بعد التوقف لموسم شهر محرم وصفر تنشط مناسبات الزواجات بين المؤمنين، وقسم كبير من هذه الزيجات في عمر مبكر، وهذا أمر في ذاته مستحسن، غير أن إدارة عملية الزواج يتطلب مقدار معقولا من الوعي من الزوجين لا بالحقوق فقط.
قسم من الناس يظن بأن الاقتصار بمعرفة الزوج لحقوق زوجته والعكس ينهي المشاكل، بلا شك بأن معرفة الحقوق يفيد في حل بعض المشاكل التي تنبع من عدم معرفة الحدود، ولكن هذا لا ينهي الكثير من المشاكل بينك وبين الطرف الآخر. إنما يحلها فهم كل منها لطبيعة الاخر ونفسيتهما.
هناك صفات مشتركة بين الرجال وصفات مشتركة بين النساء، وأيضا هناك صفات خاصة بهذا الشخص من الرجال وتلك المرأة من النساء.
المرحلة الاولى: ان يفهم الرجل طبيعة المرأة بشكل عام والمرحلة الثانية: أن يفهم طبيعته زوجته بشكل خاص. وعلى الزوجة أن تعمل كذلك أيضا.
عدم الفهم للصفات العامة يؤدي في حالات كثيرة الى نكد في الحالات الزوجية، ولنأخذ هذا العنوان : فالرجل بشكل عام يميل الى الاستقلال والقدرة والقوة بنفسه فهو لايحبذ المساعدة، في الطرف الاخر عكسه تماما، فالمرأة تحب أن تُساعد وتعان حتى لو كان الامر لايتطلب ذلك.
اي رجل عادة يريد ان ينجز شيئا بالاستقلال، حتى لو ساعدته زوجته وهو لم يطلب ذلك لايشعر بأنه في مظهر القوة والقدرة. على أثر ذلك اما ان يفسر هذا بنوع من التحكم او انه عاجز وغير قادر، وهذا مؤذٍ للرجل.
في الطرف الاخر: في حال طلبت المرأة المساعدة من الزوج قد يتساءل: هل هذا كسل؟ هل هي لاتريد أن تخدمني؟ وهذا عدم فهم لنفسية المرأة. طبيعة المرأة عندما تساعد فهي ترحب بذلك وتشعر بأنه نوع من الاهتمام والرعاية وخاصة اذا تم ذلك بدون طلب مساعدة.
*من نقاط الاختلاف بين النفسيتين: طريقة حل المشاكل
لأن الرجل يريد الاستقلال فهو يحاول بكل جهده حل المشكلة بنفسه ويظل كاتما عليها، لا يريد في المرحلة الاولى أن يدخل أحد على الخط؛ لأن في حال طلبه المساعدة من زوجته لايشعر بالقوة. الزوجة حينها تشعر بذلك و تصر عليه لمعرفة المشكلة وبالمقابل هو يصر بعدم اخبارها.
أما المرأة، طريقها الاول هي أن تخبر زوجها بالمشكلة ثم تخبر كل من يستمع إليها، ولاتكتفي بالاختصار بل تخبر الزوج بتفاصيل التفاصيل. فالرجل حينما يأتي من العمل تقوم بالحديث فورا عن مشكلتها، فهي لاتطلب حلا، وإنما مجرد حديثها هذا يخفف عليها المشكلة فهو أحد العلاجات لها، فعلى الزوج أن يكتسب فن الاستماع لها، الذي بدوره سيخفف المشكلة عن زوجته.
نحتاج الى تثقيف ابنائنا بالمعرفة التي يخوضون بها تجربة الزواج، ولو فرض مجتمعنا بتثقيف المقبلين على الزواج ما كان هناك نسبة عالية في مجتمعنا من الطلاق.