شرح دعاء الافتتاح 18
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 29/10/1435 هـ
تعريف:

شرح دعاء الافتتاح (١٨)

النبي (ص) صفات الرسول ونهج الرسالة 

 تحريرالفاضلة هديل الزبيدي

جاء في دعاء الافتتاح في فقرة الصلاة على محمد وال محمد مايلي :

اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وامينك وصفيك وحبيبك وخيرتك من خلقك وحافظ سرك ومبلغ رسالاتك افضل واحسن واجمل واكمل وازكى وانمى واطيب واطهر واسنى واكثر ما صليت وباركت وترحمت وتحننت وسلمت على احد من عبادك وأنبيائك ورسلك وصفوتك واهل الكرامة عليك من خلقك 

هذه الفقرة تبدأ بذكر الصلاة على النبي الاعظم والرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وقد ذكرنا ان الصلاة هي شعار ذكرى الصلاة على النبي واله شعار ينفع الانسان في تعيين معالم دينه اذا ازدحمت عليه المصادر والمنابع كان محمد وال محمد المنبع الاصفى والمنهل الاعذب من خلال ذكر الصلاة على النبي واله يهيأ التشريع لنا نحن المسلمين ارضية في انفسنا لكي نقبل اوامرهم ونواهيهم فإن طبيعة الإنسان يقبل ممن يحبه ويتفاعل معه ويرتاح اليه اكثر مما يقبل من ما يرتبط معه بهذه العلاقة ، اضافة الى ذلك ذكر الصلاة على النبي محمد وال محمد هو عنوان ومصداق من مصاديق المودة { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } هو نوع شكر للنبي صلى الله عليه وآله ولاهل بيته علي مابذل  وبذلوا وضحى وضحوا حتى اوصلوا لنا الدين الالهي كاملا غير منقوص لكي ننال بهذا الدين سعادتنا من الدنيا وفلاحنا في الاخرة ، ان اقل موقف ينبغي ان يتخذه الإنسان هو كثرة ذكر محمد صلى الله عليه وآله وكثرة ذكر اهل بيته جميعا بالثناء والمدح والحمد والشكر لهم لانهم كم عانوا وكم قاسوا حتى وصل الينا هذا الهدي الرباني وهم وان لم يسألوا اجرا الا ان موقف الانسان الطبيعي الموقف الاخلاقي للانسان يقتضي ان يقول شكرا لرسول الله شكرا لاهل البيت على جميع ماقدموا ، هذا الشكر صيغة هذه الصياغة { اللهم صل على محمد وال محمد } لان هذه الصياغة طلب من الله تعالى ان يرفع درجة النبي واله وان يعلي مقامهم وان يزيد في درجاتهم لان رحمة الله والدرجت عنده اللامتناهية فكلما دعوت برفع منزلة النبي واله زاد اولئك درجة وارتفعوا سموا وهذا الدعاء لهم اضافة الى ماييحققه من فوائد اخرى كثيرة لنا يحقق لهذه الصفوة ايضا رفعة ومنزلة وعلوا ، فيبدأ الدعاء بالصلاة على سيدهم سيد اهل البيت وكبيرهم وحبيب الله صلى الله عليه واله وهو النبي محمد صلى الله عليه واله الذي بلغ من المنزلة ما لم يبلغه ولن يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ، كيف وقد قرن الله ذكره بذكره والشهادة له بالشهادة لنبيه بالرسالة كيف لا ورسول الله قد اقسم الله به في القران الكريم :

{ لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون } كيف لا ولم يناديه باسمه في القران وانما بصفته المجللة والمعززة والمكرمة { يا ايها النبي } { ياايها الرسول } بدا الدعاء لكي يبين بعض جوانب رسول الله صلى الله عليه واله وصفاته فيقول :

اللهم صل على محمد مااحلى هذا الاسم من هو ؟ عبدك اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، فان مرتبة العبودية الكاملة التي كان قد حققها رسول الله في نفسه هي سابقة على مرتبة النبوة ، بل هي اشرف منها لان هذه المنزلة هي التي جعلت نبي الله نبي الله ( اشهد ان محمدا عبده ورسوله ) لما علم الله من محمد تلك النفس العابدة الى افضل الدرجات اختاره نبيا بل اختاره سيد الانبياء وخاتم المرسلين ، وبالفعل فما وجدت نفس ولن توجد نفس اعبد لله سبحانه من رسول الله هو يقول { انا العبد اي عبد اعبد مني } يقول لتلك المرأة التي رأته ياكل على الحضيض على التراب وياكل بيديه قالت له يا محمد انك لتجلس جلسة العبد وتاكل اكلة العبد فقال اي عبد اعبد مني ، انا عبد الله حقيقة ، لايوجد عبد اعبد لله واكثر خضوعا لله مني ، هذه النفس العالية في الشرف لكنها هي النفس الباخعة الى ادنى درجات البخوع والخضوع بين يدي الله سبحانه وتعالى ، هل رأيتم فاتحا منتصرا دانت له الجزيرة العربية بكاملها وخضعت له قريش بكبريائها فاذا به يدخل مكة فاتحا لكنه العبد لله سبحانه وتعالى فيحنى رأسه خاضعا لله شاكرا لنعمة الله ويزيد خضوعا ويزيد انحناءا حتى تلامس جبهته ذلك السرج الذي كان على ظهر دابته اشهد ان محمد عبده ورسوله ، لقد عرضت عليه خزائن الارض ، جاء اليه جبرئيل يامحمد ان الله يقول لك هذه خزائن الأرض بين يديك هذه بطحاء مكة لو شئت لصارت ذهبا أحمر بين يديك خذها ولا ينقص من اجرك ولا من ثوابك عند الله شيء ، خذها يا رسول الله فطأطأ برأسه الى الارض ، اي نفس هذه ؟ اي قلب هذا ؟ اي سعة هذه ؟ لدى رسول الله اي خضوع اي عبودية طأطأ رأسه الى الارض وقال يا جبرائيل احب أن أكون نبيا عبدا أجوع يوما فاسأل الله وأشبع يوما فاشكر الله هل رأيتم ايها الاحبة بشرا كهذا البشر شخصا كهذا الشخص إنسانا كهذا الإنسان عبدا كهذا العبد نبيا كهذا النبي عظيما كهذا العظيم لا والله ما وجد في تاريخ البشر ولن يوجد في تاريخ البشر شخصية كهذه الشخصية وعظيم كهذا العظيم وعبد كهذا العبد هذه العبودية هي  التي جعلته في مقام الرسالة العظمى 

{ ياأيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } بعد ان علم من هذا النبي هذا المستوى من الخضوع صار رسولا واي رسول صار نبيا واي نبي اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وامينك وصفيك ، حمل هذه الامانة بكفاءة نادرة وقام بها خير قيام اشهد انه قد بلغ عن الله ماحمل وحفظ ما استودع ورعى مااسترع ، اشهد ان محمدا عبده ورسوله وأمينه وصفيك وامينك وصفيك وحبيبك ان يصل شخص الى مرتبة حبيب الله يأنس بالله بل الله يحبه ولولا اني اخشى لقلت الله يأنس به حبيب الله سبحانه وتعالى وحبيبك وخيرتك من خلقك وحافظ سرك ومبلغ رسالاتك ، جاءه النداء { ياأيها النبي بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } فبلغ الرسالة بحذافيرها الى حد لقد خشي عليه حبيبه ربه من ان يصل الى درجة العنت ودرجة التعب في تبليغ الرسالة وأن يبالغ في ذلك { طه ما انزلنا عليك القران لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى } {يا رسول الله فلعلك باخع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا } بلغ رسالاتك اللهم صل عليه افضل واحسن واكمل واجمل وازكى وانمى واطيب واطهر ماصليت على احد من عبادك وانبيائك ورسلك وصفوتك واهل الكرامة عليك من خلقك وبلغه منا تحية وسلاما واكرمنا بصحبته ورؤيته وشفاعته انك على كل شيء قدير وصلى الله على محمد واله الطاهرين

مرات العرض: 3403
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2629) حجم الملف: 15192.41 KB
تشغيل:

شرح دعاء الافتتاح 17
شرح دعاء الافتتاح 19