كتاب سليم بن قيس الهلالي
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 13/9/1446 هـ
تعريف:

كتاب سليم بن قيس الهلالي

الفاضلةً امجاد حسن

بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك وعلى ابن عمك أمير المؤمنين وإمام المتقين صلى الله عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله الحسين ما خاب من تمسك بكم وأمنا من لجأ إليكم يا ليتنا كنا معكم فنفوزا فوزا عظيما قال سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي أمير المؤمنين عليه السلام أنت مني بمنزلتي هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعده صدق سيدنا ومولانا النبي محمد هذا الحديث المبارك المعروف بحديث المنزلة لأن رسول الله صلى الله عليه وآله نزل علي أمير المؤمنين منه بمنزلتي هارون من نبي الله موسى ومن المعروف أن هذه المنازل في القرآن الكريم قد بينها فقال هارون أخي اشدد به أزري وأشرك في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا وفي آية أخرى وقال موسى لأخيه هارون أخلفني في قومي وأصلح وآيات أخرى تشير إلى أن الولاية التي كانت ثابتة لموسى عليه السلام ثبتت لهارون من بعده فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله هارون بعلي أو عليا بهارون ونفسه المقدس بموسى تبين أن المناصب التي كانت لهارون من المشاركة في الرسالة والدفاع عن قائدها والخلافة بعده كلها ثابتة لعلي عليه السلام ما عدا النبوة التي كانت ثابتة لهارون ولم تثبت لعلي وذلك أنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا الحديث يعد من أعظم الأدلة والأحاديث التي تشير إلى خلافة أمير المؤمنين وولايته وهو ثابت عند المسلمين هذا الحديث ورد في كتاب من أقدم المصادر بل يكاد يكون أقدمها جميعا وهو من الأصول الأربعمائة التي تحدثنا عن شيء منها في أول هذا الشهر المبارك وذلك الكتاب هو كتاب سليم ابن قيس الكوفي الهلالي العامري المتوفى سنة ستة وسبعين هجرية ستة وسبعين هجرية توفي ولكن تدوينه للكتاب سبق هذا بكثير مما يعد هذا الكتاب تقريبا أقدم كتاب ألف وصنف فإن سائر الكتب إنما جاءت بعده ويشير إلى ذلك أن وفاته كانت سنة ستة وسبعين هجرية أكثر التأليفات أكثر التدوينات لاسيما تلك التي صارت بصورة كتاب كانت بعد سنة مئة كما هو الحال مثلا في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام وفي مالك ابن أنس وبعضها الآخر صار بعد المئتين كما في الصحاح عند مدرسة الخلفاء فهذا الكتاب لما يكون في حدود سنة خمسين هجرية هذا إذا تأخر ولكن يظهر أن تدوين قسم منه كان في حدود سنة اطنعش وثلاثة عشر هجرية بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وقضية الخلافة والسقيفة وما شاكل ذلك هذا الكتاب نظرا لأهميته الفائقة أصبح محل نقاش بين المسلمين الطوائف بل في داخل الإمامية أيضا نلقي نظرة عامة أولا على الكتاب وعلى المؤلف ثم نبين جهات الاختلاف بين المسلمين وبين داخل الإمامية أيضا في هذا الكتاب أما مؤلف الكتاب فهو سليم بالتصغير ابن قيس الكوفي الهلالي العامري هذا الرجل عاصر الحدث الذي صار بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وعمره كان بحدود ثمانتعش سنة كما يؤرخ لحياته الرجاليون والمترجمون هو الرجل كان من خلص الشيعة أهل البيت وعرف بأنه كان من أصحاب شرطة الخميس أو شرطة الخميس الذين كانوا مع أمير المؤمنين عليه السلام أيام خلافته أشبه بقوات الطوارئ كانت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عندما صارت الخلافة إليه كان يحتاج إلى مجموعة بسرعة يناديها وتستجيب وتنفذ أمره ما يحتاج ينتظر إلى يوم غاد يخطب في المسجد أو ينادي الصلاة جامع ويعلن النثير العام فكان عنده مجموعة خاصة أطلق عليهم شرطة الخميس أو شرطة الخميس خميس أيضا بمعنى الجيش لأنه يقسم إلى خمس فئات وفرق الخميس بهذا المعنى وهؤلاء أشبه بالشرطة العسكرية الآن اللي يسمونهم هم في الحروب لهم دور متميز وهم في حالة السلم هم سريعو المنادات وسريعو التدخل ينقل أن سليم بن قيث الكوفي كان واحدا من شرطة الخميس وإذا قيل عن شخص هكذا فإنه يدل على نحو اختصاص من أمير المؤمنين عليه السلام إليه وهذا الرجل حيث أنه كان من أولياء أمير المؤمنين من جهة وكان عند هذا الكتاب الذي سوف نشير إلى موضوعي في ما بعد قليل هذا الكتاب اللي كان عنده جعله بالتالي في مواجهة واضحة للخط الآخر الأموي تحديدا بل حتى قبل ذلك لأن الخلافة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله منعت تدوين الحديث منعت الكتابة منعت تناقل الأحاديث إلى زمان أمير المؤمنين عليه السلام وأما ما بعد أمير المؤمنين فالأمر أصبح بمثابة قانون رسمي حتى أن معاوية رأس الخلافة في ذلك الوقت جاء إلى المدينة وشاف ابن عباس وابن عباس واحد من ألمع تلامذة أمير المؤمنين عليه السلام وروات حديثه والروات فيه فقال له يا ابن عباس أما بلغك ما تقدمنا به قال وماذا قال فإنا قد تقدمنا بأن لا تحدثوا عن صاحبكم لا تقولوا عنه شيء لا في حقه ولا تنقلوا رواياته فقال يا معاوية تمنعنا عن تفسير القرآن تفسير القرآن كل منه عرفناه وفيه نزل وفي أصحابه ومنهجه فقال فسر القرآن ولكن لا تذكر شيئا عن صاحبكم فقال فممن نأخذ نأخذ من بيوتكم وفي بيوتهم نزل قال قد قلت لك ما قلت يعني هذا قانون بعد ما في مجال للأخذ وللرد فإذا كان هذا الموقف الرسمي بالنسبة إلى الأحاديث العام فما ظنك في روايات هذا الكتاب كتاب سليم اللي هي روايات وأحاديث موضوعها من المواضيع الساخنة كما سيأتي بعد قليل هذا الامر اللي جعل سليم يعيش حالة تخفي هو مع الكتاب فترة في مكة فترة في المدينة فترة في الطائف فترة في الكوفة وأما لما جاء آل عبد الملك ابن مروان وتولى الحجاج الثقفي على الكوفة وهذا بدأ بتطلب أصحاب علي حتى كان يجلس يقول من تعرفون من أصحاب علي ابن أبي طالب يقول له الأفلان يقول جيبوا واقتلوا وهكذا يعني كان يتنقاهم بحسب كلام من يجالسون فطلب سليم ابن قيس الكوفي لعلاقته المتميزة بأمير المؤمنين وبالحسنين عليهم السلام ولما كان يروي من روايات في هذا الموضوع الشائك الذي سنعرض له بعد قليل فظل هكذا إلى أن انتهى به أمر التخفي أن خرج من هذه المناطق وذهب إلى بلاد فارس تخفيا وفرارا وفي كل الأسفار كان معه هذا الكتاب يحافظ عليه كما يحافظ على عينيه ما يخلي مثلا عند فلان أمانة أو كذا كان معه إلى أن وصل إلى بلاد فارس وصل إلى بلدة تسمى نوبندجان في هذه البلدة البعيدة كان فيها رجل يعرف بأنه من شيعة علي عليه السلام وهو أبان ابن أبي عياش فلما ذاك الرجل عرف أن هذا سليم جاء هنا طلب منه أن يستضيفه وأن يكون في بيته وإلى أن يرحل هذا أيضا جاء إلى بيت هذا الرجل أبان ابن أبي عياش وبقي فترة طويلة فيه مما الأبو ثلاثة أيام وأربعة أيام وذاك يلح عليه بالبقاء إما خوفا عليه أو لأي غرض آخر وهو أيضا الرجل بلغ من العمر عتية يعني إذا عمر في زمان تدوينه الكتاب مثلا أو في زمان السقيفة وخلافة الأولين إذا عمره ذاك الوقت ثمانتعش سنة يعني مولود قبل ثمان سنوات من هجرة رسول الله صحيح أم لا؟ فإلى سنة ستة وسبعين التي توفي فيها في ذلك المكان أنت لازم تحسب أنه فوق ثلاثة وثمانين أربعة وثمانين سنة عمره وكلها أسفار من مكان إلى مكان هنا بعد حدنت منه الوفاة فلما شعر بأنه لا بقاء له استدنى هذا أبان ابن أبي عياش مضيفه وقال له أنت ضيفتني وأمنتني وساعدتني على البقاء طولها المدة في هذه البلاد الغريبة وأنا مكافئك بمكافأة كبيرة فإن عندي حديثا من أسرار آل محمد وقرأ عليه كتابه ثم أعطاه إياه كنسخة وفارق الحياة الرجل هذا أبان ابن أبي عياش بعد أن دفنه شال الكتاب وذهب إلى البصرة وأعطاه إلى بعض شيعة أمير المؤمنين عليه السلام فنسخوه ومنهم انتشر بحيث عرف مع أن أصل اسمه كتاب السقيفة إلا أنه عرف فيما بعد بكتاب سليم بن قيس والغالب في تلك الأزمن أنهم ينسبون الكتاب إلى مؤلفه لا سيما إذا كان قليل التأليف انتشر الكتاب اشتهر الكتاب وأصبح يتحدث عنه بل أكثر من هذا تروي مصادر الإمامية أن أبانا هذا ابن أبي عياش عرض ما جاء في هذا الكتاب على الإمام الحسن المجتبى وعلى الإمام الحسين عليه السلام وعلى زين العابدين وعلى الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام وأن هؤلاء بحسب هذه المصادر قد أقروه ورأوا أن ما فيه صدق الذي فيه صدق وحق هذا بالنسبة إلى المؤلف بالنسبة إلى الكتاب فهذا أول جهة من جهات الأهمية في هذا الكتاب أن مؤلفه قديم جدا يعني قسم منها الكتاب كتب مثلا قد يكون في سنة 12 أو 11 هجرية ذاك الوقت ما يوجد أي كتاب مكتوب ومدون سوى القرآن الكريم قسم منه دون فيما بعد استكمل لاسيما تلك القضايا التي ترتبط بأمير المؤمنين ومحاوراته ومراسلاته مع معاوية ابن أبي سفيان يفترض أن سليمان قد دونها في أيام أمير المؤمنين عليه السلام فالكتاب لجهة مؤلفه أنه من أعيان شيعة أهل البيت والعجيب أن هناك إجماعا بين الفريقين السن والشيعة على مصداقية الرجل سليم بن قيس الهلال ثقة عند الفريقين إلى الحد الذي نقل عنه إمام المذهب الحنبلي أحمد بن حنبل في كتابه مسند أحمد بعض الروايات نقلها عن هذا الرجل سليم بن قيس الهلال وعندما يذكر في الرجال سواء من هالطرف أو من هالطرف يذكر بأنه ثقة وأنه معتمد ومن أصحاب علي بن أبي طالب ويذكر أيضا أنه صاحب الكتاب المشهور كتاب سليم بن قيس هذه جهة مهمة في هذا الكتاب جهة أخرى مهمة وهي جهة موضوعات الكتاب تدرون أن موضوع الخلافة والسقيفة وما جرى بعد ذلك من الأمور التي بقيت ساخنة منذ حدوثها إلى الفترات المتأخرة لأنه لو ثبتت بتفاصيلها فإن الأمر يكون شائكا جدا في إثبات خلافة ومشروعية خلافة الخلفاء الأوائل لو ثبتت التفاصيل كلها عند المسلمين بهذا النحو الذي يذكر في كتاب سليم سيكون من العسير جدا على علماء مدرسة الخلفاء إثبات مشروعية الخلافة لوجود مشاكل عويصة جدا عند الإمامية أيضا الموضوع مهم جدا الموضوع ساخن لأنهم يستندون عليه في موضوع مظلومية أهل البيت عليهم السلام وأنها بدأت من ذلك الزمان كمنهج مؤسس أبعد فيه أهل البيت والطهد وأوذو ليس التصرفات فردية أو في بعض الأوقات دون بعض فالموضوع إذن موضوع مهم جاء في هذا الكتاب أحاديث منها أحاديث مهمة في شأن أمير المؤمنين عليه السلام منها الحديث الذي ذكرنا حديث المنزلة أنت مني بمنزلة هارونة من موسى منها حديث الغدير من كنت مولاه فهذا علي مولاه منها حديث الطير منها حديث سد الأبواب أنه أغلق أبواب كل الأصحاب بمن فيهم بن هاشم إلا باب علي بن أبي طالب المطل على المسجد كلها سكرها إلا باب علي طيب وغيرها من الأحاديث حديث المباهلة حديث الحاوض نحو عشرة أحاديث من الأحاديث المهمة تقاها انتقاء وبعضها روية عن أمير المؤمنين عليه السلام من قبل سليم بن قيس كذلك في هذا الكتاب أحاديث عن رسول الله تشير إلى أن الأئمة إثنى عشر عليهم السلام وذكر فيها أسماؤهم من علي عليه السلام إلى قائم آل محمد في هذا الكتاب أيضا ما ذكرنا من قضايا السقيفة كيف صارت وإعداد قريش لقضية التفرد بالقرار ما حصل في بيت رسول الله آتوني بدوات وكتف ما حصل بعد ذلك من الاقتحام إلى بيت الزهراء وما شابه ذلك هذا كله مذكور بتفاصيله المفصلة في هذا الكتاب في هذه الفترة ثم الفترة الأخرى قضايا حرب الجمل صفين النهروان مراسلات أمير المؤمنين مع معاوية ابن أبي صفيان وهكذا فالمواضيع اللي فيه مواضيع ذات طابع ساخن فيه نوع من الانتصار للطرف أهل البيت وجهة أهل البيت على من يخالفهم فأولا المؤلف فيه جهات معينة تجعل هذا الكتاب كتابا استثنائيا اثنين أن موضوعه موضوع كان ولا يزال ساخنا اثلاثة طريقة التدوين والتأليف أيضا متميزة وهي أنها كانت صريحة وواضحة ولا تخفي شيئا الآن نحن نلاحظ لإما عليهم السلام تكلموا عن تلك المواضيع بس كل ضمن إما عناوين عامة أو مع ملاحظة أن لا ينفتق فتق في الإسلام أو لا تصير مشكلة أمير المؤمنين تحدث عما جرى في الخطبة الشقشقية ولكن أسطر عن كل خلافة سطرين تقريبا مما جرى ومما حصل وفي هالأثناء قام أحد الجالسين كان جاي من بر الكوفة فسلمه كتابا سأشوف شنو كان فيه إما مسائل شرعية إما طلب مساعدة إما كذا وسلمه إليه فأقبل أمير المؤمنين يقرأ فيه حتى انتهى ثم قال له ابن عباس يا أمير المؤمنين هل اضطرت خطبتك كمل قال لا تلك شقشقة هدرت ثم قرأت خلص بعد ابن عباس اللي أخذ من علم أمير المؤمنين ما أخذ يقول فما أسفت على شيء أسفي على ألا يكون أمير المؤمنين قد اضطرد خطابه وواصل كلامه يقول ما متأسف على شيء إلا على هذا المقدار كان الإمام لو كمل ربما الأمور أكثر لا الإمام كان يريد بهالمقدار يوصل بحيث لا ينفتق فتق في الإسلام وقال فوالله لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن الجور فيها إلا علي خاصة فالأئمة عالجوها القضايا إمام الحسين تكلم بشكل إمام الحسن تكلم بشكل إمام سجاد تكلم بشكل الصادق الباقر ولكن كل ضمن حسب التعبير شيء لفافة من وراء حجاب بنوع من الاختصار إشارة لمن يستحق أما شيء مفتوح على الآخر ما تكلم أئمتنا عليهم السلام فيما نعلم لكن هذا الكتاب ما كان عنده حسب التعبير لا مطبات ولا إشارات مرورية كل اللي سمعه كل اللي شافه قاله وهذا يجعل طريقة الكتاب طريقة متميزة هذا الكتاب ما هو الموقف تجاهه وما هي تقييم العلماء له ذكرنا أن سليم بن قيس متفق على جلالة شأنه وأمره وأما ما يرتبط بالكتاب فالرأي الأول وهو رأي لا يكاد يلتفت إليه يقول بأن الكتاب كتاب موضوع وهذا كلام من لا تحقيق له ولا تثبت عنده نسب إلى ابن الغضائري وهو من علمائنا لكن الكتاب الذي يقولون قال ابن الغضائري فيه كذا وكذا عند المحققين من علمائنا ذاك الكتاب منحول إلى ابن الغضائري لأن فيه تضعيفات بالجملة وبالكوم وقال بعض علمائنا انه وضعه عليه اعداء المذهب لانه حتى مثل زرارة يقول لك هذا ضعيف كذاب وما ادري فلان ضعيف كذاب اعيان اصحاب الائمة عليهم السلام في هذا الكتاب اشخاص ضعاف وكذاب وهذا ما يمكن ان يكون من الحسين الغضائري استاذ شيخ الطائفة الطوسي واستاذ النجاش ومن شابه لذلك قال علماؤنا ان هذا الكتاب كتاب منحول اليه ومنسوب اليه وليس حقيقة انه كتابه فاذا هو هذا الكتاب ما معلوم فقول ابن الغضائري فيه يكون بعد غير معلوم ان ابن الغضائري قاله وعلى فرض ان ابن الغضائري قاله لا يلتفت اليه ليش لان هذا الكتاب اجمع السنة والشيعة على انه كتاب سليم فاذا اجا واحد وقال لنا لا هذا مو كتابة نقول انت تخالف الاجماع المركب من الشيعة ومن السنة زين انت تلاحظ مثلا بدر الدين السبكي وهو من علماء الشافعية يقول وكتاب سليم ابن قيس الهلالي كتاب مشهور معروف ابن ابي الحديد المعتزلي ايضا كذلك يقول من جملة ما اعتمدت عليه في شرح نهج البلاغة كتاب سليم ابن قيس المشهور اما من علماء الامامية فحدث ولا حرج من اوائلهم النعماني صاحب الكتاب الغيبة وهو من زمن فترة الشيخ الطوسي يقول هذا الكتاب من اعظم بل اعظم الاصول الاربعمائة واهمها واصدقها اصول الاربعمائة احنا الليالي يقول هذا الكتاب اولا من اقدم هذه الاصول الاربعمائة واهمها واصدقها ايضا وانه لا كلام فيه اصلا اصلا ما يقولون كتاب السقيفة وانما يقولون كتاب سليم ابن قيس الكوفي والى الان عرف بهذه التسمية فالكتاب اذا في شهرته وانتشاره ومعروفيته والى اليوم علماؤنا الا القليل يقولون شهرته واعتماد اساطين الطائفة عليه تغني عن كل شيء من سند وما شابه ذلك فاولا ان يقول شخص او اشخاص ان هذا الكتاب موضوع او منسوب الى سليم ابن قيس وهو ليس له هذا امر لا يصح وبعيد جدا عن التثبت والتحقيق يبقى هناك رأيان الرأي الاول يقول ان هذا الكتاب كتاب ما فيه هو امر صحيح وهو موافق للاعتبار وهو تأيده القراء والروايات الاخرى وما جاء فيه لو فرضنا وجود رواية او روايتين غير تامة فانه يقال هذه الرواية بالذات رواية غير صحيحة وهذا حالنا حتى في اعظم الكتب الموجودة عند الامامية الكافي مثلا ما حد يقدر يقول انه الكافي صحيح من اول صفحة الى اخر صفحة يقول لك فيه مع انه اهم الكتب عند الامامية بس كل حديث لازم يعالج معالجة اجتهادية منفردة هذا الحديث ما يرتبط بذاك اذا صححت هذا الحديث مو يعني اللي قبله لازم يكون صحيح واللي بعده لازم يكون صحيح لا قد يكون هذا صحيح ولكن ما قبله ليس كذلك فاذا اصل الكتاب يقول هؤلاء العلماء وهم الرأي الاكثر والشائع عند الامامية من زمن بعيد والى ايامنا المراجع رأيهم غالبا في هذا الاتجاه انه ككتاب معتمد مشهور كثير الفائدة رواياته روايات متقنة لكن ما يمكن ان تعبر عنه بصحيح سليم ابن قيس وانما تعالج كل رواية بمفردها وهذه طريقة العلماء مع كل الكتب والروايات وقد يكون الاستاذ صحح رواية فيه التلميذ لا يصححها وهذا فائدة الاجتهاد المفتوح عند شيعة اهل البيت فالرأي الشائع الرأي الكثير الرأي الغالب المشهور عند الامامية هو هذا المعنى من ان هذا الكتاب معتمد كتاب مشهور رواياته معروفة رواياته متقنة ما فيه من اشكالات ترد بحسبها وقد ذكر هناك موردان اللي اكو اتفاق على عدم صحتها المورد الاول مورد تاريخي المورد الثاني مورد عقائدي اذا قلنا انه ماكو كتاب صحيح من الجلد الى الجلد الا القرآن الكريم فالامور بعد تكون هين هذا يكون فيه موردين شيء سهل وبسيط مع وجود مئات الاحاديث والحوادث فيه الموردان اللذان يذكران اكو اتفاق على عدم صحتهما ما لم يؤول بنحو من الانحاء مورد الاول مورد تاريخي انه ذكر فيه ان محمدا ابن ابي بكر ابن ابي قحافة ابن الخليفة الاول نصح اباه ووعظه في قرب موته اي قرب موت والده واتكلم عليه في قطواته التي اتخذها وين الاشكال فيه اشكال تاريخي ان محمدا ابن ابي بكر في ذلك الوقت الذي توفي فيه ابوه عمره لا يزيد عن سنتين سنتين ونص فكيف يستطيع ان يعظ اباه ويخوف بموعظة طويلة عريضة مالة واحد متبحر وفاهم عالم فاذا هذا الخبر لا يمكن ان يكون صحيحا طيب اما اكو اشتباه في اصل الحادثة او اشتباه في الاسماء تبديل اسماء مكان اسماء اذا لم يكن كذلك فالخبر خبر غير صحيح بعض العلماء في تصحيح هذا قالوا هناك اشتباه في الامر بين محمد ابن ابي باكر وابيه وبين عبدالله ابن عمر وابيه الخليفة الثاني اذا قامت قراء على هذا الكلام لا بأس به واما اذا لم يكن كذلك وبقي على الاول نقول هذا هذا الخبر خبر مضروب حسب التعبير غير صحيح من الناحية التاريخية هذا واحد المورد الثاني مورد في موضوع عقيدي وهو انه ذكر فيه ان الائمة ثلاثة عشر للتعش وهذا على خلاف روايات رسول الله صلى الله عليه وآله وما عند الامامية بل على خلاف ما ذكر في بعض الصفحات في نفس الكتاب التي ذكرت بانه شنو اثنى عشر شنو ان نفترض في صفحة رقم خمسة احاديث حول ان الائمة اثنى عشر في صفحة رقم مثلا ثمانية ان الائمة ثلاثة عشر شنو يصير هذا وهو خلاف لما استقر عليه المذهب البعض هنا صحح هذا بان هذا الحديث قد اختلط مع حديث اخر ورد في كتب اخرى للامامية وهو ان الله سبحانه وتعالى جعل من ولد نبي الله اسماعيل ثلاثة عشر اماما نعشر امام ومعهم سيدهم نبينا محمد يعني اذا كان بعض الانبياء عنده حج واحد امام واحد نبي واحد وصي واحد فان الله جعل من نسل اسماعيل ثلاثة عشر واحد النبي وهو سيد الانبياء وبعده اثناع عشر امام هذا مروي في روايات اخر يقول ان امكن توجيه هذا هذا الحديث بما ورد هناك فهو واذا لا يكون هذا الحديث حديثا باطلا وغير صحيح. واما باقي ما ورد فيه يقول فكله على القاعدة وتساعد القرائن عليه وتعضده بقية الكتب وبقية الروايات. هذا الرأي الاول المشهور بين الامامية. اكو رأي اخر ذهب اليه المرحم سيد الخوئي على الله مقامه. وقال سليم في غاية الجلالة والعظمة. زين? والكتاب اصل معتمد بلا اشكال. لكن المشكلة في وين? المشكلة في ابان ابن ابي عياش المضيف هذا اللي ضيف سليم ابن قيس هذا مذكور عنه في الرجال انه ضعيف في الحديث ضعيف فاذا كان ضعيفا في الحديث انا اذن لا نستطيع الاعتماد عليه ما دام عن طريقة ولو ان الكاتب الاصلي معتمد ثقة جليل الشأن لكن الطريق ناله منه طريقنا الى هذا الرجل اللي هذا الرجل ضعيف اولا اريد اشير الى ملاحظة هنا وهي ان تضعيف الرجاليين الاماميين لابان ابن ابي عياش يشير الى ورعهم وخبرويتهم ليش? لانه لو كان ما عندهم ورع كانوا يقولوا هذا يروي كتاب مهم يأيد قول الشيعة ينقل روايات مهمة بالضرب القاضية على قولهم فاذا خلينا نقول هذا خش آدمي لا هنا بعد مثل النجاشي وغيره ما وصل اليه من معلومات ان ابان ابن ابي عياش ليس دقيقا في الاحاديث يدونها حتى لو كان رح يضرنه هذا معنى ان الانسان يقول الحق عنده ولو على نفسه ويجامل هذا ويجامل ذاك وهذا في الواقع يبين ان هؤلاء هم عندهم خبرة وهم عندهم ورع خوف من الله عز وجل ما يجرون النار الى قرصهم بغير دليل طيب وإلا كان واحد يقدر يقول ما دام هذا رح يبين حق امير المؤمنين ويبين مثال بالقوم خلينا نقول هذا اموره ماشية ايه النقطة اولى ورع هؤلاء نقطة ثانية لما نقول ضعيف لا يعني انه انسان ما يسوى اليه بيزة حسب التعبير لا يعني غير متدين لا يعني غير مؤمن ولكن قد لا يكون دقيقا في النقل وهذا احنا نجده تتقعدي يا جماعة وتقول كلام واحد يطلع وينقل كلامك بالضبط ما يزيد كلمة ولا ينقص كلمة والى جنبه واحد يطلع ايضا ويسألونه فتشوف لا يتوسع هنانا يزيد من عنده شروحات يزيد من عنده تفصيلات يا بهو الكلام كان ثلاث دقائق واش اللي سواه ست دقائق هذه بعد حواشي وما ادري توابل وما شابه ذلك اهنا هذا يقولون لشنو هذا ضعيف مو مو متثبت مو دقيق فلما يقال فلان مثلا ضعيف لا نقصد انه هذا ساقط ولا يجوز الصلاة خلفه ولازم يروح نار جهنم لا وانما قد يكون من هذه الجهة هذا ما عنده دقة بالمصطرة وذاك عنده دقة بالمصطرة فلما يقال ضعيف لا يعني ذلك انه ساقط لكن موقف الفقه يقول انا اللي قدامي اريد يكون حديث مسند بروات ثقات ما فيهم ولا واحد ضعيف غير هالطريقة ما عندي المرحوم السيد الخوي كان هكذا ولذلك قال المرحوم السيد الخوي طريق الى الطريق مع جلالة الكاتب وجلالة الكتاب بس الطريق اللي وصلنا الى طريق غير سليم لوجود هذا الراوي الذي ضعفه الرجال طبعا هذا رأي لسيد الخوي رحمه الله وهو رأي محترم جدا لكن بعض تلامذة سيد الخوي من الفقهاء وغيرهم قالوا اولا لا ينحصر الطريق في هذا اكو اكثر من طريق الى فاذا كان هذا الطريق معطل نروح الى طريق شنو ثاني اذا كان هذا ضعيف واحد راوي اخر في نفس الطبقة ليس ضعيفا نرويه عن ذاك الثاني هذا واحد الامر الثاني قالوا انه احنا في الفقه نعم نلتزم بهذا تماما ليش لان فيها نسبة الكلام الى الله عز وجل احكام شرعية واجب غير واجب حرام كذا طيب ولكن هذا حوادث تاريخية نعم لا يمكن بناء على هذا الرأي الثاني ان تنقلها بجزم فتقول مثلا اجزم بانه حصل كذا وكذا وكذا ما تقدر تجزم ولكن المنهج التاريخي ماذا يقول المنهج التاريخي يقول لك الحوادث انت تستفيدها من اصل روايتها ثم من القراء التي تحف بها وتدل عليها وترشد اليها ولولا ذلك لن سد باب التاريخ بالكامل الان ما حدث مثلا على فاطمة الزهراء عليها السلام جاء في روايات معتبرة تامة السند عن الامام الصادق عن الامام الباقر عن سائر الام عليهم السلام هذه اذا انضمها الى ما جاء في كتاب سليم تتعاضد تصير رواية سليم مؤيدة بما روي بطريق معتبر ولو مو بنفس العبارات ولو مو بنفس التفاصيل لكنها تنضم اليها تلك الروايات المعتبرة من حيث السند عن الامة عليهم السلام هذا واحد اثنين اذا صح ما قيل من ان ابان ابن ابي عياش قد عرضه على الام المعصومين وان زين العابدين قال هذا صحيح كله وان الامام الصادق قال هو ابجد الشيعة طبعا هنا تختلف المسالك بين من يصحح الروايات وبين من لا يصححها فاذا كان موضوع تاريخي بعد لا يضرنا ان يكون احد الطرق ليس معتبرا ما دامت القرائن ما دامت الادلة الاخرى تعضد هذه الروايات وتؤكدها فالكتاب على هذا الرأي الثاني فيه مشكلة سندية ماذا نصنع اذا نعالج كل رواية من الروايات بمفردها ونشوف ايضا اذا في عليها قرائن اذا في عليها مؤيدات نعمل بها ونقبلها وان لا فلا هذا اجمال ما ذكره علماؤنا عن هذا الكتاب الى الان الكتاب موجود ومطبوع بطبعات كثيرة واحد العلماء المحققين سيد محمد باكر الانصاري الزنجاني طبعه في طبعة محققة مع الحواشي صار ثلاثة مجلدات لكن رأى انه يصير كبير ومفصل فاختصره في مجلد واحد فقط حذف الحواشي قدر وابقى على الاصل والمتن وكتب له مقدمة مفيدة ونافعة استعرض فيها آراء العلماء قريب من تسعة وعشرين واحد من كبار علمائنا في تأييد هذا الكتاب وفي توثيقه وفي تصحيحه عدم استثنية مما ذكرنا من الموضعين وهذا الكتاب كما نقلنا هو شاهد على ما جرى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله على فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها ومن الذي ارتكبته قريش من آل رسول الله ومن اهل بيته صلوات الله عليه وعليه في هالفترة بحسب الروايات جاء سليم واخذ يسمع في المدينة كلاما غير طبيعي انه تم الهجوم والاقتحام على بيت الزهراء عليها السلام معقول هذا الشيء يصير هذا بيت كان رسول الله مدة ثلاثة اشهر في رواية ستة اشهر في رواية تسعة اشهر كما نقل السيوطي جلال الدين وهو من كبار علماء مدرسة الخلفاء قال ستة اشهر كان رسول الله يقرع باب علي وفاطمة وقت الصلاة ويقول الصلاة الصلاة يا اهل البيت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا هذا البيت بيت رسول الله بيت اهل البيت المطهرين اي واحد اذا يريد يجي يدخل بيت انسان عادي يحتاج لاستئذان يدخل او ما يدخل كيف يمكن ان يصنعوا هكذا في بيت رسول الله هذا والعهد قريب والكلم رحيب والجرح لما يندمل استوى رسول الله صلى الله عليه المرء يحفظ في ولده هذا الامر خلاه حسب التعبير دايخ ما يقدر يستقر فاراد ان يسأل عن الحادث وكيف جرت قيل انه جاء الى سلمان وقد روى في كتابه عن سلمان وعن علي وعن ابي ذر وعن امثالهم فجاء الى سلمان وكان في بستان له يعمل فقال يا سلمان اصحيح ما يقوله الناس انهم هجموا على باب بيت فاطمة يقول الراوي فرمى سلمان المسحات من يده وجلس ناحيا ناحية ووضع رأسه مطرقا فقال بلى لقد فعلوا ذلك انشد هذا الشاعر هذا المعنى: قال سليم قلت يا سلمان هل هجموا ولم يكن استئذان نسألك اللهم وندعوك باسمك العظيم الأعظم العز الأجل الأكرم يا الله اغفر لنا ذنوبنا كفر عنا سيئاتنا آمنا في أوطاننا لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا ولا تفرق بيننا وبين محمد وآله طرفة عين فاضل اللهم إخواني السامعين فردا فردا قضي اللهم حوائجهم واشف مرضاهم لا سيم المرضى المنظورين ومن أوصانا بالدعاء وتقبل اللهم عمل المؤسسين بأحسن القبول إلى أرواح موتهم وموت السامعين نهدي ثواب الفاتحة تسبقها الصلوات
مرات العرض: 5714
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4463) حجم الملف: 137782.96 KB
تشغيل:

كتاب الاحتجاج دعوة لمؤسسة للمناظرة
أبو طالب والد الأئمة وناصر النبوة