هكذا تكون عبدا شكورا
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 19/5/1436 هـ
تعريف:

 هكذا تكون عبداً شكوراً


تفريغ نصي الفاضلة زهرة المسكين
قال الله العظيم في كتابة الكريم بسم الله الرحمن الرحيم( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120( شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121) )سورة النحل صدق الله العلي العظيم
حديثنا يتناول ثقافة الشكر لله عز وجل وللنبي والمعصومين عليهم السلام من بعد ولمن حولنا من الفئات الاجتماعية التي نعايشها وسوف يكون حديثنا بإذن الله تعالي ضمن المحور الأول وهو شكر الله عز وجل , كأن القران الكريم يثبت أن من الصفات الاساسية التي تحلى بها عظام الانبياء كنبينا إبراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام انه كان شاكرا لأنعم الله , (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ايضا كان شاكرا لأنعم الله اجتباه وهداه الى صراط مستقيم في مقابل ذلك نجد روايات تتحدث عن أن من اقل ما قسم الله من العبادة بين خلقه عباده الشكر , الصلاة مثلا بهذه الكيفية المعهودة كثيرا من الناس يؤديها كعباده ,الصيام بما يعني من ترك المفطرات يؤديها غالب المسلمين إلا ان عباده الشكر يتحدث عنها القران الكريم فيقول ( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13))سورة سبأ الذي يقوم بعباده الشكر هؤلاء ليسوا هم الكثرة وإنما هم القلة وهذا من العجيب , تقول كثير من الناس يحمدون الله فيقولون الحمد لله رب العالمين والحمد لله على كل حال الى غير ذلك كيف وقليل من عبادي الشكور؟  جهة ذلك ربما لان كثير من الناس انما يشكرون الله شكر مصلحة إن صح التعبير يعني اذا انعم الله على هذا الانسان بشتى النعم عند اذن يشكرهُ اما اذا نقص في جانب كانت لديه صحة جديه وكان له مسكن واسع وكان له كذا ولكن لم يكن لديه زوجه مطيعة او مناسبة يجعل هذا في مقابل كل ذلك مادام ما اكمل النعمة يأتي ويذكر عادة هذا الجانب انا ماذا الله اعطاني تلك تصبح بي بالشتيمة وتمسي بس بكذا وكذا او اذا انعكس الامر عنده زوجة وعنده اولاد وعنده بيت وعنده ثروه لكن عنده مرض من الامراض تجد قسم من الناس اول ما يفاتحك يفاتحك بالذي لا يملكه وهو الصحة انا الصباح كذا والمساء كذا واتناول هذا الدواء وتعبان و هلكان و زهقان من هذه الحياه وعلى هذا المعدل طيب انت شوف ما الذي انت فيه من سائر النعم , نعمة واحده حرمك منها ربك ضمن اطار (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ (27)) سورة الشورى ضمن حكمة ايضا ولكن مع ذلك انا وامثالي لانحمل هذا الامر لا نتقبله نريد ان تكون النعم علينا كلها كامله نردي صحة ومال وعمل واريد توفيق واريد راحة ونريد ونريد ولو نقص قضية واحده تراني جاحد بسائر النعم وكافر بها , لذلك يصير هنا وقليل من عبادي الشكور , تاجر كبير رصيده في البنك مثلا من 8 اصفار واكثر لكن عندما تجلس معه اول ما تفتتح الكلام معه تراه خسران وتراه خسر في المجال الفلاني وضاع عليه كذا ويقرا لك قرايه لحد انه تعمل له تبرعات ,يجب ان تحمد الله على هذا التوفيق الذي لديك لماذا تذكر ما ليس لديك وهذا نلاحظه في انفسنا لا اقل المتكلم يلاحظه في نفسة وايضا بعض الناس يلاحظونه .
قليل من عبادي الشكور في مقابله سيره الانبياء والمعصومين عليهم السلام واولياء الله , نبي الله ابراهيم كان شاكرا لأنعم الله , رسولنا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما كان يُدإب نفسه في العبادة قالت له احدى زوجاته لماذا تفعل بنفسك هكذا وقد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشاره الى الآية المباركة (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ (2)) سورة الفتح مع علمنا بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن له ذنب لا سابق ولا لاحق وقد تعرضنا سابقا الى معنى لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ في احدى مناسبات النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم  وبينا فيها الوجه , ولكن احدى زوجاته بحسب ظاهر الآيه  المباركة تعاملت وقد غفر لك ما قد تقدم من ذنبك وما تأخر فلماذا تدأب نفسك وتتعب نفسك في هذا المجال ,فقال افلا أكون عبدا شكورا ,طيب المغفرة تقريب المنزلة هي نعمة توجد على من يقرب ان يشكر الله عز وجل والشكر له ثلاث مراحلة
- المرحلة الأولى : المعرفة والالتزام القلبي يعني يطوي قلبه على انه ما عنده من نعمه هو من الله عز وجل اذا عرف الانسان هذا واعتقد به وايقن بان وما بكم من نعمه فمن الله عز وجل هذا داخل قلبه
- المرحلة الثانية :  اطلق لسانه ايضا بالحمد لله والثناء عليه وشكره
- المرحلة الثالثة :   انبعث الى طاعته شكرا كما جاء في القران الكريم (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ (13))سورة سبأ يعني حاله كونكم شاكرين لله عز وجل
هناك فرق بين الحمد والشكر : الحمد هو توجيه الثناء وتوجية  والشكر والامتنان الى طرف سواء اسدى اليك خدمة او لم يسدي إليك خدمة ,صفة من صفات الكمال ,زيد من الناس مثلا كان ذكيا هذا الذكاء تحمده على ذكاءه حتى لولم يقدم لك خدمة , اما لو قدم لك خدمه فانت تشكره عندما تقول الحمد لله فانك تنظر الى صفات الله عز وجل الحمد لله بجميع محامده كلها كل صفات الحمد كل صفات العظمة كل صفات الكمال تستوجب الحمد حتى لو لم ينعم عليك بشي , وايضا الحمد يأتي في مقابل اسداء الخدمة يعني الحمد اعم واشمل فلو ان شخصا قدم لك خدمة تحمده على ذلك لو ان الله انعم عليك بنعمه تحمده على ذلك اما الشكر فهو على جانب واحد وهو رد فعل على النعم , يعني انت لا تشكر انسان لأنه ذكي بل تحمده ولكن لا تشكره ,ولكن تشكره اذا قدم لك خدمة   فالشكر اضيق والحمد اوسع واكبر .
المطلوب من الانسان ان يحمد الله سبحانه وتعالي على كل شيء وان يشكره على الخصوص رداً على نعمه أي على نعم الله عليه ,فمطلوب من الانسان علاقة الشكر ؟؟
اولا : لان الله سبحانه وتعالي المنعم الاكبر والاعظم عندنا في العقائد بحث في علم العقائد يسمونه وجوب شكر المنعم وهذا يستدل فيه على لزوم طاعة العبد لربه , لماذا نطيع الله ؟ لان الله قال لنا لا... لان النبي قال لنا كلا ... وانما لابد ان يهدينا عقلنا الى لزوم شكر هذا المنعم ومن شكره طاعته ولذلك يقولون وجوب شكر المنعم هذا ما يستقل به العقل الانساني ويوجه العبد اليه , الله انعم علي بالوجود ثم بسائر النعم ظاهرة وباطنه , عقلي يحكم علي بلزوم ان اشكر هذا المنعم لان كفران من ينعم عليك قبيح وشكره حسن فيدفعك العقل الى وجوب شكره,  فالعقل يسالك كيف اشكره ؟؟ بعبادته وطاعته والتعرف عليه , هذا قبل ما يرسل الأنبياء الله سبحانه وتعالى , يعني شكر المنعم سواء كان هناك انبياء او لم يكن , العقل يحكم بلزوم شكر المنعم وهذه اول ارضيات من ارضيات علاقة الشكر بالله عز وجل ان العقل يهدينا ويرشدنا الى لزوم ان نشكر ربنا على نعمائه ومن شكرالله طاعته في ما امر وعبادته والانتهاء عن نواهيه 
ثانيا :   ان الله سبحانه وتعالى قد صنع معادله في هذه الدنيا , هذه الدنيا معادلتها كما جاء في القران الكريم ) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7( )سورة إبراهيم هذه المعادلة ارتباط بين الشكر وبين زياده النعمة كلما شكرت ربك زاد نعمته عليك وقد يوجه هذا المعنى في الآية المباركة بعده توجيهات
1- التوجيه الغيبي ان الله سبحانه وتعالي عقد صلة مثل ما انت تسوي برنامج كمبيوتري كل ما انسان قال كلمة سُجلت له علامه ,  الله سبحانه وتعالى سجل معادله عنده في الغيب كل ما انطلق لسان انسان بشكر الله عز وجل صار رصيده من النعم اكثر وصار عطاء الله اليه اكثر
2- التوجيه بان الله سبحانه وتعالي لا يريد بان يجعل الانسان كفورا فاذا انعم عليه بنعمة المفروض يشكرها فاذا شكر يتبين ان لديه استعداد للزيادة فيعطيه نعمه اخرى فاذا شكرها يتبين ان لديه استحقاق للزيادة ويعطيه وعلى هذا المعدل , واما اذا أول نعمه لا يشكرها صار عنده حاله كفران , النعمة اذا اعطيت يجب ان تشكر فاذا لم تشكر يعني حاله كفران فاذا اعطاه نعمه اخرى صار كفران مضاعف فالله لا يريد لهذا الانسان ان يبتلى بالكفران المضاعف فعمل علاقة أي انسان يشكر الله معنى ذلك ان لديه استحقاق وقام بواجب هذه النعمة فإذن يستحق النعمة الاخرى دون من لم يشكر( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) وهنا ملاحظة نشير اليها أن موضوع الكفر هناك بعض الناس يقولون ان عندكم مثلا يا ابناء الطائفة هناك كلمات أن فلان عالم كلمات تكفير , واحدة من الاجوبة المهمة التي اجابها العلماء واهي اجوبه تامة وصحيحة ان الكفر عندنا اقسام متعددة بحسب الاصطلاح القرآني عندنا
1. كفر الجحود :كفر الرب مثل قول وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ (24(سورة الجاثية ليس هناك الله هنا كفر ولكنه كفر جحود لله عز وجل
2.  كفر النعمة : لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ يعني لم تشكروا هذه النعمة وليس معناها انكم قلتم ان الله غير موجود , في هذه الآية الكفران مو الكفر , الكفران في مقابل الشكر , فهنا كفر النعمة وليس كفر الرب وجحده
3. كفر البراءة بين جماعة وجماعة قالوا كفرنا بكم في يوم القيامة إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166)سورة البقرة هنا الواحد منهم يقول كفرنا بكم يعني تبرأنا انقطع ما بيننا وبينكم من حبل
4. كفر المعصية وعدم طاعة اوامر الله عز وجل 
اذن الكفر اقسام حسب القران الكريم , لا يصير اذا جاء احد وقال فلان كفر او كافر يقولون هذا تكفير لي كذلك في القران الكريم وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)سورة ال عمران يعني من ترك هذا الامر ولم يذهب الى الحج فهو عصيان لله عز وجل كفر بمعنى عصيان لأوامر الله عز وجل.
إذن ( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )  اول علاقة من العلاقات التي يجعلها الاسلام بين الانسان وبين الخالق هي علاقة الشكر ويوجب العقل هنا شكر المنعم ويستقل العقل بذلك وبعد ذلك يأتي في المنحى التربوي والاخلاقي , القران الكريم يقول بالإضافة الى هذا من يشكر يستزيد من اعطي الشكر كما في الحديث عن الامام زين العابدين عليه السلام (من اعطي الشكر لم يحرم الاستزادة )يصبح في ازدياد ,عندما يحصل للإنسان هذا الامر قضية الشكر يلهج بذكر الله عز وجل وبشكره آنا اذن يكون قد ارتقى الى مصاف هؤلاء الشاكرين هؤلاء الحمادين لدينا حديث عن المصطفى محمد صلى الله عليه وآلة وسلم يقول في يوم القيامة ينادي النبي المصطفى صوات الله وسلامة عليه على بابا الجنة اين الحمادون فيقال من هم الحمادون فيقول الذين كانوا يحمدون الله كثيره), على كل حال احمد الله عز وجل على كل نعمه احمد الله عز وجل في أي حاله تكون فيها احمد الله عز وجل قد تتمنى شيء ويكون فيه خلاف مصلحتك قد ترغب في شيء اخر ولا يكون من صالحك بدل ان تتمرد على هذا الذي لا تملكه احمد الله على ما تملكه فيقوم قوم من الناس فيدخلون من باب يقال له بابا الحامدين والشاكرين اللهم بلغنا جنه نبيك المصطفى. 
لو التفتت الانسان الى ما حواله غالبا الانسان يرى النقائص التي حوله لكن لا يلتفت الى ما عنده يعين يوم من الايام لو جلسنا من الصباح مع اول من ما نفتح عيننا كما ورد في الدعاء وقلنا (الحمد لله الذي احياني بعد ما اماتني ولو شاء جعله علي سرمدا ) من الصبح جلست صحيح البدن فتحت عيني كم من البشر في نفس هذه الليلة التي نمت فيها وهم سواء ما قاموا وانت قمت صحيح معافى  , جلست الصباح التفت الى ما حولك لديك سقف بيت يظلك سواء شقة أو بيت متواضع او كان قصر بالتالي هناك سقف على راسك وهناك مكان يؤويك, التفت الى انه الحمد لله ان غيري من الناس في مثل هذا الوقت في اماكن مختلفة يعيشون في الخيام في الصقيع في البرد القارس , تقول الحمد لله رب العالمين , تلتفت الصباح تقوم على رجليك وتروح لكي تتوضأ الى صلاة الفجر تلتفت الى ان هناك كثير من الناس يريد ان يحرك رجله لا يستطيع يحرك يده لا يستطيع وانت في نعمه من العافية والصحة قسم من الناس كل هذا لا يلتفت له اصلا يلتفت الى الشي الغير موجود لديه يلتفت الى الجزء الناقص ويجعله هو في وجه الصورة بشكل دائم وكان كل حياته حرمان وكل حياته ليس لديه شيء , امرأة فتاه غير متزوجة لا تعتبر ان صحتها شيء ان كونها مستوره شيء لا تعتبر ان وجودها في بيت  غير مشرده شيء لا تعتبر انها في مجتمع مؤمن شيء انها موفقة الى الصلاة والصيام شيء في ذلك الوقت لا تفكر الا انها محرومة من الزوج او انها محرومة من الولد او غيره و هكذا بالنسبة للرجل لا تجعل ما لا نملكه هو في واجه الصورة  ونركز عليه لنتذكر ما حولنا ,نلتفت الى هذه الطبيعة الى الهواء الذي نتنفسه الى هذه الشمس التي خلها الله لنا الى ما سخرة الله لنا وسخر لكم ما في الارض جميعا الينا خلق كل هذه الاشياء اعطانا اياها بل وواتر الينا رسلة وهذا غريب ان الانسان لا يلتفت الى نعمه الله عليه فيه , اعظم خلقه جعلهم رسل يخدمون طريقي الى الجنه يعني النبي المصطفى صلى الله عليه وآلة وسلم جاء حتى يأخذ بيدي ويوصلنا الى الجنة تأذى وتعب وناضل وجاهد وقاتل وشرد وأوذي حتى يأخذ بيدي ويوصلني الى الجنة وهل هناك نعمه على الخلق اكبر من هذه النعمة ان جاءهم نبينا محمد صلى الله عليه وآلة وسلم ,او نعمه اكبر من انه سخر لنا 12 أمام معصوم عملوا جهدوا قاتلوا ناضلوا اللي انسجن منهم انسجن واللي تأذى تأذى واللي تعطب تعطب  لكي يأتون لنا بالاحاديث والروايات هذه العلامات الضوئية والاشارات الهادية حتى نصل الى جنه الله عز  وجل , هؤلاء ادلاء يعني كمثال عرفي وان كان مقامهم اعظم واجل مثل شخص يأتي ويقف معك في الشارع ويمشي معاك ويقطع معاك المشوار حتى تصل الى مكانك هؤلاء الاعاظم والاكارم جاءوا  ووقفوا على اول طريق الخلق حتى يأخذوا بيدهم واحد واحد حتى يأخذوهم الى جنه الله , تحملوا الاذية من اجل ان يوصلونا الى سعادتنا الابدية فهل هناك اكبر من هذه النعمة فالحمد لله رب العالمين والشكر له على نعمه وعلى مننه وعلى آلائه .
غير هذا اسعى ان توسع دائرة افقك ان رُفضت في الدراسة او العمل صار لك المشكلة الفلانية روح اقرأ بعض الأدعية التي تبين لك حال غيرك وشوف حالك ومن اعظم الأدعية الشريفة التي تبين جانب من نعم الله على الانسان دعاء الجوشن الصغير موجود قسم منه في الصحيفة السجادية عن الإمام زين العابدين عليه السلام وهناك جزء مفصل منه في كلمات الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ونشير الى بعض فقراته حتى يتبين لك بالقياس الى غيرك كم هي نعمه الله عليك فيقول في الدعاء (اِلـهي كُمْ مِنْ عَدُو انْتَضى عَلَيَّ سَيفَ عَداوَتِهِ وَشَحَذَ لي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ، وَاَرْهَفَ لي شَبا حَدِّهِ، و نَظَرْتَ (فَنَظَرْتَ) اِلى ضَعْفى عَنِ احتِمالِ الْفَوادِحِ وَعَجْزي عَنِ الاْنْتِصارِ مِمَّنْ قَصَدني بِمُحارَبَتِهِ وَوَحْدَتي في كَثير مِمَّنْ ناوانى واَرْصَدَ لى فيـما لَمْ اُعْمِلْ فِكْري في الاْرْصادِ لَهُمْ بِمِثْلِهِ، فَاَيَّدْتَنى بِقُوَّتِكَ وَشَدَدْتَ اَزْري بِحكمتك ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر لا يُغْلَبُ وَذي اَناة لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْني لِنَعْمائِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ولألائك مِنَ الذّاكِرينَ) انت واحد من اتباع ال البيت صلوات الله عليه هم الذين تتهددهم الخطوب وتتوجه اليهم المؤامرات ويستأصلون في كل مكان لكن عين الله سبحانه وتعالي ناظره حافظة , هم يخططون وهم يترصدون وعين الله سبحانه وتعالى تحفظك وتلاحظك ويرد الله سبحانه وتعالى كيدهم في نحورهم ولولا حِفظ الله ونصر الله لك ولأمثالك من المؤمنين لاُستُأصلت عن جديد هذه الارض أليست هذه نعمه كبرى تستحق الحمد عليها على المستوى الشخصي يقول (اِلـهي وَكَمْ مِنْ عَبْد اَمْسى وَاَصْبَحَ سَقِيماً  اِلـهي وَكَمْ مِنْ عَبْد اَمْسى وَاَصْبَحَ سَقِيماً مُوْجِعاً في اَنَّة وَعَويل يَتَقَلَّبُ في غَمِّهِ لا يَجِدُ مَحيصاً وَلا يُسيغُ طَعاماً وَلا شَراباً ولا يستطيعُ ضَراً ولا نَفعاً وَاَنَا في صِحَّة مِنَ الْبَدَنِ وَسَلامَة مِنَ الْعَيْشِ كُلُّ ذلِكَ مِنْكَ فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر لا يُغْلَبُ وَذي اَناة لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واجْعَلْني لِنَعْمائِكَ مِنٌ الشّاكِرينَ ولألائك مِنَ الذّاكِرينَ ) اذهب وانظر الى اسره المستشفيات الله يشفي المرضى يميعا ويمن عليهم بالصحة والعافية البعض يبقى على السرير اشهر الى ان تتقرح جلده يمله اطباءه  ويمل اطباءه ولو لا ان الانتحار حرام لقال لهم اقضوا علي برماً بما هو فيه لكن نحن في صحة من البدن وفي سلامة من العيش هل هذه بجهدنا نحن او بنعمه الله عز وجل هذا انما أوتيته على علم عندي او بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هذه بعض النعم التي يشير اليها الامام سلام الله عليه (لـهي وَسَيِّدي وَكَمْ مِنْ عَبْد اَمْسى وَاَصْبَحَ مَغْلُولاً مُكَبَّلاً فِي الْحَديدِ بأيدي الْعَداةِ لا يَرْحَمُونَهُ، فَقيداً مِنْ اَهْلِهِ وَوَلَدِهِ مُنْقَطِعاً عَنْ اِخْوانِهِ وَبَلَدهِ، يَتَوَقَّعُ كُلَّ ساعَة بِاَيِّ قِتْلَة يُقْتَلُ وَبِاَيِّ مُثْلَة يُمَثَّلُ بِهِ وَاَنَا في عافِيَة مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدر لا يُغْلَبُ وَذى اَناة لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْني لِنَعْمائِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ولألائك مِنَ الذّاكِرينَ) من المظاهر التي يصورها هذا المعنى بعض من اخذهم هؤلاء التكفيرين  ووضعوهم في الاقفاص وينتظرون متى يحرقون احياء وهي جرائم لو لم نشاهدها لما صدقنا انها تحدث من بشر لبشاعتها وشناعتها لكن نحن بحمد الله بمنجا من هذه المصائب والمسائل بفضل الله ورحمته وحكمته فلله الحمد ولله الشكر نسال الله ان يديم علينا نعمه وآلائه وان يجعلنا لنعمائه من الشاكرين وآلاءه من الذاكرين ومن شكر انعمه ذكره وذكر العاملين في سبيلة , ذكر الله تعالى ذكره  بالدعاء بالمناجاة بصلاة الليل في جوف الليل هذه كلها تعبيرات عن شكرا الله بل حتى ذكر اهل البيت عليهم السلام هو من ذكر الله عز وجل عندما نذكر نبينا المصطفى صلوات الله عليه وأهل بيته الشرفاء نحن نذكرهم لمكانهم من الله عز وجل .           

 

مرات العرض: 3422
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2569) حجم الملف: 15995.63 KB
تشغيل:

المولد النبوي الشريف وثلاثة اتجاهات
غيرة تحفظ القيم وأخرى تهدم الاسرة