17 ليلى الثقفية أم الأكبر وزوجة الحسين عليه السلام
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 17/1/1441 هـ
تعريف:

ليلى الثقفية أم الاكبر وزوجة الامام الحسين


تفريغ نصي الفاضلة هديل الزبيدي / العراق

قال الله العظيم في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم

{{ ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون }}

حدثنا بأذن الله تعالى يتناول احدى شخصيات كربلاء المرتبطة بالامام الحسين عليه السلام وهي زوجته الطيبة ليلى بنت ابي مرة ابن عروة ابن مسعود الثقفي ، وقد تقدم لنا كلام فيما مضى حول هذه الاية المباركة وما فيها من الملاحظات واشرنا بعد ذلك الى قانون التعدد في الزوجات الذي نلاحظه في حياة المعصومين عليهم السلام وايضا الى ملاحظة اخرى وهي ان زيجات المعصومين عليهم السلام لم تكن صافية مئة في المئة من جهة العوائل بمعنى ان من طرفي الاب والام والاخوة ان يكون اقارب زوجاتهم في خط ولاية اهل البيت وانما كان هناك حالات يكون فيها الوالد على غير هذا المنهج واحيانا الوالدة وهكذا والدة الزوجة او والد الزوجة ومر حديث عن السيدتين الزكيتين من زوجات الامام الحسين (ام اسحاق التيمية بنت طلحة) و (الرباب بنت امرؤ القيس الكلبية) حديثنا هذه الليلة يتناول جانبا من حياة وسيرة السيدة الطاهرة ام علي الاكبر شبيه رسول الله صلى الله عليه وآله وهي ليلى الثقفية ، ليلى اسم هذا الاسم معروف في المجتمع العربي بل في غير المجتمع العربي ايضا هذا موجود وعند العرب كان بمناسبة كلمة الليل.

الليل فيه الظلام والسواد فكانت البين او المرأة اذا كانت شعرها اسود فاحما شبهوا ذلك بالليل واخذوا منه مناسبة لتسمية صاحبة هذه الخصلة وهي الشعر المنسدل الفاحم الاسود بالليل فتسمى ليلى ، هذا في اصل التسمية عادة يلاحظون مثل هذه الملاحظات فنقل من كونه صفة الى كونه اسما لامرأة ولانثى سميت بهذا الاسم قيل ان ولادتها كانت في حوالي سنة عشرين للهجرة وان زواجها بالامام الحسين عليه السلام كان بين سنة اثنين وثلاثين الى خمس وثلاثين هجرية وهذا راجع الى الاختلاف ايضا في عمر علي الاكبر وانه متى انجبته وعندما كان في كربلاء هل كان عمره سبعة وعشرين سنة او عمره اربعة وعشرين سنة خمسة وعشرين سنة يرجع هذا في جهة من جهاته الى انه متى تزوجها الامام الحسين عليه السلام ، بيئتها الاسرية اشهر من فيها هو عروة بن مسعود جدها ، عروة بن مسعود الثقفي من قبيلة ثقيف ،قبيلة ثقيف طائفية ليست قرشية ليست مكية وانما كانت تسكن الطائف وهو (عروة بن مسعود) كان لعله الشخصية الاولى في الطائف ويعد احد العظيمين اللذين نادى الكفار وقالوا انه اذا الله مقرر ان يرسل رسولا فليرسل رجلا من القريتين هذا الرجل يكون عظيم {{ لولا انزل هذا القران على رجل من القريتين عظيم }} واحد من العظيمين اللذين يتحدثان عنهما هو عروة بن مسعود جد ليلى كان شخصية كبيرة ومهمة وهذا الرجل كان احد الوجوه في الطائف بل ربما يكاد يكون الوجه الاكبر فيها وكان من جملة المفاوضين من قريش لرسول الله صلى الله عليه واله الى سنة تسعة هجرية ، في السنة التاسعة للهجرة جاء هو وابنه مرة الذي يكون هو والد ليلى زوجة الامام الحسين جاءا الى نبينا المصطفى محمد (صلى الله عليه واله) واسلما وطلب عروة بن مسعود من رسول الله صلى الله عليه واله ان يعلمه ماينبغي في الاسلام وعلمه وكان من جملة ذلك انه امره بان ينزل عن ست نساء كانت عنده لان عنده عشر نسوان بحسب التعبير عندما كان في ذلك الوقت فقال له دين الاسلام لايجيز في التعدد الا اربع في وقت واحد {{ فانكجوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع }} الباقي لايجوز فنزل عن ست من نسائه وابقى عنده اربعا ثم قال الى رسول الله انا ارجع الى قومي واريد ان ادعوهم الى الاسلام فقال له افعل ذلك ، فذهب الى الطائف وكان عنده في بيته علية يعني مثل شرفة تشرف على ساحة البلدة فصعد عليها وامر باجتماع الناس ومع شخصيته المعروفة فدعاهم الى الاسلام وذكر لهم انه قد اصبح مسلما ولتوه قد جاء من عند رسول الله صلى الله عليه واله احد الحاضرين غير معروف سدد له نبلة وقعت في صدره فكانت فيها منيته بقي اياما ثم ذهب الى رضوان الله ويعد ذلك احد شهداء الاسلام بالمعنى الاعم للشهيد الذي ذكرناه قبل ليال ، شهيد التبليغ للاسلام ، شهيد الارشاد هذا كان والدها ، يوصف ايضا كما نقل عن رسول الله صلى الله عليه واله في حديث المعراج بأنه النبي كان يقول مررت على الانبياء وصليت بهم ورأيت عيسى بن مريم فوجدته اشبه الناس به عروة بن مسعود الثقفي من الناحية الجمالية والشكلية عروة بن مسعود يشابه بحسب هذا الحديث لو تم يشابه عيشى بن مريم ، المهم هذا سيرة الجد جدها وابوها مرة جاء بعد اسلامه وكان في وقت مبكر طبعا قبل ولادتها بزمان طويل يعني حوالي اكثر من احدى عشر سنة قبل ولادة السيدة الجليلة ليلى اخذ مكان والده وكان يقوم بما كان يقوم به والده اللي هو جد ليلى في الامور الاجتماعية هذا من جهة الاب والجد ، اما من جهة الام ام ليلى هي ميمونة بنت ابي سفيان ولهذا هي تنتسب من هذه الجهة الى الاسرة الاموية وهذا يرجعنا الى ماذكرنا سابقا في قضية ام اسحاق بنت طلحة ابن عبيد الله التيمي ذكرنا في ذلك المكان عدة جهات تبرر وتوجه الزيجة بمثل هؤلاء وانه احيانا كثيرة تكون المرأة الصالحة في بيئة اسرية ليست بمستواها فلا ينبغي ان تآخذ بذلك الامر ويضاف الى ذلك لو ان المعصومين عليهم السلام اقتصروا في زيجاتهم على من يكون خالصا ، في كل زيجاتهم يعني غير امهات المعصومين لو اقتصروا على ان تكون كل زيجاتهم خالصة مئة في المئة لم يكن لهم ان يتزوجوا لتشابك هذه العوائل وهذه الاسر وهذه القبائل بحيث لايمكن بعد تشوف هذه القبيلة لازم ميتزوجون فيها من بني مخزوم ،ميتزوجون في بني تيم ولا في بني عدي ولا في كذا ولا في كذا ….وهذا امر لايتيسر بالاضافة الى ماذكرنها قبل ذلك ، ولعله لهذه الجهة ينقل عن بعض التواريخ ان المعسكر الاموي اراد استمالة عليا الاكبر عليه السلام بقضية الرحم ان بينك وبين الامير كما يقولون يعني يزيد اكو رحم فماكو داعي ان تتلف نفسك وتقتل نفسك ونحن قد جئنا بأمان بعضهم يقول هذا ناظر الى هالجهة وهناك احتمال اخر لا ، هو ناظر الى وجود رحم مع عمر بن سعد ، عمر بن سعد والده سعد بن ابي وقاص امه من بني امية ايضا (حنة بنت ابي سفيان) او بنت سفيان ابن حرب على ترديد بين المؤرخين المهم هي ضمن تلك السلسلة فهذه جدة عمر بن سعد من تلك الاسرة وهذه ايضا امها من هذه لاسرة فتصير جدة عليالاكبر ميمونة بنت ابي سفيان بالتالي قالوا له لك رحما بالامير كما زعموا امير المؤمنين وارادوا استمالة الاكبر بهذا المعنى الواضح ان قضية صلة الرحم في غير مايرضي الله وفي الانحراف عن الجادة وفي اختيار الطريق الغير مستقيم ليس مطلوبا من الانسان المؤمن اصلا هذا فد شيء اجمالي عن هذه المرأة الطاهرة والطيبة زوجة الامام سلام الله عليه .

يظهر من بعض التواريخ انها لم تنجب للامام عليه السلام و يبقي الا الاكبر وكفى به مفخرة واحد بالف اشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا ، اكو فرق بين شبيه واشبه قالوا ان الذين شبهوا برسول الله صلى الله عليه واله اكثر من سبعة من بينهم الحسن من بينهم الحسين من بينهم جعفر بن ابي طالب من بينهم قثم ابن العباس كل واحد له ميزة في شباهته برسول الله لكناشبه الناس جميعا اكثرهم شبها في المنظر والمنطق وفي البلاغة وفي الاخلاق كان عليا الاكبر فمن تنجب هذا يكفيها ان لاتنجب احدا غيره ، اكو مسألة عادة ماتصير محل كلام ونقاش وهي قضية حضورها في كربلاء هل كانت حاضرة او لا ؟ قبل ان نبدأ في الحديث التاريخي بين رأي نافي لحضورها ورأي مثبت لحضورها ينبغي ان نشير الى ملاحظة مهمة وهي ان هذه المسائل التاريخية بل كل القضية الحسينية لاينبغي ان تكون سببا للتمزق بين المؤمنين وشيعة اهل البيت عليهم السلام مهما اختلفت الاراء وشعار بين فترة واخرى يطلع (الحسين يجمعنا) في احيان يصير هذه المناقشات هذه القضايا تنتهي الى تفرق المؤمنين وهذا امر غير صحيح على قضية نمط من الشعائر نختلف نتفرق  ، على نمط من العزاء نختلف نتفرق ، على قضية تاريخية نختلف نتفرق ، هذا مما لايتوافق مع اهداف ابي عبد الله الحسين سلام الله عليه. هذه واحدة من القضايا قد تاتي مثلا الى شخص يقولك في اثناء الحديث نذكر ان لنفترض ان والدة علي الاكبر كانت موجودة في كربلاء ودعت الى علي بالنجاة وماشابه ذلك ، ياتي شخص اخر يقول هذه خرافات هذه اساطير مو صحيح انتوا لماذا هكذا تعملون ، لماذا تلجأون الى الخرافات والاساطير وعلى هذا المعدل ، لماذا صارت اساطير وخرافات ؟ احيانا بالعكس واحد من هذا الطرف الذي يوافق على حضور ليلى في تفاصيل المصرع يقول انتوا ياأيها الطرف الاخر تريدون تميعون القضية الحسينية وتنفون تفاصيلها وتغيرون فيها والى اخره وهذا مخالف الى احياء الشعائر هذا النمط من التراشق من التهاجم من الاتهام امر غير صحيح ومسلك غير سليم هذه القضايا وامثالها انما تبحث في اطار علمي قضية تاريخية جيب المؤرخين يبحثوها اما تجي تقول الا يقول ليلى حضرت يعني انسان عنده خرافات اللي يقول ليلى ما حضرت هذا يريد يميع القضية الحسينية وميكون عنده فيها كلام صحيح ويريد يشيل الدمعة والحزن لا .. لاهذا صحيح ولا هذا صحيح ، هذه شنو من قضية قضية تاريخية لها اهلها ولها باحثوها يناقشونها كأي قضية، قضية فقهية بين الفقهاء ، قضية تاريخية بين من لديهم معرفة تاريخية ، قضية كلامية وعقائدية بين العارفين بالكلام والعقائد ، نحن عندما نبحث في هذا الموضوع علينا ان نبحث اذا مثلا ما ثبتنا حضورها لايعني اننا نريد بالمنبر شيئا ، واذا ثبتنا حضورها لايعني احنة نسلك مسلك الاساطير والخرافات كما يقولون البعض وانما هو عرض تاريخي للجهتين حتى يتنور الانسان ويتبصر .

هناك بين المؤرخين والمؤلفين رأي لحضور ليلى الى كربلاء وعدم حضورها

الرآي الاول :

رأي من ينفي ويقول ليلى لم تكن في كربلاء ، اذا ماكانت في كربلاء معنى ذلك الكلام والتفاصيل ومجيء علي الاكبر وحديث الاكبر مع امه هذا كله ميكون سليم ، واذا ثبت انها موجودة ممكن ان يثبت ذلك ، فلننظر ماذا يقولوله ماينفي هذه القضية كأن اول من سرح بظرس قاطع بانه ليلى لم تكن موجودة في كربلاء وانما ما يتناقله الخطباء غير صحيح هو المرحوم حسين النوري الطبرسي المتوفى سنة ١٣٢٠ هجرية يعني قبل ١٢٠ سنة تقريبا وهو من المحدثين الاقوياء محدث بارع يعتبرعند علمائنا ، لديه كتاب (مستدرك الوسائل) و(خاتمة المستدرك) بحث رجالي متقن جدا ، مستدرك الوسائل غالبا عند علمائنا يضعفون رواياته لكن هو الرجل رجل عالم ومحدث كبير عنده المسلك الخبري والحديثي اكثر يعتمد عليه ، عنده كتاب اسمه (لؤلؤ ومرجان) اصله باللغة الفارسية ومترجم الى اللغة العربية بعنوان (اللؤلؤ والمرجان) في اداب المنبر ينقل هذا الكلام في ذلك الكتاب يقول : مايتناقل عند بعض الخطباء من قول الحسين عليه السلام لام علي الاكبر ان ادخلي الخيمة وادعي الله في رجوع الولد وما الى ذلك هذا غير صحيح هذا عند المحدث النوري متوفى قبل ١٢٠ سنة ، اتى بعده تلميذه (الان فقط نعرض اقوال هذا الطرف واقوال الطرف الاخر) المحدث القمي الشيخ (عباس القمي) هذا رجل خبير بالاخبار وعالم لكن مشهور بماذا ب (مفاتيح الجنان) يعني الان لو واحد يقول لك عددلي اثنين من كتب الشيخ عباس القمي تقدر تعد منو مفاتيح الجنان باقي كتبه غير معروفة لاسيما في البيئة العربية لكن هو مؤلف مكثر لكن اشتهر بمفاتيح الجنان عنده كتاب في سيرة الائمة بأسم (منتهى الآمال) هو متوفى في سنة ١٣٥٩ هجرية يقول في ذلك الكتاب الظاهر في قضية ليلى عدم حضورها في كربلاء ثم نقل كلام استاذه النوري هو من تلامذة الميرزا حسين النوري الطبرسي الذي قلنا كلامه قبل قليل هو نقل ايضا نفس الكلام ، ناتي فيما بعد الى السيد المقرم السيد (عبد الرزاق المقرم) واحد من الباحثين التاريخين وبالذات في قضية كربلاء من تلامذة الامام الحكيم رضوان الله عليه والسيد الخوئي وتحقيقاته اكثرها تأليفاته حول كربلاء ومايرتبط به من شخصيات ، اشهر كتبه الان كتاب (مقتل الحسين) الذي يرجع اليه الخطباء العلماء هذا لما يأتي الى هذه القضية ما يجزم بالموضوع يقول لعلها اي ليلى لعلها توفيت قبل واقعة الطف ممكن ان تكون توفيت قبل واقعة الطف لماذا ؟ لانه اذا كانت على قيد الحياة فليس معقولا ان تبقى خارج كربلاء بالتالي هذه ابنها ذاهب الى المعركة زوجها ذاهب الى المعركة ، زوجها طالع من المدينة الى مكة و منها الى كربلاء ، لامعنى لان تبقى في المدينة وحدها ، من الطبيعي ان يسترفق الحسين زوجاته وان تكون مع الحسين عليه السلام هذا الثالث ، الرابع المرحوم الشهيد الشيخ (مرتضى مطهري) شهيد ١٤٠٠ هجرية معروف رجل له كتابات كثيرة جدا في مجال الثقافة الاسلامية وفي مجال الفلسفة الاسلامية وهو مدرس في بعض الحوزات وفي الجامعة الى قريب ايام السيد الخميني رضوان الله عليه بعد ان صارت النهضة الاسلامية هناك اغتيل الشيخ المطهري على يد بعض الفئات المسلحة اغتيل بالرصاص وكتبه كتب ناضجة وقوية في الغالب عنده كتاب هذا هو مثار كلام حوله هو في الاصل محاضرات ، القاها في الجامعة بمناسبة ايام عاشوراء حول الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ضوء السيرة الحسينية وخروج الامام الحسين عليه السلام فتكلم في بداية المحاضرات ان واقعة كربلاء تعرضت الى تحريفات متعددة وذكر من التحريفات اثبات وجود ليلى في كربلاء ، قال من التحريفات انهم يقولون ان الحسين قال لليلى كذا وكذا والحال لم تكن في كربلاء حتى يحدثها الحسين ثم يقول هذا ليس منطق الحسين ياتي ويقول الى ليلى انه تعالي وادعي ربك حتى يرجع اليك وانما هو جاء للتضحية والقتال ويعرف هذا الدرب والى اخره هذا اجمال ماذكروه اخرهم الشيخ المرحوم (محمد تقي التستري) ايضا لديهم كلام وهو مؤلف من المؤلفين ، رجل متخصص في علم الرجال ويقول لم يذكر من اصحاب السير المعتبرة حضور ليلى في كربلاء هذا جملة ما ذكروه نحن نلاحظ هنا ان اول نفي لحضور ليلى في كربلاء بدأ حوالي سنة ١٣٢٠ اللي هو زمان المرحوم الميرزا النوري قبله لم يعثر على من ينفي ، فيما بعد الغالب هم انما صدى لكلامه او اعتماد عليه او ماشابه ذلك هذا من ينفي .

الرآي الآخر:

يوجد هناك راي من يثبت حضور ليلى في كربلاء وانها كانت موجودة هناك اقدم مصدر ذكر هذا المعنى ذكره احد المؤلفين وهو الشيخ (الاسفرانيني) عنده كتاب اسمه (نور العين في مشهد الحسين) ويتحدث عن واقعه كربلاء هذا الرجل متوفى سنة ٣١٦ هجرية يعني في زمان الغيبة الصغرى للامام الحجة عجل الله تعالى فرجه ، فهذا المصدر يفصلنا عنه من الان حوالي ١٠٣٠ سنة يفصلنا عنه ويفصله عن زمان المحدث النوري  قريب من هذا ١٤٠٠ الى١٣١٦ تقريبا ١٠٣٠ يفصلنا عنه وقريب من هذا يفصله عن المحدث النوري هذا القدم التاريخي له اهمية كما سيأتي بعد قليل هذا واحد اتى بعد ذلك نقل عن (ابي الفرج الاصفهاني) في بعض كتبه وهو متوفى سنة ٣٥٦ هجرية نقل كلاما اخر ، اول ماذا نقل للاسفرائيني قال بعد ان نقل شهادة علي الاكبر عليه السلام وقال جيء به الى الفسطاط وصارت امه ولهانة عليه تنظر اليه وتبكي هذا النقل يشير الي ان ليلى كانت على قيد الحياة وانها كانت في كربلاء ، وانها رأت مصرع ولدها وانها كانت ولهانة متحرية باكية وهي تنظر اليه هذا ينقل هذا المعنى سنة ٣١٦ هجرية مانقل عن (ابي الفرج الاصفهاني) من زاوية اخرى بأسانيده هو عن راو انه بعد ما فرغ من الحج ذهب الى زيارة سيدنا رسول الله صلى عيله واله في المدينة وكان ذلك سنة ٦٣ هجرية الراوي الذي ينقل هذه القضية في سنة ٦٣ هجرية بعدما فرغ من الحج جاء الي المدينة للزيارة هناك مر على بيت فيه بكاء ونياحة فسأل بيت من هذا ؟ فقالوا هو بيت ليلى ام علي الاكبر زوجة الحسين فانها لم تزل تبكي على ابنها علي الاكبر ليلا ونهارا فاذا كان هكذا فهذا يثبت انها كانت موجودة على قيد الحياة في ذلك الوقت الى سنة ٦٣ ومن الطبيعي اذا كانت في سنة ٦٣ موجودة هناك ان تكون قد رافقت الحسين عليه السلام في سنة ٦٠ للهجرة اذ لايعقل ان يتركها ولايعقل ان تتركه وتبقى في المدينة هذا نقل اخر ، النقل الثالث شبيه بالآول وهو لاحد علمائنا المعروفين وهو ( ابن شهراشوب المازندراني) متوفى سنة ٥٨٨ هجرية هذا الرجل ايضا عنده كتاب اسمه (مناقب آل ابي طالب) والعلماء عادة يعتمدون على اقواله ونقولاته ولاسيما صاحب البحار ومن تأخر عنه كثير يعتنون بنقولاته والرجل من علمائنا الكبار المحسوبين ، هذا ايضا نقل نفس الكلام اللي نقله الاسفرائيني من انه لما جيء بعلي الى الفسطاط وقفت امه ولهى وهي تبكي وتنظر اليه وتبكي عليه هذا القدامى .

من المعاصرين اللي الكثير دافعوا عن هذا الموضع اولهم المحقق ( السيد جعفر مرتضى العاملي) موجود ادعوا الله له بالعافية والشفاء ، هذا الرجل كتبه كتب كثيرة واخذ جانب التحقيق في السيرة قدر الامكان وسد فراغا كبيرا كان موجود عنده كتاب(الصحيح من سيرة الرسول الاعظم) في بعض طبعاته خمسة وثلاثين مجلد عنده (الصحيح من سيرة امير المؤمنين عليه السلام) في بعض طبعاته ثلاثين مجلد عنده ( الحسين بين السيرة والادب والتاريخ) اثنى عشر مجلد وعنده غير هذا دراسات متفرقة في قضايا التاريخ حوالي خمسين مجلد ، زرناه قبل مدة من الزمن واطلعنا على بعض مكتبته التي الفها ، باحث جاد قد تتفق معه في كل آرائه او تختلف لكن هناك بحث جدي ، هذا العالم الجليل عنده كتاب اسمه (عاشوراء فوق الشبهات) هو يتحدث عن انه مع كل محرم ياتي يصير هناك لغط وكلام وتشكيك وماسابه ذلك واورد مثال على ذلك في موضوع قضية ليلى واثنى كثيرا على الشيخ (المطهري) رحمه الله وقال هذا عالم جليل وباحث قدير ، اول شي هو يحتمل ان هذه مو كلها محاضرات وكلمات الشهيد المطهري واضافة الى ذلك ولو كانت الى الشيخ الرحوم المطهري رضوان الله عليه فنحن هو امامنا الادلة اذا كان الدليل نتفق معه او نختلف مهما علت مرتبة العالم وهذا ما يخفف من احترام عالم لعالم عندما يناقشه نحن نلاحظ مثلا بعض تلامذة الايات العظام يناقشونهم ويخالفوهم هذا مو قلة احترام بالعكس هذا انضاج وهذا كانما الانسان يرد الجميل لاستاذه ايضا اذا عالم يناقش عالم اخر بأدب وبجانب علمي هذا يثري الساحة ففي رايه انه لا الشهيد المطهري رضوان الله عليه انما اعتمد على كلام المتحدث النوري ولم يورد ادلة قاطعة على عدم الحضور واورد في المقابل ماذكره الرآي المثبت هذه نصوص موجودة وبعضها يرجع الى سنة ٣١٥-٣١٦ هجرية كيف يقال انه لم نعثر على مصدر او خبر او هذه الاخبار موجودة ولا يترتب على ذلك محذور من المحاذير ولا مشكلة من المشاكل هذا واحد والثاني ايضا ممن بحث هذه المسألة بحث جيد لو اراد احد ان يرجع اليه (المحقق الكرباسي) في كتابه (دائرة المعارف الحسينية) ايضا عنده قريب من خمسة وثلاثين الى اربعين صفحة يناقش قضية ليلى في كربلاء ورآي المثبتين ورآي النافين وينتهي الى رآي وهو ممن لا يؤيد فكرة انها لم تكن مافي محذور وانه بعض المؤرخين اثبت هذا فمافي مشكلة اذن هذا اجمالي المطلب نحن بناءا على ماتقدم من الحديث النافي ماذا يقول ، يقول انا ماعندي خبر ، لم يثبت لي ، ليس عندي مصدر معتبر ، ماعنده دليل على عدم الحضور متى يصير عنده دليل على عدم الحضور عندما يثبت انها توفيت قبل واقعة كربلاء لو اتى واحد وقال انه ليلى بهذا الدليل توفيت سنة ٥٩ او اول سنة ٦٠ خلاص بعد يقطع الكلام لماذا لانها توفيت وانتهى الموضوع، واما اذا الراي على الامر الاخر بعض النقولات انها بقيت الى سنة ٦٣ هجرية فهذا لايكون ، غاية ما سيقال انا ليس عندي مصدر معتبر لا اعتمد على هذه المصادر ، طرف اخر يستطيع ان يقول هذه مصادر يعتمد على مثلها في القضايا التاريخية لو كانت قضايا فقهية واحكام حلال وحرام وواجب وغير ذلك نحتاج الى ادلة اكبر من هذا لكن المنهج التاريخي مو المنهج الفقهي هذا له منهج وذاك له منهج اخر .

مانستفيده من كل المسالة انه على فرض انه انا اتيت وفرضت عدم حضورها وانت اتيت وايدت حضور هذه السيدة في كربلاء لاينبغي هذا ان ينتهي الى شيء من التراشق ، افترض انا اسمع خطيب يذكر لنفترض ان ليلى جاء اليها الاكبر ودخلت الخيمة ودعت وانه قامت وقعدت وغير ذلك ليس لي حق ان آتي واقول هذه خرافات من وين جايبها وما لها اصل وما الى ذلك لا قد يكون هو محق في الموضوع وواصل الى هذه النتيجة او معتمد على شخص حقق في هذه الامور ووصل اليها وقبل هذه النتيجة اما يقلده في هذا ويتبعه في هذا واما هو نفسه عمل تحقيقا وتدقيقا في المسالة فليس لي حق صحيح ان اقول له هذه خرافات ولا تذكرها على المنبر وهذا كلام غير صحيح وماشابه ذلك ، العكس ايضا مو صحيح ، لما واحد لنفترض الخطيب يمتنع عن ذكر ليلى في المصيبة ويقتصر على ما جرى على مقتل علي الاكبر عليه السلام من دون ذكر الى امه ، لايحق ان اقول له انت ليش هالشكل سويت قصمت ظهر المصيبة ما خليت الدمعة تجري وانت عندك مشكلة في هذا الجانب وضد الشعائر ضد المراسم ضد البكاء ضد الدمعة راح تضيعوا السيرة الحسينية هذا ايضا غير صحيح لاذاك صحيح ولا هذا صحيح وانما ينبغى الابتعاد قدر الامكان عن قضايا التراشق الى الحالة العلمية ، عندي انا بحث علمي اقدمه لك انت عندك بحث علمي قدمه لي ان اتفقنا الحمدلله مااتفقنا كلمن يعمل{{ قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا }}

الامام الحسين عليه السلام الذي نهضته المباركة جاءت لاصلاح العالم كله ليس في زمانه الى المستقبل والاصلاح انما { خرجت لطلب الاصلاح } الاصلاح السياسي الاصلاح الثقافي الاصلاح العقائدي الاصلاح الاجتماعي من الاصلاح الاجتماعي ان نبتعد عن التفرق والتشرذم والتقاذف والتراشق هذا من الاصلاح الاجتماعي ، من الاصلاح الاجتماعي ان نجتمع على الحسين عليه السلام حتى وان اختلفت اساليبنا حتى وان اختلفت افكارنا حتى وان اختلفت طرقنا في احياء هذه المناسبة ، مناسبة تستوعب كل ذلك .

الامام الحسين عليه السلام  خرج ذلك الخروج وفدى الدين بدمه واعطى هؤلاء الصفوة من اجل ماذا ؟ من اجل ان نحيا حياة طيبة ومن الحياة الطيبة الحياة المنسجمة والمتلائمة والمتفاهمة لاسيما في المجتمع التابع لاهل البيت عليهم السلام الحسين يكون محور وحده خرج بابي وامي وقطع هذه المسافات من المدينة المنورة الى مكة المكرمة ومن مكة المكرمة باتجاه كربلاء وبعث مابعث من الرسل والرسائل والكتب بعث بكتب من المدينة الى اهل البصرة وبعث رسوله مسلم بن عقيل سلام الله عليه الى الكوفة لكي ينهض بهذا الحمل . ارسل مختارا هذا الشهم النبيل من بني هاشم من ابناء عقيل عينة ابناء عقيل ابن ابي طالب حفيد اي طالب سلام الله عليه وعلى اجداده وخرج مسلم ابن عقيل الى الكوفة حاملا رسالة من الحسين عليه السلام الى اهل الكوفة لكي يستطلع الاوضاع ويوثق البيعة مع اهلها ثم يرسل الى الحسين بما يجده من الناس لم يكن في مخطط مسلم بن عقيل عمل انقلاب عسكري لم يكن مخطط مسلم بن عقيل ثورة شعبية ناجزة وانما كما ورد في رسالة الحسين فان وجد راي الملأ منكم على مااتتني به رسلكم وكتبكم ، كتب الي حتى اقدم سريعا ان شاء الله مهمة استطلاعية ولذلك في المرحلة عندما صارت البيعة لمسلم وماشابه ذلك الى ماقبل مقدم ابن زياد لعنة الله عليه كتب مسلم الى الامام الحسين

اما بعد فان الرائد لايكذب اهله ، انا اتيت رائد فرقة استطلاع اشوف الوضع شلون وانا اخبرك بالخبر الصادق ، وشرح له الوضع هذا الوضع تغير على اثر مجيء ابن زياد لعنة الله عليه ، هذا الرجل على خلاف ما كان عليه مسلم من التمسك بالاخلاقيات الى اقصى درجة وهذا داس الاخلاقيات بكل وقاحة الكذب استخدمه التهديد ، التزوير ، الاعتقال ،ياخذ البريء بذنب المتهم وهكذا ماكان عنده شيء حتى انه تنكر بصورة الامام الحسين عليه السلام ، زور على الناس كانه الحسين جعل مقدمه كانه جاء من جهة الحجاز مع انه جاي من البصرة كان واليا على البصرة ولبس كما يلبس اهل الحجاز واعتم بعمامة سوداءعلى طريقتهم وتلثم حتى يخفي شخصيته هذا تزوير على الناس حتى ان الناس كانوا يسلمون عليه سلام عليك ياابن رسول الله وهو يرد عليهم فجاء الى الكوفة وقلب الاوضاع اتى الى رؤساء الشيعة وطلبهم طلبا حثيثا اللي قدر عليه اعتقله عدد كبير ادخلهم الى السجنواللي نجا بنفسه واختفى وانقطعت اثاره هنا تقطعت الاوصال بين الكبار كبار الشيعة ومشايخها وبين عامة الناس الذين بايعوا مسلم وفرض الاحكام العرفية اي احد يتجول في الكوفة ليلا فالذمة بريئة منهم يعني يقتله حتى نقل ان رجلا غريبا غير كوفي كان قد جاء يتقاضى دينا من احد مديونيه في الكوفة فقدمه وقال شنو جاي انت قال انا غريب ماعرف عن شي جاي اطالب بفلوسي قال اقطعوا عنقه هذا صحيح يقول هالكلام بس هذا اذا عفونا عنه وذاك اخلينا سبيله ميصير اقطعوا عنقه بهذه الطريقة تفرق الناس وعاشت الكوفة وضع اضطراب اقفلت بيوتها الاعلام المضلل ظل يشتغل ان جيش الشام وصل وعلى بعد مرحلة من الكوفة وهؤلاء اذا اتوا ينتهكون الحرمات ياخذون النساء يقتلون الرجال فحصلت هذه الازمة فتفرق الناس عن مسلم بن عقيل .

مرات العرض: 3834
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2548) حجم الملف: 67868.25 KB
تشغيل:

زوجات الامام الحسين في كربلاء 16
18 سكينة بنت الامام الحسين عليه السلام