10 تضحيات المرجعية الشيعية ومعاناتها
التاريخ: 14/4/2023 م
تعريف: 10- تضحية المرجعية الدينية و معاناتها كتابة الفاضل االمهندس مراد قال الله العظيم في كتابه الكريم: { بسم الله الرحمن الرحيم وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب : 58] حديثنا يتناول الطرق و الوسائل التي يستخدمها وأعداء المذهب في إسقاط المرجعية الدينية الشيعية، قد ذكرنا في السابق أن هناك فئات من خارج الدين و المذهب، و هناك من الداخل المحسوبين على المذهب، هؤولاء يصنفون على أنهم على طرف المعاداة مع المرجعية الدينية الشيعية و أشرنا إلى بعض صفات هؤولاء و عناوينهم العامة، هنا سنتطرق للوسائل و الطرق التي يقوم بها هؤلاء لإسقاط وجود المرجعية الدينية و احترامها و اتباعها في داخل طائفة الشيعة الإمامية، و في الغالب هؤلاء إنما يبثون أفكارا و كلاما و شبهات تنتهي إلى التشكيك إما في أصل الحاجة إلى المرجعية الدينية و إما التشكيك في أشخاص المراجع، و تنتهي كما يتصورون إلى أن الناس سوف ينفضون عن المرجعية الدينية.. فهي إذن قسمان: 1. قسم من الأفكار يتناول أنه لا حاجة للمرجعية الدينية في الزمان و سنأتي على بيان ما يذكرونه.. 2. القسم الثاني ينتهي في التشكيك في هذا المرجع أو ذاك.. شخصية المرجع كذا و كذا، حتى و إن قلنا أن المرجعية جيدة لكن هذا المرجع رقم واحد و هذا رقم اثنين ورقم ثلاثة هؤولاء لا يستحقون الإتباع.. أو حتى اذا اردنا استعمال تعبير الحوزات العلمية، قسم من الأفكار في كبرى القضية، هل هناك حاجة للمرجعية الدينية؟ و قسم آخر في صغرى الموضوع المرجعي، هذا ليس حسنا و هذا سيء.. بالنسبة للقسم الأول و هو التشكيك في الحاجة إلى أصل المرجعية الدينية، بغض النظر عمن يكون مرجعا دينيا، يقول هؤولاء نحن لا نحتاج إلى مرجعية دينية و هؤولاء على أقسام في الأفكار: 1. القسم الأول من يتظاهرون انهم ينفتحون على القرآن الكريم مباشرة، يقول لك القرآن الكريم فيه تبيان كل شيء، و فيه تفصيل، فلماذا ألجأ إلى فلان و علان،مادام القرآن عندي و القرآن قطعي نزل به الملك جبرائيل على رسول الله صلى الله عليه و آله، موجود أمامنا افتحه و ارجع إليه مباشرة، لماذا أرجع إلى الرسالة العملية والى العالم الديني و إلى المرجع؟! ظاهر هذا الكلام لطيف، القرآن ليس هناك ما هو أصدق منه أو أحسن منه، ليس هناك اختلاف فيه و لا هناك تشكيك في سنده و في صحته، نلجأ إلى القرآن مباشرة، ما دام يمكن أخذ الأحكام من القرآن فلا حاجة لتقليد المرجعية الدينية.. هذه الفكرة ليست ابتكارا بل قالها قبلهم من قال: (حسبنا كتاب الله)، لماذا علي بن أبي طالب و عترتي أهل بيتي ، القرآن موجود آياته كاملة، يكفينا نطلع عليه لماذا نلجأ لعلي بن أبي طالب و فلان و فلان، يكفينا القرآن أمامنا، هذا في العصر القديم.. في العصر الحديث حوالي منذ سنة ١٩٠٠ ميلادية، برزت حركة في الهند، أنشأها رجل متعلم في المدارس العصرية، يسمى سيد أحمد خان الهندي، و هو غير شيعي المذهب، بعدما درس بدأ يراجع الصحاح عند القوم، فوصل إلى نتيجة ما هذه الصحاح، فيها كثير من الأحاديث مضادة للعلم، و كثير متضاربة في بينها، و عليه هذه لا يمكن أن تكون منهاجا للحياة، حيث يقول بالتالي احذفها كلها و كإنسان مسلم ارجع الى القرآن، و من هناك سموا بالقرآنيين، القرآنيون حركة أنشأها سيد أحمد خان في الوسط غير الشيعي الهندي، ثم تطورت و انتقلت الى باكستان ثم إلى مصر، و هذا الفكر بدأ ينتشر و يقول ان الصحاح فيها تناقضات، في أشياء ضد العلم، ضد التاريخ ، ضد الحقائق، لا يمكنها أن تكون برنامج، إذن لا ملجأ سوى إلى القرآن، و لازالت إلى يومنا رموزها موجودون لكن في طبقة المثقفين و ليس الطبقة الشعبية، بعض من ينتمون إلى المذهب الإمامي الشيعي استحلوا الفكرة و تصوروا أنهم قد اكتشفوا كشفا عظيما، و الحال هذا تاريخه، و في التاريخ قالها قبلهم من رفع شعار (حسبنا كتاب الله)، في العصر الحديث قاله مؤسس حركة القرآنيين، هؤولاء قسم من المثقفين الشيعة خصوصا الذين لديهم صورة في تدبر القرآن الكريم في صورته المغالية، يقولون نحن مأمورون بالتدبر في القرآن، افتح القرآن و استنبط و افتحه و انظر في المعاني، هذا النمط استعار هذه الفكرة و أراد أن يطبقها، حيث يقول نحن لا نحتاج المرجعية الدينية و لا نحتاج لآخرين، نحن نحتاج إلى القرآن الكريم، حتى قضية الأحاديث و الروايات يغفلونها، فيقولون نحن نحتاج القرآن فقط..!! نقول لهم: :"ما هكذا يا سعد تورد الإبل" فاولئك وجدوا تناقضات في الصحاح لجأ إلى هذه الطريقة، لكن نحن اصلا ليس لدينا شيء اسمه صحاح، عندنا كتاب، الكتب الأربعة كل فقيه مجتهد بالغ من العلم مبلغه، لازم يحقق كل حديث بنفسه، لا يقول أستاذي قال صحيح، أنا أيضا اراه صحيحا، لا يقول المؤلف الكليني، الطوسي أو الصدوق قال أن هذه الأحاديث عندي صحيحة إذن انا أقراها..لا، كل حديث الفقيه العالم المجتهد المرجع الديني ان يكون عنده نظرية في الرجال و نظرية في الدراية، يراجع كل حديث بمفرده يجتهد في كل لفظ من الألفاظ، ليس هناك الحديث صحيح و خلاص، و ليس هناك أنه أول الكتاب يتخالف مع آخره نكفر بالجميع و نقول نذهب وراء القرآن فقط، بل نقول هذا الحديث غير صحيح و ذاك الحديث ضعيف وهذا يحمل على كذا... هؤولاء لقلة بضاعتهم في هذا الشأن، لم يدرسوا الرجال و لا الحديث و لم يخوضوا في هذا البحر، لذلك يقولوا نحن نذهب وراء القرآن ما في سند و لا رجال، تأمل في الآية تشير إلى شيء ما تذهب وراءها.. حتى بعضهم من غير المذهب عنده من الفتاوى العجيبة، مثلا يقول انه في أوروبا الآن الوقت طويل للصوم، أحيانا ١٨ ساعة أكثر أو أقل ، هذا إذن {..وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ..} [البقرة : 184] فالذي في مكانه الصوم طويل عليه فدية طعام مسكين ٢ دولار، بدل من ان تصوم اعطي ٢ دولار لكل يوم، انت شاب و عضلاتك مثل الاسطوانة الله يزيدك عافية و خير، هذا القرآني يقول لك، بما أنك لا تطيق انت ١٧-١٨ سنة ادفع ٢ دولار كل يوم، يعني ٦٠ دولار طول الشهر و الحمد لله رب العالمين، و قد يقول الصلاة ايضا تتعب فيمكنك تستأجر واحد يصلي بدل عنك الصلوات اليومية و انت اذهب للتنزه!!! هذا الفهم الخطأ الذي كان عند آخرين، نقله من كان في دائرة المذهب، و قال نحن نعتمد على القرآن الكريم و لا نحتاج إلى المرجعية الدينية، طبعا كما بينا، أصل الفكرة ليست ابتكارا لهم سبقوا بها، هذه الفكرة لا تستطيع ان تعبد الله مقدار ركعتين، القرآنيون لا يستطيعون أن يصلوا صلاة الصبح، لأن القرآن الكريم ما جاء فيه كيفية صلاة الصبح، ابحث في القرآن من اوله إلى آخره عن هذه الكيفية التي تعلمها لابنك، غير موجودة بالقرآن، هذا ابسط شيء صلاة ركعتي الفجر لا تستطيع ان تكتشفها من القرآن، تقدر تكتشف برنامج حياتي كما ذكرنا فيما سبق بعض الرسائل العملية ٩٢٤٠ مسألة في العبادات و المعاملات وأنت بفكرة (حسبنا كتاب الله) لا يمكنك أن تصلي ركعتين، لا تقدر أن تدير أمور حياتك و برنامج لحياتك الشخصية، العبادية، الاجتماعية و المعاملاتية، فهذه فئة أحيانا تطلق هذه الأفكار لأنه لا نحتاج إلى المرجعية الدينية مادام عندنا القرآن الكريم و الجواب هو ما ذكرناه اعلاه.. قسم آخر يبثون فكرة أخرى و هي التالية: يقول لك نحن شيعة أهل البيت مطالبون بإتباع أئمة أهل البيت عليهم السلام و لسنا مطالبون بإتباع المراجع، أساسا قضية التقليد و المرجعية وما شابه ذلك هي من نتاج المدرسة الأصولية، و هذه الأخيرة عبارة عن تسرب من المذهب الآخر اي مدرسة الخلفاء إلى عالم التشيع، فإذا كان الامر كذلك فنحن من الأساس لا نقبل لا النرجعية و لا التقليد لأنها إمداد المدرسة الأصولية التي هي تسرب من مدرسة الخلفاء..! هذا الجواب و هذا الكلام ما هو معلوم لا يعتمد على دليل أبدا، اما قضية اننا نتبع الأئمة عليهم السلام فينبغي أن نتبع الأئمة في كل شيء، الأئمة عليهم السلام، كما اثبتنا سابقا بدأت المرجعية الدينية معهم منذ زمن الإمام الباقر عليه السلام، حيث ذكرنا أن المرجعية الدينية و إحالة الأئمة عليهم السلام لمراجع الدين ليس في زمن الغيبة بدأت و إنما في زمان الإمام الباقر عليه السلام، في زمان الإمام الصادق عليه السلام، فأنت اذا تقبل من الأئمة عليهم السلام لازم تقبل كل كلامهم، و من ذلك ارجاعهم الناس إلى علماء و فقهاء في زمانهم أولا ثم فيما بعد زمانهم، فإنهم كما ورد في أحاديثهم (و اما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنهم حجتي عليكم و انا حجة الله) رواة الحديث لا يعني يحفظ حديث، و الا أي واحد عنده حسن حافظة يقدر يحفظها، فهناك أطفال ١٠ سنوات أو أقل حفاظ للقرآن، هذا يمكنه حفظ الأحاديث لكن هل هذا يصير مرجعية دينية، المقصود يحفظها و يفهمها و يعيها و يعرف اختلافاتها و يستنبط منها فتحفظ بتطبيقها بعدما حفظها في ذاكرته و عالجها وشرحها و استنبط منها و جمع بينها و بين غيرها، فإذا كان كذلك المرجعية الدينية هي الفئة المؤهلة لمثل هذا الأمر، و إذا انت تتابع أئمة أهل البيت عليهم السلام فإنهم عليهم السلام اسسوا هذا في زمانهم منذ زمن الإمام الباقر عليه السلام و كرسوا بعد زمان غيبة قائم آل محمد عجل الله فرجه الشريف، أنه نحن نتبع الأئمة عليهم السلام مباشرة، إذا كان الإنسان صادقا في ذلك فلا يصح له أن يتبع في شيء و يترك في شيء آخر، بل يجب أن يتبع الجميع و من الجميع تكريس نظام المرجعية الدينية لدى الشيعة.. لنفترض مثلا جدلا، ننزل إلى مستوى طرحك، أنت تستمع من الأئمة عليهم السلام فالتواصل المباشر معهم غير ممكن، و إمام زماننا عجل الله فرجه الشريف غبنا عنه بأخطائنا و بقلة إيماننا فلا نستطيع التواصل معه (عج)، لابد أن نرجع إلى الأحاديث الموجودة في الكتب و الروايات فيها الخاص و العام، المطلق و المقيد، الضعيف و الصحيح، و من المتعارضان.. علماء و فقهاء مقتدرون يحار في آخر الأمر بعد تقليب المسألة من مختلف الوجوه و ذكر الاحتمالات و الاستدلال بمختلف الاستدلالات يقول إلى الآن انا لست جازما بالموضوع..هذا و هو البحاثة و العلامة، المحيط، العارف بأخبار أهل البيت عليهم السلام، أنا أجيء و أمثالي من عامة الناس اقول آخذ الروايات من الكتب و اعتمد عليها، أن دون ذلك خرط القتاد، لا يمكن هذا الأمر و الذي مارسه و جربه يعرف كم هو امر صعب لهذه الجهة.. هذه الحوزات و المجتهدون و المراجع كم اشتغلوا و سيعملون ايضا، و يبقى هناك مجال واسع للاجتهاد.. فأمر أنني لا احتاج الى المرجعية الدينية و آخذ أحكامي مباشرة الأئمة عليهم السلام عبر الروايات من هنا و هناك، هذا يبين أن صاحب هذا الكلام ما دخل البحر و ما تبللت ملابسه.. قسم ثالث يلجأون إلى فكرة أخرى يشيعونها بين الناس و هي ما يسمى بالاتجاه العقلاني، يقرر مقدمات و ينتهي إلى نتيجة، يقول لك نحن الله اكرمنا بالعقل {.. إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد : 4] يعني ذلك أن الله من عليك بالعقل، أراد منك ان تستعمله و تستخدمه، ما يحتاج تؤجر عقلك- هذا التعبير يستخدمونه أحيانا- لشخص آخر و لو كان مرجع دين، أي لا تقلد لا تذهب نحو المرجعية الدينية و إنما اعمل بعقلك.. جواب على ذلك أفضل ما اعمل فيه من المسلمين العقول و اعتمدوا عليها بهذا المعنى هو المذهب الحنفي، قاسوا الأمور و استدلوا على شيء بشيء و نظروا لشيئا بشيء آخر، و انتهى بهم إلى أن قال إمامنا جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام: "إن السنة اذا قيست محل الدين" و حتى يقرب الإمام سلام الله عليه المعنى إلى من كان في زمانه و من سيأتي في آخر الزمان، يقول سؤال: البول أنجس او المني، لسيما عند مدرسة الخلفاء الرأي الشائع لديهم ان السائل المنوي ليس نجسا، رأيهم هكذا، و يروون عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم رواية غير صحيحة عن بعض زوجات، أنه النبي الأكرم صلى الله عليه و آله ، حاشاه، كان اذا صار شيء من هذا على ملابسه كان يحكه بعد ان ييبس و يصلي، و هي رواية باطلة عندنا.. يقول ايهما أكثر نجاسة البول أو المني، إذا السائل المنوي طاهر أمر عندكم هكذا، اذا لا نجس، فقال له لا البول أكثر نجاسة، فقال: إذن لماذا أمر المسلم أن يغتسل عن المني و الجنابة، و لا يغتسل عن البول؟ في البول اذا منه يكفي أن يطهر الموضع بالماء، لكن إذا خرج منه السائل المنوي للإحتلام مثلا في الليل، أو بالممارسة الجنسية المشروعة، هذا يجب أن يغتسل بالكامل من الفوق إلى تحت، يغسل رأسه و رقبته ثم يغسل سائر بدنه من الأمام و الخلف، هذا إذا السائل المنوي أقل نجاسة لماذا صار يغسل كل بدنه، المفروض يغسل منطقة معينة خرج منها هذا السائل و انتهى الموضوع مثلما هو الحال في البول، يريد يقول له ترى هناك أشياءعقلك و عقلي لا يهتدي لها، ليس لنقص في عقولنا و إنما نحن حواسنا خلقت بمقدار حاجتنا، يعني عينك مثلا تحتاجها أن تبصر إلى بعد ١كلم، الله يقدر يجعل عينك تبصر على بعد ٥٠ كلم أم لا؟ لكن الله سبحانه وتعالى خلق قوة الإبصار عندك بمقدار ما تحتاج إليه في هذه الحياة الدنيا، ذراع مثلا تقدر ترفع به ٥٠ كلغ أو ١٠٠ كلغ، الله يقدر يجعلك ترفع هذا الوزن، الله على كل شيء قدير، لكن انت هذا ماتحتاجه في حياتك الدنيوية، و هكذا سمعك و قلبك و شمك و ذوقك، الله يقدر يجعل قدرة التذوق من دون أن تلامس الشيء المستشار لكن ما تحتاج هذا الأمر، عقلك أيضا خلقه بالمقدار الذي تحتاجه، لذلك ان تعرف الله ماهو و كيف هو؟؟!! لا تحاول عقلك ما يصل لذلك، مثل عينك لا تبصر لبعد ٥٠ كلم عقلك أيضا لا يصل إلى الله في ذاته و كنهه، يتعرف على الله بآثار بالمقدار الذي يوجب حجة عليه في أن يعبده، اما ان يعرف من هو الله و ذات الله و كنه الله، لا ابدا لا تستطيع و لن تستطيع فلا تحاول عبثا، كذلك في أمور الدين بمقدار الاستدلال و الاستنباط و الجمع و ما شابه ذلك للعارف المتخصص، الله سبحانه وتعالى أعطى هذه القدرة، اما ان نكتشف أحكام الله من غير هذا الطريق و من غير هذا الأسلوب و نقول عقلنا يهدينا لكذا و كذا، ما يقدر يكون هذا عقلك بل هذا وهمك.. وكم تخبط هؤولاء، لاحظوا قسم من الذين يتمسكون بهذه الفكرة، أنه نحن بعقولنا نصل إلى كذا و كذا، تعال اسمع كيف يتكلم في أمور الدين، ينطبق عليه قول إمامنا جعفر الصادق عليه السلام: في مثل هذا تحبس السماء قطرها" فهناك قسم من الناس يأتي يقول لك هكذا أنا بعقلي و عقلي حجة و هكذا، سيتخبط هذا، مع عنك الرسالة العملية و المعارف الدينية التي أنتجتها المرجعيات الدينية في طول التاريخ، فقط تعال قرر لي كيف تصلي ركعتين بعقلك؟! أو قرر لي كيف تصوم بعقلك، كيف تهتدي إلى المفطرات بعقلك؟؟ ما لم يكن هناك استناد إلى الوحي قرآنا أو استنادا إلى حديث المعصوم رواية، ما تستطيع توصل لهذا، و هذه على مستوى الأفكار، قسم من الناس و أحيانا من داخل المذهب من داخل الدائرة ينفون الحاجة إلى المرجعية الدينية بمثل هذه الأفكار، و قد عرفت ان مثل هذه الأفكار لا تصمد و لا تثبت، هذا ما يرتبط كله بنفي الحاجة إلى أصل المرجعية الدينية، إلى أصل النظام، إلى فكرة البرنامج، المرجع الديني.. هناك قسم آخر يأتون صغرى القضية كما يقولون، يقول ما يخالف المرجعية الدينية مكانها، لكن هؤولاء المراجع، فلان فيه كذا و الآخر كذا إلى آخره، تقوله في بالك أنه في هذا الزمان هناك مرجعية دينية تخلو من إشكالاتك تفضل قلدها، لنفترض انه الآن في ساحة عشرة مراجع و أنه عشرين أو ثلاثين على قائمة الصف الثاني، بين هؤولاء كلهم هناك واحد يخلو من إشكالاتك أو لا؟ اذا ليس هناك منهم من يخلو من إشكالاتك، يتبين أن قضية ليست مع زيد أو عمرو، و إنما نفي أصل البرنامج، أو يقول انا رقم واحد لا يعجبني لأنه كذا و كذا، طيب ارجع الى الرقم الثاني أو الرقم الثالث، العربي ما يعجبك هناك غير العربي، غير العربي ما موجود، الكبير الصغير، الشاب و كذا ، إذا كان حائزا على شروط التقليد و المرجعية الدينية، لكن الحقيقة أن مثل هؤولاء قضيتهم هي إسقاط أهم الأشخاص لإسقاط النظام المرجعي الديني، فترى مثلا يأتي يتحدث لك حول الموضوع المالي، و الموضوع المالي سبحان الله يستثير الكثير من الناس، و كثيرا ما يحصل أن يصدق الإنسان المتكلم، شاهد على ذلك لو واحد قال أنه في رأس الشارع قاعدين يوزعون عيدية و أموال و ما شابه ذلك، قسم كن الناس بسرعة يقوم و يلحق حنى لا أحد يسبقهم، فلان واحد اعطوه فلوس مسؤول الحسينية أو القائم على القاعة و قالوا له وزع هذه على الحاضرين، لكن هو ما وزع، و بالتالي تصير ضجة كيف ما وزع علي و انا حاضر بالحسينية من اول البرنامج، و هذا يقول ما اعطاني و الآخر يقول أعطى جماعته، هو أن القضية المالية سبحان الله كما قال الله تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [الفجر : 20] هو اخبر بنا و بأنفسنا، هو تبارك و تعالى يعرف قلوبنا مافيها، و غيره في أصل الأمر لولا أن الإنسان يحب المال حبا جما، لما سعى في كسبه و لولا انه يسعى في كسبه لما صار عمار و عمران في الحياة، هذا شيء إيجابي و لكن إذا كان في الاتجاه السليم، فيأتي بعض هؤولاء لكي يسقط المثال، يقول لك هذا المرجع الفلاني استلم أموال، ليس الآن من زمان هذا الأمر موجود، اتهموا السيد محمد كاظم اليزدي(رض) صاحب العروة الوثقى الرجل المقدس الورع، اتهموه بأنه أخذ أموال من شاهات إيران و من البريطانيين، حتى يعارض النهضة الدستورية، مع أنه ( رض) تجري الأموال من بين يديه من الحقوق الشرعية مئات الاضعاف عما تتحدثون عنه، و لايمد عينه إليها فضلا من ان يمد يده إليها، و إنما انت بث الحكاية في ألف نفر، لو عشرة صدقوها انت في الربح، انت قل حكاية ماذا ستخسر، أنت لا ضربت بسيف و برمح و غير ذلك، دعاية و تهمة و كلام باطل في ألف نفر، ٩٩٩ مذبوح فقط واحد صدقك أنت في الربح، الحكاية تكررها هنا و هناك تربح أشخاص آخرين،كما قلت قضية المال هي حساسة جدا، قد يأتي إنسان مؤمن بطيبة قلبه يقول لماذا المرجع ما يقدم ستيتمنت statement و قائمة بما وفد إليه أي يعمل ميزانية بالمداخيل و المصاريف، أصل الفكرة قد يقول الواحد أنها فكرة معقولة لكن ما الدافع إليها؟ قد تجد الذي يقول بها من هذه الفئة يستبطن في داخله أننا لا نثق في الاستلام و لا في الصرف، و عندنا الذي يستلم ليس أمينا و الذي يوزع ليس صادقا، يمكن هذا الذي لا تاتمنه اذا مستلم ١٠ ملايين فيه يقول لك أنا مستلم مليون، و يكتبها ماذا استفدت انت، بالأساس أليس الذي انت مأتمنه على دينك، على جنتك و نارك، على حكم الله في حقك، الآن لازم يثبت لك بالصادر و الوارد، الشيكات القادمة و الصادرة، إذا الواحد يشك في هذا المرجع بهذا الشك ما لازم يسلمه دينه، انا الذي لا أئتمنه على مائة ريال او مائة دولار، كيف أثق فيه أنه لا يعطي حكما شرعيا على غير ما أراد الله سبحانه وتعالى، كيف أثق أنه حتى يعطي هذا الحكم اعطوه فلوس حتى يخالف حكم الله عزوجل، الذي لا أثق فيه بهذا المقدار، أثق فيه في ديني و أحكام الله في حقي، لكن هي المسألة كما قلت تبدأ من هنا، تطور عند قسم آخر أنه هؤولاء عندهم أموال يلعبون بها كذا و كذا ، اولادهم و نسوانهم و وكلاؤهم و ربعهم، هو صور في ذهنه عصابة، هذه العصابة رأسها يسلب الأموال بأي طريقة ثم يوزعها على من يكون من اعوانه، هذا الشخص العنوان عنده غلط، إذا كان هذا تصوره لا يجوز له تقليد هذا المرجع و لا اخذ الحكم الشرعي منه، أنت هذا إما طريقك إلى الجنة أو طريق إلى النار، و في هذه الحال هو طريقك إلى النار، أحيانا تقذف كلمات يقول مثلا في بلادنا اذهب لندن، كم عندهم من بنايات و أسواق و مولات و ما شابه ذلك، ذلك الذي ما عنده حتى ينتقل من بلدة لثانية ، يقوله اذهب لنيويورك أو إلى واشنطن و إلى باريس و على هذا المعدل، هذا يقترن بكثير من عدم التقوى، لو كان صدقا لكان حراما، لو كان صدقا يكون غيبة و ليس لواحد بل الآلاف، بعشرات الآلاف، إذا صدق هو يكون غيبة و حرام، و الحال كذب و افتراء يعني يتضاعف الأمر، مثل هؤولاء الناس ما ينطبق عليهم مع علمهم بكذبهم في ذلك، و نشرهم لذلك ينطلق عليهم عنوان الفسق،إذا انطبق عنوان الفسق، صار {.. إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات : 6] اظل على اغتيابي لك انت المؤمن من غير وجه حق، مع تعمدي في ذلك تصبح كبيرة و بالتالي بالكبيرة أكون فاسقا، فاسق كيف يسمع لكلامي الناس، كيف يصدقون؟ و الحال أنه أمر الإنسان أن يأخذ كلامه من العادل لا من الفاسق، ينطبق عليه إيذاء علني للمؤمنين {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب : 58] هذا قسم من الناس هم بهذا الشكل، أو أحيانا هو يريد أن يتحول إلى المرجع و القائد، يقول لماذا ما يفعل كذا و بهذا الشكل المرجع؟ المفروض انه يفعل كذا و كذا، حيث نقرأ أحيانا لهذه الأشكال عبارة يجب على المرجعية الدينية كذا و كذا، من يصدر حكم يجب و يلزم و لا يجوز؟؟؟ اذا انت مرجع فوق المرجع، هنا لا مجال للنقاش، لكنك لست كذلك، نفترض انك قرأت كم كتاب و تثقفت، لما تأتي و تقول يجب هذه ي ج ب، من أين جئت بها؟ من أي موقع ؟ موقع ولائي انت ولي على المؤمنين بما فيهم المراجع، أنت مرجع تستطيع بعد تمهيد مقدمات المسألة تقول يجب في المسألة الكذائية كذا و كذا ، و الحال لا هذا و لا ذاك، مثل هؤولاء يريد أن يمشي المرجعية الدينية و المرجع الديني على هواه، مثلا أنا إنسان أحب الموضوع السياسي، أريد المرجعية الدينية في كل عرس لها قرص، و إذا صار شيء ما في مكان ما، أقول أين موقف المرجعية ؟ لماذا لم تصدر بيانات؟ و لماذا لم تفعل كذا و كذا؟ لماذا لم تجيش الجيوش؟ أما إذا كنت إنسان يحب الأمور الوقائية و العبادية و الروحانية، لو المرجع الفلاني للضرورة افتى بأمر من الأمور، فيكون رد الفعل ما دخل المرجع في هذه الأمور؟! يجب أن لا يصنع هكذا، هؤولاء يغرضون أنفسهم مراجع على المراجع، و قادة على القادة، إذا ما فعل المرجع كما هو الحال، يصبح مرجع مغضوب عليه، لازم نحكي عليه و نهتكه و لازم ننشر منشورات ضده، ونعمل قنوات فضائية ضده و لازم نكتب في وسائل التواصل الاجتماعي و نسفه آراءه، و إذا امكن نسوي كاريكاتيرات ضده و على هذا المعدل، هذا كله يصدق عليه مما جاء في الآية المباركة من سورة الأحزاب{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب : 58] هذا إذا مؤمن عادي تقول هذا على باطل، مؤمن عادي تقول لنفترض غير أمين اليد، أو مؤمن عادي تقول يوزع بغير السوية، بغير ما اكتسبوا، ما عندك دليل و غالبا هذه الأمور إشاعات أو بعض الناس هم يختلقونها و يصدقونها، بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و اثما كبيرا، هنا يحتاج الإنسان أن يتأمل في حق هؤولاء الذين يقومون بهذه الأعمال، طبعا ما نستغرب هذا الأمر و لا تتصور في يوم من الأيام سوف ينتهي، نبي الإسلام محمد صلى الله عليه و آله و سلم اول ما جاء قالوا له ساحر شاعر مجنون، {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص : 5] و أنه ساحر ليس قوة المبدأ بل لديه قدرات تأثيرية استثنائية، هذا نبينا الأكرم المصطفى صلى الله عليه و آله!! و أمير المؤمنين عليه السلام شاد الإسلام بسيفه و مع ذلك شتم و لعن و أشيع عنه ما أشيع على منابر المسلمين إلى زمان عمر بن عبد العزيز سنة ٩٦-٩٧ هجرية، أحسب من سنة ٤٠ هجرية من مجيء معاوية و سنة ٥٠ هجرية شهادة الإمام الحسن عليه السلام ، التي بعض المحققين يقول بدأ الشتم بعد شهادة الإمام الحسن عليه السلام إلى سنة ٩٦ هجرية، كل هذه الفترة ، حيث بعض الكتاب يقولون لما وصل الى الشام خبر ان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لما ضربه عبدالرحمن بن ملجم في مسجد الكوفة و هو يصلي، تساءل بعضهم ببلاهة أو كان علي بن أبي طالب يصلي؟! هو الذي أقام الصلاة، هو الذي شاد الإسلام، لكن الدعاية و الشبهات و الكلام الباطل، قد يؤثر في قسم من الناس.. أئمتنا صلوات الله و سلامه عليهم، كانوا على هذا الامر، و كانوا يحتسبون ذلك عند الله سبحانه وتعالى ويرون أنه جزء من الضريبة التي يدفعونها كما يدفعون من أعناقهم و رقابهم، يدفعون أيضا من شخصياتهم و من ذواتهم و من سمعتهم و كل ذلك تحت عنوان:"إلهي إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى" لا باس في ذلك، ماذا يضر، بل ماذا يضر المرجعية أن ينبري إليها هذا او ذاك و يشتم و يلعن و يلقي الشبهات ووو إلى غير ذلك، اما قالوا عن إمامنا سلام الله عليه موسى بن جعفر( هذا إمام الرافضة) نداء توهين، نداء مسبة في ذلك الوقت و فوق ذلك طرحوا جنازته على جسر بغداد؛ وناد المنادي، أو من أراد أن يتفرج على إمام الرافضة، فهذا موسى بن جعفر قد مات حذف أنفه، سمموه و سموه ومع ذلك سجلوا الجريمة ضد مجهول، لكن بقي هذا الإمام سلام الله ، تعال أيام شهادته في شهر رجب، ترى الملايين كيف تزحف إلى ذلك المرقد الطاهر، و أين الذين قتلوه ذهبوا إدراج الرياح، لم يبق منهم إلا اللعنة و إلا الذكر السيء، و لكن تألق هؤولاء على الرغم عظم التضحية التي قدموها من أجل الإسلام..
مرات العرض: 3438
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 143549.11 KB
تشغيل:

9 هم العدوّ .. هؤلاء ضد المرجعية الدينية
11 هل للغيب يد في المرجعية الدينية ؟