نص الشريط
المبادرة والسلبية الاجتماعية
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 7/1/1432 هـ
تعريف:

المبادرة والسلبية الاجتماعية

كتابة الأخت الفاضلة إيمان / البحرين

قال تعالى: " وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"

وروي عن النبي الأكرم: "السعيد من سعد في بطن أمه، والشقي من شقى في بطن أمه"

إن دور الأم في تربية وتنشأة الطفل من الأدوار الأساسية التي قد تتجاوز دور الأب، بالرغم من أن هناك نظرة أخرى كانت لدى العرب حاصلها أن الأم ليست سوى وعاء وإناء، والوعاء والإناء لا يتأثر بالشيء الموضوع فيه، فلو وضعت الطعام في إناء، فلا يتأثر الطعام بالإناء، وكان لدى العرب أن الأم ماهي إلا مستودع يحتضن الطفل كما يحتضن الإناء السائل، وبعد ذلك يخرج هذا الطفل، حتى قال قائلهم: إنما أمهات الناس أوعية.... مستودعاتٌ وللأبناء آباءُ

كانت أم المأمون جارية سوداء تسمى مراجل، فكان يعيّر بها، فكان يقول: إنما أمهات الناس أوعية.... مستودعاتٌ وللأبناء آباءُ، أي أن الولد هو ابن أبيه وهو الذي يؤثر في شخصيته..

وهناك من يقول:  " بنونا بنو أبنائنا وبناتنا ...بنوهن أبناء الرجال الأباعد " فالنسب يكون للوالد، أما أبناء البنات فليسوا أبناءنا، وهذه الفكرة ليست فكرة سليمة حيث تؤثر الأم تأثيراً كبيراً، وأحيانا أكثر من الأب، فالأب عندما يضع نطفته في رحم الأم، فإن قانون الوراثة يكون مقسم، فتتلقح البويضة الأنثوية من الحيوان الذكري، فتتشكل بويضة ملقحة تحمل نصف الجينات الوراثية من الأب ونصفها من الأم، فالأم تعطي مباشرة للطفل، ومما أخذته من أسرتها، ولعل هذا مايشير له الحديث: تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس..

فهناك جينات وراثية يرثها الطفل من والدته وأسرتها كالأخوال، وهذا أمر نلاحظه في السيدة الزهراء عليها السلام حيث كانت إذا رقّصت طفلها تقول: وا بأبي شبه النبي... لست شبيهاً بعلي

بينما ترقص الحسن فتقول: أشبه أباك يا حسنè كأنما جانب من جوانب شخصية الحسين والشكل الخارجي كان أكثر في جهة أمه، وبالتالي في جهة رسول الله.

فيتقاسم الأبوان تأثير الوراثة في تكوين الطفل وبناء شخصيته وبدنه، وهذا ثابت من الناحية العلمية في أن الجينات الذكرية والأنوثية مؤثرة، بل أكثر من ذلك في أن الرجل عندما يضع نطفته في الزوجة فإن تأثيره ينتهي عند استقرار النطفة في الرحم، فيبدأ بشكل مركز تأثير الأم، فلو مثل بعد وضع النطفة وضع الزوج نطفته ثم شرب الخمر، فلا يؤثر على الطفل، نعم لو شرب الخمر ثم وضع النطفة، فإن الطفل يتأثر، وإلى ذلك آثار كبيرة، فالروايات كثرة على عدم تزويج البنت لشارب الخمر، فعن الصادق (عليه السلام)، أنه قال: " شارب الخمر إذا مرض فلا تعودوه إلى أن قال وإذا خطب إليكم فلا تزوجوه، فإنه من زوج ابنته شارب الخمر، فكأنما قادها إلى الزنى". وعلى رواية: فقد قطع رحمه..

فالبنت ستحمل نطف فاسدة معنوياً ومادية، ففي بعض الدراسات لوحظ أن الولادات التي انعقدت نطفتها في ليلة رأس السنة الميلادية، تنتج أشخاص غير أسوياء بنسبة 60%، باعتبار أن في تلك الليلة يعاقرون الخمر، فلو انعقدت النطفة في تلك الليلة ستكون نطفة غير عادية.

ولكن الأم تؤثر على الجنين الذي هو جزء من بدنها، فكما يتأثر ببدنها وقلقها وخوفها ومرضها وإيمانها وكفرها، فيتأثر الجنين الذي يتكون بالأم، فلو تغذى الطفل على طعام الأم وكانت تشرب الخمر، فسيتأثر الجنين، وكذلك لو انعقدت نطفته من سفاح، فسيتأثر إذ هو ناتج من الحرام إذ تعيش الأم وضع نفسي وأخلاقي مضطرب، وغير طبيعي.

حتى أن الجنين يتأثر بعدم رغبة أبويه فيه، فلو خطط زوجان على عدم الإنجاب، وجاء الحمل على خارج التوقعات، فيبقى الوالدان يفكران عن كيفية مجيء هذا الحمل ورفضهم له، ويفكران في كيفية إجهاضه، فلو فكرا في هذا الموضوع ولم يحصل، يتأثر الجنين بكونه شخص غير مرغوب فيه ويكره الحياة ويريد الموتè فكل مايعتمل في نفس المرأة يؤثر في الجنين، بينما الأب، فلا يصل للجنين منه شيء بعد انعقاد النطفة.

:. المرأة ليست مجرد وعاء وإنما تمارس دوراً وأثراً مهما يتجاوز في فترة الحمل والرضاعة تأثير الوالد، فإلى السنة الخامسة من عمر الطفل يكون تأثير الأم أكثر من تأثير الأب، فالرضاعة تؤثر فيه وتنقل للطفل حالات من الإيمان أو غيره.

الشيخ الأنصاري ووالدته

ينقل عن الشيخ الأنصاري والذي يرجع نسبه لأبي أيوب الأنصاي ومنه أخذ اسمه (الأنصاري)، والذي يعد رأس المدرسة الأصولية في الفقه الشيعي، وله كتابان لا تخلو منهما حوزة علمية، كتاب المكاسب أو المتاجر بحث فقهي في أحكام البيع، وكتاب في الأصول اسمه الرسائل أو فرائد الأصول، وهذان الكتابان يدرسان كمنهج. وقد آلت للشيخ الأنصاري المرجعية العامة بعد الشيخ محمد حسن الجواهري صاحب كتاب جواهر الكلام والذي يتكون من 43 مجلد، وبعد أن حضرته الوفاة أشار إلى أن المرجع من بعده هو الشيخ الأنصاري، فعندما وصلت للأنصاري المرجعية، ذهبت جماعة لأمه في توستر (توشتر) وهي منطقة في إيران تبشرها بأن ابنها رأس الشيعة والمدرس الأول في النجف الأشرف وفي تدريس بحث الخارج، فلم تبدِ أي فرح أو تفاجؤ، فسألوها عن السبب؟ فقالت كان ينبغي أن يكون هكذا، فلو لم يكن هكذا لتعجبت، فسألت لماذا؟ قالت لأنني لم أرضعه رضعة واحدة على غير وضوء لمدة عامين_باستثناء الدورة الشهرية، وإن كان بعض النساء تنقطع عنهم الدورة الشهرية_..

الوضوء نور، والوضوء على الوضوء نور على نور، والآية الشريفة تذكر: " يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ" يقول الإمام في تفسيرها ذاك أثر الوضوء ينبعث نور بين أيديهم وبأيمانهم وشمائلهم، فالوضوء في ذلك الوقت يحتاج للخروج للخارج، حتى في وقت البرد وكون الماء بارداً.

وينبغي للأخوات الاقتداء بأم الشيخ الأنصاري، فحاولي أيتها الأم قدر الإمكان إرضاع الطفل وأنت على وضوء، وأنت تسمعين القرآن وتقرئينه..

تكوين المعتقدات والمعارف العامة لدى الطفل

:. للأم تأثير في فترة الرضاعة، فحتى المشاعر والطمأنينة أو الخوف، تصل للطفل عن هذا الطريق، فلو لم نقل أن دور الأم أكثر من دور الأب فإنه لا يقل أهمية عن دور الأب، فعلى الأمهات الالتفات لكونها مربية ومباشرة للطفل، فالطفل بين 3-6 سنوات تتكون لديه معتقداته الأولية ومعارفه العامة، فطريقة التعامل تتكون في هذه الفترة، ومعرفة العقائد (الله، الجنة، النار..) ولذلك يصدر خطأ من بعض الوالدين تخويف الطفل من الله: إذا عملت هكذا سيأخذك الله للنار، فيتكون للطفل مفهوم خاطئ عن الله يتصور فيه أنه لا يوجد لدى الله سوى النار ويعاقب بها الناس ويعذبهم، حتى صار الأطفال فيما بينهم يحذرون أقرانهم بأنك إن لم تعمل كذا فسيدخلك الله النار!! أنت مسؤول كأب وكأم أن تحبب الطفل لله وتعريفه بأنه سيشفيك وسيعطيك.

البناء اللغوي للطفل

إن الذي يقوم بالبناء اللغوي للطفل هو الأم وليس الأب، فعندما يتحدثون عن لغة الإنسان يقولون اللغة الأم، فالطفل يسمع صوت أمه وهو في بطن أمه فيختزن الكلام، فيعرف إذا كانت تلهج بذكر الله والتسبيح والتهليل، أو السب والشتام، فيخزن الجنين الحركات والألفاظ التي يسمعها من الأم، حتى إذا وُلد فسيكون لديه محصول لغوي.

وكذلك تعلم الأم الطفل على الحروف والكلمات وطريقة التخاطب_على أغلب الأحيان الأم هي التي تقوم بهذا_، وقد رأينا في حياة السيدة الزهراء أنها كانت تعلم أبناءها طرائق للكلام، فهناك روايات عدة للإمام الحسن عليه السلام، فعن الحسن بن علي، قال: علمني جدي - أو علمني النبي - صلى الله عليه وسلم - كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، فإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت.

كان عمر الحسن عندما توفى النبي الأكرم بالكثير 6 سنوات، فقد تعلم ربما وهو ابن خمس أو أربع سنوات أو أقل، فالطفل يسمع من الوالدين ويخزن ليكون هذا الكلام أسلوب حياة.

وعن الحسن عليه السلام: "رأيت أمّي فاطمة (ع) قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعةً ساجدةً حتى اتّضح عمود الصّبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتُسمّيهم، وتُكثر الدّعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أمّاه، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بنيّ الجار ثم الدّار".

يتبين من الرواية أن الإمام كان يسمع دعاء الزهراء عليها السلام، وكان مدركاً لهذا المعنى، مما جعله يسألها.

والدعاء للغير قبل النفس له آثاراً على النفس أيضاً وليس فقط على من دعوت لهم، فعن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
"ما من عبد دعا للمؤمنين والمؤمنات إلا رد الله عليه مثل الذي دعا لهم من كل مؤمن ومؤمنة مضى من أول الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة، وإن العبد ليؤمر به إلى النار ويسحب فيقول المؤمنون والمؤمنات: يا ربنا هذا الذي كان يدعو لنا فشفعنا فيه، فيشفعهم الله فيه، فينجو من النار"

فعندما تقول اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات كأنك حمّلتهم جميلاً وينبغي أن يردوا عليك هذه الهدية حتى ولو كانوا أمواتاً، ويبعث الله ملكاً يدعو لك عن كل مؤمن من المؤمنين، والزهراء من شفقتها كانت تدعو للمؤمنين، وهنا يتبين أن الإمام الحسن والحسين كانا يستيقظان الليل لكي يلاحظوا وِرد الزهراء عليها السلام وتهجدها، وإحيائها الليل بالعبادة، بل كانت الزهراء تستعين على إحياء ليلة القدر بأن تنيم أبناءها نهاراً لكي يستطيعوا إحياء الليل.

وهنا فرق بين تعامل الزهراء مع أطفالها، وبين بعض الناس عندما يذهبون للمسجد ولا يحملون أطفالهم، فأما تبقى الأم مع الطفل، ويذهب الأب للمسجد أو المأتم، أو يبقى الأب وتذهب الأم.

:. البناء اللغوي والأخلاقي والديني هو مسؤولية الأم، وإن تسليم الطفل لا سيما في المراحل الأولى لغير أمه، فهذا جناية في حق الأطفال، فلو جاء الأب في لحظة غضب وطلق الأم، تبقى الأطفال في حاجة للأم.

وكذلك مع وجود الأم، تسلم الأطفال لعاملة منزلية تتولى تربية هؤلاء الأطفال، فلو كان الأب يعمل والأم تعمل، وهما يربيان الطفل، فيحتاج الطفل لجهد لكي يخرج إنسان سوي ومستقيم، ولكن كيف إذا ترك الوالدين هذا الطفل لمن لا يتفق معهما في المناحي التربوية، ولا يمتلك نفس الحنان والشفقة.

فينبغي أن تفكر الأم في أن استثمارها الأساسي يكون في تربية الأب وهي المسؤول الأول، وعلى الوالد تهيئة الأجواء، فليس من الصحيح أن يريد الزوج من الزوجة أن تنظف وتعمل وتغسل وتربي وتهتم به، ومع ذلك تربي الأطفال، فيجب على الزوج إعانتها ومساعدتها، والحمل عنها جزء من الهم والثقل، لكي يكون لديها مجال في تربية الأطفال وتنئشتهم تنشئة حسنة، ولا سيما بالنسبة للبنات، حيث أن دور الأم بالنسبة للبنات أكبر، حيث أن الولد من بعد السنوات ينحى ناحية أبيها، ولكن الأم تستمر في التصاقها بـأمها، في فترة الحمل والرضاعة والطفولة المبكرة، وتحاول أن تتمثل شخصيتها، فتحتاج البنات عناية أكبر لأنهن أرهف شعور وعواطف.

فالتوصيات تنصب على البنات أكثر من الولد، فعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: "من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور؛ فإنّه من فرّح ابنة فكأنّما أعتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أقرَّ عينَ ابن فكأنّما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله أدخله جنّات النعيم".

فتقدم الإناث مراعاة لجانبهن العاطفي ومشاعرهن، وليس كما يفعل البعض في تفضيل الأبناء الذكور، أو يقارنون بين الأخ وأخته، فالمقارنة عمل سيء من الناحية التربوية، وكذلك المقارنة بين الأخ وأخيه، حيث يشعر الطفل بالعجز والنقص، وتهدم شخصيته، فتخلق عداوات بين الأخوة، وكذلك المقارنة بين أبناء العم والأهل والأقران.

الثقافة الفقهية وتعلم الأحكام الشرعية

فالمقارنة بين ابنيك؛ وبين البنت والابن؛ وبين الأبناء وغيرهم كلها غير حسنة‘ فينبغي للأم أن تلاحظ الفتاة وتعلمها الأمور الخاصة بالنساء ولا تتركها لغيرها، من الأمور الشرعية كغسل الحيض وغيره، فالدور الطبيعي يكون للأم ولا يأتي الوالد ليعلمها.

وكذلك يجب الانفتاح لها وفتح قلبها للأم والأم كذلك، فينبغي أن يكون قلب الأم أوسع لكي تنفتح البنت لها ولا تختار مواضع أخرى لتفضي لها بالكلام.

 نرجع للحديث الشريف "السعيد من سعد في بطن أمه، والشقي من شقى في بطن أمه"

ما الذي تعطيه الأم من غذاء روحي وبدني وصفات، وماذا تنقل له من داخلها، فهذا يؤثر، ولكن هذا ليس شيء حتمي، حيث يستطيع الإنسان أن يمسك بزمام نفسه حتى لو نشأ في ظروف فاسدة، ولكن بوضعك للطفل في بيئة صالحة، يقتضي ذلك بحسب القياسات الاعتيادية أن يثمر ثمر طيب، والعكس بالعكس، فيقول الله تعالى: " وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا"

فالقاعدة هكذا ولكن ليس بالضرورة أن يكون حتمياً، فربما يكون طفل في بيت صلاح، فيختار طريق آخر، والعكس، وهذا معنى الحديث، فلا يقصد أن الطفل تكون حياته في بطن أمه بل لديه طريق وقابليات، فلو وضع الطفل في رحم مؤمن وتلقى الإيمان، فإنه يخرج مؤمن، وهناك نماذج عدة.

 

أم البنين نموذج مضيء لمعنى الأمومة

 ومن النماذج المضيئة التي تذكر، أولاد أم البنين فاطمة بنت حزام الكلابية التي تزوجها أمير المؤمنين في عام 27 أو 28 هـ، بعد شهادة الصديقة الطاهرة ب17 عاماً.

خلال هذه الفترة إلى وفاته تزوج الإمام علي 6 حرائر والباقي أمهات أولاد، وأنتج من الجميع 17 ولداً وبنتاً، وتميز بعض أبنائه عن غيرهم، فقسم تميز بميزات فبرز لهم ذكر، وقسم آخر كانوا عاديين فلم يبرز دوره.

- الحسنان كانا إمامين عظيمين.

- محمد بن الحنفية رجل عظيم وفقيه.

- أبناء أم البنين وفي طليعتهم العباس والذين شرفهم موقفهم في كربلاء.

نلحظ أثر تربية أم البنين لأبنائها في مواقفهم، بينما الباقي ربما لم تكن لهم مواقف لذلك لم يُذكروا، بل كان البعض في الطرف الآخر مثل عمر الأطرف الذي لم يكن له موقف مشرف مع الحسين وكربلاء مع أنه كان ابن أمير المؤمنين، فعندما نرى أن هناك من له تأثير في كربلاء من أبناء أمير المؤمنين، نستشف أن هؤلاء الأبناء وراءهم أمًّا كانت تشجعهم على ذلك.

فأم البنين عندما قدمت الحسين على أبنائها وهذا تهذيب تعلم أن الحسين إمام معصوم، وواجب أبنائها هو نصرته، فعندما وصل الركب الهاشمي إلى المدينة المنورة وسمعت أم البنين بمجيئهم، ذهبت وسألت عن الحسين فقط، فكان يعزيها بشر بن حذلم بأبنائها وهي تقول ما سألتك عن أبنائي بل عن الحسين عليه السلام..

 

فالسلام على الزهراء وعلى أم البنين والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.

 

مرات العرض: 5721
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (4588) حجم الملف: unknown file size
تشغيل:
أهل البيت ومظاهر المبادرة : ـ في بدر وأحد ، وعلي في الخندق يقول أنا يا رسول الله . وصف الامام لهم بأنهم كان يقدمهم النبي في المعارك : وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا احمر البأس ، وأحجم الناس ، قدم أهل بيته فوقى بهم أصحابه حر الأسنة والسيوف ، فقتل عبيدة بن الحارث [ وهو ابن عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ] يوم بدر ، وقتل حمزة يوم أحد ، وقتل جعفر يوم مؤتة ، وأراد من لو شئت ذكرت اسمه مثل الذي أرادوا من الشهادة ، ولكن آجالهم عجلت ومنيته أجلت) .. مظاهر السلبية : 1/ الاغراق في التوجه الذاتي : كل انسان له حياته الفردية ، وهو المسؤول عنها والمحاسب عليها ، وهذا معلوم لكن البعض تتحول له هذه الحياة أشبه بالهدف والغاية ، يكد ليأكل ويأكل ليكد ، يصفه الامام علي ( كالبهيمة المربوطة همها علفها أو المرسلة شغلها تقممها ) ، الكثير من الناس دورة حياته هي من الدراسة إلى العمل فالزواج فالبيت ثم الأولاد ، والانشغال في كل مرحلة بمشاغلها ، متى يكون للدين نصيب ؟ ومتى يكون للمجتمع سهم ؟ حتى قال بعضهم إن شغل الانسان هو برصيده وبطاقة ائتمانه ! وفي المقابل نجد في المجتمع أفرادا وأصنافا يبذلون قسما من حياتهم في سبيل أهدافهم ومبادئهم .. القائمون على الجمعيات الخيرية .. الناشطون السياسيون ، المدافعون عن حقوق مجتمعهم ، الذين يبلغون رسالات ربهم ، المتابعون للظواهر السيئة في المجتمع مثل مواجهة المخدرات .. 2/ الاكتفاء بالتذمر من الأوضاع : ينظر إلى الوضع السياسي فيرى فيه الفساد والعلمي فيرى فيه التأخر ، على المستوى المحلي أو المذهبي ، ينتقد أوضاع الجمعيات الخيرية ، وعلماء الدين ، والتجار ، والفضائيات ، والخطباء .. وأحيانا يصب جام غضبه في الانترنت .. حيث لا مسؤولية . 3/ ـ النقد السلبي للعمل والعاملين : ( فكرة القضاة والمتفرجين ) . مادام العمل موجودا فاحتمال الخطأ قائم والعصمة لأهلها ، الذي يسكت لا يتبين خطأ لفظه وسوء أدائه لكن لو بدأ في الحديث والموعظة فلا بد أن يبدو منه خطأ ..فهل ينتظر من الخطباء أن يسكتوا حتى لا يخطئوا ، أو من العاملين أن يتوقفوا حتى لا يزلوا ؟ السلبية لها ثقافة وتبريرات : أرى ألف بان لا يقوم لهادم فكيف ببان .. بعد خراب البصرة ! اتسع الخرق على الراقع ! اليد الواحدة لا تصفق ! لا نتدخل في الحياة الشخصية للآخرين ! بوردة واحدة لا يحصل الربيع ! كل من بدينه الله يعينه ! الآخرون يكفونا العبالة ! طنش تنتعش ! . في المقابل فكرة المبادرة : 1/ تعتمد على أن الكلمة الطيبة صدقة .. قل كلمة تشجيع ، أو نقد ، أو متابعة .. فهي صدقة . 2/ تعتمد على أنه لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان منه أقل ..و ( إنا لا نضيع أجر المصلحين ) . 3/ في المجتمع نواحي كثيرة فيها الخلل ، وبدلا من أن تلعن الظلام اشعل شمعة ، قد لا تضيء كل البلد ولكن تضيء جانبا منه . الامام علي يقول : اصنعوا الخير ولا تحقروا من شيئا ، ولا يقولن أحدكم إن أحدا أولى بفعل الخير مني فيكون والله كذلك ) . قضية الآقا بزرك : - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : وهو فهرست كبير لما ألفه علماء الشيعة طوال أربعة عشر قرنا من الزمان ، ويقع في ثمان وعشرين مجلدا . " وكان الباعث على تأليف الذريعة هو ما ذكره ( جرجي زيدان ) في كتابه " تاريخ آداب اللغة العربية " حينما تحدث عن الشيعة فقال ما خلاصته : " الشيعة طائفة صغيرة لم تترك أثرا يذكر ، وليس لها وجود في الوقت الحاضر " . فدفع هذا القول بالشيخ آغا بزرك ورفيقه في العلم " السيد حسن الصدر " المتوفى عام 1354 و " الشيخ محمد حسين كاشف ‹ صفحة 61 › الغطاء " المتوفى عام 1373 أن يتعاهدوا ويأخذ كل واحد منهم على عاتقه بيان جانب من جوانب الثقافة الشيعية الفنية والتعرف بها " . " وقد تقرر أن يبحث العلامة السيد حسن الصدر حول الآثار العلمية الشيعية ، وبيان فضل الشيعة ، وسهمهم في تأسيس علوم الإسلام ، وظهرت ثمرة بحثه في كتابه " تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام " الذي طبع بمساعدة الشيخ نفسه عام 1370 . أما العلامة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء فقد تقرر أن يكتب نقدا لكتاب جرجي زيدان " تاريخ آداب اللغة العربية " ويكشف عن كل أخطائه فيه ، وقد نفذ هذه المهمة ، وكتب نقدا علميا جامعا للكتاب بمجلداته الأربع " وأما الشيخ آقا بزرك فقد تعهد أن يكتب فهرسا يجمع فيه أسماء كل مؤلفات الشيعة " • في القضايا الوطنية : ـ رقابة شعبية على السرقات والانجاز والدوام . • في القضايا الاجتماعية : لجان الاصلاح الاجتماعي ، نواد للشباب والفتيات ، فن رسم • قضايا الثقافة : إشاعة فكرة الكتاب والقراءة • صلوات الجماعة : أصدقاء صلاة الجماعة • جمعية المعاقين ، وذوي الاحتياجات الخاصة ، وصناديق الزواج ، والاقراض والمساعدات • لتكن المشكلة دافعا لك للمبادرة .. • اسأل نفسك أين أنت من الخدمة الاجتماعية ؟

تاريخ التشيع في المدينة المنورة
الشيعة في العالم : سكانيا وجغرافيا