برنامج عاجل للإصلاح من تجربة الإمام
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 20/9/1433 هـ
تعريف:

برنامج عاجل للاصلاح من تجربة الامام علي عليه السلام


تفريغ نصي الأخ الفاضل رياض العطية


بسم الله الرحمن الرحيم

قال سيدنا ومولانا امير المؤمنين سلام الله عليه ألا وان لكل مأموم إماما يقتدي به ويستضئ بنور علمه ألا وان إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد ) صدق سيدنا ومولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه
 أتفاق القائد والمثل الأعلى في حياة الناس حالة إجتماعية لا يخلوا منها مجتمع كل إنسان العادة أنه يكون لديه قائد ومثل أعلى يترسم خطواته ويسير كما يسير ذلك القائد أفاضل الناس يبحثون عن الأفضل من بين القيادات أولئك الأراذل يبحثون عن مثلا بالنسبة لهم أصل قضية إتباع القائد ووجود الإمام بالمعنى اللغوي للإنسان هذا أمر إجتماعي لا يختص به مجتمع المسلمين وإنما يعم في كل المجتمعات المحظوظ من الناس من يتخذ له قائد يهديه سبل السلام ويرشده إلى الطريق المستقيم ويكون ذلك القائد هو الأعلى في تطبيق ما يدعوا إليه  ونحن نحمد الله عز وجل إن وفقنا لإنتخاب منهج أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه الذي هو منهج رسول الله ص والتطبيق الأفضل لمبادئه أكرمنا الله سبحانه بأن هدانا إلى هذا الطريق ((وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ)) وعلينا مسؤولية الثبات والإستقامه وأن نجعل ابنائنا على هذا الخط المستقيم فإنه لا يخرج الإنسان عن هُداً ولا يرده في رداً بل هو الهدى ومحض الحق ولهذا فإننا نقف على باب أمير المؤمنين وعلى سيرة حياته لكي نستجلي من هذه السيرة أفضل ما يمكن من البرامج الفردية والإجتماعية والسياسية لاسيما في هذه الأيام الذي يتحرك فيها العالم الإسلامي عموماً والعالم العربي على وجه الخصوص للتفتيش عن طرق لإصلاح هذه المجتمعات المكبله بقيود التخلف والفساد والإستبداد ذلك الذي أعاقها أن تلحق بسائر الامم في تقدمها وذاك الذي جعلها على غناها فقيرة وجعلها على عزتها بمقتضى إيمانها ذليلة في الواقع يتحرك الناس لعدم رضاهم عن اوضاعهم عن حالاتهم نحن لن نسلك ما سلك غيرنا من كلمات لا تساوي الحبر الذي تكتب به عندما يصفون فيه تحرك الشعوب والمجتمعاات بأنها ناتجة عن إملاءات خارجية وعن خطط أجنبية فإن هذا الكلام لا يستحق أن يرد عليه أصلا لان فيه مجانبة للواقع بمراحل دع عنك حديث الإملاءات الخارجية هل أن الاوضاع االمسلمين والشعوب الإسلامية هي جيدة هل وإن حياتهم المادية حياة سعيدة هل أن حريتهم مكفولة ومضمونة هل يوجد إنصاف في بلاد المسلمين هل يوجد تنمية في بلادهم ربما يقول بعضهم الأمر لا يختص بفئة دون أخرى فكما يوجد في المنطقة الفلانية فقرا وقلة خدمات هناك في سائر المناطق ايضا هذا الأمر ، هذا الكلام اسوء من السابق فإذا كان الظلم عاما على الجميع هل يبرر هذا الظلم نفسه إذا كان التخلف في كل مكان ينبغي أن يقول نِعمَ ما تصنعون ؟!

إذا كان الحرمان في كل مكان موجودا فإين الأموال وإين الثروات وإين الإدارة ؟ وإين التنمية وماذا كانت هذه الجهات والفئات تعمل إن كان في منطقة دون أخرى فلماذا ؟ وإن كان في الجميع ألا يدل هذه على فشل للنخاع مع كثرة الأموال في بلاد المسلمين بحيث تصل إلى ثروات بعض الأشخاص إلى المليارات فضلا عن الثروات العامة فمثل هذا الكلام لا ينبغي ان يلتفت إليه ثم الذين هم في الخارج لديهم إملاءات وغير ذلك لكنهم يستفيدون من نقاط الضعف والتمييز يستفيدون من نقاط قلة االإنصاف وعلى هذا المعدل ، إذا رُفع السبب لم يستطع أحد ان يستفيد منه هنا وهناك لكن نحن نريد ان نسلك طريقا أخر هو أن نحاول أن نَترسم الطريق الذي سلكه أمير المؤمنين عليه السلام في عملية  الإصلاح التي سعى لها عندما جاءت إليه الخلافة وقد ورث تركة صعبة وثقيلة بعد مرور ثلاثين سنة على وفاة رسول الله ص أخذ إتجاه الزاوية خلال هذه المدة مدى شديد الإبتعاد عن ما سنة رسول الله من سياسة ومن قيم وأفكار فورث الإمام عليه السلام تركة ثقيلة كان الوضع يحتاج إلى خطة عاجلة للإصلاح فماذا صنع عليه السلام ؟ أمتنا الإسلامية اليوم تحتاج لوصفة علاجية عاجلة لإصلاح أوضاعها هل نستطيع أن ناخذ من أمير المؤمنين علي عليه السلام بعض ملامح هذه الخطة العلاجية هناك عدة جهات أشير إليها وأعلم إن حديثا واحدا لن يكون كافيا في هذا الإطار ولكن بمقدار ما يتسع الوقت وهو قليل سنتحدث عن بعض هذه الجوانب .
الجانب الأول

أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يشئ أن يأتي إلا ضمن أختيار شعبي من الناس بالرغم من إننا نعتقد أن أمامته قضية إلهية ونصب نبوي وهو قبل هذه المدة بعشرات السنين بل منذ إن بُلغ في يوم الدار قال له رسول الله أنت أخي وخليفتي ووصيي من بعدي وتوج ذلك بيوم الغدير حيث نصبه ذلك النصب العام على رؤوس الأشهاد أمامة علي علي السلام الإهية التي نصب فيها من قبل الله وأكد ذلك النصب رسول الله ص لم تحدث في سنة خمسة وثلاثين هجرية بل كانت من بداية دعوته بل في العالم الأعلى قبل هذه الأمور وقبل الوجود لكن أمامته بمعنى خلافته الظاهرية هذه ترتبط بإرادة الناس ولذلك عندما لم تتوفر الظروف بعد وفاة رسول الله ص مباشرة لم يصبح خليفة المجتمع لم ياتي إلى علي ابن ابي طالب لأسباب مختلفة لم يصبح خليفة مع إنه إمام في ذلك الوقت عندما أنقضت أيام الخليفة الثالث جاء الناس إليه في عملية إنتخاب شعبي وجماهيري لم يشهد له تاريخ المسليمن نظيرا أبدا بعد وفاة رسول الله ص ، لم توجد لا في زمان الخلفاء ولا في زمان بني اميه ولا زمان بني العباس ولا زمان الأتراك ولا غيرهم لم توجد حكومة منتخبة إنتخاب شعبيا عاما إلا حكومة أمير المؤمنين عليه السلام .

الخليفة الأول وهذا أمر مثبت عند غيرنا عقدت له البيعة بشخصين عمر بن الخطاب وأبو عبيدة ابن الجراح ولهذا ذهب بعض علماء مدرسة الخلفاء في كتبهم الكلامية حول أنعقاد الخلافة يقولون أنها تنعقد بشخصين إذا بايع شخصان رجل من المسليمن أصبح خليفة ما الدليل على ذلك يقولون ما حدث في السقيفة بايع عمر و أبو عبيدة أبا بكر فأصبح خليفة إذن حكومة منتخبه من شخصين ، خلافة الخليفة الثاني هي بوصية من الخليفة الأول يعني بتعين من شخص واحد ذلك الأمر الذي قال بعضهم أن النبي مات ولم يوصي لم يقبل أن يصنعه الخليفة الأول كيف يموت ولا يوصي ويخلف الأمة هكذا فأوصى إلى الخليفة عمر إذن هناك شخص واحد نصب الخليفة .

وأما الخليفة الثالث فتم نصبهُ بما يشبه الركلات الترجيحية قالوا علي ابن ابي طالب لديه رأيان والطرف الأخر له عثمان له رأيان باقي إذن ترجيح من يرجح عبد الرحمن ابن عوف قام وعرض كلاما على علي رفض فعين عثمان خليفة يعني تعين خلافة بما يشبه الركلات الترجيحية شخص واحد فقط هذا ضمن هذا الإطار أمير المؤمنين عليه السلام تأخرت بيعته ثلاث أيام ولم يقبل أن يبايع من اليوم الأول و جماعته الخاصين كانوا يأتون إليه يوميا ويجلسون عنده هو قابض يده وهم يفتحونها هكذا وهو يضمها وهم يفتحونها وهكذا كان المشهد يتكرر من الضغط العام الشعبي عليه مدة ثلاث ايام حتى قال مجتمعين حولي كربيضة الغن تصرخون البيعة البيعة حتى لقد وطء الحسنان وشُقا عطفاي من كثرة الإزدحام والتضاغط على أمير المؤمنين عليه السلام فأول خطوة جعلها بداية الإصلاح أنه أرد أن يأتي من خلال تفويض الناس لا لأن أمامته مرتبطة بهذا الأمر أمامته ثابتة قبل كل هذه الأحداث ولكن لكي يستطيع أن يتحرك في المجتمع لكي يلزم الناس ألزامات لابد أن يبيعه هؤلاء الناس يقبلون به يختارون أن يأتون إليه أما أن يأتي أحدهم وينصب نفسه على الناس على رغم إرادتهم لا يملك هذا الشرعية المطلوبة لذلك كان يقول ليس أمري وأمر هؤلاء واحد لم تكن بيعتكم لي فلتة وليس أمري وأمركم واحد فهذه أول خطوة صنعها عليه السلام بالرغم من أن أمامته لا ترتبط برضا الناس ولا بإختيارهم ولكن خلافته وتصرفه الخارجي أراد أن يأتي من خلال أنتخاب الناس وأختيارهم وهذه لو ردت مثال بسيط مثل إمام جماعة ، إمام الجماعة لا تتحقق إمامته إلا بوجود مصلين خلفه وإلا إذا جاء أحدهم وقف بالمحراب ولا أحد خلفه لا يصبح إمام ، الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أراد هذه الطريقة حتى يلزم الناس بها وحتى تكون خلافته خلافة عامة هذا أول نقطة وخطوة بدأ بها عليه السلام .

لا توجد بعد وفاة رسول الله ص في تاريخ المسلمين حكومة وخلافة وإمامة ظاهرية أقبل عليها الناس كما يقول أمير المؤمنين ع أقبل إليه الكبير وهش إليها الصغير حالة إجتماعية عامة كانت مستبشرة بإنتخابه.

الخطوة الثانية بدأ بمحاربة الفساد من الرأس وعزل الولات الفاسدين لأن في بلاد المسلين وجود هذه الثروات الهائلة والضخمة لا تنفع ما دام هناك فساد مؤسس بحيث أنا احميك وأنت تحميني أنا الفساد  وأنت تحميني أنا أكتم ملفك وأنت تكتم ملفي إذا شاهدت في بلد هذا التأسيس للفساد فلو كانت ميزانيته أضعاف ثروة قارون سوف يبقى فقير وتبقى التنمية  فيه فاشلة وحاجة الناس دائمه والفقر فيه مخيم لان هذه الأموال لا تذهب إلى مصارفها الطبيعية وإنما إلى جيب من يزداد تخمة وتحجب عمن يحتاج إليه إذا شفت في مكان صارت مؤسسات ولجان وهكذا لمحاربة الفساد لكن أقصى ما صنعت تبحث عن العاملين و تقبض عليهم لأنه سرق كيلوين شاي وعلى هذا المعدل ويضحى به وذاك الكاتب البسيط أخذ مئة ريال او مئة دينار هذا لازم نقبض عليه هذه مهزلة إذا أردت محاربة الفساد لابد أن يبدا كما قال علي ع يا أهل البصرة لقد دخلت بلدتكم هذه بشملتي هذه ودابتي هذه فإن خرجت منكم بغيرها فأنا سارق فيبدأ من نفسه وليس العامل والحمالي وإنما يبدا بالمراتب العليا للإصلاح لا لتعمد أن هؤلاء يعاقبون ولكن الفساد عند العامل أقصى ما راح يصنع يخسر الميزانية مئتين ريال أما الفساد إذا كان على المستويات العليا الكلام هو عن المليارات والشبكات أيضا شبكة فساد تصير وليس شخص واحد أمير المؤمنين عزل الولاة الفاسدين وتحدثنا كيف أن بالرغم من أقتراح بعض أصحابه الخلص عليه على أنه يدع معاوية يبقى والي وفلان في مكانه وفلان في مكانه حتى تثبت لك الأمور وبعد ذلك غير وبدل الإمام ع السلام لسان حاله يقول إذا أتركهم يوم واحد إضافي أنا مسؤول عن أستدامة الفساد والسرقة والظلم الذي يمارسه .

هذا الشخص يرسل إلى المنذر إبن جارود العبدي إلى والي أذربيجان فيقول له أما بعد فقد بلغني خيانة منك لأموال المسلمين وأنك تقسم في مراكز رماحهم ومضارب سيوفهم في من أعتامك من الأعراب المسلمين الذين ذهبوا للقتال وحصلوا فيئ تقاسم أموالهم مع الأعراب أما والله إن كان ما بلغني حقا لأشد عليك شدة تدعك عبرة لمن خلفك ووالله لو أن الحسن والحسين وهما ابناء رسول الله أتيا مثل الذي أتيت ما كان لهم عندي هواده ولاظفرا مني بإرادة بدا من داخل العائلة سمع إن أم كلثوم أستعارة من بيت المال قيلادة ذهب تتزين بها ليلة وقد أخذت تلك العارية من خازن بيت المال لعله كان عبدالله ابن مسعود فراح أستحضره وقال له بأي حق تعطي إبنتي قلادة ذهب من بيت مال المسلمين بأ ي مبرر قال يا امير المؤمنين إمراة من المسلمين ليس لانها إبنتك أستعارت مني شيئا من بيت المال عارية مضمونه ولو أراد غيرها لأعطيتها عارية مضمونه يعني تاخذها مثل الأمانة تستخدمها استخدام معقول فلو صار بها خلل أو أشكال فلازم أن تدفع مثلها أو قيمتها فقال لو لم يكن الأمر كذلك ولولا أنها عارية ليس عطاء ولو انها مضمونه ولولا انك ليس عندك محابات وكنت تعطي حتى غيرها من المسلمات لأوجعنك ضربا ولو إن كانت إبنتي فهي وغيرها سوا .

وقضية عقيل أنتم تعرفونها لا حاجة لذكرها ولقد رأيت عقيل وقد أملغ ورأيت صبيانه شعوث الشعور غبر الألوان أنما سودت وجههم بالعضلم وعاودني مرددا فأحميت له حديده حتى إذا أدنيتها من بدنه ضج ضجيج ذي دنفا من ألمها وكادا أن يحترق من ميسمها فقلت له ثكلتك الثواكل يا عقيل أتضج من حديدة أحماها أنسان للعبه وتجرني إلى نار سجرها جبار لغضبها أتئن من الأذى ولا أضج من لظى أنت محتاج صحيح ولكن هذا لا يبرر لك مدام انا اخوك أعطيك ما تطلب وما تحب حالك حال الناس إذا خرج عطائي أنا أعطيك إياه وهذا يبين لنا أمر أخر أنه في عهد أمير المؤمنين وهذا من أسس الإصلاح لا يستطيع الحاكم والرئيس أن يجعل لك شيك مفتوح بلا حدود هناك راتب معين وعطاء معين إلى هذا الحاكم ولنفترض أنه أعلى من غيره أو مثل غيره لكن له حد معين لا أنه يملك البلاد وما عليها ومن عليها يقول له لذلك أنا أعطيك عطائي إذا خرج فقال له عقيل وما قدر ما يقع عطائك في حاجتي يعني عطائك لا يكفي أصلا لأن عقيل كان مكثراً من الأولاد وفي زمان أمير المؤمنين كفيف البصر فغير قادر على العمل والكسب فهذا الأمر الأخر أيضا قلعه من جذوره وخاطب كبار رؤوس الفساد وضرب على يد أي واحد سمع في مشكلة وهو من الولات هذا مثل خلية سرطانية أجتثه من الأصل هذا فاسد هذا سارق فهو غير مؤهل الذي هكذا سيبقى هكذا .

الأمر الثالث أرسى نظاما جديدا في العدالة الإجتماعية بين أبناء المسلمين لما ترجع إلى التاريخ بدا من زمان الخليفة الثاني جعل بعض القوانين غير الصحيحة في أعتقادنا لا على مستوى الأحكام الشرعية ولا على مستوى الإدارة الإجتماعية مثل التميز في العطاء مثل الأن ميزانية لكل دولة والدولة مفروض أن تصرفها في حاجات الناس ، حاجات الناس يجب أن لا يكون بها تميز الحاجات الصحية والتعليمية والترفيهية او بنيه تحتية إذا شفت في بينها تميز في العطاء هذا خطأ ، لذلك قلنا لا يبرر عموما القصور في صحته كالتميز بين المناطق هنا يتبين التأسيس غير الصحيح لبعض القوانين جاء الخليفة الثاني وقال لا يصح أن أسوي بين الناس بالعطاء واحد إيراني او عجمي أعطيه كالقرشي او واحد من بني هاشم أعطيه نفس المقدار من دهماء الناس زوجة رسول الله اعطيها نفس أم فلان لم يقبل بذلك ، لذلك يجب أن نقسم الناس حسب المراتب والشرف والفضيلة هذا افضل من ذاك العربي خير من العجمي القرشي خير من هو من سائر القبائل من شهد بدر خير من لم يشهدها بنو هاشم أفضل من سائر قريش زوجات رسول الله أفضل من بقية النساء وهكذا لم نجد ذلك له أصل في كتاب الله عز وجل الذي وجدنها (( أن خلقناكم من ذكر وأنثى ...))  هذا الذي وجدناه في القران الكريم وتأسس لذلك نظام وصار له دواوين ودفاتر وحسابات وصار الأنسان بحسب النسب يحصل فلوس أكثر إذا انت من العائلة الفلانية  ما يصير يحصل غيرك مثلك فجاء أمير المؤمنين عليه السلام حول هذا الأمر إلى البطلان فأعاد الأمر إلى ما كان على زمان رسول الله من أنه يسوي في العطاء بين الناس ولا يعتبر الأنساب مفضلة لأحد على أحد ولا المشاركة في الحروب مفضلة لاحد هذا عند الله سبحانه الله يعلم من ثوابه أكثر حتى جاءت إليه إمراة ومعها مولاة مرأة غير عربية وهي قرشية فأعطاء هذه عشر دراهم وتلك عشر دراهم فقالت له القرشية يا أمير المؤمنين أنه مولاة يعني أنها غير عربية فأخذ قبضة من تراب وفتها في يده وقال كلكم لآدم وأدام من تراب والله ما وجدنا لبني إسماعيل فضلا على بني اسحاق ولا لبني اسحاق فضلا على بني اسماعيل ليش اعطيك عشرة وهي  خمسة وهذا الذي جعل بعض الناس لا يقبل بهذه العدالة كانوا مسترزقين من هذا وجاء علي وقطع كل ذلك هذا امر اخر والحديث فيه يطول واخر الأمور التي نتحدث فيه هنا أنه أطلق الحريات العامة للناس في المعتقد وفي التفكير وفي التعبير كان في الكوفة لبني أميه خط معادي لأمير المؤمنين ع وخط في الكوفة خط مخالف لرأي أمير المؤمنين ع بشكل واضح يمثله أبو موسى الأشعري فلما أراد أمير المؤمنين أن يخرج إلى صفين و أبو موسى واليا على الكوفة وبعده كان كذلك كان يخذل الناس عن علي عليه السلام يقول إني أروي عن رسول الله ستكون من بعدي فتن القاعد فيها خير من القائم والنائم فيها خير من القاعد هذه فتنه والأحسن الواحد ينام في بيته ويترك المشكله فكان أمثال هؤولاء موجودون في الكوفة وكانوا يتكلمون عن أفكارهم وكثيرا منها مخالفة لأمير المؤمنين خط بني امية كانوا موجودين بالكوفة الخوارج كانوا موجودين في الكوفة مع ذلك لم يشن أمير المؤمنين حملة اعتقالات او مداهمات أو مصادرات أوغير ذلك بل إلى درجة كان بعضهم كان يتهدد  أمير المؤمنين عليه السلام ليس فقط أبن ملجم شخص يقال له ابو العيزار الطائي كان هذا رجلا شرسا كان يكفر الأمام ع ويقول اذا لقيته سأجهز عليه وعدي ابن حاتم الطائي من خُلص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام سمع عنه فجاء إلى علي ع وقال له هذا شخص من عندنا من قبيلة طيّ رجل شرس وفاتك أنا اخشى عليك  منه وهو يتهددك فقال له مه قال يا امير المؤمنين أقول لك يتهددك بالقتل تقول لي مه نروح نعتقله ونسجنه فقال له علي لما يعني نسجنه كيف نأخذه ولم يرتكب جريمة يتكلم هكذا يسب ويلعن دعه يقول أو تلك المرأة التي قالت عنه قاتله الله كافرا ما أفقهه فهموا بها فقال لهم انما هو سب بسب او عفوا عن ذنب وهو الذي كان يختاره أمير المؤمنين ع فأطلق الحريات لم يضيق على الناس أمورهم وقضاياهم نعم إذا جر الأمر أن أعترضوا الناس بالسيف والسلاح كما حدث للخوارج وغلاتهم قال لهم لكم علينا حق يخاطبهم وهم بالكوفة أن لا نمنع عنكم مساجد الله  الخوارج ثورة مسلحة على الإمام مع ذلك يقول لهم نحن لا نمنعكم مساجد الله عز وجل ولا نحجب عنكم فيئكم أنتم جزء من المسلمين إذا مال يصل لبيت مال المسلمين لكم حق فيه مالم تشهروا سيفا ذلك الوقت تسقط عليكم حقوقكم هذا الذي يجعل أمير المؤمنين في الخمس السنوات نجم يلمع ومثل أعلى لمن يريد أن يقتدي إلى برنامج وخطة علاجية للإصلاح في بلاد المسلمين حتى في أيامنا هذه فسلام الله على أمير المؤمين الذي هو تربية رسول الله ص وتبلور لتلك التربية وتجسد لكل توجيهات النبي ص في صورة علي عليه السلام

مرات العرض: 3408
المدة: 01:02:07
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2575) حجم الملف: 21.3 MB
تشغيل:

الامام علي شباب في خدمة الرسالة
حياة الامام علي ع الى وفاة النبي ص