12 هذه زينب!
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
المكان: مسجد الخضر
التاريخ: 11/1/1445 هـ
تعريف: هذه زينب | كتابة الفاضلة سكينة حسين | روي ان الامام زين العابدين عليه السلام خاطب عمته زينب قائلا: "وانت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة" صدق سيدنا ومولانا زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه هذه الكلمات نقلت في كتاب "الإحتجاج" للشيخ الطبرسي وهو من علماؤنا الكبار المتقدمين. كتاب الإحتجاج جمع فيه مؤلفه -غالبا- احتجاجات المعصومين عليهم السلام ومن بعدهم في العقائد الدينينة وهو كتاب نافع جدا في هذه الجهة، إلا انه باعتبار ان هذا الكتاب كتاب احتجاج فلم يستحسن ان ينقل الاسانيد وان كان عنده لكل قضية سند كما هو الظاهر. باعتبار ان الاحتجاج مداره على الدليل والبرهان وليس لانه الإمام قال هذا أو لأن المعصوم قال هذا؛ فاذا جاء في الاحتجاج الدليل والبرهان كأنما كان في غنىً عن الإسناد. طبعا هذه فكرة لعلها من هذه الجهة حسنة ولكن للاسف فانها قد افقدت هذا الكتاب جزءا من قيمته العلمية؛ يعني انت ما تقدر تستدل به وبما جاء فيه وانت واثق تمام الثقة ويدك مبسوطة ولا سيما اذا كان في الموضوع الفقهي بل في العقائد ولكن هو من اجل ان يكون الكتاب قليل الصفحات. وباعتبار ان الاحتجاج والناظرة لا تحتاج الى أسانيد وإنما إلى براهين فلعله لهذين السببين لم يورد اسانيده في هذا الكتاب المهم. على كل حال مما جاء في هذا الكتاب ان الإمام زين العابدين عليه السلام ولعله في مثل هذا اليوم يوم الحادي عشر من المحرم سنة 61 خاطب عمته زينب عليها السلام بأنها عالمة غير معلمة وفهِمة غير مُفهمة. الآن حديثنا ليس في شرح هذا الكلام، وانما منطلق للحديث عن حياة السيدة زينب وسيرتها باعتبار انه من اليوم فصاعدا قائد الحملة الذي عليه الحمل الأكبر هو عقيلة الطالبيين زينب سلام الله عليها. فيحق لنا ان نفرد لها شيء للحديث عن سيرتها مع علمنا بأننا لا نحيط بكل سيرتها ولا سيما في هذه الفرصة غير الطويلة من الوقت، لكن نذكر شيئا عنها صلوات الله عليها. ولادة السيدة زينب عليها السلام على المعروف كان في السنة الخامسة للهجرة. امير المؤمنين عليه السلام تزوج السيدة فاطمة سلام عليها في السنة الثانية للهجرة، في السنة الثالثة ولد الإمام الحسن وفي السنة الرابعة ولد الإمام الحسين وفي السنة الخامسة ولدت زينب الكبرى سلام الله عليها. كان هناك حمل متتابع و ولادات هؤولاء كانت متتابعة الواحدة بعد الأخرى. وهذاك الوقت الزهراء عليها السلام أول زواجها بأمير المؤمنين كانت من بنات عشر سنين. عشر سنين في تلك الأزمنة كانت النساء تتزوج ولا سيما اذا كانت تحت تربية فائقة ايضا تدير الحياة الزوجية بكفاءة في مثل ذلك العمرومن هو انسب من رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم في تربية الزهراء صلوات الله وسلامه عليها. فإذاً ولادتها كانت على المشهور في السنة الخامسة للهجرة وبهذا تكون قد ادركت من رسول الله نحو خمس سنين. لما ذهب النبي الى خالقه كان عمرها في حدود عشر سنوات فيكون حينها تكون ادركت الرسول صلى الله عليه واله خمس سنوات من عمرها. تشير الاخبار والنظر الى تلك الاخبار الى ان السيدة زينب كانت تتمتع بذكاء قوي وحافظة استثنائية. ولهذا نجد ان قسما من اسانيد الخطبة الفدكية تنتهي الى زينب عليها السلام كما هو في السند الذي ينتهي الى ابني عباس، قال حدثتنا عقيلة الطالبيين – عقيلة الطالبيين هي زينب عليها السلام- وذاك الوقت حدود خمس سنوات كان عمرها وهو شي عندما خطبة امها خطبته الفدكية؛ ان واحدة عمرها خمس سنوات تحفظ خطبة ذات مضامين عالية جداً ومواضيع قوية وبلاغة فائقة _ الذي ينظر الى خطبة الزهراء يرى فيها الجانين_ جانب البلاغة الفائقة وجانب المواضيع والمضامين القوية. ان تأتي امرأة عمرها خمس سنوات يعني بتقدير هذه الايام ما قبل الابتدائية فتسمع في تلك الظروف الخاصة بعد هجوم القوم على البيت وحالة الرعب اللي صارت وغير ذلك وهذه طفلة صغيرة بمقاييس الظاهر وتستمع الى خطبة امها الزهراء وتحفظها ثم تبقى عندها في ذهنها وتحدث يها ثم تنقلها الى غيرها وكذلك نقل هذا المعنى يعني رواية زينب للخطبة الفدكية نقلها في بلاغات النساء وهو ليس من الإمامية. فكانت في هذه الفترة أدركت شيئاً من حياة جدها رسول الله صلى الله عليه وآله وشيئا ايضا من حياة أمها الزهراء عليها السلام حتى اذا استشهدت فاطمة عليها السلام وقع عليها بلا ريب جزء من الحمل في موضوع البيت باعتبار ان الحسنين كانا اكبر منها في حدود سنة وسنتين فقط. ومن الطبيعي ان فتاة في مثل هذا العمر تقوم بشيء وخدمة واهتمام في داخل المنزل بعدما رحلت امها الى ان جاءت أُمامة بنت العاص ابن ابي الربيع وهي بنت اخت فاطمة الزهراء عليها السلام تزوجها أمير المؤمنين بوصية من فاطمة الزهراء سلام الله عليها. أُمامة طبعا حملت القسم الأكبر من الإهتمام والرعاية والعناية وبعدها بفترة تزوج أمير المؤمنين عليه السلام أسماء بنت عميس زوجة اخيه جعفر ابن ابي طالب الذي استشهد في مؤتة و زوجة ابي بكر الخلفية الذي تزوجها بعد شهادة جعفر. فلما توفي الخليفة الأول تزوجها أمير المؤمنين عليه السلام وكان لها منه محمد ابن ابي بكر، ولها من جعفر الطيار عبدالله و محمد فهؤلاء كانو من ابناء أسماء بنت عميس. بطبيعة الحال ضم كل هؤلاء الى بيت أمير المؤمنين صلوات الله عليه. ولهذا نجد أن محمد ابن ابي بكر طلع بهذا المستوى من الولاء والفداء لعلي عليه السلام وكذلك عبد الله ابن جعفر من هذا الإلتصاق بالحسنين عليهما السلام. حتى إذا استمر بها وبهما العمر تزوجها عبدالله ابن جعفر الطيار ابن عمها وكان تحت تربية الإمام علي عليه السلام بعدما استشهد ابوه وكان في محيط الحسنين، لذلك لما تسمع من الخطباء وقد تقرأ في الكتب وما شابه ذلك انهم في طريق مكة سوياً عبدالله ابن جعفر والحسن والحسين قصص عن ان امرأة فقيرة تقصدهم الى المدينة فتطلب من هذا فيعطيها وتطلب من ذاك ويعطيها ومن ذاك وهكذا قصص مشتركة بين الحسنين وعبدالله بن جعفر كثيرة. كان عبد الله تحت رعاية أمير المؤمنين عليه السلام وزوجه ابنته العقيلة عليها السلام وبقيت معه انجبت لعبدالله ابن جعفر اولادا بعد فترة من الزمان ايضا انتقلت معه الى الكوفة. امير المؤمنين عليه السلام في اول امره في ايام الخلفاء الثلاثة كان في المدينة فلما صارت الخلافة له وآلت اليه خرج لقتال اهل الجمل وفي عودته بدل ان يرجع الى المدينة نزل الى الكوفة واستقر بها. الذسن كانو معه ايضا نزلوا معه؛ بنوا هاشم لما شافوا علي عليه السلام قد نزل الى الكوفة واستقر بها، استجلبوا نساءهم واولادهم وعوائلهم وكان فيمن جاء الى الكوفة بأهلها عبدالله ابن جعفر جاء بزينب العقيلة عليها السلام وجاء ببقية زوجاته ايضاً عبدالله ابن جعفر تزوج بالاضافة الى زينب تزوج الخوصاء من بكر ابن وائل وانجبت له ولدا استشهد في كربلاء والولد الآخر الذي استشهد في كربلاء ابن زينب عليها السلام وتزوج ايضا ثالثة واسمها جمانة بنت المسيب الفزاري الذي يرد ذكره في التوابين. هنا نوقف وقفة بسيطة – وقفة اجتماعية- وهي ان العقيلة زينب عليها السلام وهي تالية امها سلام الله عليها والصديقة الصغرى كما هي معروفة عندنا, هذه المرأة عندما تزوج عليها عبدالله ابن جعفر اثنتين من النساء ما خبصت الدنيا وماخربت بيتها وحياتها؛ كيف يتزوج عليا انا، اما انا او هي؛ البعض لاسمح الله يخربون بيوتهن بأيديهن بالتالي قد تقتضي ظروف معينة ، نحن لا نشجع على هذا الأمر واذا انت مستقر مع زوجتك واهلك احمد الله عز وجل وسر في ذلك الاتجاه، لكن لو حصلت ظروف خاصة للزوج او غيره فتزوج زوجة اخرى لا ينبغي ان تعتبر الزوجة الاولى انه هذا اهانة لها وانقاص من قيمتها وانه اما هي او انا والا اخرب كل شيء. هذا ليس صحيحا؛ هذه زينب مافيه افضل منها الا مثل المعصومات كالزهراء عليها السلام مع ذلك تزوج عليها واحدة فالثانية وما سمعنا في التاريخ ان زينب مثلا قامت في وجهه واعترضت عليه وافسدت بيتها ومادري كذا وانا بنت علي بن ابي طالب وبنت رسول الله وبتت فاطمة الزهراءوكيف كذا والى آخره؛ وانما تلقت هذا الامر بشكل اعتيادي وسارت حياتها وحياتهن ايضا الاخريات وحياة زوجها عبد الله ابن جعفر بشكل سلس وعادي. فلما جاءت الى الكوفة العقيلة زينب عليها السلام وهي في ذاك الوقت حدود سنة سبعة وثلاثين هجرية واذا كانت ولادتها سنة 5 للهجرة فهي في حدود ثلاثين اثنين وثلاثين سنة امراة ناضجة حكيمة عالمة فتحت درسا في تفسير القران. في السابق تفسير القران غير اللاحق الآن؛ الآن يقدر واحد يفتح درس قران يابا شتسوي أدرس قران، ماذا تصنع يقولك تجويد هذا مدرس قران من جانب التجويد، واحد آخر يجي شتسوي أدرس قران تدبر يعني تأملات وما شابه ذلك، الثالث ماذا تصنع ادرس قران اخلي الناس يقرأوا قراءة صحيحة وسليمة. هذا الآن. في السابق تدريس القران كان يقتضي اذا قيل هذا يدرسنا قران او يقرأ القران لازم يكون عنده في الجانب ضبط الألفاظ والإعراب وماشابه ذلك ولازم يكون عنده معرفة بالتفسير ومعرفة بالفقه لانه لازم يمر عليه آيات فقهيه آيات فيها أحكام فقهيه مايقدر يقول انا ما اعرف واسألوا غيري. يفترض انه زينب عليها السلام في تدريسها القران الكريم كانت جامعة لهذه الشؤون المختلفة بل حتى فيما يرتبط بعلم التأويل. فيه قضية تنقل عن الامام امير المؤمنين عليه السلام انه سأل الى وين وصلتم في القران فقالت الى كهيعص، فقال ما تعني يا بنية فشرحت له ما تفهم منه فأخبرها معنى هذه الحروف في علم التأويل وهذا يظهر شيئين؛ شيء انه أمير المؤمنين كان يتابع زينب عليها السلام ودرسها مع الكوفيات، ومن جهة اخرى ايضا كان يفتح لها أبوابا لم تكن تتعرف اليها. هذا ايضا يوضح لنا انه "عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة" لا يعني انه لم تتعلمي من أحد اصلا، مافيه انسان الا وهو قد تعلم ؛ حتى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم علمه ربهونزل اليه الوحي عن طريق جبرئيل والائمة اخذوا علم آبائهم. المقصود هنا اوه عالنة غير معلمة على ما يظهر انه علمك ليس مأخوذ من الناس، وانما من المصدر الاصلي رسول الله صلى الله عليه وآله ومن باب مدينة علمه علي عليه السلام وانه هذا العلم ليس محتمل الخطأ او الصواب كما هو علم سائر الناس وانما هو عين الواقع كما يخبر عن ذلك رسول الله محمد. فبقيت سلام الله عليها في الكوفة هالفترة نحو اربع سنوات وشيء هي مدة من جيتها من المدينة الى الكوفة الى شهادة ابيها امير المؤمنين عليه السلام. ثم بعد ذلك شيء من الوقت بقيت الى ان صارت قضية المهادنة بين الحسن المجتبى عليه السلام وبين معاوية في قضية الصلح المشهورة. بعدما تمت هذه المهادنة رجعوا بنوا هاشم غالبا الى المدينة – هذه الهجرة اللي سووها من المدينة الى الكوفة حوالي خمس سنوات خمس سنوات ونصف تقريباً هي انتهت مع حصول المهادنة مع الامام الحسن المجتبىوبين معاوية ابن ابي سفيان_ فرجع الامام الحسن عليه السلام الى المدينة وبرجوع الامام الحسن رجع معه بنوا هاشم وأهلهم ونسائهم هؤلاء كلهم رجعوا الى المدينة فرجعت زينب في تلك الفترة الى المدينة المنورة. استمرت مع زوجها عبدالله ابن جعفر، عبدالله كما ذكرنا كان تحت تربية امير المؤمنين عليه السلام وتوجيهه ولذلك زوجه ابنته ايضا وكان يعتمد عليه في المهمات بعد الحسنين عليهما السلام. بل كان معروف انه اذا واحد -حسب التعبير- عنده شغله خاصة او كذا مع امير المؤمنين وما يوصل مع الحسن والحسين فليصل الى عبد الله ابن جعفر حتى قيل انه احد الدهاقين وهم الفئة التي تمتلك اقطاعيات زراعية كبيرة؛ مزارع قد يكون بس شغله مزارع وياخذ اجر، واحد آخر لا عنده ملاك وعنده مساحات كبيرة يطلق عليهم الدهاقون. واحد من هؤلاء كان عنده أمر مع الإمام علي عليه السلام فسأل من أقرب الناس الى علي بن ابي طالب، انا عندي شغل معاه، فأُرشد الى عبد الله ابن جعفر ، فعبدالله شاف شغلته واخذه الى أمير المؤمنين عليه السلام والاماملاقضى حاجته سواء كانت مسألة شرعية او قضية ميراث المهم انه انهى تلك القضية لذلك الرجل، و لما خرج مع عبد الله بن جعفر وهو من الدهاقين واصحاب اموال اراد ان يعطي عبد الله بن جعفر اربعين الف درهم لأنه انجز الشغلة هذه، فرفض بإباء وقال نحن لا نأخذ على عمل الخير أجرا. الله سبحانه وتعالى هو الذي يثيبنا ويعطينا. ما قيمة الأربعين الف هنا وهذا فيه درس الى بعض من الناس اللي اول ما تقبل عليه لقضاء حاجة، يعطيك اياها كاش ترا ما يُخدم بخيل. يعني جهز فلوسك؛ يا با انت في دائرة تقوم بعملك الطبيعي وتاخذ عليه اجرا مقرر لك ، ماذا يعني انه ما يخدم بخيل ؟ حتى لو لم تكن في داخل هذه الدائرة قد يخدم الانسان طلبا لله عز وجل . غير مطلوب انه اذا اي انسان قد لإنسان عمل لازم يعطيه عليه اموال، اين ثواب الله واين اجر الله واين طلب ما عند الله عز وجل. فهذا يبين من جهة نفسية عبد الله ابن جعفر ومن جهة اخرى قربه لأمير المؤمنين سلام الله عليه. بعد شهادة أمير المؤمنين، معاوية ضمن أساليبه المختلفة حاول أن يصعد جماعة في مقابل الحسنين ؛ فكان ان قوى علاقته مع عبدالله ابن جعفر، الغرض: واحد ان يخلي اشخاص قدام الحسنين ويوجه الناس الى اولائك الاشخاص والامر الاخر ان يحصل له مؤيدين ويفصل عبدالله ابن جعفر عن الحسنين عليهما السلام. عبد الله ابن جعفر كان قد انتبه لهذا الأمر، فكل مرة اللي يجي معاوية الى المدينة، احيانا هو يروح يزور عبد الله ابن جعفر ويقوله انت لست اقل من الحسن والحسين و والدك ليس أقل من والدهم. والدك ابو جعفر الطيار ابن ابي طالب الشهيد الذي يعوضه بجناحين في الجنة. ولولا ان فاطمة بنت رسول الله لقلت ما أمك بأقل من أمهما. فكان يريد ان يرفعه وكان عبد الله ابن جعفر بشكل حازم يقول له مرارا اذا الحسن موجود يقول له الحسن سيدنا وابن سيدنا ولا نتخطى أمره. وفي الأيام التي الإمام الحسن المجتبى قد استشهد، يعني من سنة خمسين وما فوق، كان يقول الحسين سيدنا وابن سيدنا ولا نتقدم أمره. حتى في قضية من القضايا الشخصية تعتبر ةهي انه معاوية اراد ان يخطب بنت عبد الله ابن جعفر ليزيد يعني تصير زوجة ابنه يزيد وغير ملعوم انه هذه هي بنت زينب كما يرى بعضهم أو لا بنت احدى زوجاته الأخريات وابوها عبد الله ابن جعفر. الأكثر يقولون كانت بنت زينب، وهؤلاء ما عندهم مشكلة بني أمية انهم يتاجروا بأي شيء، بالفلوس يتاجروا ما عندهم مانع بالدين يبعوا ويشتروا ما عندهم مانع فكان يهمهم كثيرا ان يظهروا انه مافيه مشكلة بين بني أمية وبين بني هاشم. من طرقهم في ذلك قضية المصاهرة والتزاوج. فأرسل معاوية الى مروان ابن الحكم وكان واليه على المدينة أن أخطب ليزيد بنت عبد الله ابن جعفر. فجاء مروان الى عبد الله ابن جعفر وقال له ارسلني معاوية حتى اخطب ابنتك أم كلثوم الى ابنه يزيد وأريد من عندك الجواب. قال له أمري وامر بناتي هو بيد الحسين عليه السلام، قال له الحسين غير موجود هنا؛ في ينبع كان الامام الحسين؛ باعتبار ان الإمام أمير المؤمنين حفر عدد من الآبار في منطقة ينبع في فترة الخمسة وعشرين سنة التي كانت في ايام الخلفاء الأوائل. قال له: هذا في ينبع قال له: ننتظره اربعة خمسة أيام أكثر، أمرنا بيده اذا كانت بنت زينب فهو خالها وأمرها بيده، وأنا وهي تحت أمر الحسين عليه السلام. فانتظروا بالفعل الى ان رجع الحسين عليه السلام وأخبروه بذلك، فرفض الإمام الحسين رفضاً باتاً وزوجها أحد ابناء عمها فمروان انزعج ومعاوية كان اشد انزعاج. الشاهد من هذا: انه عبد الله ابن جعفر زوج العقيلة عليها السلام كان منسجما تمام الانسجام مع الحسنين عليهما السلام وكان في مسيرهما وكان في ركابهما؛ لذلك لا نعتقد أن ما يقال من ان الامام امير المؤمنين قد اشترط عندما زوج زينب لعبد الله ابن جعفر قد اشترط عليه ان يسمح لها بالخروج مع اخيها الحسين في كربلاء في عقد الزواج لانعتقد انه هذا شيء محقق؛ لانه ما يحتاج، عبد الله ابن جعفر بمثابة ابن علي عليه السلام تربية يده، انتمائه اليه ثم بعد ذلك في ركاب الحسنين الى الحد الذي يعتبر بناته ويعتبر نفسه تحت إمرة الحسن والحسين وهما يتخذان القرار فيما يرتبط ببناته بل به ايضاً. زينب عليها السلام في هذه الفترة كانت مع زوجها لا ريب -نحن نعتقد ايضا- انه لزينب دور كبير في إلصاق عبد الله ابن جعفر بأخويها الحسن والحسين عليهما السلام وانه مواقفه دائما تكون منسجمة مع الحسن والحسين عليهما السلام. إلى ان صارت قضية كربلاء وفي كربلاء أول شيء التحقت زينب عليها السلام مع ابنائها وابناء زوجها مع الحسين سلام الله عليه. عبد الله ابن جعفر لم يخرج مع الحسين إما لأنه كما قال البعض انه كان كفيف البصر أو لغير ذلك من الأسباب بحثه ليس هنا -في مكان آخر نبحثه ان شاء الله- ولكن موقف عبد الله ابن جعفر بيّنه عندما رجع ركب الحسين الى المدينة من جديد وقال أحد العبيد -أحد الموالي- يقال له ابو اللسلاس -هذا على قد عقله كما نقول- من ابناء عبد الله ابن جعفر راح شهيدين، قتل شهيدان في المعركة، احدهما ابن زينب والآخر ابن زوجته الأخرى المسماة بالخوصاء، فهذا كان يقول انه في جلسة بعدما رجع ذلك الركب الحزين هذا العبد كان يقول: ماذا لقينا من الحسين ، كأنما مثلا اولاد عبد الله ابن جعفر اثنين منهم راحوا شهداء قيل ان عبد الله ابن جعفر اخذ حذاءه وقال له اسكت لا أم لك ورماه في وجهه، وقال تمنيت لو كنت معه ولقد هون علي ذلك ان ابنيّ استشهدا في ركابه هذا كان موقفه الذي اعرب عنه. زينب عليها السلام كما علمتم خرجت مع الحسين سلام الله عليه و وصلت الى كربلاء، أدوار زينب في كربلاء ممكن نلاحظها ما قبل شهادة الحسين وما بعد شهادة الحسين، من وصول الحسين الى يوم العاشر بعد الظهر، والمرحلة الثانية ما بعد ذلك. في المرحلة الأولى نستطيع ان نقول ان مديرة المخيم الحسيني كانت العقيلة زينب؛ لا نلحظ حركة داخلسة في مخيم الحسين الا وهي تحت نظر العقيلة زينب عليها السلام وتحت تدبيرها وادارتها. هي بعض الفتات اذا الإنسان يلتفت لها يتحقق له ذلك؛ عندما جاء حبيب ابن مظاهر كما هو المعروف، رجل جاء شيخ الشيعة وصل الى كربلاء، صارت حركة في المخيم واستبشار يعني حالة فرح وماشابه ذلك لا نجد هنا اي كلام من اي امراة في المخيم الا من زينب عليها السلام، كما نُقل انها سألت علي الأكبر مالذي جرى فقال لها: جاء شيخ الشيعة عمي حبيب ابن مظاهر قالت: ابلغه عني السلام، هذه رسالة له، فلما بلغ علي حبيب السلام من زينب عليها السلام، جاء الى خيمتها سلم عليها وباعتبار ان حبيب احد الأشخاص الذين اخذوا علم المنايا والبلايا من علي، ذكر سبي العقيلة زينب عليها السلام على الجمال الهزل، هي بدورها ايضا اوصته بألا يقصر في نصرة اخيها الحسين عليه السلام. هذا التصدي من امرأة -يفترض انه حسب التعبيرجابوه وخلوه مالها شغل في هذا المقاتل وفي ذاك الفارسوالى آخره- يبين ان زينب كانت تلاحظ المخيم من جهة واذا حصلت فيه حركة تتخذ فيه إجراء؛ حركة تحتاج الى تشجيع كما حصل الى حبيب ابن مظاهر، حركة تحتاج الى تساءل ليلة العاشر من المحرم كل النساء وضعهم عادي لا يهتمون بسائر الأشياء، لكن زينب عليها السلام تجلس عند اخيها الحسين وتسأله هل استعلمت من اصحابك عن نياتهم، اخشى ان يسلموك عند الوثبة وعند اصطكاك الأسنة، فيجيبها الإمام الحسين: لقد بلوتهم فما وجدت فيهم الا الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل بمحالب أمه. المفروض ان هذا القلق وهذا السؤال يجي من الزوجات، الحسين على الظاهر كان معه ثلاث زوجات في يوم كربلاء اصطحبهن؛ الرباب والدة الطفل الرضيع وأم اسحاق بنت طلحة وايضا على ماهو المشهور والمعروف ولعله الصحيح ليلى ام علي الأكبر، هؤلاء ثلاث نساء من زوجات الامام الحسين عليه السلام معه المفروض هؤلاء اللي يتساءلون شلون وضع الاصحاب وضع الانصار كذا وكذا ؛ يعني قلق الزوجة على زوجها هو الأكثر لكن، هنا نلاحظ زينب هي التي تبادر وتسأل الامام الحسين عليه السلام. الذي ينقله المؤرخون انها هي التي كانت تمرض زين العابدين عليه السلام الرواية عن الامام زين العابدين انه في ليلة العاشر: وكانت عمتي تمرضني في الخيمة، الامام السجاد عليه السلام على الاقل عنده زوجته ام الإمام الباقر عليه السلام لانه الامام الباقر كان موجود في كربلاء وعمره ثلاث سنوات او اربع سنوات ومن الطبيعي أن تكون امه معه في هذا السن، لكن التي تهتم وتنظر الى وضع علي عليه السلام السجاد هي عمته زينب، هذه فيها إلماعة إلى ان هذه المرأة لم تكن جالسة كسيدة تخدم وما تلتفت الى شيء او انه ما عندها اهتمام لما يجري، لا مع التفاصيل تتابعها، بل حتى لقد ذكروا انه عندما ارادت الرباب ان تطلب الماء لولدها الطفل الرضيع جاءت به الى العقيلة زينب، مع انه العادة والوضع الطبيعي زوجة واحد ابنها عطشان تجيبه لزوجها، لكن هذا يتبين منه انه دور العقيلة عليها السلام في داخل المخيم كان دورا اساسيا ومهماً وكان لا واردة ولا شاردة الا من خلال هذه المرأة، لما يوقع علي الأكبر عليه السلام، يذكر المؤرخون انه زينب عليها السلام لما نظرت الى الحسين عليه السلام قد امتد الى جانب ولده علي خشيت على الحسين، خافت على حياة الحسين عليه السلام ان يقضي كمداوحزنا. ماذا صنعت زينب هنا؟ خرجت على باب المخيم شبكت عشرها على راسها ونادت وا والداه واعلياه ولما سمع الحسين صوت العقيلة زينب، قام ورجع الى الخيمة وهكذا عندما يلتقط الواحد الى هذه الفتات مما كان يجري في داخل مخيم الحسين، يجد ان الدور الأساس وان مدير هذا المخيم الداخلي كانت العقيلة زينب صلوات الله وسلامه عليها، هذا الى ما قبل المقتل. اما ما بعد المقتل فالأمر واضح جداً كيف ان العقيلة عليها السلام هي التي حملت الراية وتشاطرت هي والحسين -يعني تشاركت هي والحسين لكل منهما شطر- بنهضة كتب القضاء عليهما ان يندبا هذا بمعترك النبال وهذه في حيث معترك المكاره في السبا؛ ذاك في معركة عسكرية نبل وسيوف، وهذه في معركة المصائب والمآسي والسبي والصبر وقيادة هذا الركب حتى يصل الى محله، وفعلا أدارت الأمر بما اخبر عن ذلك إمامنا: "انت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة" اول شيء ان زينب عليها السلام حفظت خط الإمامة بكامله، الإمامة الإلهية كانت رهينة حفاظ زينب على زين العابدين عليه السلام؛ اول ما هجم القوم على المخيم، وجاء شمر اللعين دخل الى المخيم وجد علي زين العابدين عليه السلام وكان طريح الفراش، فقال من هذا، لما لم يُقتل الى الان. فأراد ان يقتل الإمام عليه السلام والامام في ذاك الوقت كان فوق العشرين من العمر ولكنه كان عليل مريض فأراد قتله، فألقت زينب عليها السلام بنفسها عليه بحيث اذا جت ضربة السيف تصير عليها ماتصير على الامام زين العابدين عليه السلام. فحفظت هذه في المرة الأولى ثم بعد ذلك حفظته عندما راته يكاد ينتزع الروح من الألم اليوم هذا عندما صعدوا على النياق وادار الامام عينه في تلك الضحايا والجثامين المقدسة، كادت نفسه ان تخرج ألما وكمدا انت الآن تسمع هذا وتتألم وتبكي وينفجع قلبك، شلون لو تشوف صورة فكيف لو تشوف الواقع أمامك، هذا مكبوب على وجهه وذاك على يمينه وضاك على شماله والأشد من ذلك ان جسم الحسين قد حطمته حوافر الخيل، يقدر يحتمل الإمام السجاد هذا الأمر، فكادت نفسه ان تخرج من جسده، فالتفتت اليه العقيلة زينب وقالت له مالي اراك يابن اخي تجود بنفسك -يعني قاعد تطلع روحك من بدنها- مالي اراك تجود بنفسك يا بقية الماضين والله لقد اخذ الله ميثاق اناس لا تعرفهم اهل هذه الأرض وهم معروفون في السماء، انهم ينصبون لأبيك قبرا ويعلون له رسما وليجتهدن ائمة الكفر واشياع الضلالة على محوه وتطميسه فلا يزداد الا علوا هذا الموقف ايضا لولا زينب عليها السلام ماندري مالذي كان يحصل للإمام زين العابدين من شدة الألم والأسى والحزن. والمرة الثالثة ايضا في هذا اليوم لما دخلوا على ابن زياد لعنة الله عليه، لانهم خرجو مع الضحى تقريبا الى الكوفة ثم بعد ان تفرج عليهن الناس، دخلوا على ابن زياد لعنة الله عليه، ابن زياد شاف الامام السجاد قال له ما اسمك؟ قال له علي، قال أوليس الله قد قتل علياً قال له كان لي اخ اسمه علي قتله الناس فقال بل قتله الله فقال: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} فقال وبك جرأة على رد جوابي فأخذ السيف من السياف وتقدم خطوات لكي يضرب عنق الإمام السجاد عليه السلام فصرخت زينب بأبي وأمي يابن زياد يكيفيك ما سفكت من دمائنا، والله لا يُقتل حتى أُقتل دونه واعتنقت ابن اخيها سلام الله عليه بحيث ان لو واحدا اراد ان يقتل الامام السجاد، لابد ان يقتل زينب عليها السلام قبل ذلك، فحفظت خط الإمامة صلوات الله عليها وحفظت نهضة الحسين في هذا المسير.
مرات العرض: 3440
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 58472.29 KB
تشغيل:

11 المقدسات بين الاحترام والإهانة
13 نحن وتفاصيل مقتل الإمام الحسين