1 ورثة الأنبياء : الحاجة للمرجعية الشيعية
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 4/4/2023 م
تعريف: 1- ورثة الأنبياء : الحاجة للمرجعية الشيعية كتابة الفاضل أحمد التريكي قال سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله كما روى عنه أمير المؤمنين عليه السلام _وقد رفع يديه بالدعاء: ( اللهم ارحم خلفائي، اللهم ارحم خلفائي، اللهم ارحم خلفائي، قيل ومن خلفاؤك يا رسول الله، قال: الذين يأتون من بعدي يروون سنتي وحديثي ويعلمونها للناس) صد سيدنا ومولانا النبي محمد (ص). من هذا الحديث المبارك الذي ينقله شيخ المحدثين الصدوق في كتابه عيون أخبار الرضى بأسانيد متعددة إلى أمير المؤمنين عليه السلام وأمير المؤمنين ينقله عن رسول الله صلى الله عليه وآله، اللهم ارحم خلفائي ٣ مرات ثم عرّف من هم هؤلاء الخلفاء، وهم الذين يأتون من بعده يروون سنته وحديثه ويعلمونها للناس. وفي حديث آخر أيضا عنه، أن العلماء ورثة الأنبياء، من هذين الحديثين ننطلق إلى الحديث عن الحاجة إلى المرجعية الدينية الشيعية في المجتمع التابع لأهل البيت عليهم السلام، وينبغي أن نشير إلى نقطتين على سبيل المقدمة. النقطة الأولى: أن الإنسان أحيانا على أثر تكرر نظره للنعم التي هي عنده، ينسى آثار هذه النعمة، فينظر إليها على أنها أكر طبيعي لا يلفت الانتباه، كل يوم تشرق علينا الشمس، لكن على أثر تكرر هذا الشروق لا نلتفت عادة إلى مقدار هذه النعمة التي لولاها، لتعطلت حياتنا، ولسقمت أبداننا، وأمثال ذلك، لو كان الليل علينا سرمدا، كانت هناك مشكلة كبيرة تنتهي إلى توقف الحياة الإنسانية أو تعثرها، لكن هل رأيت مثلا أننا يوميا عندما تطلع علينا الشمس نتوجه إلى الله ونقول الحمد لله على إشراق الشمس؟ عادة لا يحصل، وإذا حصل فإن ذلك قليل أو نادر، لماذا؟ لأن هذا التكرار في الشروق جعل هذه النعمة التي تتوقف عليها حياة الإنسان، أصبحت معتادة أصبحت رتيبة، فقدت الإثارة بل فقدت الالتفات إليها. قسم من النعم هي هكذا، وأظن أن نعمة المرجعية الدينية في المجتمع الشيعي، والقيادة العالمة الورعة هذه من النعم التي هي تشبه الشمس في أنها لم تعد تثير الالتفات، لم تعد تثير الحمد لله عز وجل. ماكو واحد أو نادر يقعد من الصبح، الحمد لله على الصحة، الحمد لله على العافية، الحمد لله على سلامة البدن، الحمد لله على أن لدي مرجعا وقائدا دينيا أنا مطمئن تمام الاطمئنان إلى أن هذا الطريق الذي يخطه لي هو طريق آل محمد (ص). فهذه من النعم ربما غير المعروفة غير الواضحة للإنسان، يحتاج أن الإنسان يقلب نظره في عموم نعم الله عليه فيحمد ربه دائما على هذه النعم. هذه مقدمة. حديثنا في هذه الليالي _ إذا أعان الله ووفق _ يريد أن يشير إلى هذا الموضوع الذي يشكل نعمة من النعم، والذي يتعرض اليوم إلى تحديات وعداوات وإسقاطات، من قبل أعداء هذا المذهب ومن قبل أعداء هذه الطائف، هذا فد مسألة مهمة نلفت إليها. المسألة الأخرى: على سبيل المقدمة، أننا عندما نريد أن نتحدث مثلا عن الحاجة إلى المرجعية ينبغي أن نضعها في الإطار الأشمل، لكي يكون الحوار سليما وإلى حد ما نافعا، لاحظ في بعض الحوارات و بعض الحوارات التي لا تنتهي إلى نتيجة، يجي يسألك في مسألة في ذيل المسائل، لماذا أنتم شيعة أهل البيت تقولون كذا وكذا في الصلاة في الصوم في النكاح في تحليل هذا في تحريم ذاك، هذا المنهج غلط، أنت لازم تناقش من فوق، إذا ناقشت حديث الثقلين واعتبرت حجية كلام المعصومين عليهم السلام، بعد هذه الأمور التالية تنتهي، إذا ما ناقشت من فوق المسألة ووضعتها في إطارها الصحيح، آن إذن ما تخلص القضية، إهنا أيضا عندما نريد أن نتحدث عن الحاجة إلى المرجعية ينبغي أن نضعها في الإطار الكلي في المنظومة الدينية، فنقول: لا شك ولا ريب أن الهدف الأول والأخير لمجيء هذا الإنسان في هذه الحياة، هو عبادة الله عز وجل، ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وهذا الترتيب يختلف عن مثل (يعبدونني لا يشركون بي شيئا)، يختلف عن ترتيب (مخلصين له الدين ويقيموا الصلاة) ، هذا فيه نفي وإثبات، ما خلقت الجن والإنس إلا يعني لا لغرض آخر لا لهدف آخر إلا هذا الهدف منحصرا، فلو أن إنسانا حقق هذا الهدف، وعبد ربه بالمفهوم العام للعبادة والشامل، لو حقق هذا الهدف، هدف العبادة بالمفهوم العام والشامل، فقد نجح في تحقيق هدف خلقته، ولو أن إنسانا آخر لم يحقق هذا الهدف، لو صنع كل شيء فإن ذلك لا يعتبر إلا عبث وإلا لهو، لأنه لم يحقق الغاية التي أرادها الله منه، طبعا العبادة كما تعلمون لا تعني مثلا فقط الصلاة، وإن كانت الصلاة أعلاها، لا تعني فقط الصوم وإن كان الصوم من أشرفها، لا تعني فقط الحج، وإنما هذه كلها موجودة وكذلك غيرها، بما جاء به الأنبياء في رسالاتهم، زين. فهذه الغاية هي الغاية النهائية والهدف الأكبر لخلق الإنسان في هذه الحياة. لكي يتحقق هذا الهدف الذي خلق الله الإنسان وخلق من أجله الكون، لأجل ذلك أيضا زود الله الإنسان بالطريق السليم والدليل الهادي، فبعث أنبياءه وواتر رسله كما يقول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: ( فبعث إليهم أنبياءه وواتر إليهم رسله، ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسي نعمته، ويثيروا لهم دفائن العقول) فواتر الأنبياء وأرسل الرسل، الغرض من بعثة الأنبياء والرسل هو أن يأخذوا هؤلاء البشر في طريق العبادة إلى مرضاة الله عز وجل لتحقيق هدف إنسانيتهم وخلقتهم. فبعث الله الأنبياء لتحقيق هذا الهدف، فالأنبياء خاضعون لقاعدة (إنك ميت وإنهم ميتون) ، لا أحد يبقى (كل نفس ذائقة الموت) ، الملك والبقاء والحياة هو لله عز وجل وحده لا شريك له. زين، يمضي النبي تتعطل المسيرة؟ ينتفي هدف الخلقة؟ تنتفي الحاجة إلى الدليل والمبلغ والعالم والهادي؟ كلا، إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب تالله وعترتي أهل بيتي، فجعل الأوصياء والأئمة المعصومين مواصلين مسيرة الرسل وحباهم ما حبى الرسل إلا النبوة ومختصات النبي صلى الله عليه وآله، وإلا غير ذلك كله ثابت لهم. فجعل أحد عشر إماما الإمام الثاني عشر لظروفه المعينة التي يُتَحدّث فيها غاب أو غبنا عنه، لم يبقي الظالمون فرصة لأن يكون ظاهرا فاعلا طبيعيا كما كان آباؤه، حتى آباؤه، والد الإمام العسكري، ٢٩ قتل، جده بحدود الـ ٤٠ سنة، والد جده ٢٦ سنة، وعلى فماذا كان يُنتظر بالنسبة إلى الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. هل تتوقف المسيرة؟ كلا، لأن هذه المسيرة مربوط فيها هدف الخلقة، لا بد من دليل لا بد من معلم لا بد قائد لا بد من إمام، ولكل قوم هاد. فوضع أئمة الهدى عليهم السلام طريقا وسبيلا يقوم على أساس (فأما من كان من الفقهاء حافظا لدينه صائنا لنفسه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه) ، هذا بعد يكفي إلى نهاية الزمان، لا بد أن يكون فقيها، والفقه ليس العلم، الفقه هو أعلى درجات العلم، خصوصا مع الأحاديث الشارحة، لا يكون الفقيه منكم فقيها حتى يكون كذا وكذا، لا يكون عالما حتى يكون كذا وكذا، هذا يحتاج إله إلى بحث خاص، لا بد أن يبلغ درجة الفقاهة، وهي أعلى درجة في معرفة الدين ومعرفة أحكامه بأدلتها وبتفاصيلها. فانتقلت هذه المرجعية الدينية رجوع الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله مع الفارق، ورجوع الناس إلى الإمام كذلك مع الفارق، نفس هذه القاعدة العقلية التي دلت عليها الأدلة النقلية انتقلت أيضا إلى العلماء والفقهاء، ولذلك وُصِفوا بأوصاف متعددة، منها ما جاء عن مولانا الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر صلوات الله وسلامه عليه قال: ( الفقهاء حصون الإسلام). فكما أن المدينة لا بد لها من سور وحصن يحميها من أعدائها، فكذلك هو العالم الفقيه بالنسبة إلى الشريعة والأحكام وبالنسبة إلى من يتبع أولئك، إن شاء الله نتحدث في ليال قادمة إذا وفق الله عز وجل عن شيء من الواقع التاريخي للمرجعيات الدينية، وعن ماذا حققت في على مستوى الأمة الإسلامية، على مستوى الطائفة والتشيع، وعلى مستوى الشريعة والأحكام. فوصلنا إذن إلى أن هذه المرجعية كمفهوم، مو كشخص ها، قد اليوم تكون المرجعية الدينية ممثلة في فلان، قبل مية سنة في شخص آخر، بعد مئة سنة في شخص ثالث، وعلى هذا المعد، حلقات هداية يتلو بعضها بعضا ويسعف بعضها البعض الآخر، إن تقدم عليها بما حققه ويكمل التالي ما أسس الأول، هذا ما عرف عندنا في مذهب أهل البيت عليهم السلام بالمرجعية الدينية، والذين وصفوا أيضا بأنهم ورثة الأنبياء العلماء ورثة الأنبياء، الأنبياء لم يكن همهم الأموال حتى يجمعوها ويورثوها إلى الناس، وإنما كان همهم الكتاب والحكمة والتعليم والتربية، وهذا الدور هذا العمل هذه المسؤولية ورثها الفقهاء والعلماء. زين، هاي المرجعية الدينية الشيعية _نقول بتقييد الشيعية لما سيأتي في ليالٍ أخر إن شاء الله _ لأن غير الشيعة لا يوجد شيء مثل هذه المرجعية في تركيبتهم الدينية، أكو علماء أكو مفتون أكو قضاء، لكن مرجعية دينية بمواصفات المرجعية الدينية الشيعية هي خاصة التشيع لاحظ شلون. سؤال هل أن المرجعية الدينية أمر حادث؟ الآن بعض الناس مثلا إذا أراد أن يبين أن عنده أفكار جديدة _هي بعد أن الإنسان أحيانا إذا مشى بالسرا على قولهم ما يطلع إله صوت وصيت فخل يطلع برة السرا وبالتالي الكل يلتفت إله_ إذا قال علم وفكر ضمن الإطار المتفق عليه والمتسالم عليه، غيره قال هو ربما بشكل أفضل منه فتعال خالف تعرف هذا أحسن طريق. قول يابه المرجعية الدينية أصلا ما كانت في التشيع إنما أسسها الشيخ الأنصاري غير؟ بعضهم وصلها إلى السيد اليزدي، السيد الأزدي هو أسس المرجعية، الشيخ الأنصاري 1280 , 81 أس المرجعية الدينية. كلش كلش يابه العلامة الحلي سواها المرجعية الدينية الشيعية، الشيخ المفيد هالأيام ماشية هم سوق الشيخ المفيد رحة الله عليه، وأنه كل شيء في التشيع نسب إلى الشيخ المفيد، والشيخ المفيد علم الطائفة بلا ريب، ولكنه لم يؤسس وإنما جاء على أساس استدل عليه وفرع فيه ووسع، طيب؟ فيقول لك الشيخ المفيد هو أسس المرجعية! أولا نقول: لنفترض السيد اليزدي أسس المرجعية لنفترض مو الشيخ المفيد سنة 413 لا. السيد اليزدي هو أسس. ما الشير في ذلك؟ ما الضير في ذلك؟ أن مجتمعا لو فرضنا هذا أن مجتمعا عاقلا يرى أن أسلوبا من الإدارة الإدارة الدينية يشترط فيه شروطا عالية جدا فيقرره ويسير عليه، شالمشكلة في هذا؟ في وقت من الأوقات عيادات تخصصية ماكانت موجودة في الأزمنة القديمة، اهتدى البشر مع كثرة التخصصات ودقتها أن تصير عيادات تخصصية واستشارية، شالمشكلة في ذلك. لو فرضنا _وهذا طبعا راح نثبت أنه غلط هذا الكلام بس إلحق العيار إلى باب بيته_ لنفترض أن الشيخ المفيد أسس المرجعية العلامة الحلي أسس المرجعية من بعده ما الضير في ذلك ؟ ما المشكلة في ذلك؟ كانت ماكو حسينيات في وقت من الأوقات، صارت حسينيات ضخمة وفخمة وإلى آخره، هل لأنها صارت متأخرة هذا مشكلة؟؟ نظام معين نظام اجتماعي نظام سياسي نظام ثقافي نظام في الحياة الشخصية ما كان موجودا في السابق قبل 10 قرون، اهتدى البشر بعقله فرضا إلى أن هذا النظام نظام جيد ونافع، ما المانع في أن يكون هو النظام ويمشي عليه يصير هذا عيب؟! لولا يصير هذا أن هذا المجتمع لنضجه وحكمته وصل إلى أن هذه الطريقة، في السابق كانت إدارات فردية الآن المؤسسات شركات ومجلس أمناء وما أدري كذا اهتدى البشر إلى هذا الأمر ما المشكلة في ذلك؟ فأولا نقول لو فرضنا كما يزعم البعض أن المرجعية الدينية الشيعية حدثت متأخرا بعد 200 سنة من غياب الإمام المهدي بعد 700 سنة بعد 1000 سنة لا ضير في ذلك أبدا ولا مشكلة فيه. ثانيا: المرجعية الدينية الشيعية كانت من زمان الإمام الباقر عليه السلام مو من زمان الغيبة، المشهور أنه من زمان غيبة الإمام الكبرى، لا، المرجعية الدينية الشيعية كانت في زمان الإمام الباقر عليه السلام وبأمر الإمام الباقر عليه السلام فضلا عما بعده. الإمام الباقر الذي استشهد 114 هجرية القرن الأول نتحدث عنه، وين هذا ووين اللي يدعي بعد زمان الغيبة بـ 500 سنة أو أكثر؟ الإمام الباقر عليه السلام أمر أبان بن تغلب البكري وهو من خلَّص أصحابه ومن أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، قال له اجلس في مسجد النبي في مسجد المدينة وأفتِ الناس فإني أحب أن يرُى في شيعتي مثلك. هذا مو قضية حديث فقط تنقله وإنما إفتاء، الإفتاء تارة يكون بنص الحديث وأخرى بما يستنتجه من الحديث على سبيل التطبيق، تطبيق الكبرى على الصغرى، وثالثة على سبيل الاستنباط من الحديث. فالكلام في زمان الإمام الباقر عليه السلام، الإمام لا يستطيع أن يتصدى لكل الأسئلة ولكل الناس، ويريد أن يعدد من هذه الرموز العلمية والفقهاء الكبار الذين ينتهجون منهج أهل البيت عليهم السلام. فيقول له أنت أقعد في المسجد سوي إلك درس سوي ألك قعدة وقت معين وأفتِ الناس، أي واحد يجي إلك أفته. حديث طويل أيضا حول موضوع أبان بن تغلب، زين، وفعلا جلس هذا، ويقول أنا أحب أن يُرى في شيعتي مثلك، نعم. المرجعية الدينية في زمان حضور الإمام تختلف عن المرجعية الدينية في زمان غيبته، ولكن أصل الموضوع بما يعني إرجاع الناس إلى فقيه يكون قد روى سنة أهل البيت وحفظ أحاديثهم وعرف أمورهم هذا كان موجودا. هذا نموذج، أنا أريد أطوي الموضوع سريع حتى لا يأخذنا الوقت في الأمثلة. في زمان الإمام الصادق عليه السلام أحد خلَّص كبار أصحاب الإمام الصادق عليه السلام كان من التسليم والطاعة لإمامه الصادق عليه السلام أنه كان قول له الإمام الصادق عليه السلام: ( لو جئت لي بتفاحة وقسمتها قسمين هذا حلال وهذا حرام أكنت تتبع ذلك؟ قال: بلى) التفاحة هي تفاحة واحدة قسمها الإمام في نفس الوقت بس يقول له هذا حلال وهذا حرام، طبعا هذا ما حصل خارجا، ولكن يقول لو حصل هذا أكنت تتبع ما أقول لك، عند درجة من التسلم والقبول بهذا المقدار ؟ قال بلى، هذا كان راويا وكان محدثا ولكن لم يكن عنده الكثير مما يحتاجه أهل الكوفة، الإمام الصادق ما كان في الكوفة إلا سنتين متواصلة وبعض الفترات المتقطعة كان قد استُجلب فيها من قبل العباسيين، أيام أبو العباس السفاح فد وقت، أيام المنصور عدة مرات، ولكن الفترة المتصلة فيها كان سنتين في وقت واحد، حديث الآن لسنا بصدده بس المجتمع الكوفي في ذلك الوقت كانت صبغته العامة صبغة شيعية، زين هؤلاء يحتاجون إلى أحكام آراء يحتاجون إلى فقه أهل البيت عليهم السلام، فجاء عبد الله بن أبي يعفور إلى الإمام الصادق عليه السلام وقال له: يا أبا عبد الله إنه يجيؤني الرجل من أصحابنا (يعني من شيعة أهل البيت) فيسألني وليس عندي كل ما يحتاجه _أنا عندي مقدار من العلم مقدار من المعرفة_ فماذا أصنع؟ قال له الإمام الصادق: (فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي الطائفي فإنه قد سمع من أبي حديثا كثيرا وكان عنده وجيها)، إذا عندك مسألة إذا عندك استفتاء إذا عندك قضية روح إلى محمد بن مسلم الثقفي _من الطائف من بني ثقيف ولكن كان يسكن في الكوفة وهذا أخذ العلم عن الإمام الباقر عليه السلام في بعض الروايات تشير إلى أنه أخذ عنه قريب من ثلاثين ألف حديث أو سمع منه كذا من الأحاديث_ يقول هذا روح إله أنته الفقيه أنته الراوي أنته العالم روح استفتِ ذاك اللي عنده هذا الحجم العلمي الكبير فإنه سمع من أبي _يعني الباقر_ حديثا كثيرا وكان عنده وجيها. الإمام الصادق ما موجود في الكوفة، سيرجع إلى المدينة وهذا هو فعلا الفقيه المتصدي الذي أخذ العلم من الإمام الباقر عليه السلام ثم من الإمام الصادق وهو متصدي مو لعامة الناس فقط وإنا حتى للرواة من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، هذا رجل كان على درجة من الفقه والعلم اللي أخذه عن الإمام الباقر عليه السلام ذلك العلم وأخذه عن الإمام الصادق وتصدى في الكوفة لإخبار الناس بأحكام الدين، وين هذا زمان الإمام الصادق عليه السلام 128 بداية إمامته عليه السلام طيب، وما بعد ذلك عفوا شهادة الإمام 148 يعني طول هالمدة كان هناك مثل هؤلاء يفتون الناس في أحكام دينهم ويُرجِع الإمام إليهم. يجي رجل إلى الإمام الرضا عليه السلام _الإمام الرضا استشهد سنة 203 هجرية_ فيقول له شقتي بعيدة ولا أكاد أصل إليك كل ما أردت _ ما أقدر أوصل إلك أنته في خراسان في طوس وأنا في مكان بعيد_ عندي مسائل أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه معالم ديني؟ هذا الرجل ما يسأل عن أصل القضية أنه يرجع إلى هذا الفقيه العالم، وإنما في تشخيص هذا ثقة؟ أهل محل أن نسأله لو لا؟ فقال: (بلى هو كذلك). وكان لدى يونس بن عبد الرحمن كتاب مشهور أسمه يوم وليلة. يوم وليلة، هذا يوم وليلة مو كما يتبادر إلى الذهن مثلا أدعية وأوراد فقط، وإنما كما يقول المرحوم المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم رضوان الله تعالى عليه، يقول هذا بمثابة رسالة عملية كانت ليونس بن عبد الرحمن فيما يلزم على الإنسان في يومه وليلته من الأعمال الواجبة، رسالة عملية في الطهارة في الصلاة في سائر الأمور المختلفة. ذاك الوقت بناءً على هذا يونس بن عبد الرحمن عنده رسالة، ذاك الوقت هذا فقيه من الفقهاء الكبار، زكريا بن آدم القمي أيضا مثله، وعلى هذا المعدل. فشنو واحد يجي يقول والله في زمان الشيخ المفيد سنة 400 وما بعدها يالله صارت المرجعية الدينية. زمان الإمام الباقر هل كان محمد بن مسلم في 400 وما بعدها؟ لو محمد بن مسلم كان في ذلك الزمان، لو يونس بن عبد الرحمن أو غير هؤلاء. نعم كما أشرنا أن مرجعية هؤلاء في زمان حضور الإمام المعصوم تختلف عن مرجعية الفقيه في زمان غيبته بعض الشيء وتختلف بعض الاختلاف ولكن أصل الرجوع، رجوع غير العالم إلى العالم غير الفقيه إلى الفقيه لأن هذا الطريق قدامك واحد من عدة أمور، أنت هدفك هناك إلا ليعبدون، أنت في هذه النقطة، الطريق هذا كيف تسلكه؟ بالتجربة؟ جرب. مثل ما الإنسان أحيانا يريد يروح إلى بلدة معينة يروح تجربة ضيع يرجع، ما فيها مجال هاي، حياة الإنسان هاي فيما يرتبط بالعبادة لا يمكن أن يجرب فيها المنهج إما يكون خاطئا وإما يكن مصيبا ما فيها مجال. زين، طريق آخر أحتاط، كل ما أكو احتمال أنه واجب أسوي، كل ما أكو احتمال أنه حرام أجتنبه، زين هذا أولا يقتضي أن الإنسان يكون عارف بأطراف الاحتياط، والله الآن رحت إلى مكان معين ورجعت في نفس اليوم مسافة مو امتدادية أكو كلام بين العلماء واحد مثلا راح 25 كيلو وراجع إذا رجع ليومه أو إذا بات في ليلته يختلف الحكم لو ما يختلف؟ الآن عند العلماء المشهور أنه لا يختلف، ما دام ذهاب ورجوع سواء تخللها المبيت بليلة أو لم يتخلل لا، تعتبر مسافة وتقصر ولا تصوم، زين، بعض العلماء السابقين لا كان عندهم ترديد في هذا الأمر، طيب؟ الاحتياط ماذا يعني يعني أنهو واحد هم يقصر وهم يتم. إذا كان يوم صيام هم يصوم وهم يقضي، معرفة هذا الكلام يقصر ويتم ويصوم ويقضي هذا يحتاج إله إلى معرفة دينية، وين يقدر الإنسان أن يحصل هذه المعارف الدينية؟ الآن أشغال الحياة وملهياتها إلى درجة أن بعض البديهيات الإنسان ما يلحق يتعلمها. ما أقول الحاضرون الحاضرون الحمد لله والسامعون هم على مستوى من الوعي والمعرفة ببركات أمثال هذه المجالس والمحافل وبجهود العلماء وبسعيهم هم من التثقيف الذاتي، الحمد لله رب العالمين. ولكن على مستوى غير هذا سائر أبناء الأمة يُراد إلهم أنه يروحوا يدرسوا أطراف الاحتياط هذا وذاك ويجمع بينهم؟ رأيت في بعض وسائل التواصل الاجتماعي مقابلات مع شباب في بعض المناطق الإسلامية، يسأله عن الفاتحة سورة الفاتحة يقراها ما يعرف يقراها، الظريف هذا المقابل أول شيء يسأله عن سنو من الأغاني اللي تحبها يقول فلان أغنية، يقوله حافظها؟ يقول إيه يقوله اقرالنا كم فصل من عدها فيقراها بترنيمة وإلى آخره، بعدين يقول له تعرف تقرأ الفاتحة؟ هنانة بعد يوقف الفرس على قولهم، الأغنية حافظها زين لكن سورة الفاتحة صعب عليه أن يحفظها، زين هذا اللي سورة الفاتحة ما يحفظها، اسم والد رسول الله محمد (اللهم صل على محمد وآل محمد) سؤل كثيرون وبعضهم سؤال ظريف، يقول له النبي محمد بن عبد الله شنو اسم والده، يضل يحك بوجهة، شسمه والده، زين بعضها أحيانا الجواب في السؤال زين هذا اللي يغيب عنه اسم والد رسول الله وتغيب عنه سورة الفاتحة تقول له تعال سوي احتياط واجمع بين القصر والتمام وبين القضاء والصيام؟ مو شي معقول. إذن يبقى الطريق الأخير اللي هو الطرف الثاني للمرجعية الدينية وهو قضية التقليد، تقليد هذا الطرف والمرجعية الدينية ذاك الطرف، لا بد أن يتمسك الإنسان بشيء، هذا التمسك هو تقليدٌ وتلك العروة هي المرجعية الدينية، وهذا هو نفس الدور الذي قام به الأنبياء والأئمة المعصومون عليهم السلام جميعا وأخيرا ورثة الأنبياء خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله، بين قوسين هذا: ( اللهم ارحم خلفائي) في مدرسة الخلفاء هذا الحديث عندهم باطل، عندنا في روايات مدرسة أهل البيت لا، بثلاثة أسانيد نقلها الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام، ولعله والله العالم كأن هذه خلفائي تريد تشيل المصطلح اللي أراده أولئك تسويقه، تخليه مكان آخر، ترى خلفاء النبي مو زيد وعمر وبكر، وإنما هم أصحاب صفات معينة وهم الذين يتعلمون سنة رسول الله ويروون حديثه ويتفقهون فيه، ثم يعلمون الناس ويرشدونهم بناءً على ذلك، فإذا كان قال لا خلفاء موه الشكل وهو أقام، أقام كل ثقافته على أساس قضية الخلفاء وما شابه ذلك يحرجه مثل هذا الحديث لذلك لقول اللهم ارحم خلفائي لو روي على أنه فلان وفلان وفلان كان خوش حيث هذا بالنسبة إلى تلك المدرسة، لكن ما دام عينت الرواية أن الخلفاء هم هؤلاء أهل التعليم أهل التدريس أهل التزكية أهل بيان الأحكام أهل الاستنباط أهل الاجتهاد، الذين يحمون الدين ويكون بمثابة السور للمدينة كم عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام. حماية الدين حياطة الدين، إن شاء الله نتحدث عن هذا الجانب فيما يأتي من الليالي عن بعض ما حققته المرجعية في حماية الدين والمذهب.
مرات العرض: 3475
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 102233.6 KB
تشغيل:

وداع الشهر وزكاة الفطرة 30
2 عرض تاريخي للمرجعيات الدينية الى سنة ٩٠٠ هجرية