18 سكينة بنت الامام الحسين عليه السلام
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 18/1/1441 هـ
تعريف:

سكينة بنت الامام الحسين عليه السلام


تفريغ نصي الفاضلة فاطمة

رُوي عن سيدنا ومولانا ابي عبدلله الحسين سلام الله عليه وقد جائه ابن أخيه الحسن خاطباً إحدى ابنتيه فقال اختار لك ابنتي فاطمة فإنها في العبادة كأمها فاطمة الزهراء وفي الجمال كأنها الحور العين. وأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله عزوجل.

صدق سيدنا ومولانا ابي عبدلله الحسين صلوات الله عليه.

في سياق الحديث عن نساء كربلاء من أهل البيت عليهم السلام ومن غيرهم نتناول هذه الليلة اثنتين من بنات الامام الحسين سلام الله عليه، كن في كربلاء وكان لهما دور مهم في جهة التصدي للدعايات الاموية وتعرضن للأسر والتسيير من كربلاء إلى الكوفة وكذا للشام وهكذا عائدين.

مناسبة ما ذكرناه أن الحسن المثنى ابن الامام الحسن السبط يلقب بالمثنى لتمييزه عن ابنه ولتمييزه عن ابيه. فيُقال الحسن السبط وابنه الحسن بن الحسن يعني المثنى وحفيده الحسن بن الحسن بن الحسن ويقال له المثلث.

هذا جاء للإمام الحسين عليه السلام يخطب منه إحدى ابنتيه، وبما أن الامام مستشار والمستشار مؤتمن! فلذلك حتى من باب مستثنيات الغيبة، وكما هو معروف الغيبة محرمة وهي أن يُذكر الشخص بشيء غير حسن من خلفه ووراء ظهره. شخص حاد المزاج أو سريع الغضب أو بخيل فتقول هذا الشخص حاد المزاج أو سريع الغضب أو بخيل وهذا في الحالة العادية لوكان فعلاً به هذه الخصال فإنها غيبة وإن لم يكن موجود فيه هذه الخصال فهذا فرية وبهتان.  الغيبة محرمة ولكن استثني منها مواضع ومنها الاستشارة، فلان من الناس يخبرك بإن فلانا تقدم لخطبة ابنتي وانت تعرف أن هذا الشخص بخيل/يده مقبوضة، أو شخص غير متدين، أو شخص عنده خصال غير حسنة تستطيع التنصل من الموضوع وتقول اعفيني من السؤال. ولكن لو أردت أن تجيب يجيب أن تجيب بأمانة فإن قلت ما به فإنها ليست غيبة ولا محذور في هذه الجهة لأنها من باب الاستشارة. وهنا لم يذكرْ الامام الحسين شيئا سيئا وإنما رجح للحسن المثنى ابنته فاطمة باعتبار فاطمة جهتان فيها جهة اخروية عبادية إيمانية فهي في العبادة كأمها فاطمة الزهراء وفيها جهة دنيوية فهي جميلة تشبه الحور العين وهذا مما يسر الزوج. وأما سكينة حسب هذا النقل فغالب عليها الاستغراق مع الله عز وجل وفي بعض النقول "فلا تصلح لرجل" إذا صح هذا الذيل لأن البعض لا ينقله فهو يعني أن ليس فيها هذا التوجه الدنيوي الذي هو موجود عند اختها فاطمة. هذا يفتح الباب للتحدث عن هاتين الشخصيتين، فاطمة بنت الحسين! المعروف بين المؤرخين

أنها من زوجته أم إسحاق بنت طلحة التيمية (تحدثنا في ليالٍ سابقة عن هذه المرأة الصالحة) يُفترض أن عمر فاطمة بنت الحسين التي هي بنت ام اسحاق لا يزيد عن عشر سنوات لأن زواج الامام الحسين من ام إسحاق التي كانت زوجة للإمام الحسن كان بعد شهادة الامام الحسن، الامام استشهد في صفر سنة ٥٠ للهجرة فكان لابد لهذه المرأة ان تقضي عدة الوفاة أربعة أشهر وعشرة أيام لتكون مؤهلة للزواج وحسب وصية الامام الحسن أنه أوصى ألا تخرج من بيوت بني هاشم. إذا سنة ٥٠ من الهجرة أضف على ذلك أربعة أشهر وعشرة أيام يكون ذلك أقرب فرصة لزواج الامام الحسين من ام إسحاق، هنا نصادف مشكلة أن كثيرا من المؤرخين بل أكثرهم يقولون إن فاطمة بنت الحسين أكير من سكينة. سكينة يؤرخون تاريخ ولادتها بسنة ٤٢ هجرة، فيكون عمرها في كربلاء (سنة ٦٠ هجرية) ١٩ سنة فكيف تكون فاطمة من عمرها ١٠ سنوات أكبر من سكينة! أقل ما قيل في عمر سكينة من المؤرخين أنها ابنة ١٥ سنة! ولهذا يرى بعض المؤرخين ومنهم المؤرخ الكرباسي أن للحسين عليه السلام فاطمتين، فاطمة من الرباب وفاطمة من أم إسحاق! وبناء على قول فاطمة صغيرة في المدينة إذا صح خبرها! ولكن في كربلاء فاطمتان واحدة بنت الرباب وهي أكبر من سكينة بسنوات وفاطمة بنت أم إسحاق وهي عشر سنوات. وبطبيعة الحال ستختلط بعض الاحداث في أنه هل هذا الحدث مرتبط بفاطمة الكبيرة أو الأصغر منها! على كل حال هناك فاطمة موجودة في كربلاء سواء واحدة من الرباب والأخرى من ام إسحاق أو هي فاطمة واحدة ولنفترض بأن كلام المؤرخين صحيح بأنها أكبر من اختها فقوت ولادتها قد لا يكون دقيقاً وهذا بناء على ان هناك واحدة، بينما لو كان هناك اثنتين فيصح كلامهم.

فاطمة بنت الحسين عليه وعليها السلام وُصفت بهذا الوصف المتقدم في عبادتها وجمالها، تزوجها الحسن المثنى وقد كان في الثلاثين من العمر، ولها خطبة بليغة في الكوفة بعدما سُبيت بعد أن خطبت السيدة زينب يُنقل أنها قالت:" الحمدلله عدد الرمل والحصى الحمدلله زنة العرش إلى الثرى أحمده على ما كان واستعينه فيما يكون" ثم بدأت بتقريع أهل الكوفة " أتعلمون يا أهل الكوفة أي يد طعنتنا منكم" فبدأت بتقريعهم في خطبة بليغة. هذه فاطمة بنت الحسين التي كانت في كربلاء ولها هذه الخطبة وفيها ذلك الوصف.

الحديث الأصلي الذي يُلفت الانتباه وكأن الامام الحسين يريد أن يشرف بواسطته على المستقبل فأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله! يعني هذه امرأة ربانية روحانية ولا تعتني بالأمر الدنيوي ولا تلتفت إليه إنما قلبها معلق بالمبدأ الأعلى بالله عز وجل.

نأتي إلى سكينة وسنتحدث عنها بشكل مفصل عن أختها لأن الصورة التي رُسمت لها في اذهان المسلمين إلى يومنا هذا للأسف صورة غير حقيقية تحتاج إلى تجلية وتوضيح.

اسم سكينة هل هو مصغر أم مكبر! عندنا العرب اسم سُكينة مصغر وليس مكبراً كـ سَكينة. عند الناطقين بالفارسية يتحدثون عنها أنها سَكينة وليست سُكينة! أحدهم شرح ذلك وقال أنه في اللغة العربية سُكينة تعبيراً عن الاتان و هي أنثى الحمار و لهذا نقول ان الاسم سَكينة وليس سُكينة. هذا الكلام غير صحيح سُكينة لها معان متعددة في اللغة أحدها ما أشاروا اليه أنه يشير للأتان/انثى الحمار، وأيضا يُقال هي الطفلة السريعة الكثيرة الحركة من باب تسمية الشيء بخلافه. بل عندنا حتى بعض الرجال اسمهم سُكيْن وهو أحد الرواة يذكره أحد أصحاب المعاجم الرجالية. ولهذا اعتراض البعض على استعمال هذا الاسم مصغراً هو اعتراضٌ في غير محله! وهو لا يستند الى تحقيق دقيق وإنما هو آتٍ مما ذهب إليه بعض الباحثين الفرس من غير أهل اللغة العربية.

وحين نتعرض لحياتها، هي من مواليد سنة ٤٢ هجرية وأمها الرباب بنت امرؤ القيس وفيها (كما ذكرنا في وقتٍ مضى) الشعر المنسوب الامام الحسين لعمرك إني لأحب داراً تحل بها سكينة والربابُ. عمرها حينما كانت في كربلاء حوالي ١٨-١٩ سنة وبعض الباحثين قالوا انها أصغر من ذلك حدود ١٥ سنة. حينما جاءت لكربلاء كانت معقودة على قول ومتزوجة على قول آخر بابن عمها الحسن المجتبى عبدلله الأكبر ابن الامام الحسن عليه السلام ويذكر أرباب السير أنه كان أبا عذرها. أبا عذرها هذا الاصطلاح في اللغة العربية يُطلق على اول زوجٍ يدخل بامرأة باكر (المرأة البكر حين يدخل عليها الزوج وتكون بعد ذلك ثيبا) يُقال فلان ابوعذرها أي الذي أخذ عذريتها وبكارتها. وقد قيل أن المرأة لا تنسى أبا عذرها وقاتل بكرها! وهذا يعني أن عمرها بين ١٨-١٩ سنة وحين جاءت إلى كربلاء كانت في حبالة زوج وهو عبدلله الأكبر ابن الحسن المجتبى امه ام ولد يعني ليست منكوحة للإمام الحسن بعقد النكاح بل بملك اليمين وهذا المصطلح قد مر علينا، فلان أمه أم ولد أو الامام الفلاني لديه عشر من أمهات الأولاد! هذا الاصطلاح في الفقه يعني أن ينكح الرجل امرأة بملك اليمين يشتري جارية يدخل بها وإذا حملت وولدت منه ثم مات عنها تصبح حرة! تنعتق منه! وتصبح حرة من نصيب ابنها في الميراث!

عبدلله بن الحسن الأكبر، وهناك عبدلله آخر ولهذا وُصف بالأكبر كانت سكينة في حبالته وكانت متزوجة منه على خلاف في أنه دخل بها أو لا، واستشهد عنها في كربلاء.

هذه سكينة حينما كانت في كربلاء، بعد كربلاء كان هناك عناية خاصة من الامام السجاد عليه السلام بها وهي ايضاً كانت تتحرى الحفاظ على الامام السجاد وتراقب أحواله. من الإشارات التي ينقلها التاريخ عن اهتمام الامام السجاد بها غير قضايا التوجيه والإرشاد باعتباره الامام وهي المأمومة. لما باع الامام السجاد عليه السلام عينا له في وادٍ في أطراف المدينة يُقال له ذي خشب كان له عين جارية باعها على أحدهم بمبلغ من المال واشترط عليه ان يكون سقيها ليلة السبت لشيء كانت تملكه سكينة في ذلك الوادي (نخل كانت تملكه سكينة). وهذا من الناحية الشرعية لا مانع منها أن تبيع شيء وتشترط به شرطاً إن قبل المشتري ذلك! يكون الثمن مقسطاً على أصل البيعة وعلى الشرط.

تعتبر هذه التفاتة من الامام السجاد إلى اخته وإلى ما تملك حتى لا تحتاج الى غيره من الناس.

هي ايضاً بدورها يُنقل أنها ذهبت مع أختها فاطمة إلى جابر بن عبدلله الانصاري وقالتا له "يا جابر إن لنا علينا عليكم حقا لرسول الله، قال: وما ذاك! قالتا: علي بن الحسين بقية ابائه الطاهرين يكاد يتلف نفسه هما وكمدا على ابيه الحسين" دائم البكاء على الحسين "ونحن نخاف أن يهلك هما وعما وكمدا" فأنت كنت من أصحاب رسول الله والامام السجاد يوقر أصحاب رسول الله اذهب اليه واسأله أن يخفف على نفسه فالأمة واهله بحاجة إليه فنحن نخشى عليه من الهلاك. وبالفعل جابر بن عبدلله الانصاري ذهب للإمام السجاد وتحدث معه.

نحن نذكر هذه الأمور كمقدمات لأننا سنعتمد عليها فيما بعد.

من جملة ما يُذكر في احوالها انها مع جواريها كن يتصدين لمن يشتم أمير المؤمنين عليه السلام في المسجد، بيوت اهل البيت عليهم السلام كانت مجاورة لمسجد رسول الله وهذا يُعرف بقرائن كثيرة أولها فتح باب الامام علي عليه السلام على المسجد لو لم يكنْ ملاصقاً ما كان من معنى لفتح الباب. وأيضا في موارد متعددة كانت هناك ملاحظات من هن في داخل البيوت كن يشرفن على ما كان يحدث في المسجد! في ذلك الزمان جاء أحد احفاد مروان بن الحكم وصار والياً على المدينة يُقال له خالد بن عبد الملك (ليس عبد الملك بن مروان إنما أبناء عمومته) فكان على جار السنة الاموية يشتم الامام عليا سلام الله عليه على المنبر فكانت سكينة تلقن جواريها أحاديث رسول الله صلى الله عليه واله في فضائل أمير المؤمنين ومناقبه وتقول لهن ارددن عليه، مثلا إذا ذكر لعنا للإمام فيرددن لكن رسول الله قال مثلا أنت مني بمنزلة هارون من موسى! فكانت تتصدى له بواسطة جواريها تلقنهن الكلام ويتحدثن ليسمع الناس فكان ذلك الوالي ينزعج ويضرب الجواري! لم يكن يتجرأ على سكينة يضرب الجواري!

هذه الصورة التي عندنا في تراث الامامية رأسها كلام الامام الحسين عليه السلام ابيها وهو العارف بها والذي يشخص حالتها "فأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله عز وجل". دعنا نرى الطرف الاخر كيف الصورة الموجودة عنده وللأسف ليومنا هذا! لو فتحت أي كتاب الفه مؤلف من مدرسة الخلفاء سوف تجد تأثرهم بالصورة الأخرى المغايرة لما ذكرنا من صفات سكينة هي الحاكم! من أين أتت هذه الصورة وماهي عناوينها؟!

عناوين هذه الصورة التي شكلها اتباع مدرسة الخلفاء أو بعض أتباعهم:

واحد انها امرأة تجلس مجالس الغناء وتستمع للمغنيات والمغنين لأوقات متأخرة من الليل في المدينة المنورة!

اثنين انها كانت تختلط بالرجال الشعراء على وجه الخصوص وتجلس معهم وتقارن بين اشعارهم وربما تغزل بعضهم بسكينة!

ثلاثة ان لها جمة (الجمة السكينية) تسريحة شعر يكون في الشعر اشبه بالبرج ومنها لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، نُهيت النساء عن تسريح شعورهن بهذا الشكل الذي يلفت الأنظار بعلوها واستطالتها. هكذا وصفوا سكينة بهذه الجمة وعُرفت بها وكانت لا تحاذر أن يراها الرجال أو النساء حتى اشتهرت عنها.

العنوان الرابع انها كثيرة الازواج البعض قال ثلاثة والبعض أربعة والبعض قال خمسة أو ستة! حتى احدى المؤلفات اسمها بنت الشاطئ دكتورة عائشة عبد الرحمن عندها كتاب اسمه السيدة سكينة -وهو كتاب لطيف- حين تعرضت لهذه المسألة قالت انه من غير المعقول نلاحظ في بعض المصادر الاسم رباعي (مثلا احمد بن عبدلله بن عمر بن عثمان) فيأتي مصدر أخر ويقسمه قسمين فيصبح زوجين ويتغير الترتيب فيصبح اسما آخر وعلى هذا المعدل!

هذه الصورة الموجودة لها الان وهي كلها او قسم منها موجود!

فحين تجد مقالات أو مؤلفات في هذا الفريق تجده يتغذى غالبا على هذه الأمور، من أين جاءت هذه العناوين!

المصدر الأساسي لها كتاب اسمه الأغاني لأبي الفرج الاصفهاني متوفى سنة ٣٥٦ هجرية، الكتاب من اسمه يتتبع أغاني الشعراء وجلساتهم وغزلهم ومطاردات العاشقين والمعشوقات وما شبه ذلك هذا هو محور هذا الكتاب.

ينقل في هذا الكتاب عدد من الروايات ينقلها غالبا من الزبير ابن بكار، الزبير ابن بكار من نسل عبدلله بن الزبير بن العوام المعروف وهو واضح في امر عدائه لأمير المؤمنين وقد توارثوا ذلك حتى أن يُنقل أن مصعب الزبيري ادعى على يحيى العلوي الحسني كلاماً كاذبا من أجل أن يُقتل! ذهب إلى هارون وأخبره بأن يحيى يدبر ثورة ضده ونسب له أمور غير صحيحة من ضمنها شعر ليس له ليحرض العباسيين لقتل يحيى. بعد ذلك ظهر الحق وتبين أن مصعب هو الذي كان يتآمر على الدولة، فهذا الخط ورث العداء والمواجهة مع الخط العلوي وفي كتب الزبير ابن بكار وخاله وهما من كتاب قضايا التاريخ والانساب ذكروا اخبارا كثيرة يقتضي إلى تشويه كل ما يرتبط بآل محمد صلوات الله عليه وعليهم اجمعين. المصدر الأساس الذي ذكرت فيه قضايا سكينة كان في هذا الكتاب والرواة عنه حسب ما تتبعهم أمثال عبد الرزاق المقرم الرواة لهذه الكلمات والتواريخ لا يتمتعون بصفة التحرز عن الكذب ولا يمتلكون صفة الوثاقة أضف إلى ذلك أنت تعرض الأخبار على واقع الحال كما يصفون امرأة وراء الأمور الغنائية في المدينة مع الرجال أين كان عنها الامام السجاد! هي توفيت سنة ١١٧ والامام السجاد توفي ٩٥ ثم جاء بعده الامام الباقر عليه السلام فكيف يُعقل أن تكون كذلك! هنا تفيدنا كلمة الامام الحسين عليه السلام: "فأما سكينة غالب عليها الاستغراق مع الله عز وجل". يصفها أنها لا تلتفت للأمور الدنيوية فضلا عن أمور العبث والغناء وماشابه ذلك

أين عنها اخوتها واعمامها وبنو هاشم! لا يمكن أن يكون هذا الامر صادقا على الاطلاق

غير أن رواته ينحصر في كتاب الأغاني المتأخر جدا عن حياتها وذاك الزبير بن بكار في حدود ٢٥٦ أي بعد أكثر من ١٠٠ سنة من وفاتها! آخرون قالوا ان في ال الزبير كان هناك سكينة وكانت عابثة ولاهية في بعض الروايات في كتاب الأغاني تذكر سكينة مجردة بدون بنت فلان وفي بعضها الاخر تذكر سكينة بنت الحسين! فقالوا إنما هؤلاء المؤرخين الذين افتروا هذه الفريات أرادوا خلط الأمور سكينة وسكينة بنت الحسين وتضيع هنا الاثار! أو إنهم أرادوا قول كما نحن لدينا عابثة بنو هاشم أيضا لديهم والبلية إذا عمتْ طابت وهانت! ليس فقط سكينة الزبيرية عابثة إنما بنات الرسول وبنات على لديهم عابثة فلا يُستنكر علينا لوحدنا في هذه الجهة!

 ونحن لا نشك إن مثل هذه الأمور لا تصح لأنه بالإضافة إلى كلمات الامام الحسين عليه السلام في شأنها وما نتوقعه من دور الامام السجاد بالنسبة اليها (بالطبع ينهى عن هذه المنكرات ويقوم هذا السلوك) ولم يؤثر شيء عنه! فإما ان الامام السجاد راضٍ عن ذلك وهذا يا ويلاه ويا مصيبتاه! أو ليس له سلطة عليها والتاريخ لا يذكر هذا الامر!

يتعين أن تكون مصادر هذه الأمور معادية لاهل البيت وغير واقعية او حقيقية

نحن نرى سيرة أهل البيت تعتبر الغناء واللهو من الأمور المحرمة وتتشدد فيها

حيث أن بعض المذاهب الإسلامية الأخرى قد لا ترى الغناء محرما فمذهب اهل البيت معروف عنه هذا الامر، ٢٤ رواية على الأقل فيما يرتبط بالغناء. لحنها لحن ناهي عن الغناء فالروايات تقول

الغناء يفسد القلب

الغناء مطية الزنى

لهو الحديث الذي يُنهى عنه هو الغناء

إذا اتيت يوم القيامة وانت سامع للغناء (أحدهم يقول انا ادخل لبيت الخلاء اسمع لجيراني صوت غناء وعزف وما شابه ذلك فأنا أطيل الجلوس في بيت الخلاء!) كيف بك إذا جئت يوم القيامة تكون في صف الباطل ام في صف الحق لهذا الجلوس والاستماع!

ثم انهم يرون ابنتهم وابنة امامهم واخت امامهم تقوم بهذه الأمور هذا لا يمكن!

اهداف النهضة الحسينية على صاحبها أفضل الصلوات والتحية كانت لأجل مقاومة هذا الفساد الأخلاقي هذه المنكرات هذه الموبقات في صورة يزيد! فهل تراهم ينكرونها على يزيد ويرضونها لابنتهم في داخل بيتهم! هذا لا يعقل ابداً

يقول الشاعر: تتلى التلاوة في ابياتهم سَحراً وفي بيوتكم المزمار والنغمُ

مرات العرض: 3440
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2547) حجم الملف: 96767.99 KB
تشغيل:

17 ليلى الثقفية أم الأكبر وزوجة الحسين عليه السلام
19  بنات الامام علي وزوجاته في كربلاء