أم أيمن حاضنة النبي
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 11/9/1436 هـ
تعريف:

أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وآله

(روي عن سيدنا و مولانا و رسولنا (ص) أنه قال : من أراد أن يتزوج إمرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن) صدق رسولنا الأكرم محمد  (ص)

حديثنا بإذن الله يكون عما يرتبط بأم أيمن حاضنة النبي (ص) المعروفة ببركة الحبشية هذه المرأة التي كانت مع النبي (ص) منذ صغر سنه بل كانت مملوكة لوالده عبد الله فلما مات عبد الله آلت ضمن الميراث إلى النبي (ص) و إلى أمه آمنة فلما ماتت آمنة أصبحت خالصة لرسول الله (ص) .

حاضنة النبي لا بمعنى الحضانة التي نتحدث عنها في الفقه الإسلامي ،الحضانة في الفقه الإسلامي تكون بين الزوجين بالنسبة إلى الولد أو تكون عند الجد إذا توفي الأب و هو الزوج ،
فلو فرضنا مثلاً أن رجل توفي و عنده ولد فإن فترة سنتين هي فترة الحضانة تكون من نصيب أم الولد التي هي زوجة المتوفي فإذا انتهت هذه الفترة عندنا في الفقه الإمامي يكون الولي الذي له الولاية على الولد هذه حضانته و الإشراف عليه من نصيب جده الأبوي أي والد أبيه و لا تصل النوبة إلى الأم بعد هذه الفترة فضلاً عن أبيها  مادام جده لأبيه موجوداً.
و هكذا الحال لو حصل طلاق أو فسخ بين الزوجين و عندهم طفل هذا الطفل في فترة السنتين تكون حضانته عند أمه بعد السنتين تكون الحضانة من حق أبيه .
عندما نتكلم عنعن حاضنة النبي و حضانتها له لا نتكلم ضمن هذا الإطار إنما لنعرف إطار المرأة التي تهتم بشؤون الطفل فقد كانت (بركة الحبشية) تقوم بهذا الدور على الرغم أنها مملوكة للنبي (ص) أشبه بمدبرة شؤونه الحياتية مساعدة له في منزله إذا كان و أمثال ذلك و سيأتي بالحديث اعن بعض الجهات .
في العنوان عندما نتكلم عن الحضانة تارة نتكلم عن الحضانة ضمن الفقه الإسلامي التي هي حق للأم في فترة السنتين و بعد السنتين في حق الأب .
و هذه ليست محور حديثنا الآن و إنما نتكلم عن بركة أم أيمن التي هي مدبرة شؤونه قائمة باحتياجاته .
النقطة الأخرى ضمن المقدمة و العنوان أن حضانة بركة الحبشية المعروفة فيما بعد بأم أيمن من باب الضرورات و لم تكن هي الحالة الطبيعية الأصلية ،
إن النبي  (ص) لما فقد أباه و فقد أمه في سن الخامسة -يحتاج إلى من يساعدة في شؤون حياته و قبل أن يذهب بعيداً فكانت هذه الجارية المملوكة و كانت هي الأولى من هذه الأمور من رعاية و خدمة مما يحتاجه الإنسان .،طفل عمره ٧ سنوات يحتاج لمن يقوم بأمره في الأمور الحياتية ،
لا يقال هذا النبي  لا يحتاج لذلك لكن النبي يتعامل في هذه الحالات ضمن الإطار البشري العادي ليس هنا محل أن يقول للباسه انغسل فينغسل بالمعجزة هذا لا محل له هنا أو  يقول انطبخ أيها الغذاء فينطبخ ليس محلها هنا .. قل إنما أنا بشر مثلكم في هذه الأمور فهو إما أن يقوم بها بنفسه أو يتسعى و يساعده بها غيره،و حيث إن أم أيمن مملوكة له فمن الطبيعي أن تقوم هي بهذا الأمر فهذا المعنى حضانتها حتى بهذا المقدار بالنسبة لرسول الله (ص) كان حالة استثنائية كان أمراً إضطرارياً و لم يكن هو الحالة الطبيعية و لذلك فإن هذا المعنى يعلمنا أن لا نلقي بأبنائنا و بناتنا إلى المربيات اللاتي مهما كنَّ مخلصات فإن آثارهن في نفسية الأطفال ليس هي الآثار المطلوبة الحسنة قسم من النساء الحمدلله ليست موجودات في هذا المسجد ولا هن مستمعات لهذه التوجيهات فقسم الأمهات يتصورن أن مسؤوليتهن تنتهي بمجرد خروج الجنين من بطنها ثم بعد ذلك تأخذه العاملة الفلبينية أو الأندنوسية أو الهندية أو غير هي تحضر طعامه و الخير و البركة في الحليب الإصطناعي هي التي تبدل ملابسه و تعرف عنه أمور لا تعرفه الأم الأصلية أين ملابسه ؟ ماذا يصنع ؟ماذا يأكل ؟ماذا جرى عليه ؟هل مريض أو صاحي ؟ فيما بعد يكبر يحتاج للنزهة و الترفيه كله أصبح من شأن العاملة هي التي تذهبه إلى الملاهي فيأنس لها أحياناً أكثر من أمه على أثر طول المدة و قربها منه و قيامه بشؤونه فكيف يعرف الطفل أن أمه حق من أكبر الحقوق دام هو لا يعلم إلا أن الخادمة هي أمامه أول ما يجلس و إذا خلد للنوم هي أمامه عندما يأكل يلعب أمامه هذه الحالة غير صحيحة تكاد تصل في بعض الحالات إلى درجة الجناية و الجريمة في حق الطفل .
انتِ أيتها الأم إذا لم تجدي نفسك مهيئة أو مؤهلة أو متفرغة أو مهتمة بتربية الطفل .. فكنت تعتقدين أن لابد أن تعطيه للعاملة المنزلية الهنديةوفي عام  آخر لأخرى ،هذا الطفل خليط من المشاعر و الأفكار و الثقافات ، لا يعرف له لسان ولا شخصية لابد من الالتفات أن الإنسان إما مستعد ليربي و يهتم و يقوم بالمسؤولية .
أما لو أنجب  و يعطيه هؤلاء الأجانب لا نقول أنهم مجرمات أنه من الجناية لكن هذا غير طبيعي الطفل لما يأتي يجب أن يلتصق بأمه يتربي عليها و يأخذ منها و يشبع حناناً و لطفاً من عندها لا من عند غيرها .. فما حصل للرسول (ص)  من باب الاضطرار هو أمه توفيت و عمره خمس سنوات و أباه قبل ذلك ..
النقطة الثالثة : جاءت في محلها عندما تم السؤال عنها من قبل بعض المؤمنين والمؤمنات حول موضوع الجواري والعبيد كيف أن المعصومين يملكون جواري ونحملن بعضهن بملك اليمين أليس هذا توهين وإهانة للمرأة ؟؟ لماذا لم يحرروهن مباشرة ؟
الجواب : الإسلام دين واقعي في حل المشاكل وهذا من أسباب كونه دين الخاتمية يوجد بعض الديانات ليس عندها تلك الواقعية لكل العصور لذلك حُددت لوقت معين مثل الديانة المسيحية فهي لا تملك حل لمشاكل اجتماعية دائمة ومتجددة تعتمد على المشاعر والعواطف والمحبة والأخلاق وغير ذلك وهذا الزمان المعين ممكن لكن عالطول الخط لا يمكن  
يوجد مثل الإسلام عنده هذه الواقعية لحل المشاكل فينظر ما هي المشاكل ثم يشرع التشريعات المناسبة متدرجة عملية لحلها
نأتي لمشكلة العبيد كان النظام الاجتماعي العام في كل العالم والدنيا كان قائم على الإقرار بالجواري والعبيد ومنسأها 1-كانت الحروب عندما ينتصر طرف معين يأخذون الرجال عبيد والنساء سبايا حتى الغزوات فمثلا زيد بن الحارثة الذي هو أحد أزواج أم أيمن كان في غزوة من الغزوات أخذ من السبايا وأصبح عبدا بعد ذلك
2-وبعض الحالات توجد حالة فقر عند بعض العوائل فتقوم ببيع أبناءها للآخرين فكان هذا الشي شائع في كل مكان
فالدين عندما جاء إما أن يقول أنا لا أعترف بهذا وكل العبيد أحرار  فهنا لن يسمع أحد لأن البعض هذه ثروات عنده 50 أو 100 عبد لن يستجيبوا حتما وهذا أيضا يعتبر تخطي للواقع فكأنه نقول حسب التعبير جرت قلم  
لكن الطريق الذي اتبعه الإسلام أنه وضع تشريعات إلزامية واستحبابية تنتهي مع مرور الزمن ظاهرة الرق والعبيد والجواري
أولا : الكفارات وهي عقوبة إلهية وهي عتق الرقبة
مثلا القتل الخطأ غير الدية حق الدم ولابد أن يعتق رقبه التي هي حق الله
والقتل العمدي كفارته قبل أن يُقتل عليه عتق رقبة
وكفارة الصيام ( عتق رقبة - إطعام 60مسكين- صيام شهرين متتابعين)
وكفارة الظهار وهي قول الرجل لزوجته أنتِ علي كظهر أمي عليه عتق رقبة قبل أن يمسها ويقاربها
وكفارة الحنث باليمين والعهد والحلف فيها عتق رقبة وهكذا
أنت لو تتصور هذ التصور على سبيل المثال كم تتوقع في نهار شهر رمضان في العالم الإسلامي الذين يفطرون في شهر رمضان  100 ألف قطعا أكثر من هذا فإذا أراد أن يكفر فأول شي عتق رقبة
أيضا كم واحد يحنث في يمينه وعهده ونذره كم شخص يقتل خطأ أو عمدا احسبها في العالم الاسلامي ففي فترة 100 سنة أو أكثر بقليل انتهى الرقيق غير هذا جاءللميراث وأي شخص نكح على ملك اليمين قال تعالى ( إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6سورة المؤمنون ) فإذا شخص دخل على واحدة بملك اليمين وهذا حصل للأئمة من الإمام الكاظم إلى الإمام الحجة عليهم السلام كل أمهاتهم كانت بملك اليمين وهذا له فلسفة عظيمة جدا نتحدث عنها فيما بعد إذا دخل بها وانجبت ولدا أو بنت تعتق تلقائيا بمجرد وفاة الشخص
نحن عندنا كل النساء بملك اليمين المنجبات يتحررن عاجلا أم آجلا هذا كله من الناحية الإلزامية
عندنا جهات مستحبة فأن عتق اليمين من أهم المستحبات فمثلا الإمام زين العابدين عليه السلام إذا دخل شهر رمضان اشترى عدد كبير من العبيد والجواري وجعلهم عنده سنة كاملة يعلمهم يثقفهم يهذبهم يدربهم كيف يديرون حياتهم لأن هؤلاء لو أنت أعتقتهم عالطول يتحيروا مثل أيام (أبراهام لينكون  ) الرئيس الأمريكي المعروف الذي صدر مرسوم في زمانه تحرير العبيد فقال كلكم احرارحالكم حال أسيادكم بعد عدة أيام جاءوا وقالوا نريد أن ترجع مثل قبل فنحن الآن لا نعرف أن نشرب ولا نأكل ولا نعرف أن نعيش وماذا نفعل في هذه الحياة وماذا نصنع
هؤلاء يحتاجوا للتدريب ليديروا حياتهم فهم تعودوا على حياة العبودية لذلك الإمام يبقيهم معه سنة كاملة لرمضان التالي في العيد يعتقهم فأنتم أحرار لوجه الله
بهذه الطريقة الإسلام جاء وأعتق عبيدا كانوا أو إماء
نأتي لبركة الحبشية التي ورثها النبي ( ص)  كانت تخدمه وتقوم بشؤونه حتى تزوج من السيدة خديجة لما تزوج النبي بعنوان الشكر لله ولعدم الحاجة لوجود إمرأة تقوم بشؤونه أو للسببين أعتق بركة وقال لها أنت حرة لوجه الله وقبل المدينة قال الرسول من يتزوجها فتزوجها رجل يقال له عبيد ابن الحارث تزوجها هي مؤمنة فأنجبت أيمن قلقبت بأم أيمن وكان أيمن رجل طيب كأمه بعدما آمنت برسول الله (ص)مع جملة السابقين إلى الإسلام هو أيضا لما كبر من الطبيعي أن يسلك نفس سبيل أمه فأصبح من خُلّص أصحاب رسول الله (ص)  وخاض الحروب واستشهد في حنين ضمن العشرة الثابتين وكان منهم أيمن ابن أم أيمن
نفسها بركة كانت مع الرسول في المدينة توفي عنها زوجها عبيد فقال رسول الله  (ص) في وسط المسلمين كما روي ( من أراد أن يتزوج إمرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن ) وهذا يشير لنا إن الجنة ليس فندق سبعة نجوم فيه فقط الرجال أصحاب الثروات وعلى تعبيرنا عندهم ستة أو سبعةأصفار لا فأم أيمن إمرأة بسيطة في غاية البساطة والطيبة كانت عسيرة اللسان وبسيطة الفهم لكن  شهد لها النبي (ص) بالجنة في أيام حياتها  وهذا نادر فالنبي حوله عشرات الأشخاص وهم من أهل الجنة وأصحاب خُلّص ولم يقل إنهم من أهل الجنة
أم أيمن ضمن المقاييس الإجتماعية هي يوم من الأيام جارية وحبشية لسانها لسان عسير لكن تحدث عنها بأنها من أهل الجنة فتزوجها زيد بن حارثة هو أيضا سبي واشترته خديجة وأهدته  لرسول الله والرسول أعتقه فيما بعد وكان رسول الله يحبه وهو شهيد في مكة قبل أو بعد جعفر بن أبي طالب على الخلاف الموجود  أم أيمن زوجها وأبنها شهيد في فترة سنتين غزوة مؤتة وغزوة حنين  هذا يشير على أنه لا يلزم أن يكون الشخص فخم وعنده علم كبير أو أموال طائلة ليكون من أهل الجنة هذه المرأة عندها بساطة وطهارة ومن أهل الله حسب اللفظ المعروف وشهد لها النبي بالجنة
وكثير أن رسول الله يلطف ويلاطفها يقال ذات مرة أنها طلبت أن يحملها على دابة ( بعير) وفي ذلك الوقت هو من المراكب الجيدة والفارهة ولم يكن عندها وسألته زودني بدابة أي زودني ببعير فقال لها لا أحملك إلا على ولد الناقة قالت يا رسول الله (ص) ما قدر ما يكفيني ولدها فبدأت تولول ورسول الله (ص) يبتسم يا أم أيمن وهل يلد البعير إلا الناقة حتى البعير بهذا الطول هوولد الناقة
وذات مرة سمعت النبي يقول عليا أخي فقالت له كيف يكون أخوك وتزوجه أبنتك يصير أخوك يتزوج ابنتك ؟؟ هي تتصور أخوه في النسب بينما معناه مثيلي مثل ما تقول هذا أخو الكأس أخو هذا الكأس  اي مثله ونظيره لا يفترق عنه في شي أو بمعنى الذي ورد في قضية موسى وهارن في الوصاية
أو بمعنى الإخاء الذي صار في المدينة لما آخى بين المهاجرين والأنصار لكن هيى لم تكن ملتفته لهذه المعاني 
فقال لها النبي (ص) لا يا أم أيمن  ليس كما ذهبتِ ليس هذا المقصود وكان النبي اذا سمعها تتكلم وهي عسراء اللسان كان يبتسم وكأنه يقول هذا المقدار يكفي
مثلا الصحابة عندما يقولون سلام الله عليك يا رسول الله  وهي اصلها حبشي فكانت تقول سلام لا عليك لذلك يقول لها الرسول فقط قولي سلام عليك
أيضا هي كانت تذهب  معهم إلى حنين وأحد وكانت  تبقى تطيب الجرحى وغزوة خيبر 140 كيلو وفي حنين رأت أصحاب رسول الله لما هربوا من المعركة فلما فاؤوا ورجعوا من المعركة قالت لهم سبت الله أقدامكم وهي كانت تريد ان تقول ثبت الله أقدامكم بينما معنى سبت  اي النوم أو القطع 
هذا كله هذا العسر والبساطة في الفهم لم يكن لها مانعا أن تبصر الحق وأن تسير عليه وتكون من أصحاب الجنة وبشهادة نبي الله  (ص)
لذلك لما جاءوا بعد رسول الله (ص) وأخذوا فدكا وذهبت السيدةفاطمة عليها السلام إلى الخلافة ليردوا له فدك لأنها نحلة من أبيها طلبوا لها شهود وهذا على خلاف الموازين الشرعية عند جميع فقهاء الإسلام أن أحد يأتي ويطلب من صاحب اليد شهودا على ذلك هذا خلاف ميزان القضاء في الإسلام لا يوجد هنا شيعة وسنة وتلك المدرسة وهذه المدرسة مثل لو أحد يأتي لك في بيتك ويقول هذا البيت بيتي وجيب أنت دليل على أنه بيتك بما أنك أنت في البيت ليس أنت عليك الدليل بل على المدعي ذلك أن يأتي بالبينة والدليل فاليد حجة وليس مطلوب منك دليل ولكن أصل الموضوع خراب لكن السيدة الزهراء (ع)مجاراة لهم جاءت بعلي عليه السلام فقالوا هذا شاهد واحد نحن لا نتكلم أنها معصومة نحن نتكلم أنها ضمن الاطار الشرعي فطلبوا من أم أيمن الشهادة فقالت لهم بسألكم سؤال ثم أعطيكم شهادتي ألم تسمعوا رسول الله أنه قال لي إني من أهل الجنة  ؟
قالوا نعم  لان هذا كان في المسجد والمسلمون سمعوا والحديث متفق عليه وهي بذلك تريد أن تقول أنا لا أشهد زورا 
فقالت لهم ؛ أني أشهد أن رسول الله أعطى فاطمة فدك وسلمها لها لكن البعض لم يقبل وعللوا أنها إمرة حبشية وغلطة ولا تدري ما تقول
إذن ردوا علي وفاطمة وأبناءها لذلك عندهم هم ليسوا صادقيني
وأم أيمن بحسب الظاهر طيبة وبسبطة إلا أن تحديدها للحق تحديد دقيق وسارت عليه منذ أن توفي رسول الله وحزنت عليه حزنا شديد فسئلت أنت جدا حزينة على رسول الله قالت بلى  : أولم ينقطع به وحي  السماء أي أن الني كان حلقة اتصال بيننا وبين الله ألا يستحق أن نبكي عليه ؟
وبقيت على هذا العهد مع أهل البيت فكانت مع فاطمة منذ أيام زفافها وكان لها الدور الأكبر إلى أن شهدت لها إلى أن تمرضت فاطمة فكانت تلازمها وترعاها إلى أن انقضى نحب فاطمة الزهراء سلام الله عليها
وهي على هذا الحال إلى أن توفيت سنه 13هـ والبعض قال سنة 23 هـ أي كانت سنة الوفاة فهي كانت فعلا من أهل الجنة سائرة على منهاج رسول الله  تشرفت بأنها الخادمة الحاضنة له مدة طويلة منذ قبل ولادته  في الواقع كانت عند عبد الله مع الأسرة تعتني بهم إلى أن ولد رسول الله إلى أن تزوج في أقل تقدير خدمت مدة 25 سنة هذا عمر طويل أن تكون لصيقة مع رسول الله ومهتمة به وكانت مشاعرها لرسول الله ملتهبة واتجاه أهل بيته في أحد الليالي سمعوا جيرانها بكاء متصلا في الفجر وإلى الصباح بعض جيرانها ذهبوا لرسول الله يا رسول الله إن أم أيمن لم تبت ليلتها من البكاء والنياحة فاستدعاها وقال لها ماذا جرى لك ؟

مرات العرض: 3464
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2555) حجم الملف: 48017.6 KB
تشغيل:

سيرة حياة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد
بنات النبي من خديجة