الآثار المتبادلة بين الشعروالقضية الحسينية تسجيل
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 19/1/1443 هـ
تعريف:

الآثار المتبادلة بين الشعر والقضية الحسينية

كتابة الفاضلة أم سيد رضا

روي عن سيدنا ومولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: (من أنشد في الحسين شعراً فأبكى واحداً فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فبكى فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فتباكى فله الجنة).

حديثنا يتناول موضوع العلاقة المتبادلة بين الشعر الحسيني وبين الأمة، لا سيما أتباع أهل البيت عليهم السلام، ماهي جهات التأثر والتأثير بين كل من قضية الحسين عليه السلام وبين أتباع منهجه وشيعة أبيه؟ كيف أثر كل منهما في الآخر؟ وكيف تفاعل كل منهما مع الآخر؟

في البداية نشير إلى ما ذكرناه في اليوم الماضي ونشرح بعض الإصطلاحات التي قد تكون بالنسبة للأكثرين واضحة ولكن لا بأس من التذكير فيها، فإنه في بعض أحاديث المعصومين عليهم السلام ضمن إطار التحريض على إنشاد الشعر في الإمام عليه السلام ورد فيها (من قال فينا بيت شعر) أو في الحديث الذي ذكرناه (من أنشد في الحسين شعراً)، وقد سبق أن ذكرنا معنى الشعر ولماذا سمي بهذه التسمية، فهناك عدة اصطلاحات: 

على كل صدر وعجز قصيدة بعنوان (البيت): فإن هذه القصيدة تتألف من كذا بيت أو من عشرة أبيات مثلاً، فماذا يعني البيت؟ ولماذا سمي بهذه التسمية؟

البيت في اللغة العربية: هو المكان الذي يأوي إليه الإنسان ويسكنه، وقد يكون بيتاً من الشعر والخيام كما في القديم، وربما يكون من الطين أو الإسمنت وما شابه ذلك.

كأن هذه العلاقة التي تربط بين البيت وبين استقرار الإنسان العربي فيه جعلت مناسبة لكي يسمى بيت القصيدة (بيتاً) بإعتبار أنه يستريح الشاعر فيه ويلقي بمشاعره وأحاسيسه وإبداعاته، وكأنه أيضاً لما كانت الأبيات التي يسكنها العرب في القديم منسوجة من الشعر، فقد جعلت هناك علاقة بين هذا النسيج وبين نسيج الشعر في بيت القصيدة، لأن الشاعر يقوم بنسج مشاعره وأحاسيسه وصوره التي يكتشفها عبر كلمات يعقد بينها بصورة تبدو نسيجاً واحداً، فمثلما أن بيوت الشعر في البادية يتم نسجها من الصوف أو القطن فتنتسج وتكون موضع راحة الإنسان المادية والحياتية فقد أُخِذ هذا المعنى أيضاً في بيت الشعر في اللغة العربية، ولهذا قد يكون هناك تشابه في الجمع بين أبيات القصيدة وأبيات الشَعَر أكثر مما تجمع على بيوت الشَعَر، فالقصيدة هي ما أُخِذَ فيها على إبداء معنىً معين وإيصاله إلى المستمع من الشاعر، وقيل أن ما كانت مؤلفة من سبعة أبيات فصاعداً تسمى قصيدة.

إن الشعر الحسيني في أبياته وفي قصائده كانت بينه وبين أتباع أهل البيت عليهم السلام علاقة متبادلة أثر كل منهما في الآخر بنحو من الأنحاء نشير إليه فيما يلي من النقاط:

النقطة الأولى: أن القضية الحسينية أعطت للشعر وللشاعر ميداناً واسعاً يستطيع الحركة فيه من المعاني والمضامين، مما  جعل هذه القضية كأنما كل ما أنتج فيها من عشرات الآلاف إن لم تكن مئات الآلاف من القصائد لا تزال خصبة وثرية في صورها ومعانيها والجهات التي يتطرق إليها الشعراء، ونجد أن كثيراً من الشعراء ينشؤون قصيدة ربما تكون في أكثرها إشارات جديدة ومعاني مبتكرة وارتباطاتها ببعض التشبيهات تكون جديدة أيضاً لا سيما في فحول الشعراء وهذا جزء منه راجع إلى قدرة الشاعر نفسه وتفوقه وتمكنه وهو راجع أيضاً إلى ان ميدان القضية الحسينية ميدان واسع ورحب يستطيع أن يتحرك فيه الشاعر حركة مريحة وواسعة.

فلو افترضنا الآن أنه لديك سيارة وهي في مكان ضيق في شارع عرضه مثلاً متران، فإن حركتك في هذا الشارع وتحكمك في هذه السيارة سيكون محدوداً بحدوده وهو المتران، ولكن إذا كنت في وسط صحراء أو في وسط ميدان عريض فعندها تستطيع أن تتحرك كما تشاء من دون أن يحدك حد، فكما أن هذا الأمر في الموضوع المادي الخارجي واضح فهو في الموضوع الشعري الأدبي أيضاً كذلك.

لو أن إنساناً أريد منه أن يصف الناقة مثلاً، فإنه مهما حاول ومهما أتعب نفسه فإن نفس الموضوع هو محدود ومختصر لا مجال له لأن يتحرك فيه برحابه، بخلاف لو أن الموضوع كان موضوعاً واسعاً كبيراً ورحباً فإن بإمكانه أن يتحرك فيه كما يشاء.

القضية الحسينية اشتملت على شيء عظيم من الرحابة والأفق الواسع، فهي تشتمل على قضايا تاريخية، قضايا شرعية، ومبادئ ومفاهيم كقضايا (التضحية، محاربة الظلم، الثورة على الفساد، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الفداء والإيثار والشجاعة)، فكل هذا وغيره موجود في القضية الحسينية وهذا يعني أن ميدانها ميدان واسع فزودت الشعراء بمادة كبيرة وواسعة يستطيعون فيها الحركة برحابة من دون أن يزاحم بعضهم بعضاً، ولذلك كما قلنا قد تقرأ قصيدة لبعض الشعراء الفحول فنجد كأن معانيها لم يتطرق لها أحداً قبله مع أنه قد سبقه بمئات السنين آلاف الشعراء والناظمين، وهذا مما أعطته القضية الحسينية لشعراء الشعر الحسيني وهو أمر مؤثر في أن يكون الشاعر والشعر متحرراً قادراً على الخوض في مختلف المجالات بسهولة وكفاءة.

النقطة الثانية: أن هذه القضية بنفس المقدار التي مواضيعها مواضيع متعددة وكثيرة وشاملة فإن الأحاسيس الموجودة فيها والجانب الوجداني والعاطفي فيها هو بحر لا ينزف بل محيط لا ينزح، فنجد أن هذه القضية بما اشتملت عليه من الجوانب العاطفية والوجدانية كأنها اختصرت العلاقات الإنسانية كلها، كالعلاقات بين الإمام والمأمومين في انه كيف كانت علاقات الأصحاب والأنصار بالإمام الحسين عليه السلام كإمام ومأموم، فقد فدوا أنفسهم وقدموها قبل أن تشوكه شوكة وقد عبروا عن ذلك في رجزهم ونثرهم وشعرهم، فهذه العلاقة لا شك في أنها تثير في النفس إعجاباً عظيماً وتحفز الإنسان على أن يقتدي بهم في علاقتهم مع الإمام عليه السلام.

كذلك العلاقات بين الآباء وأبنائهم وبين الأخوة وأخوتهم وبين الأنصار بعضهم مع بعض، فإننا نلحظ  العلاقة والإحساس والمشاعر بين الإمام الحسين عليه السلام وبين ابنه علي الأكبر، بين الحسين وأبناء أخيه الحسن المجتبى عليه السلام، بين الحسين عليه السلام وبين أخيه أبي الفضل العباس وسائر أخوته الذين كانوا في كربلاء، بل وحتى بين الأنصار مع بعضهم البعض كما كان بين حبيب بن مضاهر ومسلم بن عوسجة، وبين زهير وبرير وأمثال هؤلاء، فإنهم في تلك الساعات قد تجلت فيهم أعظم المشاعر والأحاسيس الإنسانية والإيمانية وهذا يثير في الشاعر بإعتبار أن عمله هو عمل عاطفي وإحساسي وشعوري يستثير فيه قدرات ليعبر عن هذه القضايا.

النقطة الثالثة: أن القضية الحسينية أصبحت ولادة للشعراء في كل جيل، وهذه من الأمور العجيبة التي لا نجد أي حادثة أخرى تشابه القضية الحسينية مهما عظمت تلك الحادثة، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا ريب في انه أفضل من الحسين ولكننا لم نجد نفس المقدار في  ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله أو حياته ومعاناته في تبليغ الدعوة أو وفاته وارتحاله إلى رحاب الله سبحانه وتعالى، فلم تفعل كل هذه الأمور مع عظمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في انها تولد جيل من مئات وآلاف الشعراء رجالاً ونساءً ينتجون وينظمون وينشؤون أشعاراً في غاية الروعة، فلم نجد هذا كما نجده في القضية الحسينية، وهكذا الحال بالنسبة إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فإن جهاده الذي لا يدانيه جهاد وشهادته التي كانت في محراب الصلاة، فمع عظمته وعظمة هذه الأحداث إلا انها لم تتحول كما تحولت القضية الحسينية إلى ولادة للشعراء في كل جيل وكل بلد، ولذلك يعسر على إنسان مهما أوتي من التتبع أن يتعرف إلى شعراء الحسين عليه السلام في منطقته فضلاً عن المناطق الأخرى وباللغات المختلفة أيضا، فهناك من ينشئ شعراً باللغة الكردية والفارسية وغيرها من اللغات الأخرى التي يوجد فيها وجودات إسلامية متأصلة.

في بعض الكتب ذكروا عن بعض الشعراء أنهم ألفوا ألف قصيدة في الحسين عليه السلام، وهذا ليس بقليل وليس الأمر بأمر استنساخ أيضاً فكل قصيدة تحتاج إلى قريحة خاصة وقافية خاصة وصوراً معينة حتى لا يبدوا للناظر ان هذا من المكررات، فقد تتشابه الصور ولكن تبقى كل قصيدة قائمة بذاتها، وكم من الشعراء أيضاً كتبوا دواوين عن الحسين عليه السلام بل أن بعضهم لم يكتب في غير الحسين عليه السلام الشعر وكأنما أوقف موهبته فقط على الإمام الحسي عليه السلام، وبهذا نرى أن القضية الحسينية قد زودت الأمة وأتباع أهل البيت عليهم السلام بأجيال جديدة ومولدة للشعراء.

من جهة أخرى فإن الشعر الحسيني حمل للأمة ولأتباع أهل البيت عليهم السلام أشياء كثيرة كمعاني فيها تجلت شخصية الحسين عليه السلام، فقد قام الشعر الحسيني بتعريف الإمام الحسين عليه السلام بصور مختلفة منها ما هو عقيدي ومنها ما هو ثوري ومنها ما هو عاطفي، فكل هذه اللمسات هي أضواء من جهات مختلفة وبألوان مختلفة، فظهرت عن الحسين عليه السلام هذه الصورة بين أتباع أهل البيت على وجه الخصوص وربما في بعض مجالات غير أهل البيت عليهم السلام بمقدار ما يتتبعون.

عندما نسمع مثلاً لابن العرندس الحلي يقول:

 إمام أبوه المرتضى علم الهدى             وصي رسول الله والصنو والصهر    

 وفيه رسول الله قال وقوله                   صحيح صريح ليس في ذلك نكر        

حبي بثلاث ما أحاط بمثلها                   نبي فمن زيد هناك ومن عمرو    

له تربة فيها الشفاء وقبة                       يجاب بها الداعي إذا مسه الضر       

وذرية درية منه تسعة                          أئمة حق لا ثمان ولا عشر 

وهكذا يواصل....

أيقتل ظمآناً حسين بكربلا                     وفي كل عضو من أنامله بحر

ووالده الساقي على الحوض في غد          وفاطمة ماء الفرات لها مهر    

فنحن نرى هنا أن الوصف فيه تعريف بقضايا عقائدية، فقد شار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وشار إلى مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وخصوصيات الإمام الحسين عليه السلام كما أشار إلى ما لدى فاطمة الزهراء عليها السلام، وهذه قطعة صغيرة من قصيدة طويلة بديعة، فنجد أن هذه القصيدة وأمثالها تولت تعريف الحسين عليه السلام من الناحية العقائدية، وقد تأتي قصيدة أخرى تعرف الحسين من جهة واقعته التاريخية أي ما حصل بشكل شبه تفصيلي وهذا ما فعلته قصيدة الشيخ حسن الدمستاني رحمه الله المعروفة:

أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور          وانا المحرم عن لذاتهم كل الدهور

وهكذا يتابع.....

لست أنساه طريداً عن جوار المصطفى

فيبدأ من خروج الحسين عليه السلام من المدينة المنورة إلى ما بعد شهادته عندما جاءت النساء إلى قضية المصرع وما حدث بعد ذلك، وقد نتعرض إليها عند حديثنا عن الشيخ حسن الدمستاني نفسه. 

نجد أن قسماً من القصائد لم تكتفي ببيان تاريخ النهضة الحسينية وإنما بدأت ما قبل ذلك وحللت الموضوع وألقت بنظرة على القضية التاريخية وهي كثيرة في ذلك الباب منها القصيدة المعروفة للسيد جعفر الحلي رضوان الله تعالى عليه عندما يقول: 

لم أدر أين رجال المسلمين مضوا         وكيف صار يزيد فيهم ملكا

العاصر الخمر من لؤم بعنصره            ومن خساسة طبع يعصر الودكا

لئن جرت لفظة التوحيد في فمه            فسيفه بسوى الإسلام ما فتكا

قد أصبح الدين منه يشتكي سقما            وما إلى أحد غير الحسين شكا

فما رأى السبط للدين الحنيف شفاً          إلا دمه في كربلا سفكا

وهكذا بعد ذلك ينزل إلى قضية مأساة الحسين ومصيبته صلوات الله وسلامه عليه.

ومن ذلك أيضاً ما تناوله الشعر الحسيني والشعراء الحسينيون في إحياء جانب العزة والكرامة في الأمة، والإشارة إلى هذه الجوانب في حياة الإمام الحسين وتجليتها بإعتبارها العنصر الأساس للإمام عليه السلام، وقد برع في ذلك كثيرون منهم السيد حيدر الحلي رضوان الله تعالى عليه عندما تقرأ قصيدته المشهورة: 

فقال لها اعتصمي بالإباء                  فنفس الأبي وما زانها 

رأى الموت صبراً شعار الكرام           وفخراً يزين لها شانها

فشمر للحرب عن سابق                  له أخلت الخيل ميدانها

وهكذا يستمر ضمن هذا الإطار......

ولما قضى للعلا حقها      وشيد بالسيف بنيانها

يكمل قصيدته باتجاه المصيبة، لكن عندما يقرأ الإنسان ما قبل الوفود إلى المصيبة يتفرعن في داخله الإحساس بالكرامة ويتعالى الإحساس بالعزة وان هذه هي الحياة الحقيقية للإنسان لا حياة الذل، وقد جلى رضوان الله تعالى عليه في قصائده معنى (هيهات منا الذلة) بأفضل ما يمكن تجليته وأضاء عليه بأفضل ما يمكن الإضاءة عليه، وهكذا سائر الشعراء، فنحن هنا نمثل بشاعر وبجزء من قصيدته وإلا كل شيء من هذا يحتاج إلى حديث مفصل واستشهادات بقصائد الشعراء المختلفة.

ومن ذلك أيضاً، إيقاد شعلة الأمل بظهور الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه، وهذا جانب من أمر عقائدي وهو إبقاء عقيدة الإيمان بالإمام المهدي وبظهوره على الظلم والفساد وإصلاحه للأرض، ومنع عامل اليأس والقنوط مع شدة المحن والفتن التي تعصب بالناس، فإيقاد هذا الجانب وإعلائه يؤثر في جهتين: جهة عقائدية وجهة نفسية شعورية بأن الإنسان لا يُحبَط ولا يقنط وإنما يبقى فيه الأمل بتغيير الفساد وتغيير الواقع المظلم إلى واقع آخر وهو تمني الإنسان في هذا الركاب وفي هذه الرحاب، ولقد أكثر شعراء أهل البيت عليهم السلام وبالذات شعراء الحسين في استثارة المؤمنين في قضية الإمام الحجة وقد نتعرض إلى هذا في مناسبة من المناسبات في قادم الأيام، وبطبيعة الحال فإن أهم عنصر وجانب قام به الشعراء وأتقنوا فيه هو تجليه جانب المصيبة وإظهار عناصره بحقيقتها جزاهم الله خيراً وشكر سعيهم، فإن الأعداء للقضية الحسينية يبسطونها بقولهم أن الحسين خرج من أرض المدينة إلى مكة ومن ثم إلى العراق بدعوة أهل العراق ثم أن أهلها خدعوه وخذلوه وقتلوه، بينما الحقائق ليست هكذا.

إضافة إلى ذلك فان كل لحظة وكل مصرع من المصارع التي شهدتها كربلاء هي عالم من الأحزان وعالم من الألم الذي يعتصر الإنسان المؤمن والمسلم لو كان مسلماً حقاً عند سماعه، فإن كل مصرع لطفل وطفلة ونصير وصاحب وقريب للإمام الحسين عليه السلام هو عالم من الألم، فكيف قتل هؤلاء من غير جرم اقترفوه وبهذه الصور التي نقلها التاريخ لنا.

ولقد سمعنا من بعض الخطباء والمبلغين لا سيما في البلاد غير المسلمة، أنهم عندما كانوا يتحدثون عن مصرع الطفل الرضيع بن الإمام الحسين عليه السلام في وسط المسيحيين او غيرهم ممن لم يمر عليهم ذكر هذا المشهد وهذا المصرع وهذه القضية فقد كانوا يتفاعلون أشد التفاعل ويحزنون أكثر الحزن وربما بكى بعضهم، وربما كان ذلك الحزن سبباً لأن يتعرف على الإمام الحسين عليه السلام وعلى منهجه وطريقته وأن يهديه الله للإسلام، فإن الفطرة السليمة والقلب غير المعقد عندما يمر على مصرع عبد الله الرضيع ويستمع إليه ويعرف حدوده لا يتمالك من الحزن إلا إذا كان منتكس الفطرة، فلو كان طفلاً عادياً سيتعاطف الإنسان معه فكيف وهو من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، ورسول الله هو صاحب النعمة والمنة على هؤلاء الذين يُفتَرَض أنه هداهم إلى سبيل الله وإلى طريق الدين، فقد جزوه في مقابل ذلك أن ذبحوا أبناءه وسبوا عياله وشردوا أهله الصغير منهم والكبير، فهذا مما يحزن الفؤاد ويهيج القلب بالمشاعر المتألمة.



مرات العرض: 3382
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 51161.15 KB
تشغيل:

قبسات من سيرة آية الله العظمى السيد سعيد الحكيم
الشريف الرضي وشعره في الحسين عليه السلام