نحو فهم افضل للسيرة الحسينية
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 20/1/1447 هـ
تعريف:

نحو فهم أفضل للسيرة الحسينية

الكاتبة الفاضلة ام جواد

روي عن سيدنا ومولانا ابي الحسن علي بن موسى الرضا "ع" أنه قال(من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيا فيه امرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب) صدق سيدنا ومولانا ابو الحسن علي ابن موسى الرضا صلوات الله وسلامه عليه. عطروا مجالسكم بذكر محمد وال محمد هذا الحديث هو واحد من جملة أحاديث كثيرة رويت عن الإمام الرضا فيما يرتبط بقضية الحسين "ع"، الإمام الرضا عليه السلام انتشر عنه علم كثير جدا فيما يصفه بعض الباحثين في ادوار الائمه بانه النهضة الفكرية العقائدية الفقهية الثالثة في تاريخ ائمه الهدى عليهم السلام بعد فترتي أمير المؤمنين سلام الله عليه والامامين الباقر والصادق صلوات الله عليهم، وأتاحت الظروف التي عاشها هؤلاء الائمه فرصا واسعه لتبليغ الاحكام والعقائد والسيرة مما قد لا يكون نفس الظروف حصلت لغيرهم، والا كلهم في العلم والمعرفة بما يحتاج اليه البشر في هذا المستوى . نحن نلاحظ مثلا ان كثيرا من الأحاديث عن ما يرتبط بكربلاء ما يرتبط بثواب اقامة ذكر الحسين عليه السلام هي تروى عن الامام الرضا (ولعل من اشهرها هو حديثه للريان ابن شبيب الذي لا يخلو تقريبا موسم من ذكره: يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشيء فابكي الحسين فإنه ذبح كما يذبح الكبش) ( يا ابن شبيب إن سرك أن تكون معنا فقل كذا ..إن سرك أن يكون لك ما لأصحاب الحسين فقل متى ذكرته يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما) يعني حديث طويل لعله يحتل صفحتين من الكتب وهو نادر في مضامينه وفي تفصيله. من جمله تلك الأحاديث هذا الحديث الذي يشير فيه الامام عليه السلام الى ان من بكى فله من الاجر كذا، من أبكى فله من الاجر كذا، بل من جلس حتى مجرد الجلوس والحضور في مجلس مع عدم البكاء، حتى لو ما صار بكاء. ذاك القسم الاول من بكى يظهر بينه وبين نفسه عندما يذكر مصاب الحسين عليه السلام، هذا من يأتي ويجلس مجلسا يذكر فيه امرهم وقضيتهم، يحيى فيه امرهم لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب. مثل هذه الروايات، مثل هذه الأحاديث وهي كثيرة صنعت تجاه في داخل شيعة اهل البيت عليهم السلام يتمثل في إقامة هذه المجالس وإحياء هذا الذكر وما شابه ذلك. فأصبحت بالإضافة الى البكاء الفردي ان صح التعبير مع التذكر أصبحت هناك حالة اجتماعية هي المجالس، كما ورد في حديث الفضيل بن يسار عن الامام الصادق عليه السلام ( تجلسون وتتحدثون؟ فقال: نعم، قال: اني لأحب تلك المجالس )معنى ذلك ان الامام عليه السلام يخبر عن حالة اجتماعية سائدة في زمان الفضيل زمان الامام الصادق عليه السلام يقول نعم فيثني الامام على ذلك ويقول: اي والله اني لأحب تلك المجالس فأحيو أمرنا رحم الله امرءا أحيا أمرنا) فصار هذا مسار، صار توجه/ صار تشكيل اجتماعي يترافق مع وجود شيعة اهل البيت عليهم السلام من زمان ما قبل الامام الصادق عليه السلام واستمر الى ايامنا هذه. بطبيعة الحال كانت تقرأ سيره الامام الحسين سلام الله عليه في هذه المجالس منذ ذلك الزمان حتى في بعض الروايات المتأخرة في زمان المتوكل العباسي 230 هـ فصاعدا يعني بعد حوالي 100 سنة من حديث الفضيل مع الامام الصادق عليه السلام وبعد حوالي 30 سنه او اكثر من شهاده الامام الرضا عليه السلام يتحدث بعض الرواة يقول: انا اروح الى كربلاء ليله النصف فأرى الناس هناك بين ذاكر يذكر وقاص يقص وراث يبكي ويبكي) فصارت هالشكل حاله تبعها ان سيرة الحسين عليه السلام وواقعة المقتل وظروفه اصبحت تتلى وتقال في هذه الاماكن المختلفه وهذه المجالس، والى يومنا هذا بحمد الله هذا الامر مستمر يعني في كل سنه في كل منطقه من مناطق اهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ترى هذا الرسم والمراسم والمجالس قائمة، وتتلى فيها سيره الامام الحسين عليه السلام. قراءة السيرة استجلبت بعض الأسئلة وبعض الاستفهامات بل وصنعت شيئا من الحس النقدي والتفكير في تفاصيل هذه السيرة عند الكثير ممن يستمع. لما يستمع مثلا يخلي في باله هذا يصير ما يصير، ذاك كذا كيف يكون؟ ولذلك انت تجد في كل سنه من السنوات تبرز أسئلة وتثار ملاحظات وما شابه ذلك، وهذه في جملتها ليست امرا مخيفا يعني عندما مثلا واحد من المستمعين يتساءل او يتعجب او يستفهم او ما شابه ذلك هذا ليس امرا مخيفا لأننا نعتقد ان المقدار الموجود من السيرة من مصادره المختلفة كفيل بالإجابة عن اغلب الأسئلة، ويمكن بالتالي توجيه هذه الاستفهامات والاستفسارات وما شابه ذلك، فلا ينبغي ان الانسان يخاف كيف يسال هذا السؤال وكيف يقال هذا الكلام وما شابه ذلك، هناك أجوبة في العادة موجوده ما دام المتن الأصلي للسيرة ثابتا ومحكما. هنا نحن نقدم بعض الملاحظات فيما يرتبط بمعالجة ما قد يتبادر الى ذهن السامع من أسئلة ترتبط بالسيرة هي بمثابة حلول أو اقتراح لحلول قد يلجأ الانسان اليها وبالتالي تصنع له طريقا فيه نوع من التوازن. من تلك الامور اولا ينبغي ان يفكر الانسان المؤمن المستمع للسيرة ان هناك مسافه بين الاشعار التي تقال وبين حقائق السيرة. الشاعر رجل عادي وشأنه أن يعظم الأمر، الشعر هو فيه حالات عاطفية، فيه حالات مبالغة، فيه حالات كذا، فاذا سمع الانسان شعرا في قضية من قضايا السيرة لا يسارع إلى تسفيهها، بل يرى هل هو قول شاعري أم من أصل السيرة، مثلا حين يسمع هذا الشعر: بكتائب في الطف أولها وآخرها في الشام متصل هذا الشعر من فحول بعضهم، كيف كتائب اولها في كربلاء واخرها في الشام، المسافة هذه حوالي 2000 كيلو متر كلها بشر وكلها كتائب شيء غير معقول، فنقول هذا لسان الشاعر لا يعبر بالضرورة بدقه عن الحادثة، لان شان الشاعر هو هذا، شان الشاعر تضخيم الامور وتكبيره والا ما صارت صوره شاعرية. الان انت لما تسمع مثل هذا الشعر تثبت في ذهنك صورة ضخمة جدا عن العدد لكن هذا ليس هو الواقع، الواقع هو ما ورد في روايتين معتبرتين احداهما للإمام الحسن المجتبى عليه السلام والاخرى للإمام الباقر عليه سلام انهم كانوا 30,000 في حديث الإمام الحسن "ع" :( لا يوم كيومك يا أبا عبد الله يزدلف إليك 30,000 يدعون أنهم من أمة محمد فيقتلونك عطشانا) وفي الرواية الاخرى عن الامام الباقر عليه السلام يجي يشرح تفاصيل ( فبعث عمر بن سعد 4000 وجعل عليهم فلان ثم اردفهم ب 2000 وعليهم فلان وهكذا حتى تكاملوا 30,000 ) فاذا عندنا روايتان هذا من جملة ما يوجد لدينا والا يمكن ان يأتي الانسان بشواهد أخرى على هذا أنهم كانوا 30,000 لما تخلي هذه 30,000 وتخلي بجنبها بيت الشعر مثلا كتائب في الصف اولها واخرها بالشام متصل، تشوف هناك مسافة. اللي عادة يسمع من الخطيب او من المتحدث، منا يعني نحن اذا حسبنا من الخطباء، عادة نحن نستشهد بالشهر في الرثاء في المصيبة في الشجاعة فيما شابه ذلك، والشاعر كما قلنا لا يلتزم بالدقة الكاملة في العدد وانما يلتزم بالصورة المبهرة كما هو حال شعراء والا اذا شاعر قال كما قال احدهم: (الارض أرض والسماء سماء والماء ماء والهواء هواء) فهذا ما يصير شعر لابد ان يجعل له صور تعبيريه وادبية، حتى قيل: ان اعذب الشعر اكذبه، فأولا لازم واحد يخلي في باله قبل ما يثير السؤال في ذهنه أو يثيره على غيره :هل هذا في متن السيرة الأصلية أو أنه في قول الشاعر الذي تمثل هذه الصورة واعطاها في صورة ابيات سواء كانت ابيات شعبيه او ابيات فصيحة: واللي يميل فيها بشكل طبيعي هذا الشاعر الى تعظيم الامر وتضخيمه، وهذا اللي يخلي الشعر شيء لطيف ويبقى في الذاكرة ويبقى في الذهن ويصنع صورا معبره في اذهاننا، لكن قد يكون هناك بينه وبينه المتن الاصلي للسيرة قد يكون هناك فاصلة ما بين الدقة كما في السيرة وما بين الصورة المكبرة والجميلة الموجودة في الشعر. هذه أول ملاحظة ينبغي أن يلتفت الانسان إليها، هذا واحد، وبنفس الامر ايضا ان نقول ان يلتفت الانسان هل هذا كلام الخطيب، هل هو دقيق في نقله للسيرة أو لا هو بالتالي لا يلتزم بالنص مثلي وامثالي من الخطباء إن عددت منهم، عندما انا اتي للحديث مثلا اعبر بنحو من الانحاء قد لا التزم بالعبارات الصريحة والدقيقة الموجودة في هذه السيرة، بقدر ما انا اعبر عن ذلك بأنحاء مختلفة. إذا التفت الانسان الى هذا المعنى ان الشاعر عندما يقول لا يعبر بالضرورة بدقة كافية عما هو في السيرة، والخطيب عندما يتكلم هو يتكلم على نحو الارتجال لا يقرا مثلا من كتاب حتى يلتزم بعباراته بشكل دقيق وإذن من الممكن ان يقول كلاما هذا الكلام يريد ان يعبر فيه عن معنى لكن قد لا يكون بإحصائيات دقيقه جدا او بتعابير حازمة وانما يكون بين ذلك وبين هذا فاصل، فانت تسمع مثلا ان الشيخ الفلاني العالم الفلاني الخطيب الفلاني قال هذا الكلام او ذاك، طيب هذا قد يكون تعبيرا من قبله هو قد يكون فيه مقدار من المبالغة وقد لا يكون متعمدا في ذلك او متعمدا، ولكن هناك بينه وبين السيرة الأصلية قد يوجد فاصل، طبعا الافضل ان الانسان يلتزم قدر الامكان بما هو موجود بشكل دقيق وحازم في هذه السير، لكن يحصل غير هذا الامر، اذا عرفنا انه توجد هناك مسافة بين الشاعر وبين من يكتب السيرة بدقة، بين الخطيب وبين من يكتب السيرة بدقة، آنئذ قسم من الأسئلة والإشكالات والملاحظات قد تكون هي بذاتها تحل من دون حاجة إلى ان نبحث أكثرفيها وما شابه ذلك، هذا أمر أول. الأمر الثاني الكلمات التي تنقل عن الامام الحسين عليه السلام او عن بعض الاصحاب ينبغي ان تلاحظ ضمن موضوعها وضمن مكانها وزمانها، فقد تكون موجهة لأشخاص معينين، قد تكون من اجل الالزام، قد تكون الظرف يقتضيها، مثلا ان الامام الحسين عليه السلام عندما تكلم مع القوم في احدى خطبه قال: ( يا حجار ابن ابجر ويا فلان ويا فلان ويا قيس ابن الاشعث ويا فلان ويا فلان ألم تكتبوا إلي ان قد اينعت الثمار واخضر الجناب فاقدم فإنما تقدم على جند لك مجندة، فقالوا له :ما كتبنا لك ذلك، قال: والله بلى قد كتبتم وفي بعض الروايات: وأخرج إليهم خرجا فيه كتبهم) زين هذا الكلام هل فعلا احنا نحمله على محمل نهائي انه لو هؤلاء لو ما كتبوا الى الامام الحسين عليه السلام ما كان يخرج باتجاه تغيير الحكم الاموي الفاسد؟ كلا، وانما هو في هذا الموضع هو نوع الزام لهم، هو نوع توبيخ وتبكيت لهم، قبل ان يكون كاشفا عن ان الامام الحسين عليه السلام انما جاء الى الكوفة لان امثال هؤلاء قد دعوه إليها. ولذلك بعض من كتب في أن الامام الحسين عليه السلام "وهذه احدى النقاشات اللي دارت في فترات مختلفة عند الأمامية انه هل الامام الحسين عليه السلام كان يعلم بمقتله او لا، وهل انه عندما ذهب الى الكوفة كان ذاهبا الى اقامة حالة إسلامية، وان الشعب كان متفاعل معه وقابل منه ومبايع له لو لا، واستدلوا في ذلك وهو استدلال غير صحيح في تقديرنا ان الامام الحسين عليه السلام انما ذهب الى الكوفة لان المجتمع الكوفي قد دعاه الى الثورة والى النهضة ضد الامويين" هذا ليس صحيحا وانما هو كلامه نوعا من الالزام لأولئك والا فالإمام الحسين من اول يوم في المدينة كان يقول انما خرجت لطلب الاصلاح وقال ويزيد رجل فاسق فاجر الى اخره ومثلي لا يبايع مثله والى غير ذلك من الكلمات، يعني ما كان ينتظر الى ان اهل الكوفي يدزون اليه الرسائل حتى يعلن نهضته وانما استفاد من ذلك في الزام هؤلاء الذين ارسلوا اليه بتلك الرسائل في الزامهم بانكم انتم دعوتم وانتم بالتالي مديونين، استصرختمونا والهين اصرخناكم موجفين الى غير ذلك. فبعض الكلمات الامام الحسين عليه السلام بعض الحوادث قالها لغرض معين لا يمكن لنا ان ننفيها مثلا لجهة من الجهات، مثلا البعض من المؤرخين المعاصرين والباحثين في السيرة يقول لك: ما يصير ان الحسين عليه السلام كان يطلب الماء وهو واقع على الأرض، ليش؟ قال: لان الامام الحسين عزيز نفس وهذا نوع من الذلة والامام الحسين ما يمكن ان يصير الى هذه الذلة ويطلب قطرة من الماء وهو البطل المغوار والى اخره، مثل هذه الحالة يقال اما ان يكون هذا النص ثابتا في السيرة أو لا، اذا كان ثابتا من ناحيه تاريخيه فلا معنى لهذا الاستبعاد ولا معنى لهذا النفي بناء على فكرة انا كونتها في ذهني. التاريخو الروايات على فرض وجود هذه الحادثة يمكن ان يقال: الامام الحسين عليه السلام في نفس الوقت اللي كان في اقصى درجات العزة والبطولة ايضا كان يريد اقامة الحجة عليهم وذلك بان مره يجيب ابنه ويطلب الماء لابنه حتى يبين هذا المستوى المتسافل في هؤلاء الناس ومرة أخرى وهو ابن رسول الله ايضا يطلب الماء ان ثبت بنقل تاريخي فلا مانع في ذلك ابدا ولا يعارض ذلك عزته ولا يعارض ذلك كبريائه ولا يعارض ذلك بطولته، وهنا اشير الى نقطة وهي ان قسم من الناس يرسم للإمام الحسين عليه السلام صوره معينة، الامام الحسين امام عنده كبرياء عنده عزة عنده بطولة، عنده كذا، ما عنده عاطفة، لا تعارض بين ذلك يمكن ان الامام الحسين أمام أولئك يقول: آليت ألا أقتل إلا حرا وإن رأيت الموت شيئا نكرا، ولكن مع سكينة كما نقل فيقول لها سيطول بعدي يا سكينه فاعلمي منك البكاء، اصل الحادثه انه يأتي اليها ويمسح على راسها ويهدئها بغض النظر عن ان هذا الشعر للإمام عليه السلام او ليس له وانما اصل الحادثة ان الحسين عليه السلام يأتي ويرق بل يبكي لحال بناته ونسائه واطفاله وهذا ممكن، ما في ما في تعارض بين البطولة بين العزة بين القوه امام الاعداء وبين الرقة والحزن والعاطفة مع العائلة، أي مؤمن هو هكذا بقدر ما يكون عزيزا شديدا على الكفار هو رحيم على المؤمنين، ورحيم في داخل بيته وامير المؤمنين عليه السلام اشتهر بكما قال عنه الشاعر: هو البكاء في المحراب ليلا هو الضحاك ما اشتد الحراب، كل شيء له موقعه وكل مكان له التصرف المناسب، فلا ينبغي ان يبادر الانسان مثلا الى النفي لأنه انا ما اعتقد الحسين يمكن ان يبكي ما اعتقد ان الحسين عليه السلام يمكن ان يطلب الماء، ما اعتقد ان الامام الحسين لما يشوف ابنه مثلا ينزل اليه ويضع خده على خده اذا ثبت ذلك من الناحية التاريخية وبالسيرة ذاك الوقت ما في مشكله في تفسيرها وفي توجيهها، مجرد انه انا صنعت للحسين عليه السلام صورة معينة فتجعلني تلك الصورة ارفض كل ما يخالفها في ذهني هذا قد لا يكون له وجه صحهةوبالتالي لا نصنع للحسين عليه السلام صورا ذهنية من عندنا نحن ثم نرفض ما يخالفه. صوره الحسين عليه السلام هو ما جاء في روايات جده محمد "ص" وما جاء في كلام امير المؤمنين عليه السلام وما جاء في كلام الائمه صلوات الله عليهم لان بعض روايات المقتل والسيرة هي مروية عن الامام الباقر عليه السلام، لعل الطبري وتاريخه وهو من اكثر الكتب التاريخية تقريبا التي فصلت في أمر كربلاء، اكثر هذه الروايات التي أوردها بسند ينتهي الى الامام الباقر عليه السلام والامام الباقر اما باعتباره شاهد عيان كان موجود في كربلاء وان كان صغير السن ونحن لا نعتقد بقضية الصغر والكبر بالنسبة الى الائمه عليهم السلام، او لا حتى اذا لم نقل بهذا المسلك فانه ينقل ذلك عن ابيه زين العابدين عليه السلام وهو شاهد عيان في الموقع والحادثة هذه هي الصورة ثم بعد ذلك ما نقلته الكتب التاريخية الموثوقة او الاخبار التي عليها قرائن الصحة، هذه هي صوره تقريبيه للإمام عليه السلام ولا ينبغي نحن ان نصنع للحسين صورة خاصة ثم ننفي ما عداها. مع كل ما سبق اثاره السؤال في كل موسم حول هذا التفصيل او ذاك التفصيل من الحادثة الحسينية ليس امرا فيه ضرر في تقديري، هو امر طبيعي، وقد يدل في بعض الحالات على أن قسما من الشباب لديهم مستوى من النقد ومستوى من الاستفهام، وينبغي ان يقابل هذا النقد والاستفهام بتوضيح الحقائق وشرح المسائل المختلفة، وينبغي الارشاد الى ان يثقف الشباب انفسهم والمؤمنون انفسهم بقضية كربلاء بالمطالعة الجادة، بعض الكتب والدراسات اللي صدرت خلال هذه ال25 سنه وأنا انصح نفسي ومن يسمع بالرجوع لها لتكون لنا أرضية واضحة في قضية المقتل بل من بدأيه حركه الامام الحسين عليه السلام منها مثلا من هذه الكتب كتب الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمة الله عليه، عنده كتب قيمة، عنده ثوره الحسين ظروفها الاجتماعية وابعادها الإنساني، كتاب قيم رغم انه ألف قبل اكثر من خمسين سنة وهو نافع وذو تحليل جيد وعنده ايضا كتابان اخران جيدان واحد انصار الحسين الرجال والدلالات واخر بعنوان ثورة الحسين في الوجدان الشعبي، هذه كتب ثلاثة نافعه ومفيدة لو ان الانسان اراد ان يتثقف حول قضايا كربلاء. من الكتب النافعة في هذا الميدان ايضا سلسله مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة خمسه اجزاء الفها الطبسيون عائلة اخوة واصهار وعلى مستوى معتبر ومتين تتبعوا الحركة الحسينية من خروج الحسين من المدينة الى مكة ومن مكة الى كربلاء وعاشوا الحدث الحسيني في كربلاء ثم من كربلاء الى الكوفة ومن الكوفة الى الشام ومن الشام الى المدينة مرورا بكربلاء، كتاب قيم وسلسله نافعه ومفيدة في هذا الميدان من الناحية التاريخية فيها تحقيقات مفيدة. من ذلك ايضا المرحوم الشيخ ريشهري عنده كتاب الصحيح من مقتل سيد الشهداء كتاب ضخم حوالي 1000 صفحه نعم هو شديد في امر قبول بعض الروايات وربما يلجأ الى نفيها ولكنه كتاب على مستوى مناسب وهو نافع في بابه ايضا كذلك. من الكتب في هذا كتاب للمرحوم الشهيد السيد محمد محمد صادق الصادر معروف بالصدر الثاني ليس سيد محمد باقر صاحب كتاب موسوعة الامام المهدي عنده كتاب صغير اضواء على ثوره الامام الحسين عليه السلام، لعله حدود 200 او 250 صفحة، إجابة على أسئلة بعضها فقهيه بعضها تاريخيه بعضها اجتماعيه وهو كتاب نافع لبعض الفئات بلا شك. وهكذا عدد اخر من الكتب، الفقير ايضا عنده السلسلة الحسينية يمكن ان تكون قد استفادت من هذه الكتب ومن غيرها، وخرجت أخيرا، غير هذه طبعا فاجعه الطف للسيد محمد سعيد الحكيم المرجع الديني رضوان الله تعالى عليه هذا بعد في مقدمه الكتب من حيث الاتقان وبالتالي هو تعامل مع قضيه الطف بقلم فقيه كبير، فلابد ان يأتي انتاجه انتاجا نافعا ومفيدا، ولحسن الحظ ليس كبيرا جدا يعني يمكن للكثير ان يقرأه حدود 600 صفحه في بعض الطبعات، بالإضافة الى استماع الانسان وهذا شيء حسن وسيره مستمرة طيبه من المؤمنين على الاستماع في ايام محرم، في العشرات الثانيه استماع الكتب المسموعة المحاضرات هذا شيء مستمر، اضافه الى ذلك ينصح من يريد او من يتردد في ذهنه بعض الأسئلة والملاحظات ان يقرا على الاقل كتابا في السيرة متقنا حتى يخلي له ارضية يقيس عليها بعض ما يسمع وبعض ما يتبادر الى ذهنه من الأسئلة ولا شك ان الكتاب المكتوب بدقه وبتامل وبتحقيق يصنع مثل هذه الأرضية لمن يريد ذلك. نحن مأمورون ايها الاحباب ايتها المؤمنات بأحياء امرهم فان في ذلك الاطلاع على سيرتهم ولا سيما سيره الحسين عليه السلام والقرب منهم بالتالي وتجديد الولاء معهم بالإضافة الى اضافه المعلومات وما شابه ذلك فاذا صار عندنا سؤال ملاحظه اشكال غير ذلك، لا ينبغي ان ينظر الى هذا نظرة سلبيو وانما ليكن هذا دافعا عند الانسان نحو البحث. صارت عندك مساله قضية تاريخيه عقائدية، لماذا صار ذاك الشيء أو لم يصر، ليكن هذا باعثا لك على البحث في المسالة، والان وسائل البحث اصبحت ميسرة، وخير ذلك كما قلنا ان تعمد الى بعض الكتب المتقنة لكي تشكل لنفسك ارضيه مناسبه حتى هذه الأرضية هي بعد تستوعب كل ما يأتي من تفاصيل نسأل الله سبحانه وتعالى ان يكتب لنا ولايتهم وشفاعتهم انه على كل شيء قدير. هذه الليلة تحسب ليله الانصار أنصار الحسين عليه وعليهم السلام الذين قال فيهم اني لا اعلم او لا أعرف اصحابا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت ابر من اهل بيتي ومقتضى هذا الحديث ان اصحاب الحسين يتقدمون على اصحاب رسول الله وعلى اصحاب امير المؤمنين وعلى اصحاب الحسن المجتبى عليه السلام. فان قوله لا يعرف اصحابا لا يعني موجودين بس انا ما اعرف عنهم، وانما او على طريقه القران (قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه) يعني لا يوجد ذلك الشيء لا اعرف اصحابنا افضل من اصحابي يعني لا يوجد، لا يعني ذلك بالضرورة ان كل واحد من هؤلاء هو افضل من كل واحد من غيرهم، بان يكون كل واحد من اصحاب الحسين مثلا افضل من كل أصحاب رسول الله بالآلاف ليس بالضرورة ذلك وان كان يمكن اذا اقيم الدليل عليه اذا اقيمت دليل عليه يمكن ان يدعى هذا الامر، القدر المتيقن منه قياسهم كمجموعة الى مجموعه اخرى ،هذه المجموعة من الاصحاب قياسا الى المجموعة الاخرى هي افضل وهذا تقريبا بالمثال العرفي هذا الفريق كمجموعه افضل من ذلك الفريق الاخر الرياضي كمجموعه لا يعني ان كل واحد من هذا الفريق هو افضل من كل اولئك يكفينا في توجيه هذا الحديث هذا المعنى ان هؤلاء الاصحاب كمجموعه هم افضل من اصحاب رسول الله كمجموعه وهم افضل من اصحاب امير المؤمنين كمجموعة، وهذا قد يشار ويستدل عليه بكثير من الامور منها ان هؤلاء نسبتهم الى اعدائهم كانت نسبه جدا منخفضة. ما ورد في الرواية ان الاعداء 30 الفا وهم بحدود المئة او نحو ذلك النسبة 100 الى 30,000 يعني نسبه واحد الى 300 ومع ذلك ثبتوا مع هذه النسبة اللي في سائر المواضع ما وجدناها مثلا نسبه المسلمين في بدر الى الكفار واحد الى ثلاثة وين واحد الى ثلاثة و وين واحد إلى 300 ، في احد ايضا قريب من هذا ونحو ذلك ومع ذلك في ذلك المكان انهزم قسم منهم هؤلاء نسبه واحد الى 300 ومع ذلك لم ينهزموا واقدموا على الموت واصحاب رسول الله وغير اصحاب رسول الله نسبتهم اكثر من هذا بكثير قياسا الى اعدائهم وفي بعض المعارك انهزموا. أقصى ما طلبه القران الكريم من المسلمين في قياس القوة (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) يعني واحد الى 20 هؤلاء واحد الى 300 ومع ذلك ركزوا قناهم في صدور عداتهم، وواجهوهم تلك المواجهة، نسبه النجاة عند اصحاب رسول الله عند اصحاب امير المؤمنين عند اصحاب الحسن على الاقل كانت 50% نسبه النجاة هنا بين اصحاب الحسين وبين جيش عمر بن سعد لا تكاد تذكر أصلا، شنو 100 واحد الى 30,000 ما هي نسبه النجاة والنصر والفوز لا تكاد تذكر اصلا ومع ذلك واصلوا وواجهوا وقاتلوا وإلى غير ذلك. فهؤلاء الأصحاب مدحوا من قبل الحسين عليه السلام بهذا الوصف العظيم انه لا يعرف اصحابا خيرا من اصحابه وانما الخير كله فيهم والفضل كله عندهم لما كانوا عليه ولصفاتهم المختلفة ونصروا الحسين عليه السلام في تلك اللحظات كما يقول الشاعر في موقف عق فيه الوالد الولد وواصلوا الى أن نالوا الشهادة والسعادة مع علمهم من الليل بانهم سيكونون شهداء وهذا في بعض الحالات قد يدعو الانسان الى التراجع ولكن هؤلاء ما زادهم ذلك الا مضيا على نياتهم وعلى ما كانوا قد عزموا عليه فوقفوا ذلك الموقف العظيم كبارهم وصغارهم شبانهم واحداثهم. الصغير مثل عمرو بن جنادة ابن اميه الانصاري قالوا عمره 11 سنه لما جاء الى الحسين عليه السلام يريد ان يستأذنه في القتال رده الحسين عليه السلام وقال هذا غلام قد قتل ابوه الساعة وأكره ان اجمع على امه ثكلين في ساعة واحدة مصيبتين مره واحده على امه ما يصير هذه امه تكون صعبه الموقف. سيدي ابا عبد الله كم مصيبة اجتمعت على أمك الزهراء في ساعة واحدة؟ أبنائها احفادها كلها اجتمعت تلك المصائب على فؤاد فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وعلى رسول الله صلى الله عليه واله وعلى امير المؤمنين. قال هذا غلام قتل ابوه الساعة وأخشى أو أكره ان نجمع على امه مصيبتين وثكلين فنادى عمرو بن جنادة :ابا عبد الله امي التي أمرتني وشدت علي حمائل السيف وقالت بيض وجهي عند فاطمة الزهراء. هذا الصغير منهم والكبير الطاعن في السن حبيب بن مظاهر الأسدي شيخ الشيعة الفقيه الذي جاء من الكوفة متخفيا وكان يمينا لمسلم بن عقيل وقد أدركته السعادة بخطاب من الحسين عليه السلام وبما وعده امير المؤمنين عليه السلام في وقت مبكر حين اخبره انه يقتل في نصر ابن بنت رسول الله، إلى أن جاء من الكوفة بين النخيل والبساتين حتى وصل على كربلاء.
مرات العرض: 5730
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 134804.93 KB
تشغيل:

القاصية للذئب الدعاة المنفلتون
علاقة الاخوة : أقسامها وآثارها