نقل الشريف الرضي رضوان الله عليه في كتابِ نهج البلاغة عن علي عليه السلام من كتاب له إلى بعض عماله فقال: إني كنت أشركتك في أمانتي و جعلتك شعاري و بطانتي و لم يكن رجلٌ من أهلي أوثق منك في نفسي لمواساتي و مؤازرتي و أداء الأمانة إلي فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب و العدو قد حرب و أمانة الناس قد خزيت قلبت لابن عمك ظهر المجن ففارقته مع المفارقين و خذلته مع الخاذلين و خنته مع الخائنين فلم لابن عمك آسيت و لا الأمانة أديت . هذا الكتاب وقع محلاً للكلام بين الرجاليين و المؤرخين و أنه من المقصود به عندما وجهه أمير المؤمنين سلام الله عليه البعض بل أدعى عدد من الباحثين أنه المشهور قالوا أن المقصود من هذا الخطاب و المخاطبة في هذا الكتاب هو عبدالله ابن عباس والي الأمام و تلميذه الذي تحدثنا عنه فيما سبق من الليالي و لا ريب أن أمير المؤمنين عليه السلام كان شديداً في أمر ولاته و أمانتهم إلى حد أن الإمام عندما سمع عن أحد ولاته و هو عثمان ابن حنيف الأنصاري إنه استجاب إلى دعوة أحد الأغنياء مجرد استجابة إلى دعوة أحد الأغنياء فذهب إلى ذلك المكان و أكل فيه هذا العمل مع أنه ليس حرام شرعاً أن يستجيب إنسان إلى دعوة غنيٍ حتى لو كان والياً إلا أن الأمام أخذ جانب التهذيب الأخلاقي إلى هذا الرجل و أرسل إليه رسالة جاء: فيها و ما ظننت أنك تجيب إلى دعوة قوم عائلهم يعني الفقير عائلهم مجفوٌ و غنيهم مدعوٌ يعني هذه مائدة المفروض أن يطعم فيها الفقراء و المحتاجون هؤلاء يطردون الأغنياء الذين لا يحتاجون إلى الطعام هم المدعوون و أنت يا والي الأمام تكون في مقدمة هؤلاء ثم قال له إلا و أن لكل مأموم أمام يقتدي به و يستضيئ بنور علمه إلا و أن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه و من طعمه بقرصيه إلى غير ذلك فأنت تلاحظ في مراقبة الامام أنه حتى في هذا العمل المباح كان يلاحظ ولاته و يوجههم و يهذب أخلاقهم و هذا من الأمور الواضحة في أمير المؤمنين عليه السلام فهل هذا الكتاب الذي جاء فيه أن الأمام وجهه إلى واحد من عماله هذا العامل كان قريب منه و من أبناء عمومتيهِ و كان من بطانتهِ و ممن يُستعان بهم مع ذلك قام هذا الوالي بحسب هذا الكتاب فيما بعد بعدَ أن غدر الزمان بالأمام و تغيرَ عليه و انقلب عليه هذا أيضاً الوالي انقلب و أخذ الأموال و فيما بعد الكتاب تفصيل يقول و فلما امكنتك الشدة في خيانة الأمه أسرعت الكَره و عاجلت الوثبة و اختطفت ما قدرت عليه من أموالِهم المصونة لِأراملهم و أيتامِهم اختطاف الذئب الازلي دامية المعزى الكسيرة فحملته إلى الحجاز كأنك لا أباً لغيرك حدرت إلى أهلك تراثاً من أبيك و أمك ويحك سبحان الله أما تؤمن بالمعاد أما تخاف نقاش الحساب ؟ إلى آخر ذلك الكتاب ، فهذا الخطاب لمن ؟ إذا كان لابن عباس فكيف كان ابن عباس في هذه المنزل العظيمة التي تحدثنا عنها و هو خائنٌ للمال أخذ بيت مال المسلمين و ذهب يلعب به في مكة المكرمة و إذا لم يكن هو ابن عباس فكيف يقول الامام رأيت الزمان على ابن عمك و انت من قرابتي و بطانتي و ممن انتصر به إلى غير هذا و هذا موضوع من المواضيع التاريخية التي عُرفت بقضية ابن عباس و أموال البصرة اذا كان ابن عباس هو الذي أخذ الأموال هذه فما قيمته إذاً حتى واحد يخليه في أعلى الدرجات ؟ رجل يكون قد سلب هذه الاموال و تكلم عليه الامام عليه السلام و يقول له ويحك اما تؤمن بالمعاد اما تخاف سوء الحساب ؟ في هذا الموضوع يوجد عدة آراء ، الرأي الأول : يقول إن هذا الكتاب بالفعل موجه الى ابن عباس عبدالله ابن عباس و هذا زعم بعضهم كما في العالم الجليل الشيخ علي ابن ميثم البحراني و هو عالمٌ محققٌ و فحلٌ من الفحول مدفون في البحرين عنده 3 شروح على نهج البلاغة الصغير و الوسط و الكبير يقول هو ابن عباس و هذا هو المشهور عند الناس و قد عبر عن هذا أيضاً الموقف المرحوم الشيخ محمد جواد مغنيه ، الشيخ محمد جواد مغنيه أحد الكتاب المكثرين من التأليفات النافعة و كان في أيام السبعينات و الستينات كتبه في الدرجة الأولى في المطالعة كانت تغطي الساحة و كانت تُعبأُ فراغاً مهماً يقول في كتابه أيضاً عنده شرح نهج البلاغة يقول ابن عباس هو حبر الأمة علماً و معرفةً و لكنه ليس معصوماً فارتكب مثل هذا الخطأ و الإمام أيضاً أرسل له هذه الرسالة ..هذا الرأي الأول غالب أيضاً الاتجاه في مدرسة الخلفاء ينظر نفس النظرة أن هذه الرسالة موجهه إلى ابن عباس من علي بن أبي طالب . الرأي الثاني اختار التوقف أنه أنا ما عندي موقف جازم و من هؤلاء صاحب البحار العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه المتوفى حدود سنة 1104هـ هذا الرجل طبعاً صاحب البحار غير إنه جامع للبحار و هو عملٌ مُهمٌ جداً كان محققاً الرجل ليس فقط على طريقة قص و لصق ، و نسخ و لصق لا لما تجي مطالب تستحق التحقيق التاريخي يروح فيها مطالب في قضايا العقائدية يروح فيها شبهات يروح فيها قضايا فقهيه يناقشها و الرجل عالم مليء فلما يمر في هذا الموضوع يقول أنا متحير في هذا الأمر أن قلت هذا الخطاب و هذا الكتاب موضوع على الإمام عليه السلام صدني عن ذلك ما نقله كُتاب السير، كُتاب السير كلهم جابوا هذا الكتاب و الرسالة و اذا قلت هذا الكتاب الى الامام علي و المقصود منه عبدالله ابن عباس صدني عن ذلك ما اعلمه من شدة ولاء ابن عباس لعلي و ملازمته له الى آخر حياته فهذا الذي يجعلني أتوقف فأنا في المسألة من المتوقفين هذا رأي ثاني . رأي ثالث ذهب إليه فريقٌ من العلماء و هو الجزم بأن هذا الكتاب ليس صحيحاً نسبته إلى علي عليه السلام و لو فرضنا أنه صحيح الانتساب للامام فقطعاً ليس المقصود منه عبدالله ابن عباس و إنما أي شخص آخر أما أصل الكتاب هذا ليس صحيح نسبته إلى الامام و إلا اذا فرضنا صحته فليس المقصود منه ابن عباس قطعاً و ممن ذهب الى هذا المعنى كثيرون مثل السيد ابن طاووس الحسني استاذ العلامة الحلي هذا السيد الجليل توفي سنة664 هـ و هو أستاذ جمهرة من العلماء العلامة الحلي و والده و غيرهم ، و ممن ذهب الى هذا القول أيضا العلامة الحلي نفسه و الشهيد الثاني ، و ذهب إليه من قريبي العصر الامام الخوئي أعلى الله مقامه في معجم الرجال و الآيه العظمى الشيخ الدُستري الشيخ محمد تقي الدُستري هذا الرجالي الناقد المحقق توفي خلال ال25 سنه الماضيه و غير هؤلاء ، هؤلاء ذهبوا الى انه لا يمكن ان يكون هذا الكتاب من علي في شأن ابن عباس و ان ابن عباس غير مخاطب بهذا الخطاب اما لان اصل هذا الكتاب غير ثابت النسبة للإمام و إنه موضوع عليه و أما على فرض أنه له لا يمكن أن يكون لابن عباس و استدلوا على آرائهم بجملة وجوه نعرض عليها بشكل مختصر ليكون هذا تكملة للحديث عن شخصية ابن عباس التي عرضناها قبل عدة ليال أول كلام قالوا أن هذا الكتاب ينتهي في نسبته إلى شخصين و كلا الشخصين ليسا معتمدين في مدرسة أهل البيت عليهم السلام فأن ما جاء في كتب أتباع مدرسة الخلفاء ينتهي إلى الزهري محمد ابن شهاب الزهري و الزهري الذي كان معاصر للإمام السجاد لم يكن على خط ولاية اهل البيت و انما كان على خط ولاية بني اميه و كان ممن ارتضخى في أموالهم و أصبح قاضياً لهم و مؤدباً لأبنائهم و عاش في قصورهم هذا الرجل عندما ينقل أن علياً كتب إلى ابن عباس هذا الكتاب هذا ليس بحجة لماذا ؟ لأنه أموي الاتجاه و ابن عباس كان شوكة في عيون الامويين لاسيما بالنسبه إلى معاويه كان ابن عباس بمثابة الشوكة في عيونهم و بالتالي ليس من المعقول ان يأتي شخص من ضمن هذه الأجواء الامويه و ان يمدح ابن عباس لابد أن يذمه فهذا الرجل الزهري ليس من تلك الشخصيات المعتمدة بالوثاقة في مدرسة أهل البيت عليهم السلام و إنما هو أموي الاتجاه و من كان هكذا فلا يتوقع منه أن يحسُن الظن أو أن ينقل شيئاً حسناً في حق ابن عباس و انما ينقل الشيء السيء و هو في هذا مُتهم انت الآن اذا واحد من اعدائك جا و نقل عنك كلام الناس عادة تخلي علامة استفهام لكن لو ما كان عدوك كان صديقك كان محب لك هالعلامه تزول العدو عادة يريد أن يشوه صورة و سمعة عدوه الأمويون و من كان في خطهم كالزهري لا يسرهم أن يكون ابن عباس في تلك الصورة الناصعة في تاريخ الإسلام فهذا اذا قلنا الذي نقل هذا الكتاب من الأفق السني ، لما تأتي الى الأفق الشيعي تلاحظ ان اصلها هذه منقول في كتاب رجال الكشي عمر ابن محمد الكشي رضوان الله تعالى عليه من علمائنا هذا ممن توفي سنة 350 هـ عنده كتاب رجالي يعني يجيب مثلاً اسم الرجل افرض ابن عباس فينقل كل ما وصل إليه من الروايات حول هذا الشخص سواء كانت تذمه أو تمدحه ما يعطي فيها رأي ما يقول النتيجه هذا زين او مو زين ثقه او مو ثقه كأنما مخليه للعلماء فيما بعد يبحثونه يجيب مختلف الروايات يحضرها و يروح إلى غيره لذلك حتى زُراره أيضاً جاب الروايات التي فيها مدح له و الروايات التي فيها ذم له بعدين العلماء يجون يصفون هذه القضية يُبحثون يعطون فيها رأي بين قوسين أريد أشير إلى هذه النقطة قسم من هؤلاء الطائفيين الذين يُحاجِجُون الشيعة يقولوا شوف الكشي أعظم رِجالِييكم و أقدم رِجالِييكم يقول فلان ابن عباس خائن و المختار كذاب و زُراره ملعون و فلان هذا نوع من التدليس الي ما يعرف القضية تمشي عليه هو لا يقول بهذا و إنما هو جاب مختلف الروايات و لم يعطي رأياً أصلاً فيجيب كل الروايات الواردة هالجهه الإيجابية و هالجهه السلبية و يمشي عنها ما يقول بالنتيجة هذا عندي ثقه او لا اصدق هالروايه أو لا أصدقها العلماء المختصون فيما بعد يجون يبحثون هالموضوع هذا ، بينما الرجل من الطائفيين يقول شوف أعظم رِجالييكم قال هذا كذاب و ينقل الروايه التي فيها انه كاذب يقول هذا الرجل ملعون و ينقل الروايه التي فيها لعن ليش ما نقلت باقي الروايات ؟ هذا اجتزاء الأمر فيه نوع من التدليس الحاصل هذا الرجل العالم الجليل نقل روايه التي تنتهي الى هذا الكتاب أنه حدثني رجلٌ من أهل اليمامة عن معلى ابن هلال عن الشعبي أن علياً كتب لابن عباس هذا الكتاب و جاب هذا الكتاب تجي تقول هذا الرجال الذي فيه رجل من اهل اليمامه من هو هذا الرجل ؟ ماهي صفته ؟ ما هو اسمه ؟ ثقه او غير ثقه ؟ فتسقط الروايه مثل تقول أخبرني واحد من أهل الرياض من هو هذا ؟ صادق كاذب معروف غير معروف ؟ عادةً إذا رواية من هذا النوع فوراً تسقط لأنها مجهولة الراوي لازم تجيب شخص من قال لك و هذا الشخص كاذب او صادق هذا أولاً ، ثانياً عن معلى ابن هلال من هو معلى ابن هلال ليس مذكور في كتب الرجال ، الطامة الثالثة الشعبي كان منحرف عن أهل البيت عليهم السلام و عن خصوص أمير المؤمنين عليه السلام إلى حد إنه نقل عنه أنه قال نزل علي ابن أبي طالب حفرته و لم يحفظ القرآن ،علي ابن أبي طالب الذي القرآن معه و هو مع القرآن و الحق معه و هو مع الحق يدوران حيث ما دار و هو الذي باب مدينة العلم و باب مدينة الحكمة و باب مدينة الفقه و علمني ألف باب من العلم هذا إلى أن مات عند الشعبي لم يحفظ القرآن و يكفيك اذا كان هذا نظره في علي ابن ابي طالب عليه السلام كيف سيكون نظره في أصحاب علي المخلصين فهؤلاء في البداية يقولوا مثل هذه الروايه ما دامت ذاك طريقها الأول الزهري أموي هذا طريقها الثاني و لو واحد شيعي نقل عنه الشعبي الذي عداوته الى الامام بهذا المستوى فلا قيمة لهذه الروايه نهائياً هذا أول مرحله . المرحلة الثانية لو افترضنا أن هذا الأمر صار و قلنا نعم هذا الكتاب كتب من علي لا يمكن أن يكون مقصود به ابن عباس لماذا ؟ لان الكلمات الموجوده فيه هنا لا يمكن أن تتناسب مع مقامِ ابن عباس هذا الذي يقول له ويحك أما تؤمن بالمعاد أما تخاف نقاش الحساب أنت خائن أنت ماخذ الأموال أنت سارق أنت كذا أين هذا الكلام و أين دعاء النبي له اللهم فقهه في الدين و علمه التأويل و أين كلام الإمام علي الذي يقول له أنا اعرف بك حين بعثتك و كان لسانه المفاوض و طرفه المناقش في كل وقت و هالمنزلة هذه التي لشدة ولائه و ملازمته و انتمائه لأمير المؤمنين معروف حتى لقد قال سيد ابن طاووس الحسني رضوان الله تعالى عليه يقول ليس فقط هذه الروايه لو جاءت لو ألف روايه من الروايات من هذا النوع تجي لا نقبلها في ابن عباس و انما كان يتطرق اليها التهمه لأنها تصادم ما هو معلوم من حسن ولاءه و ملازمته و قوة علاقته بالامام فكيف بمثل هذه الروايات الركيكة الضعيفة و انما وضعت مثل هذه الروايات حسداً كما قال الشاعر حسدُ الفتى اذ لم ينال سعيه فالناس أعداء له و خصوم كظرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً و بغياً انه لذميم ، و هي حالة حسد لموقع ابن عباس و تجني عليه و لانقبل مثل هذه الروايات لما يجي مثل الشهيد الثاني يقول و لقد اورد الشيخ الكشي روايات في ذم ابن عباس كلها ضعيفة السند سقيمة السند يجي مثل الامام الخوئي في معجم الرجال فيقول و السبب الوحيد لوضع هذه الاخبار الكاذبة هو شدة ولائه و ملازمته لعلي ابن ابي طالب فانه كان يعني ابن عباس ممن يقنت عليه معاويه بعد الصلاه يقول اللهم العن علي ابن ابي طالب و ابن عباس و فلان و فلان فيقرنه وياه هذا منزلته بهذه الدرجه و اما الشيخ الدُستري رحمة الله عليه هذا عنده قاموس الرجال فيه 22 مجلد من المجلدات الضخمه يقول لو قال احد ـ التفت الى هذا رجل دارس حياة أكثر من 15 ألف راوي من الرواة ـ لو قال احد ان افضل رجال الإسلام بعد نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم و بعد الائمة الاثني عشر و بعد حمزة و جعفر لو قال أن أفضل رجال الإسلام بعد هؤلاء ابن عباس لكان في ذلك محقاً و لم يكن بعيداً يعني استثني النبي و الائمه و حمزة و جعفر بعد هؤلاء أفضل شخصية إسلامية في رأي هذا العالم المتتبع هو ابن عباس كيف يتفق هذا مع كلام انك لا تؤمن بالمعاد و لا تؤمن بيوم الحساب و انك انسان خائن و انك انقلبت علي و ما شابه هذا اولاً يعني منزلة ابن عباس الحقيقية تخالف هذا الكتاب و نسبته اليه هذا واحد من الأمور ثانيا الحوادث التاريخية الموثقة و المؤكدة تمنع ان يكون هذا الخطاب و الكتاب موجهً إلى ابن عباس لماذا ؟ يقول هؤلاء ابن عباس من الثابت انه بقي والياً للإمام علي على البصرة إلى يوم شهادة الامام عليه السلام بل بقي بعد ذلك في الأشهر التي كانت زمان خلافة الامام الحسن المجتبى عليه السلام مكث بعض الشهور إلى أن صارت قضية الصلح و المهادنه و كان هو الخليفة الشرعي بقي ابن عباس حتى في زمان الامام الحسن والياً على البصرة ، طيب نحن نقول ان علي ابن ابي طالب لا يقبل من الوالي ماله ان يتغذى او يتعشى عشا دسم مع جماعه و يعاتبه يخلي واحد من ولاته يأخذ مئات الآلاف من الدراهم يتكلمون هكذا مئات الآلاف من الدراهم يأخذها يخليها في جيبه و يخليه على منصبه و على عمله الى حين شهادة الامام ؟ لا يعملها الامام ، الامام الي جابت له امرأه خبر عن أن الوالي في منطقتهم يظلمهم و الامام تحقق له هذا الأمر فكتب كتاباً بيد هذه المرأة كتاب العزل قال له اذا وصلك كتابي هذا فاعتزل عملنا حتى يأتي من يقبضه منك ، ظلامة امرأة هكذا تسوي كيف مئات الآلاف من الدراهم و يبقيه الامام الى آخر أيام حياته ما يغيره ما شيله ما يقيم الحد عليه ما يسترجع الأموال منه ؟ هذا راح الى مكة المكه كانت تحت يد الامام راح الى المدينة المدينه كانت تحت يد الامام و سلطتهِ أين يروح بالتالي فيقول لك هذا الحدث التاريخي الموثق يكذب أن يكون ابن عباس هو المقصود من هذا الخطاب و من هذا الكلام بلكثر من هذا يقول لك ابن عباس كان مقرباً للإمام عليه السلام و مستقبلاً من قِبلِه باستمرار و مرحباً به إلى حد أنهم ذكروا أن الإمام عليه السلام في أواخر حياته و بعضهم قال في نفس السنة التي استشهد فيها الإمام كان بعض الليالي يفطر في بيت كان لعبدالله ابن عباس بعض الليالي يذهب الى الامام الحسن و بعض الليالي إلى الامام الحسين و بعض الليالي إلى بناته و بعض الليالي كان يذهب و فيفطر مع ابن عباس و في تلك الفتره شهد ابن عباس خطبة الامام الشقشقيه المعروفه انا و الله لقد تقمصها ابن ابي فلان و انه يعلم ان محلي منها محل القطبِ من الرحى ينحدر عني السيل و لا يرقى الي الطير لما يواصل الامام و يكمل يقول فقام رجلٌ من أهل السواد إليه و أعطاه رقعه أهل السواد العراق الريف و أعطاه رقعه فقرأها الامام يمكن حاجه يمكن مسألة شرعيه يمكن طلبه من الطلبات فقرأ فيها و بعد ذلك سكت فقام ابن عباس و قال له يا أمير المؤمنين هلا اطردت خطبتك من حيث وقفت كمل افتح باقي الملفات بعد اتحدث عن هذه الأمور التي انت كنت مخفيها إلى مثل هذا الوقت فقال له يا ابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت و لذلك سميت بالخطبة الشقشقيه شقشقه فيضة نفس كلام من الداخل انا كاتمنه الآن صار الوقت الذي اتحدث فيه هالمقدار يكفي فقط فكان على هالمستوى من العلاقة إلى أواخر أيامه هذا اذا كان سارق و مجرم و غير ذلك كيف يسمح له الامام في مثل هذا الموقع هذه نقطة أخرى ، نقطة ثالثة يقولوا مثل هذه القضية فضيحه بجلاجيل مثل ما يسمونها لو كانت عند احد كان أي شخص من أعداء ابن عباس بل من أعداء أبنائهِ يشيلها رايه و علم ما شفنا هذا الكلام موجود لا معاوية تكلم لان معاوية بقي بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام 20 سنه حاكم و صراعه الدائم مع ابن عباس باستمرار الناقر حسب التعبير بينهما ما في و لا مره معاوية جاء قال له أنت ما تستحي على وجهك مثلاً ما خذ هالأموال و هذا ابلغ طعن يمكن ان يوجهه معاوية لابن عباس لو كان قد سرق شيئاً هو هذا لا يوجد في التاريخ و لا موضع واحد ان معاوية ذكر لابن عباس انك اخذت او استوليت او ما شابه ذلك و لو كان هؤلاء يبحثون عن المثالب يبحثون عن العيوب اترك هذا عند صراع العلويين مع العباسيين العباسيون سنوا سنةً سيئة و هي انه نقلوا الصراع السياسي فيما بينهم و بين بني الحسن محمد النفس الزكية حفيد الامام الحسن و اخوانه نقلوه الى الأجداد فقالوا علي ابن ابي طالب ما عنده قدرة على الإدارة علي ابن ابي طالب أبوه كافر علي ابن أبي طالب لم يقدر يفعل شيء نازع الخلفاء الأوائل من دون حق نفس النغمات هذه كرروها، بنو الحسن أيضاً في الرد عليهم تعرضوا إلى أن العباس كان تابعاً لعلي ابن ابي طالب ما كان يدعيها لنفسه العباس و بالتالي نحن أحق بها منكم لأن جدكم الأكبر ما كان يطالب بها من جدنا الأكبر و هو عليٌ لكن في هالأثناء كانت عندهم نقطة قوه لو كانت حقيقيه بنو الحسن قالوا نعم انتو ما تستحوا على وجهكم جدكم كان سارق و اخذ الأموال و شرد بها و هذا كان مطعن لو كان صحيحاً كان مطعناً كبيراً و قوياً ضد العباسيين لأن انتو ليس فقط انتو سراقين ابوكم أيضاً كان سراق ليس فقط انتو تأخذون بيت مال المسلمين لمصالحكم الشخصية جدكم أيضاً كان هكذا لكن بني الحسن لم يأثر عنهم هذا الامر و لو كان هذا صحيحا لقام بنو الحسن بذكره لبني العباس لذلك يتوصل هؤلاء القائلين الى ان مثل هذه الروايه و هذه الكلمات لا من جهة السند هي صحيحه لانها تنتهي إلى شخصين كلاهما متهمان بالعداءِ لخطِ اهل البيت عليهم السلام و ما دام كذلك فلا يمكن يقبل منهم شيئٌ ينتهي إلى ذم علي و ذم ابن عباس طبعا هذا الكتاب فيه سيف ذو حدين كما يقولون الحد الأول أن ابن عباس سارق الحد الثاني ان علي ابن ابي طالب ولاته من هذا النوع و انه لم يعاقبهم و لم يستخلص أموالهم فإذاً علي ابن ابي طالب حاله حال غيره أيضا لما يأخذون الأموال ولاته لم يفعلوا شيء فهي من جهتين و هذا يعزز التهمه في رواية اتباع الامويين من الزهري و الشعبي لمثل هذا الخطاب نعم بعض الشيعة مثل الكشي نقلها لكن كما ذكرنا الكشي طريقته ان يأتي بكل ما ورد من هالجهه و كل ما ورد من تلك الجهه كل مدح وصل في حق الشخص يجيبه و كل ذم أيضا وصل في حق الشخص يجيبه من غير نظر في ان هذا صحيح او غير صحيح بطريق معتبر او غير معتبر فيتخلص هذا الى ان هذا الامر لم يكن صحيحا و ليس اما أصلا هذا الخطاب غير موجود و انما اُفتعل و نُحل الى الامام و نسب اليه او حتى لو كان موجود فقطعاً ليس المقصود به ابن عباس ذلك ان ابن عباس بقي الى الفترة الأخيرة ملازماً إلى الامام ليس الى فترة الامام الى ما بعدها بفترة و توفي سنة 68هـ و لكن ممن بعد شهادة الامام الحسن كف بصره صار كفيف البصر فمر ذات يوم يقودهُ قائده أحد غلمانه او مساعديه يمشيه فسمع جماعة يشتمون أمير المؤمنين عليه السلام فأصاخ السمع اليهم فعلاً يسبون الامام قال لقائده ردني أليهم رده اليهم وقف عليهم قال لهم أيكم الساب لله عز و جل قالوا معاذ الله ان يسب احد ربنا سبحانه و تعالى قال فأيكم اذاً الساب لنبينا محمد ؟ قالوا لم يسب احد رسول الله كيف نسب رسول الله ؟ قال ايكم الساب لعلي ابن ابي طالب قالوا قد كان هذا من بعضنا البعض تكلم ضد علي ابن ابي طالب قال فإني سمعت حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه و آله يقول يا علي من سبك فقد سبني و من سبني فقد سب الله و من سب الله اكبه الله على منخريه في نار جهنهم ، هذا متى ؟ فترات بعد سنة 50 يعني بعد 10 سنوات من شهادة امير المؤمنين كان باقياً ملازماً لولائه الى الامام حريصاً على ذلك ليس ذاك الذي اخذ الأموال و يسب الإمام يعني حتى هم لما يفتعلون هذا الحديث يفتعلون انه ابن عباس رد على الامام بجواب أنه لإن القى الله بجميع ذهب الأرض و عقيانها خير لي من ان القاه بدم مسلمٍ يعني انت ياعلي ابن ابي طالب ماذا ؟ انت قتلت المسلمين انا كلش كلش اخذت فلوس و ذاك اعظم جريمه ، ابن عباس مشارك في الجمل و في صفين و في النهروان و هذا المنطق ليس منطق ابن عباس هذا منطق الامويين الذين يخطأون ان علي ابن ابي طالب ذهب الى حرب ليست عادله أو أولئك المتقاعسين و القاعدين عن نصرة الامام الذين لم يشتركوا في حروب اما مثل ابن عباس الذي هو يذهب يحشد الناس لحرب الجمل و يشارك فيها و يشارك في حرب صفين و يشارك في حرب النهروان يقال له أيضا شاركت كيف القى الله بدم مسلم ؟ لقيته بدماء المسلمين فهذا لا يمكن التصديق به في نسبته لابن عباس و ان الرجل كان على ولاء امير المؤمنين فاديا نفسه شديد في اخلاصه لأمير المؤمنين عليه السلام لقد أبنا الامام عليه السلام بعدما استشهد بكلمات رائعة و دعا الناس إلى بيعة الامام الحسن عليه السلام وان ينهضوا لمواصلة المسير مع الامام الحسن بعد ابيه الامام امير المؤمين سلام الله عليه و لم يكن طبعاً ابن عباس هو الوحيد الذي أبنا الامام فقد أبنه جبرائيل قبل ذلك تهدمت و اللهِ أركان الهدى " هذا تأبين الوحي " انفصمت العروة الوثقى قتل الامام المرتضى قتله أشقى الاشقياء هذا تأبين جبرائيل ثم جاء الخضر فيما نقل و قرأ كلاماً الآن هو إحدى الزيارات المأثورة في زيارة امير المؤمنين عليه السلام قالوا جاء رجل و قرأ كلاماً ثم انصرف تساءلوا هذا من ؟ فقال لهم الامام الحسن هو اخوه الخضر اخو امير المؤمنين عليه السلام طبعاً الاخوه المعنويه و الايمانية ، أرادوا ان يحصلوه لم يعثروا عليه نحن نعرف الخضر من عباد الله الصالحين الذين اتاهم الله البقاء الى ان يأذن الله سبحانه و تعالى كما أوتي غيره في هذا الاتجاه عيسى ابن مريم أيضاً هو باقٍ مرفوعٍ عند الله سبحانه و تعالى فالخضر جاء و قال رحمك الله يا أبا الحسن كنت اول القوم اسلاما و اقدمهم ايمانا و احوطهم لرسول الله و اكثرهم سوابق و اعظمهم مناقب كنت للمؤمنين أبا رحيما اذ صاروا عليك عيالا فحملت اثقال ما عنهم ضعفوا و نهضت اذ استكانوا و سابقت اذ ابطأوا ، و بدأ يزوره بهذه الكلمات و يأبنه بهذه الالفاظ الى ان يصل إلى قوله تسليما لأمر الله و صبرا على قضائه فلقد جللت عن البكاء يعني البكاء في حقك شيئ يسير انت أجل من أن يبكى عليك و عظمت مصيبتك في السماء فإنا لله و إنا إليه راجعون .