فاطمة الزهراء الحوراء الأنسية
التاريخ: 17/11/2024 م
تعريف:

فاطمة الزهراء الحوراء الأنسية

كتابة الأخت الفاضلة سلمى بوخمسين

نتحدث في هذه الليلة عن شيء من سيرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها وما مر بها وما ينبغي للإنسان المؤمن أن يقتدي فيه بها في حياته مع علمنا بأن هذه السيرة العظيمة لتلك الحياة القصيرة بالرغم من قلة سنوات عمرها الشريف الا انها مليئة بالمعاني والدروس والعبر فقد جعلت قدوة لكل نساء العالمين وقد كرمها الله بجعلها سيدتهن وافضلهن من الاولين والأخرين ، فاذا كان الله سبحانه وتعالى قد فضل بعض النساء كما ورد في سورة مريم ( واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) وفضلت ايضا نساء بحديث رسول الله ( كما كمل من الرجال كثير ، كمل من النساء اربع مريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ) فأولئك النساء أن فضلت وكملت فكمالهن بالقياس وليس كمال مطلق وتفضيلهن ليس لكل البشر وانما فضلت بالنسبة الى عوالمهن التي عاشوا فيها بينما بنت رسول الله صل الله عليه واله هي الكاملة في كل شيء والمفضلة على جميع نساء العالمين من الاولين والآخرين بمن فيهن تلك النساء اللاتي ذكرن في الحديث الذي تتمته وفاطمة افضلهن ، بالرغم من قصر حياتها بالقياس الى عدد السنين التي قضتها في هذه الدنيا كما هو مذكور 18 عاما . نتطرق في هذه الحديث لبعض جونب حياتها بشكل مختصر فاطمة الزهراء سلام الله عليها احيطت بعناية الله سبحانه وتعالى من قبل أن ينشأ لها وجود في عالم الدنيا ، فلقد كان لها ولأئمة الهدى عليهم السلام والمعصومين وجود نوري كما يصطلح عليه العلماء وعلى هذا الامر قامت أدلة كثيرة وروايات حتى من بعض مصادر بعض مدارس المذاهب الأخرة أن الله سبحانه وتعالى خلق هذه الصفوة كأنوار قبل أن يخلقوا في هذه الدنيا ففي الزيارة الجامعة المروية بسند معتبر عن الامام الهادي عليه السلام ( خلقكم الله أنوار فجعلكم بعرشه محدقين حتى من الله علينا بكم فجعلكم في بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه ) فكانوا أنوار في تلك العوالم قبل وجودهم الخارجي البدني ، فاطمة الزهراء عليها السلام كانت من جملة تلك الانوار الالهية التي خلقت قبل هذا الخلق وقبل هذا الكون فالله سبحانه وتعالى كما تفيد الروايات لدى الشيعة وغيرهم من المدارس الاخرى ، وكما ورد ان جابر الانصاري يسأل رسول الله ( يا رسول الله ما أول ما خلق الله فقال له نور نبيك محمد يا جابر ) فقبل ان يخلق أي شيء خلق نور النبي محمد وبعده أنوار الصفوة من الأئمة الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وفاطمة الزهراء من ضمنهم ، وبين خلق انوارهم وخلق وجودهم الخارجي يعلم الله كم عدد السنوات التي مرت بين الوجودين وبين خلقها وتخلقها الخارجي وفيها اختلاف عن خلق بقية خلق الله ، فرسول الله صل الله عليه واله كما يذكر التاريخ كانت له بنات وفاطمة اصغرهن وهي أفضلهن ، طريقة خلقهن طريقة عادية ، كما أنه كان له ابناء من ماريا القبطية ومن السيدة خديجة عليها السلام وخلقهم الله خلقة لا يوجد أي إجراءات استثنائية فيها بينما خلق فاطمة كما تذكر الروايات أن جبرائيل نزل على النبي عليه الصلاة والسلام وينقل أمر الله اليه بأن يصوم نهاره ويعتكف ليله ويستمر على هذا المنوال لمدة اربعين يوم على رواية ( نزل عليه الامين جبرائيل وكان صائما بطعام من الجنة وأمره أن لا يشاركه أحد فيه وان يأكل من ذلك لكي يتخلق جسد فاطمة الزهراء عليها السلام من طعام من الجنة فطعام الدنيا مهما كان لا يمكن أن يستوعب هذه الاسرار والمناقب والمعاني التي ستكون عليها فاطمة الزهراء عليها السلام فعندما أكل من طعام الجنة قارب زوجته في تلك الليلة تخلقت بدايات فاطمة الزهراء عليها السلام وانعقدت نطفتها حتى جاءت لهذه الدنيا وقبل هذا العالم كانت في عالم النور ، وكان ذلك بعد بعثة النبي بأربع سنوات ونيف ، بعد ذلك عندما اريد لها أن تأتي لهذه الدنيا كان لها ترتيب خاص ، وهذا لا يوجد في اي مولود على الاطلاق من ابناء رسول الله فجاءت الزهراء سلام الله عليها لكي يخبر النبي عن شيء من منزلتها وفضلها ومناقبها في مجتمع كان يمتهن المراءة والنساء ولا يجد لهن فضل ، ففي المجتمع الجاهلي والقرشي في ذلك الوقت كان يجدهن من ضمن المتاع الذي يورث اذا مات الشخص فمن قوانين الميراث في الجاهلية أن الشخص يرث زوجة ابيه من ضمن الميراث الذي يتركه والده ، كما أن التلفظ باسم المراءة كان عار وفعل معيب وحينما جاء رسول الله صرح باسم ابنته بفخر فقال فاطمة بضعة مني، فاطمة بهجت قلبي، فاطمة روحي التي بين جنبي، فاطمة يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها ،كثير من الاحاديث موجودة لدى جميع المذاهب تشهد بفضل فاطمة وذكر رسول ذلك بأسلوب صريح ومباشر وبتخصيصها باسمها فاطمة الزهراء ، قام بذلك في مجتمع يستعير من المراءة وذكرها فتصبح المثل الاعلى . وهناك هدف أخر لذكر رسول الله ابنته فاطمة وتخصيصها لكي يبين أنها مراءة متميزة ،وهي بمثابة المثل الاعلى، وصاحبة المناقب الكبرى ،فهي موجودة في آية المباهلة وآية التطهير والآيات التي تمدح رسول الله ، كما أنها تربت على يد ابيها بعد أن اصبح نبيا صلوات الله وسلامه عليه فلقد ولدت في السنة الخامسة من البعثة ، وهناك سعيا من الخط الاموي لإثبات أن فاطمة ولدت قبل البعثة بخمس سنوات فسيكون الفارق في عمرها 10 سنوات واصرار من يدعون ذلك له هدف فحينما يقال أنها ولدت قبل البعثة بخمس سنوات رسول الله لم يبعث بعد فحسب رأيهم رسول الله كان رجلا عاديا لا يستقبل الوحي ولا ينزل عليه جبرائيل ولا يمكن أن يستقبل طعام من الجنة وبهذا الادعاء ينفون جميع الروايات التي تشير الى الكيفية التي ولدت بها فاطمة الزهراء وتميز انشاء نطفتها الطاهرة وتفضيلها على جميع البشر، وستكون هي المراءة المتميزة التي تحمل ميراث النبوة وهي الجسر بين النبوة والامامة فهي أم الاماميين الحسن والحسين وجدة التسعة المعصومين من ذرية الحسين عليه السلام. ومن ميزات فاطمة الزهراء انها كانت المدافعة عن ابيها بالرغم من صغر سنها فكما يرد في الروايات ( أن رسول الله كان يصلي الى جهة الكعبة ولم يكن حينئذاك من المسلمين معه الا علي ابن ابي طالب عليه السلام ونظراءه ممن سبقوا الى الاسلام وكان مجموعة من قريش ممن كانوا يتواجدون في فناء الكعبة فلما راءوا رسول الله ساجدا أمر أحدهم أسياده فألقى بالسلى وفرث البعير والقاذورات المرمية هناك وقام برميها على رسول الله صل الله عليه واله وسلم وهو ساجد فجاءت فاطمة وهي جويرية فأزالت ما كان على رسول الله من القذى وبكت عند رسول الله عليه واله السلام على ما فعل به وهناك قال رسول الله اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش ) في الوقت الذي نجد رسول الله يدعوا على قريش نجد الاتجاه الاموي يقول بالعكس أن قريش سادة الناس قدموها ولا تتقدموها وغيره من أقوالهم ، واذا اخذ بقولهم انها ولدة قبل البعثة بخمس سنوات سيكون عمرها عشر سنوات اي ليست بجويرية - اي فتاة صغيرة - بل سيكون عمرها 10 سنوات وفي ذلك الوقت الفتاة في هذا العمر تكون مرأة في سن الزواج. وحينما انتقلت الى المدينة وكانت في رحل علي ابن ابي طالب وكانت في عمر الثامنة ولم يتزوجا حينها فعندما أمر رسول الله بالهجرة الى المدينة كلف علي بأن يؤدي دينة ويعد عداته ويكون مسؤول عن نسائه ورحلة والهجرة مع الفواطم بعد ثلاثة ايام فاصطحب معه فاطمة مع النسوة الى المدينة المنورة . وكما كانت ولادتها مميزة أيضا زواجها كان بأمر الهي فلم تكن لتتزوج زواج عادي من اي شخص فرسول الله كما يذكر كلما تقدم لخطبتها أحد قال اني أنتظر أمر الله فيها ، فلابد أن يكون زواجها بتدخل الهي، وعمر فاطمة الزهراء في السنة الثانية للهجرة كان 10 سنوات، ففكر أحد اصحاب النبي في خطبة فاطمة الزهراء لنفسه وطلبها من رسول الله فرده رسول الله قائلا أني أنتظر أمر الله فيها فرجع وقال هلكت واهلكت ردني رسول الله فقال له صحابي اخر انا اذهب لأخطبها وجاء لرسول الله قائلا انا فلان وانت تعلم غناي وشأني واخطب فاطمة فرد عليه رسول الله أني أنتظر أمر الله فيها فرجع وهو يقول هلكت وأهلكت فقام الى علي وكان يزرع نخل فسيل وقد استنقعت قدماه في الطين فقال يا علي لما لا تخطب فاطمة فقال افعل ، وجاء علي الى رسول الله وجلس مطرقا برأسه ،فقال يا علي ما حاجتك فقال أني ذكرت فاطمة ،فقال له رسول الله على الرحب والسعة يا علي ، قام وأخبر فاطمة فسكتت حياءا، فقال الله أكبر صماتها رضاها ، وقال لعلي يا علي ما عندك من المهر فقال عندي سيفي وعندي درعي وعندي ناضحي فقال اما سيفك فلا تستغني عنه واما ناضحك فكذلك واما درعك فما تحتاج اليه اذهب وبعه فباعه وصب المال بين يدي رسول الله فوزع ذلك المال للمهر وكان 500 درهم ووزعه على اصحابه بين بلال وعمار وأمرهما بان يشتريا اثاثا لبيت فاطمة عليها السلام وعلي وكان من ذلك الاثاث جلد كبش ينامان عليه في الليل ويبسطانه في النهار ، وبساطة زواج فاطمة وعلي يدل على أن السعادة الزوجية لا تبتني على ما يصرف ويبذل من مال فمن الخطأ أن يتحمل الزوج الدين من اجل ما يصرف على الزواج ومتطلباته. فتزوجت فاطمة بما اوحى الله لرسوله ان زوج النور من النور لكي يخلقا ويصنعا هذا البيت الذي ورد ذكره في القرآن الكريم (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) فليس من الفخر ان يكون البيت مما بني من لبن او اجر او طوب بل الفخر بما كان فيه (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقامة الصلاة) . فهذا البيت هو الذي يشع بالنور في كل زمان ومكان وهو الذي ورد ذكره في سورة الانسان ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرى انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزءا ولا شكورا ) فهذا البيت سيكون محل لرسول الله على مدة ثمانية اشهر كما افادت بعض الروايات او ثلاث اشهر كما افادت روايات أخرى فقد كان رسول الله يمر كل يوم على بيت فاطمة وعلي ويطرق الباب ثم يقول السلام عليكم أهل البيت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا وهذا دليل على أن الله ورسوله يخصون بيت فاطمة وعلي بأية التطهير لكي لا يأتي من يدعي غير ذلك . وكما يخبر أحد الاسديين عن علي عليه السلام انه قال الا اخبرك عني وعن فاطمة قال بلى يا امير المؤمنين قال والله لقد عاشرتها فلا والله ما اغضبتني ولا اغضبتها وما أكرهتني ولا أكرهتها ولقد كنت أنظر اليها فتنجلي الهموم عن قلبي حتى أختارها الله الى جواره. فبيت فاطمة وعلي هو الذي سيشهد بما حصل من فئة الخلافة وأصروا أن يخرج علي بالقوة لكي يبايع. فهذا البيت شهد استئذان رسول الله ليدخل كان حين يقدم من الغزوا يطرق الباب مستأذنا ليدخل على ابنته فاطمة فترد عليه فاطمة ادخل ولكن رسول الله كان يريد أن يعلم المسلمين بان باب فاطمة بابي وحجابها حجابي يقول الامام الصادق في تعقيبه على هذه الكلمة فلا والله ما حفظوا باب الله ولقد هتكوا حجاب الله عندما هجموا على تلك الدار واذوا رسول الله بما فعلوا.
مرات العرض: 4109
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 105100.54 KB
تشغيل:

البرنامج الالهي لحياة فاطمة الزهراء عليها السلام
مغالطات منتشرة