شهر رجب لماذا له فضيلة خاصة ؟
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 1/7/1439 هـ
تعريف:

شهر رجب لماذا له فضيلة

 

تفريغ الفاضلة فاطمة الخويلدي

 على أبواب رجب  المرجب المكرم الذي ورد في الدعاء  أول أشهر الحرم والذي أكرمتنا به من بين الأمم   يحسن بنا أن نتعرض إلى لزوم الإستفادة من مناسبة هذا الشهر ونقدم لذلك بمقدمة  وهي مواقف المذاهب الإسلامية من تخصيص عبادات من أيامٍ معينة وأزمنة خاصة   وأماكن خاصة  هل مثلاً في شهر رجب توجد ميزة  معينة  تجعل الصيام فيه إستثنائي الجزاء  هل يوجد في بعض الأماكن ميزة  خاصة تجعل العبادة فيها عبادة متميزة   أم لا يمكن لنا أن نرصد ثلاثة مواقف نتعرض لها بإختصار في هذا المجال

الموقف الرسمي  في مدرسة الخلفاء لا يعتبر أن هناك ميزة خاصة  في المكان أو في الزمان أو في الأشياء بحيث تجعل تلك الميزة هذه ليوم  معين أو المكان الخاص أو الشيئ الخاص تجعله مختلفاً في الثواب والأجر  وإنما لو فرضنا وجود ثوابٍ في شهرٍ معين أو في يومٍ معين أو في مكانٍ معين   فهذا لا لوجود ميزة خاصة في ذلك الشهر أو اليوم أو المكان وإنما هو  إمتحانٌ من قبل الله عزوجل ندب الله عباده ليطيعوه وكأنما  أشار إليهم مثلاً لليلة  الجمعة لكن ليلة الجمعة

لا خصوصية لها أشار إليهم مثلاً  بشهر رمضان لكن ذات شهر رمضان

لا يوجد ميزة له أشار إليهم بالحجر الأسود  وتقبيله في مكة لا لأن الحجر الأسود فيه خصوصية معينة أو فيه سرٍ معين  وإنما الله  أراد  أن يتعبد خلقه في هذه الأمور  وإلا فيما بينها لا يوجد إختلاف بين ليلة الجمعة وليلة الخميس بين الحجر الأسود والحجر الذي جنبه  في الكعبة بين المكان الفلاني والمكان الفلان في ذاتها لا يوجد هناك إختلال  وإنما الله سبحانه وتعالى  ندب عباده وأمرهم بأن يدعوه مثلاً في هذه الأماكن في  هذه الأزمنة  أن يقبلوا هذه الأشياء  لأن ظاهرها كغيرها الحجر الأسود كالحجر الذي هو ليس بأسود   ليلة الجمعة كليلة  السبت شهر رمضان كشهر شعبان وشهر  شوال  غاية الأمر الله سبحانه وتعالى  أمر بصيام هذا هذا الموقف الرسمي المعروف لدى أتباع مدرسة الخلفاء     فمثلاً شهر رجب ليس له ميزة ماهي   ميزته عن شهر جمادة وعن شهر ربيع  لا فرق بينهما  وإذا لا يوجد  فرق بينهما فالعمرة فيه وفي غيره نفس  الشيئ والصوم فيه وفي غيره نفس الشيئ   هناك موقف أكثر من هذا أعلى منه درجة حسب التعبير وهو موقف الإتجاه السلفي  ضمن مدرسة الخلفاء  وهو يقول ليس فقط ليس له ميزة لا

وإنما  تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال من غير دليلٍ واضح عندهم يعتبر بدعة ويكون من  الأمور المبغوضة حتى ليلة الجمعة فهي عند الرأي  السلفي لا ينبغي تخصيصها بالعبادة أنت تقول مثلاً ليلة الجمعة أريد أن أتعبد أتهجد  أحيها بالعبادة لما فيها مثلاً  من الفضل والثواب يقول لك هذا ممنوع وغير صحيح لما روه عن رسول الله صلى الله عليه وآله 

( لا تخصوا يوم الجمعة  بصيامٍ  ولا ليلة الجمعة بقيامٍ)

تريد أن تعمل في ليلة الجمعة كما تعمل في ليلة الخميس  لا مشكلة  أما إنه تعبترها  ليلة خاصة فيها ميزة معينة بحيث  تتعبد تتهجد بخصوصية ليلة الجمعة هذا يعتبر بدعة أصلاً وعليه الفتوى عندهم فإذن صار هذا مرحلة متقدمة عند  الإتجاه السلفي في مدرسة الخلفاء إتجاه مدرسة الخلفاء يقول  إنه لا توجد ميزة حقيقة فيها إذا وصلنا خبر عن التعبد في ليلة الجمعة هذا شيئٌ جيد  نعمله لكن  هل أن ليلة الجمعة فيها خصوصية ؟ لا     

لا توجد فيها خصوصية  هل أن الحجر الأسود فيه خصوصية والذي من دون هو  بقية الأركان  يستلم ويقبل  وترى الناس يقتتلون عليه؟ لا يوجد فيه خصوصية تميزه عن غيره   وربما يكون ذلك مأخوذاً عما نقله في صحيح البخاري عن الخليفة الثانية إنه  السنة التي حج فيها الظاهر إنه آخر خلافته وقد حج فيها أمير المؤمنين  عليه السلام  والحسنان فلما وصل الخليفة عمر إلى الحجر الأسود قال كما في الصحيح  البخاري (إني أعلم أنك حجرٌ لا  تضر ولا تنفع ولولا إني رأيت النبي يقبلك ما قبلتك )

رأيت النبي يقبلك وإلا  لولم أرى النبي يفعل هذا لما قبلتك  لأنك حجر كسائر الأحجار ليس لك ميزة خاصة ) نعم  عد المعلق والمحشي كأنه يعترض على هذا ويقول كأنه لم يثبت على شرطه أي شرط البخاري   غير ذلك وقد وردت فيه أحاديث منها حديث عبدالله إبن العاص مرفوعاً ( إن الحجر والمقام  ياقوتتان من الجنة  طمس الله نورهما  ولولا ذلك لأضاء نورهما من المشرق إلى المغرب )

المحشي  يقول كأن  البخاري لم يثبت عنده ما ورد في أن الحجر  والمقام شيئ مختلف وإنهما ياقوتتان من الجنة   وأنه كانتا تنيرتين إنارة عظيمة ولولا أن الله غطى نورهما لأضاء ما بين المشرق والمغرب) إذن هذه   قد تكون منشأً لفكرة أعم عند إتجاه مدرسة الخلفاء  في أن مثل هذه الأمور ليس فيها ميزة ذاتية هذا حجر

 لا يضر ولا ينفع   هذه ليلة حالها حال سائر الليالي هذا مكان حاله حال سائر الأماكن   لكن مثلاً وجدنا النبي يصنع هذا فصنعنا مثله رأينا رواية  أو سمعنا رواية في هذا الإتجاه فقبلناها أما إنه في ذلك الشيئ  سر وميزة خاصة فلا  الإتجاه السلفي كما قلنا لديه خطوة متقدمة يقول  إن بعض  الأماكن بعضى الليالي بعض الشهور في أعمال معينة هذا يدخل في باب  الإبتداع موقف المدرسة الإمامية مخالف لهذين التوجهين وخلاصة هذا الموقف  في عدة أمور

الأمر الأول أنه إذا ثبت  عن  أئمة الهدى عليهم السلام  حديثٌ أو ممارسةٌ بشأن الإهتمام بزمانٍ كيومٍ أو شهرٍ  أو ليلةٍ أو ثبت عنهم  الإهتمام بمكان معين بعض الأراضي أفضل من بعض بعض التراب أفضل من بعض  هنا مثلاً يستجاب فيه الدعاء هناك الصلاة  فيه بكذا  وكذا هذا مقام فلان نبي هذا مقام فلان وصي  هذا المسجد الذي مثلاُ  كان الأنبياء يتعبدون فيه في  السابق  وأمثال ذلك  هذا الحجر الأسود يستلم يقبل يدعى عنده لله  عزوجل  إذا ثبت هذا فكأنه ثابتٌ عن سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله    وقد وردت إحاديث كثيرة فيما يرتبط بالأزمنة فمثلاً في شهر رجب في شهر شعبان في شهر رمضان  الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه متوفى سنة ثلاثمائة وواحد وثمانين  هجرية من أئمة الحديث عند الإمامية وكتابه من لا يحضره الفقيه أحد الكتب   التي يعتمد عليها العلماء في الإستدلال له كتبٌ كثيرة من جملتها كتاب  فضائل الأشهر الثلاثة  والكتاب موجود  ومطبوع وفيه رويات كثيرة  عن فضيلة شهر رجب ثم فضيلة شهر شعبان ثم فضيلة   شهر رمضان   هذه الروايات تشير إلى أن هذا الشهر له ميزة من الثواب والأجر هذه نقطة

 النقطة الثانية

 هي إنه ما دام قد ورد الحديث عنهم عليهم السلام وهو يساوي حديث رسول الله  صلى الله عليه وآله  وهم مبلغون عن رسول الله  وعن الله عزوجل فيتبين إن تفضيل هذا الشهر  أو تلك الليلة أو هذا المكان أو ذلك الشيئ لم يأتي من فراغ    وإنما لابد من جهة تفضيلية فيه فإن الله  سبحانه وتعالى لا يقدم شيئاً على شيئٍ إعتباطاً وإنما هو يصطفي يصطفي من بين  الملائكة جبرائيل  يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس يصطفي من بين خلقه  كلهم نبينا محمداً صلى الله عليه وآله   ويصطفي  من الأشخاص ومن الأسر ( إنالله اصطفى آدم ونوحاً  وآل إبراهيم  وآل عمران على العالمين)  كذلك   يصطفي أيضاً من بين مخلوقاته   هذا الحجر الأسود فيه سرٌ فيه جهةٌ تجعل رسول الله يستلمه ويقبله  دون أن يفعل ذلك في سائر الأحجار النبي بإمكانه أن يستلم الحجر  الآخر والركن الآخر

 لا هو إستلم  الركن اليماني وقبل الحجر الأسود  يتبين إن فيه ميزة خاصة لأن سيرته على ذلك  الآن لو مرة واحدة  عملها يقال لعله  من باب الإتفاق أما إنه في كل شوطٍ  كما ورد في الروايات  يستلمه وإذا وصل كان في بعض الأحيان يطوف راكباً فإذا وصل إليه  يشير إليه بالتحية  هذا يتبين يوجد فيه سراً كشف عنه أمين سر  رسول الله وهو  أمير المؤمنين عليه السلام   في الرواية التي ينقلها السيد البروجردي  رضوان الله تعالى عليه في كتابه جامع احاديث الشيعة السيد البروجردي أحد مراجع الطائفة   العظام  أشرف على هذا الكتاب  ومثل لجنة مفصلة من رجال العلماء  أشرف عليها وهو كان رجاليٌ كبير  فيتتم هذه الرواية ينقل نفس الكلام

( إنه كان الخليفة  يمر على الحجر لأسود فيقول لولا إني رأيت  رسول الله يقبلك لما قبلتك  فإنك حجرٌ  لا تضر ولا تنفع فيه تتمة لها ينقلها  في هذا الكتاب يقول في الجزء الحادي عشر ( فقال له علي إبن أبي طالب  عليه السلام يعني قال للخليفة عمر  فقال للخليفة   مه يا أبا حفص مه يعني  لا ليس الأمر كذلك أكفف عن هذا الكلام  لا تفعل فإن رسول الله صلى الله عليه وآله يعني لا تقول إنك حجرٌ لا تضر  ولا تنفع   فإن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستلمه إلا لأمرٍ قد علمه )لم يستلم الحجر ويقبله في كل شوط وفي كل  طواف إلا لأمرٍ قد علمه النبي وليس إعتباطاً  ولو قرأت القرآن وعلمت من تأويله ما علمه غيرك لعلمت أنه يضر وينفع   يعني بحسب الظاهر كل الناس تقول هذا  لا يضر ولا ينفع لكن لو واحد علم التأويل  وإطلع على بواطن الأشياء وأخبر بعلمٍ إلهياً غير  هذا العلم المتداول بين الناس  سوف يتبين له  شيئ آخر في هذا الحجر الأسود ثم قال حديثاً إستمر فيه نختصره ( فقال له عمر فأوجدني ذلك من كتاب الله  يا أبا الحسن يعني دلني عليه فقال عليٌ عليه السلام على قوله تبارك وتعالى ( وإذ أخذ ربك من بني آدم  من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم

ألست بربكم  قالوا بلى شهدنا  فلم أقروا بالطاعة بأنه الرب  وإنهم العباد أخذ عليهم الميثاق  بالحج إلى بيته  الحرام ثم خلق الله  رقاً يعني مثل ورقة  الجلد الرقيق يقال له رق أرق من الماء وقال للقلم أكتب  ما فات بني آدم في الرق ثم قال للحجر  أحفظ  وأشهد لعبادي بالموافاة ) لما في ذلك المقام في مقام  الخلق  الأول العباد شهدوا على أنفسهم بالعبودية  لله وأخذ الله عليهم الميثاق بالحج إلى بيته الحرام  سجل القلم على ذلك الرق شهادتهم لهبط الحجر مطيعاً لله  ثم قال يا عمر أوليس إذا إستلمت الحجر قلت  أمانتي أديتها  وميثاقي تعادته لتشهد لي بالموافاة ) أليس هذا الدعاء موجود قال بلى  قال  فذاك من هذا أنت لماذا  تقول أمانتي أديتها ميثاقي تعاهدته  لأن هذا الحجر أشبه اليوم بحافظة ذاكرة الآن هذا  موجود حافظة تحفظ فيها أسماء البلد كلها  هذا الشيئ موجود هذا الحجر محفوظٌ فيه توقيعات  الخلق وميثاقهم عند خلقهم فأنت من تأتي للحجر فتستلمه وتسلم عليه  تقول ماذا أمانتي أديتها ميثاقي تعاهدته لتشهد لي  أنت أيها الحجر  بالموافاة  هذا الكلام أين وكلام أشهد أنك حجرٌ لا تضر ولا تنفع لا  هذا فيه سرٌ خاص فيه جهة خاصة كذلك بالنسبة  للأشهر ظاهرها   هي متشابهة بعضها مع البعض الآخر  لكن لو قد علمت ما علمه غيرك من تأويل كتاب الله عزوجل لعلمت أن  هذا الشهر الذي جُعمل من الأشهر الحرم مع إنه بعيد عنها  يعني أين

  ذو الحجة مثلاً  وأين شهر رجب لكن جُعل من الأشهر الحرم لماذا نحن لا نعلم بشكل  قطعيٍ بعض الأحيان يتأمل الإنسان يقول  هذا الشهر فضيلته منزلته عظمة الصيام فيه حتى يكون بداية للإستعداد  لشهر شعبان  وشهر رمضان هذا يحتمل ولكن هل هذا هو السر الكامل لا نستطيع أن  نؤكد ذلك   لأن الذي يعلمه هو من إعطاه الله تأويل  هذا الكتاب مثل ما أن عامة الناس يعتقدون أن هذا الحجر لا يضر ولا ينفع   فلما نبه

 أمير المؤمنين عليه السلام فقال هذا فيه سر خاص يرتبط بالخلق خلق الناس  ويرتبط بميثاقهم تبين أن الأمر مختلفٌ  ولذلك لو ذهبت  للركن الثاني وقلت لتشهد لي بالموافاة فإنه لا يؤثر لأن ذلك  لم يشهد الخلق هذا أشهد الخلق  هذا وضع فيه الميثاق هذا سجلت فيه الأسماء لذلك تقول لتشهد لي  بالموافاة  يوم القيامة  إذن  رأي الإمامية فيما يرتبط بالأزمنة و بالأمكنة بالأشياء إذا ورد فيه اخبارٌ  صحيحة بشأنها نحن نعتقد إن هذه الأخبار تكشف عن ميزات وأسرار ذاتية في هذا الزمان ليلة الجمعة تختلف إختلافاً عظيماً عن ليلة  السبت وتختلف إختلافاً عظيماً عن ليلة الخميس  نحن نفهم ذلك من خلال تأكيد الروايات على إحيائها وعلى أن الملائكة  تنزل فيها  وعلى زيارة الحسين فيها وو لكن  ماهو ذلك السر نحن لسنا من الذين أتوا تأويل الكتاب  ولسنا من الذين أعطوا  الأسرار أئمة الهدى حيث إنهم  يعلمون من الأشياء  مالا نعلم  حثوا عليها وحرضوا عليها ولذلك في شهر رجب يؤكدون على قضية  الصيام ننقل هنا روايتين سريعتين حتى لا يضيق  بنا الوقت

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ( من صام  أول يومٌ من رجب رغبة في ثواب الله عزوجل وجبت له الجنة ) ليبادر المؤمنون إلى تحري أول  يوم من رجب  وإلى الصيام فيه فإن فيه إقتضاء  أن يوصل الإنسان إلى الجنة طبعاً ما لم يمنع مانعه واحد يصوم اليوم  وغداً يسرق هذا يلعب  على نفسه  يصوم اليوم وغداً مثلاً يمارس الحرام  يخدع نفسه لكن هذا اليوم فيه إقتضاء فيه قيمة  فيه تأثير أكثر مثلاً من شهر جمادة الثاني وفي رواية عن  علي إبن  سالم أيضاً نقله الشيخ الصدوق عن أبيه قال دخلت على الصادق جعفر إبن محمد عليه السلام في رحب  هذا من أول الشهر وذاك في هذه الرواية في آخر الشهر وقد بقيت أيامٌ  فلما نظر إلي فقال يا سالم هل صمت في هذا الشهر شيئاً قلت  لا والله يابن رسول الله  قال لقد فاتك  من الثواب مالا يعلم مبلغه إلا الله  عزوجل إن هذا الشهر فضله الله وعظم حرمته وأوجب للصائمين فيه كرامته  قلت يابن  رسول الله فإن صمت مما بقي  منه شيئاً  هل أنال فوزاً ببعض ثواب الصائمين  قال يا سالم من صام يوماً   من آخر الشهر   كان ذلك  أماناً  له من شدة سكرات الموت وأماناً من هول المطلع وعذاب القبر  نحن وعامة الناس وغير المعصومين لا نعلم بهذه الآثار ولذلك بالنسبة لنا صوم  يوم من آخر رجب  أو يوم من آخر جمادة لا يختلف عندنا الحال لكن الإمام الناطق عن جده  صلوات الله وسلامه عليهم عن الله يعلم خصيصة هذا اليوم  ومن صام يومي من آخر هذا الشهر كان له جوازاً على الصراط )

فليبادر المؤمنون  وليغتنموا فرصة هذا الشهر هناك   من الأعمال التي عادة  تثير كلاماً وسؤالاً وهي عمل  ليلة الرغائب في هذا الشهر عمل ليلة الرغائب معروف هو أن يصوم  الإنسان يوم الخميس من أول شهر رجب  ويقوم بأعمالاٍ في  ليلة الجمعة ما بين صلام الغرب وصلاة العشاء    وبعضهم يقول

 لا ما بين العشاء والعتمة يعني بعد العشاء  إفترض مثل هذه الليالي الساعة التاسعة  فصاعداً  ويشتمل على أثني عشر ركعة  في كل ركعة في  بعض الروايات  أثني عشر ركعة مرسلة هكذا  وبعضها الآخر يقول فيه إضافة في كل ركعة بعد سورة  الفاتحة  ثلاث مرات ليلة القدر والتوحيد أثني عشر مرة  ثم إذا   فرغ صلى على محمد سبعين مرة   ثم يسجد  ويقول في سجوده (سبوح قدوس رب الملائكة  والروح يرفع رأسه ويقول ربي أغفر وأرحم وتجاوز عما تعلم  إنك أنت العلي الأعظم ثم يرجع أيضاً ويسبح سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبعين مرة  ثم يطلب حاجته ) هذا العمل في وسط مدرسة  الخلفاء على رأين  غير الإتجاه السلفي يرون إن هذا العمل عملاً مستحباً   ويعتنون إليه   الإتجاه  السلفي  وبعضهم آخرون  يرونه بدعة وحديثه  حديثٌ ضعيف   ولا يجوز العمل به لماذا لنفس القاعدة إنه لا يجوز تخصيص زمانٍ  بعمل معين أنت هذه الأعمال التي تعمل بها في أول جمعة من شهر رجب هذا التخصيص غير جائز  بالنسبة  إلينا في مذهب الإمامية  سوف تصبح ضجة لا داعي لها ولا أصل لها لماذا سوف ترون أخبار ووتسابات وهذا جائز وذاك بدعة وكل واحد  ينقل كلاماً هذا الكلام كله لا داعي له ولا معنى فيه لأن رأي علماؤنا  المقلدين فعلاً في هذا الزمان على أحد رأين

الرأي  الأول  يقول بإستحباب  هذه الأعمال بالذات إنها أعمال مستحبة  وإن ليلة الرغائب  وعملها مستحبٌ بهذا العنوان ورأي آخر يقول لم يثبت   إستحبابه ولكن يجوز الأتيان به برجاء المطلوبية  ولقاعدة التسامح في أدلة السنن عندنا قاعدة في الفقه  منتهاها  إن إذا أتى خبر ولو كان خبراً ضعيفاً  بعملٍ من الأعمال أن النبي عمل به أو أمر به  أي إن هذا ينسب إلى رسول الله لكن سنده غير تام فإذا الإنسان  عمل ذلك العمل رغبة في الثواب وإستجابة إن النبي قد أمر به يعطى  هذا  الثواب حتى لو تبين في الواقع  إن الرسول لم  يوصى به

إفترض   واحد عمل عمل ليلة الرغائب  يوم القيامة أتوا وقالوا له هذا العمل النبي لم يؤمر به ولا يعلم عنه   و يقولون له أنت أخرج ذاك الصوب الله يعظم أجرك في  عملك هذا طول هذه المدة مواظب على عمل ليلة الرغائب  وتطلع بلا فائدة  كلا يثاب الإنسان بنفس الثواب الموعود به  في ذلك الخبر حتى لو تبين إن الخبر خبرٌ غير صحيح في يوم القيامة وإن كان رسول الله  صلى الله عليه وآله لم  يقله فإذن  رأي العلماء الإمامية واحد من رأين إما على رأي بعضهم  هذا مستحب وثابت عندهم  فالإنسان يأتي به بعنوان الإستحاب مثل ما يسبح  تسبيحة الزهراء  أو كان يقلد مرجعاً لم يثبت الإستحباب عنده باقي المراجع  يقولون يجوز الأتيان به برجاء المطلوبية وذلك لقاعدة التسامح قي أدلة السنن فهذه العركة  والتي تقع أحياناً في ليلة الرغائب وعملها لا  داعي لها  لأن العلماء إما يقولون مستحب بعنوانه  أو يقولون  يجوز الأتيان به رجاءاً أيضاً من الأعمال المستحب فيه العمرة الرجبية  وفضلها فضلٌ كبير حتى ورد فيها أخبارٌ ان أفضل الأعمال  العمرة في رجب  قال في الخبر ( المعتمر يعتمر في أي شهور  السنة شاء وأفضل العمرة  عمرة  رجب وأيضاً وردت فيه زيارة للإمام الحسين عليه السلام  خاصة بشهر رجب ينبغي أن يستفيد المؤمنون من هذا الشهر في عطائاته  نسأل الله  لهم جميعاً  بالتوفيق

مرات العرض: 3404
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2570) حجم الملف: 35027.07 KB
تشغيل:

التنمر مظهر الحقد 33
اليأس والقنوط