من عصر الامام الجواد ودوره
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 29/11/1437 هـ
تعريف:

مِن عَصرِ الإمامِ الجواد (ع) ودَورُه

 

كتابة الفاضلة فاطمة آل السيد

بسم الله الرحمن الرحيم .. والصلاةُ والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسمِ مُحمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين المكرمين ..

حديثُنا هذا اليوم يتناولُ بعضَ الجوانب من سيرة الإمام التاسع من أئمةِ أهل البيت (ع) أبي جعفرٍ الثاني محمد بن علي الجواد صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبناءِه.
ولسنا بحاجةٍ إلى التأكيد على أهمية الإطلاع على حياة المعصومين (ع) باعتبارهم الصفوة التي اصطفاها الله سبحانه، والنُخبةِ التي انتخبها للبشر لكي يُجسد سبحانه تعاليمهً ومبادِئَهُ في صورة بشر. فهذا نبينا المصطفى محمد (ص) عندما يُوصف فإنهُ يُوصف بأنهُ كان خُلُقَهُ القرآن، القرآن المُتجسد والمتحرك والمتشخص في مبادئه وأخلاقه وآفاقه هو رسول الله (ص). وهكذا أيضا ورد هذا الوصف في حق أمير المؤمنين (ع) حيثُ عبرت الروايات عنهُ بأنهُ القرآنُ الناطق، وسبيل سائر الأئمة (ع) هو نفس هذا السبيل، لذلك يحتاج الإنسان أن يطلع على هذا السيرِ الناصعة.

من هذا الباب نتعرضُ إلى بعض شؤون الإمام محمد الجواد (ع) ولو على سبيل الاختصار.
لمعرفة أبعاد أدوار الإمام لا بد من الإطلاع أيضا على زمانه وعصره، وذلك لأن أدوار أئمة أهل البيت (ع) فيها نقاطٌ مشتركةٌ كثيرة، وفيها نقاطٌ مختصة متحركة، النقاطُ المختصة ترتبطُ غالبا بالوضع الذي عاشه الإمام وبالعصر الذي عاش فيه، فكل عصرٍ يقتضي أسلوبًا للتعامل.

ولادتهُ المُباركة (ع) واستشهادُه:
إمامُنا الجواد (ع) كما هو معروف كانت ولادتُهُ المباركة سنة ١٩٥ هجرية في شهر رجب على الأصح كما يشير إليه الدعاء المروي “اللهمّ إني أَسألُكَ بالمولودين في رجب محمد بن علي الثاني” أي الجواد لأن محمد بن علي الأول هو الإمام الباقر، ومن المصادفة أن كليهما يُكنيانِ بأبي جعفر، فقد تشابها في الاسم واسم الأب وفي الكُنيةِ أيضا.

فولادتُه (ع) كانت في هذه السنة، وجاء (ع) متأخرا للإمام الرضا (ع)، وقد ذكرنا في سنة مضت لماذا قال الإمام الرضا (ع) عن ولادة الإمام الجواد أنها أعظمُ بركةٍ في الإسلام، وبينا أن ذلك لأن ولادة الإمام الجواد (ع) ثبتت إمامةَ الإمام الرضا ورفعت عنها الشُبُهات وستثبت أيضا إمامةَ الإمام الحجة (عج)، والإمام الهادي (ع)، والإمام العسكري (ع) على تفصيلٍ ذكرناهُ في وقته، فلذلك كانت أعظمُ الولادات بركةً في الاسلام كما قال الامام الرضا (ع).
شهادتُه (ع) كانت في سنة ٢٢٠ هجرية في زمان المُعتصم العباسي بإيعاز من المعتصم لأم الفضل ابنة أخيه المأمون حيث دست لهُ السم كما هو مشهور في الروايات واستُشهدَ (ع) عن عمرٍ ناهز الخامسة والعشرين فقط وهو بهذا يكون أصغر الأئمة وأقلهم عمرا.

ما نُقِل عنه (ع):
ومن العجيب أنه في خلال هذه الفترة ترك لنا من الروايات والأحاديث والقضايا ما ينوف على ألف حديث، بعضها مفصلٌ جدًا، وفي مختلف الأبواب من العقائد وصفات الله عز وجل وتنزيهه إلى تفاصيل الأحكام التي وردت، وقد جمعها أحدُ العلماء وهو السيد محمد الحسيني القزويني في كتابٍ قَيم أسماهُ موسوعة الامام الجواد في مجلدين.

ومن تلك الأحاديث ماهو قليلُ النظير، فمثلا فيما يرتبطُ بموضوع الخمس في أرباحِ المكاسب كلُ العلماءِ يعتمدون اعتمادا رئيسيًا على روايةٍ مفصلةٍ معتبرةِ السند رواها عليُ بن مهزيار الأهوازي، وهو أحد أصحاب الامام (ع)، عن الإمام الجواد (ع). ما من باحثٍ في موضوع الخمس في أرباح المكاسب على طبق المبدأ الامامي إلا وهو محتاجٌ إلى هذه الرواية المفصلة التي لا يوجد لها مثيل في تفصيلها وتناولها لمختلف جهات الخمس - طبعا موضوع الخمس في أرباح المكاسب كما تعلمون هو محلُ جدلٍ ولا سيما في الآونة الأخيرة وربما نُشير إليه في محاضرة خاصة لطول الموضوع -.

المهم أنهُ هناك أكثر من ١٠٠٠ حديثٍ وقضية مرتبطة بالإمام الجواد (ع) رواها أصحابُهُ والرُواةُ عنه، وجمعها صاحب كتاب موسوعة الإمام الجواد بدءًا من أبوابِ العقائد ووانتهاءً بالفروع الفقهية إلى أبواب الحج، وبعضها شكلت قواعد فقهية، وهناك فرقٌ بين حديثٍ في موضوع جزئي وبين حديثٍ ينتهي إلى رسم قاعدةٍ فقهية.

الخُلفاء الذي عاصرهم الإمام (ع)
سنستعرضُ ونُشير إلى لقطةٍ عن العصر الذي عاش فيه الامام (ع)، وقد عاصر (ع) عصرين، الأول هو عصرُ المأمون العباسي، المأمون ابن هارون الرشيد عاصره الامام الرضا (ع) إلى سنة ٢٠٣ هجرية حيث استشهد الامام الرضا وقام بأمر الخلافة بعد ذلك الامام الجواد، وبقي (ع) في هذا العصر إلى سنة ٢١٨ هجرية، أي ما يقارب ١٥ سنة، حتى توفي المأمون واستقل المُعتصم بأمر الحكومة والخلافة.
بصورةٍ عامة كانت الأوضاع بين الحكم العباسي وبين الامام (ع) ليست متشنجةً جدًا، في بداية الأمر حين قرّب المأمون الإمام الجواد وأعلى من منزلته واستقطبهُ إليه، وأثار بهذا ضجةً في الحاشية والبلاط العباسي وأسرة العباسي، وكأنما يقولون بلسان الحال بأننا للتو تخلصنا من الرضا الذي كان مقربا ووليا للعهد والآن نعودُ لنتورطَ مع ابنه! فحاولوا كثيرا أن يثنوا المأمون عن هذا التقريب والاهتمام.

على كل حال فإن شخصية المأمون تحتاجُ إلى دراسةٍ مستقلة، فهو أذكى شخصية شهدتها الدولة العباسية من بدايتها إلى نهايتها، وهذا بإقرار كثير من الدارسين والباحثين في تاريخ الدولة العباسية. فالرجل كان ذكيًا ومطلعًا وعالمًا مثقفًا، طبعا في الموضوع السياسي فإنهُ يحتاج إلى بحثٍ مفصل، فكيف مع معرفته بفضيلة أمير المؤمنين (ع) وهو كان يُناظر بني العباس في حق أمير المؤمنين (ع) وكان لديه أدلة وعقلية بحيث يستطيع أن يناظر في حق أمير المؤمنين (ع) ويغلبَ من يُناظره، وهذا منقول وثابت من طرق الشيعة وغيرهم، ولكن كيف مع كل هذا أنه ارتكب ما ارتكب مع الإمام الرضا (ع) بناءً على المشهور من سمه إياه وكيف أنه لم يكن جادًّا في ولاية العهد مع الإمام الرضا (ع)، فهذا يحتاج إلى بحثٍ خاص في شخصية المأمون، ولكن بشكلٍ إجمالي المأمون قال لبني العباس إن كانت لكم مشكلة مع الرضا فامتحنوه، فجرت له عدة مجالس أحدها كان مع القاضي يحيى ابن أكثم وهي رواية مشهورة وتلقى عادةً في المنابر ومعروفةٌ جدًا.
بعد هذه الفترة لم يُشهد توتر أو تشنج بين الإمام الجواد (ع) وأتباعه وبين الخلافة العباسية بالرغمِ من أنه حدثت ثوراتٌ من العلويين لكن كأنما كانت محسوبة خارج إطار الإمام الجواد (ع).

واستمر هذا الوضع كما قُلنا إلى حدود سنة ٢١٨ هجرية حين جاء جعفر المعتصم ابن هارون الرشيد والذي غير المعادلة تمامًا، وذلك نظرًا لصفاته الخاصة، فالمعتصم كان ضعيف علميًا للغاية، فكان بليدًا من هذه الجهة، وكان أضعف من ذلك في الكتابة، فالمأمون كان مُتحدثًا مثقفًا عالمًا، يستطيع المناظرة مع العلماء ويجلس مجالسهم، وأنا هنا لا أريدُ أن أُثني عليه أبدًا في هذا ولكن هذه كانت شخصيتهُ، فالدكتور في أعلى الدرجات وإن كان مسيحيًا، وإن كان مُلحدًا، ولكنك مضطرٌ للإقرار بعلمه وإن خطَّأتهُ في توجُهه ونظرياته الدينية، وشخص آخر تجدهُ أشبه بالبهائم منهُ بالرجال في المعرفة والعلم، أنت هنا لا تمدحُ ذاك لدينه و لا تذم هذا لدينه، وإنما تتحدث عن شخصيته، وهذا ما يُذكر عن المأمون والمعتصم.

المعتصم كان ضعيفا جدا من الناحية العلمية، ولذلك كانت توجهاته توجهاتٍ عسكرية فهو عسكريٌ بامتياز، وقد فهم ذلك مُعاصره فقال في قصيدته مُخاطبًا إياه بما يُناسبُه:
 
السيفُ أصدقُ أنباءً من الكُتُبِ          في حدِه الحدُ بين الجِدِ واللعبِ

بمعنى أن الكتب والثقافة والمعرفة لا تُجدي نفعا أمام السيف فهو الصادق القادر والفاهم، فهي معادلة بين الكتاب والسيف، وبين السلاح والعلم، فالشاعر هنا فهم أن صاحبه من أهل السيف لا أهل العلم فقال له هذا الكلام، وقد غشهُ في ذلك، فالصحيح أن الرأي قبل شجاعة الشجعان، وأما العلم “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ”.

ضمنَ نفس هذا التوجه، المعتصم صنع له ميليشيا، وهو أولُ خليفةٍ في تاريخ المسلمين في فعل هذا، المعروف أن السلطان أو الحاكم يكون له جيش للبلد وللمسلمين أو جيش الخلافة، الكل لا بد أن يُساهِمَ فيه بحسب قُدرته، في فترة من الفترات كانت حالة الجيش حالة تطوعية، فلو قامت حرب بين المسلمين وجيش آخر فإن أي شخص يحمل السلاح ينضم للجيش ويُقاتل، فيما بعد أصبح الجيش بإسم ديوان الجند وهو شيءٌ مكتوب وبه موظفون يسمون بالعسكر وأسماؤهم مسجلة في ديوان الجند ولهم مبلغٌ مالي من الدولة، ولكن هؤلاء كانوا يُمثلون جيشا للدولة ككُل.

المعتصم صنع لهُ ميليشيا، أمُه كانت تُركية، فجاء بالأتراك وقد كان يثقُ بهم أكثر من العرب، واستورد الصقالبة والشراكسة والأتراك من كل مكان إلى أن وصل عددهم ١٨ ألف تركي، وأجرى عليهم العطاءات والأرزاق، وقد كانوا مختلفين في لغتهم وثقافتهم عن لغة وثقافة الناس، ولا يعرفون شيئا غير المعتصم وليُ نعمتهم، وكان الحال هكذا حتى ضاق الناسُ بهم في بغداد، فالعسكر التركي كانوا إذا دخلوا على حانوت مثلا يأخذ شيئًا دون دفع حقه، والناس لم تكن تسطيع الكلام مع العسكر خوفًا منهم، فضاق الناس بهم وتحدثوا مع المعتصم فأخرجهُم وانتقل هو أيضاً معهم إلى سامراء، التي عُرفت منذ ذلك الوقت بالعسكر.

فالرجل كان هكذا عسكري، وشديد، وينقلون في تاريخه أنهُ رُفِع إليه في إحدى حروبه أن أخاهُ العباس قد تواعد مع قائد عسكري اسمهُ عُجيف ابن عنبسة، وهو الذي قضى على ثورة الزُط، وهي ثورة حصلت في جنوب الأهواز والبصرة واستمرت من عصر المأمون إلى بدايات عهد المعتصم، فأُرسِل إليهم هذا القائد واستطاع أن يقضي عليهم، فهو كان مخلص لقائدهِ المعتصم.
إذن سمع المعتصم أن أخيه العباس وهذا القائد كانوا قد تحدثوا حوله، فرجع من فوره وألقاهما في السجن بلا تحقيق وبلا استجواب أو سؤال أو كلام، ومنع عنهما الطعام والشراب إلى أن هلكا.
فهو عسكري الصفات، لا يُوقِرُ عالمًا ولا عارفًا ولا فاضلا ولا مثقفا، بل لا يُوقر من يظنُ أنه يحيد عن ولائه قيد أُنملة، وقد عاصرت هذه الشخصية الإمام الجواد (ع) مدة سنتين إلى سنة ٢٢٠ هجرية التي استُشهد فيها الإمام الجواد (ع).

واستشهادهُ (ع) فيه إشارةٌ إلى صحة ما ذُكر عن المعتصم، فالإمام (ع) بقي في عصر المأمون قرابة ١٥ سنة وهو يعلم أن الإمام لا يعتقد بخلافته، ومع ذلك تعايش معه هذه المدة، ولكن المعتصم عاصر الإمام لمدة سنتين فقط، إحداها كان منشغلا فيها بالحرب مع الروم في قضيةٍ فيها من المبالغات الشيء الكثير ولكن ليس لدينا فرصة الآن للتحدث فيها، ولكن المعتصم انشغل في هذه السنة بهذه الحرب، والسنة الثانية حين تفرغ فيها مباشرةً قضى على الإمام الجواد (ع)، وهذا يُبين طبيعة هذه الشخصية الحادة والقاسية التي لا تتحمل أن يكون أحدٌ إلى جانبها، مع أن الإمام الجواد (ع) كان في عصره كثير الملاحظة للوضع، فالروايات تذكر أنهُ (ع) في سنة ٢٢٠ هجرية -وهذه هي الرواية المعروفة رواية علي بن مهزيار- وهي نفس سنة شهادة الإمام (ع)، فإن الإمام في هذه السنة حلَلَ الناسَ في الخمس، أي أخبرهم بعدم نقل أخماسهم له وأنهم في حلٍ منها، لماذا؟ لأن المعتصم بدون الخمس وهو ينفعل ويتحسس ويقسو، فكيف لو أصبحت الأخماس عند الإمام (ع)، فهذا يُوضح الوضع الذي كان يعيشه الإمام (ع) في ذلك الوقت.
وقد أحسن الشاعر دعبل الخزاعي ،الذي استشهد وهو في الأهواز، حين قال في المعتصم:

وقـــامَ إمامٌ لم يكــن ذا هدايـــةٍ       فليـــس لهُ ديـــنٌ وليــس لــهُ لُـــبُ

إلى أن يقول:

مُلوكُ بني العباسِ في الكُتْبِ سبعةٌ       ولم تأتِنا عن ثامنٍ مِنهُمُ الكُتْبُ
كذلكَ أهلُ الكهفِ في الكهفِ سبعةٌ      كـــرامٌ إذا عُـــدُوا وثامِــنُهُم كِـــلبُ
وإنـــي لأُعــلِي كَلبــــهُــم عنكَ رِفـــعَةَ      فإنـــكَ ذُو ذنـــبٍ وليــس لهُ ذنــــبُ

من كلمات الإمام (ع):
من كلمات الإمام الجواد (ع) ننقُلُ على سبيل الاستشهاد مثلًا في القنوت، وهو دعاءٌ مستحبٌ يطلبُ الإنسان فيه حاجته، لكنّ قنوت الإمام (ع) تحولَ إلى مدرسةِ معارفٍ في التوحيد سأقرأ شيئًا منه:
“اللهمّ أنتَ الأولُ بلا أَوّلِيّةٍ مَعدُودَة” في بابِ العقائد عندما نقول عن الله عز وجل أنهُ هو الأولُ والآخر فذلك ليس على سبيل الأعداد، الأول في الأعداد يحتاجُ إلى الثاني، فبدونِ الثاني لا يكونُ الأولُ أولاً، لكن بالنسبة إلى الله سبحانه فليست أَولِيَتَهُ أَوّلِيّةٍ معدودة، هذا بحثٌ في العقائد يتحدثون فيه.
ثم يقول (ع): “وأنتَ الآخِرُ بلا آخِرِيةٍ محدُودة، أُنشُأتُنا لا لِعِلَةٍ اقتِسَارا، واختَرَعتَنا لا لحاجةٍ اقتِدَارا” عادةً المخلوق إذا فعل شيئا وهو حكيم فلا بُد أن تكون هناك علةٌ لخلقِه أو صُنعه هذا الشيء، ولكن الله سبحانه خلقَ الخلق لا لعلةٍ تُفقِرُه إليها.
ويقولُ أيضا (ع): “وابتدَعتَنَا بِحِكمَتِكَ اختِيارا” ابتدعتنا أي أنه لم يكُن هناك نظامٍ سابق لنا، مثلا الآن البشر حين اخترع الطائرة فإنهُ اخترعها ولكنهُ لديه نموذجٌ سابقٌ لها وهو البعوضة والطائر، حين اخترع الكاميرا فإنهُ لديه نموذجُ العين المبصرة كيف تنطَبِعُ فيها الصور، الله سبحانه خلقَ الخلائِق كُلها من دونِ مثال بل هو ابتداع.
ثم يقول (ع): “وبَلَوتَنَا بأمرِكَ ونهيِكَ اختيارا، وأيدتَنَا بالآلات، ومنحتنا بالأدوات، وكلَفتَنَا الطاقة، وجَشَمتَنَا الطاعة، فأمرتَ تخييرا، ونهيتَ تحذيرا، وخوّلت كثيرا، وسألت يسيرا، فعُصِيَ أمرُكَ فَحَلِمت، وجُهِلَ قَدرُكَ فتكرمت، فأنت ربُ العزةِ والبهاءِ والعظمةِ والكبرياءِ والإحسانِ والنعماءِ والمننِ والآلاء” إلى آخر الدعاء الذي يصلُ طوله إلى صفحةٍ من الطباعة، مع أن القنوت هو من أيسرِ الأمور وهو مستحبٌ من المستحبات ولكنّ هذا المستحب فيه معرفةٌ مفصلة عقائدية.
 
نسألُ الله سبحانه أن يزيدنا معرفةً بأئمتنا (ع) وأن يُكرمنا باتباعهم وأن ينفعنا بشفاعتهم يوم القيامة إنهُ على كل شيءٍ قدير.     

مرات العرض: 3406
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2567) حجم الملف: 36376.78 KB
تشغيل:

مناهج دراسة حياة المعصومين : شهادة الامام الجواد
كيف حفظ الامام الباقر الشيعة والشريعة