15 البُنية العامة لزيارات الإمام الحسين
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 15/1/1445 هـ
تعريف: البنية العامة لزيارة الإمام الحسين| كتابة الفاضلة ليلى الشافعي| جاء في زيارة أبي عبدالله الحسين عليه السلام )أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر حتى أتاك اليقين حديثنا يتناول شيئًا من البنية العامة لزيارات الحسن عليه السلام . أكثر المعصومين وردت زيارات في شأنه هو الإمام الحسين عليه السلام يعني أكثر من رسول الله ورسول الله أفضل من الحسين وأكثر من عليٍ وهو أيضًا أفضل منه ولكن من خصائص الحسين أنه قد وردت الزيارات عن المعصومين في شأنه أكثر من أي معصومٍ آخر . فنحو 22 زيارة وردت منها ثمان زيارات تسمى بالزيارة المطلقة يعني غير محددة بيوم أو شهر أو مناسبة وإنما في كل وقتٍ يمكن أن يزار بها الحسين عليه السلام فهي مطلقةٌ من حيث الزمان والمكان . ومنها زيارات بمناسبات مثل يوم الاثنين فيه زيارة للإمام الحسين ، والأشهر والمناسبات ، ابدأ من زيارة عاشوراء وفيها زيارتان فالمحدث القمي في كتابه مفاتيح الجنان أورد الزيارتين وسمى أحدهما بالزيارة المشهورة وهي التي فيها السلام واللعن المكرر ، وهناك زيارة أخرى وهي زيارة عاشوراء غير المشهورة . ننتقل إلى شهر صفر هناك زيارة الأربعين ، وفي أول رجب وفي النصف من رجب والنصف من شعبان ثم في شهر رمضان وفي ليالي القدر الثلاثي وفي يوم عيد الفطر ثم في يوم عرفة ثم في زيارة عيد الأضحى وهكذا حين تجمع هذه الزيارات تصل إلى نحو 22 زيارة . وهذا لا نجده في سائر المعصومين بهذا الحجم مع أن بعض المعصومين متقدم علي الحسين كجده وأبيه . في بعض هذه الزيارات يوجد جهة اختصاص مثل زيارة الناحية والتي فيها جهات اختصاص كثيرة لجهة طولها أولا ولجهة ترتيبها حيث تبدأبذكر عدد كبير من الأنبياء وصفاتهم ثم تذكر ممهدات نهضة الإمام الحسين عليه السلام حيث كان في المدينة المنورة ثم تذكر تفاصيل المصرع والمقتل ثم تذكر تفاصيل السلام على الأعضاء . والتي لا نجدها في كافة الزيارات . فزيارة عاشوراء في صياغتها وكيفيتها وبعض مواضيها قد لا نجده في مواضيع أخر . ومع هذا فهناك بنيةً عامةً لعموم زيارات الحسين عليه السلام ومن الممكن أن تنتقل هذه الصفة من هنا وهناك لكن الهيكل العام الذي نجده بدرجةٍ أو بأخرى في هذه الزيارات والذي هو محور حديثنا . هذه البنية العامة أولًا تبدأ بالسلام ،هناك تسليمٌ عليه بصفاته ومقاماته كالسلام عليك يا وارث آدم صفوة الله وهناك تسليمٌ عليه بنسبه مثل يابن رسول الله أولًا موضوع السلام هو ملفتٌ للنظر فعلاقة الإنسان بمن حوله والتي من المفروض أنها علاقة سلام فلا يعلن على أحدٍ الحرب والعداء وإنما هو مسالمٌ لهم يلقي السلام عليهم ولذلك جعلت تحية الإسلام بالسلام .وهذا في الأصل بينما هذا السلام لم يكن في الجاهلية فكانت تحيتهم نعمت صباحًا مثلًا أو نعمت مساءً أو ما شابه ذلك . وحتى التحية في غير الدائرة الإسلامية لا تجد هذا المعنى موجودًا فمثلًا في البلاد الأوربية يتمنى لك أن يكون يومك جيدًا . وهنا لابد أن نشير لتأكيد الإنسان على قضية السلام فأول ما يعلن الإنسان على غيره هل هو في حالة صدامٍ وعداءٍ معهم أم في حالة سلام . فأنت أول ما تقدم على الإمام الحسين تعلن أنك في حالة سلام وانسجام والتعاطي بشكلٍ مناسب . ثانيا تكمل ذلك بذكر نسبه تارةً وبذكر صفاته تارةٌ أخرى وإن كان في ذلك بعض المعاني فمثلًا حين تقول يا بن رسول الله كانت هذه معركة في التاريخ الإسلامي خاضها الأمويون والعباسيبون والطائفيون المتأخرون خاضوها ليثبتوا أن الحسين ليس ابن رسول الله وإنما هو ابن أبي طالب وقتل بعض الشيعة على هذا الأساس وهدد بعضًا آخر وقصة الحجاج الثقفي مع يحيى بن يعمر العدواني مشهورة عندما قال أن الحسين هو ابن رسول الله فهدده الحجاج وقال .لئن لم تأت بها من كتاب الله لأقطعن عنقك ونفس الكلام جرى في عهد المتوكل العباسي يعني في الدولتين والتاريخين الكبيرين في الأمة العهدين الأموي والعباسي . فأنت تقول أنني أقف في هذا الصف الذي يثبت بنوة الحسين لرسول الله وأبوة رسول الله للحسين .وأن سعي هؤلاء لنفي ذلك لم يؤثر بي وأرفضه تمامًا . ثم تأتي على ذكر صفاته وفي هذا بحرٌ واسعٌ وكبيرٌ جدًا من المعرفة بالمسألة العقيدية في الإمامة . فماذا يعني يا وارث آدم صفوة الله وياوارث نوح نبي الله وياوارث إبراهيم خليل الله وياوارث موسى وعيسى ومحمد ، فهذه كلها فيها معانٍ واسعة وعميقة جدًا فإذا كان المقصود الوراثة العادية فهو لم يرثهم فأين الحسين من آدم ونوح بينهم آلاف السنين ، فإذن المقصود من الوراثة وراثة من نوع آخر وراثة خط الله عز وجل والذي امتد من أول الخلق وهو آدم وامتد خليفة الله فالاشتراك في خلافة الله الخاصة والعلم الإلهي وفي الدور فآدم جاء ليعلم الناس وذريته هذا المنهج وهكذا بالنسبة لنوح وموسى وعيسى . وكذلك في القول السلام عليك ياحجة الله وابن حجته والسلام عليك يا قتيل الله ويا ثار الله وابن ثاره فكل واحدة تشير إلى جهة كمالٍ من كمالات الإمام الحسين عليه السلام بحيث لو أن إنسانًا تتبع هذه الصفات الواردة في الزيارات لكون رؤيةً واسعةً للحسين عليه السلام فكل صفة من هذه الصفات تكشف عن جانبٍ من هذه الجوانب . وهذه الأمور مشتركة في كل الزيارات. والسلام يتصل فيما بعد غالبًا إلى أصحاب الحسين وأنصار الحسين ولو سلامًا سريعًا . الأمر الثاني الذي نجده في بنية هذه الزيارات هو قضية الشهادة له ( أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ) فالشهادة تكون عادةً في القضاء فيأتي الشاهد الذي يكون قد علم بحقيقةٍ معينة ودعي إلى الشهادة فينبغي أن يشهد على ذلك ( ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ) فإذا رأيت بعينك اعتداء شخصٍ على شخص وطلب منك الشهادة فلا ينبغي أن يتأخر الإنسان عن إقامة الشهادة كما يقول القرآن الكريم لأن بها تصل الحقوق إلى أصحابها . والشهادة لها شروط ومنها التأكد والتوثق التام حتى ورد في الأخبار ما معناه أن الإمام يقول للشخص : ترى الشمس في رابعة النهار ؟ قال : نعم . قال : على مثل هذا فاشهد . أما لعله ويمكن واحتمل وتسعين في المائة هذا غير مقبول كمثل قول ( ما دام دخل رجل وامرأة إلى بيت فأكيد حدث بينهما أمر ومادام انفرد أحدهم في مكان معين أكيد صار بينهما الحرام ) هذا كله لا ينفع إنما الشهادة كأنك ترى الشمس الواضحة في النهار . والشهادة أيضًا هي عبارة عن إخراج ما في القلب باللسان إلى الخارج وهذا غير الاعتقاد ، فأنت تعتقد أن فلان صالح لكن إذا أخرجت ذلك وأخبرت به غيرك هذه تكون الشهادة كأن تقول أشهد أن فلان سرق هذا المال أو أن فلان أخذ كذا أو أن فلان صالح فهو تحويل ما في القلب المتيقن منه إلى أمر يدون ويكتب . وأنت حينما تخاطب الإمام عليه السلام : أشهد أنك قد أقمت الصلاة ، هذه تختلف تمامًا عن أعتقد أنك أقمت الصلاة . فأنا أشهد أمام الآخرين وأمام الزوار بأنك يا حسين كنت بهذه الصفات ، وهذه الشهادة نجد أن متعلقاتها كثيرة جدًا ( أشهد أنك طهرٌ طاهرٌ مطهرٌ من طهرٍ طاهرٍ مطهر طهرت وطهرت بك البلاد وطهرت أرضٌ أنت بها ) فهو ليس مجرد علم واعتقاد إنما بالإضافة إلى العلم والإعتقاد أنا أخرجه على لساني وليس منفردًا فالشهادة يجب أن تكون أمام الآخرين . واختلاف التعبير وتغيير الكلمات هنا له دلالة مختلفة فالطهر غير الطاهر فحين تقول رجل عدل تختلف عن قولك رجل عادل كأنما هو مركز العدالة وهنا أيضًا هو الطهر بعينه ثم تقول طاهرٌ مطهر إشارة إلى تطهير الله عز وجل للحسين ولأهل البيت عليهم السلام في آية التطهير . فقضية الشهادة عندما يشهد بها الإنسان كأنما يريد أن يقول للغير أن كل الإعلام الباطل وكل الكتابات المزيفة وكل التواريخ غير الدقيقة وكل الذين كتبوا أشياء غير مناسبة عن الحسين أنا أرفضها وأشهد بشيءٍ آخر ( أقام الصلاة آتى الزكاة أمر بالمعروف نهى عن المنكر ) أشهد له بذلك وأشهد له بالطهارة وأشهد أنه من معالم الدين وأركان المؤمنين ... وأكثر من هذا ( وأشهد أن دمك سكن في الخلد واقشعرت له أظلة العرش وأظلة الخلائق وبكت له السماوات والأرض وما يُرى وما لا يُرى ) طبعًا هذه العبارات هي فوق مستوى أن تشرح فكلمة سكن في الخلد كيف ؟ فتارةً نشرحها شرحًا ظاهريًا فالخلد إما أن يكون درجة من درجات الجنة أو بمعنى الخلود ، وتفسيرها الظاهري سكن في الخلد أي أصبح خالدًا أو سكن في الجنة وهذا تفسيرها الظاهري ، فهل هذا هو المقصود أم شيء آخر وكيف يسكن دم الحسين عليه السلام في الجنة . وكلمة اقشعرت له أظلة العرش وأظلة الملائكة فماهي أظلة العرش ؟ هل هي أرواح أم هي الملائكة الذين يحدقون بعرش الله عز وجل ؟ طبعًا مع علمنا بأن العرش ليس هو كرسي ومقعد . كيف سكن هناك ؟ هذا ينبغي أن يسأل عنه أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم . ولكننا نعلم بأن هذا موقعٌ متميزٌ جدًا ، لأن ذلك العالم عالم الخلد و أظلة العرش وأظلة الملائكة هي عالم الأرواح وليست عالم المادة فدم الحسين إذا كان ظاهريًا هو من عالم المادة فكيف يسكن ذلك الشيء الظاهري في ذلك العالم الروحي المتسامي ؟ نعلم أن هذا موقعٌ استثنائيٌ جيء به في سياق الحديث عن تعظيم الحسين عليه السلام لكن معرفة حقيقته يحتاج إلى شرحٍ من أهل البيت عليهم السلام . والشهادة هنا أنه قد بكت له السموات والأرض وما يرى وما لا يرى يعني كل شيءٍ في الكون فالمرئيات هي أقل من غير المرئيات بكثير وقد بكى الجميع على الحسين عليه السلام . ( أشهد أنك كنت نورًا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها ) وهذه العبارات دليل على بعض الاعتقادات التي يؤمن بها شيعة أهل البيت عليهم السلام باعتبار أنها كلام معصومٍ ووصل إلينا بطريقٍ معتبر . فالضلع الثاني للبنية العامة لهذه الزيارات بعد السلام قضية الشهادة للإمام الحسين بأنه نصر الإسلام وبأنه من طهرٍ طاهر وبأنه أقام الدين وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وهكذا . وفي بعض الزيارات يوجد شهادة من الأئمة بالإمامة ففي إحدى الزيارات المطلقة يشهد فيها الزائر بالإمام الحسين ثم يبدأ بالشهادة لأئمة الهدى بعد الحسين ، علي بن الحسين والباقر والصادق .... إلى الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف وهذه من جملة الاعتقادات التي يشهد بها عند الزيارة فيزداد يقينًا بها .. الضلع الثالث : البراءة من القتلة واللعن عليهم بل حتى الراضين بالقتل والمتعاونين معهم كل أولئك يتبرأ منهم الزائر ويصدمهم باللعن ، فكما أعلن الزائر السلام على الحسين في المقابل يتبرأ من أعدائه بل يتقرب إلى الله بالبراءة منهم واللعن عليهم ( لعن الله أمةً قتلتك ولعن الله أمةً ظلمتك ولعن الله أمةً سمعت بذلك فرضيت به ) وفي تعابير أخرى ( ولعن الله أمةً أسرجت وألجمت وتنقبت وتهيأت لقتالك ) فيعلن البراءة من كل هؤلاء ، فالقتلة واضح أن يتبرأ منهم الإنسان ، بل حتى الذين ظلموه ، فورد في بعض الزيارات ( اللهم العن أول ظالمٍ ظلم حق محمدٍ وآل محمد وآخر تابع ٍلهم على ذلك اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين بايعت وشايعت وتابعت على قتله اللهم العنهم جميعًا ) بل يتبرأ ممن سمع بذلك فرضي به فلو أن إنسان في هذا الزمان يسمع بقتل الحسين فيرضاه لمن فعله ولا يستنكر هذا الفعل ولو بقلبه يتبرأ منه الإنسان الزائر مع أنه ما شارك بحسب الظاهر في القتل وما كان مباشرًا في الظلم ولكن الظالم والمعين له والراضي بالظلم شركاء ثلاثة ( إنما يجمع الناس الرضا والسخط ) فأنت حين ترضى بفعل الحسين فإنك تجتمع بكل إنسانٍ راضٍ بفعله ، وذاك يرضى بفعل يزيد فيجتمع معه كل راضٍ بفعله وهذا يفرق بينك وبين كل راضٍ بفعله . فالزيارات فيها الكثير من البراءة والطرد والموقف السلبي تجاه من قتل وظلم ورضي بالفعل واللطيف أنه يعبر بأمة ( لعن الله أمةً قتلتك ولعن الله أمةٍ ظلمتك ولعن الله أمةً سمعت بذلك فرضيت به ) فحتى الواحد من الممكن أن يكون أمةً في موقفه ، فنبي الله إبراهيم كان واحدًا لكنه أمة في موقفه ، فالذي يرضى بهذا الأمر يعتبر أمة لأنه سيأتي من بعده من يتبعه . أحد فقهاء المذهب المالكي ويعرف بابن العربي المالكي ، وهذا فعلًا ينطبق عليه مقالة أنه سمع بمقتل الحسين فرضي به لأنه كان يقول كلامًا استفاد منه من قرأ كتابه بأن الحسين عليه السلام قتل بسيف جده بمعنى أنه كان ينبغي أن يقتل لأن رسول الله ( ص ) أمر أن يقتل الخارج على إمام زمانه ، وبئست كلمةً قالها واتبعها عليها قوم. فهو كتب كتابًا واحدًا ولكن من وراءه تأتي أمةً تبرر ليزيد صنيعه وتنتقد فعل الحسين عليه السلام . ففي مثل هذه انظر إلى النهايات ولا تنظر أنه شخص قال ولكن سيكون من ورائه أمة ، وفي المقابل من يقول الحق ومن يدعو إلى الدين ومن يشيد ذكر الحسين عليه السلام وأهل البيت قد يكون شخصٌ واحد ولكن سيخلق من ورائه أممًا وجماعات . فلماذا مثلًا يترتب أجرًا على من قال شعرًا في أهل البيت عليهم السلام فله الجنة ، لماذا؟ لأن هذا البيت من الشعر سيعبر الزمان والمكان فأنت اليوم تقرأ شعر دعبل الخزاعي فكم بينك وبينه ؟ فدعبل كان في زمان الإمام الرضا عليه السلام و استشهد وكان خارجًا من المسجد فأمر والي الأهواز أن يضرب برمح مسموم فتسرب السم إلى داخل بدنه واستشهد . فأنت تقرأ شعره وبينك وبينه ألفٌ ومائتي سنة أو دون ذلك لكن شعره لايزال يحيي القلوب ويفجر الدموع ويثير التعاطف مع أبي عبد الله عليه السلام فهو ليس بيتًا لشاعر وإنما سيخلق أمةً . وآخر شيء موجود في هذه الزيارات هو دعاء الزائر لنفسه فهو يستثمر هذا المقام وهذه الحالة من القرب إلى الله تعالى والتي تصل في بعض الروايات أنه من زار الحسين فكأنما زار الله في عرشه وهذا كناية عن القرب والازدلاف إلى الله تعالى . ومن الأدعية في هذه الزيارات ماهو طويل مثل دعاء علقمة الذي يقرأ بعد زيارةعاشوراء ومنها ماهو قصير ( اللهم اجعل محياي محيا محمدٍ وآل محمد ومماتي ممات محمدٍ وآل محمد ، اللهم إني أسألك أن تجعلني في مقامي هذا ممن تناله صلواتٌ منك ورحمةٌ ومغفرة ) وغيرها من الأدعية . هذه الأطر العامة للزيارات وهناك بعض الزيارات تختص بميزاتٍ خاصةٍ واستثنائية مثل زيارة الناحية المقدسة ، وسيكون لنا تعرض لهذه الزيارة من حيث ثبوتها ومن حيث إطارها العام وعباراتها وميزاتها ، ومع أنها زيارة خاصة إلى أنها تشترك مع الزيارات في هذه البنية التي ذكرناها من أن فيها السلام والشهادة للمزور وهو الإمام الحسين بمجمل صفات وفيها أيضًا براءة من قتلة الحسين وممن ساعدهم وممن انسجم مع موقفهم ورضي بفعلهم وإن كان متأخرًا عنهم لسنواتٍ طويلةٍ وقرونٍ مديدة إلا أنه يشترك معهم في نفس هذا الفعل ونفس هذه الجريمة وهذا الإثم وأخيرًا يقوم الزائر بالدعاء لنفسه ولأهله ( أن تجعل رزقي بهم دارًا وعيشي بهم قارًا وزيارتي بهم مقبولة وأدرجني إدراج المكرمين ) وأمثال ذلك . نسأل الله تعالى أن يكتب لنا زيارة الحسين عليه السلام من قربٍ إلى مشهده الشريف أو من بعدٍ إن لم نتمكن من ذلك ، وهناك بعض المؤمنين والعلماء لا يمر عليهم يومٌ لا يزورون فيه الحسين عليه السلام ولو بهذا المقدار وهو ( أن تصعد إلى سطح دارك وتقول صلى الله عليك يا أبا عبدالله صلى الله عليك يا بن رسول الله فيكتب لك زيارة)
مرات العرض: 3448
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 56552.67 KB
تشغيل:

14 زيارة الحسين فوائدها الدينية والدنيوية والأخروية
16 زيارة الناحية المقدسة للحسين : مدخل ومقدمات