحسب مراتب الارث الثلاث المعهودة . اول شي يقول لك الاباء والامهات والاولاد الذكر والؤنثيين وايضا الزوجة في طبة والامفي هذه الطبقة يجب ان يرث هؤلاء المال فإن لم يوجد هؤلاء تجي الطبقة الثانية وبعدها الطبقة الثالثة ، الغرض منها تقوية هذا البناء الاجتماعي وان يتوزع جهد الانسان في اقرب الناس اليه هذا المال اللي اجتمع عند الانسان صحيح مو جايبه من المريخ ردا علي تلك النظرية الاولىولكن ماحد اجي واعطاه وياه صدقة انما جهده وبذله وسهره و نشاطه ، وبالتالي صار اله ، ملكه هو والآن اذا فيمن يتوزع ؟ يتوزع بمقدار الثلث اتيح له شرعا ان يتصرف فيه والثلثان لذوي الحقوق من اسرته وهم من ذكرنا من هؤلاء فجعل الميراث ايضا وهو حاصل جهد الانسان غالبا الىهذه الفئات اللتي ترتبط معه بقرابة وبنسب او ببسبب تتصل به هذا ايضا من التشريعات اللتي جعلها الاسلام في هذا الجانب ، اوجب في المقابل ايضا على الاسرة واجبات تجاه الفرد ، واجبات شرعية مثلا يذكرون في قضية العاقلة عندنا ، العاقلة هي الاسرة من الذكور تضمن على الانساندية خطأه ، القتل عندنا ثلاث اقسام كما تعلمون ، قتل عمد وقتل شبه العمد وقتل خطأ محض ، قتل العمد واضح ، واحد يشيل له سكين مع سبق الاصرار يروح ويضرب واحد في صدره ، هذا عازم على القتل والآلة قتالة ايضا ، سكين .. مسدس .. الى غير ذلك هذا بعد الحكم الاولي فيه القصاصالا ان يعفو ورثة اولياء الدم ويحولوه الى شيئ آخر اما مال او عفو كان ، والحالة الثانية انه يكون القتل شبه العمد ، شبه العمد مو متعمد وذلك فيما اذا انتفت نية القتل وكانت الآلة قتالة مثل افترض واحد يسوق السيارة بسرعة كبيرة في الشارع ويصطدم بإنسان ويقتله ، لاحظشلون هذا وهو يقود السيارة ماكان ناوي على ان يقتل زيد من الناس ، مايريد يقتله ويتورط بدمه ولكن سياقة السيارة بهذه الطريقة وفي هذا المكان يعتبر آلة قتالة يعني مو سرعة هادئة هذي ولا انه لنفترض راكب علي سيكل وبينما سيارة جديد وبسرعة كبيرة منطلقة فهي آلة قتل لكنالسائق ليس ناوي القتل فبذلك يقولون هذا شبه العمد مو متعمد وانما شبه العمد فيه جانب ينتمي الى العمد وفيه جانب ينتمي الى الخطأ، واكو عندنا القتل الخطأ المحض هذا طبعا ديته على الحكم الاولي فيها ، ديته على نفسه قائد السيارة هذا والقسم الثالث مايكون من القتل خطئامحضا مثل انسان غاضب وكذا ضرب واحد على وجهه ضرب لا هو قاصد قتله ولا ان الضربة على الوجه تقتل ، مثل تأديب ممكن تحمر الوجه او غير ذلك لكن صادف ان الضربة هذي انتهت الى قتل هذا الانسان ، هذا يسموه قتل خطئي محض لا يوجد فيه اي شيء ، لا الآلة قتالة ولا النية نية القتلموجودة فهذا يقولون ديته على العاقلة ، العاقلة هم الاسرة من الذكور ، اقارب هذا الانسان من الذكور يجتمعون في ما بينهم ويتعاونون لدفع دية ذلك القتيل فكما انه في تلك الجهة ، التشريع الاسلامي راح واوصى بالعناية بها والاحترام بالاسرة والتكريم لها وندب الى الانفاقعليها والوصية لها والميراث ايضا لها على اختلاف طبقاته كذلك ايضا حمل الاسرة والعشيرة مسؤولية تجاه افرادها ومن ذلك ضمان ديته عند القتل الخطئي لذلك ينبغي ان توجه المجتمع الى تقوية بناء الاسر وتقوية بناء الاسر في اشياء كثيرة لاسيما في هالازمنة ، بعض الاسر مثلايوجد لديها صناديق العائلة صندوق عائلي يقول لك كل واحد لنفترض ممن يعمل وينتمي الى هذه الاسرة الفلانية آخر اسمه آل فلان خله يدفع لنفترض مقدار خمسين ريال في كل شهر مرات وخمسين ريال هي شيء جدا بسيط بمعدل ريال ونصف في كل يوم خل يجتمع هذا لو فرضنا ان هناك مئة شابوشابة في هذه الاسرة يعملون و يشتركون في مثل هذا الصندوق فمعنى ذلك انه في كل شهر خمسة آلاف ريال موجود عندك على مدى سنة كاملة ومعنى ذلك ستين الف ريال من الممكن ان تساعد المحتاج في داخل الاسرة من الممكن ان تضمن العطاءات من الممكن هذا اللي يحتاج الى دراسة تساعدهيحتاج طبابة وعلاج تساعده ، مايحتاج داك الوقت ابن الاسرة الفلانية اللي فيها هالاشخاص من الاشراف والاغنياء والاثرياء يروح يمد ايده على زيد وعبيد انه تعال اعطيني الف ريال او الف وخمس مئة ريال ، هذا صندوق العائلة من الموارد اللتي ينبغي ان لا تبقى اسرة في البلدمن الاسر الكبيرة لا يوجد عندها صندوق عائلي ، اي اسرة ولا يكلف هذا الامر شيء مهم ، لا تقول انه الحمدلله عندنا جمعيات خيرية ، الجمعيات الخيرية اليها مصارفها المختلفة اساسا لا ينبغي انا من ابناء الاسرة الفلانية ان اسمح الى واحد من ابناء اسرتنا يروح يمد ايده عشانمبلغ بسيط من المال الى فلان وفلان ، خل يكون هذا الاقربون اولى بالمعروف ، لا صدقة وذو رحم محتاج ، طيب واحد يسأل الامام الكاظم عليه السلام يقول له ان انا عندي اموال صدقات اريد اتصدق فيهم وعندي اقارب يصير ان اعطيهم لو لا ؟ قال هم اولى من غيرهم ، ومن مثل هالاحاديثاشتق القول المعروف “ الاقربون اولى بالمعروف “ الصندوق العائلي ينبغي ان يكون امرا سائدا في كل اسرة في كل عائلة من العوائل المتوسطة او الكبيرة وهذا يشكل ضمانة لابناء الاسرة عن الانحراف ، احيانا انت تلاحظ زيد من ابناء هذه الاسرة يحتاج الى مبلغ بسيط من المال اذامايعطى من الاسرة يروح يدور لالك طرق اخرى .. سرقة ، مخدرات وهكذا امور تعود بالسوء والشر على كل ابناء الاسرة ، فالصندوق العائلي في هذه الازمنة من الامور اللتي تقوي وضع الاسر عندنا حتى الاسفار العائلية الآن عادة وانا رأيت بعض الاسر فيها هذا الامر ولوحظ آثارهالطيبة ، بعض الاسر عندها كما نعلم سفرتين في السنة الى زيارة المصطفى محمد صلى الله عليه وآله واخرى الى العمرة الرجبية ، يقولوا احنا بدل مانروح متفرقين كل اربعة في جماعة ، نعين من بداية السنة ترى تاريخ كذا ثلاثة ايام اربعة ايام احنا في المدينة وفي رجب اوله .. منتصفه .. آخره عندنا عمرة رجبية واي واحد من ابناء هالاسرة اراد خلي يبرمج على هالاساس واحيانا يطلعون ٢٠٠ شخص ٣٠٠ شخص ، هي منها عبادة سفرة عبادية منها ترفيه منها ايضًا تواصل اجتماعي ومنها تعارف ، بعضهم يقولون احنا احيانًا لا نرى بعضنا بعضًا الا في مثل هذه السفراتلاختلاف الاماكن ، هذا سكن في بلد وذاك في بلد اخر فننتظر مثل هذه الفرصة حتى نتواصل على مدى ثلاثة ايام اربعة ايام مع كل ابناء الاسرة ، تصور اذا واحد يريد يزور كل اهله شقد يحتاج من الوقت ؟ لكن هذه فرصة جامعة ، السفرات العائلية الى مثلًا الحج الى العمرة الى زيارةرسول الله الى الامام الحسين وماشابه ذلك هذه مما يقوي اواصر العلاقة بين الاسر اللي احنا مأمورين ان نقوي هذه الاسرة لكي يقوى على اثرها المجتمع وترى كل ماتقوت الاسرة تطبع آثارها العميقة على الابناء ، اي ابن يجي في اسرة متماسكة متواصلة متراحمة تلاحظ ان هذا الولديتعود بعادات حسنة ، ينظر الى اشياء طيبة في هذه الاسرة يكثّرها ويكررها وبعدئذ يتخلق بأخلاقها لذلك احنا رأينا مثلاً حتى في القرآن الكريم نجد تعظيم شأن الاسر " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةًبَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " هذي اسر اتخذت اسر انتجبت اسر اصطفيت ، احنا نلاحظ مثلًا لا سيما في ما نعتقد الامامية ان اسرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله مع اقترانها بالآل كانت تمثل النبوة والامامة لامتداد ولذلك جُمع النبي وآله في ذكرواحد كأسرة يصلى عليها وتذكر فنقول اللهم صل على محمد وآل محمد ، كأسرة مصطفاة كذرية كعائلة ، هذه العائلة اصطفيت انتحبت انتخبت لها صفات لها ميزات وتتكرس هذه الصفات في كل جيل بعد الجيل الذي يسبقه ، الصفات الخَلقية الصفات الخُلقية لذلك يستحب للانسان لو اراد الزواجان يتزوج في البيوتات الكريمة والعريقة والاسر اللتي يتأصل فيها الاخلاق الطيبة ، هذا اللي نلاحظه احنا في اسرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعرق فيها الفضل والهداية والتقوى وشابه اواخرهم اوائلهم فضلًا وعلمًا و تقى وكان من اولئك اللذين اشتدت مشابهتهم وهممتأخرون لاوائلهم علي الاكبر صلوات الله عليه

مرات العرض: 6596
المدة: 00:51:41
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 17.7 MB
تشغيل:

موقف الكوفيين في تحليل إجتماعي
كرامة الإنسان في الخلقة والتشريع