والد النبي .. هل هو ثاني الذبيحين ؟
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 6/9/1436 هـ
تعريف:

والد النبي صلى الله عليه وآله هل هو ثاني الذبيحين ؟

 

روي عن سيدنا ومولانا ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال : نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له : ( إن الله عز وجل حرم النار على صلب أنزلك وعلى بطن حملك وعلى حجر كفلك )
صدق سيدنا ومولانا جعفر بن محمد صلوات الله وسلام عليه .

حديثنا باْذن الله تعالى يتناول شيئاً مما يذكر عن والد رسول الله صلى الله عليه وآله عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم
وهل أنه كان ثاني الذبيحين أو لا ؟
مع شيء بسيط من سيرته بمقدار ما يتسع الوقت .

إن عبد المطلب كان له عشرة من الذكور وست من الإناث أبناء عبد المطلب الذين تتردد أسماؤهم عند الحديث عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله هم حمزة بن عبد المطلب ووالده المكرم عبد الله بن عبد المطلب والعباس بن عبد المطلب وأبو طالب بن عبد المطلب والد أمير المؤمنين عليه السلام وأبو لهب ضمن الإطار الاخر المخالف لدعوة النبي صلى الله عليه وآله .
هؤلاء الخمسة يأتي ذكرهم ضمن الحديث عن سيرة النبي بشكل أو بآخر  ، بقية الأبناء كالحارث وضرار والمقوم ونوفل هؤلاء لا يوجد لهم مناسبة لذكرهم ولَم يدركوا شيئاً من الدعوة الاسلامية المحمدية ولَم يكن لهم شيء مميز حتى يذكروا .
توفي عبد الله مبكرا في عز شبابه وعمره  ٢٥ سنة ، عبد المطلب في احدى سفراته إلى الشام للتجارة ( وقد أشرنا في وقت مضى إلى أن هذه الفئة لا سيما من حُسبوا ضمن الأحناف والذين كانوا على ديانة إبراهيم اتخذوا التجارة وسيلة عيش واهتموا بها ، احدى هذه الجهات باعتبار أن التجارة كانت ولا تزال المصدر الأهم لتنمية المال ، ما ورد في أحاديثنا من ( أن تسعة أعشار الرزق في التجارة ) تؤيده الأوضاع المعاصرة الْيَوْمَ فالتجار الذين يعملون في مختلف أنواع التجارة يؤسسون حياتهم يربحون الأموال مع بذل مجهود أقل من أمثالهم ، العامل اليدوي يبذل طاقات كبيرة جداً وجهود عظيمة ولا يحصل على عشر معشار ما حصل عليه التاجر ، والموظف الحكومي او الخاص يجهد ليل نهار ويحرق أعصابه ويتلف ما هو ما هو صالح عنده من أجل أن يستفيد التاجر رب العمل ، تسعة أعشار الرزق في التجارة هذه قضية لا تحتاج الى برهان أمامك السوق وأمامك اصحاب الثروات واصحاب المال في المجتمع وانظر ،
لذلك مستحب عندنا شرعاً أن ينشغل الانسان بالتجارة
تريد تبذل جهد وقوة وقدرة أبدل قوتك وقدرتك في أمر تجاري ، لا تكن برغي في مصنع كن نفس المصنع ، لا تصير ريال في جيب غيرك كن ريال في جيب نفسك وهكذا هذه جهة ،
جهة اخرى تذكر ان هؤلاء الأحناف هؤلاء الذين كانوا على ديانة ابراهيم كانوا يعيشون في مكة ،
الطريقة التي كان البداة يتعاملون معها طريقة الغزو والسلب والاخذ هكذا طريقة كانت موجودة في بعض القبائل وعند بعض الاعراب يهجم على هذه القبيلة يسوق الغنم والإبل ويصادر الأموال بحد السيف يفتخر انهم نهاب ليل حسب التعبير بعضهم يفتخر بها يقول غارتنا وحربنا وسيفنا مع انه حرام مِن الناحية الشرعية .
هذا الامر لم يكن وارداً بالنسبة للحنفاء كانوا يعتبرون الإغارة شيئاً محرماً لا يجوز ،
هم سكنة مكة ومكة وادٍ غير ذي زرع ولا ضرع بيئتها المناخية غير مساعدة على الزراعة لذلك حتى أهل مكة الذين كانوا اذا أرادوا ان  يزرعوا يستزرعون في الطائف يعطون الأموال لكي تزرع هناك ،
هذا الانسان المقطم في مكة أمر الزراعة غير متيسر ، الغزو والنهب والحرب أيضا ً غير وارد للجهةالشرعية ، الاعمال اليدوية البسيطة قد لا تكون لائقة لكل أولئك  بعضهم شخصيات اجتماعية فكانوا يسلكون التجارة للجهة الاقتصادية الاولى ولهذه الجهة الاخرى .
عبد المطلب في طريقه للتجارة للشام مع ابنه عبد الله وكان قد بلغ في ذلك الوقت قريباً من ٢٤ سنة فَمَرّ عبد المطلب وابنه عبد الله على حي بني النجار في المدينة المنورة فخطب عبد المطلب لابنه عبد الله آمنة بنت وهب من بني النجار مدنيين وخطب لنفسه بنت عمها واسمها هالة بنت وهيب ، ودخلا بهما - ما يحتاج كم سنة وطول وعرّض وحفلة تبرئة وست سبع حفلات حتى يدخل الرجل -
فعقدا ودخلا وبعد سنة من ذلك الزمان تقريبا أنجبا ، هالة زوجة عبد المطلب أنجبت حمزة وآمنة زوجة عبد الله أنجبت نبينا محمد صلى الله عليه وآله ، لذلك كان حمزة قريب السن من رسول الله ، حمزة عمه وفِي نفس الوقت أبناء خالة .
◦ وبعد فترة من ولادة النبي كان عبد المطلب مسافراً للتجارة ومعه عبد الله وفِي السفرة الاخرى سافر عبد الله مع ابيه عبد المطلب وفِي طريق العودة توعك عبد الله فتوجهوا للمدينة عند اهل زوجته وتوفي هناك وعلى المشهور أنه لم يرَ ابنه النبي محمد صلى الله عليه وآله .
◦ نحن نعتقد بالنسبة لآمنة وَعَبَد الله أنهما من الموحدين المطهرين وأنهما على دين ابراهيم فهم من اهل الجنة وهناك روايات كثيرة في هذا الإطار وما ورد من مدرسة الخلفاء خلاف ذلك سوف نتعرض له عند الحديث عن أم النبي .
◦ وسنجد الأدلة على بطلانه وعلى خلافه .
◦ الآن حديثنا عن عبد الله منذ البدايات التي ولد فيها إلى أن صار  عمره بحدود ست او سبع سنوات قيل انه حدثت حادثة الفداء التي سنتعرض لها فيما بعد .
◦ لما كبر وأصبح من أبناء العشرين كان جميل الطلعة بهي المنظر وبعض الكلمات التاريخية تقول كان نور النبوة في وجهه ، ونحن لا نستبعد هذا باعتبار أنه اذا تلاحظ مثل الكأس عندما تضع فيه ماء صافي ترى الكاس صافي وإذا وضعت الماء ملوث وملطخ تحسب كأن الكأس ملطخ ، لو تم ما قيل من روايات تاريخية من ان نور النبوة كان ظاهراً على عبد الله هذا ليس مستغرباً بل طبيعة الأشياء تحكي عما بداخلها زجاجة تحكي عما في داخلها وانسان اشراقة وجهه وجمال صورته غالباً يحكي عما بداخله من سلامة نفس وحسن طوية فيقال إن عبد الله من هذا النوع وكان اكثر في اشراقة  وجهه .
◦ بعض المؤرخين يقولون بني هاشم كانوا دوي اجسام طويلة وعريضة اَي نموهم مكتمل وكانوا (دُلُماً ) اَي سمر وليس ابيض احمراني ويستشهدون بشواهد شعرية ويظهر ان عبد الآه كان فيه لمعة اشراقة اكثر من بقية بني هاشم ، اذا تم الكلام بأنهم سمر
◦ لهذا ينقلون أن بعض النساء خصوصاً مع شيوع الحديث عن قرب ولادة نبي في مكة وضمن إطار بني هاشم قلنا أن قسم من الناس كانوا عن الاسم وقسم ينتظرون الشخص ثقافة أن نبي سيبعث كانت موجودة
◦ يقال أن امرأة اسمها ( قُتيلة) على أثر هذه الكلمات كانت تتوقع أن عبد الله بهذه المواصفات هو والد النبي لكنها كانت تتصور بمجرد أن يواقعها سيحصل النبي في بطنها فعرضت نفسها عليه ان هلم فأصل مني فأعرض عنها وقال ( أما الحرام فالممات دونه  والحل لا حل فأستبينه  فكيف بالأمر الذي تبغينه ؟)
◦ يعني اذا قضية حرام وعلاقة فير مشروعة فأنا اموت وما افعله وإذا موضوع حلال فانتي لا تتحركون صمن إطار الحلال من عقد وزواج وبالتالي لا ابتغي الامر الذي تريدينه ، فعفّ عن ذلك وانصرف عنها وهذا يشير الى ان هؤلاء آباء الأنبياء وأجدادهم لم يكونوا مجرد أوعية وإنما كانوا أوعية مختارة وحلقات منتخبة ، تصور ان واخد بقول سأخلق افضل الخلائق وحوزة عالم الوجود وهو النبي صلى الله عليه وآله لكن اجعله بحيث ابوه كافر وجده كأحد ووالد جده زاني هذه نفايات  ، كيف نقدم في هذه النفايات أحسن شيء في الوجود على الإطلاق ؟                                      
◦ انت اذا كان عندك كاس فيه قليل من وسخ تعيفه نفسك ما تشربه لان هذا المقدار البسيط من الاتساخ يعلق بالماء  فلا تشربه ، الان واحد كافر وعابد للأصنام وواحد متهتك وزاني ألا يؤثر هؤلاء في ابنائهم وفِي ثمار أنفسهم ؟!
◦ وبذلك قال النبي المصطفى صلى الله عليه وآله ( لم يكن بيني وبين آدم سِفاح قط ولَم يلتقي أحد من آبائي على سفاح قط ولَم أولد إلا من طُهرة مُطهرة ) ، طهرة مطهرة كيف تجتمع مع الشرك ؟ طاهر مطهر كيف يجتمع مع الإلحاد وعبادة الأصنام ؟؟
◦ فالنبي جاء نتيجة هذا الاقتران الطيب بين عبد الله وآمنة وَعَبَد الله كان عفيفاً وكان على دين ابيه دين ابراهيم وكان ابوه عبد المطلب يأمر ابنائه بمكارم الأخلاق ويبرئهم على محاسن الأفعال ويخبرهم أن وراء هذه الدار داراً ويتحنث ويتعبد وهذه كلها تنطبع على هؤلاء ومن كان قابلاً للتأثر يتأثر وكان من ذلك عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله ،،
◦ هناك قضية ترتبط بعبد الله وقبل ان ندخل فيها في الواقع هذا يعطينا معنى نخن ممن يعتقد بطهارة هؤلاء كنا رجالاً أو نساء اننا لابد أن نكون طاهرين ، بعض الشباب يرى نفسه شاب جميل فيبدأ في علاقات ويلعب على الفتيات وأحياناً يأتي الحسينية احيانا وما تفوته مناسبة وعذا التناقض الموجود ما افهم في ذهن هذا الشاب كيف ؟!؟
◦ يأتي لكي يستمع لذكر الحسين الذي كان مدافعاً عن الاسلام والفضيلة وهو يطعن الحسين بفعله علاقات غير مشروعة واتصالات وأحياناً حتى في صفوف الفتيات تقول لنلعب على فلان من الشباب وحسب تعبيرهم ( نخرفنه ) تأخذ نسحب منه فلوس ونمنيه بكلمات وكدا ... هذا العبث واللعب الفاسد لا يليق بإنسان يعتقد أنه مؤمن بأهل البيت الذين كانت العفة تتضوع من أطرافهم رجالاً ونساء ما يليق بامرأة تأتي لتسمع ذكر زينب وأم البنين وآمنة بنت وهب وأمثال هؤلاء ثم تفكر  كيف أروح أخدع هذا الشاب والعب عليه وكثيراً ما وقعت بعضهم في الفخاخ التي لا فكاك منها على كل حال نحن نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يكون هذا النمط موجوداً في مجالسنا وهو غير موجود ولكن نحن نتحدث عمن نكون بعيداً لكي يصل اليه هذا الكلام ..
◦ من القضايا التي تطرح عادة في موضوع عبد الله موضوع الغداء وأنه هل هو الذبيح الثاني بعد اسماعيل أو لا ؟
◦ هذه الفكرة : الرواية ننقلها الآن ثم نبدأ بالحديث عنها قالوا إن عبد المطلب نذر لله ان رزقه الله عشرة أبناء ان يذبح احدهم قرباناً لله تعالى ، فرزق عشرة أبناء فجاء وقت الوفاء بالنذر ، جاء إلى الكعبة وأقرع بين ابنائه من هو الذي يقدمه للفداء ؟ فخرجت القرعة على عبد الله وكان أعزهم عنده ، هذه الرواية تقول هكذا فأعاد القرعة فخرجت عليه فأعادها ثالثة فخرجت عليه فقال اذا لا يكون الا ان نضحي بعبد الله أتوه الى منطقة تسمى المزورة قريب الان من مياه زمزم المبردة في نهاية المطاف هناك قدم للذبح ، عاتقة بنت عبد المطلب قالت له اعذر الى الله في عبد الله ، قال لها كيف ؟ فقالت اعمل قرعة بين عشرة من الإبل وبين عبد الله اذا طلعت على عبد الله اضعف اجعلها عشرين فإذا خرجت عليه أضعفها الى ثلاثين وهكذا الى ان تطلع على الإبل دون عبد الله حسب هذه الرواية جاء عبد المطلب وفعل عشرة وطلع السهم على عبد الله وهكذا عشرين كذلك وثلاثين كذالك الى مائة من الإبل يضحي بها طلعت القرعة على الابل أعاد القرعة طلعت على الابل ومرة ثالثة على الابل فقال إذن نذبح الابل مكان عبد الله فذبحنا الابل المئة هناك وأبيح لحمها لعامة الناس
◦ هذه هي الرواية الموجودة في كتب مدرسة الخلفاء بشكل واسع وكأنها عندهم ثابتة وتامة ، عندما في المدرسة الشيعية هذه الرواية موجودة رواية نقلها الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه في كتاب من لا يحضره الفقيه في باب القرعة الاستدلال على القرعة واحد من الروايات أن رجلاً سأل الامام عليه السلام ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله ( أنا ابن الذبيحين ) ؟؟
◦ فقص عليه الامام أولاً قصة اسماعيل ابن ابراهيم الخليل في انه أمر من قِبل الله تعالى أن يُذبح  ( أني أرى في المنام أني أذبحك فانظر مادا ترى قال افعل ما تؤمر ) وعندما أراد تنفيذ الذبح فُدي بذبح عظيم كبش من الجنة بالمواصفات التي ذكرتها تلك الرواية ، هذا الذبيح الاول
◦ الذبيح الثاني عبد الله ونقل الحديث نفس الكلام الذي نقلته روايات من مدرسة الخلفاء وبعض العلماء نقلوا هذه الرواية وهناك قيم من الباحثين الشيعة أيضاً قبلوا هذه الرواية ودافعوا عنها قالوا لا مانع في ذلك ومنهم السيد جعفر العاملي حفظه الله ، محقق متتبع من يريد ان يبحث في التاريخ من المناسب ان يقرأ كتبه ، السيد العاملي عنده كتاب الصحيح من سيوة النبي الأعظم ٣٥ مجلداً والصحيح من سيرة الامام علي ٢٠ مجلداً كتبه نافعة ,هذا السيد أيضاً ممن دافع عن القضية وقال لا مانع من ذلك فلها سابقة وهي ان ابراهيم اكر بذبح ابنه هذا واحد ، وان والدة مريم نذرت ما في بطنها محرراً يعني وقف على المعبد وقد يكون جاءه أمر من الأوامر انتهى الى ان يذبح ابنه ما فيه مانع من ذلك كما قال ودافع عن الفكرة .
◦ هناك بعض الباحثين والمحققين وقي طليعتهم بل ربما من اوائلهم أحد المحققين الشيخ الغفاري المعلق والمحشي على كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) رجل من العلماء الباحثين المحققين قالإن هذه القضية لا يمكن أن تكون وبدأ يناقشها في مرحلتين :
◦ المرحلة الاولى : مرحلة سندها قال هذه الرواية سندها رجال مجهولون ورجال عاميون من اتباع مدرسة الخلفاء فهي من ناحية السند ليست رواية تامة وربما وجود رجال غير شيعة من اتباع مدرسة الخلفاء في هذا السند جعل هذه الأفكار تتسرب من المدرسة الاخرى السنية الى مدرسة اهل البيت لان القضية عندهم عادية وقضية عبد المطلب ليس له عندهم شأن مهم لكي ينذر هذا النذر الغلط ، من هو عبد المطلب عندهم رجل كافر وبالتالي يعمل هذا او يعمل غيره مادام متشبع بهده الفكرة ما عنده مشكلة في ان عبد المطلب ينذر نذراً فيه مشاكل .
◦ ويقول ان الذي نقلها وشيدها غالباً محدثون من اتباع مدرسة الخلفاء ومفكرون أيضاً من تلك المدرسة وقد تلقفها يقول بعض علماء الشيعة هكذا من غير تحقيق فيقول أولاً هذه الرواية من حيث السند عندنا رواية غير تامة .
◦ ثانياً لو فرضنا انها صحيحة هذه فيها مشاكل حسب كلامه يقول أولاً عبد المطلب الدبكات على تلك الدرجة العالية من العقل والحكمة وعلى تلك الدرجة العالية من التعبد والاتجاه الروحي حيث انه اذا دخل شهر رمضان تخلو عن الناس ودهب آلو غار حراء وتحنف وكان يكثر الطواف وكان من حكماء قريش ومن حكامهم ، كان في الدرجة العالية من العقل وفِي الدرجة الالية من التوجه التعبدي هذا اذا لم نقل انه من الأوصياء فإذا قلنا انه من الأوصياء هذا أمر آخر ،
◦ هل يعقل ان شخصاً على على هذه الدرجة من العقل ان ينذر مثل هالنذر اذا أنولد لي عشرة اذبح واحد ، هذه يسويها عاقل ؟ الان لنترك عبدالمطلب لو قال لك واحد من الحاضرين عنده نذر اذا حصلت عشرةملايين ريال يأبه مليون في النار وأحرقها مادا تقولون عنه ؟ غير صاحي ، تقولوا مليون ريال تصدق به هذا عقل اما أحرقه هذا غير صاحي ، هذا اذا في خسارة الأموال فكيف بخسارة الأولاد اذا جاءني عشوة لأذبح نصفهم تقول عنه مجنون او عاقل اذبح واحد منهم كيف ؟
◦ عبد المطلب الذي كان في هذه الدرجة العالية من العقل والحكمة والتعبد والتبتل والتوجه الى الله حيث يستكثر ان يظلم احد ، فكيف يقدم شاب من الشباب ويذبحه من الوريد الى الوريد من دون موجب ولا ذنب هذا ليس عبد المطلب الذي نعرفه ، نعم عبرنا اذ يعتبر عبد المطلب رجل عادي بل كافر عابد للأصنام جاهل وعمل هكذا ، لكن محملا نعتقد بهذا ، هذا اول أشكال غريبي مثل هذه الرواية
◦ الثاني : ان قضية القتل كانت من الشناعة بين الناس مما لا يخفى على أحد ولا يعتبر العامل لها معذوراً بأي نحو والإسلام قال : (( من قتل نفي بغير نفس  أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً )) ، إنما كان من المقرر ما كان معروفاً بين الناس فالقتل شيء عظيم فهل يا ترى أن عب المطلب كان متأثراً بممارسات الوثنيين في ذبح الأولاد قرباناً لله تعالى اذا قضيت حاجاتهم ؟
◦ لا تقل ربما كان مأموراً هذا ليس صحيحاً ، فرق بين ابراهيم وبين عبد المطلب ، ابراهيم نبي أوحي اليه أمر بأن يذبح ، عبد المطلب لم يؤمر ولَم يقل اني مأمور ، أصلاً هو نذر ، لذلك لم يفل الله أمرني فلو عنده امر سيقول أنه مأمور وبالتالي لا اقدر أتخلى عن هذا الامر لو كان مأموراً ، أما ما قالته عاتقة من الحيلة بأن يبدل ذبحه بذبحالابل مادام امر الهي يطبقه أو يأتي بأمر آخر لا تذبح ، اما عاتقة تقترح عليه هذا الشيء وهي من بناته حتى لا يذبح اذا امر الهي لابد ان يطبقه ، اما نذر من عنده هل يعقل ان عبد المطلب ينذر هذا النذر مع كمال  عقله وحكمته ؟ وهل فعلاً كان القتل رخيصاً الى هده الدرجة ؟ وهل كان ممكناً  من عبد المطلب مثل ها الامر ؟ وهل انه كان متأثراً بأفكار الوثنيين الذين يعملون مثل هذه الاعمال ؟ الجواب : كلا ولا يمكن القبول به
◦ وهناك فرق بين النبي ابراهيم وبينه ، لا تنظر  ولا تقل انه يشابه عبد المطلب ابراهيم ، لا توجد مشابهة أصلاً ،
◦ هناك أمر الهي ، هنا لا يوجد امر الهي
◦ هناك فداء الهي وقالوا له انتفى هذا الامر وأتوه بكبش من الجنة وهنا لا يوجد أمر الهي ،
◦ لذلك ذهب باحثون الى ان كلامه موجهاً إلى التشكيك في حصول هذه القضية نظراً لأن سند الرواية أولاً سند غير تام وفيه أشخاص من المدرسة الأخرى ولعل هذا الأمر الشائع عندهم جعلهم جسراً تسربت منه العصمة إلى كتبنا وفقهياتنا ، هذا من حيث السند .
◦ ومن حيث المتن والمضمون فيها تلك المشكلات الاساسية .
◦ نعم لو كأن هناك امر  الهي بالتضحية فعلاً عبد المطلب وأبوطالب ورسول الله والعترة هم السباقون إلى الخير وهم السباقون الى الفداء والى التضحية هذه سيرتهم وطريقتهم ومسيرتهم هم الصفوف الأوائل ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام : " وكنا اذا احمرّ البأس قدم رسول الله أهل بيته وولده وولد آلِ أبي طالب غرقى بهم غيرهم " .

مرات العرض: 3471
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2559) حجم الملف: 49297.8 KB
تشغيل:

الحق المالي للأسرة النبوية
سيرة حياة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد