من آثار التحديث الاجتماعي الخطرة
كتابة الفاضلة زهراء محمد
قال الله العظيم في كتابه الكريم (لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
من خلال هذه الآية المباركة يتمحور الحديث حول بعض آثار التحديث الاجتماعي الخطرة على الأخلاق وعلى الإيمان وعلى الأسرة ...
*مفهوم التحديث الاجتماعي...؟
التحديث الاجتماعي قد يقترن أحياناً في التعبير مع الحداثة مع أن الحداثة تختلف عنه باعتبار أنها ناظرة إلى الجانب العلمي والفلسفي والنظري أي أنها تتولى الأفكار واستخدام العقل في مساحة أوسع وأكبر وهذا ينتهي إلى الفردانية وإعطاء الفرد مساحات أوسع في المجتمع، إضافة إلى بُنية الدول التي تعني على أي الأنظمة هذه الدول تسير وماهي الأنظمة الأفضل لها، وكما يُقال بأن العالم الغربي اليوم يعيش عالم ما بعد الحداثة.
أما التحديث الاجتماعي فهو عبارة عن انتقال المجتمع من مرحلة إلى مرحلة أخرى وبالنظر إلى حالة المجتمعات في العهد السابق يتبين هذا المعنى حيث كانت تعيش أغلب المجتمعات البشرية مرحلة البداوة بوسائلها وأساليبها وطرق عيشها، ثم بعد ذلك انتقلت إلى المرحلة الزراعية فأصبحت الحياة أكثر رفاهية وتحسنت وسائل الإنتاج ونمى فيها أنظمة اجتماعية أصبحت قادرة على الاستفادة من معطيات الطبيعة بشكل أفضل وبعد ذلك انتقلت هذه المجتمعات إلى المرحلة الصناعية ولعلّ الغالبية العُظمى من العالم اليوم يعيش في هذه المرحلة.
أثر التحديث الاجتماعي...
أصبح الإنسان اليوم يتمتع برفاهية وراحة أكثر على جميع الأصعدة سواء كان ذلك على المستوى التعليمي أو الصحي أو نظام وطُرق المواصلات وحتى على الصعيد الشخصي وذلك بفضل ما توفرت له من وسائل الإنتاج التي كانت نتاج الحضارة والصناعة والتقدم التقني ومن الأمثلة الواضحة على ذلك التقدم في نظام وطرق المواصلات هي شعيرة الحج حيث كانت الأجداد في السابق يمتد الوصول بها إلى أشهر وربما لا يتوفر لهم الأمن ولا الصحة وربما لا يعودون، أما اليوم أصبح الذهاب إلى حج بيت الله الحرام سهل مُيسر في غضون الستة أيام يرجع الإنسان سالم مُعافى.
*كيف يحدث التحديث الاجتماعي...
إن تحديث المجتمعات يحدث غالباً عبر قرارات سياسية، فالبعض منها يحدث بصورة غير مدروسة وصادمة للمجتمع ومغيرة لهوية المجتمع، والبعض الآخر يحدث بصورة سلسلة تدريجية لا تتصادم بالضرورة مع هوية المجتمع.
وهناك بعض من الدول هي التي تتخذ من التحديث مسوغ على بقاء أنظمتها عبر الاصرار على تحديث المجتمع سواء كان ذلك في تحديث طرق التعليم أو المواصلات أو الصحة أو القضاء، وعلى سبيل المثال قد يأتي نظام حكومي ويُظهر الفرق في الحياة المعيشية قبل قدومه وبعدها فقد يقول لك هل لاحظت الفرق بين ماكنت عليه قبل 200-300 سنه فلقد كُنت في وضع معاشي صعب بينما الآن حينما حكم النظام الحكومي الكذائي أصبحت حياتك أفضل وتعليمك وصحتك أسمى وهكذا.
*مثال على التحديث الاجتماعي الغير مدروس...
مرَّ على البلاد المسلمة تجارب سيئة من التحديث الاجتماعي الغير مدروس تمثّلَ ذلك في تركيا أيام الحاكم أتاتورك الذي حاول تحديث تركيا بالقوة والسرعة لتكون في رأيه نسخة من أوروبا وتقدمها وكذلك ألغى الأحكام الدينية وكثير من العادات الاجتماعية وزعم بذلك أنه سيجعل هذا البلد مُلتحق بركب الحضارة والتحديث على الطريقة الغربية.
وأيضاً من البلاد التي تعرضت للتحديث من هذا النوع إيران أيام البهلوية وفي مصر كذلك وكثير من أنحاء العالم الإسلامي الذي تعرض إلى مثل هذا التحديث المجتمعي مما أدى إلى اصطدام بين الجهات الحاكمة وبين الحالة الدينية في ذلك المجتمع المسلم في تلك المناطق.
*إن تحديث المجتمع مطلب طبيعي يتوافق مع الرأي الحصيف للعُقلاء ولا يمكن رفضه إلا من قِبل فِئة غير عاقلة فلا يمكن تصور بقاء الإنسان على استخدام طُرق المواصلات القديمة أو طريقة التعليم التي كانت قبل 200 إلى 300 سنة وعلى العلاج القائم في تلك الفترة أو حتى على الأنظمة القضائية والسياسية التي كانت في تلك الأزمنة القديمة ولكن ينبغي أن يُنظر إلى ألا يصطدم ذلك التحديث مع الهوية التي تُشكل المجتمع والحالة الدينية التي يعيشها.
*التحديث الاجتماعي وهشاشة المجتمع...
إن انهيار المجتمع في قيمه وأخلاقه لا يرتبط بالضرورة مع تحديث المجتمع وتطوره بل على العكس من ذلك فقد يكشف لنا تحديث المجتمع عن هشاشة وضعف المجتمع بحيث أثّر فيه هذا التطور والتغيير الذي حدث، إيضاحاً لذلك فقد يكون المجتمع مُلتزم بالحجاب مادام القانون قد فرض ذلك فإذا ما فُكَّ هذا القيد أصبح القسم الأكبر من غير حجاب ، وكذلك في فضاء الأُسرة فقد تكون قد أُحكِمت قوانينها بناء على السائد في المجتمع فإذا ما توسعت قوانين المجتمع وأصبحت الحُرية تُمارس بشكل أوسع تنفلت هذه الأُسرة الضعيفة وهذا ما يُدلل على أن هذه القوانين إنما بُنيت على أساس الخوف من العصا والعقوبة ولم تكن مبنية على أساس أخلاقي أو ديني ،وهذا أيضاً يُفسر بعض الحالات التي تظهر في المجتمعات المسلمة المحيطة التي أثبتت أن مُجتمعاتها لم تكن مُلتزمة عن إيمان ولا مُتدينة عن وعي قويّ، وإنما كان ذلك الالتزام بسبب تَسلط العصا فإذا زالت تراخت المجتمعات في تطبيق الأخلاق والأحكام.
*بعض الأمثلة...
1/ قال تعالى (لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ)
إن من المناسب جداً أن ينتبه الإنسان إلى لفظة الخبيث والطيب في هذه الآية المباركة حيث أنهما لا يتساويان فإن المعنى الظاهري للفظة الخبيث والطيب واضحة ويُدركها الأغلب فالطعام الساخن النظيف لا يتساوى مع فاضل الطعام الذي يوضع في القُمامة وكذلك الطيبات من الفاكهة لا تتساوى مع الفضلات التي تخرج من الإنسان.
إن قلب الموازين وتُصوير الخبائث على أنها طيبات حتى تُصبح حالة طبيعية وسائدة لهو أقرب إلى تزييف المعاني وقلب الحقائق فحينما تُطلق المرأة شعار (أنا جسمي مُلكي) أُسدلُ ستار عليه كيفما شئت وأكشفه لمن شئت وأتصرف فيه بما أشاء فهي بهذا قد تكون تمثلت بشعار المثليين الذي أصبح اليوم في العالم الخارجي والعالم الإسلامي وراء تسويقه باعتباره تطور وتقدم وهو في حقيقته تلميع وتزوير لخباثة اللواط والسحاق فالخبيث يبقى خبيث ومُحرم من قِبل الله تعالى حيث يقول (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ ) وفي آية أُخرى (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)
واللواط والسُحاق هو إحدى هذه الفواحش التي حرمها الله سُبحانه وتعالى ففي حين هي من المُحرمات الثابتة تتوارى الأخبار اليوم بأنها تُقنن في بعض أنحاء العالم الغربي كأمر قانوني ورسمي باعتبار أن الرجل مع الرجل والأنثى مع الأنثى يتعايشان كزوجين ولا حاجة لأن يختلف الجنس عن الآخر.
ولكن يبقى القرآن الكريم يقول (قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ) وشيوعه وقانونيته التي تتضح من خلال ما يخدم هذا الحق الذي يُطلقون عليه بحق المثليين في العيش الآمن حيث يتظاهر مجموعة كبيرة من الناس في يوم معين من أيام السنة دعماً وتأييداً لهم ، وهناك أيضاً درجات أدنى من ذلك والتي قد تكون مقدمة لتحطيم بناء الأسرة وتضعيف بُنية المجتمع وهي قد لا تكون محل ابتلاء في المجتمعات المسلمة ولكن إذا لم يتم التنبه لها وإلى آثارها وسيئات ما تصنع فمن الممكن أن تفتك بالمجتمع
*أمثلة على ذلك:
1/ يقول الباري عزّ وجل (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ) ...
إن هذه الآية الكريمة توضح صورة ودور الرجل والأب القيوم والبارّ في أُسرته حيث يتولى شؤونها بالرعاية والتربية والإنفاق ليصل بها إلى برّ السعادة والاستقامة، وما نشهده اليوم من تراجع في هذا الدور أصبح يُشكل تحدي وخطر على بقاء الأسرة.
حيث أن هناك بعض الأفكار والممارسات ينطلق على أثرها الرجل في ميدان التراجع وهي حينما تكون المرأة عاملة في قطاع ما فإنه يتصور أن زوجته لابد لها أن تتحول إلى بنك استثمار فيجب أن تُنفق على نفسها وعلى البيت أيضاً فمن هذا المنطلق قد تنشأ الخلافات وربما قد يصل إلى حد التهديد بالطلاق، وقد يكون مُنطلق المِنة أيضاً صدع آخر وهو حينما يقوم الرجل بالإنفاق على أُسرته وعياله تقاطرت المنة من فمه على عيالة وكأن هذا غير واجب عليه، ومما يُثير الغرابة أن هذا الرجل الذي تقاعس عن دوره وانسلّ من وظيفته في الإنفاق على أُسرته هو ذاك الرجل الذي يطلب من زوجته أن تتحدث معه كما كانت أمه تتحدث مع أبيه وهذا فارق كبير لأن أباه كان يعتبر إنفاق المرأة على البيت عاراً ولا يمت للرجولة بصلة ، فمن باب أولى أن يُصبح الرجل الذي يطلب ذلك أن يكون هو أولاً لائقاً بالمسؤولية كما كان أباه ومن ثم يطلب أن تكون زوجته كما كانت أمه، وأن لا ينسى أن هذا التقاعس أمر معيب جداً ولا ينتمي إلى الثقافة الدينية والإسلامية.
إن الإنفاق ورعاية الأسرة وسدّ احتياجاتها هو واجب على الرجل بمقدار استطاعته ولا تُغير وظيفة المرأة وأموالها هذه المسؤولية ولا اختلاف الثقافات بين المجتمعات أيضاً ففي حين أن المرأة في الغرب كما يُقال إنها تُنفق على نفسها وعلى بيتها أيضاً فليس هناك ما يمنع ذلك في ثقافتهم وانتمائهم. نعم إن للتعاون والشراكة في إدارة الحياة الأسرية بين الزوجين صدى جميل في حياتهم وهو مطلوب أيضاً نظراً لصعوبة الحياة ومتطلباتها الكثيرة ولأن دخل كثير من الناس أصبح شحيحاً فمن الصالح للأسرة التعاون ولا معنى لكنز الأموال من قِبل الزوجة بينما زوجها يكدح ليل نهار ولا يستطيع سدّ احتياجات أسرته.
*إن التحديث الاجتماعي هو مقبول في حدّ ذاته كوسائل وكأنظمة لتنظيم الحياة مالم يكن يتخالف مع حكم شرعي أو بصائر دينية ،فإذا ما خلّفَ التحديث الغربي وجرف لنا نظام سواء سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي وهو مُخالف للشرع الإسلامي فهو حتماً مرفوض كالربا والنظام الظالم الذي يُخالف العدل في الإسلام ، وكذلك في مجال الأسرة (التزاوج المثلي ) الذي أظهره الإعلام وجميع القنوات الفضائية على أنه أمر مُستحسن ويُعد من التقدم والتطور والرفاهية ولكنه في حقيقته أمر مُخالف لجميع الأديان ولا يمثل إلا الثقافة الغربية فلا بدّ للإنسان أن ينتبه من أي الثقافات أفكاره لأن هذا في الثقافة الإسلامية يُعتبر من مصاديق الخبيث وقد شرّع الله الطيب في كتابه الكريم(لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ) وفي الحث على عدم الانجراف لذلك المسمى بالتقدم والتطور يقول الباري (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
2/ من الآثار الخطرة أيضاً التي قد تترافق مع هبات التحديث الاجتماعي والتي تشكل تهديداً واضحاً على الكيان الأسري ومن الممكن أن تفتك به هو الاستقلال الاقتصادي الذي أثّر في بعض النساء وجعلهن يستسهلن ويُقللن من قيمة الحياة الزوجية مما جعل نسب الطلاق في ازدياد حيث يتمثل لسان حال بعضهن في ( أنا الآن أمتلك مصدر رزق جيد وراتبي الشهري جاري في يدي وهو أيضاً يمثل أكثر من راتب زوجي فلماذا العراك والخوض في أحاديث الاستئذان للدخول والخروج وانتظار رأيه في أمر ما ..لا هذا لم يعد يُناسبني نفترق هو خير لي)
وعلى جانب آخر يعظم البلاء إذا تحوّلت النساء اللاتي لم يوفقن في الحياة الزوجية أو بعض الأزواج أيضاً إلى تجمعات مُحرضه ومُزينه للطلاق والانفصال الزواجي باعتباره حرية كما يزعمون فإذا بهم يفتون في الذروة والغارب ويشحنون بكلامهم أو كلامهن الطرف الغير مُنسجم مع شريكه لينال الحرية في جميع جوانب الحياة سواء كان ذلك على مستوى مسؤوليات وأعباء المنزل واعداد الطعام أو غسيل ملابس أو الخروج والدخول في أي وقت شاءت أو شاء.
إن من يفعل هذا الفعل القبيح ستكون عاقبته وخيمة وسينال ضربة من الله عزّ وجلّ لأنه ساهم في هدم بيوتات الآخرين وكانت له اليد في إفساد حياتهم الزوجية كما أنه بفعله هذا شارك في تخريج وصناعة مجرمين في المجتمع حيث أن هذه الأسرة التي تفككت سيتربى بناتها وأبنائها خارج نطاق الأسرة المستقرة وسيفقدون رابطة الوالدين مما يعني فقد العطف والحنان والاستقرار النفسي وبالتالي ربما سيتلقفهم أفراد السوء وإلى الضياع.
فلا بُدّ من الانتباه والحذر كُل الحذر إلى هذا الأمر الخطير وعواقبه الغير محمودة فإن المرأة أو الرجل الذين لم يوفقوا في حياتهم الزوجية لا يعني أنهم يشتغلون بغيرهم في التحريض على الطلاق أو التطليق (تطليق المرأة نفسها) الذي أصبح الآن سهلاً ميسراً، فإن ذلك من دواعي تحطيم الكيان الأسري الذي هو حافظ لكثير من الناس والقيم والإيمان فإذا به أصبح مهلهلاً ضعيفاً يُخترق بأدنى شيء.
*الاغتصاب الزوجي في الثقافة الإسلامية...
يندرج مُصطلح الاغتصاب الزوجي تحت الثقافة الخارجية وهو من القضايا التي لم تصل إلى بلادنا المسلمة ولكنها أُثيرت في بعض البلاد المسلمة.
*ما هو المقصود بالاغتصاب الزوجي؟
إن عدم رغبة المرأة في اللقاء الزوجي يكون مدعاة إلى الرجل في عدم أخذ هذا الحق فإن أخذه بالرغم منها سُميّ ذلك بالاغتصاب الزوجي كما هو الحال بالنسبة لامرأة أجنبية.
إن مثل هذه الأفكار التي يُبشرن بها الداعيات النسوية كما يُطلق عليهم هم أصحاب هذا الاستيراد الثقافي الأجنبي الذي بنظر القرآن الكريم هو من الخبيث.
*رأي الإسلام فيما يُسمى بالاغتصاب الزوجي؟
أقرَّ الإسلام في الحياة الزوجية أن لكلا الزوجين حقوق، فالزوجة لها حق على زوجها والزوج أيضاً له من الحقوق على زوجته ومن ضمنها حق التمكين إلا إذا كانت معذورة شرعاً كأيام الحيض مثلاً أو معذورة عُرفاً كأن تكون مريضة أو مُتعبة تعباً شديداً هذه الحالات تُمثل استثناءً، أما في غير تلك الحالات يكون للزوج حق التمكين من زوجته شرعاً.
إن مراعاة حال الزوجة ورغبتها من قِبل زوجها هو مما يوصي به الإسلام حيث لا ينبغي أن يكون الزوج أنانياً في رغبته وشهوته بل على كل طرف مراعاة حق الآخر.
إذاً الاغتصاب الزوجي لا أصل له ولا فرع ولا يؤيده الدين ولا العُرف أيضاً ولا يَمُتّ للاغتصاب بصله لأن الآخر معناه أن يأتي شخص شهوته في غير الوجه الشرعي بالقوة والإجبار بينما العلاقة الزوجية فإن الزوج يأتي زوجته بوجه شرعي.
فلا بُد للانتباه لمثل هذه الأفكار والدعوات الباطلة التي تُزين الباطل وتُزيف الحقائق بغير أسمائها كالتي تدّعي بأن الحجاب هو قرار شخصي قطعا هو ليس قرار شخصي بل هو واجب ديني والتي تتخلى عنه تكون عاصية لله عزّ وجلّ وكذلك اللواط والسحاق تم قلب معانيهم الحقه التي أقرّها القرآن الكريم إلى باطل يُسمى بالمثلية وتعدى إلى أن هذا الميل الجنسي إنما هو في راجع إلى خلل في الجينات وهذا كذب من الناحية العلمية والطبية ولا يحصل إلا في حالات نادرة جداً ويعتبر مرض ينبغي العلاج منه لأن الله سبحانه وتعالى لم يخلق جنس يميل كل منهم إلى نفس جنسه .
ختاماً هذه الدعوات والأفكار هي مما قد يترافق مع التحديث الاجتماعي فلا بُدّ من التنبه لخطرها والوقوف أمامها بشكل واضح وصرح ونسأل الله تعالى أن يقي مجتمعاتنا من هذه المشكلات والآثار الخطرة حيث أن هذه المجتمعات هي من أتباع الطيبين ولا يليق بهم إلا الطيب فحينما يأتي نداء الباري (حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) فهذا هو الموعد الحق من الله تعالى لمن يقتفي أثر الطيبين في حياته وهم محمد وآل محمد فالجنة موعده فالطيب لا يليق به أن يتعلق بالخبيث في هذه الحياة الدنيا .
تمت بحمد الله وكرمه... وصلى الله على محمد وآل محمد
|