شخصية النبي في أحاديث المدرستين
كتابة الأخت الفاضلة امجاد عبد العال
من خطبة لسيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، قالت:
"وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله، اختاره قبل أن يخلقه، واصطفاه قبل أن يبتعثه، إذ الخلائق بالعدم مقرونة وبستر الأهاويل مصونة، ابتعثه الله فرأى الأمم فرقا في أديانها، عكفا على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بأبي محمد ظلمها وكشف عن الأبصار غممها وقام في الناس بالهداية، وأنقذهم من الغواية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الصراط المستقيم"
حديثنا هذه الليلة بعنوان: صورة النبي بين المدرستين. والغرض منه بيان أن بعض ما جاء في كتب قسم من المسلمين لا يتوافق مع الصورة القرآنية والإلهية لرسول الله (ص). ونقدم لذلك بمقدمة هي أن الإساءة التي قام بها الرسام الدانماركي سيء الذكر: كورتكارد، عندما رسم صورة تخيلية سيئة لرسول الله، يصوره فيها على هيئة رجل دين قد عبئت عمامته بالقنابل والمتفجرات وبعض الصور الأخرى السيئة، هذه أثارت في المسلمين حاسة الدفاع عن رسول الله (ص)، فصارت دعوات في لزوم تعريف العالم بالصورة الحقيقة لرسول الله وانبعثت من قبل حكومات بلاد المسلمين ومن قبل مرجعيات إسلامية وهيئات دينية ومؤسسات أهلية، انبعثت حركات من أجل أن توصل للعالم صورة هي الصورة الأفضل لرسول الله، لا يصير صورة النبي هي صورة بعض الإرهابيين المسلمين اللي جعلت الآخرين ينظرون إلى رسول الله وإلى دينه ضمن هذه النظرة الخاطئة.
بطبيعة الحال، لم يكن عمل ذلك الرسام الدانماركي السيء هو أول اعتداء على صورة رسول الله، يوجد في تاريخ الكتابة الاستشراقية من قبل المؤلفين الغربيين المتعصبين الذين اندفعوا بدوافع دينية متعصبة إلى دراسة شخصية رسول الله فضمونها أشياء خاطئة. مثل ما نقلنا أن بعض المستشرقين تردوا عن تلك الحالات من العداء الديني فانتهوا إلى نتائج سليمة. وذكرنا في الليلة الأولى من هذا المجلس، شهادات بعض هؤلاء المستشرقين في حق رسول الله. هناك صورة أخرى معاكسة لهذا من قبل مستشرقين آخرين. صورة قاتمة وسوداء. صورة اللي يقدمها المستشرق لامانس، صورة سيئة جدا فيها تجني على النبي، على السيدة الصديقة فاطمة، على أمير المؤمنين. يعني ما كان لديه من موقف متعصب عكسه في ما كتب. وهو مشهور في تعصبه. أو شخص آخر وإن كان بحسب الظاهر أقل من حيث اللفظ حدة ولكن من حيث الفكرة، فكرة شديدة وسيئة، مستشرق يسمى إيميل درمنجام، له كتاب: حياة محمد، لما يجي يتكلم، يتكلم على أن محمد بن عبد الله، كانت تصير له حالات من الانفعال النفسي والتأثر فينتج أفكارا فيبلغها. هذي عباراته، عبارات رشيقة لكن معناها أنه ما كان يوحى إليه. معناها تجريد القرآن الكريم من المصدر الإلهي. أن هذا القرآن إنما هو عبارة عن انفعالات النبي وحالاته النفسية. عكسها في هذه الصورة وقال هذا قرآن، وهذا وحي. وهذي فكرة خطيرة جدا.
وآخرون مثل مستشرق مرغليوث وغيرهم، هؤلاء كتبوا أشياء سيئة عن رسول الله وعن دعوته، وعن الوحي الإلهي وعن القرآن، احنا الآن مو في صدد الحديث عنها، لكن أريد أن أشير إلى أن الصورة السيئة التي رسمها هذا الرسام لم تكن هي الأولى، وإنما إذا هذا صورها بصورة الرسم، أولئك صوروها بصورة الكتابة، وكلا الحالين كان فيه إساءة لرسول الله (ص).
فصار هناك توجهات تحرك حماس اندفاعة من قبل الكثير من المسلمين تشير إلى ضرورة تعريف الناس بحياة رسول الله وبصفاته وبدعوته. المشكلة هناه بدأت. المشكلة أن المصادر التي يعتمد عليها أكثر المسلمين هذه المصادر تحتوي على روايات مع التدقيق فيها تنتهي إلى الإساءة في حق رسول الله (ص). وهاي المشكلة هناه.
عندما ترجع مثلا إلى الكثير من كتب مدرسة الخلافة، بل حتى بعض كتب مدرسة أهل البيت (ع) تجد فيها روايات، هذه الروايات إذا التفت الإنسان إلى أبعادها ومعانيها آنئذ تتكون عنده صورة غير طيبة لرسول الله (ص). ليست مطابقة للصورة التي نقلناها في ليلة مضت عن خطاب الله عز وجل في القرآن وعن رسمه لصورة النبي العظيم. ما تتوافق أبدا.
خل نستعرض بعض هذه الأخبار والروايات، كشاهد مثال. قبل أن أبدأ في ذلك، أريد أن أقول قاعدة: أي رواية سواء كانت في مصدر من مصادر مدرسة الخلافة، أو في مصدر من مصادر مدرسة أهل البيت، لا تتوافق مع النظرة القرآنية لرسول الله، ومع الدليل العقلي الذي قام على صفات النبي والأنبياء، والأصول المسلمة في حياته. أي رواية أخرى تكون معارضة لمثل هذا الأمر، لا نقبلها. ولو كان رواتها من أقرب المقربين وأوثق الثقات وأحسن الرجال سنة كانوا أو شيعة. ما نقبلها هذي. وما نعتمد احنا على أن ما دام قد روى الخبر رجل ثقة عن رجل ثقة فإذن لازم نلتزم فيها، لا، هذي مرحلة أولى، مرحلة أولى أن نحقق في السند، سند الرواية، بعد ذلك نشوف متن الرواية، مضمونها. إذا كان هذا المضمون غير موافق للكتاب، غير موافق للأدلة العقلية، غير موافق للسنة القطعية، هذا إذن نرده ما نقبله.
أجيبلك مثالان، مثال من مدرسة الخلافة ومثال من مدرسة الإمامية. في مدرسة الخلافة، عندهم أن الله سبحانه وتعالى يرى على الأقل في يوم القيامة، رؤية العين. "وأنكم ترون ربكم يوم القيامة كرؤية البدر لا تضامون في رؤيته" مثل ما تطالع الهلال الليلة، أيضا تشوف الله، يوم القيامة كما يقولون.
هذا مع أنه مروي عندهم بأسانيد صحيحة إلا أن هذه الأسانيد لا تنفع شيئا لأن مضمون الرواية مخالف لقرآن الكريم. واحد من المحدثين اسمه أبو قرة من مدرسة الخلافة، اجا للإمام الرضا (ع)، قله: سمعت أنك تنكر رؤية الله يوم القيامة، يقول للإمام الرضا، قال: بلى، قال: أتكذب الروايات؟ قال: بلى أكذبها. وش يصير يعني. أكذبها. قله: كيف؟ قال: حسب تعبيري أنا، ماكو طعنة توجه إلى النبي أكثر من هذه الطعنة، أن نبيا يأتي بوحي من السماء يقول فيه: لا تدركه الأبصار، ويقول: لا يحيطون به علما، ويقول: لن تراني. بعدين هو بنفسه يروح يقول أيها الناس أنا رأيت ربي. أما يكون ذاك كذب أو هذا كذب، واحد من الاثنين. أنت تقول: لا تدركه الأبصار، بعدين تقول: أدركه بصري! يقول القرآن: لن تراني، بعدين تقول: لا، أنا رأيته! (لا يحيطون به علما) بعدين تقول: أحطت به علما عن طريق النظر! شنو هذا. إما تكذب القرآن فتقول هذا مو وحي. أو تكذب النبي ولا يمكن تكذيب النبي، أو تقول هذه الرواية رواية غير صحيحة. فلا بد من نقد الروايات سندا أولا ومتنا ثانيا. لو صح السند تماما ووجدنا أن بعض الرواية أن المqمون فيه إشكال ما نقبله.
رأيت هالأيام ومن جملة اللي اجاهم أنا، تهنئة بشهر رمضان، هذا من باب الشيء بالشيء يذكر، فالتهنئة هكذا، ناس أحيانا يشوف فذ كلام مسفط ويدزه، فمن ضمن ذلك جايبين هالتهنئة: رزقك الله ثواب شهر الله، زين هذا لا بأس به، وأعطاك الله في الجنة رؤية الله، فأنا رديت على من أرسل لي: سلمك الله ولكن لا توجد رؤية الله في الجنة. هذا الظاهر شايفها في مكان أو أحد دازنه إليه من أتباع المدرسة الأخرى هو هم قام ودزها هالشكل. لا توجد رؤية الله في الجنة. طيب.
العام الماضي احنا تكلمنا في هذا الموضوع مفصل، هذي فقط إشارة. هذا مثلا مثال على أننا لا نقبل الرواية لمجرد أن رواتها ثقات، عندنا في مدرسة الإمامة مثلا بعض الروايات أيضا ما نقبل مضمونها، رواية صحيحة ينقلها الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه في كتاب من لا يحضره الفقيه، وسندها تام تماما. فيها أن النبي (ص) سها في الصلاة، بدل ما يصلي أربع ركعات، صلى ركعتين وسلم، طيب، وهذي الرواية أيضا موجودة في كتب مدرسة الخلافة، معروفة بقضية ذي اليدين، أو ذي الشمالين، احنا موجودة عدنا، ما نقبل هذا، يابا رواها زرارة، إن شاء الله يرويها من يكون، ما نقبلها، رواها ثقة عن ثقة عن ثقة، إلى أن وصلها إلى الإمام، زين، احنا نقول الثقة ما يتعمد الكذب، مو ما ينسى، مو ما يسهو، مو ما يغلط، مو ما كو أحد ينقل روايات ويدسها في المجاميع من المزورين والمحرفين. ما نقبل هذه الرواية، قضية سهو النبي، وإن كان ذهب إليها الشيخ الصدوق، لكن لا نقبله، هذا عليه المشهور، إن لم يكن عليه الإجماع بعد الصدوق، مشهور الإمامية على رفض هذه الرواية، مع أن سندها صحيح وتام، لكن مضمونها مخالف للأصول المسلمة عندنا. فإذن لما نجي نشوف روايات احنا المسلمون لما نجي نشوف روايات في البخاري أو في مسلم أو غيره، نقول أن هذا غاية ما صنع المؤلف أنه اجتهد في انتقاء أحسن الروايات وأصح الروايات في رأيه. لكن مو بالضرورة تكون صحيحة وحقيقية. هذا رأيه. تعال وغير، وتعال وبدل، وانقدوا هذه الروايات، حتى تجي صورة النبي هي الصورة التي نعهدها في القرآن الكريم. خل أجيب لك بعض الأمثلة هنا.
في كتب مدرسة الخلافة، هناك صورة غير متوافقة مع القرآن ولا مع الأصول المسلمة حول شخصية النبي، أنا أوجزها فقط كأمثلة، واحد من ذلك ما نقلوه مما يؤدي إلى فقدان الاعتماد على تبليغ رسول الله. طبعا هم مو متعامدين في هذا، لكن أسرهم حجاية أن صحيح البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله عوز وجل، وش سووا لهالروايات هذي. فيقولك مثلا: أن النبي محمدا (ص) كان ينسى آيات القرآن الكريم. وذات يوم جاء إلى المسجد فوجد رجلا يقرأ آيات فقال له، من أي السور هذه، هالآيات من وين جايبها، فقال له: من سورة الروم، فقال: رحمك الله، أذكرتني، كنت ناسيا، الله يجزاك خير، أنا كنت ناسي. أنا النبي ناسي الوحي اللي أوحي إلي وأنت الله يجزاك خير ذكرتني. زين، اهناه في هالموقف حصل له واحد يذكره، في مكان إذا ما حصل وش نسوي، راحت علينا سورة، راحت علينا آيات. صاحب الدعوة، صاحب البلاغ، ينسى آيات القرآن الكريم، عامة المسلمين لا ينسون، شلون هذا الأمر يصير. زين، هذا يخلينا نتساءل إذا كان النبي نسي هذه المرة، ممكن مرة ثانية نسي. فإذا نسي مرة ثانية وما أحد نبه عليه، شنو معنى: (نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) نسى بعد، ما اتذكره. فهذا يسلب الاعتماد على تبليغ رسول الله. وهذه الرواية موجودة.
رواية أخرى والتي تفيد بأن النبي عندهم قد سحر. سحره لبيد بن أعصم اليهودي، حتى كان يخيل إليه – يعني إلى النبي – أنه قد فعل الشيء ولم يكن قد فعله. احنا عندنا هذه الرواية مكذوبة. حاصلها يقولون هذا اجى يهودي اسمه لبيد بن أعصم، وسحر النبي، النبي صار مسحور، لما صار مسحور فقد السيطرة على نفسه. صار يسوي أشياء من دون أن يدري، ويترك أشياء بدون أن يدري. مسير بقوة أخرى. لين فيما بعد استخرج هذا السحر. الله يجزاهم الجنود المجهولين اللي يطاردوا وراء السحر ويطلعون الشعر من داخل البطون كيلو ونص وأكثر، طيب، حتى يخلصون الناس من السح، بين قوسين أقول لكم، أكثر من 90% مما يتحدث فيه عن السحر لا صحة له ولا أصل له ولا واقع يعضده. الله لم يخلق الكون حتى يجعل ساحرا كما يزعمون، يتصرف فيه بحجب الرزق عن هذا وحجب الولد عن تلك، وفتح الأبواب أمام هذا وتخريب ما بين هذين، الله ما خلق الكون حتى يجيب مجموعة ممن يسمونهم بالسحرة هم اللي يتصرفوا في الكون. ودليل عجزهم وأنه ليس إلا أكاذيب تحصل على مغفلين يصدقونها. الدليل على ذلك: قول للساحر أنت اللي عندك قدرة ان تسوي كل هالأشياء في الآخرين زين سوي إلى روحك ثروة، سوي إلى روحك أبهة، سوي روحك محبوب من الناس، بس. مو أنت تقول أنا أقدر أسوي المرة تحب زوجها، اشتغل على روحك حتى تصير عند العالم المحبوب الأول. تقدر هذا تسويه. شوف من يدعي السحر يطارد مطاردة، يلعن، يسب، يشتم، أنت اللي ما تقدر تخلي الناس يحبونك، تقدر تحبب الناس لبعضها. أنت اللي ما تقدر ترزق نفسك وتضطر أن تتسكع على أبواب كم واحد غافل وجاهل حتى يعطيك 1000 ريال و 500 ريال وتعيش يومك بيومك، خو تخلص من هالشغلة هذي بالسحر اللي عندك، بالجن اللي تسخرهم، قول لهم: عمي هذا، اللما أدري، الدائرة الإقليمية مال البنك الفلاني في فلان مكان، روحوا جيبوا الخزنة كلها، وريحونا عن هالشغلة. لا يستطيعون ذلك. لكن يحصلوا إليهم، شنو يقولون، ما أدري رزق الهبل على المجانين ما أدري المجانين على الهبل، واحد منهم على الثاني، طيب.
ومع الأسف، مع الأسف هالثقافة الباطلة والخاطئة، والتي لا تنتمي إلى مدرسة أهل البيت، تسربت إلى بعض أتباعهم. تتصل المرأة: شيخنا احنا مسحورين، معمول لينا سحر، احنا كذا، ما وحدة منا تزوجت، ذيك تقول كل ما أقدم على في جامعة ما أحد يقبل عجل مجعول إلي سحر، ذاك يقول كل ما أروح عمل أنفصل بعد شهرين إذن مجعول إلي سحر. شنو هذا الكلام!
على أي حال نرجع إلى كلامنا، من الروايات السيئة التي تشوه صورة الاعتماد على النبي دعوى أنه سحر، سحر معناها شنو، معناه على الأقل في فترة المسحورية مالته يومين ثلاثة أيام، أربعة، شهر، أقل أكثر، لو حتى يوم واحد، هالفترة اللي قضاها، كلامه ليس بحجة، الوحي الذي بلغه غلط. ما عمله من أعمال ليس من قبل نفسه إنما هو تحت تأثير الساحر بناء على هذا الكلام. دي يقبل إنسان مسلم أن رسول الله (ص) الذي لا ينطق عن الهوى ولا يفعل شيئا عبثا قد كان في بعض فترات حياته لا يمتلك قرار قوله ولا فعله. وإنما قرار قوله وفعله بيد آخرين. واحد مسلم يتوجه إلى هذا المعنى ويقبله.
النبي ينسى. ينسى الأمور العادية، قالوا أن النبي أقام صلاة الفجر، وصف الناس، بعد شوي، قال لهم: انتظروا شوي، ترا أنا جنب ها، راح البيت ورجع، ورأسه يقطر صلى بهم. زين. وين (سنقرئك فلا تنسى) مقابل نسيان آيات سورة الروم، وين (ما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى)، إذا نطق تحت تأثير السحر، وين أنه لا يفعل شيئا من الأمور العبادية إلا وهو معصوم فيها بل والعادية عن مثل هذا الأمر، وين (قم الليل إلا قليلا، نصفه أو) متى صار عجل إذا كان مجنب وإجا للصلاة، متى كان يقوم الليل إلا قليلا. طيب.
فهذه من الـأمور التي تسلب الاعتماد على شخصية رسول الله (ص) كمبلغ عن الوحي. بعض الأشياء تشوه الصورة المعنوية للنبي، احنا تحدثنا عن صورة يقدمها القرآن، هي صورة في القمم، في الأعالي. بس لما نراجع إلى بعض كتب المسلمين نجد هذه الصورة غير موجودة، نجد صورة رجل عندما يجي السرك الحبشي ينتخب إله مكان هو المسجد، المسجد وقف لماذا؟ للعبادة لو للتفرج واستعراض السيرك. قالوا أن جماعة من الحبشة ممن يلعب بالحراب ويسون حركات استعراضية جيئ بهم إلى مسجد رسول الله. فالنبي أيضا جاء بزوجته ووضع خده على على خدها، ما ينسى الأشياء الرومانسية النبي ترا. طيب. وأصبحا ينظران إلى لعب الحبشة بالرماح وبالدرق. طيب. هالسا المسجد مكان لعب. مسجد النبي (ص). ومقام النبي أن يجيب زوجته هالشكل ويتفرج. هذا يهون من الشخصية المعنوية، ذاك يهون من الشخصية التبليغية، هذا يهون من الشخصية المعنوية.
الذي يقول، الحديث الذي يقول: أن النبي – والعياذ بالله – كان في طريقه فمر بسباطة قوم، (مكان مكشوف، فضاء، وياه جماعة أيضا)، فوقف هكذا ورفع ثوبه وبال واقفا، بعدين قال لواحد من الحاضرين اعطيني الماي، زين، هذا مثل هذا الأمر، لا تقول نبي، لو إمام الجماعة مالتك، إمام جماعتك شفته فد يوم وسطة السوق شايل ثيابه وقاعد يتبول تجي بعدين المسجد ماله، يعني هالسا قد ما يكون فعل حراما إن لم تشاهد عورته لكن هذا ينزل من قيمته المعنوية، وقد طهر الله، قام الدليل على أن الله طهر الأنبياء من كل المنفرات الخلقية والخلقية.
حتى الخلقية، ما يجيب نبي مشوه، ما يجيب نبي قبيح، مع أنه خوب هذا خلقة الله. لكن لا، الغاية من الاتباع، لازم يكون النبي جذاب، إن شاء الله نتكلم ذات ليلة في هيئته الشخصية سلام الله عليه، لازم يكون جذاب حتى يستقطب الناس. أما يكون مشوه، يكون منفر، يكون قبيح. ولذلك بعض الروايات اللي تجي وهي روايات غير ثابتة أن نبي الله أيوب صار من المرض بحيث الدود يدخل من مكان ويطلع من مكان، هذا كلام لا يمكن أن يقبل أبدا. تعفن جلده وصار الدود يدخل من مكان ويطلع من مكان، شنو نخلة.
هذه من المنفرات التي لا يمكن أن تقبل في الأنبياء. كذلك مثل هذه الأخلاق أيضا أخلاق منفرة، فكيف يمكن أن يبتلى بها رسول الله (ص)، وعلى هذا المعدل من الروايات، وكونها موجودة في كتاب اعتبروه صحيحا، لا يبرر. بل حتى لو وجد أمثالها عندنا في كتب الإمامية وبسند صحيح لا يمكن أن يقبل. لأن أولا لأن العقائد – هاي كملاحظة خليها في بالك – العقائد لا يكتفى فيها برواية ولا روايتين ولا ثلاث روايات حتى لو كانت صحيحة. لا بد أن تفيد العلم، أو يقوم الدليل العقلي عليها، رواية ما تفيد العلم تفيد الظن غاية الأمر أن هذا الظن معتبر إذا كان خبر ثقة. فإذا جتنا رواية من هالنوع ما نقبها سواء جاء بها صحيح البخاري أو جاء بها كتاب الكافي أو أي كتاب آخر، ولذلك لم يقبل علماءنا الكبار شيخ الصدوق، رحمة الله عليه اللي هو من أعاظم المحدثين لما جاب رواية سهو النبي رفضت هذه الرواية وسندها معتبر عنده. طيب.
فهذه إذن الصور، صور لا يمكن أن تكون مقبولة. لاحظوا كيف تحدث المعصومون عن رسول الله (ص). طبعا ما يمكن احنا نستعرض كلما تحدث به المعصومون عليهم السلام وإنما نورد بعض الشذرات. كلام الإمام أمير المؤمنين (ع) كثير في نهج البلاغة، منها خطبة كاملة عنوانها في تعليم الناس الصلاة على محمد (ص).
إن شاء الله في ليلة من الليالي، احنا نتعرض إلى هذه الكلمات، وعنده في خطبه، الإمام أمير المؤمنين غالب خطبه يبدؤها بالثناء على الله عز وجل وحمده ثم يعطف على ذكر رسول الله ويبين صفاته ومحامده وأوصافه. من ذلك ما قال، قال: "حتى أفضت كرامة الله (بعد ما تحدث عن تاريخ الأنبياء السابقين) قال: حتى أفضت كرامة الله إلى محمد فأخرجه من أفضل المعادن منبتا) من وين أخرجه، أخرجه من عبد الله وآمنة، هاي أفضل المعادن منبتا، شلون صار في بعض كتب الجمهور كلام أن النبي قال لبعض الكفار إن أبي وأباك في النار! كيف صار أفضل المعادن منبتا، هذا اللي في النار يصير معدن طيب. مو معدن طيب أبدا، إن شاء الله احنا نتحدث أيضا في الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة، عن والدي رسول الله وإيمانهما صلوات الله عليه.
من أفضل المعادن منبتا وأعز الأرومات مغرسا من الشجرة التي صدع منها أنبياءه، أنت تقرأ في دعاء في الصلاة الشعبانية: اللهم صل على محمد وآل محمد شجرة النبوة، هاي شجرة أنبياء ونبوات. "وانتخب منها أمناءه، عترته خير العتر، وأسرته خير الأسر، زين عبد المطلب مو أسرة رسول الله، أبو طالب مو أسرة رسول الله، عبد الله مو أسرة رسول الله، آمنة مو أسرة رسول الله، كيف صاروا خير الأسر إذا هذولا مو موحدين ومو مؤمنين وفي النار!
وأسرته خير الأسر وشجرته خير الشجر نبتت في حرم وبسقت في كرم لها فروع طوال وثمرة لا تنال" الإمام أمير المؤمنين، له أحاديث كثيرة وخطب كثيرة في هذا المجال. الإمام زين العابدين (ع)، الدعاء الثاني، أنا أرجعك إليه، الدعاء الثاني من الصحيفة السجادية في الثناء على الرسل والصلاة على سيدهم محمد (ص).
دعاء كامل في الصلاة على النبي وفي ذكر صفاته ومحامده وخلائقه وجهاده. بل في غير هذا، في دعاء ختم القرآن، بعد ما يتكلم عن القرآن أيضا يتكلم عن المرسل بالقرآن الكريم. وأنتم تعلمون وقد أشرنا إلى هذا في أوقات سابقة، أن واحد من أهم مصادر المعرفة الدينية عندنا الإمامية الأدعية المروية بطريق معتبر عن المعصومين (ع). واحد من مصادر المعرفة الدينية هو الأدعية. يعني الدعاء مو مجرد توسل إلى الله ومحل بكاء وارتباط بالله، هذا كله موجود، بس أيضا فيه جانب آخر مضمون عقيدي ومضمون إيماني ومعرفي أيضا.
الإمام الصادق (ع) اله خطبة طويلة في حق رسول الله (ص) الإمام الرضا ولو أردنا تتبع ذلك لطال بنا المقام لكن كلها تجمع على قاضايا أساسية أن النبي (ص) مو شخص إجا وكلف بالرسالة بعد ما صار عمره 40 سنة كان قبل ذلك وضعه الله العالم، شنو كان يعبد، ما أدري أخلاقه شلون، كان قد أكل كما ذكروا في بعض كتبهم، أكل ما ذبح على النصب، بينما عبد الله بن نفيل ما قبل ياكل النبي راح ياكل، ولكن بعدين الله وفقه وأعطاه بزة الرسالة وصار خوش آدمي. لا .. ليس الأمر هكذا.
الأمر، الزهراء تقول: "اختاره قبل أن يخلقه واصطفاه قبل أن يبتعثه" قبل أن يخلق الخلق، كان رسول الله (ص) مصطفى مختارا خلق الله نوره أول الخلق كما قال في حديث: رسول الله يسأله جابر بن عبد الله الأنصاري، يقول له: "يا رسول الله، أي شيء خلق الله أولا؟ قال: نور نبيك يا جابر".
واختاره بالرسالة كما قال رسول الله: كنت نبيا وإن آدم لمنجدل في طينته". قبل خلق آدم الله شاء أن أكون نبيا. أو نبأت آدم بين الماء والطبن"، بعد ما هكذا صار، ظل برعاية الله عز وجل من صلب طاهر إلى رحم طيب، "لم يجتمع أبوان لي (كما قال) على سفاح الجاهلية ولم يشبني شيء من أدرانها" وبعد ما خرج إلى هذا الكون وأضاء بطلعته وكل الله – يقول أمير المؤمنين (ع): "وقد قرن الله به مذ كان فطيما – فطيما يعني شقد عمره، سنتين – مذ كان فطيما قرن به ملكا من أعظم ملائكته يسلك به محاسن أخلاق العالم ليله ونهاره" من عمره سنتين. شنو ينسى بعدين، شنو يسوي هالأفعال غير اللائقة بعامة الناس. عمي "أدبني ربي فأحسن تأديبي" أكمل له الأدب والأخلاق، قبل سالفة البعثة، البعثة جاءت تتويج، وإلا هذا النبي، كان قد شاء الله سبحانه وتعالى هذا الأمر منذ الأزل، شاء له النبوة، هذه الصورة هي التي يتحدث عنها المعصومون وتمثل خلاصة فكرة أهل البيت عن رسول الله (ص) ... السيدة الصديقة الزهراء (ع) تتحدث عنه تقول: "اختاره قبل أن يخلقه وصطفاه قبل أن يبتعثه إذا الخلائق بنهاية العدم مقرونة وبستر الأهاويل مصونة" إلى أن تقول: "ابتعثه الله فرأى الأمم فرقا في أديانها عكفا على نيرانها منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بأبي ظلمها وكشف عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية وبصرهم من العماية وهداهم إلى الدين القويم، وهداهم إلى الصراط المستقيم، ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار ورغبة وإيثار" الله اختر النبي إلى لقائه، فمحمد (ص) من تعب هذه الدنيا في راحة قد حف بالملائكة الأبرار ورضوان الرب الجبار، صلى الله على أبي نبيه وأمينه على الوحي وصفيه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته" هاي جزء من خطبة الزهراء في المسجد بعدما جرى عليها ما جرى، من غصب إمامة أمير المؤمنين وخلافته ومصادرة فدكها وما جرى من الهجوم على منزلها لذلك رفعت ظلامتها في هذا المسجد، التفت إلى الأنصار، قال: إيه بني قيلة، يعني الأوس والخزرج ينتمون إلى جذر واحد، تريد تستنهضهم، إيه بني قيلة، ما هذه الغميزة في حقي؟ والسنة عن ظلامتي؟ أنا مظلومة فلماذا |