لن يخلقوا ذباباً
تفريغ نصي الفاضلة أم حسين آل نور
مجال المثل في القرآن الكريم مجال واسع ومتنوع وغايته كما أعرب عنها القرآن الكريم هي (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ), الغرض من ضرب الأمثلة المتنوعة أن يثير هذا المثل الأنسان لكي يفكر وتأمل في المعنى الذي أريد من المثل ليس الغرض أن تضر الأمثال هكذا للتسلية أو لقضاء الوقت وإنما الغرض منها إثارة الفكر إثارة التأمل والوصول من خلال المثل إلى ما بعده من الأفكار وهذا أمر واضح أن الأنسان يألف بالصور أكثر من ما يألف للأفكار المجردة الأن عندما تقال لك فكرة مجردة أن الله تعالى يضاعف الأجر للأنسان المنفق هذه فكرة مجردة لا تثبت في ذهنك مثل ما تثبت الحالة التي والصورة التي ينقلها المثال إليك قال تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ) حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة أنت تحسبها سبع مائة والله يضاعف لمن يشاء فيعطي لك هذه الصورة ومن خلال هذه الصورة أنت تنتقل إلى الفكرة تبقى الصورة في ذهن الأنسان .
وهكذا بالنسبة إلى سائر الأمثال التي يعرضها القرآن تارة من عالم الحيوان(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) وثالثة في عالم الطبيعة وهكذا الغرض منها إثارة الفكر وإيصال الفكرة إلى الأنسان عبر صورة يتذكرها الأنسان باستمرار هنا في الآية المباركة الله سبحانه وتعالى أراد أن يقدم هذه الفكرة وهي أن اللذين يدعون من دون الله يعبدون من دون الله يتعلق بهم من دون الله هؤلاء لا يستطيعون أن يخلقوا ذبابة وهي بنظر الناس من أصغر الأشياء وأحقر الأشياء في إذا واحد ما يقدر يسوي هذه الذبابة ويخلقها وهي ضئيلة صغيرة حقيرة بنظر الناس فكيف يستطيع ذلك العاجز عن مثل هذا الصغير أن يعطيهم الجنة وأن يسعدهم في الحياة وأن يأمن لهم الرزق وأن يرزقهم الأولاد وأن وأن إذا هو الشيء البسيط هو ما يقدر عليه فكيف يستطيع هذا بل أكثر من هذا (لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ) أكثر من هذا (وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ) إذا الذباب يأخذ من عندهم شيء يستلب منهم شيء لايستطيعوا هؤلاء المدعوون من دون الله المتخذون أرباباً من دون الله المسمون أولياء من دون الله لا يمكن أن يستنقذوا أو يأخذوا أو يستعيدوا ما سلبهم الذباب منهم ثم يقول (ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) ضعف الطالب والمطلوب .
بعض المفسرين أشار إلى أنه المقصود باعتبار أن المثل المقصود به هو الأصنام والأوثان يعني هؤلاء يا كفار قريش يا أيها الناس ضرب هذا المثل استمعوا إليها جيداً هؤلاء الذين تدعونهم هبل اللات العزى مناة غيرهم لا يملكون شيء ويستطيعون أن يخلقوا ذباباً بل ما يوضعون عليهم لانهم كانوا يضعون على هذه الأصنام يخلوا عليه زعفران يخلوا عليه ما ادري عطر يقدمون لها عسل إذا تجي الذبابة هذه وتأخذ الزعفران من على الصنم لا يسترجع شيء منها فضعف الطالب وهو الصنم والمطلوب وهو تلك الذبابة هذا على أحد التفاسير وعلى تفسير آخر لا اللذين يدعون هم الطالبون الطالب هو الداعي هذا ضعيف والذبابة أيضاً ضعيفة وحقيرة الله سبحانه وتعالى يريد أن يبين قدرته في الخلق بأصغر المخلوقات كما يبينها في أعظم المخلوقات يعني تتبين قدرة الله وإبداع خلق الله وعظمة الله عز وجل في أصغر المخلوقات كما تتبين في أعظم المخلوقات أعظم المخلوقات اليوم حسب ما يذكرون هو الحوت الأزرق الحوت الأزرق أعظم مخلوق على وجه الكرة الأرضية من حيث الحجم والوزن يقولون وزنة يصل إلى مئتين طن معنى ذكر حوالي عشرين شاحنة تريلة يا الله توصل قد وزنة ويصل طولة إلى ثلاثين متراً ثلاثين متر هذا طولة وأجهزته وأعضاءه بطبيعة الحال سوف تكون متناسبة مثلاً قلبة أحنا قلبنا البشر قد التفاحة ولكن قلب الحوت الأزرق كما يقولون يصل إلى ست مئة كيلو ست مئة كيلو جرام هذا قلبه وبعض أوردته وشرايينه يقدر الأنسان يسبح فيها داخل هذا الشريان مثل فد أنبوب ضخم جداً يجري فيه ويسبح فيه هذا الأنسان بإمكانه كذلك فهذه العظمة بما فيها تشير إلى قدرة الله قوة الله عظمة الله من طريق مثلاً ما يذكر أن الرضعة التشبيعة للجنين أو الرضيع لأنه من الثديات والثديات ترضع لذلك تسمى بالثديات أحنا مثلاً الرضيع إذا تريد أن تشبعه تجيب له خمسين ملي مائة ملي مائة وخمسين ملي تشبعه بالنسبة إلى الحوت الصغير الرضيع الصغير التصبيرة مالته حسب التعبير هذي و ليست رضعه كاملة مشبعة تصل إلى خمسمائة لتر يعني خمسمائة كيلو تقريباً هذي بس تصبيرة وليست الوجبة المهمة والأساسية .
فمثل ما أن هذا الحيوان على عظمته يبين قدرة الله عز وجل وعظمة خلق الله عز وجل و إبداع الله كذلك المخلوق الصغير الضئيل أيضاً فيه نفس الحكمة ونفس الإبداع ونفس التقدير وإن كان الأنسان قد لا يتوجه الأنسان نظر إلى هذه الذبابة فد لا شيء صغيرة حقيرة ما فيها أي معنى ولكن هذه فيها من الإبداع في الخلق ومن الدقة في الخلق ما هو موجود في أكبر الكائنات وكما ذاك يدل على عظمة الله عز وجل وعلى قوته وعلى قدرته هذا يدل أيضا ًعلى علمه وعلى دقة خلقة يقولون هذه الذبابة عينها مثلاً تتكون من ستة آلاف عوينة أحنا عندنا ثنتين الذبابة عينها تتكون من ستة آلاف عوينة صغيرة في كل عوينة يوجد ثمانية أعصاب ينتهي كل عصب إلى خلية بصرية معنى ذلك كم خلية بصيرة عندنا ثمانية وأربعين ألف خلية بصرية في عين هذه الذبابة فقط, فقط في عين الذبابة يوجد ثمانية وأربعين ألف خلية بصرية وتستطيع أن ترى الذبابة في دائرة 360 درجة أنا وأنت أشما تقدر أفتح عينك ووجهها إلى اقصى اليمين والعين اليسرى إلى اقصى اليسار وجهما إلى اقصى اليمين وإلى أقصى اليسار ما يصير 180 درجة يعني لو تأخذ خط ها كذا عليك وأنت المركز وتريد أن تشوف في نفس الوقت هذه الجهة وهذه الجهة جهة اليمين وجهة اليسار لا تستطيع أن تصل إلى 180 درجة الذبابة هذه الضئيلة الضعيفة الصغيرة تستطيع أن ترى في دائرة 360 درجة يعني ضعف ما يرى الأنسان وأكثر من الخلف ومن الأمام لا يوجد عندنا في الطيران الحديث الطائرة التي تستطيع أن تقف على السقف مقلوبة ولكن الذبابة تصنع هذا على الزجاج وهو شفاف وأملس ومقلوبة أيضاً مزودة بأجهزة بحيث تتحسس بأن هذا السطح هل هو سطح ناعم أو هو سطح خشن لأن الوقوف على السطح الناعم له آليه معينة وإلى السطح الخشن له آليه أخرى بعدين هل هي مقلوبة أو لا عدلة واقفة إذا مقلوبة تشغل جهاز آخر هو عبارة عن وسادات شفاطة لها تشفطها حتى لا تقع بفعل الجاذبية الأرضية وعلى هذا المعدل مما يذكر في بديع خلقها الذي يصفه الله سبحانه وتعالى أنه هذا شيء ضعيف بسيط مثل ما أن خلق الله وقوة الله وعظمة الله وقدرة الله تتجلى في ذلك الخلق الضخم ذا المئتين طن أيضاً تتجلى في هذا الكائن في هذه الحشرة الطيارة التي تستخدم نظامين في الطيران الأن الطيران معروف هناك مثل الطيران المدني أفقي تسير الطائرة بسرعة إلى أن تتطير وهناك طيران مثل الطيران العمودي طيران أفقي وطيران عمودي مثل طائرة المروحية الهليكوبتر لا يوجد عندنا الآن طيارات معهودة تشتغل على النظامين إلى أن يصير في المستقبل ذاك شيء آخر بحيث في نفس الوقت هي طائرة تطير بهذا النحو وهو النظام الأفقي والنظام العمودي أيضاً لكن هذه الحشرة الطائرة الصغيرة تشتغل بالنظامين أنا وأنت إذا صار أمامنا تحدي معين نبدل طاقة مضاعفة ضعفين ثلاثة أربعة خمسة ستة أضعاف مثلاً يعني أفترض مثلاً أسد في الطريق الله لا يقوله في غير حديقة الحيوانات وهاجمك لكي يفترسك تركض بأقصى ما تستطيع من سرعة صحيح لو لا تزيد من جهدك أكثر من ضعفين ثلاثة أربعة خمسة قول عشرة أضعاف لكن هذا له مدة معينه نفترض تركض عشرة أضعاف إلى نصف ساعة إذا تقدر أكثر ما يستطيع الأنسان هو هذا أن يضاعف قدرته وجهدة إلى عشرة أضعاف لو أستطاع ما يقدر عادةً يعني اللي يجري عادةً بمقدار خمسة كيلو في الوضع الطبيعي في الساعة ما يقدر يزيد قوة جريه حين وصل إلى الخمسين كيلو إلى مدة ساعة كاملة ما يقدر لكن ذكروا مثلاً أن الذبابة تزيد من قوة طيرانها في أثناء وجود الرياح مثلاً أو ما شابه ذلك الأشياء المقاومة إليها إلى ستين ضعف بمقدار عشر ساعات.
أنا وأنت اللي خلقنا متكامل خلق الأنسان في أحسن تقويم لكن ما عندنا هذه القدرة ما عندنا هذه القوة أن نضيف ونضاعف قوتنا إلى تسين مره وإلى مقدار عشر ساعات ما عندنا هذا المقدار ولكن الذبابة وهي الضعيفة ضعف الطالب والمطلوب عندها هذه القدرة مع ذلك القرآن الكريم يقول هذا خلق ضعيف ولا يستطيع أحد أن يخلقه لا ليس أن يخلقه أقل من هذا خليه يسلبك شيء يأخذ من عندك شيء نفترض عندك حبة سكر أخذها من عندك تقول ألحقه لين أقبض عليه ما تقدر ليش يقولون إذا كانت هذه الآية ناظرة إلى هذا التفسير يعني يوجد تفسير هو التفسير الاعتيادي وهو أن الأصنام عندما تأخذ الذبابة منها مثلاً بعض الأشياء ما تقدر تتحرك الأصنام فلا تستنقذه منه والأصنام ضعيفة وهذه الذبابة ضعيفة هذا أحد التفسيرات وهو موجود هناك تفسير أخر يتجه باتجاه القضية العلمية ربما تشمله الآية أو لا تشمله لكن نذكره هنا يقولون أن الذبابة من الكائنات التي لا تهضم طعامها في داخلها وإنما في الخارج أحنا البشر وكثير من الحيوانات نهضم طعامنا في داخل أبداننا أنت تأكل ينزل إلى معدتك في المعدة هناك العصارات والعمليات تصير وغير ذلك قسم منه يتحول إلى طاقة للبدن وقسم منه يخرج فالهضم يتم داخل بدنك أما بالنسبة إلى الذبابة كما يذكرون فلا يتم الهضم داخل بدنها وإنما في الخارج يعني هذه حبة السكر قبل أن تأخذها تفرز عليها عصارات معينه تغير تركيبتها وتغير مادتها الكيميائية ثم تسحبها وتتحول إلى طاقة مباشرة بعد ما تروح إلى المعدة وتتوزع في الدم وإلى آخره مثل ما يحصل عندنا ولهذا مجرد أن تدخل في داخل هذه الذبابة هذه قطعة السكر تتغير أصلاً وليست هي تلك الأولى تغيرت تركيبتها وتغير جوهرها وتغيرت أمورها فحتى لو تدور عليها هذه ليست موجودة لأنها شيء آخر صار (وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ) ليش لأنه أنتهى خلاص تغير تبذل (لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ).
الآية المباركة في صدد القول أنك أيها الأنسان لو دعوت غير الله عز وجل لو اتخذت غيره ولياً وناصراً وحامياً ورباً وإلهً فأنك قد وقعت في الطريق الخاطئ لأنك تطلب القوة ممن لا يملكها وتطلب العون ممن هو يحتاج إلى عون وتطلب الأشياء ممن لا يستطيع شيء اللطيف في الأمر أن القرآن الكريم يجيب مثل آخر وسبحان الله اللي هالقرآن الكريم اللي كل ما واحد يفتحه يشوف فيه أشياء جديدة ومتجددة هنا يقول عن الذبابة (ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) ضعيفة مع ذلك في مكان آخر يقول هناك شيء أوهن شيء وأبسط شيء وهو أيضاً يقضي على الذبابة اللي هنا ما يقدروا عليه (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) أوهن البيت فعلاً ماذا عنده لا يوجد به سقف ولا جدار ولا حماية لا يوجد به شيء يعني حتى الحشرات الأخرى تعمل له جحر في الأرض أو عش على الشجر يضلل عن الشمس يقي من المطر يقي من الرياح غير ذلك هذا بيت العنكبوت لا يعمل شيء ومع ذلك هذا البيت الواهن وهو أوهن البيت هو نفسه يصطاد الذبابة التي ضعف عنها أولئك الناس في الآية المباركة (لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) هذا الضعيف الذي عجز عنه ذلك الأنسان أو تلك الألهة المزعومة أضعف شيء وهو بيت العنكبوت أستطاع أن يقبض على هذه الذبابة وأن يصطادها لكي يفترسها هناك أيضاً يتبين صار أتخاذ الأولياء من دون الله عز وجل لا يغني شيء ولا ينفع شيء ولا يثمر شيء أبداً من هنا كان الله سبحانه وتعالى هو القوي وهو الولي ما قدر الله في الآية الأولى ما قدروا الله حق قدرة إذا شفت ناس يتحدثون عن الله عز وجل بمقاييسهم هم جاء رجل من الأحبار أحبار اليهود إلى نبينا المصطفى محمد صل الله عليه وآله وسلم فقال له يا محمد أن عندنا في الكتب أن الله تعالى يوم القيامة يجعل الشمس على خنصره ويجعل الأرض على بنصره ويجعل القمر على وسطاه وضل يعدد على هذا النحو فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال ما قدروا الله حق قدره والآية المباركة (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) بيمينه هنا ليس المقصود هذا وإنما المقصود قدرته و قوته لأنك أنت تقول أنا يمين فلان أنا المعين له أنا قوته أنا ظهره يقول فلان مسك الحكم بيده الحكم ما هو ليس الكرسي وإنما المقصود صار تحت سلطته صار تحت سيطرته فلما ترى شخص يتكلم عن الله عز وجل يتكلم بهذا المنطق بأن عنده أصابع يخلي الشمس على أصبع والأرض على أصبع والقمر على أصبع لازم تقول سبحانه وتعالى عما يصفون ما قدروا الله حق قدره أن الله لقوي عزيز الله قوي وهو عزيز وهو قادر على كل شيء لم تسمع حتى عند بعض المسلمين من يتوهم أن الله على صورة شاب أشقر وأمرد أو على صورة كذا لازم يجي في بالك ما قدروا الله حق قدره أن الله لقوي عزيز قدر الله بقدره وإذا لم تعرف ذلك فقل سبحانه عما تصفون سبحان الله عما يشركون في الطرف الآخر الآية المباركة تشير لنا إلى ولاية الله عز وجل وأنه ينبغي أن يتخذ المؤمنون الله ولياً وأن لا يتخذوا غيره أولياء إلا بأمره (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) أن يتخذ الأنسان من كان على غير نهج الله ولياً بل أحياناً يتخذه رباً بعض الطواغيت أتخذوا أرباب هذا ليس فقط في حال فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى لا حتى غيره أيضاً موجود ونقرأ في القرآن الكريم (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّه) ماذا كانوا يفعلون يسجدون لهم لا ما كانون يسجدون لهم ولكن كانوا يحلون لهم الحرام ويحرمون عليهم الحلال فيتبعونهم هذا بعد الربوبية هذا معناها, معناها أن يطيع أنسان شخصاً في غير ما أمر الله في غير ما أوجب الله فهذه طاعة لغير الله عز وجل كانوا كما جاء في الحديث يحرمون عليهم الحلال ويحلون عليهم الحرام فيتبعونهم ويتخذونهم أرباباً قل (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) لتكن بينك وبين الله عز وجل ولاية, ولاية تعني ماذا هذا الفعل واو ولام وياء وليا هو اللي تنشق منه كثير من المعاني هذا أصل معناه كما يقولون في اللغة العربية يذل على مقاربة وتعاقب يعني هذا يلي هذا قريب منك يكاد يكون ملتصق أصلاً يدل على اقتراب بين طرفين ويأتي تارة بمعنى العلاقة الأخوية الرابطة بين أثنين أو أكثر من طرفين (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) ليس سادة ولا خدم وإنما ماذا لديهم علاقة محبه علاقة ارتباط علاقة أخوة دينية وقد يأتي تارة بمعنى قرب مع علو من طرف مثلما نقول فلان مولى فلان يعني سيده ولي فلان يعني سيده الست أولى بكم من أنفسكم النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم هو وليهم بهذا المعنى يعني عنده قرب معهم ولكن مع مرتبة سياده مرتبة تفوق وأحياناً بالعكس هناك قرب مع مرتبة دنو فتقول قنبر مولى علي أبن أبي طالب عليه السلام, مولاه يعني ليس سيده إنما معناه هو تحت يده مع شدة قربه منه هو خادم له مع شدة قربة منه فتأتي بهذه المعاني المعنى الثاني اللي هو قرب مع سمو مع علو في أعلى درجاته هو الذي ينطبق على العلاقة بين المؤمن وبين الله عز وجل هو (نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) مولى وولي قل(إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) يعني يهتم بأمورهم ينجدهم يسعفهم فالأنسان لابد أن يتخذ الولي الأول هو الله سبحانه وتعالى ولاية الله هي رأس كل الولايات وينبثق منه أنواع كل الخيرات ثم بعد ذلك تأتي ولاية أولياء الله في طليعتهم الأنبياء وخاتمهم سيدنا محم صل الله عليه وآله وسلم, (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) هذا الثاني والثالث أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب عليه السلام ثبتنا الله وأياكم على ولايته وولاية الأمة المعصومين من ولده وثبت أهلنا وأسرنا ومجتمعنا على هذه الولاية الحقه (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) قطعاً هذه الآية ليست لكل المؤمنين لماذا لان ليس كل المؤمنين يأتون الزكاة وهم راكعون بعض المؤمنين لا يأتون الزكاة لا هم راكعون ولا هم نائمون وإذا كان ليست صادقة في كل المؤمنين فلابد من البحث عن بعض المؤمنين ممن حصل منهم هذا الشيء وليس إلا أمير المؤمنين سلام الله عليه في القضية المعروفة التي تصدق فيها بخاتمه أثناء الصلاة بعد أن امتنع أو أعرض من كان في المسجد عن ذلك السائل فلم يتصدقوا عليه بشيء مد أمير المؤمنين عليه السلام يده التي كان فيها خاتمه فأخذه ذلك السائل ونزلت الآية المباركة وبشر بها رسول الله صل الله عليه وآله وسلم علي عليه السلام ومن هنا صار علي ولي الله سلام الله عليه ولي الله بمعنى أن وليه الله سبحانه وتعالى وهو ولي من أولياء الله بل ولي الله الأعظم بعد رسول الله صل الله عليه وآله وسلم, نحن عندما نقول في الآذان وفي الإقامة وهي ليست من الأمور الواجبة بطبيعة الحال وأن كانت مستحبة يجب أن تقال في مثل هذه الأذكار في الصلاة في الإقامة في الأذان حيث أنه كما يقول فقهانا أصبحت اليوم من شعار الإيمان والمؤمنين ولا بد من إظهار وإشهار شعار الإيمان والمؤمنين ينبغي الأنسان أن يلتزم بها وأن لم نقل بأنها واجبة أو لم نقل بأنها جزء من الآذان والإقامة كما هو المشهور عند الفقهاء لكنها مستحبة ويتأكد استحبابها نظراً لشعاريتها وموقعيتها في حالة المؤمنين وأتباع أهل البيت عليهم السلام علي هو ولي الله بل أعلى أولياء الله عز وجل وقد فرض الله ولايته كما هو نص يوم الغدير حيث بلغ النبي صل الله عليه وآله, مأمور من ربه حيث قال (بلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) فقال رسول الله ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا بلى، ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه ونصر من نصره واخذل من خذله كل مؤمن على مرتبه عالية هو من أولياء الله ولكن سيد الأولياء هو علي سلام الله عليه, بل بولايته أرتفع من أرتفع في درجات العلى هذه زوجته أم البنين فاطمة بنت حزام الكلابية سلام الله عليها التي انتفعت بزواجها بأمير المؤمنين وارتفعت وكما أنتم تعلمون ليس مجرد القرابة والقرب لا يحقق المعجزات لابد أن يكون هناك سعي من قبل هذا المتقرب إلى المعصوم حتى يصبح كذلك وإلا وجدنا من اقترن بالمعصومين مثل زوجة نوح وزوجة لوط (كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) كانتا زوجتين والمفروض أنهما يتأثران تأثراً مباشراً بكلام الأنبياء لكن ما حصل لهم هذا الأمر وبعض أولاد الأنبياء أطلق عليهم القرآن الكريم أنه عمل غير صالح وبعض أبناء أمير المؤمنين عليه السلام لم يكونوا على حالة حسنه كما صنع أحد أبناءه ولم يوفق إلى الشهادة بين يدي الحسين عليه السلام بل بالعكس عندما رجع الركب إلى المدينة تباهى بأني أنا الفتى الحازم لم أخرج معهم ولو خرجت معهم لقتلت وأنا الآن عايش وحي وأنا تفكيري هو السليم فليس أي شخص أرتبط بعلاقة نسب أو علاقة سبب مع المعصومين يصعد إلى الدرجات العاليات إلا إذا هو استفاد هو سعى هو اكتسب من هذا القرب درجات ومنازل كما حصل لأم البنين عليها سلام التي ربت أبناءها تربية دفعتهم فيها إلى الشهادة بين يدي أخيهم الحسين عليه السلام |