اللواط شذوذ أو مثلية
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 25/9/1433 هـ
تعريف:

اللواط شذوذ أو مثلية

 

تفريغ نصي الفاضل رياض العطية

صياغة الأخ الفاضل أبي محمد

 

 قال تعالى في كتابة الكريم (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ ﴿80﴾ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ﴿81)[1]

حديثنا يتناول أحد كبائر الذنوب وهو الشذوذ الجنسي أو اللواط ضمن حديثنا عن كبائر الذنوب، لاحظنا إن الإسلام يستعين بثلاثة مسارات في التحذير من الذنب والمعصية:

1-المسار الأخلاقي والوعظي الذي يبين النتائج السيئة المترتبة على ارتكاب الذنب والمعصية.

2-مسار الخطاب التخويفي من العذاب في يوم القيامة حيث يتوعد الله فاعل الكبيرة بشديد العذاب.

3-مسار الردع بواسطة الحدود والعقوبات المقررة شرعا في هذه الدنيا على مرتكب الكبيرة وممارس الذنب.

 

   كما ورد في بعض هذه الكبائر وهذه المسارات الثلاثة تجتمع في موضوع الشذوذ الجنسي أو اللواط فمن جهة يحث القران الكريم ويقول حاكياً عن لسان نبي الله لوط عليه السلام (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ ﴿80﴾ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿81﴾ )[2].

في آيات أخرى يتحدث أنهم يقطعون السبيل ويأتون في ناديهم المنكر، المشاكلة موجودة بين قضية الزنا واللواط في الأثر، ففي قضية الزنا يقول ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا )[3] هناك يسميه فاحشة ( وساء ) سبيلا، وهنا يسميه ( بقطع ) السبيل فيقول (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ )[4].

     فذلك السبيل -أي الزنا -لإشباع الشهوة هو سبيل ( سيء ) لأنه ينتهي لاختلاط الأنساب وحصول من لا يستحق الإرث للإرث إن جاء الولد من ذات بعل كما يؤدي إلى عدم الحاجة لتأسيس الأسر فهو سبيل سيء على المدى البعيد للمجتمع والإنسان.

     أما هنا يقول انكم ( تقطعون ) السبيل في موضوع اللواط، ليس لأنه سبيل لذلك هو سيء، بل سينقطع سبيل اشباع الشهوة ضمن الإطار المحلل،  لو فرضنا إن مجتمعاً شاعت فيه طريق اللواط والشذوذ فإن السبيل الطبيعي للعلاقة الجنسية وإشباعها بين الرجل والمرأة ينقطع بالكامل، لذلك يحذر من هذه الآثار تارة، وتارة أخرى كما في بعض الروايات يقرع الأسماع بالتوعد بعذاب شديد لمن يمارس مثل هذا الفعل، كما في الحديث ( إن من جامع غلاماً جاء يوم القيامة جنباً لا ينقيه ماء الدنيا )[5] يعني يبقى في حالة قذارة وجنابة وعدم طهارة ولو اغتسل بماء الدنيا، هذه من الناحية المعنوية.

   ويعظم حرمة هذا الفعل كما في حديث الإمام الصادق عليه السلام حيث يقول ( حرمة الدبر أعظم من حرمة الفرج )[6] يعني ممارسة اللواط أشد حرمة من ممارسة الزنا، لماذا؟ يقول ( فإن الله تعالى لم يهلك قوما بحرمة الفرج وقد عذب الله قوم لوط بحرمة الدبر) ، يعني كان هناك أمم فيها الزنا وفي بعض الحالات متفشي في مجتمع بني اسرائيل في فترة من الفترات حتى كانت المرأة التي لا تمارس هذا العمل يعني شذوذ عن القاعدة وليس شيء شائن جدا أن يمارس الرجل أو المرأة الزنا، ومع ذلك لم يعاقب مرتكبوه بعذاب استئصالي، ولكن لما تفشى اللواط بقوم لوط اهلكهم الله سبحانه وقال (جعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ )[7] هذا يتبين منه كما يستفيد الإمام الصادق عليه السلام بأن حرمة اللواط وشناعته أعظم من حرمة وشناعة الزنا بالرغم من أن كليهما محرم وفيه عقوبات دنيوية وأخروية، لكن هذا الجانب ربما لكونه انتكاسا في الفطرة، فحرمته تكن  أشد.

   موضوع اللواط وهو إتيان الذكران من قبل الذكران أن يأتي رجلاً رجلاً آخر أن يمارس معه الجنس إلى درجة الاقاب والإدخال وليس مجرد التفخيذ وغير ذلك.

   اللواط ضمن المصطلح الشرعي يمكن أن يتحدث عنه بثلاث عناوين:

الأول: الشذوذ واللواط

   بما هو حالة صحية غير سوية مرض من الأمراض، هناك أناس لديهم مرض وهو عدم الميل إلى الجنس الآخر وإنما يميل إلى مثله يحب أن يقضي شهوته مع مثيله رجل مع رجل أو امرأة مع امرأة، فهذه من الأمراض التي تعتري قسماً من الناس وهو انحراف في الخلقة الطبيعية وله علاجات ومسار طبي وعلاجي ونفسي وجنسي، فإذا ابتلي انسان بهذا الابتلاء فيجب عليه أن يبادر لعلاج نفسه ويذهب للطبيب حتى يصلح هذا الخلل، ولكن هذه النسبة نسبة قليلة جداً لكنها تصنف ضمن الأمراض النفسية والجنسية وتحتاج إلى علاج فهذا المسار ينبغي أن يتحدث عنه في مثل الجلسات الطبية والعلاجية أكثر مما هو في مثل هذه المجالس.

 

الثاني: حماية المثليين

   التهديد القائم الآن من قبل بعض الجمعيات الغربية وبعض الأنظمة السياسية في إشاعة فكرة حماية المثليين، في عالمنا المعاصر هناك جمعيات في الغرب تتحدث عن من يمارسون الشذوذ الجنسي بكلا القسمين اللواط أو المساحقة تقول هؤلاء ليس شاذين بل مثليين، وهذا ليس تغيير فقط لفظي، وإنما هو تغيير في الثقافة.

   فعندما يقال هذا شذوذ جنسي يعني هذا انحراف عن الخلقة الطبيعية وحالة طارئة لا يمكن أن تشرع أو تقنن، وإنما إن كانت حالة مرضية فلها علاج وإن كانت حالة شهوية وعبثية فإن فيها قانون يضبطها ويمنعها.

   وأما إذا غيروا هذا وقالوا هذه ليست حالة شاذة وإنما هذه حالة مثلية فمعناها أن الجنس - كما هو موجود ضمن الثقافة الغربية -هو أمر من الأمور الشخصية، فأنت أنت كما تأكل وتشرب فأنت حر في ذلك بشروط أن لا تتجاوز على غيرك ولا تخالف القانون، ولك أن تفعل ما تشاء وتأكل ما تشاء داخل منزلك، فعندما نأتي إلى قضية الجنس هم يتحدثون عن أن الجنس هو حرية شخصية، فإذا بلغت ثمانية عشر سنة لا تتعدى على أحد ولا تخالف القانون العام ثم مارس الجنس مع من شئت وكيف ما شئت، بشرط أن يكون الطرف الآخر موافق على ذلك وبلغ السن القانوني فلا يوجد أي مشكلة على اعتبار أن الجنس في ثقافتهم الغربية هي حرية شخصية تخضع لاختيار الإنسان. فمرة هذا الإنسان الإنسان يميل إلى جنس آخر ومرة أخرى إلى جنس مثله،

   إن هذا العمل خلاف القانون الإلهي ولا يمكن أن يسمح به، هناك تشريعات ترفضه وهناك أخلاقيات لا تقبل به، ولا بد أن يكون توجه وضغط اجتماعي ضد هذا الاتجاه فعندما لما يقال لك مثليين فهو يهدف إلى القول بأن هذا رأي شخصي وأمر طبيعي ولا يحق لأحد أن يمنعه وهنا تأتي المشكلة عندما تقوم بعض الجمعيات -وقد حدث ذلك قبل مدة -فبعض الجمعيات الامريكية تقدمت إلى الطلب من السلطات في المغرب وتونس لإنشاء جمعيات رسمية لمن سمتهم المثليين وأنه لابد من الدفاع عن حقوق هؤلاء واختياراتهم الشخصية، فتلاحظ أن هناك يضغط من الخارج ويتم دعمهم سياسياً واجتماعياً حتى يدخلوا مثل هذه الثقافة الباطلة والشائنة ويجعلوها حالة رسمية وطبيعية في بلاد المسلمين، فهذا الأمر مسموح به ومقنن ضمن مجتمعاتهم، ففي بعض ولايات أمريكا تجد المعيشة بين المثليين أمر قانوني ولا يُستغرب إذا وُجد إعلاناً في دعوة زفاف بين رجلين أو امرأتين، فالخشية هي أن تنتقل مثل هذه الحالات في بلاد المسلمين من خلال الضغط باتجاه تشريع مثل هذه الحالة الشاذة وجعلها أمر قانوني، وهذا بحد ذاته يعتبر تهديد قوي للقيم الاخلاقية والدينية التي تربت عليها هذه المجتمعات، فحينئذ فيما لا سمح الله لو شرعت سيصبح أي إنسان يريد أن يمارس مثل هذه القضايا والجرائم سيمارسها بلا رادع لانه سيكون هناك جمعيات تحميه.

   إذن لا بد من حكومات المسلمين والجمعيات العامة والمجتمع المسلم الالتفات لهذه الحركات والتوجهات التي تريد أن تُقَنن وتُطَبع هذه الجمعيات الشاذة والحالات المنحرفة في المجتمع.

 

الثالث: عقوبة اللواط

   لم أعثر على عقوبة من العقوبة كما التي شرعت في مرتكب اللواط، لأن اللواط بالذات للفاعل وبالنسبة للمفعول به القابل بهذا الأمر هو بين واحد من ثلاثة أمور:

  • أما أن يحرق بالنار أو

 

ب-أن يضرب بالسيف أو

   ج-أن يلقى مكتوف اليدين والرجلين من شاهق من بناية عالية أو جبل إلى أن ينتهي أمره بل أن بعض العلماء أحتاط أنه حتى إذا رمي من شاهق أو ضرب بالسيف فلابد أن يحرق بدنه وجنازته ولا يبقى هكذا.

السبب في التشديد بذلك أنه بالفعل إذا أصبح هناك توجه وبدايات بعدم الردع حينها سيعم هذا الأمر في المجتمع، فالمجتمع الذي كان يعيش فيه نبي الله لوط عليه السلام لم ينتشر هذا الأمر دفعة واحدة بل حدث ذلك تدريجياً، حتى أن بعض الروايات تشير إلى أن إبليس هو الذي علم الناس هذا الأمر وإن كان الانحراف لا يحتاج إلى تعليم ولكن تزيين الشيطان وتسويله وحثّه لأهل الشهوات على مثل هذا الأمر حيث بدأ بالتدريج إلى أن أصبح حالة عامة في المجتمع ،فلا ينتظر ان يلتقي الرجل بالمرأة وإنما أن ينتظر أن يلتقي برجل مثله.

حتى أن نبي الله لوط عليه السلام قال لهم: (قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ)[8] إما على تفسيرها بالمجتمع كله يعني أن نبي الله لوط عليه السلام يعتبر بنات المجتمع كبناته، أو على تفسير آخر أنهن بناته الشخصيات فدعاهم ليتزوجوا بهن. فالشيء المهم أنه كان يدعوهم للاتجاه الصحيح والسبيل الصحيح لإشباع الشهوة، ولكن هؤلاء كانوا بعيدين عن هذا التوجه نهائياً.

   ينقل إن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : إني قد أوقيت على غلام فطهرني -يعني مارس معه اللواط لحد الإدخال -فقال له الإمام لعل مراراً هاج بك ارجع إلى منزلك -يعني وضعك النفسي غير طبيعي أحيانا الإنسان تحدث عنده ظروف غير صحية فلا يعلم ما يقول -فذهب الرجل ثم عاد في اليوم التالي وقاله له ما قاله بالأمس، وقال له إن الحد في الدنيا أهون من يوم القيامة، قال له ارجع إلى أهلك ذهب ورجع في اليوم الثالث أيضاً فرده الإمام عليه السلام، حتى جاء في اليوم الرابع وأقر الإقرار الرابع، واللواط يثبت إما بشهادة أربع شهود وإما بإقرار أربع مرات من قبل الفاعل في مجالس متعددة، فلما أقر أربع مرات قال له أمير المؤمنين عليه السلام: إني مخيرك بين أربعة حدود إما أن أحرقك بالنار او أن نضربك بالسيف بالغ ما بلغ منك أو أن نرميك من شاهقا مقيد اليدين والرجلين، فقال هذا الرجل: أيها أشد يا أمير المؤمنين؟ فقال: الإحراق بالنار، قال: هو أريده أريد الأشد علي حتى يكون كفارة لي عما اقترفت من الإثم، فسجّرت نار وأشعلت، فطلب مهلة من الإمام عليه السلام أن يصلي ركعتين فصلى وتوجه إلى القبلة، وقال: اللهم إني قد أتيت إبن عم نبيك المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وقد أقررت له بما فعلت وأريد أن يقيم علي الحد حتى يطهرني وأتخلص من نار جهنم فتأثر الحاضرون من هذا الموقف -أن هذا إنسان جاء برجله وأعترف أربع مرات بما فعل- فبعد أن انتهى من ذلك، قال أمير المؤمنين عليه السلام: لقد تاب توبة لو قُسّمت على الناس لكفتهم. هذه توبة حقيقية مخلصة وصادقة وعميقة الجذور، فلما استعدوا بأن يقذفوه في النار وهو يمشي بخطى ثابتة، قال أمير المؤمنين عليه السلام: أتركوه وأطلقوه ولم ينفذ الحد فيه.

   إشارة فقط ليس مطلوب من الإنسان أن يأتي ويكشف نفسه ،الأفضل له أن يستر على نفسه ويتوب بينه وبين ربه هذا أفضل من الاعتراف، لكن هذا الرجل هكذا صنع بسبب ضغط نفسي من الفعل الذي اقترفه والجريمة أكبر من أن يخفيها ويتوب سراً

   ولعلك تتساءل من خلال هذه الحادثة كيف إن الإمام عليه السلام عطّل حداً من حدود الله تعالى؟!

   عندنا في الفقه تفصيل يقول العلماء: هناك من خلال أدلة مختلفة أن بعض الحدود إذا ثبتت بشهادة الشهود فليس بها مجال أن يعفو الإمام عنها، لكن إذا هو أقر بنفسه وأقر على نفسه كان الإمام بالخيار بين تنفيذ الحد أو العفو عنه وليس كل الحدود، بعضها الإمام عليه السلام -لعله راى -أن هذا أصبح عنصراً صالحاً في المجتمع، بل أفضل من كثيرين يقول تاب توبة لو قسمت على الناس لكفتهم، حينها لا يحتاج أن يقام عليه الحد -ربما -هذه الجهة التي دعت الإمام عليه السلام للعفو عنه وإلا بغير هذه الصورة تكون أحد الحدود الثلاثة التي قلنا تقام عليه هذا عقوبات الدنيوية.

    

الآثار المترتبة على اللواط:

 

   هناك عقوبة أخرى وهي أثر من الآثار الوضعيه لهذه الجريمة وهي إن فاعل اللواط مع غلام، إذا شخص بالغ ارتكب هذه الجريمة بشكل كامل مع غلام غير بالغ تحرم على الفاعل أخت المفعول به وأم المفعول به وبنت المفعول به، بل لو قد تزوجها بعدما حدثت تلك الفعلة والآن التفت وتنبه لهذا الحكم ( فيجب ) أن ينفصل عنها فوراً، لأن هذا ليس نكاح هذا العقد باطل الذي أصبح بينهما فليس باستطاعته أن يستمر مع هذه المرأة التي قام بممارسة فعل اللواط مع أخيها هذا هو الحكم الشرعي هذا إذا كان الفعل قبل الزواج، وأما إذا افترضنا الفعل بعدما تزوج أخته فلا تحرم عليه.

   وهكذا الحال لو مارس هذا الفعل أم الملوط أيضاً تحرم عليه، افترض مثلاً زوجها توفي وأراد أن يتزوج أمه لا يجوز له، وهكذا بنته لو افترضنا الملوط كَبُر وأصبح عنده بنت وهذا أراد أن يتزوجها لا يستطيع هذا ايضاً،  من الروادع للإنسان بأن لا يسير في هذا الاتجاه.

ما هو الغرض من هذا؟

   هو تحريم المسارات الخاطئة والطرق المنحرفة، فهذا الطريق -اكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء – فضلاً عن انتكاس الفطرة الموجود بداخلهم طريق خاطئ يؤدي لدمار البشرية وهدم الأسر وتدمير المجتمع مع مرور الزمان .

جاء الإسلام من أجل أن يرفع الإنسان من الحالة الحيوانية التي هي جزء منه إلى حالة ملائكية جعل حتى الممارسة الجنسية التي هي حالة شهوية بإمتياز وحالة بدنية بإمتياز هي أقرب للحالة الحيوانية في تجردها حاول الإسلام أن ينقلها من هالحالة إلى أن تكون عبادة وصدقة ومجال للإرتقاء ومجال لعبادة الله جعل نفس العملية عبادة جعل مقدماتها مستحبة.

     الدين يفتخر بأن يكون الإنسان يأتي شهوته في طاعة الله وان تكون صدقة وقربة وأجر كما نقلنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله خبر عندما قال: أيكم قد تصدق؟ قالوا: ليس كلنا يقدر، فقال: لو أتى أحدكم أهله لكان ذلك صدقة، فقال أبا ذر أيأتي أحدنا شهوته وتكون له صدقة؟ قال: بلى، أوليس إذا أتاها في الحرام عوقب على ذلك؟ كذلك إذا جاءها بالحلال أُجر عليها.

   ولذلك نحن وجدنا أنه من الافتخارات لأهل البيت عليهم السلام أنهم كانوا في هذه الاصلاب الشامخة والأرحام المطهرة وأنهم كانوا في بيئة رائعة بخلاف ما كان عليه أعدائهم قرأت في مقال لأحد الاخوة المصرين وقد كتبه بتتبع جيد حول أعداء أهل البيت ، كيف كانت أمهاتهم وجداتهم وكيف كانت بيئاتهم التي هي مستنقعات من الرذيلة والفضائح وليس هذا فقط، هم يقولون هذا بل حتى بعض المتقدمين يقولون ذلك اقرأ رسالة المأمون لبني العباس -المأمون هو واحد من السيئين في خلافة بني العباس -فعندما قام بتولية الإمام الرضا عليه السلام ولاية العهد ثار العباسيون ضده وأصبحوا يشتمونه فكتب لهم رسالة موجودة في الكتب التاريخية يقول لهم أنظروا إلى وضعكم ليس فيكم إلا رجل مأفون أو شخص مفعول به أو رجل لم يقصر في ارتكاب الزنا أو رجل جاء من الجواري العاهرت هذا وضعكم فَلِما تنتقدوني عندما أولي الإمام الرضا- طبعا نحن لا نعتقد أن توليته للإمام كانت صادقه لكن نعتقد إن كلامه في بني العباس كان صحيحاً وصادقاً- ونحن نحمد الله إذ وفقنا للانتماء لذلك المنهج وأكرمنا بأن نتبع هذه الثلة الطيبة الطاهرة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : (لم يزل الله ينقلني من صلب طاهر إلى رحم مطهر )

هكذا كان من البدايات ومن جاء بعده من نسله ومن ذريته ضمن هذا الإطار عليهم صلوات الله . 

 

[1] ) سورة الأعراف أية 80-81

[2] ) نفس المصدر السابق

[3] ) الإسراء آية 32

[4] ) العنكبوت آية 29

[5] ) الكافي - الشيخ الكليني - ج ٥ - الصفحة ٥٤٤

 [6] ) وسائل الشيعة ص 325

[7] ) سورة هود آية 82

[8] ) سورة هود آية 78

مرات العرض: 3436
المدة: 00:47:05
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2576) حجم الملف: 16.1 MB
تشغيل:

الزنا... وساء سبيلًا
شارب الخمر كعابد الوثن