«أكثر الكتب زيارةً»
بناء على ما ذكرنا من تاريخ ولادته عليه السلام فإنه قد أدرك من حياة أمير المؤمنين عليه السلام سنتين، ومن حياة عمه الحسن المجتبى اثنتي عشرة سنة ومع أبيه الحسين عليه السلام نحو اثنتين وعشرين سنة، ولا نجد روايات أو حوادث تؤرخ فترة بقائه مع عمه الحسن المجتبى فضلا عن جده أمير المؤمنين عليهما السلام، مع أنه سيتزوج ابنة عمه الحسن السبط في وقت لاحق أي في سنة 56 ه . وعمره الشريف حينها ثمانية عشر عامًا.
وبهذا الزواج سيجتمع الفرعان النبويان والغصنان العلويان ليكون امتداد الإمامة حائزًا على خلاصة الصفات الوراثية من السبطين الحسنين عليهما السلام، فيكون الأئمة من بعد السجاد عليه السلام جدهم الحسين من جهة الأب والحسن من جهة الأم. عندما تزوج الإمام السجاد بفاطمة بنت الحسن.
أقدم بين يدي القارئ والقارئة المكرمين هذا الكتاب في
ضمن سلسلة سيرة المعصومين عليهم السلام وهو يتناول مختصرا من سيرة
الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام، الحسن بن علي
العسكري عليه السلام، والد الإمام المهدي أرجو أن أكون قد وفقت
في عرض جانب من حياته الكريمة وسيرته الشريفة، وأذكّر بما
سبق في حلقات سابقة من هذه السلسلة بأن غرض هذه السلسلة
ومخاطبيها في الغالب هم الفئة متوسطة الثقافة الدينية، وهذا
الغرض قد حدد حجم الكتاب كما حدد لغته بحيث تكون سهلة
قدر الإمكان، بل ربما حدد حتى اختيار مواضيعه.
ومن الواضح عند شيعة أهل البيت (عليهم السلام) مناسبة هذا اللقب للإمام الجواد، فقد لايوجد لقب بعد (الجواد) أشهر منه، ولكني رأيت أن الاستفادة مما لقبه به والده الإمام الرضا (عليه السلام)، ونسب إليه البركة العظمى، وقال إنه لم يولد مولود أعظم بركة منه على شيعتنا، رأيت أن هذا اللقب وإن لم يكن مشهوراً إلا أنه لما كان صادراً عن عالم آل محمد الإمام الرضا، لا ريب أنه أشمل وأكمل من الآخر الذي هو مما تعارف عليه شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وعلماؤهم، بحسب ما رأوا من تحقيقه صلوات الله عليه مراداتهم وحاجاتهم؛ على أحد تفاسيره ومعانيه.
بين يديك أخي القارئ، أختي القارئة هذا الكتاب في سيرة عاشر أئمة أهل البيت عليهم السلام، الإمام علي بن محمد الهادي وبطباعته ينضم إلى سبعة كتب أخرى سبقته في الطباعة، أسأل الله سبحانه العون إلكمال تمام السيرة المعصومية تأليفا وطباعة.