الحق المالي للأسرة النبوية
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 2/9/1436 هـ
تعريف:

الحق المالي للأسرة النبوية

تفريغ نصي

قال الله تعالى
 ) وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير)

 حديثنا بإذن الله تعالى يتناول في هذه الليلة واجب الاحترام و التقدير للاسرة النبوية و الواجب الآخر الواجب المالي لهذه الاسرة بعد ان تحدثنا في ليلة مضت عن الواجب الذي هو على الناس تجاه الاسرة النبوية ضمن الدائرة الضيقة و هي دائرة اهل الكساء و عموم المعصومين (ع) و بيننا ما ينبغي بيانه من حقوق تلك الاسرة ضمن هذه الدائرة وما هو من واجبات على الناس تجاه اهل البيت المعصومين (ع) نتناول في هذا الحديث ما تبقى من الكلام حول سائر الحقوق التي ثبتت لاسرة النبي محمد (ص) و سنبدأ بالحديث عن واجب الاحترام الثابت على الناس تجاه هذه الاسرة و الحق الذي لهم بحسب ارتباطهم برسول الله) ص) يثبت لهذه الاسرة و لهذه العائلة الشريفة حق الاحترام لمكانتهم و موقعهم من رسول الله( ص) و هذا الاحترام هذا التقدير هذا الاكرام يشمل كل الدوائر، الدائرة الصغيرة التي عبرنا عنها بالمعصومين و الدائرة الأخرى التي تشمل من يرتبط بالنبي المصطفى بنسب او سبب يشمل ايضا زوجات النبي من اقترن معهن النبي (ص) بهذا الرباط سواء كان ذلك بعقد النكاح كخديجة (ع) او كان بملك اليمين كماريا القبطية في هذه الزوجات النساء بالمعنى  الاعم يثبت لهن الاحترام التقدير لمكانهن و موقعهن من رسول الله) ص (
مرضعة النبي وما يتصل بها في هذا الشأن حليمة السعدية يثبت لها هذا التقدير بهذا الاعتبار حاضنة النبي (ص) و سوف نتحدث عن بعض جوانب حياتهن في الليالي القادمة ان شاء الله تعالى ، أعمام النبي اقارب النبي فضلا عن المعصومين )ع) فانه يثبت لهؤلاء من كان منهم مستقيما و سليم الطريقة يثبت لهم الاحترام فوق الاحترام العادي مثل ما انه ايضا يلام و يعتاب اكثر من العتاب العادي عندما يكون في طريق غير سليم لا نريد الان ان نخوض في بحث نظري و لكن بشكل عام الانسان المستقيم الذي يرتبط بالرسول (ص) يشمله ما ورد عن المعصومين (ع ) لمحسننا كفلان من الاجر و في المقابل عندما يكون سيء العمل عندما يكون غير مستقيم و لمسيئنا ضعفان من العقاب و هذا يمكن تفكيكه الى هذه القضية _  تفكيكه ان بحسب مقتضى القواعد الاولية كل الناس في العطاء و في العقاب متساوون سواء كان ابن النبي او ابن الشقي اذا احسن هذا اعطي ثوابا و اذا اساء هذا عوتب و عوقب_ بحسب القواعد الاولية الناس كلهم بغض النظر عن أنسابهم و بغض النظر عن علاقاتهم و أسرهم متساوون في العطاء و العقاب و هذا ضمن عدالة الله عز جل هذا بحسب مقتضى القواعد الاولية من يعمل سوءا يجزى به من يعمل مثقال ذرة خيرا يره سواء كان ابن نبي او ابن شقي و لكن على اثر طرو بعض العناويين هذا العنوان الثاني قد يكسب الانسان كرامة اضافية و قد يكسبه مهانة إضافية هذا يمكننا من فهم بعض الاحاديث  “الحسن من كل احد حسن و منك أحسن و القبيح من كل احد قبيح و منك أقبح ” قال كيف قال لمكانك منا اهل البيت بحسب القواعد الاولية اذا جاء زيد الامامي الموالي بعمل صالح يثاب واذا جاء غيره بمثله يثاب عليه لكن عندما ينطبق عنوان ان هذا الانسان بعمله الصالح اصبح داعيا لأئمته، أصبح عنوانا لأسرته النبوية هذا يضاف إلى عطائه يضاف إلى الإحسان اليه، لمكانك منا اهل البيت ضعفان من العذاب و كفلان من الأجرو بالتالي فلا مخالفة بين قواعد العدل الإلهىي و بين ما يقال هنا أنه ينبغي إكرام الذرية النبوية و من يتصل برسول الله (ص) إكراما إضافيا نظرا لانطباق عنوان آخر بعد مقتضى القواعد الأولية، فإذن كل هذه الاسرة ممن ترتبط برسول الله بنسب كولادة او اشتراك في جدود أو ترتبط معه بسبب كحضانة و كزواج و ما شاكل ذلك فإن هؤلاء جميعا يستحقون التكريم حالة استقامتهم كما يستحقون العتاب المضاعف و ربما يستحقون العقاب المضاعف في حالة اسائتهم لكن في المدى الاجتماعي ينبغي للانسان أن يكرم من كان صالحا من ذرية رسول الله (ص) و سوف نشير في ليلة قادمة الى بعض أطراف هذا الحديث ان شاء الله تعالى، هذا القسم الاول الذي يشمل كل الدوائر الدائرة الضيقة دائرة المعصومين (ع) و أهل الكتاب لا بد من احترامهم لا بد من تقديرهم، الدائرة الأخرى دائرة من يتصل بالنبي بسبب او بنسب أيضا لا بد من احترام الصالح منهم و تكريمه و الإعتناء بشأنه لأجل عين في نظر العقلاء ألف عين تكرم خصوصا مع كون هذا الانسان يعمل عملا صالحا.
 نأتي إلى الموضوع الآخر و هو موضوع الحق المالي صار عندنا حديث اذا في ليلة مضت عما يرتبط بالقضية التشريعية في أهل الكساء و أهل البيت لزوم الطاعة و الاتباع كون اقوالهم حجه وسنة لزوم ذكرهم بالصلاة عليهم هذا تقدم، الحديث عن الاحترام العام في المنحى الاجتماعي هو ما تقدمنا بالحديث عنه قبل قليل و الآن نتحدث عن الحق المالي الثابت للأسرة النبوية، فقهاء أهل البيت (ع) و معهم جمع كثير من علماء المسلمين يقررون بأن من يشارك النبي) ص) في النسب من خلال جده عبد المطلب ابن هاشم و سنتحدث عنه ان شاء الله
حديثا خاصا و هذا رجل من العظمة بمكان لا ينبغي ان يجهل عند المؤمنين، عبد المطلب و ما أدراك من عبد المطلب من يشترك مع النبي (ص) في النسب في عبد المطلب عبد المطلب الذي هو جد رسول الله) ص) رسول الله أبوه عبد الله و جده عبد المطلب ولد عشرة أولاد على المشهور المعروف ممن بقي نسلهم أربعة أشخاص أربعة أولاد لعبد المطلب بقي نسلهم وهم الذين يشتركون مع الرسول (ص) في النسب و سيكون لأحفادهم نصيب  في الخمس بما عرف عندنا الإمامية بحق السادة  بالخمس هؤلاء الأربعة :الحارث ابن عبد المطلب و هو أكبر ابناء عبد المطلب،هذا واحد ،الثاني:العباس ابن عبد المطلب و هو جد الاسرة العباسية، الثالث هو ابولهب عم النبي الذي كان كافرا ولكن ذريته المسلمة و المؤمنة تستحق هذا الحق المالي المعروف بالخمس أبناء أبي لهب و الرابع :هو أبو طالب والد الامام علي (ع) هذا الرابع طبعا بالنسبة الى والد رسول الله لا معنى له لأنه توفى و سنتحدث عن والد النبي ايضا ان شاء الله في نحو من التفصيل و لم يخلف الا رسول الله (ص) و النبي المصطفى لم يخلف من الذكور احدا بعد حياته ولد له ذكور و لكن لم يبق هؤلاء الاولاد الذكور حتى يبقى نسله من خلالهم و الانتساب هو من خلال الاب ٱدعوهم لآبائهم إذن هؤلاء أربعة من أبناء عبد المطلب ذريتهم أبناؤهم أحفادهم لهم حق مالي جعله الله سبحانه و تعالى لذي القربى و قد فسر ذوو القربى بهؤلاء الأربعة قرابة النبي (ص) هم أبناء و أحفاد عبد المطلب من المسلمين و المؤمنين الآية المباركة من سورة الأنفال :  
( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( جعل هذا الحق المالي على أساس ستة أقسام عندنا الإمامية، عند بعض فقهاء العامة و أتباع مدرسة الخلفاء اختلفت المسألة بينهم البعض قال ان الحق كان لرسول الله و متى ما توفي  رسول الله فهذا الموضوع يرجع إلى خزينة الدولة خزينة المسلمين يقسم فيها على عامة المسلمين من كان فقيرا يتيما مسكينا ابن سبيل و غير ذلك انما قرابة النبي حالهم حال غيرهم هذا قسم من مدرسة الخلفاء أما القسم الآخر قالوا لا الذرية يبقى حقهم وهو سهم واحد من ستة سهام و الباقي يقسم على المسلمين كافة،
 عندنا الامامية بحسب الآية المباركة هذا الحق مقسم إلى ستة أقسام ،و اعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله خمسه هذا الخمس لله و للرسول اثنين،و لذي القربى ثلاثة، و اليتامى أربعة ، و المساكين خمسة، وابن السبيل ستة ابن السبيل يعني الشخص الذي هو في سفر انقطع لم يبقى عنده اموال توصله و لا عنده زاد يبلغه هذا متورط في السفر و ابن السبيل في الروايات الواردة عن المعصومين (ع) أن هذا التقسيم السداسي ما كان لله فهو لرسول الله الله لا يحتاج الى اموال فهو المنعم و هو المعطي ما كان لله فهو لرسول الله و ما كان لرسول الله فهو للإمام هذا صار ثلاثة سهام بيد الإمام سهم الله، سهم رسوله و سهم ذي القربى الباقي ثلاثة سهام أخر لليتامى و المساكين و ابن السبيل من قرابة رسول الله) ص) خصوص القرابة ليس سائر الناس، لماذا؟ لأن عامة الناس قد جعل لهم ضمان مالي و هو الزكاوات ،الزكاوات مستحبة و واجبة تذهب إلى الفقراء العاديين و المساكين العاديين و اليتامى العاديين و أبناء السبيل العاديين من غير الذرية النبوية،من غير بني هاشم وتحرم الزكاة الواجبةعلى  بنو هاشم زكاة الفطرة لا يأخذها إنسان هاشمي ، الزكاة العامة لا سيما في المناطق الريفية او الزراعية او في أوقات التداول بالفضة و الذهب النقدية،هذه أموال طائلة على مستوى الدولة هذه أموال طائله لا يعطى منها بنو هاشم ولا ملّيم واحد في مقابل هذا هل هذا تكريم لأهل رسول الله، أن يحرموا؟ بحيث اذا واحد منهم كان فقيرا يموت فقرا؟و يتيم يعيش فاقة؟ و ابن سبيل يهلك جوعا؟
 مقتضى التكريم أن تعطيهم شيئا يكفيهم بٱعتباره حقا لهم لا باعتباره صدقة يستعلي فيها المتصدق على المتصدق عليه فجعل الخمس لهؤلاء خاصة بهم، هل هو صلة لرسول الله؟هل هو تكريم لرسول الله (ص)؟ هل هو صيانة لهم عن السؤال و عن الحاجة و ما عبر عنه بعض الروايات من تنزيههم عن بقايا ما يعطيه الناس او مجموعه؟
 هذا بحث خاص ، إذن صار أن لهؤلاء حقا ماليا جعل من قبل  الشرع المقدس من هذا الموضوع طبعا يبقى هناك بحث و هو في كلمة غنمتم، كثير من فقهاء مدرسة الخلفاء قالوا أن غنمتم هنا هي في حالة الحرب بينما ذهب فقهاء الإمامية إلى أن الغنيمة هي من كل شيء يصدق عليه عنوان الغنيمة :الحرب، السيطرة على الأسلحة غنيمة، الذهاب الى الاسواق و المتاجرة بها و بيعها و الحصول على فوائد و أرباح و تجارات غنيمة الزراعة و استنبات الأرض و الحصول على صافي أرباح طائلة، غنيمة، و على هذا المعدل.. ، لذلك قال فقهاء الإمامية لا معنى لتخصيص الغنيمة بغنائم الحرب، لأنه أولا الحرب في الإسلام استثناء و ليست هي القاعدة و لولا أن الحرب فرضت على رسول الله (ص) بأساليب مختلفة لم يكن ليذهب إلى حربهم فكيف تريد أن تجعل موردا اقتصاديا دائمة لمجموعة بشرية عظيمة جدا على أساس الاحتمال_  إذا صار حرب في يوم من الأيام فإتي بمسدسين و اعطيهما لذاك السيد و نصف دبابة لتلك السيدة _ اذن الحرب هي استثناء و الغنائم فيها استثناء أيضا، ليس كل حرب يكون فيها انتصار، فلا يعقل أن يكون الاغتنام المتحدث عنه هنا في القرآن )ما غنمتم(  و خصوصا مع ملاحظة  )من شيء(  يعني أي شيء و قد وردت أيضا في اللغة و في أحاديث المعصومين الغنيمة بتعابير مختلفة فعند الله مغانم كثيرة مغانم كثيرة يعني أسلحة و رشاشات؟؟ كلا. الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة، يعني أسلحة؟رحم الله مرئا قال خيرا فغنم او سكت فسلم، قال خيرا فغنم يعني حصل قنابل اذن الغنيمة هنا في اللغة العربية في أصل وضعها او في الروايات ليست خاصة بغنائم الحرب و تخصيصها بغنائم الحرب على غير الوجه الصحيح بل حتى لو كنا بعيدا عن هذا الموضوع هل تستطيع أن تقول أريد أن أجعل ضمانا اجتماعيا لأسرة النبي تكريما و تفخيما لهم و أبعدهم عن أن يأخذوا من الزكاوات و لكن هذا الضمان يحتمل ،الآن افترض في عصرنا الحديث بلدنا أو أي بلد أخر متى ما خاضوا حروب على المستوى العام إذا لاحظت فترات الحروب في الأمة الإسلامية تجدها إستثنائية و حتى الحروب التي قامت غالبا كانت وراء شهوات الحاكمين و أنت تأتي تجعل ضمان ذرية النبي أقارب النبي بني هاشم تحرمهم من زكاوات الأمة و عطاءاتها تدعهم على الإحتمال، إحتمال إذا حدث حرب خلال عشرين ثلاثين سنة و احتمال أنه انتصرنا و حصلنا على غنائم عندها توزع الأسلحة عليهم، هذا معنا جد باهت و لا يمكن المساعدة عليه،ا لصحيح ما ذهب  إليه الإمامية و التزموا في ذلك بأن الغنائم سواء كانت الحروب او كان غيرها مثل الكنوزمثلا من يحفر في الأرض و يجد ذهبا من حفر في مزرعته الخاصة و وجد  نوعا من المعادن _ نحاس فوسفات بوتاسيم إلى اخره من المعادن هذا يدفع الخمس كما هو موجود في هذه الأزمنة و عموما ما يفضل عن مؤونة الانسان بعد الانتهاء من كافة احتياجاته، الإنسان يأكل يشرب يلبس يسكن يهدي يسافر إلخ...، فإذا فضل من مؤونته شيء بعد كل هذه المصاريف أدى خمس ماله هذا الخمس كما ذكرنا ينتهي إلى قسمين،القسم الأول هو الثلاثة)لله خمسه و للرسول و لذي القربى(  هذا يكون إلى الإمام ع إن كان الإمام ظاهرا في زمن رسول الله ص و أمير المؤمنين ع و الإمام الصادق ع،فيدفع إليه،أما إذا كان غائبا،فيدفع إلى وكلائه العامين و هم مراجع الدين و فقهاء الإسلام و هم يصرفونه في مواطن يتيقن فيها برضى صاحبها،برضى الإمام،و القسم الآخر يصرف في شأن الذرية النبوية بني هاشم أحفاد عبد المطلب،من كان فقيرا، من كان يتيما من كان ابن سبيل من كان محتاجا إلى زواج و ما شابه ذلك،في هذا الإطار يصرف في حقهم،هذا الحق المالي الثابت للذرية النبوية ،و قد اوصى أئمتنا ع في هذا الشأن إيصاء تاما، طبعا هناك كلام كثير في هذا الشأن على المستوى النظري، مثلا قسم من الفقهاء يقول أن إعطى الفقراء و اليتامى و المساكين من بني هاشم هو مسؤولية الانسان لا يحتاج أن يستأذن الفقيه ولا مرجع التقليد متى ما أحرزت أن فلانا هاشمي، و الآن المعروفة أنسابهم بشكل واضح هم آل محمد (ص) أبناء أمير المؤمنين)ع) و أحفاده أبناء الحسن (ع) و أحفاده و أبناء الحسين)ع) و أحفاده و هكذا بالنسبة إلى سائر المعصومين (ع) ولكن لا تنحصر بهم،  لو فرضنا أن شخصا صح له أن فلان من بني العباس بن عبد المطلب سنتحدث عنه أيضا بشكل مفصل، أن هذا الشخص مؤمن متدين و من أحفاد العباس بن عبد المطلب و نسبه إليه صحيح و هو محتاج فقير يصح أن يدفع الخمس إليه،  فرضنا أن فلانا من أحفاد الحارث بن عبد المطلب أيضا يدفع إليه، فرضنا أن شخصا عرف أن أحدهم من أحفاد أبو لهب و لكنه انسان طيب مؤمن متدين و في نفس الوقت فقير هذا يدفع إليه حقه الشرعي
.المعروف الآن من الشجرة النبوية و من الذرية بالأنساب الصحيحة المعتبرة في المجتمعات الإمامية غالبا هم من أحفاد أمير المؤمنين (ع) و من انتسب اليهم من خلال الأب و ليس من خلال الأم فهذا الحق المالي ثابت لهؤلاء كرامة لرسول الله (ص) و عطاء من عند الله سبحانه و تعالى و صيانة لشخصياتهم بتبع شخصية رسول الله (ص)
قسم آخر من العلماء على المستوى النظري العلمي أيضا لا نعلم أن أحدا من العلماء المقلدين من يفتي بهذا الرأي العلمي يقول أن سهم السادة هو راجع أيضا الى الامام، الامام هو الذي يضعه مواضعه فيستطيع الامام يستطيع الفقيه في حالة الحاجة أن بعطيه إلى غير الهاشميين،هذا على المستوى النظري لا على المستوى الفتوائي، هذا الكلام موجود، و قسم آخر من العلماء يقول أن حتى العطاء للسادة الهاشميين ينبغي أن يكون أيضا باجازة الفقيه من مرجع التقليد أو ان يعطي الفقيه هذا المال لكي يعطيه إلى ذلك الفقير الهاشمي و اليتيم الهاشمي و ابن السبيل الهاشمي
.هذا إجمال لما يرتبط بحق أهل البيت (ع)  المالي هناك إشارة ان البعض يسأل هل كان هذا الخمس بالمعنى المالي موجودا في الأزمنة المتقدمة الأولى؟ نعم كان موجودا و عندنا في الروايات و النصوص التاريخيه للنبي المصطفى (ص) عند الرجوع إلى كتبه و وصاياه بالنسبة للوافدين عليه كان يأمرهم بإخراج الخمس و الخمس في ذلك الوقت ضمن تلك الظروف مثلا في رسالة النبي(ص)و عهده إلى بني عبد القيس ذكر فيه أن يعطوا الخمس، في ذلك الوقت أولا لم يكن خوض الحرب بمجاز لأحد من المسلمين إلا بإذن رسول الله) ص) فلا معنى هنا أن النبي)ص) قال خذوا الخمس بعد أن تحاربوا لا يجوز لهم الحرب أصلا الحرب و الدخول في المعارك لا يكون جائزا إلا بإذن من رسول الله (ص) ،ثانيا هؤلاء كانت أوضاعهم العامة في حالة من الضعف و عدم التمكن لا يسمح لهم بأن يخوضوا حروبا فلا معنى لأن نتصور أنه إذا حاربتم أخرجوا الخمس و إنما الأمر بالخمس ناظر إلى مكاسبهم و إلى ما كانوا يربحونه من الأموال من تجاراتهم من زراعتهم و ما يشبه ذلك من الأمور هذا شيء مختصر عن الحق المالي الثابت لذرية رسول الله (ص)
 بعد أن تحدثتا عن الحقين الآخرين الذين كانا حق الاحترام و التكريم لهذه الأسرة عموما بارتباطها بالنبي) ص) و حق الطاعة و لزوم الإتباع الخصوصي للمعصومين و أهل الكساء (ع) من ذرية رسول الله( ص)
 و كان يناسب هذه الأمة  أن تلتزم بما أوصاها به رسول الله)ص) من الاحترام لهذه الذرية و من الطاعة لها و من الاحسان لها بل أن تقدم لها أموالها واجبة باعتبار أن هذا واجب شرعي عليها قد فرض و لكن للأسف هذه الأمة سلكت سلوكا آخر فإذا بها تبعد هذه الذرية عن مواقعها و عن مناصبها و تمارس ضدها الظلم و الهضم بل و قد وصل الأمر إلى حد القتل و السبي                                                                                 

مرات العرض: 3421
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2547) حجم الملف: 48095.96 KB
تشغيل:

شرح دعاء الافتتاح 13
والد النبي .. هل هو ثاني الذبيحين ؟